القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 21
بِنفسي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه
بِنفسي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه / وبُعدُ التَّقَالي غيرُ بُعدِ السَباسِبِ
أَراهُ مكانَ الشّمسِ بُعداً وبينَنا / كما بينَ عينٍ في التّداني وحاجِبِ
وهل نَافِعي قربٌ ومِن دُون قلبِه / نَوىً قُذُفٌ أَعيَت ظُهورَ الرَكائِبِ
تجنَّى لِيَ الذي ما جَنَيتُه / ولا هُو مغفورٌ بِعذرَةٍ تائِبِ
وَمَلَّ فلو أهدى إليّ خيَالَه / بَدا لِيَ مَنهُ في الكَرى وجهُ عاتِبِ
وضَنَّ فلو أنّ النسيمَ يُطيعُه / لجنَّبَني بَرْدَ الصَّبا والجنائبِ
إذَا رجَعَتْ باليأسِ مِنهُ مَطامِعي / علِقتُ بأذيال الظُّنونِ الكَواذِبِ
وأعجبُ ما خُبِّرتُه من صَبابتي / بِه والَهوى ما زالَ جَمَّ العَجائِبِ
حَنيني إلى مَن خِلبُ قَلبيَ دارُهُ / وشَوقي إلى مَن لَيس عنّي بغائبِ
نشدتُكُما يا مُدَّعِيَّيْنِ سَلوةً
نشدتُكُما يا مُدَّعِيَّيْنِ سَلوةً / عن الحُبِّ لِمْ يُستحسنُ الظُّلمُ في الحُبِّ
وما بالُه يَلَقى البَريءُ من الضَّنى / جَريرَةَ ما يأتي المسيءُ من الذَّنْبِ
وكيفَ استمرَّ الجَورُ فيه وأُوجِبَتْ / عقوبةُ ما تَجني العيونُ على القلبِ
أَأَحبَابَنَا مَن غَابَ عَمَّن يَودُّهُ
أَأَحبَابَنَا مَن غَابَ عَمَّن يَودُّهُ / فَسِيّانِ عِندي بُعدُهُ واِقترابُهُ
إِذا المَيْتُ وَارَى شَخْصَهَ عَفَرُ الثّرَى / فَهل يُدنِيَنْهُ أن يَقِلَّ تُرابُهُ
وكلُّ غريبِ الدّارِ فالأَرضُ دونَهُ / وإِن كان حيّاً فالحِمامُ اغتِرابُهُ
ألَمياءُ إِن شَطَّت بِنَا الدّارُ عَنوةً
ألَمياءُ إِن شَطَّت بِنَا الدّارُ عَنوةً / فَدارَاكِ أَجفاني القريحَةُ والخِلبُ
تَدانت بِنَا الأَهواءُ والبعدُ بَينَنا / وما فُرقَةُ الأَحبابِ حَزْنٌ ولا سَهبُ
ولكنَّما البينُ المُشِتُّ هُوَ القِلى / وإنْ قَربُوا والبُعْدُ أن يَبعُدَ القلبُ
وكم مَهْمَهٍ تَستهوِلُ الشمسُ قطعَه / طَوتْهُ لنا الأَشواقُ نَحوَكِ والحبُّ
عقَلتُ بِهِ العيسَ المراسيلَ بالوَجى / إليك فأَدنَتنا المطهَّمَةُ القُبُّ
فلَمّا وصلْنَا بَرقَعيدَ تَحاشدت / عليَّ صَبَاباتِي وعنّفَني الرّكبُ
ولَجَّ اشتياقٌ كنتُ أَتّهِم النّوَى / علَيهِ إِلى أَن زَادَ سَورَتَه القُربُ
فأَيقنْتُ أَن لا قُربَ يَشفي من الجوَى / ولا يَنْقَضي ذا الحبُّ أو ينقضِي النّحْبُ
رَمتْنا اللَّيالي بافتراقٍ مُشَتِّتٍ
رَمتْنا اللَّيالي بافتراقٍ مُشَتِّتٍ / أَشَتَّ وأَنْأَى من فِراقِ المُحَصَّبِ
تَخَالَفَتِ الأَهواءُ وانْشقَتِ العَصَا / وشَعَّبَهُمْ وشَكُ النَّوَى كلَّ مَشْعَبِ
وقد نَثَر التوديعُ من كلّ مُقلةٍ / على كلِّ خدٍّ لؤْلُؤاً لم يُثَقَّبِ
