المجموع : 16
فحقَّ لمثلي أن يقولَ لمثلها
فحقَّ لمثلي أن يقولَ لمثلها / فديناكَ منْ ربعٍ وإن زدتنا كربَا
وكيفَ عرفنا رسمَ مَنْ لم يدعْ لنا / فؤاداً لعرفانِ الرسومِ ولا لُبّا
كأنَّ نجومَ الليلِ خافتْ مغارَهُ / فمدَّتْ عليها مِنْ عجاجتِهِ حجبا
سلامٌ كنشرِ الروضِ باكَرَهُ الحَيا
سلامٌ كنشرِ الروضِ باكَرَهُ الحَيا / وألطفُ مِنْ مرِّ النسيمِ وأطيبُ
على أريحيٍّ مذْ سمعتُ بذكرهِ / أُغالبُ فيهِ الشوقَ والشوقُ أَغلَبُ
ألا مبلغاً قاضي القضا تحيةً / يُخصُّ بها فَهْوَ المحبُّ المحبَّبُ
عظيمُ الندى كهفُ الردى غائظُ العدى / إمامُ الهدى نائي المدى متقرّبُ
فيا منصبَ الحكمِ العزيزَ ابتهلْ عسى / تنالُ الذي ترجوهُ منهُ وتطلبُ
عسى عطفةٌ منهُ عليكَ وعودةٌ / فقدْ طال من قاضي القضاةِ التغضُّبُ
بسيطُ الندى حاوي النهايةِ شاملٌ / بإيضاحِهِ معنى البيانِ مقرَّبُ
وإنَّ لهُ في تركِهِ الحكمَ راحةً / ولكنْ قلوبُ الناسِ واللهِ تَتْعَبُ
فمن ذا سواهُ في الورى لا تلمُّهُ / على شَعَثٍ أيُّ الرجال المهذَّبُ
أيا حاجبَ السلطانِ زانَكَ حاجبٌ
أيا حاجبَ السلطانِ زانَكَ حاجبٌ / وأغناكَ في الهيجاءِ عَنْ قوسِ حاجبِ
ويا صدغَهُ الملويُّ إنَّ لحاظَهُ / سيوفٌ حدادٌ يا لؤيُّ بنَ غالبِ
إذا ما هجاني ناقصٌ لا أُجيبُهُ
إذا ما هجاني ناقصٌ لا أُجيبُهُ / فإنِّيَ إنْ جاوبتُهُ فلِيَ الذَّنْبُ
أُنزِّهُ نفسي عن مساواةِ سفْلةٍ / ومنْ ذا يعضُّ الكلبَ إنْ عضَّهُ الكلبُ
أيا عائبي الخرساءِ كُفُّوا فَلَحْظُها
أيا عائبي الخرساءِ كُفُّوا فَلَحْظُها / هوَ السيفُ لا بلْ كالأسودِ الغوالبِ
محا السيف أسطارَ البلاغةِ وانتحتْ / عليكمْ أُسودُ الغابِ من كلِّ جانبِ
فؤادي إلى آلِ النصيبيِّ مائلٌ
فؤادي إلى آلِ النصيبيِّ مائلٌ / وودّي لهم في مَحْضري ومغيبِ
فبيني وبينَ القومِ نوعُ تجانسٍ / إذا طاب أصلُ الوردِ فهو نصيبي
أبائعَ حَبِّ القمحِ في وصلِ شادنٍ
أبائعَ حَبِّ القمحِ في وصلِ شادنٍ / لعونٍ ضحوكٍ للعقول سلوبِ
حظيتَ بردِّ العجزِ للصبر فاحتقرْ / قليبَ حُبوب في حبيبِ قلوبِ
إذا الحاجبُ المذمومُ عنْ حلبٍ مضى
إذا الحاجبُ المذمومُ عنْ حلبٍ مضى / ودامَ بها المشكورُ أنشد صاحبي
تبدَّتْ لنا كالشمس تحتَ غمامةٍ / بدا حاجبٌ منها وضنَّتْ بحاجبِ
أأخشى منَ الأعداءِ واللهُ ناصري
أأخشى منَ الأعداءِ واللهُ ناصري / بخدَّامِ حظٍّ إنْ دعوتُ أجابوا
فقلبيَ مسرورٌ وسعديَ مقبلٌ / وحربيَ نصرٌ والمقالُ صوابُ
مدينةَ عزِّ الدينِ طبتِ مدينةً
مدينةَ عزِّ الدينِ طبتِ مدينةً / وكلُّ مكانٍ ينبتُ العزَّ طيِّبُ
ولو كنتُ في أبوابهِ كنتُ راضياً / فلا أشتكي فيها ولا أتعتَّبُ
أيا باعثي أقضي بشيزرَ ما الذي
أيا باعثي أقضي بشيزرَ ما الذي / أردْتَ قضا أشغالِهِمْ أم قضا نحبي
حكيْتُ بها الناعورَ حالاً لأنني / بكيتُ على جسمي ودرتُ على قلبي
أتهزأُ بي لمَّا أجدُّ وتلعبُ
أتهزأُ بي لمَّا أجدُّ وتلعبُ / وتعجبُ مِنْ حالي وحالُكَ أَعْجبُ
