المجموع : 23
مَرَقتُ بِنَهرِ المَسرِقانِ عَشِيَّةً
مَرَقتُ بِنَهرِ المَسرِقانِ عَشِيَّةً / فَأَبصَرتُ أَقماراً تَروحُ وَتَغرُبُ
كَأَنَّهُمُ دُرٌّ تَقَطَّعَ سِلكُهُ / وَغودِرَ فَوقَ الماءِ يَطفو وَيَرسُبُ
فَكَم ثَمَّ مِن خَشفٍ عَلى الماءِ لاعِبٌ / فَيا مَن رَأى خَشفاً عَلى الماءِ يَلعَبُ
كَأَنَّ السَميرِيّاتُ فيهِ عَقارِبٌ / تَجيءُ عَلى زُرقِ الزُجاجِ وَتَذهَبُ
وَخَطٌّ مِنَ التَصحيحِ فيهِ مَعالِمٌ
وَخَطٌّ مِنَ التَصحيحِ فيهِ مَعالِمٌ / مِنَ الحُسنِ إِذ يَبدو عَلَيهِ سَبيبُ
يُعَبِّرُ عَنهُ الرَوضَ وَهوَ مُنَمنَمٌ / وَيُخبِرُ عَنهُ الوَشيَ وَهُوَ قَشيبُ
سَوادُ مِدادٍ في بَياضِ صَحيفَةٍ / يَقولُ شَبابٌ بِالمَشيبِ مَشوبُ
كَأَنَّ ظَلامَ اللَيلِ أَذرى دُموعَهُ / فَظَلَّت عَلى خَدِّ الصَباحِ تَصوبُ
وَأَصفَرَ يَهوي مِن ذُؤابَةِ أَخضَرَ
وَأَصفَرَ يَهوي مِن ذُؤابَةِ أَخضَرَ / كَما اِنقَضَّ نَجمٌ في الدُجَنَّةِ ثاقِبُ
لَهُ شُعَبٌ تَهوي عَلى سَرَواتِهِ / كَمِثلِ بَنانِ الكَفِّ يَلويهِ حاسِبُ
فَناوَلَنيهِ ذو دَلالٍ كَأَنَّما / لَهُ الشَمسُ أُمٌّ وَالبُدورُ أَقارِبُ
فَأَصبَحَ مَشهورَ الجَمالِ مُشَهَّراً / لَهُ الحُسنُ خِدنٌ وَالمَلاحَةُ صاحِبُ
عُذَيرِيَ مِن دَهرٍ مُوارٍ مُوارِبٍ
عُذَيرِيَ مِن دَهرٍ مُوارٍ مُوارِبٍ / لَهُ حَسَناتٌ كُلُّهُنَّ ذَنوبُ
مَدَحتَ وَلَم تَصدُق وَلَم تَكُ مُذنِباً
مَدَحتَ وَلَم تَصدُق وَلَم تَكُ مُذنِباً / وَلَكِنَّ دَهراً لَم يُساعِدكَ مُذنِبُ
وَما الجَهلُ إِلّا أَن تَقَرَّظَ مَعشَراً / خَلائِقُهُم يَشهَدنَ أَنَّكَ تَكذِبُ
فَيا بَهجَةَ الدُنيا إِذا الشَمسُ أَشرَقَت
فَيا بَهجَةَ الدُنيا إِذا الشَمسُ أَشرَقَت / كَما أَشرَقَت فَوقَ البَرِيَّةِ زَينَبُ
يُفَضَّضُ مِنها الجَوُّ عِندَ طُلوعِها / وَلَكِنَّ وَجهَ الأَرضِ فيها مُذَهَّبُ
وَتَحسَبُ عَينَ الشَمسِ إِذ هِيَ رَنَّقَت / عَلى الأُفُقِ الغَربِيِّ تِبراً يُذَوَّبُ
وَذَكَّرَنيهِ البَدرُ وَاللَيلُ دونَهُ
