القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : التِّهامي الكل
المجموع : 5
أَلَمَّ وَلَيلي بِالكَواكِبِ أَشيب
أَلَمَّ وَلَيلي بِالكَواكِبِ أَشيب / خَيالٌ عَلى بُعدِ المَدى يَتأوَّبُ
أَلَم وَفي جفني وَجفن منصلي / غَراران ذا نوم وَذاك مشطَّبُ
أَعاصي الهَوى في حال نَومي وَيقظَتي / فَسَيّان عِندي وَصلها وَالتَجنُّبِ
لَحا اللَهَ قَلبي مالَه الدَهرَ عاكِفاً / عَلَيها ومن شأنِ القلوبِ التَقلُّبِ
ثوى برهة في ثاية الحيِّ وانبروا / فَوَلَّوا بِهِ في جانِب الظَعنِ يَجنُبُ
لَها مقلة في رؤيةِ العَينِ مُقلَةٌ / وَإِن جَرِّبت فَهي الحُسامُ المُجَرَّبُ
وَأَسودها في القَلبِ أَسود سالِخٍ / وَأَبيضها في الجسم أَبيَضُ مقضَبُ
وَما سُقمُ جفنيها بِضائِرِ طرفها / إِذا صَحَّ غرب السَيف فالجفن يَعطُبُ
وَتصمي قلوب العاشِقين إِذا رَمَت / فَلَيسَ لَها سَهمٌ إِذا مَرَّ يَكذب
وَيرشقها الرامي بِلحظَةِ طرفِهِ / وَيحسب أَنَّ السهمَ يَنمي فَيُنكَبُ
فَيرجَع عَنها ناكِصاً غَيرُ صائِبٍ / وَهَيهاتَ أَن يُردى الجَبانُ المُهَيَّبُ
وَلَم أَنسها تصفرُّ من غربة النَوى / كَما اصفرَّ وجه الشَمس ساعَة تغربُ
فَقَد شفَّ مِن تَحتِ البَراقِعِ وجهها / كَما شَفَّ مِن تَحتِ الجَهامَةِ كَوكَبُ
يبين وَيخفي في السَرابِ كَأَنَّها / سَنا دُرَّة في البَحرِ تَطفو وَتَرسُبُ
وَوَلَّت وَقَد حف الحسانَ بِها كَما / أَخاط بِسَفعاء المَلاطِمِ ربرَبُ
فَلَمّا أَتوا رَوضاً يَرُفُّ تَبَسَمَّت / أَقاحيه فيهِ استَبشَروا ثُمَّ طَّنُبوا
وَضاحكن نَّوار الأَقاحي فَقالَ لي / خليليَّ أَي الأَقحوانين أَعجَبُ
فَقُلتُ لَهُ لا فَرق عِندي وَإِنَّما / ثغور الغَواني في المَذاقَة أَعذَبُ
أَلَم ترني أَصبَحتُ مِمَّن يَروقُهُ / سِنانٌ خَضيب لا بِنان مُخَضَّبُ
يُساعِدني في الرَوع أَبيَض صارِمٍ / وَفي ثغر المَوماة وَجناء ذَعلبُ
أَظَلُّ بِأَجواز الفَلاة كَأَنَّني / عَلَيها عِقاب وَهيَ تَحتيَ مرقب
وَتشكل أَغفال الطَريقِ بحمرَةٍ / مِنَ الدَمِ في أَخفافها حينَ تَنقُبُ
وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالشامِ ثاوِياً / أَحِنُّ إِلى أَرضُ الحِجازِ وَأَطرَبُ
إِذا شَبَّ نار الوَجدِ ما بَينَ أَضلُعي / فَأنّي بِسلوان القَريضِ أَشبِبُ
محبَّبة نَحوي تِهامَةَ مِثلَما / إِلى هبة اللَهِ العَلاء مُحبِبُ
ديار يَطيب العَيش فيها وَإِنَّهُ / لَدى ابن عَليِّ إِن تَأملَت أَطيَبُ