ألا طالما قَدْ كنتُ مثلكَ ساعياً / لجاهٍ ومالٍ جاهداً أَتَطَلَّبُ
وطالَ اجتنابي للخمولِ فذقتُهُ / فطابَ فأحببْتُ الذي أتجنَّبُ
وما العيشُ إلا في الخمولِ مع الغنى / فشكراً لمنْ في فضلِهِ أتقلَّبُ
رضيتُ كسادي واستخرْتُ بطالتي / وقلبيَ مسرورٌ وعيشيَ طيِّبُ
وما ذاكَ عَنْ مالٍ جزيلٍ وإنَّما / كفاني كفافٌ والقناعةُ تغلبُ
ولو ذقتُم طيبَ القناعةِ مُتَّمُ / عليها ولكنْ بدرُها يُتهيَّبُ
تركتُ لكمْ عزَّ القضاءِ وجاهَهُ / وأبعدتُ عنهُ خائفاً أترقبُ
فقوموا على ساقَيْ حديدٍ وشمِّروا / لنيلِ علاءٍ واهجروا النومَ واطلبوا
وميلوا وجولوا واحكموا وتخولوا / وصولوا وطولوا وانبذوا الزهدَ وانهبوا
ستعلَمُ نفسٌ أيَّ حملٍ تحمَّلَتْ / ليومِ أسى مِنْ هولِهِ الطفلُ أشيبُ
لقدْ نلْتُ مِنْ كنزِ القناعةِ بغيتي / وجانبتُ حرصي والحريصُ معذَّبُ
وعفْتُ بني الدنيا وغادرْتُ برَّهُمْ / لغيري فلا أشكو ولا أتعتَّبُ
فيا لائماً قَدْ لامَ في تركِ منصبٍ / خُطبتُ لهُ تَرْكي لذلك منصبُ
كذا سنَّةُ الدنيا إذا تركَ الفتى ال / مناصبَ جاءَتْهُ المناصبُ تخطبُ
أأرجعُ بعدَ العتقِ في الرقِّ ثانياً / فلا أمَّ لي إنْ كانَ ذاكَ ولا أبُ
تركْتُ حسودي والولاياتُ همُّهُ / يجاهدُ في تحصيلهنَّ ويدأبُ
وما جهلتْ نفسي المعالي وطيبَها / ولكنْ رأتْ أنَّ السلامةَ أطيبُ
أصونُ الذي عُلِّمته عنْ مذلةٍ / فللعزِّ في الدارينِ قد كنتُ أتعبُ
ورحْتُ خفيفَ الظهرِ عنْ منَّةِ امرئٍ / تهتَّكَ بالآثامِ وَهْوَ محجَّبُ
يقالُ لهُ قاضي القضاةِ تعدِّياً / وظلماً وهذا القولُ للهِ أوجبُ
ولو أنني أرضى الهجاءَ ذكرتُهُ / صريحاً ولكنَّ الكنايةَ أَهْيَبُ
تلبَّسَ أثوابَ الرياءِ تَصَنُّعا / ليغسلَ عنهُ الذمَّ والطبعُ أغلبُ
غدا بَعْدَ حَرِّ الفقرِ رطباً مبرَّداً / وقدْ بانَ لي أنَّ المبرَّدَ ثعلبُ
يقولون لي فيكَ انقباضٌ وإنما / رأوا رجلاً عنْ موقفِ الذلِّ يهربُ
ولو شئتُ فقتُ الكلَّ حرصاً وجرأةً / فأُرضي بجمعي وأرثي وأَغضب
أأكنزُ أموالاً واحملُ إثمَها / وأتركُها للوارثينَ وأذهبُ
على اللهِ رزقُ الوارثينَ وغيرِهم / فَبُعْداً لشخصٍ مِنْ سوى اللهِ يطلبُ
أيا حاجبَ السلطانِ زانكَ حاجبٌ
أيا حاجبَ السلطانِ زانكَ حاجبٌ / وأغناكَ في الهيجاءِ عنْ قوسِ حاجبِ
أيا صدغَهُ الملويَّ إنَّ لحاظَهُ / سيوفٌ حدادٌ يا لؤيُّ بنَ غالبِ
أيا عائبي الخرساءِ كفُّوا فلحظُها
أيا عائبي الخرساءِ كفُّوا فلحظُها / هوَ السيفُ لا بلْ كالأسودِ الغوالبِ
محا السيفُ أسطارَ البلاغةِ وانتحتْ / عليكمْ أسودُ الغابِ منْ كلِّ جانبِ
تعشقتُهُ لَدْنَ القوامِ مهفهفاً
تعشقتُهُ لَدْنَ القوامِ مهفهفاً / شهيَّ اللمى أحوى المراشفِ أشنبا
وقالوا بدا حبُّ الشبابِ بوجهِهِ / فيا حسنَهُ وجهاً إليَّ مُحببا
لقد عدم الإسلامُ حِبراً مبرِّزاً
لقد عدم الإسلامُ حِبراً مبرِّزاً / كريمَ السجايا فيه معْ بعده قرْبُ
عجبتُ وقد دارتْ رحى العلمِ بعده / وهل للرحى دورٌ وقد عدمَ القطبُ