القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 11
أحِنُّ إلى تُرْبٍ ثوى سكناً به
أحِنُّ إلى تُرْبٍ ثوى سكناً به / فَألْثَمُه شَوْقاً لِمَنْ وُسّد الترْبا
وأُطْبِقُ أجفاني أُحاوِلُ غَفْوَةً / فيَأبى هُناك الهُدب أن يصِلَ الهُدْبا
لَعَمْري لَقَد نالَ الرّدى مِنِّيَ الذي / أرادَ وخَلَّى الصَّبرَ مُقْتسماً نَهبا
فَغَيّضَ مِن ماء الحياة معِينه / وَضَيَّق من ذرْعي بِما صَنعَ الرّحبا
تَبَاعَد مَنْ أهْوى وشطّ مَزَارُهُ / وبَدَّل نَأياً شاسِعاً ذلِك القُرْبا
فَلو أنّني طَوَّعْتُ قَلبِيَ ساعةً / قَضى نحْبَهُ لَهفا عَلى مَن قَضى نَحبا
إذا رَحَل الرّكْبُ العِراقيُّ سُحْرَةً
إذا رَحَل الرّكْبُ العِراقيُّ سُحْرَةً / إلى الخَيفِ مِن وادي السّنا فالمُحصَّبِ
هَتَفْتُ بكُم قَلبِي لَديكم فَعَرِّجوا / أوَدِّعْه إذ خَبَّ المَطِيُّ بِكُمْ وَبي
وإلا فرُدّوهُ عَلَيَّ فإنَّه / مَتَاعٌ قَلِيلٌ بَعْد قَلْبِي تَقَلُّبي
ورافضةٍ من مائها في هوائِها
ورافضةٍ من مائها في هوائِها / نَثاراً يُريها في عدادِ النَواصبِ
تمُجُّ كِبار الدُّرّ في دَوَرَانِها / فلو لُقِطتْ زانَتْ نُحورَ الكَواعبِ
وتُفْرِغُ أنواع الفُروغ صَوادِقاً / دِلاءٌ لها مُنْهَلّةٌ كالسّحائبِ
بناتُ الرياضِ العِينُ من أخواتِها / فتَبكي عَليها بالدموعِ السّواكبِ
وتَجعلُ تَرْدادَ الحَنينِ لأصْلِها / دلالَةَ طِيب المُنْتَمَى والضَرائبِ
فَإنْ يَكُ للماء السّلاسِل رُوحُها / فَجُثمانُها في الدّوْحِ عالِي المَناسبِ
من الخائِضاتِ النهرِ يَسمو حَبَابُه / فيُذْكرُ من حُسْنٍ ثُغورَ الحَبائبِ
فمِن مبطئٍ يَحكِي إِذا انحطّ أوْ رَقَى / جَمال سَمَاءٍ زُيّنَت بكَواكِبِ
تَدورُ عليهِ فهيَ تَخشاهُ هَيْبَةً / في ما من الكمِيّ المُحاربِ
ومن عَجَلٍ فيها ورَيْثٍ تَخَالُها / إذا اعْتوَرَتْها طامِيات الغَواربِ
تُولّي فِراراً منه خِيفَة نَهْشِهِ / فَيُنْشِبُ في أضْلاعِها فَمَ جاذِبِ
وقَدْ أصْبَحَا إلْفَيْن يَعتَنِقان في / مُلاعَبَةٍ أثْناء تِلْكَ المَلاعبِ
فَتَأتِي لَه مِثْل الغِياثِ لِوَقْتِه / بِمُنْسابة منْساحَة في المَذانبِ
أرَاقِمُ للبُستَانِ خَيْرُ رَواقِم / سَوالِبُ لِلأشْجان خَيْرُ سَوالِبِ
أمَا بَعْد عَتْب العامِرِيّة مِن عُتْبى
أمَا بَعْد عَتْب العامِرِيّة مِن عُتْبى / لقد قَطَعَتْ حتّى الوَلائِدَ وَالكُتْبا
