القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 6
وتطربُ
وتطربُ / وتترك من يهواك يبلى ويعطبُ
له مقلة مذ غبتَ لم تطعم الكرى / وقلبٌ على جمر الغَضى يتقلَّبُ
سقاني الهوى سمَّ الفراق فدواني / فعندك ترياق الوصال مجربُ
طرحتَ لقلبي قُرطُمَ الأنس والمنى / فأصبح في فَخِّ الهوى يتضرَّبُ
تقطعت الأسبابُ بي في هواكمُ / فو اللَهِ ما أدري بما أتسبَّبُ
فلا تسألنّي كيف حاليَ بعدكم / فما حال جسمٍ روحهُ عنه يُحجَبُ
فمن غاب عن عينَيهِ وجه حبيبه / فعن روحه روحُ الحياة يُغَيَّبُ
وما حال مَن ذاق النعيم وطيبَه / وأصبح من بعد النعيم يُعذَّبُ
سرورُ الهوى أحلى من العيش كلِّه / وكربُ النوى من غصَّة الموت أكربُ
دُفِعتُ إلى التنغيص من بعد لذةٍ / وأُبعدتُ عما كنت منه أُقرَّبُ
لقد كنت في رَوح الجنان منعَّماً / فأصبحتُ في نارٍ عَلَيَّ تَلَهَّبُ
وأصعب شيءٍ شقوةٌ بعد نعمةٍ / أجَل والقلى بعد التلطف أصعبُ
إذا ما دعوتُ الصبرَ لبّانيَ الهوى / فشوقي مكينٌ واصطباري مذبذب
إذا اعتلجا في القلب شوقٌ مبرِّحٌ / وصبرٌ فان الشوق لا شكَّ أغلبُ
سقى اللَه ليلاً كنتُ فيه أزورُكم / وأخرج عنكم خائفاً أترقَّبُ
هناك سرور أنت فيه مُؤمَّرٌ / وحولك من جيش اللذاذة موكبُ
فإن كنتَ قد أقصيتني ونسيتني / فأنت إلى قلبي من القرب أقربُ
فلا كانت الدنيا إذا كان عيشها / ولذتها كالثوب يبلى ويُسلَبُ
أرى النفس في شغلٍ لفقد حبيبِها
أرى النفس في شغلٍ لفقد حبيبِها / فما تَتَهَنّى بالوصال وطيبِها
فيا مَن شجاني بالفراق تركتني / أُسائل عنك الريحَ عند هبوبها
سقاميَ طرّاً أنت تعرف طبَّه / وهل يعرف الأسقامَ غيرُ طبيبها
إذا لم نطب في ذا الزمان وطيبه
إذا لم نطب في ذا الزمان وطيبه / فليس لنا في الطيِّبات نصيبُ
على حُسن أيام الربيع وطيبها / وقد تحسن الدنيا به وتطيبُ
أجب داعيَ اللذات والورد قائم / على منبر اللذات وهو خطيبُ
فيا ورد أمتعنا بطيبٍ وبهجةٍ / فأنت لتشبيه الحبيب حبيبُ
وروِّح قلوبَ العاشقين وحبها / وهل لُقيت للعاشقين قلوبُ
أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنبُ
أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنبُ / فليس على العشاق في فعلهم عتبُ
وعدتُك وعداً عاقني عنه عائق / وللناس أسباب لها يُقلَبُ القلبُ
لقد فاتني كلُّ المنى حين فاتني / مشاهدُك الحسنى ومنطقُك العذبُ
لئن كان لي خل عليك مقدَّماً / إذا ذُكِر الخلّانُ عنديَ والصحبُ
لخالفتُ توحيدي وعفت أئمتي / وملتُ الى الجِبتِ المضلل والنصبِ
ولولا التصابي كان في الحسن مذهبي / فلاحاً ولكن ليس يفلح من يصبو
تحيَّرتُ في تركِ الحبيب وترككم / ففي تركه لهو وفي ترككم ذنبُ
وقال فؤادي ليس يعذرك الإخا / على جفوةٍ إذ ليس يعذرك الحِبُّ
ولما رأيتُ القلبَ سهَّل سخطكم / ليرضى الهوى أيقنتُ أن الهوى صعبُ
ولمّا خشيت الموتَ كذبت وعدَكم / فقولوا أكان الموتُ خيراً أم الكذْبُ
ولم تتغالب شهوةٌ ومُرُوَّةٌ / فيفترقا إلا وللشهوة الغلبُ
ولم يثنني التقصير عنكم وإنما / ثنى عزمتي لما انثنى الغُصُنُ الرطبُ
لقد ذُبتُ إذ أبدى إليَّ مضاحكاً / كما ذاب شيطانٌ تقض له شهبُ
إذا زاد في التقبيل زدتُ تحشُّماً / فذاك نِهابٌ في الوصال وذا نَهبُ
ويبذل لي بشراً وأُعطيه غيره / فبعض المنى عطبٌ وبعض المنى عصبُ
ومال إلى سخف فملتُ ولم أكن / سخيفاً ولكن كلُّ شيءٍ له طبُّ
فحلت عقود إذ تحلل محكه / ودارت رحى الكذّان إذ رُكِّب القطبُ
وفزتُ بشيءٍ بين جدٍ ولعبةٍ / ويا رُبَّ جدٍ كان أوَّلَه اللّعْبُ
فلو أنني كنتُ استشرتك لم تشر / عليَّ ببُعد الإلف إذ أمكن القربُ
ولولا ارتقابي في رضاك لما اعتدت / بكشف أمورٍ كان في دوِّها حجبُ
من العذل أخشى أنَّ من كان موجعاً / له العذلُ يوماً ليس يؤلمه الضَّربُ
وقد يخلص الإخوان من بعد عثرة / كما تستهبُّ الخيل من بعد ما تكبو
وأيّ جواد لم تكن منه هفوة / وأي حسام في الأحايين لا ينبو
تراني يطيف الغدر عندي لصاحبٍ / له الكرم المأثور والخلق الرحب
فإن قلت هل يُجفَى الصديق لأمرد / فلا عجب إذ كان يعصى به الربُّ
فلا تُدْنِسَنْ أخلاقَك الغرَّ بالقلى / فحيث يكون الجور لا يحمد الخصبُ
وما الأنس إلا حيث يستطلع الرضا / وما الرعي إلا حيث يستعذب العشبُ
وما شاني الإخلاص في الود والهوى / وما الأكل من شاني هناك ولا الشربُ
ولست أُحبُّ الفضل من غير وجهه / كما لا تُحَبُّ الشمس مطلعها الغربُ
فدونك أمثالاً من الدرِّ نُظِّمت / سموطاً ولكن ما تخلَّلها ثقبُ
ستذكر قولي عند كل طريفةٍ / بذكرك للداري اذا استطرف النعبُ
فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ
فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ / وأفردتُ قلباً في هواك يُعَذَّبُ
ولي ألف وجه قد عرفتُ مكانه / ولكن بلا قلبٍ إلى أين أذهبُ
يُعاب الفتى فيما أتى باختياره
يُعاب الفتى فيما أتى باختياره / ولا عيب فيما كان خلقاً مركَّبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025