حُسام لَهُ مِن حيث ما شيم مضربُ / غَمام لَهُ من حيث ماشيم صَيِّبُ
لَقَد أَنجبتُ أَباؤُهُ إِذ أَتَت بِهِ / وَكَم مِن نَجيبٍ سَيِّد لَيسَ يُنجِبُ
الأئِمَّةُ في الجودِ لا تعدَلَّنه / عَلى طَبعِهِ فَالطَبعُ أَولى وَأَغلَبُ
لَهُ غِرَّة لِلبشر فيها تَرَقرُق / ترحب بِالعافين قَبلَ يرحِّبُ
وَلَم يَستَفِد بِالمَدحِ ما لَيسَ عِندَهُ / وَهَل يَنفَعُ التَجميل من هو أَشهَبُ
بَل المَدحُ يَنبو عَنهُ حَتّى كَأَنَّهُ / وَحاشاه يُهجى بِالمَديح وَيُثلَبُ
يَنوطُ نَجادي رَأيه وَحُسامِهِ / بصدر كَمِثلِ البَرِّ بَل هوَ أَرحَبُ
فَيفري بِسَيفِ البأسِ وَهوَ مُجَرَّدٌ / وَيفري بِسَيفِ الرأيِ وَهوَ مُغَيَّبُ
وَيرهِبُ حالي عَبسَهُ وابتسامُهُ / إِذا ابتَسَم الصِمصام فَهوَ مُقَطِّبُ
يَرُدُّ أَديم الأَرضِ أَشقَر مِن دَمٍ / إِذا لَفَّهُ بِالخَيلِ أَشقَر مُغرَبُ
أَغَرَّ كَأَنَّ الوَجهَ مِنهُ مُفضَّضٌ / وَما قارب الأرساغِ وَالكُلُّ مذهَبُ
يَعومُ بِهِ في غمَرةِ الحَربِ سابِحٌ / يُقَرِّبُ بُعدَ الهم حينَ يقربُ
وَيصدق في الهامات إِيماض سَيفِهِ / عَلى أَنَّ إِيماض الصَوارِم خُلَّبُ
كَأَنَّ سِنان الرُمح سِلكٌ بِكَفِّهِ / وَجمع أَعاديهِ الجُما المثقَّبُ
وَيَكشف غَمّاءَ الخطوبِ بِنَفسِهِ / لَدى النَقعِ وَالهَيجاء بالهامِ تحصُبِ
فَتَنظُرُهُ كالنَجم في حَومَةِ الوَغى / وَقَسطلها مِن شِدة الرَكضِ غيهبُ
وَتَشكره أَقلامه ساعَة الرِضى / وَتشكره أَرماحِهِ حينَ يغضبُ
لَهُ قَلمٌ فيهِ المَنِيَّةُ وَالمُنى / وَمِنهُ العَطايا وَالرَزايا تشعُبُ
إِذا كانَ في يُمناهُ نابَ عَن الظُبى / وَهَل يَنثَني في أصبع اللَيثِ مِخلَبُ
تريك المَعالي أَنَّ وفدك مُحسِنٌ / إِلَيكَ وَما تَحوي يَمينك مُذنبُ
فَكَم طَيبٍ تُغني وَعَلياء تَقتَني / ومكرمة تؤوي وَمال تُغرِّبُ
أَبا قاسم قلدتني مِنكَ أَنعُماً / أُقصِّرُ عَن شُكري لَها حينَ أَطنَبُ
وَلَو كانَ لي في كُلِّ مَنبَتِ شَعرَةٍ / لِسانٌ فَصيحٌ عَن مَديحك يُعرَبُ
فَعِش عمرَ هَذا فيكَ فَأَنَّهُ / سَيَبقى إِلى يَوم المَعادِ وَيكتب
أَرى الشِعبَ فانظر دونَهُ هَل هَوَ الشِعبُ
أَرى الشِعبَ فانظر دونَهُ هَل هَوَ الشِعبُ / وَذا السرب فانظُر عِندَهُ هَل هيَ العُرُبُ
فأن أَنتَ آنَستَ الأَوانِس فاحتَرِز / لَهُنَّ فَكَم صالَت عَلى اللَتم الصَعب
وَحد عَن مَجال اللَحظِ بِاللحظ إِنَّها / إِذا عاهَدَت غَدرٌ وَإِن سالَمتَ حَربُ
ظِباءٌ إِذا شمنَ الظُبى مِن جُفونِها / تَعوَّدَ قَبلَ الضَربِ فيها الفَتى الضَربُ
