المجموع : 10
عَسى البارِقُ الشامِيُّ يَهمِيَ سَحابُهُ
عَسى البارِقُ الشامِيُّ يَهمِيَ سَحابُهُ / فَتَخضَلَّ أَثباجُ الحِمى وَرِحابُهُ
وَتَسري الصَبا في جانِبَيهِ عَليلَةً / كَما فُتِقَت مِن حَضرَمِيٍّ عِيابُهُ
خَليليَّ مالي بِالجَزيرَةِ لا أَرى / لِلَمياءَ طَيفاً يَزدَهيني عِتابُهُ
فَيا مَن لِراجٍ أَن تَبيتَ مُغِذَّةً / بِبَيداءَ دونَ الماطِرونَ رِكابُهُ
إِذا جَبَلُ الرَيّانِ لاحَت قِبابهُ / لِعَيني وَلاحَت مِن سَنيرٍ هِضابُهُ
وَهَبَّت لَنا ريحٌ أَتَتنا مِنَ الحِمى / تحَدّثُ عَمّا حَمَّلَتها قِبابُهُ
وَقامَت جِبالُ الثَلجِ زُهراً كَأَنَّها / بَقِيَّةُ شَيبٍ قَد تَلاشى خِضابُهُ
وَلاحَت قُصورُ الغوطَتَينِ كَأَنَّها / سَفائِنُ في بَحرٍ يَعُبُّ عُبابُهُ
وَأَعرَضَ نِسرٌ لِلمُصَلّى غَدِيَّةً / كَما اِنجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُهُ
لَثمتُ الثَرى مُستَشفِياً بِتُرابِهِ / وَمَن لي بِأَن يَشفي غَليلي تُرابُهُ
وَمُستَخبِرٍ عَنّا وَما مِن جَهالَةٍ / كَشَفتُ الغِطا عَنهُ فَزالَ اِرتِيابُهُ
وَأَذكَرتُهُ أَيّامَ دِمياط بَينَنا / وَبَينَ العدى وَالمَوتُ تَهوي عُقابُهُ
وَجَيشاً خَلَطناهُ رِحابٌ صُدورُهُ / بِجَيشٍ مِنَ الأَعداءِ غُلبٍ رِقابُهُ
وَقَد شَرقَت زرقُ الأَسِنَّةِ بِالدما / وَأَنكَرَ حَدَّ المَشرَفيِّ قِرابُهُ
وَعَرَّدَ إِلّا كُلَّ ذمرٍ مغامِسٍ / وَنَكَّبَ إِلّا كُلَّ زاكٍ نِصابُهُ
تَرَكناهُم في البَحرِ وَالبَرِّ لُحمَةً / تُقاسِمُهُم حيتانُهُ وَذِئابُهُ
وَيَوماً عَلى القيمونِ ماجَت مُتونُهُ / بِزرقِ أَعاديهِ وَغَصَّت شِعابُهُ
نَثرنا عَلى الوادي رُؤوساً أَعزَّةً / لِكُلِّ أَخي بَأسٍ مَنيعٍ جِنابُهُ
وَرَضنا مُلوكَ الأَرضِ بِالبيضِ وَالقَنا / فَذَلَّ لَنا مِن كُلِّ قطرٍ صِعابُهُ
فَكَم أَمردٍ خَطَّ الحُسامُ عذارَهُ / وَكَم أَشيبٍ كانَ النَجيعَ خِضابُهُ
وَكَم قَد نَزَلنا ثُغرَ قَومٍ أَعزَّةٍ / فَلَم نَرتَحِل حَتّى تَداعى خرابُهُ
وَكَم يَوم هولٍ ضاقَ فيهِ مَجالُنا / صَبَرنا لَهُ وَالمَوتُ يُحرقُ نابُهُ
يَسيرُ بِنا تَحتَ اللِواءِ مُمَدَّحٌ / كَريمُ السَجايا طاهِراتٌ ثِيابُهُ
نَجيبٌ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ مُنَجَّحَ ال / سَرايا كَريمُ الطَبعِ صافٍ لُبابُهُ
مِنَ القَومِ وَضّاح الأَسِرَّةِ ماجِدٌ / إِلى آلِ أَيّوبَ الكِرامِ اِنتِسابُهُ
فَفَرَّجَ ضيقَ القَومِ عَنّا طعانُهُ / وَشَتَّتَ شَملَ الكُفرِ عَنّا ضِرابُهُ