إِذا زُرْتها لاقيتُ حجبا مِن القَنا / وبيض الظُّبى تحمي البَراقِع والحجبا
فأَرْجع أدراجي وَلَوْ شِئتُ خاض بي / لقُبّتها طرْفي جنابَتُها القَبّا
وما ذاك جُبْناً بل حيَاءً وَعِفّةً / مِن الحيّ أن يدْرُوا بمَن شفّني حُبّا
لَهَا اللّهُ لِمْ ضَنّتْ عَلَيّ بِوَصْلِها / وَلِم حَرمَتني القرْبَ دونَ ذرَى القرْبى
وَما ضَرّها أنّي يَمانٍ وأنّها / لِقَيْسٍ ألسْنا في تعارُفِنا عُرْبا
تَذود عن الثّغْر الشّنيبِ بِلَحْظِها / فيا مَن رأى عضْب الظبا يحرُسُ العَذبا
بِعَادٌ وإِعراضٌ عَلَيّ تَعَاقَبا / فيا فَاتِني بالحُسْنِ حسّنْ ليّ العُقبى
إذا كان إسعادي لِسُعدى مُنافِراً / فماذا عسى يُؤثرُ بي با
وللّهِ ذات القلْب والحَجْل كُلّما / أحَاولُ أن تَرْضَى تَطلعُ لي غَضْبى
يَقَرُّ بعَيني أن أزورَ مَغَانِياً
يَقَرُّ بعَيني أن أزورَ مَغَانِياً / بِسَاحَتِها كُنّا نَخوضُ ونَلْعبُ
إذا العَيْش غَضٌّ والشَبيبَةُ لَدْنَةٌ / وسافرُ وَجْه الحُسْنِ ليسَ يُحجّبُ
فكُلُّ صَباحٍ في الشُّروقِ مفضَض / وكل أصيلٍ في الغُروبِ مُذَهّبُ
وَما أربي إلا الرُّصافةُ لَوْ دَنَتْ / وَهل لِلْهوى إلا الرُّصَافةُ مَذْهبُ
لكَ الخَيْرُ أمْتِعنِي بِخَيري رَوْضَةٍ
لكَ الخَيْرُ أمْتِعنِي بِخَيري رَوْضَةٍ / لأنْفَاسِهِ عِنْد الهُجوع هُبوبُ
أليسَ أديبُ النّوْر يَجعلُ لَيْلَه / نَهاراً فيَذْكو تَحْتَهُ ويطيبُ
ويَطوي معَ الإصباحِ مَنْشورَ نَشْره / كَما بانَ عَن ربع المُحبّ حَبيبُ
أهِيمُ بِهِ عن نِسْبَةٍ أدَبيّةٍ / ولا غَرو أنْ يَهْوَى الأديبَ أديبُ
ألَمْ تَرَها تَسْمو لأشرَفِ غَايَةٍ
ألَمْ تَرَها تَسْمو لأشرَفِ غَايَةٍ / وتَسبِقُ سَبْق المقرباتِ الشَوازِبِ
إذا أصْدَرَتْ غُبْرُ السّباسِبِ وافِداً / لَها أوْرَدَتْ شرْواه خُضْرُ الغَوارِبِ
سَعادَةُ آفاقٍ بِها شَقِيَ العِدَى / كبت بمَجاريها مجرّ الكَتائِبِ
أَجابَتْ نِداء الحَقّ تَبْغي نَجاتَها / فأَعْقَبَها التّوفيقُ حُسْنَ العَواقِبِ
وَكانَتْ عَلى الكُفّارِ غَير مُعانَةٍ / فَسُرعان ما قَدْ صُرّعوا بِالقَواضِبِ
هُوَ الزّمَنُ المَضروبُ للنّصْرِ مَوْعِداً / ومازالَ وَعْدُ اللّهِ ضَرْبَةَ لازِبِ
لَقَد رَاقَبَتْ عام الجَماعَةِ بُرْهَةً / فَلَمْ يَعْدُها إِقرارُ عَيْنِ المُراقِبِ
هَنيئاً لأَهلِ العُدْوَتَينِ عِدَادُهُمْ / بإِخلاصِهِم في المُخْلِصِين الأطايِبِ