صَوارِم وَالألحاظُ مِنها صَوارِم / فَهَذي بِلا وَصل وَهاتَيك ما تَنبو
وَما دامَ ذاكَ الحيُّ جارٌ لِحَيِّنا / فَدونَ حِجاب القَلبِ ما ضَمَّت الحُجُبُ
أَأَحبابنا في وَصلِكُم وَبِعادكم / رَجاء وَخَوف هام بَينَهُما القَلبُ
وَإِنّي لألتَذُّ التَجَنّيَ في الهَوى / واعتَدُّ للأسعاف ما ساعف القَربُ
عَلى أَنَّهُ لا يَدخُل البَينُ بَينَنا / فَتَعذيبكم إِلّا بِهِ في الهَوى عَذبُ
وَقَد كُنتُ أَعطَيتُ الهَوى فَصل مَقودي / وَأَسخَطَت عَذّالي فَهَل رَضي الحِبُّ
إِلّا أَيهذا الراكِبُ المزمِعُ الَّذي / دَعاهُ المُحَيّا الطَلقُ وَالموضِعُ الرَحبُ
أَراكَ رَجوتُ العرف مِن حيث تَرتَجي / لَهُ فَهَداكَ العَرف حَيثُ اهتَدى الرَكبُ
عَلى لاحب لَم يَعرِفوا نَصَبَ السُرى / بِحَيث ابن مَحمود حَميد لَهُم نُصُبُ
بِحيث الجَواد الجعد يَستَرفِد النَدى / بِما لَم يَرد معن عَلَيهِ وَلا كَعبُ
بِحَيث الأَمير السالميُّ الَّذي غَدَت / تَذُلُّ لَهُ صَعَب الجَماجِمِ وَالقُضُبُ
بِحيث النَدى لَو جادَت السُحب جودَهُ / عَلى الأَرضِ لَم يذكر بِساحتِها جدبُ
وَيَحتَقِر الهول الَّذي لَو تَمَثَّلَت / لَهُ الأَرض حَرباً ما ثَنَت شأوه الحَربُ
فَتىً حَلَّ مِن قَحطان مَجداً تَلألأت / كواكِبُهُ فاشتاقها الشَرقُ وَالغَربُ
وَما طيىء الأَجيال إِلّا صَواعِقٌ / لِذا الفلك الدَوار وَهوَ لَها قُطبُ
وَآل أَبي الذَوّادِ حسبك أَنَّهُم / إِذا استَنفَروا حَرب أَو انتَجَعوا سُحُبُ
أَو استرفَدوا أَعطوا أَو استَغفِرواعفوا / أَو استُنهُضوا قاموا أَو استَصرَخوا هَبّوا
أَكفهم سبط وأَعراضِهِم حمىً / وَأَحلامهم طود وَأَموالهم نَهبُ
وَأوجههم سعد وَلَكن سيوفهم / إِذا امتَشَقَت أَودَت بِسَطوَتِها الغُلُبُ
شُموسٌ كأَنَّ الأَرضَ حَيثُ تَدَبَّرَت / لَها أُفُقٌ وَالشَرقُ إِذ شَرَقَت غَربُ
لِشبّانِهِم حلم الكهول وَشيبهم / عَلى كُل جَد مُقبِل في العُلى رتبُ
وَتلقى المَعالي وَالسماحُ وَليدَهم / فَيَسمو كَما يَسمو وَيَحبو كَما يَحبو
وواسِطة العقد اليَمانيِّ في النَدى / حميد بن مَحمود وَنائِله العَذبُ
أَيا طيباً غَوث العُفاة دعاكَ مَن / مَوارده رتقٌ وَأَيَّامُهُ إِلبُ
وَمِن كُل ما قَلَّ امرىء شكر نِعمة / حَداه لِسان بِالثَنا فيكِم رَطبُ
تَركتُ بِلادَ الشام رَهن مَكارِمٍ / أَضاءَت لَها تِلكَ السَباسِبُ وَالهضبُ
فَلَو أَنَّها اسطاعَت أَتَتكَ وَأَهلِها / فَقَد شفها شَوقاً إِلى ربعك الحُبُّ
