القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 35
يَدُلُّ عَلى فَضلِ المَماتِ وَكَونِهِ
يَدُلُّ عَلى فَضلِ المَماتِ وَكَونِهِ / إِراحَةَ جِسمٍ أَنَّ مَسلَكَهُ صَعبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَجدَ تَلَقّاكَ دونَهُ / شَدائِدُ مِن أَمثالِها وَجَبَ الرُعبُ
إِذا اِفتَرَقَت أَجزاؤُنا حُطَّ ثُقلُنا / وَنَحمِلُ عِبئاً حينَ يَلتَئِمُ الشَعبُ
وَأَمسِ ثَوى راعيكَ وَهوَ مُوَدِّعٌ / وَلَو كانَ حَيّاً قامَ في يَدِهِ قَعبُ
لِيَشغَلكَ ما أَصبَحتَ مُرتَقِباً لَهُ
لِيَشغَلكَ ما أَصبَحتَ مُرتَقِباً لَهُ / عَنِ العَيبِ يُبدي وَالخَليلِ يُؤَنَّبُ
فَما أَذنَبَ الدَهرُ الَّذي أَنتَ لائِمٌ / وَلَكِن بَنو حَوّاءَ جاروا وَأَذنَبوا
سَيَدخُلُ بَيتَ الظالِمِ الحَتفُ هاجِماً / وَلَو أَنَّهُ عِندَ السِماكِ مُطَنَّبُ
وَقَد كانَ يَهوى الطَعنَ أَمّا قَناتُهُ / فَذاتُ لَمىً وَالخِرصُ كَالنابِ أَشنَبُ
وَدِرعُ حَديدٍ عِندَهُ دِرعُ كاعِبٍ / مِنَ الوُدِّ وَاِسمُ الحَربِ هِندٌ وَزَينَبُ
وَيَطوي المَلا بَعدَ المَلا فَوقَ كَورِهِ / إِذا العيسُ تُزجى وَالسَوابِقُ تُجنَبُ
لَهُ مِن فِرِندٍ جَدوَلٌ إِن أَسالَهُ / عَلى رَأسِ قِرنٍ جاشَ بِالدَمِ مِذنَبُ
وَلَيسَ يُقيمُ الظَهرَ حَنَّبَهُ الرَدى / قَوامُ رُدَينِيٍّ وَطِرفٌ مُحَنَّبُ
نَقِمتَ عَلى الدُنيا وَلا ذَنبَ أَسلَفَت
نَقِمتَ عَلى الدُنيا وَلا ذَنبَ أَسلَفَت / إِلَيكَ فَأَنتَ الظالِمُ المُتَكَذِّبُ
وَهَبها فَتاةً هَل عَلَيها جِنايَةٌ / بِمَن هُوَ صَبٌّ في هَواها مُعَذَّبُ
وَقَد زَعَموا هَذي النُفوسَ بَواقِياً / تَشَكَّلُ في أَجسامِها وَتَهَذَّبُ
وَتُنقَلُ مِنها فَالسَعيدُ مُكَرَّمٌ / بِما هُوَ لاقٍ وَالشَقِيُّ مُشَذَّبُ
وَما كُنتَ في أَيّامِ عَيشِكَ مُنصَفاً / وَلَكِن مُعَنّى في حِبالِكَ تُجَذَّبُ
وَلَو كانَ يَبقى الحِسُّ في شَخصٍ مَيِّتٍ / لَآلَيتُ أَنَّ المَوتَ في الفَمِ أَعذَبُ
لَعَمرُكَ ما بي نُجعَةٌ فَأَرومَها
لَعَمرُكَ ما بي نُجعَةٌ فَأَرومَها / وَإِنّي عَلى طولِ الزَمانِ لَمُجدِبُ
حَمَلتُ عَلى الأُلى الحَمامَ فَلَم أَقُل / يُغَنّي وَلَكِن قُلتُ يَبكي وَيَندُبُ
وَذَلِكَ أَنَّ الحادِثاتِ كَثيرَةٌ / وَغالِبُهُنَّ الفَظُّ لا المُتَحَدِّبُ
وَكُلٌّ أَديبٍ أَي سَيُدعى إِلى الرَدى / مِنَ الأَدبِ لا أَنَّ الفَتى مُتَأَدِّبُ
لَعَلَّ أُناساً في المَحاريبِ خَوَّفوا
