المجموع : 6
أمعتَضِداً بِاللَه دَعوَةَ آمِلٍ
أمعتَضِداً بِاللَه دَعوَةَ آمِلٍ / رَجاكَ عَلى بُعدِ فَأَصبَح ذا قُربِ
فَأمَّمَ مأمولاً وَأَمَّ مُيَمَّماً / وَحامَت أَمانيهِ عَل مَورِد عَذبِ
مَوارِدُ ما حَلّأنَ عنهن حائما / وَلا غادَرتهُ غَير مُستَعذِب الشِربِ
وَها أَنا ظَمآنٌ لمنهل وردكم / وَحَسبيَ مَوقوفٌ عَلى وردكم حَسبي
أَفُز بِالَّذي أَمَّلتُ مُذ كُنتُ آمِلاً / وَتَحتَلّ مِن عَلياهُ في المَنزِل الرَحبِ
فَجِئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّني / لإفراط إِغذاذي عَلى أَظهُرِ النُجبِ
فَألفَيتُ أَعلى الناسِ قَدراً وَسُؤدُداً / وَعَدلاً فدَتهُ النَفسُ صدقاً بِلا كَذبِ
يَهشُّ إِلى راجيهِ كالوامِقِ الصَبِّ / وَيَهتَزُّ لِلمَعروفِ كالصارِمِ العَضبِ
وَإِنّي لِما تُولي وَأَولَيتَ شاكِرٌ / فَمَن شَكَرَ النعماءَ نالَ رِضا الرَبِّ
تقدّم إِلى ما اِعتدت عِندي مِن الرَحبِ
تقدّم إِلى ما اِعتدت عِندي مِن الرَحبِ / وَرِدْ تلقك العُتبى حِجاباً مِنَ العُتبِ
مَتى تلقني تلقَ الَّذي قَد بَلَوتَهُ / صفوحاً عَن الجاني رَؤُوفاً عَلى الصحبِ
سأُوليكَ مِنّي ما عهدتَ مِنَ الرِضا / وَأَعرِضُ عَمّا كانَ إِن كانَ مِن ذَنبِ
فَما أَشعَرَ الرَحمنُ قَلبيَ قَسوَةً / وَلا صارَ نسيانُ الأذمة مِن شَعبي
تكلفتُه أَبغي بِهِ لَكَ سلوَةً / فَلَيسَ يُعاني الشِعرَ مُشتَرَكُ اللبِّ
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ / وَسَعيُك عِندي لا يُضاف إِلى ذَنبِ
واِعزِزْ عَلَينا أَن تُصيبَكَ وِحشَةٌ / وَأنسُك ما تدريه فيكَ مِنَ الحُبِّ
فَدَع عَنكَ سُوءَ الظَنّ بي وَتَعدَّهُ / إِلى غَيره فَهوَ المُمَكّن في القَلبِ
قَريضُك قَد أَبدى تَوَحَّشَ جانِبٍ / فَراجَعتُ تأنيساً وَعِلمُكَ بي حَسبي
تكلفته أَبغي بِهِ لَكَ سَلوَةً / وَكَيفَ يُعاني الشعرُ مُشترك اللبِّ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ / وَقَد صادَني طَرفٌ كَحيلٌ وَحاجِبُ
أَتُحجَبُ عَنّي وَالفؤادُ يُحِبُّها / لَقَد عَزَّ مَحجوبٌ تَمَنَّاهُ حاجِبُ
أَرومُ فُؤادي في الغَرامِ لِيَنثَني / وَكَيفَ وَما دونَ الأَبيَّةِ حاجِبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ / وَلِلقَلبِ في حين النِداءِ وَجيبُ
مَشوقٌ دَعاهُ الشَوقُ وَالوَجدُ وَالهَوى / يُجيبُ نِداءَ الحُبِّ وَهوَ نَجيبُ
يُقاسي فُؤادي الوَجدَ وَالحُبَّ واصِلٌ / فَكَيفَ تَراهُ إِن جَفاهُ حَبيبُ
إِذا أخَطأَ الأَحبابُ تَرتيبَ حالِهِم / فَإِنَّ فُؤادي دائما لَيُصيبُ
عَليمٌ بِأَسرار الغَرامِ لأَنَّهُ / بَصيرٌ بِأدواء الحِسانِ طَبيبُ
يُواصِلُني سِرّا وَيُصرِمُ ظاهِراً / وَذَلِكَ مِن أَفعالِهِنَّ عَجيبُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ / وَبَحراً لَهُ في المَكرُماتِ عَبابُ
وَمَولى عَدَتني مُذ نَشأتُ مَكارِمٌ / تَصوبُ بِها مِن راحَتَيهِ سَحابُ
أَطَعتُكَ في سِرّي وَجَهريَ جاهِداً / فَلَم يَكُ لي إِلّا الملامَ ثَوابُ
وَأَعمَلتُ جُهدي في رِضاكَ مُشَمِّراً / وَمِن دونِ أَن أَفضي إِلَيهِ حِجابُ
وَلَمّا كَبا جَدّي لَدَيكَ وَلَم يَسُغ / لِنَفسي عَلى سُوءِ المُقامِ شَرابُ
وَقَلَّ اِصطِباري حينَ لا ليَ عِندَكُم / مِنَ العَطفِ إِلّا قَسوَةٌ وَعِتابُ
فَرَرتُ بِنَفسي أَبتَغي فَرجَةً لَها / عَلى أَنَّ حُلوَ العَيشِ بَعدَكَ صابُ
وَما هَزَّني إِلّا رَسولُكَ إِذ جَرَت / إِلَيَّ بِهِ صُمُّ الهِضابِ رِكابُ
فَقالَ مَقالاً لم أَجِد عَن مَقالِهِ / مَناباً وَعَن بَعضِ الأُمورِ سَحابُ
دَعاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُثَوِّباً / فَقُلتُ أَميرُ المُؤمِنينَ مُجابُ
فَجئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّما / تَطيرُ بِسَيري في الفَلاةِ عُقابُ
وَما كُنتُ بَعدَ البَينِ إِلذا مُوَطِّناً / بِعَزمي عَلى أَن لا يَكونَ إِيّابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِليَّ حَبيبَةٌ / فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
أَصِب بِالرِضا عَنّي مَسَرَّةَ مُهجَتي / وَإِن لَم يَكُن فيما أُتيتُ صَوابُ
وَفَضلُكَ في تَركِ المَلامِ فَإِنَّهُ / وَحَقِّكَ في قَلبي ظُبّى وَحِرابُ
إِذا كانت النُعمى تُكَدَّرُ بِالأَذى / فَما هيَ إِلّا مِحنَةٌ وَعَذابُ
وَلا تَقبضَنْ بِالمَنعِ كَفّي فَإِنَّهُ / وَجَدِّكَ نُقضٌ لِلعُلا وَخَرابُ
فَواللَهِ ما أَبغي بِذَلِكَ غَيرَ أَن / تُحَلّى بِجَدوى راحَتَيكَ رِقابُ
وَيَهدي إِلَيكَ الناسُ دونَ تَصَنُّعٍ / مَحَبَّةَ صِدقٍ لَم يَشُبها كِذابُ
فَكُلٌّ نَوالٍ لي إِلَيكَ اِنتسابُهُ / وَأَنتَ عَلَيهِ بِالثَناءِ مُئابُ
بَقيتَ مَكينَ الأَمرِ ما ذَرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في أُفقِ السَماءِ رَبابُ