إِلى اللهِ أَشكوُ عيشَةً قَد تنكَّدتْ
إِلى اللهِ أَشكوُ عيشَةً قَد تنكَّدتْ / عَلَيَّ ودهراً قد ألَحَّت نوائِبُهْ
تكَدّرَ من بَعْدِ الصّفاءِ نميرُهُ / وأَحزَنَ من بَعْد السُّهولةِ جانِبُهْ
وقَصَّرَ كَفّي عن نَوالٍ تُنيلهُ / وزَاولَها عن نيلِ ما أَنا طالِبُهْ
إلى كَم أُعَنَّى بالسُّرى والسّباسِبِ
إلى كَم أُعَنَّى بالسُّرى والسّباسِبِ / ويُصدَعُ شَملي بالنَّوَى والنّوائِبِ
فمَن لاقَهُ يوماً من الدّهرِ منزِلٌ / فما مَنزلي إلا ظهورُ النَجائِبِ
ومن رَاقَه خِلٌّ يُسَرُّ بِقُربِهِ / فيا ويحَ قلبي من فِراق الأقَارِبِ
فلي كلَّ يومٍ من جَوى الهمِّ صاحبٌ / يُجدِّدُ أحزاني على فَقدِ صاحبِ
ولي منزلٌ مَا مَسَّ جلدِي تُرَابهُ / ولا فيه أتْرابي ومَلْهَى مَلاعبي
وقد كنتُ أرجُو أن أَرَاكَ وبَيْنَنَا
وقد كنتُ أرجُو أن أَرَاكَ وبَيْنَنَا / مفَاوِزُ أدْنَاهَا الشّنَاخِيبُ والسَّهبُ
فلمّا تَدانَينا يَئِستُ وزَادَنِي / تبَاريحَ شَوقٍ ضِقتُ ذَرعاً بها القُربُ
تَبذّلَ حَتّى قَد مَلِلتُ عِتَابَه
تَبذّلَ حَتّى قَد مَلِلتُ عِتَابَه / وأعرضْتُ عَنه لا أريدُ اقْتِرَابَهُ
إذَا سَقَطتْ من مَفْرِق المرء شعرةُ / تأفّفَ منها أن تَمَسّ ثِيَابَهُ
أيَا نَازِحاً لم أحتَسِبْ بُعدَ دَارِهِ
أيَا نَازِحاً لم أحتَسِبْ بُعدَ دَارِهِ / وقَد كان لو نِلتُ المُنَى قُرْبُه حَسبْي
تَعَرّضَتِ الأخطارُ دُون لِقَائِنَا / وصَدَّ التّنَائي عن مُواصَلِة الكُتْبِ
وقد صَارَ يأْتِي بعد حَوْلٍ مُجرَّمٍ / كتابُكَ مَقصوراً على اللّوم والعَتْبِ
فيا أُنْسَ قَلبي لا تَزِدنيَ وَحْشَةً / ويا رَوْحَ كَربي لا تكُن سَبَبَ الكَرْبِ
أيا غائباً يدنيهِ شَوقي على النّوى
أيا غائباً يدنيهِ شَوقي على النّوى / لأَنْتَ إلى قَلبي من الفِكْرِ أقربُ
وما غابَ مَن أُفْقَاهُ عَيني وخَاطِرِي / لهُ مَطلعُ مِن ذَا وفي تِلك مَغرِبُ
غَبْطتُك نُعْمَى فُزتَ دُونِي بنَيْلِها / وفخراً له ذيلُ على السّحبِ يُسْحَبُ
جِوارَك مَن يَحمِي على الدّهرِ جَارَه / ويَطلبُ منهُ جودُهُ كيف يطلبُ
هو البحرُ تَروَى الأرضُ عند سُكُونِهِ / وتَغرَقُ في تيّارِه حين يَغْضَبُ
فمَن ليَ لو كنتُ الرّسولَ بِبَابِه / لتُبرِدَ رؤْياهُ حشاً تَتلهّبُ
وأبلُغَ ما أنفَقْتُ في أمَلِي لَه / من العُمر عَشراً كلُّها لَي متُعِبُ
فما رَقَّ لي فيها نسيمُ أصائِلي / ولا رَاقَ لي فيها من الهمّ مَشرَبُ
ولولاَ رجاءُ الصَّالِحِ المَلكِ الّذي / به طالَ واسْتَعْلَى على الشَّرقِ مَغربُ
وأنّي سِآوِى من حِماهُ إلى حِمىً / يُرَى كلّ خَطبٍ دونَه يَتَذَبْذَبُ
لَمُتُّ ومَا موتِي عَجيبُ وقد نأَت / بيَ الدّارُ عنه بل بَقَائِيَ أعْجَبُ
وما سَكنتْ نَفْسِي إلى الصّبرِ عنكُم