لَعَلَّ أُناساً في المَحاريبِ خَوَّفوا / بِآيٍ كَناسٍ في المَشارِبِ أَطرَبوا
إِذا رامَ كَيداً بِالصَلاةِ مُقيمُها / فَتارِكُها عَمداً إِلى اللَهِ أَقرَبُ
فَلا يُمسِ فَخّاراً مِنَ الفَخرِ عائِدٌ / إِلى عُنصُرِ الفَخّارِ لِلنَفعِ يُضرَبُ
لَعَلَّ إِناءً مِنهُ يُصنَعُ مَرَّةً / فَيَأكُلُ فيهِ مَن أَرادَ وَيَشرَبُ
وَيُحمَلُ مِن أَرضٍ لِأُخرى وَما دَرى / فَواهاً لَهُ بَعدَ البِلى يَتَغَرَّبُ
إِذا كانَ إِكرامي صَديقِيَ واجِباً
إِذا كانَ إِكرامي صَديقِيَ واجِباً / فَإِكرامُ نَفسي لا مَحالَةَ أَوجَبُ
وَأَحلِفُ ما الإِنسانُ إِلّا مُذَمَّمٌ / أَخو الفَقرِ مِنّا وَالمَليكُ المُحَجَّبُ
أَيَعقِلُ نَجمُ اللَيلِ أَو بَدرُ تِمِّهِ / فَيُصبِحَ مِن أَفعالِنا يَتَعَجَّبُ
بَقَيتُ وَما أَدري بِما هُوَ غائِبٌ
بَقَيتُ وَما أَدري بِما هُوَ غائِبٌ / لَعَلَّ الَّذي يَمضي إِلى اللَهِ أَقرَبُ
تَوَدُّ البَقاءَ النَفسُ مِن خيفَةِ الرَدى / وَطولُ بَقاءِ المَرءِ سُمٌّ مُجَرَّبُ
عَلى المَوتِ يَجتازُ المَعاشِرُ كُلُّهُم / مُقيمٌ بِأَهلَيهِ وَمَن يَتَغَرَّبُ
وَما الأَرضُ إِلّا مِثلُنا الرِزقَ تَبتَغي / فَتَأكُلُ مِن هَذا الأَنامِ وَتَشرَبُ
وَقَد كَذَبوا حَتّى عَلى الشَمسِ أَنَّها / تُهانُ إِذا حانَ الشُروقُ وَتُضرَبُ
كَأَنَّ هِلالاً لاحَ لِلطَعنِ فيهِمُ / حَناهُ الرَدى وَهوَ السِنانُ المُجَرَّبُ
كَأَنَّ ضِياءَ الفَجرِ سَيفٌ يَسُلُّهُ / عَلَيهُم صَباحٌ بِالمَنايا مُذَرَّبُ
أَتُذهَبُ دارٌ بِالنُضارِ وَرَبُّها
أَتُذهَبُ دارٌ بِالنُضارِ وَرَبُّها / يُخَلِّفُها عَمّا قَليلٍ وَيَذهَبُ
أَرى قَبَساً في الجِسمِ يُطفِئُهُ الرَدى / وَما دُمتَ حَيّاً فَهوَ ذا يَتَلَهَّبُ
غَدَوتُ عَلى نَفسي أُثَرِّبُ جاهِداً
غَدَوتُ عَلى نَفسي أُثَرِّبُ جاهِداً / وَأَمثالَها لامَ اللَبيبُ المُثَرِّبُ
إِذا كانَ جِسمِيَ مِن تُرابٍ مَآلَهُ / إِلَيهِ فَما حَظّي بِأَنِّيَ مُترِبُ
وَما زالَتِ الدُنيا بِأَصنافِ أَلسُنٍ / تُبَيِّنُ عَن غَيرِ الجَميلِ وَتُعرِبُ
إِذا أَغرَبَت يَوماً بِرُزءٍ عَلى الفَتى / فَلَيسَت عَلى نَفسي بِما حُمَّ تُغرِبُ
وَجَرَّبتُها أُمَّ الوَليدِ لِطامِعٍ / وَيَيئِسُ مِن أُمِّ الوَليدِ المُجَرِّبُ
يَحِقُّ لِمَن يَهوى الحَياةَ بُكاؤُهُ / إِذا لاحَ قُرنُ الشَمسِ أَو حينَ تَغرُبُ
وَما نَفَسٌ إِلّا يُباعِدُ مَولِداً / وَيُدني المَنايا لِلنُفوسِ فَتَقرُبُ