وَذَكَّرَنيهِ البَدرُ وَاللَيلُ دونَهُ / فَباتَ بِحَدِّ الشَوقِ وَالصَبرِ يَلعَبُ
كَذِكرى الحِمى وَالحَيِّ في مَنعَجِ اللَوى / وَذِكرُ الصِبا وَالرَأسُ أَخلَسُ أَشيَبُ
فَأَزدادُ في جُنحِ الظَلامِ صَبابَةً / فَلا صَعبَ إِلّا وَهوَ بِاللَيلِ أَصعَبُ
فَأُصبِحُ مَشهورَ المَكانِ كَأَنَّما
فَأُصبِحُ مَشهورَ المَكانِ كَأَنَّما / سَرى في جَبيني إِذ سَرى اللَيلَ كَوكَبُ
وَمُفتَنَةِ الأَلوانِ بيضٌ وُجوهُها
وَمُفتَنَةِ الأَلوانِ بيضٌ وُجوهُها / وَنُمرٌ تَراقيها وَصُفرٌ جُنوبُها
كَأَنَّ دَراريعاً عَلَيها قَصيرَةً / مُرَقَّعَةً أَعطافُها وَجُيوبُها
تُعَدِّلُ أَلوانَ الأَغاني كَأَنَّما / تُعَدِّلُ أَوزانَ الأَغاني عَريبُها
تُسامُ اِستِقاءً في العَشاءَ إِذا عَرا / وَعَطَّلَ أَيّامَ المَصيفِ ذُنوبُها
أَمانُكَ مَصروفٌ إِلى كُلِّ راهِبٍ
أَمانُكَ مَصروفٌ إِلى كُلِّ راهِبٍ / وَسيبُكَ مَوقوفٌ عَلى كُلِّ راغِبِ
تَباشَرَتِ الدُنيا بِجَدواكَ وَاِكتَفَت / فَلَم تَتَباشَر بِالغُيوثِ الصَوائِبِ
تَبَسَّمَ مِنكَ الدَهرُ عَن زائِنٍ لَهُ / وَعَينٌ عَلَيهِ في اِختِلافِ النَوائِبِ
بَصيرٌ لَهُ دونَ العَواقِبِ فِكرَةً / تَكشِفُ عَن رَأيٍ وَراءَ العَواقِبِ
لِيَشكُركَ مَجدٌ لا تَزالُ تَحوطُهُ / وَتَحميهِ بِالنَصلَينِ عَزمٍ وَقاضِبِ
كَأَنّي إِذا أَمسَكتُ مِنكَ بِعُروَةَ / أَخَذتُ بِأَهدابِ الغُيومِ السَواكِبِ
إِلى اِبنِ الأُلى شادوا الرَغائِبَ بِالظُبى
إِلى اِبنِ الأُلى شادوا الرَغائِبَ بِالظُبى / وَعَمّوا البَرايا بِاللُهى وَالرَغائِبِ
إِذا طَلَبوا روحَ الحَياةِ وَطيبَها / فَبَينَ سِواقٍ لِلرَدى وَحَواصِبِ
إِذا البيضُ في سودِ القَساطِلِ أَنجُمٌ / غَوارِبُ تَهوي في الطُلى وَالغَوارِبِ
وَتَحمِلُهُم يَومَ الكَريهَةِ ضُمَّرٌ / تَشولُ إِلى الهَيجاءِ شَولَ العَقارِبِ
فَكَم وَقفَةٍ في الرَوعِ مِنهُم وَحَملَةٍ / أَثارَت بَناتُ الحَتفِ مِن كُلِّ جانِبِ
تَرُدُّ الجِيادَ تَحتَ قَسطَلَةِ الوَغى / جَنائِبَ أَو تَقتادُها في الجَنائِبِ
