المجموع : 6
تَضاعَفَ ضَعفي بَعدَ بُعدِ الحَبائِبِ
تَضاعَفَ ضَعفي بَعدَ بُعدِ الحَبائِبِ / وَقَد حَجَبوا عَنّي قِسِيَّ الحَواجِبِ
وَمُذ أَفَلَت تِلكَ الكَواكِبِ لَم تَزَل / مُوَكَّلَةً عَنّي بِرَعيِ الكَواكِبِ
فَما آيبٌ لِلهَمِّ عَنّي بِرائِحٍ / وَلا رائِحٌ لِلعَيشِ عَنّي بِآيِبِ
وَنادِبَةٍ ناحَت سُحَيراً بِأَيكَةٍ / فَهَيَّجَتِ الوَسواسَ في قَلبِ نادِبِ
تَنوحُ عَلى غُصنٍ أَنوحُ لِمِثلِهِ / وَهَل حاضِرُ يَبكي أَسىً مِثلُ غائِبِ
بِوادٍ بِوادي الغوطَتَينِ رُبوعَكُم / رَبيعي وَمِن ذاكَ التُرابُ تُرابي
يَزيدُ اِحتِراقي وَاِشتِياقي إِلَيكُم / إِذا صاحَ بي عَرِّج عَلى الدارِ صاحِبي
وَأَهوى هَواها مِن رِياضٍ أَنيقَةٍ / فَتَصرِفُني عَنها صُروفُ النَوائِبِ
تَظَلُّ ثُغورُ الأُقحُوانِ ضَواحِكاً / إِذا ما بَكَت فيها عُيونُ السَحائِبِ
كَأَنَّ لَميعَ البَرقِ في جَنَباتِها / سُيوفُ مُعينِ الدينِ بَينَ الكَتائِبِ
فَتىً لَم يَعُد حَتّى تَعَفَّر قَرنُهُ / كَأَنَّ عَلَيهِ الضَربَ ضَربَةُ لازِبِ
حَشِيَّتُهُ سِرجُ عَلى ظَهرِ سابِحٍ / وَحُلَّتُهُ دِرعٌ عَلى غَيرِ هارِبٍ
غَدا في المَعالي راغِباً غَيرَ زاهِدٍ / وَفيما سِواها زاهِداً غَيرَ راغِبِ
يَظُنُّ صَلاحُ الدينِ فُرسانَ جَلَّقٍ / كَفُرسانِهِ ما الأَسَدُ مِثلَ الثَعالِبِ
غَداً تَطلُعُ الشامُ الفِرِنجَ بِفَيلَقٍ / مُعَوَّدَةٍ أَبطالُهُ لِلمَصائِبِ
رِجالٌ إِذا قامَ الصَليبُ تَصَلَّبَتِ / رِماحُهُمُ في كُلِّ ماشٍ وَراكِبِ
لَها اللَيلُ نَقعٌ وَالأَسِنَّةُ أَنجُمُ / فَما غَيرُ أَبطالٍ وَغَيرُ جَنائِبِ
أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا
أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا / وَأَصبَحوا إِلى شَرخِ الشَبيبَةِ وَالصِبا
وَقَلبي إِلى الحَيِّ الجُلاحِيِّ لَم يَزَل / مَشوقاً عَلى ماءِ العُذيبُ مُعَذَّبا
وَأَغيدُ بَرّاقُ الثَنِياتِ واضِحٌ / أَبى القَلبُ عَن حُبِّيهِ أَن يَتَقَلَّبا
لَهُ شَعَرٌ ما اِهتَزَّ إِلّا تَثَعبَنَت / ذَوائِبُهُ وَالصُدغُ إِلّا تَعَقرَبا
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أُسقى بِكَفِّهِ / عَلى وَجهِهِ نادَمتُ بَدراً وَكَوكَبا
حَكَت فَمَهُ طَعماً وَريحاً وَخَدَّهُ / إِذا مَزَجوها رِقَّةً وَتلَهُّبا
وَكُلُ لَيلَةٍ أَمسى لِميعادِ وَصلِهِ / مُسَيلَمَةً إِلّا وَأَصبَحَت أَشعَبا
وَقائِلَةٍ لي حينَ أَصبَحتُ لاهِياً / بِزُخرُفِ دُنيا كُلَّما رُمتُهُ أَبى
لَعَمرُكَ ما شَرَخَ الشَبيبَةِ راجِعٌ / إِذا ما تَوَلّى العُمرُ عَنكَ وَجَنَّبا
وَلِلشَيبِ شَعَراتٌ تَدُلُّ عَلى الفَنا / إِذا اِبتَسَمت في عارِضِ المَرءِ قَطَّبا
سَلا هَل سَلا أَو هَل تَقَلَّبَ قَلبُهُ
سَلا هَل سَلا أَو هَل تَقَلَّبَ قَلبُهُ / وَإِلّا فَتُنبي بِالكَآبَةِ كُتبُهُ
غَريبُ أَسىً يَهوى غَريبَ مَلاحَةٍ / مِنَ التُركِ أَمثالُ الحَواجِبِ حَجبُهُ
غَزالٌ وَلَكِنَ الفُؤادَ كِناسُهُ / هِلالٌ وَلَكِنَّ الغَلائِلَ سُحبُهُ
تَغارُ المَها مِن مُقلَتَيهِ إِذا رَنا / وَتَحسُدُهُ إِن ماسَ في الرَوضِ قُضبُهُ
أَلا يا نَديمي مِن لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ / كَئيبٍ غِناهُ النَوحُ وَالدَمعُ شُربُهُ
جَفا جَفنُهُ طيبَ الكَرى لَيلَةَ السُرى / وَجُنِّبَ عَنِ لينِ الحَشِيَّةِ جَنبُهُ
وَمَضروبَةٍ مِن غَيرُ جُرمٍ وَلا ذَنبِ
وَمَضروبَةٍ مِن غَيرُ جُرمٍ وَلا ذَنبِ / حَوى قَلبُها مِثلَ الَّذي قَد حَوى قَلبي
إِذا ما أَتاها القابِسونَ عَشِيَّةً / حَكَت فُلكاً يَرمي الشَياطينَ بِالشُهُبِ
وَمَحبوبَةٍ في القَيظِ لَم تَخلُ مِن يَدٍ
وَمَحبوبَةٍ في القَيظِ لَم تَخلُ مِن يَدٍ / وَفي القَرِّ تَسلوها أَكُفُّ الحَبائِبِ
إِذا ما الهَوى المَقصورُ هَيَّجَ عاشِقاً / أَتَت بِالهَوى المَمدودِ مِن كُلِّ جانِبِ
عَبَرتُ عَلى دارِ الصَلاحِ وَقَد خَلَت
عَبَرتُ عَلى دارِ الصَلاحِ وَقَد خَلَت / مِنَ القَمَرِ الوَضّاحِ وَالمَنهِلِ العَذبِ
فَوَاللَهِ لَولا سُرعَةٌ مِثلُ عَزمِهِ / لَغَرَّقَها طَرفي وَأَحرَقَها قَلبي