فَهَل لِسُهَيلٍ في مَعَدِّكَ ناصِرٌ / إِذا أَسلَمَتهُ لِلحَوادِثِ يَعرُبُ
وَأَهدى إِلى نهجِ الهُدى مِن مَعاشِرٍ / نَواضِحُ تَسنو أَو عَوامِلُ تَكرُبُ
أَلا تَفرَقُ الأَحياءُ مِمّا بَدا لَها / وَقَد عَمَّها بِالفَجرِ أَزرَقُ مُغرَبُ
وَشَفَّ بَقاءٌ صِرتُ مِن سوءِ فِعلِهِ / أَهَشُّ إِلى المَوتِ الزُؤامِ وَأَطرَبُ
فَشِم صارِماً وَارِكُز قَناةً فَلِلردى / يَدُ هِيَ أَولى بِالحِمامِ وَأَدرَبُ
أَفَضُّ لِهاماتٍ وَأَرمى بِأَسهُمٍ / وَأَطعَنُ في قَلبِ الخَميسِ وَأَضرَبُ
أَرى مُطعِمَ الرَمسِ اللِهَمَّ خَليلَهُ / سَيَأكُلُ مِن بَعدِ الخَليلِ وَيَشرَبُ
إِذا أَقبَلَ الإِنسانُ في الدَهرِ صُدِّقَت
إِذا أَقبَلَ الإِنسانُ في الدَهرِ صُدِّقَت / أَحاديثُهُ عَن نَفسِهِ وَهوَ كاذِبُ
أَتوهِمُني بِالمَكرِ أَنَّكَ نافِعي / وَما أَنتَ إِلّا في حِبالِكَ جاذِبُ
وَتَأكُلُ لَحمَ الخِلِّ مُستَعذِباً لَهُ / وَتَزعُمُ لِلأَقوامِ أَنَّكَ عاذِبُ
لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها
لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها / مِنّا أَخو الفَتكِ الَّذي هُوَ خارِبُ
وَأَرى عَناءً قيدَ يَغشى المَرءَ مِن / بِنتِ العَناقيدِ الَّذي هُوَ شارِبُ
وَلِسَيِّدِ الأَقوامِ عِندَ حِجابِهِ / طَبعٌ يُقاتِلُهُ الحِجى وَيُحارِبُ
وَالشَرُّ في الجَدِّ القَديمِ غَريزَةٌ / في كُلِّ نَفسٍ مِنهُ عِرقٌ ضاربُ
أَطَلَّ صَليبُ الدَلوِ بَينَ نُجومِهِ
أَطَلَّ صَليبُ الدَلوِ بَينَ نُجومِهِ / يَكُفُّ رِجالاً عَن عِبادَتِها الصُلبا
فَرَبُّكُمُ اللَهُ الَّذي خَلَقَ السُهى / وَأَبدى الثُرَيّا وَالسِماكَينِ وَالقَلبا
وَأَنحَلَ بَدرَ التَمِّ بَعدَ كَمالِهِ / كَأَنَّ بِهِ الظَلماءَ قاصِمَةٌ قُلبا
وَأَدنى رِشاءً لِلعِراقي وَلمَ يَكُن / شَريعاً إِذا نَصَّ البَيانُ وَلا خِلبا
وَصَوَّرَ لَيثَ الشُهبِ في مُستَقَرِّهِ / وَلَو شاءَ أَمسى فَوقَ غَبرائِهِ كَلبا
وَأَلقى عَلى الأَرضِ الفَراقِدَ فَاِرتَعَت / مَعَ الفَرقَدِ الوَحشيِّ تَرتَقِبُ الأَلبا
وَأَهبَطَ مِنها الثَورَ يَكرُبُ جاهِداً / فَتَعلَق ظَلفَيهِ الشَوابِكُ وَالهُلبا
وَأَضحَت نَعامُ الجَوِّ بَعدَ سُموِّها / سُدىً في نَعامِ الدَوِّ لا تَأمَنَ الغُلبا
وَأَنزَلَ حوتاً في السَماءِ فَضَمَّهُ / إِلى النونِ في خَضراءَ فَاِعتَرَفَ السُلبا
وَأَسكَنَ في سُكٍّ مِنَ التُربِ ضَيِّقٍ / نُجومَ دُجىً في شَبوَةٍ أَبَت الثَلبا
رَأَيتُ قَضاءَ اللَهِ أَوجَبَ خَلقَهُ