أَطاعُوا الإِمام المُرْتَضَى وَتَسابَقوا / إلى سَنَنٍ يهدي إِلى الرُّشد لاحِبِ
إلى مَذْهَبٍ سنّتْه سبْتةُ قاصِدٍ / بِهِ عَدَلُوا عَنْ زَائِعاتِ المَذاهِبِ
ألا هَذِه حِمْصٌ تُناسِبُ طاعَة / سِجلماسة في رَفْضِها لِلمناصِبِ
وَما خالَفَت غرْناطةٌ رَأي رَيّة / لتَشْمُلَ أنْوارَ الهُدى كُل جانِبِ
وَجَيّانُ لم تَبْرح كشلْبٍ وطَنجَةٍ / مُبارِيةً هُوجَ الصَبا والجَنائِبِ
لتسْعد بالرّضوانِ بَيْعاتُها التي / كَفى شَاهِدٌ مِنْه تَأمّلَ غَائِبِ
وَهَلْ قَدَحتْ إلا لِفَوْزٍ قِداحُها / فَلا غَرْوَ أن تَحظَى بِكُبرَى المَواهِبِ
كذا الخُلَفَاءُ الأَكرَمونَ مَنَاسِباً / تُنالُ بِهِم عَفواً كِرامُ المَطالِبِ
مَمَالِكُ ألْقَت خُضّعاً بِقِيادِها / إلى مَلِكٍ في العِزِّ سامي الذّوائِبِ
بهِ اعْتَصَمَتْ مِمّا تَخافُ عَلى النَوى / فلَيْسَ مَرُوعا سِرْبُها بالنّوائِبِ
سَتَظْمأ مِنْ وِرْدِ الرّدى جَنَباتُها / وإنْ رويتْ قِدما بِصَوْب المَصائِبِ
وَيَثْنِي مُلوُك الرّوم عمّا تَرُومُه / بِعَزْمة رَاض للدّيانة غَاضِبِ
وَمن يَرهَبُ الجُلّى وَهَذا جَلالُه / عَلى الأَمْنِ مَحْمولٌ بِهِ كُل راهِبِ
لأندَلُسَ البُشرى بِنَصْرِ خَليفَةٍ / ضَروبٍ بِنصْل السيف زاكي الضَرائِبِ
قَريبٌ عَليهِ نيْلُ كُلّ مُحاوِلٍ / وَلو كانَ بُعداً في مَحَلّ الكَواكِبِ
تَعَوّدَ إمْلاء النّوادِرِ بَأسُه / بِحَيثُ تَعِيها صارِخاتُ النّوادِبِ
غَرائِبُ مِن نَظْمِ الكُماةِ بِنَثْرِهِ / كُعُوبَ القنا واهاً لتِلك الضّرائِبِ
وقامَ بِحِزْبِ اللّهِ يَنْصُرُ دينَهُ / فلَمْ تَهَبِ الدُّنيا طُروقاً لِحازِبِ
وَقَدْ جَعل الهَيْجا رِياضاً خِلالَها / يُفجِّر أنْهارَ الدّماء الصّوائِبِ
أمَدّ بِجدٍّ صَاعِدٍ جُرَعَ الرّدى / عِدَاه فمَغْلُوبٌ بِهِ كُلُّ غَالِبِ
ومَن كانَ بالإحسانِ والعَدْل قَائِماً / فلَيسَ يُقِرُّ العَضْبَ في يَد غَاصِبِ
بِمَطْلَعِ يَحيى غار كلُّ مخالِف / ومِنْهُ اسْتماح السّلمَ كلُّ مُحارِبِ
وكَمْ أظهَرَ الماضونَ شَوْقاً لعصْرِهِ / بِما خَبّروه في العُصورِ الذّواهِبِ
إمَامَتُهُ أَلْوَتْ بِكُلّ إِمَامةٍ / وَبِالصُّبْحِ وَضّاحاً جَلاءُ الغَياهِبِ
هيَ العُرْوَة الوُثْقى ومنْ يعتصم بها / فلَيسَ يُبالي ناجِياً بالمَعاطِبِ
بنورِ هُداها يَقْتدِي كُلُّ تَائِه / وَمَحْضَ رِضاها يَقْتَني كُلُّ تائِبِ
