القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 12
فؤادي من الأشواق والصبوة امتلا
فؤادي من الأشواق والصبوة امتلا / وبي أعضل الأمر المشق وأشكلا
فيا من تمادت في التجنب والقلى / إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلى
تقولين لولا الهجر لم يطب الحب /
عدمت اصطباري بين قربك والنوى / وقد جد في الأحشاء وجد بها ثوى
تحيرتُ إن قلت ارفقي حثني الهوى / وإن قلت هذا القلب أحرقه الجوى
تقولي بنيران الجوى شرف القلب /
رويدك يا من بالتجافي أمتَّني / وأهملتَ فيما بالوصال وعدتني
إذا قلت رفقاً إنني ذبتُ زدتني / وإن قلت ما ذنبي إليك أجبتني
وجودك ذنبٌ لا يقاس به ذنبُ /
يقولون لا تنطق بما أنت عارف
يقولون لا تنطق بما أنت عارف / به بين أهل الجهل ذاك معيب
فقلت لهم خلوا الملام فإننا / بحكم التجلي والمجال قريب
شربنا وأهرقنا على الأرض جرعة / وللأرض من كأس الكارم نصيب
بأوج الهوى كم منزل قد علمتُهُ
بأوج الهوى كم منزل قد علمتُهُ /
ولوح وجودي بالكمال رقمتُهُ /
ولما جرى دمعي وصبري عمدتُهُ /
أبى الحب أن يخفى وكم قد كتمتُهُ / فأصبح عندي قد أناخ وطنبا
توقيت من شؤم السوى سوء مكره /
وطائر سرِّي ساكنٌ أوجَ وكرِهِ /
ومن لفؤادي قد حلا كأس فكره /
إذا اشتد شوقي هام قلبي بذكره / وإن رمت قربا من حبيبي تقربا
له نور وجه أصبح الكون ظلَّهُ /
تبارك فينا ذو العلا ما أجله /
هو الحق كلى قد أحل محله /
فيبدو فأفنى ثم أحيى به له / ويسعدني حتى ألذ وأطربا
ألا أيها الحادي لذاك الحمى سر بي
ألا أيها الحادي لذاك الحمى سر بي / فأهل الهوى قومي وجيرانُه سربي
لقد لذ لي في مروة الحب والصفا / إلى وصلهم سعي وقد طاب لي شربي
وعندي إلى تلك الوجوه صبابة / أزيل بها ما أوهمت لبسة الترب
وياويح عشاق الملاحة في الهوى / يحيرون بين الشرق للشمس والغرب
ومحبوبهم لا زال فيهم مخالفاً / إذا جنحوا للسلم يجنح للحرب
رضيت بوصل الروح للروح غيبة / ولم أرض في وقت اللقا نفرة العزب
أرى القرب في البعد الذي يقتضي الوفا / بعهد الهوى خيرا من البعد في القرب
وألقيت جسمي في ديار بعيدة / عن الحب حيث الروح مقضية الأرب
وصعب الهوى سهلٌ إذا كثر الرجا / وأنواع أفراح به شدة الكرب
وما القلب إلا موضع الفقد واللقا / وما الجسم إلا للمواجيد كالدرب
ومن جهل المحبوب فالضرب موجع / له ومتى يعرفه يلتذ بالضرب
ألا هكذا في النار حال أولي الشقا / غداً بعد تحويل الحجاب عن الرب
ويومئذ معناه يوم قيامة / ويوم خلود بعده وهو للذرب
وحك يد الجرباء يدمى قروحها / وتلتذ منه النفس في الأنفس الجرب
دع المنكرين الجاحدين فإنهم
دع المنكرين الجاحدين فإنهم / ستائرنا اللاتي لحجب الأجانبِ
من الغيب مدت بالكثافة وهي من / تجلى اسمه الستار رب المواهب
فصان بهم كالدر في صدف السوى / وكالعين بالأجفان تحت الحواجب
ولا ملِكُ إلا وحجّابه به / تحف اشتمالا بالقنا والقاضب
وللكنز أرصادٌ وفيه طلاسم / يصان بها في الناس عن نيل طالب
صدقت هم الحساد نار قلوبهم / لقد نفحت من عودنا بالأطايب
وصان بهم عنهم لباب علومنا / إله البرايا بالقشور السوالب
وقد ذادهم عن ورد حوض نبينا / لدينا بتبديل من الوهم غالب
خيالات أفكار من الغيب سلطت / ملائكة منهم بهم في تناسب
ويخبث أو يزكو من الأرض نبعُها / على قدرها وهو اختلاف المشارب
رفعنا إلى أوج العلاء رؤسنا
رفعنا إلى أوج العلاء رؤسنا /
ورضنا على حكم الغرام نفوسنا /
وللغير لم نحتج به أن يسوسنا /
أيا ربة الألحان ديري كؤسنا / على من لهم في الحب أوفر منصب
أحبة هذا القلب جادوا لصبهم /
وقد طاب عيشي من دواهم وطبهم /
خذي يا صبا عني أحاديث قربهم /
وحيي أناساً قد شغفنا بحبهم / لهم منحة منا وودُّ مقرِّبِ
سرينا من التوفيق فوق نجائبِ
