المجموع : 5
خَليلَيَّ ما أَدري إِذا اِختَلَّ شَملُنا
خَليلَيَّ ما أَدري إِذا اِختَلَّ شَملُنا / وَأَلقَت بِنا الدُنيا لِأَيدي النَوى نَهبا
أَطَيَّ كِتابٍ نودِعُ الوُدَّ بَينَنا / عَلى البُعدِ أَم صَدرَ النَسيمِ إِذا هَبّا
وَلي عِندَ شَرقيِّ الرِياحِ لُبانَةٌ / يَقَرُّ بِعَينِ الغَربِ أَن تَرِدَ الغَربا
أَداءُ سَلامٍ عاطِرٍ وَتَحِيَّةٌ / إِذا نُسِبَت لِلمِسكِ تاهَ بِها عُجبا
يُحَيّا بِها عَنّي اِبنُ وَهبٍ مُصافَحاً / كَما صافَحَت ريحُ الصَبا غُصُناً رَطبا
فَتىً أَريَحِيُّ الطَبعِ مَهما بَلَوتَهُ / بَلَوتَ الكَريمَ الحُرَّ وَالسَيِّدَ النَدبا
أَبى اللَهُ إِلّا أَن أُرى الدَهرَ شاكِراً / لَهُ شُكرَ صادي الرَوضِ دَمعَ الحَيا السَكَبا
يَداً أَيَّدَتني مِنهُ بِالمَلِكِ الَّذي / تَمَلَّكَ في الدُنيا قُلوبَ الوَرى حُبّا
مُطاعٌ كَأَنَّ اللَهَ أَعطاهُ وَحدَهُ / مِنَ الأَمرِ ما لَم يُعطِهِ السَبعَةَ الشُهبا
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد عَنَّ جائِزاً
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد عَنَّ جائِزاً / كَما عَنَّ ظَبيُ السربِ يَتَّبِعُ السربا
تَعَلَّمَ نَجّاراً فَقُلتُ لَعَلَّهُ / تَعَلَّمَها مِن نَجرِ مُقلَتِهِ القَلبا
شَقاوَةُ أَعوادٍ تَصَدّى لِجَهدِها / فَآوِنَةً قَطعاً وَآوِنَةً ضَربا
غَدَت خَشَباً تَجني ثِمارَ جِنايَةٍ / بِما اِستَرَقتهُ مِن مَعاطِفِهِ قُضبا
أَتَتنِيَ مِن تِلكَ السَجايا بِنَفحَةٍ
أَتَتنِيَ مِن تِلكَ السَجايا بِنَفحَةٍ / هَزَزتُ لَها في الحَيِّ عِطفَيَّ مِن عُجبي
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ عَرفَ تَحِيَّةٍ / نَفَضتَ بِها مِسكاً عَلى الشَرقِ وَالغَربِ
تَصَدّى بِها الرَكبُ المُغَرِّبُ غَدوَةً / فَقُلتُ أَمِن دارينَ مُدَّلَجُ الرَكبِ
سَيَنشَقُّ عَن نَورِ الوِدادِ بِها فمي / فَقَد أَنبَتَت ما أَنبَتَت لَكَ في قَلبي
وَإِنّي وَإِن كُنتُ الخَلِيَّ لِشَيِّقٌ / إِلَيكَ عَلى بُعدِ المَنازِلِ وَالقُربِ
خَلا أَنَّ حالاً لَو قَضَت بِتَفَرُّغي / إِلى لازِمٍ مِن حَجِّ مَنزِلِكَ الرَحبِ
لَقُمتُ لَهُ ما بَينَ أَعلامِ رَيَّةٍ / وَبَينَ حِمى وادي الأَشاءِ مِنَ التُربِ
وَبَعدُ فَلا يُعطِش أَبا الحَسَنِ الحَيا / بِلادَكَ وَاِلتَفَّت عَلَيكَ حُلى الخِصبِ
حَياً وَحَياةٌ سَرمَدٌ وَتَحِيَّةٌ
حَياً وَحَياةٌ سَرمَدٌ وَتَحِيَّةٌ / عَلى العَلَقِ المَطلولِ مِن كَثَبِ الشِعبِ
تَساقَطَ مُرفَضَّ الرَشاشَةِ فَاِغتَدَت / بِهِ ساحَةُ الدُنيا مُضَمَّخَةَ التُربِ
وَمِن أَسَفِ الدُنيا بُكائي لِيوسُفٍ / وَما لِثَراهُ في دُموعِيَ مِن شُربِ
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد مَرَّ ضارِباً
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد مَرَّ ضارِباً / بِمِعوَلِهِ ضَربَ المُرَجِّمِ بِالغَيبِ
تَعَلَّمَ صَفّاراً فَقُلتُ اِستَعارَها / غَداةَ رَنا مِن صِبغَةِ العاشِقِ الصَبِّ
يَعودُ النُحاسُ الأَحمَرُ التِبر عَسجَداً / بِكَفَّيهِ عِندَ السَبكِ وَالمَدِّ وَالضَربِ
فَحُمرَتُهُ مُشتَقَّةٌ مِن حَيائِهِ / وَصُفرَتُهُ مِمّا يَخافُ مِنَ العَتبِ