أيَقْصُر عنْ فَتْح المشارِق بعْدَما / تَقاضى بِأَمْرِ اللّهِ فَتْح المَغارِبِ
وَسارَ إِلَيها في المقانِب زاحِفاً / وَلَو شاءَ لاسْتَغْنَى بِزُهْرِ المَناقِبِ
يُضارِب في ذاتِ الإلَهِ وَلَم يَكُنْ / لِيُخفِقَ في الأيامِ سَعْيُ المُضارِبِ
مَديد الغِنى من كَفِّه مُتقارِبٌ / لِمُنْتَزَحٍ عَن بابِهِ وَمُصاقِبِ
أجارَ من الإظْلامِ ثاقِبُ نُورِهِ / فَلا زالَ جاراً لِلنجومِ الثّواقِبِ
هنيئاً لوَفْدِ الغَرْبِ من صفوة العُرْب
هنيئاً لوَفْدِ الغَرْبِ من صفوة العُرْب / قُدومٌ على الرُّغبِ المُجيرِ من الرُّعبِ
وهَصْرٌ لأفنانِ الأماني أفادَهُم / أفانينَ حصْبِ الجُودِ بالرَّفْهِ والخِصْبِ
ألم تَرهُم أفضوا إلى فائض النّدى / فلقّاهُمُ بالنائِل الرّحب والرّحْبِ
وَقَلّدهم لَمّا كَساهُم فَلا تَرى / سوى العضْبِ حَلاهُ النُّضارُ عَلى العَصْبِ
تَحارُ عُقُولُ المعْقِلِيّينَ في لُهىً / كَفى السّحْب من فَضْفاضِها نُجْعة السحبِ
بِعَيْشِهِمُ هل أحْرَزوا قَبْل مِثْلَها / إذِ العَيْشُ بينَ القَسْبِ يَرْتادُ والسَّقَبِ
وأنْفَسُ مِنها ما أُفيدَ من الهُدى / وإن جَعَلَتْ تُربي عَلَى عَددِ التُّرْبِ
أَما انْجَلَتِ الجُلّى أما التَأم الثأى / فلِلّه شَعْبٌ قابلوا الصّدْع بالشّعبِ
دَنا بِهم الإخْلاصُ والدار غُرْبَةٌ / فكعْبُهم يَعلو رُؤوسَ بني كَعْبِ
هُمُ الرّكْبُ حاد الكْرب عَنهم محيدَهم / عَن الجَرْيِ في الإيضاعِ والخَبّ في الخبِّ
بُدوراً إِذا ما قطّب الجَوُّ أشرَقوا / تَدور رحاهُم مِن هِلالٍ على قُطْبِ
إنابَتُهُم تَقضي بِصِدْقِ منابهم / وعَزْمَتُهُم تُنْبي بِأنّ الظّبى تُنْبي
هَدَتْهُم إِلى الهادِي الإمام سعادَةٌ / تؤُمُهم بالسّرْبِ يوهِب والسّرْبِ
وتُعلمُهم أن ليس كَالْغَيْهَب الضُّحى / ولا السّابِقاتُ الجُرْد كالرُّزح الجُرْبِ
ومَنْ رامَ يحيى كَعْبَةً لِطَوافِه / غدا لا يُهابُ الهَضْم في ذَرْوَة الهَضْبِ
إمامُ هُدى أفنى الضّلال مُسلّطاً / عليهِ بِأوْحى القَضْبِ ماضية القُضْبِ
وبَحْر ندىً منْ يَرْجُ فيض عُبابه / يَفُزْ بالنُّضار السبك والوَرِق السَّكْبِ
أبَرّ على الأملاك بِراً مباركاً / صَنائعُه وهي الجسامُ إلى ربِّ
وأنْفَذَ عدْوَ الخَيْلِ في طلبِ العِدى / وَبنْدُ الهُدى منهُ إلى ملكٍ نَدْبِ