وَلَكِنَّها تَطوي مِن الشَوقِ مُهجَة / عَلى زَفَراتٍ ما زَوَت نارَها تَخبو
فَيَقدِم بِالمثنى إِلَيكَ هَدِيَّةً / كَما يَتَهادى الراتِعَ الماءُ وَالعُشبُ
قفوا جددوا عَتباً عَلى مَن لَهُ العَتبُ
قفوا جددوا عَتباً عَلى مَن لَهُ العَتبُ / فَكَم راغِب في الصَفحِ مِمَّن لَهُ ذَنبُ
قفوا عَرِّجوا عُوجا عَلى ذي صَبابَةٍ / بِأَحشائِهِ نارٌ تأَجَّجُ لا تَخبو
حمى النَومَ عَن عَينيَّ ذكرُ ظِبا الحِمى / فَبانَ الكَرى عَنها وَلَم يَبِن السَكَبُ
ألا في سبيل اللَهِ دَهرٌ فُجعتَه / تُباكِرُني فيهِ المُدامَةُ وَالشُربُ
وَعَيرانَةٍ زَيّافَةٍ تَحذف الحَصى / غَريرية يَغتالها القيد وَاللَصبُ
طَواها الرَدى واجتاحها لازم السُرى / فَلَم يُبقِ فيها لا عَنيقٌ ولا جَذبُ
قطعت عَليها بالدياجي وَبالضُحى / وَفي حومَةِ التَهجيرَ والآلِ مُنصَبُّ
إِلى بَلَدٍ عزت لِعز مُلوكِهِ / مُلوك البَرايا وَالأَعاجِمُ وَالعربُ
بِهِ طيىء طالَت عَلى مُضَرٍ وَلَن / يَقوم لَها في الحَربِ تَغلبها الغلبُ
أَشادَ لَها مَجداً تَليداً مؤَيَّداً / وَشرفهُ الخِرصانُ وَالمرهف العَضبُ
وُجوداً نسينا حاتِم الجود عِندَهُ / وَعَمرو وَلَو تُحصيهِ لَم تَسَع الكُتب
إِذا فَزِعَت أَفراسه نَحوَ جَحفَلٍ / تُقدَّمها الأقبالُ وَالخَوفُ وَالرُعبُ
وَإِن بَّيَتَ الأَعداء أَمراً رَماهُمُ / صَباحاً بَخيلٍ لا تُرَدُّ وَلا تَكبو
عَلَيها رِجالٌ طَيئونَ إِذا اعتَزوا / فَمعنٌ أَخاً وَالخال أَكرِم بِهِ كَعبُ
سَرى بِهُمُ نَحوَ السَراةِ وَقَد طَغوا / وَساقوا إِمام الدينَ وَهوَ لَهُم قطبُ
فَصَبَّحهُم في دارِهِم شَرَّ صُبحَة / عَلَيهم وَقَد وآلاهُمُ الطَعن وَالضَربُ
أَبادَ حُماةَ القَومِ وَاجتاحَ أَرضَهُم / وَلَولاهُ لَم يَطرِق لمعقلِهِم خَطب
وَقَد عَلِمَ المَولى الإِمام بِأَنَّهُ / أَخو عزمة خدامها السبعة الشُهُبُ
بِحَبلِ أَبي الذواد أَصبَحتُ مُمسِكاً / وَحَسبي بِهِ أَن كانَ يَنفَعَني الحَسبُ
أَذادَ الرَدى عَنّي تتابع رفده / وَأَرغَم حُسّادي حباه الَّذي يَحبو
فَأَصبَحت في نُعماهُ غادٍ وَرائح / تَروحُ بيَ الوجنا وَتَغدو بيَ الصُهُبُ
أَمّا آن يُغنيني عَنِ الناسِ كُلِّهِم / فَلَم يَبقَ فيهِم مِن بِجُثمانِهِ قَلب
وَلا سُلكت سُبلُ السَماحِ وَلا اهتَدى / إِلى نَهجِ الأَفضالِ في شامنا نَدبُ
فَكُن أَوحَداً في المَجدِ يا نَجلُ دُغفُلِ / فَأَنتَ وَحيدٌ لا تَضَلُّ وَلا تَصبو
بَقيتَ أَبا الذَوادِ لِلملك وَالعُلى / ومن كنت تَشناه يباكِرُهُ الصَلب