وما سَكنتْ نَفْسِي إلى الصّبرِ عنكُم / ولا رَضِيَتْ بُعدَ الدِّيارِ من القُرْبِ
ولكنَّ أيّامِي قضَتْ بِشَتَاتِنَا / ففارَقكُم جِسمِي وجَاوَرَكُم قَلبي
ولو جَمَعَتْنَا الدّارُ بعد تَفَرّقٍ / لكُنْتُم من الدّنيا ونِعمتِها حَسْبِي
لَئِنْ فرّق الدّهرُ المشتِّتُ شملَنا
لَئِنْ فرّق الدّهرُ المشتِّتُ شملَنا / فأصبحتُ في شَرقٍ وأمسيتَ في غَربِ
لقد عزّهُ تَفريقُ صَادِقِ وُدِّنا / وأعجزَه إبعادُ قَلبِكَ من قَلبي
لقد عمَّ جُودُ الأفضَلَ السَّيِّدَ الوَرَى
لقد عمَّ جُودُ الأفضَلَ السَّيِّدَ الوَرَى / وأغنَى غَناءَ الغَيثِ حيثُ يَصُوبُ
أعدْتَ ربيعَ النَّاسِ في كلِّ بَلدةٍ / فليسَ بها للرّائِدِين جُدُوبُ
وجادَت لهمُ بالمالِ يُمناكَ إنّها / بَذُولٌ على بُخلِ الزّمانِ وَهُوبُ
وفي كلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنعمةٍ / فحقٌّ لشَأسٍ من نَدَاك ذَنُوبُ
غرَّني لامِعُ السّرابِ وهذا ال / بحرُ دُوني عذبُ المياهِ شَروبُ
سرتُ أسْتَقْرِئُ المَحُولَ وفِي أر / ضِيَ مَرْعى عِينٍ ووادٍ قَشيبُ
وسحابُ مِنهُ تعلَّمَتِ السُّحْ / بُ وإن لم تُشبِهْهُ كيفَ تصوبُ
سوءُ حَظٍّ أنأَى عن الملِكِ الصا / لِحِ وَالحظُّ ينتهي ويَثُوبُ
وإلى بابِه مآلي وللآ / بِقِ حُسنُ القَبولِ حين يُنِيبُ
غَابَ عنه جِسمِي وقلبيَ ما زا / لَ مقيماً ببابِه لا يَغيبُ
فإذا ما سَمعتَ بالنّازحِ الدَّا / ني فإنّي ذاكَ البعيدُ القريبُ
ومتَى ما قَرُبْتُ منه فحَظّي / من عُلاهُ التّقريبُ والتّرحيبُ
وبما نِلتُ من نَدى الملِكِ الصّا / لحِ أقسمتُ صَادِقاً لا أحوبُ
لا ثَناني البِعادُ عنه وإن حَا / لَت أعادٍ من دُونِه وحُروبُ
أو يُروَّى بِرُؤْيتِي وجهَه المي / مونَ قَلبِي الصّادِي وطَرْفي السّكُوبُ
ويقولَ الأنامُ آدمُ قد عَا / دَ إلى الخُلدِ إنّ ذَا لَعجيبُ
فحياتِي وإن بلَغْتُ به المأ / مولَ في غير ظِلِّهِ لا تَطيبُ
يا أخا البيد والسّرَى وأخِي البرْ / رِ إذا عقّنِي أخٌ ونَسيبُ
قُل لِغيثِي الهتونِ في أزمةِ المح / لِ وغَوثِي إن أرهَقَتْنِي الخطُوبُ
كاشِفِ الغُمَّةِ المُبِرِّ على السح / بِ بجودٍ مَدَى الزّمانِ يصوبُ
يا رَبِيعي المَريعَ حاشَاكَ أن تُمْ / حِلَ رَبْعِي وَأنتَ ذُخري الجدُوبُ
أنَا أشكُو إليكَ دهراً لحَا عُو / دي وأعرَاه فَهْوَ يَبْسٌ سَليبُ
وخُطوباً رَمى بها حادِثُ الدَّهْ / رِ سَوادي وكلُّهُنَّ مُصيبُ
أذْهَبَتْ تَالِدي وطارِفِيَ الطَّا / ري فَضَاعَ المورُوثُ والمكسوبُ
فهْو شَطرانِ بين مصرٍ وبحرٍ / ذَا غريقٌ فَيءٌ وذَا مَنهوبُ
وإبائِي أراهُ عن حَمله المَنْ / نَ ضَعيفاً وهْو القَويُّ الرَّكوبُ
ويَرى كلّ منّةٍ لِسِوَى الصّا / لِحِ غُلاًّ في حملِه تَعذيبُ