يُحبّر كُتْباً أو يَجُرُّ كتائِبا / وحَسبُك بالحِبْر المغامر في الحَرْبِ
فَكَمْ عَالِمٍ أرْدَتْ عُلاهُ وَمُعْلَمٍ / بِضَرْبٍ من التبكيتِ كالطّعنِ والضّربِ
عَلى النّشْجِ مقصورُ الزّهادةِ والتُّقى / وصارمُه الظمآن في العَلِّ والعَبِّ
أما راعَ منهُ الشّرقَ تأييدُ أرْوَعٍ / سَطا غَيْرَ نابي الغَرْبِ والحَدّ بالغَرْبِ
يُديل من الإملاقِ والفَقْرِ بِالغِنى / ويُفرِجُ بالكَر العَظيم من الكربِ
ويُؤمِنُ مَن تَضْطَرُّهُ حالُ مَحْلِه / إلى الخبطِ في الآفاقِ مِن خيفةِ الخطبِ
أوَى الدّين من سُلطانِه لِمُناجِزٍ / مُناوئَه بَسْلٍ على الدّم بالذّبِّ
أقامَ صَغاه يَوْم قام لِنَصْرِهِ / بصبح الأعادي الحَيْنَ في أشرَفِ الصَّحْبِ
تَرى كُلّ جحجاح إذا اعتزّ واعتَزَى / إلى الحَسَبِ الوَضّاحِ نادى بهِ حَسْبي
خَضيب الظُّبى من خضْدِه شوْكةَ العِدى / كأنّ به شَوْقاً إلى الخَضْدِ والخَضْبِ
تَقَبّل آثارَ الخَليفَة مُسلِفا / بِها قُرباً تحْظى من اللّهِ بالقُرْبِ
وَهَلْ هِيَ إلا الصّالِحاتُ بِأَسرِها / فَعُجْ بي عَلَيْها أستجدَّ بها عُجبي
وأُملي قَريضاً لا أملُّ تَوسُّلا / إلَيها بسحْرٍ منه يُعربُ عن حُبِّي
هُيامي بِأن يَرْضى إمامي وحَبّذا / فيأمُر من رحْماه بالغِبّ للصّبِّ
خِلافاً لِمن يَهذي بِلُبْنى وخوْلَةٍ / ويَحمِلُ ما يودي من اللسْنِ والنّسبِ
وَلَم أرَ كالهَيْمانِ يقْنَعُ في الهَوى / فتوناً بمُرِّ العَذْلِ من حلْوهِ العَذْبِ
ويَصْبو لخطْفِ البَرقِ أو هَبَّة الصَّبا / فَيُضحي ويُمْسي نُصْبَ ذلك في نَصْبِ
ومِنْ نِعْمة المَوْلى عليّ تخلُّصي / بِحُبّ العُلى من حالِي العيْث والعيْبِ
أما وحُلاها لا أسرّ صَبابَةً / إلى غَيرها قَلْبي ثَباتاً بِلا قلبِ
فإبْداء ما استنبطْتُ في الشكرِ شيمَتي / وإهدَاء ما اسْتَبْضَعْتُ من أدبي دأْبي
وفَوّضَ في سُلطانهِ لاضْطِلاعِه / ولابُدّ للجَيْشِ العَرمْرَم من قَلبِ
خلافَة يَحيى زانَ عَهْدُ مَحَمّد / ولا شكّ أنّ الزّند يَزْدان بالقلبِ
هُما القَمَران النيّران وإنّما / مَدارُهُما لِلْمَعْلُواتِ عَلى قُطْبِ
أما ووليُّ العَهْد أزكى ألِيَّة / لقَد أحرَزَ العَلْياء بالإرْثِ والكَسْبِ
وجَمّع أشتاتَ الكَمالات فالنهى / معَ الطبعِ مَشفوعانِ بالرّأبِ والشعبِ
هَنيئاً لَنا رَيْعَانُ دولَته التي / بِها يأمَن المُرتاعُ حتّى مِن العَتْبِ