فَدونكها مِن شاعِرٍ لَكَ ناشِر / مناقِب طي حَيثُ لا ينشر الثَلبُ
قَوافٍ زَهَت لَمّا بِمَدحِكَ وُشِّحَت / عَلى الدُرِّ وَالياقوتِ فَهيَ لَها قُلُبُ
إِذا أَنشَدَت في نادِ قَومٍ أَكارِمٍ / يَخِرّونَ للأَذقانِ إِن ذكر الرَبُّ
خَليليَّ قَد طالَ الكَرى بِكُما هُبّا
خَليليَّ قَد طالَ الكَرى بِكُما هُبّا / فَقَد مَرَّ ريعان القطا بِكُما سِربا
وَرَقَّت حَواشي اللَيل واعتَلَت الدُجى / وَعادَ النَدى تندى مَدامِعه صَبّا
كَأَنَّ السُرى وَالصُبحُ يَرقُصُ بِالفَتى / فُؤاد جَبانٍ فوجىء الخَوفُ وَالرُعبا
كَأَنَّ السَما خَرقاء ضوعف زَهرُها / فَفَرَّت كماماً عَن تَرائِبها كَربا
أَثائِرَة بِاللَيلِ أَم هوَ ثائِرٌ / فَقَد سَلَّ في أَعلى مَفارِقِهِ عضبا
أَطيف خَيال العامِريّة خَلِّني / فأن المَعالي ظل أَقسامها نَهبا
وَرُبَّة عسف كان أَنجَح لِلفَتى / وَما عَزَّ أَنف اللَيثِ إِن لَم يَنَل غَصبا
وَقائِلَةٍ ما أَنسَ لا أَنسَ قَولها / وَقَد نَثَرَت مِن جِفنها لؤلؤاً رَطِبا
عذيرك مِن مَفجوعَة قَد تَرَكتُها / لِصَرف الرَدى مِن غَيرِ جُرمٍ لَها نَصبى
أَما ملك مِن دونِ قُرواش في الوَرى / تَنالُ بِهِ مِن عتب أَيّامِكَ العَتبا
فَقُلتُ وَقَد قامَت وَأَطراف جَفنِها / بردني وَدَمعي مِثلَ أَدمعها سَكبا
ذريني أَشِمُّ أَنواءه ثُمَّ كاثِري / بِمالِك حاشا جودِهِ القطر وَالسُحبا
هِمام مَعاذ اللَهِ لَو مد العِدى / إِلى الشَمسِ إِكراماً لَها لَزَهَت عُجبا
تَرى حَولَهُ بيض اللَهى وَدَمِ العِدى / وَسُمرَ العَوالي وَالمُطَهَّمَةَ القَبا
تَلاقي المَنايا الحُمرُ مِنهُ مَنيَّةً / وَتَجلوا الخُطوبُ الرَبد مِن نابِهِ خُطبا
وَكَم مِن أَخٍ لَو حَرَّمَ الماء لَم أَكُن
وَكَم مِن أَخٍ لَو حَرَّمَ الماء لَم أَكُن / لَهُ وَلَو أَنّي مُتَّ ظَمآن شارِبا
فَظَنَّ بِهَذا وِدَّهُ لي تَطَوعَاً / وَودّي لَهُ فَرضاً عَليَّ وَواجِبا
فاعتَقَني ذا الظن مِن سوءِ مُلكِهِ / وَكُنتُ لَهُ عَبداً فَأَصبَحتُ صاحِبا
وَمَن ظَنَّ ألّا بُدَّ مِنهُ أَرَيتَهُ / بِصَبري عَنهُ ذَلِكَ الظَنُّ كاذِبا
أَبيحَ لِخلّي مِن فُؤادي جانِباً / وَأَترُك لِلهُجرانِ إِن كانَ جانِبا
عَلى أَنَّني أَلقاهُ بِالبِشرِ حاضِراً / وَأَحفظه بِالغَيبِ إِن كانَ غائِباً
وَتِلكَ سَجايا لي أَعَمُّ بِها الوَرى / وَأَشرُك فيهن العِدى وَالأَقارِبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025