بِأَبيَضَ مَصقولٍ كَأَنَّ بِحَدِّهِ / ضَرائِبَ مِن تَصميمِهِ في الضَرائِبِ
وَمَشمولَةٍ دارَت عَلَيَّ كُؤوسُها
وَمَشمولَةٍ دارَت عَلَيَّ كُؤوسُها / فَرُحتُ كَأَنّي في مَدارِ الكَواكِبِ
أُنازِعُها بَدراً مَعَ اللَيلِ طالِعاً / وَلَيسَ بِمَردودٍ مَعَ الصُبحِ غارِبِ
وَقَد شابَ ليناً بِالشِماسِ وَإِنَّما / تَطيبُ لَكَ الصَهباءُ مِن كَفِّ قاطِبِ
كَأَنَّ نُهوضَ النَجمِ وَالأُفقِ أَخضَرَ
كَأَنَّ نُهوضَ النَجمِ وَالأُفقِ أَخضَرَ / تَبَلُّجُ ثَغرٍ تَحتَ خُضرَةِ شارِبِ
أَرانِيَ مِنهاجَ الهُدى فَسَلَكتُهُ
أَرانِيَ مِنهاجَ الهُدى فَسَلَكتُهُ / وَلَم تَتَشَعَّب في الضَلالِ مَذاهِبي
وَخَبَّرَ أَنَّ الجَهلَ لَيسَ بِآيِبٍ / إِلَيَّ وَأَنَّ الحُلمَ لَيسَ بِعازِبِ
فَأَفصَحَ مِن بَعدِ العُجومَةِ مادِحي / وَأَعجَمَ مِن بَعدِ الفَصاحَةِ عائِبي
وَرَدَّ إِلى خَيرِ الأَنامِ مَدائِحي / فَحَلَّت مَحَلَّ العِقدِ مِن جيدِ كاعِبِ
إِذا ما بَدَت فينا عَطاياهُ عَقَّبَت
إِذا ما بَدَت فينا عَطاياهُ عَقَّبَت / وَكَم بادِئٍ لِلمُزنِ غَيرَ مُعَقَّبِ
وَلَمّا يُفَرِّرهُ تَقَلُّبَ دَهرِهِ / فَقُلتَ لَعَلَّ الدَهرَ لَم يَتَقَلَّبِ
وَيَدنو لَهُ المَطلوبُ حَتّى كَأَنَّما / يُواكِبُ ضَوءَ الصُبحِ في كُلِّ مَطلَبِ
وَلَم يَتَسَهَّل لِلفَتى دَرَكُ العُلا
وَلَم يَتَسَهَّل لِلفَتى دَرَكُ العُلا / إِذا هُوَ لَم يَصبِر عَلى المُتَصَعِّبِ
سَقانِيَ وَالجَوزاءُ يَحكي شُروقَها
سَقانِيَ وَالجَوزاءُ يَحكي شُروقَها / طُفُوَّ غَريقٍ فَوقَ ماءٍ مُطَحلَبِ
وَقَد حَسُنَت عِندي كَواذِبُ وَعدِهِ
وَقَد حَسُنَت عِندي كَواذِبُ وَعدِهِ / وَيا رُبَّما اِستَحسَنتُ بارِقَ خُلَّبِ
وَما غَضَبُ الإِنسانُ مِن غَيرِ قُدرَةٍ
وَما غَضَبُ الإِنسانُ مِن غَيرِ قُدرَةٍ / سِوى نَهكَةً في جِسمِهِ وَشُحوبِ
وَمَن لَم يُوَسِّع لِلنَوائِبِ صَدرَهُ
وَمَن لَم يُوَسِّع لِلنَوائِبِ صَدرَهُ / أَفادَتهُ ضيقاً في مَرامٍ وَمَذهَبِ
وَإِنّي إِذا أَلقَيتُ بَيني وَبَينَها / أَبا طاهِرٍ لَم تَدرِ كَيفَ تُضِرُّ بي