سرينا من التوفيق فوق نجائبِ / إلى أن دخلنا في ديار الحبائبِ
وقرت عيوني بالعيون التي رنت / إليَّ بأحداق كمثل القواضب
وفي زمزم الإقبال كان اغتسالنا / عشية أجنبنا بمس الأجانب
وطفنا ببيت العز في ذلة الهوى / وقمنا بفرض في المحبة واجب
وللحجر المعروف قام استلامنا / مقام عهود في حقوق لوازب
ونلنا الصفا عند الصفا يوم سعينا / إلى مروة التركيب فوق المراكب
وفي عرفات الوصل نلنا معارفاً / تجل عن الترتيب بين المراتب
ومزدلفات القرب مسجد خيفها / تجرد عن خوف به في الرغائب
وهذا منى قلبي بوادي منى دنا / وقد فزت من تحصيله بالغرائب
ألا يا لقومي من غزالة وجرة
ألا يا لقومي من غزالة وجرة /
جفتني وعني أظهرت فرط نفرة /
دخلت ولما صرت منها بحضرة /
نظرت إليها فاستحلت بنظرة / دمي ودمي غال فأرخصه الحبُّ
محجبة طرف الذي رامها عمي /
لها كل حسن في البرية ينتمي /
بذلت لها روحي وجسمي مرتمي /
وغاليت في حبي لها ورأت دمي / رخيصا فمن هذين داخلها العجبُ
نظرت إليها فاستحلت بنظرة
نظرت إليها فاستحلت بنظرة / على البعد شتمي ثم منها بدا السبُّ
وقالت ستدري ما أريد وقصدها / دمي ودمي غال فأرخصه الحب
وغاليت في حبي لها ورأت دمي / يجود به حبي فقالت هو الذنب
خرقت حجابي مذ نظرت تظنه / رخيصاً فمن هذين داخلها العجب
نظرت إليها فاستحلت بنظرة
نظرت إليها فاستحلت بنظرة / بعادي عنها والبعاد لي القربُ
وقد أعرضت عني وولت مبيحة / دمي ودمي غال فأرخصه الحب
وغاليت في حبي لها ورأت دمي / من العين أجراه بكائي والنحب
فقالت دم العشاق إني رأيته / رخيصا فمن هذين داخلها العجب
أيامن له الأشواق مني كثيرة
أيامن له الأشواق مني كثيرة /
ومني دموعي يوم بان غزيرة /
ويا من لقلبي في هواه سريرة /
فليتك تحلو والحياة مريرة / وليتك ترضى والأنام غضاب
خيالك في قلبي لقلبي مسامر /
وحبك للعشاق ناه وآمر /
فيا ليت غيث الوصل لي منك غامر /
وليت الذي بيني وبينك عامر / وبيني وبين العالمين خراب
لقد ذاب كلي في لقاك لك الهنا /
وبدل فقري في تجليك بالغنى /
وأنت هو الموجود حقا ولا أنا /
إذا صح منك الود يا غاية المنى / فكل الذي فوق التراب تراب
يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ
يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ / ويفقد كل عنده من يخاطبُهْ
كلانا وجود واحد فهي تارة / وإني طوراً والجميع مراتبه
ويا ليت شعري إن يكن هو حاضراً / فمن ذا أنا حتى أكون أقاربه
ومن هو عندي إن حضرت به أنا / ولكنها جلت علي مواهبه
هو الحق والنور الذي هو للورى / مداد به قد خطهم فيه كاتبه
فلا حرف إلا وهو فيه محقق / تضيء بشمس الذات منه غياهبه
رعى الله قوماً لا يرون له سوى / لرؤيتهم أن ليس شيءٌ يناسبه
تبدَّى فأخفاهم فكان مخاطباً / سرائر غيب واسمهن حبائبه
يناجي فلا يلقى سواه مجاوباً / فيكثر منه الشوق إذ شط غائبه
فطوراً يناديهم حبائب حضرتي / وهم عدم ما منهمو من يجاوبه
وطوراً عليهم يكثر الجود والعطا / فيثبت فيهم حبه ويواظبه
ألا يا ابن علمي إنني أنت بل أنا / هو الكون معروفاته وغرائبه
أنا مفرد والكل جمعيَ فإنَّهُ / على غير لفظي جاء بالأمر واهبه
كما جمعوا خلداً بلفظ مباعد / وما فيه حرف منه يدريه طالبه
سوى حرف دال بالدلالة مشعر / عليه إليه منه جدت ركائبه
وبالإعتبار الفرق وهي مراتب / لواحد أعداد تأنت مذاهبه
أنا الفلك في بحر الإرادة سائر / أنا الفلك الدوار تبدو كواكبه
قطعت إليه الكون أومض برقه / فيافيه لي مطويةٌ وسباسبه
وقلبي بغيب الغيب في معرك السوى / تجرّد عن تلك الغموض قواضبه
إلى أن بدت ذات الوجود فأفرغت / على مقتضى الإسم المريد قوالبه
وعاد كثيراً ليس يحصي وواحداً / فقلنا تعالى الله قد جل جانبه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025