وهل هي إلا رَحْمة اللّهِ يُسّرَتْ / لِمَوْهِبة الحُسْنَى وَمَغْفِرَة الذّنبِ
أحِنُّ لأرْبابِ المَعارفِ بالتُّرْبِ
أحِنُّ لأرْبابِ المَعارفِ بالتُّرْبِ / وأرْجو بِهِم شَفْعَ الصّنيعَة بالرّب
مكانَ اعتمادِي واعتدادِي جَعلتهم / وتُدَّخَر الأعلاقُ للحِقَبِ الشُّهْب
وَهل دَرَكٌ في أن تَقَربْتُ مِنهم / بأسْنَى أناسٍ أحرَزوا دَرَكَ القُرْب
تَلَقّوا جنى القُرآن غُضّاً عنِ الذي / أتَى خاتِماً للرُّسل في خاتم الكُتب
أطوف بِناديهِم رَجَاءَ نَداهُم / كذاكَ انتظامُ الطّير في مَنثَر الحَب
هُم القوْمُ لا يَشْقى جَليسُهُمُ بِهم / وَحسْبِيَ أن يَغْشَى مَجالِسَهُم قَلبِي
نضِيتُ لإخْلاصي لَهُم وتَخلّصي / بإرْشادِهِم مِنْ حَيْرةِ الرّفْض والنّصْب
وَيا بِأبي المُخْتَارُ من سرِّ هاشِم / ومَنصِبُه المُختارُ من صَفوَةِ العُرْب
مُحَمَّدٌ المَنصورُ بِالرُّعبِ وَالصّبا / فَبَيْنَ الصَّبا طاحَتْ أعاديهِ والرُّعب
رَوَى أنَسٌ ما فيه أنْسٌ مُجدّدٌ / لِمْستَوحِشٍ من فادحِ الوِزْر والذَنب
فَأتْبَعْتُ حُبَّ اللّهِ حُبّ رَسولِهِ / ولَيسَ مَتابُ الواصِلين سِوى الحُب
أبى الحَسَن إلا أنْ تَعِزّ وَتَغْلِبا
أبى الحَسَن إلا أنْ تَعِزّ وَتَغْلِبا / عَقيلَةُ هذا الحيّ من سِرِّ تَغْلبا
فكيفَ بِفَوْزٍ منْ رَبيبَة فازَة / مَسابِحُها بَيْن الأباطحِ وَالربى
تُظَلّلها خُضْر القَنابِل والقنا / وتَكْلؤُها زُرْقُ الأسِنّة وَالظُّبى
مِن البيضِ حمْراءُ المَطارفِ والحُلى / إذا طَلَعتْ حُلّتْ لطلعَتها الحُبى
تُصَادِر عَما في الصُّدورِ عِصابَة / همُ عَصَبوا قتْلى الصَّبابَة والصِّبا
فتاة يَفوت الوصفُ مُعْجب حُسنِها / فَلا غَرْو أن تُزْهى دَلالاً وتُعْجَبا
أُراعُ لِذِكْراها فأُرْعَدُ خيفَةً / كَما زَعْزَعَتْ غُصْناً بهَبَّتِها الصّبا
وَأبْتاعُ بِالْمَحيْا وناهيكَ صَفقَةً / مُوَفّقَةً ذاك المُحيّا المُحَجّبا
ورُبّ يَدٍ بَيْضَاءَ عِندِي لِلَيْلَةٍ / تَحَمّلتُ فيها الهجْر حوْلاً مُحَسّبا
تَراءَت لَنا وَهْناً إِزاء خَريدَةٍ / تُسايِرُها كالْبَدْرِ قارَنَ كَوْكَبا
وجَازَتْ بِنا مذْعورةً من شِعارِنا / كجَازية بالرّمْلِ تَتْبَعُ رَبْرَبا
وما علِمَتْ أنّا قنائِصُ لَحْظِها / ورُبّ مَهاةٍ تقْنِصُ اللّيث أغْلَبا
فقُلتُ لِصَحبي واثِقاً بحِفاظِهم / بقُرْبِي التَصابي لا تَريمُوهُ مَرْقَبا