رَأَيتُ قَضاءَ اللَهِ أَوجَبَ خَلقَهُ / وَعادَ عَلَيهِم في تَصَرُّفِهِ سَلبا
وَقَد غَلَبَ الأَحياءَ في كُلِّ وُجهَةٍ / هَواهُم وَإِن كانوا غَطارِفَةً غُلبا
كِلابٌ تَغاوَت أَو تَعاوَت لِجيفَةٍ / وَأَحسَبُني أَصبَحتُ أَلأَمَها كَلبا
أَبَينا سِوى غِشِّ الصُدورِ وَإِنَّما / يَنالُ ثَوابَ اللَهِ أَسلَمُنا قَلبا
وَأَيَّ بَني الأَيّامِ يَحمَدُ قائِلٌ / وَمَن جَرَّبَ الأَقوامَ أَوسَعَهُم ثَلبا
إِذا كُفَّ صِلٌّ أُفعُوانٌ فَما لَهُ
إِذا كُفَّ صِلٌّ أُفعُوانٌ فَما لَهُ / سِوى بَيتِهِ يَقتاتُ ما عَمَرَ التُربا
وَلَو ذَهَبَت عَينا هِزَبرٍ مُساوِرٍ / لَما راعَ ضَأناً في المَراتِعِ أَو سِربا
أَو اِلتُمِعَت أَنوارُ عَمرٍ وَعامِرٍ / لَما حَمَلا رُمحاً وَلا شَهِدا حَربا
يَقولونَ هَلّا تَشهَدُ الجُمَعَ الَّتي / رَجونا بِها عَفواً مِنَ اللَهِ أَو قُربا
وهَل لِيَ خَيرٌ في الحُضورِ وَإِنَّما / أُزاحِمُ مِن أَخيارِهِم إِبلاً جُربا
لَعَمري لَقَد شاهَدتُ عُجماً كَثيرَةً / وَعُرباً فَلا عُجُماً حَمَدتُ وَلا عُربا
وَلِلمَوتِ كَأسٌ تَكرَهُ النَفسُ شُربَها / وَلابُدَّ يَوماً أَن نَكونَ لَها شَربا
مِنَ السَعدِ في دُنياكَ أَن يَهلَكَ الفَتى / بِهَيجاءَ يَغشى أَهلُها الطَعنَ وَالضَربا
فَإِنَّ قَبيحاً بِالمُسَوَّدِ ضِجعَةٌ / عَلى فَرشِهِ يَشكو إِلى النَفَرِ الكَربا
وَلي شَرقٌ بِالحَتفِ ما هُوَ مُغرَبٌ / أَيَمَّمتُ شَرقاً في المَسالِكِ أَم غربا
تَقَنَّصَ في الإيوانِ أَملاكَ فارِسٍ / وَكَم جازَ بَحراً دونَ قَيصَرَ أَو دَربا
إِذا كانَ رُعبي يورِثُ الأَمنَ فَهوَ لي
إِذا كانَ رُعبي يورِثُ الأَمنَ فَهوَ لي / أَسَرُّ مِنَ الأَمنِ الَّذي يورِثُ الرُعبا
أَلَم تَرَ أَنَّ الهاشِمِيِّينَ بُلِّغوا / عِظامَ المَساعي بَعدَما سَكَنوا الشِعبا
وَكانَ الفَتى كَعبٌ تَخَيَّرَ لِلسُرى / أَخا النِمرِ فَاِستَدنى إِلى أَجَلٍ كَعبا
وَإِنّي رَأَيتُ الصَعبَ يَركَبُ دائِماً / مِنَ الناسِ مَن لَم يَركَبِ الغَرَضَ الصَعبا
إِذا شِئتَ أَن يَرضى سَجاياكَ رَبُّها
إِذا شِئتَ أَن يَرضى سَجاياكَ رَبُّها / فَلا تُمسِ مِن فِعلِ المَقاديرِ مُغضَبا
فَإِنَّ قُرونَ الخَيلِ أَولَتكَ ناطِحاً / وَإِنَّ الحُسامَ العَضبَ لَقّاكَ أَعضَبا
خَضَبتَ بَياضاً بِالصَبيبِ صَبابَةً / بَيضاءَ عَدَّتكَ البَنانَ المُخَضَّبا
وَما كانَ حَبلُ العَيشِ إِلّا مُعَلَّقاً / بِعُروَةِ أَيّامِ الصِبا فَتَقَضَّبا
