المجموع : 6
أَموسى مَتى أَحظى لَدَيكَ وَمُبعِدي
أَموسى مَتى أَحظى لَدَيكَ وَمُبعِدي / وِدادي وَأَعذاري إِلَيكَ ذُنوبي
رَفَضتُ لِصَبري فيكَ أَكرَمَ عُدَّةٍ / وَقاطَعتُ مِن قَومي أَعَزَّ حَبيبِ
وَهَبتُ وَلا مَنٌّ عَلى الحُبِّ مُهجَتي / وَلُبّي وَسِلواني لِغَيرِ مُثيبِ
فَضاعَت وَلا رَدٌّ عَلَيهِ وَسائِلي / وَخابَ وَلا عَتبٌ عَلَيهِ نَصيبي
وَقالوا لَبيبٌ لَو أَرادَ عَصى الهَوى / تَناقَضَ وَصفا عاشِقٍ وَلَبيبِ
وَما بِاِختِياري فارَقَ الحُبَّ صَبرُهُ / وَلَكِن فِراقَ السَيفِ كَفَّ شَبيبِ
هُوَ البَينُ يا موسى وَقَد كُنتَ ثاوِياً
هُوَ البَينُ يا موسى وَقَد كُنتَ ثاوِياً / فَما كانَ قُربُ الدارِ مِنكَ مُقَرِّبي
أَرَوضَ الصِبا قَد جَفَّ بِالبَينِ مَنبِتي / وَيا شَمسَ أُفقِ الحُسنِ قَد حانَ مَغرِبي
وَقَد كُنتُ قَبلَ البَينِ أَهذي بِمَطمَعي / وَأَرقي جُفوني بِالرَجاءِ المُحَبَّبِ
فَأَمّا وَقَد نادى الغُرابُ رَكائِبي / فَيا صَبرُ إِن شَرَّقتُ سَيراً فَغَرِّبِ
وَيا سَلوَتي في الحُبِّ بيني ذَميمَةً / وَفي غَيرِ حِفظٍ أَيُّها النَومُ فَاِذهَبِ
مِنَ اليَومِ أَرِّخ فيكَ أَوَّلَ شِقوَتي / وَآخِرَ عَهدي بِالفُؤادِ المُعَذَّبِ
أَذوقُ الهَوى مُرَّ المَطاعِمِ عَلقَماً
أَذوقُ الهَوى مُرَّ المَطاعِمِ عَلقَماً / وَأَذكُرُ مِن فيهِ اللَمى فَيَطيبُ
تَحِنُّ وَتَصبو كُلُّ عَينٍ لِحُسنِهِ / كَأَنَّ عُيونَ الناسِ فيهِ قُلوبُ
وَموسى وَلا كُفرانَ لِلَهِ قاتِلي / وَموسى لِقَلبي كَيفَ كانَ حَبيبُ
خَلُصتَ خُلُصَ التِبرِ مِن عِلَّةِ
خَلُصتَ خُلُصَ التِبرِ مِن عِلَّةِ / الضَنى وَأَشبَهتَ مِنهُ عِلَّةً بِشُحوبِ
فَإِن كانَتِ الحُمّى تَضُرُّ عَدوَّها / فَلا عَجَبٌ إِضرارُها بِطَبيبِ
وَما كَونُها في مِثلِ جِسمِكِ بِدعَةً / فَما الحَرُّ في شَمسِ الصُحى بِغَريبِ
أَيا اِبنَ رَسولِ اللَهِ رِفقاً بِمُغرَمٍ
أَيا اِبنَ رَسولِ اللَهِ رِفقاً بِمُغرَمٍ / فَعَمّا قَليلٍ يَنقَضي فيكَ نَحبُهُ
يُحَرَّقُ في الأُخرى بِجَدِّكَ جِسمُهُ / وَيُحرَقُ في الدُنيا بِخَدِّكَ قَلبُهُ
عَلِقتُ بِبدرٍ لاَمَنَي فيِيهِ عَاذِلُ
عَلِقتُ بِبدرٍ لاَمَنَي فيِيهِ عَاذِلُ / وَلَم يَدرِ أنَّ السِّحرَ لِلمَرءِ جَالِبُ
فَهَارُوتُ عِندَ القَبضِ أودَعَ سِحرَهُ / بَعَينَيكَ يَا مُوسَى وَهُنَّ مَصَائِبُ
لَمَأ وَجدُ طَيرِ القَفصِ مُذ بَانَ وَكرُهُ / وَمَن ذَكَرَ الأوطَانَ وَالقَلبُ ذَائِبُ
وَحَنَّ إلَى بَانِ الغُصُونِ وَقَد شَدَا / بِصَوتِ يُنَاغِي الوَكرَ وَاللهُ غَالِبُ
بِأعظَمَ مِن وَجدِي بِهِ فَلَعَلَّنِي / أرَى طَيفَ مُوسَى في المَنَامِ يُلاعِبُ