وَأقْبَلْتُ أسْتَقري خُطاها مقَبِّلا / مَجَرّاً لِمَوْشِيِّ البُرودِ ومَسْحَبا
وقَد جَعَلَتْ تَشتدُّ نحوَ خِبائها / لِتَخْبَأ نوراً مذْ تلألأَ ما خبَا
كَما أوْمأَتْ بالكفّ أن كُفَّ وانكَفأ / فَسُمْرُ شَباب الحَيِّ ما ضِيةُ الشّبا
فَأبْتُ وقد قَضّيتُ بعْضَ مَآربي / وإن كنتُ من نجوايَ لم أقْضِ مَأْرَبا
إلى اللّهِ أشكو العيرَ لا بل حَداتَها / فَلوْلا هُمُ لم أمتطِ الشوْقَ مَركَبا
ولا استَعذب القلبُ المُعذَّبُ حَتْفَه / وحسبُك تَعذيباً يَرى الحَتْف أعذَبا
بَكَيْتُ عَلى تلك الحَقائبِ حِقبَةً / وحُقَّ لِعَيني أن تَسُحّ وتَسْكُبا
نِزاعاً لِخَوْدٍ أشرِبَ القلبُ حُبّها / فَباتَ عَلى جَمْرِ الغَضا متقلّبا
أرُدُّ بِأرْداني سَوابِقَ عَبْرَتي / ولَو شِئْت لم يفقد بها الرّكبُ مَشربا
وأدْرَؤُها حُمراً كَلوْنِ خِضابِها / بِفَضْلِ رِدائي خائِفاً مُترَقّبا
وما بِيَ إلا أن يَرى الحَيُّ موْضِعي / فَتَسْمَعَ منْ أجْلي مَلاماً ومعْتبا
سَلامٌ على دوْحِ السلامِ فكَمْ لنا / مَقيلاً بِها ما كانَ أَنْدَى وَأَطْيبا
جَميل كَرَيْعانِ الشّبابِ وَجَدْتُني / هنالِك أصبى من جَميلٍ وَأنْسَبا
وللّهِ منها بِالمُحصّب وَقْفَةً / أنافِسُ فيها ما حَييتُ المُحصّبا
عَلَوْتُ الكَثيبَ الفَرْد أرْقب صُنعها / وقَد آنَ تقويضُ القِبابِ وأَكثَبا
فَراحَتْ إلَى نُعْمانَ تنْعَم بِالمُنى / وخَلّت غُرابَ البَين يَنْدُبُ غُرَّبا
وَلا حَظّ إلا نَظرَةٌ تُحْسِبُ الهَوى / وَلو أنْصَفوا ما كانَ ذاكَ مُحَسّبا
تَعَلّلْتُ لَما جاوَز الحَيُّ يعْلَما / وثَرَّبْتُ لمّا جاوزَ الرّكبُ يَثْرِبا
وقَد كانَ من سَمْتي العَقيقُ ومَنْ به / فَعَقّنِيَ الحادي وحاد ونَكّبا
خَلِيلَيَّ أمّا رَبّةُ القلْبِ فارْمُقا / بها القَلْبَ أعْشاراً يَذوبُ تَلَهُّبا
وَإِن مَزّقَتْني شُعْبَةً إثْرَ شُعْبَةٍ / فَما أقْتَفي إلا العَلاقَة مَشْعَبا
لَقَدْ أُحْضِرَت مَوْتِي وَما هِيَ بِالتي / تَعُدّان سَهْواً حَضْرَ مَوْت لها أبا
فإن مِتُّ شَوْقاً أو فَنيتُ صَبَابَةً / خُذا بِدَمي ذاك البَنان المُخضَّبا
أناسٌ مِن التّوحيدِ صِيغَتْ نُفوسُهُم
أناسٌ مِن التّوحيدِ صِيغَتْ نُفوسُهُم / فَزُرْهُم تَرَ التّوحيدَ شَخصاً مُرَكبا
وَمِن ساكِباتِ المُزْنِ فَيضُ أكُفِّهمْ / فَرِدْهُمْ تَرِدْ ماءَ الغمام وَأعْذَبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025