ما اعتذارُ المُنى إذا مَطَلَتْنِي / بِطِلابِي وفضلُك المَطلوبُ
أوَ ليست مِصراً وكلُّ بَنانٍ / لكَ بحرٌ وكلُّ عبدٍ خَصيبُ
والنّدى طبعُك الكريمُ فما أه / نى نوالاً تُنيلُه وتُثيبُ
جاءَنِي والبِعادُ دُوني كما جَا / بَتْ فَيافي البلاد ريحٌ هَبُوبُ
وعجيبٌ أنّ المواهِبَ تَسرِي / ويقيمُ المسترفِدُ الموهُوبُ
سُنّةٌ سنَّها نَدَى الملِك الصا / لِحِ فيها لِكلِّ خَلقٍ نَصيبُ
مَن ثَنائِي طَوَى إليه الفَيافِي / وهْو من كلِّ ذِي اقترابٍ قريبُ
وله بالنَّوالِ باعٌ طَويلٌ / ويدٌ سبْطةٌ وصدرٌ رَحيبُ
وبأيامه تبَسَّمَتِ الدّنْ / يا سُروراً فلا اعترَاهَا قُطوبُ
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى / في غَيِّه والفَودُ شائِبْ
والأرْيَحِيَّةُ تمنعُ ال / كُرماءَ أن يَغْشُوا المعايِبْ
والجهلُ يأبى أن يكو / ن لهُ أخو الستّين صاحِبْ
وشائِمةٍ برقاً بفودَيَّ راعَهَا
وشائِمةٍ برقاً بفودَيَّ راعَهَا / وما كلُّ برقٍ لاحَ يُؤذِنُ بالخِصبِ
رأت شَعَراتٍ أخلَقَتْ بعدَ جِدَّةٍ / ونفساً سَلَتْ بعد الغَواِيةِ في الحُبِّ
فقالَت نهاك الشيبُ عن مَرَحِ الصِّبَا / ورَدَّاكَ بعد الجَوْنِ دهرُكَ بالعَصْبِ
فقلتُ نعَم أصبحتُ طَوعَ عَواذِلي / وأصبحتُ لا أصبُو لِلَهْوٍ ولا أُصبي
ولا عجبٌ لَيلٌ تبلَّجَ فجرُهُ / وحِلمٌ رمَى شيطانَ جهليَ بالشُّهْبِ
وهمٌّ وَرَى بين الجوانِحِ زَنْدُهُ / أضَاءَ له في مَفرِقي لامِعُ اللَّهْبِ
أَما تَرى الشَّيبَ قد رَدَّاكَ بعد دُجَى / فَودَيْكَ واهاً لِذَاك اللّيلِ بالعَصَبِ
وأسمَعَتْكَ اللَّيالي في مواعظِها / أنَّ ابنَ سبعين من وِردٍ على قُرُبِ
أعرضْتُ عن صبَوَاتٍ كنتُ ذا شَغفٍ / بها وجانبتُ ما يُدني من الرِّيبِ
وسرتُ طوعَ النُّهى تُرضَى أنَاتِيَ في / سَيري ومَرِّيَ في شَدَّي وفي خَبَبي
ديار خلت من أهلها وتوحشت
ديار خلت من أهلها وتوحشت / فليس بها مرعى لعين ولا خصب
علاها البلى حتى تعفنت رسومها / وأنكرها طرفي فأثبتها القلب
ألوم الردى كم خضته متعرضا
ألوم الردى كم خضته متعرضا / له وهو عني معرض متجنب
وكم أخذت مني السيوف مآخذ ال / حمام ولكن القضاء مغيب
إلى أن تجاوزت الثمانين وانقضت / بلهنية العيش الذي فيه يرغب
وأصبحت أستهدي العصا فتميل بي / لضعفي عن قصدي كأني أنكب
فمكروه ما تخشى النفوس من الردى / ألذ وأحلى من حياتي وأعذب
تقلب أحوال الزمان أفادني
تقلب أحوال الزمان أفادني / جميل الأسى فيما ينوب من الخطب
إذا حل ما لا يستطاع دفاعه / فما أجمل الصبر الجميل بذي اللب
تنكرني الإخوان حتى ثقاتهم
تنكرني الإخوان حتى ثقاتهم / وحذرني منهم نذير التجارب
كأني إذا أودعت سري عندهم / رفعت بنار فوق أعلى المراقب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025