لَعَمرُكَ ما غادَرتُ مَطلِعَ هَضبَةٍ
لَعَمرُكَ ما غادَرتُ مَطلِعَ هَضبَةٍ / مِنَ الفِكرِ إِلّا وَاِرتَقَيتُ هِضابَها
أَقَلُّ الَّذي تَجني الغَواني تَبرُّجٌ / يُري العَينَ مِنها حَليهَا وَخِضابَها
فَإِن أَنتَ عاشَرتَ الكَعابَ فَصادِها / وَحاوِل رِضاها وَاِحذَرَ نَّغَضابَها
فَكَم بَكَرَت تَسقي الأَمَرَّ حَليلَها / مِنَ الغارِ إِذ تَسقي الخَليلَ رُضابَها
وَإِنَّ حِبالَ العَيشِ ما عَلِقَت بِها / يَدُ الحَيِّ إِلّا وَهيَ تَخشى اِنقِضابَها
إِذا ما عَراكُم حادِثٌ فَتَحَدَّثوا
إِذا ما عَراكُم حادِثٌ فَتَحَدَّثوا / فَإِنَّ حَديثَ القَومِ يُنسي المَصائِبا
وَحيدوا عَنِ الأَشياءِ خيفَةَ غَيِّها / فَلَم تُجعَلِ اللَذاتُ إِلّا نَصائِبا
وَما زالَتِ الأَيّامُ وَهيَ غَوافِلٌ / تُسَدِّدُ سَهماً لِلمَنِيَّةِ صائِبا
بَني آدَمٍ بِئسَ المَعاشِرُ أَنتُمُ
بَني آدَمٍ بِئسَ المَعاشِرُ أَنتُمُ / وَما فيكُمُ وافٍ لِمُقتٍ وَلا حُبِّ
وَجَدتُكُمُ لا تَقرَبونَ إِلى العُلا / كَما أَنَّكُمُ لا تَبعُدونَ عَنِ السَبِّ
وَلم تَكفِكُم أَكبادُ شاءٍ وَجامِلٍ / وَوَحشٍ إِلى أَن رُمتُمُ كَبِدَ الضَبِّ
فَإِن كانَ ما بَينَ البَهائِمِ قاضِياً / فَهَذا قَضاءٌ جاءَ مِن قِبَلِ الرَبِّ
رَكِبتُمُ سَفينَ البَحرِ مِن فِرطِ رَغبَةٍ / فَما لِلمَطايا وَالمُطَهَّمَةِ القُبِّ
وَكُلُّكُمُ يُبدي لِدُنياهُ نَغصَةً / عَلى أَنَّهُ يُخفي بِها كَمَدَ الصَبِّ
إِذا جَولِسَ الأَقوامُ بِالحَقِّ أَصبَحوا / عُداةً فَكُلُّ الأَصفِياءِ عَلى خِبِّ
نُشاهِدُ بيضاً مِن رِجالٍ كَأَنَّهُم / غَرابيبُ طَيرٍ ساقِطاتٍ عَلى حَبِّ
إِذا طَلَبوا فَاِقنَع لِتَظفَرَ بِالغِنى / وَإِن نَطَقوا فَاِصمُت لِتَرجِعَ بِاللُبِّ
وَإِن لَم تُطِق هِجرانَ رَهطِكَ دائِماً / فَمِن أَدَبِ النَفسِ الزِيارَةُ عَن غِبِّ
وَيَدعوا الطَبيبَ المَرءُ وافاهُ حَينُهُ / رُوَيدَكَ إِنَّ الأَمرَ جُلَّ عَنِ الطِبِّ
أَرى اللُبَّ مِرآةَ اللَبيبِ وَمَن يَكُن
أَرى اللُبَّ مِرآةَ اللَبيبِ وَمَن يَكُن / مَرائِيَّهُ الإِخوانُ يَصدُق وَيَكذِبِ
أَأَخشى عَذابَ اللَهِ وَاللَهُ عادِلٌ / وَقَد عِشتُ عَيشَ المُستَضامِ المُعَذَّبِ
نَعَم إِنَّها الأَرزاقُ وَالمَرءُ جاهِلٌ / يُهَذِّبُ مِن دُنياهُ ما لَم يُهَذَّبِ
فَإِنَّ حِبالَ الشَمسِ لَسنَ ثَوابِتاً / لِشَدِّ رِحالٍ أَو قَوابِضَ جُذَّبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025