وَأَصبَحَ وَجهُ الدينِ بَعدَ عَبوسِهِ / طَليقاً وَلَولاهُ لَطالَ اِكتِئابُهُ
جِهادٌ لِوَجهِ اللَهِ في نَصرِ دينِهِ / وَفي طاعَةِ اللَهِ العَزيزِ اِحتِسابُهُ
حَمَيت حِمى الإِسلامِ فَالدينُ آمِنٌ / تُذادُ أَقاصيهِ وَيُخشى جِنابُهُ
وَما بغيَتي إِلّا بَقاؤُكَ سالِماً / لِذا الدينِ لا مالٌ جَزيلٌ أُثابُهُ
حَبيبٌ نَأى وَهوَ القَريبُ المُصاقِبُ
حَبيبٌ نَأى وَهوَ القَريبُ المُصاقِبُ / وَشَحطُ نَوىً لَم تُنضَ فيهِ الرَكائِبُ
وَإِنَّ قَريباً لا يُرَجّى لِقاؤُهُ / بَعيدٌ تَناءَى وَالمَدى مُتَقارِبُ
أَلينُ لِصَعبِ الخُلقِ قاسٍ فُؤادُهُ / وَأُعتِبُهُ لَو يَرعَوي مَن يُعاتَبُ
مِنَ التُركِ مَيّاسُ القوامِ مُهَفهَفٌ / لَهُ الدُرُّ ثَغرٌ وَالزُمُرُّدُ شارِبُ
يُفَوّقُ سَهماً مِن كَحيلٍ مُضَيَّقٍ / لَهُ الهُدبُ ريشٌ وَالقِسِيُّ الحَواجِبُ
أَسالَ عِذاراً في أَسيلٍ كَأَنَّهُ / عَبيرٌ عَلى كافورِ خَدَّيهِ ذائِبُ
وَأَنبَتَ في حِقفِ النَقاخيرُ رانَةً / تُقِلُّ هِلالاً أَطلَعَتهُ الذَوائِبُ
سَعَت عَقرَبا صُدغيهِ في صَحنِ خَدِّهِ / فَهُنَّ لِقَلبي سالِباتٌ لَواسِبُ
عَجِبتُ لِجَفنَيهِ وَقَد لَجَّ سُقمُها / فَصَحَّت وَجِسمي مِن أَذاهنَّ ذائِبُ
وَمِن خَصرِهِ كَيفَ اِستَقَلَّ وَقَد غَدَت / تُجاذِبُهُ أَردافُهُ وَالمَناكِبُ
ضَنَيتُ بِهِ حتّى رَثَت لي عَواذِلي / وَرَقَّ لِما أَلقى العَدوُّ المُناصِبُ
وَما كُنتُ مِمَّن يَستَكينُ لِحادِثٍ / وَلكِنَّ سُلطانَ الهَوى لا يُغالَبُ
سَحائِبُ أَجفانٍ سِوارٍ سَوارِبُ / وَأَعباءُ أَشواقٍ رَواسٍ رَواسِبُ
فَهَل لِيَ مِن داءِ الصَبابَةِ مَخلصٌ / لَعَمري لَقَد ضاقَت عَلَيَّ المَذاهِبُ
حَلَبتُ شُطورَ الدَهرِ يُسراً وَعُسرَةً / وَجَرَّبتُ حَتّى حَنكَتني التَجارِبُ
فَكَم لَيلَةٍ قَد بتُ لا البَدرُ مُشرِقٌ / يُضيءُ لِرائيهِ وَلا النَجمُ غارِبُ
شَقَقتُ دُجاها لا أَرى غَيرَ هِمَّتي / أَنيساً وَلا لي غَيرُ عَزمِيَ صاحِبُ
بِمَمغوطَةِ الأَنساعِ قَودٍ كَأَنَّها / عَلى الرَملِ مِن إِثرِ الأَفاعي مَساحِبُ
وَبَحرٍ تَبَطَّنت الجَواري بِظَهرِهِ / فَجُبنَ وَهُنَّ المُقرِباتُ المَناجِبُ
إِلى بَحرِ جودٍ يُخجلُ البَحرَ كَفُّهُ / فَقُل عَن أَياديهِ فَهُنَّ العَجائِبُ
إِلى مَلكٍ ما جادَ إِلّا وَأَقلَعَت / حَياءً وَخَوفاً مِن يَدَيهِ السَحائِبُ
إِلى أَبلَجٍ كَالبَدرِ يُشرِقُ وَجهُهُ / سَناءً إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَواكِبُ
تَسَنَّمَ مِن أَعلى المَراتِبِ رُتبَةً / تَقاصَرُ عَن أَدنى مَداها الكَواكِبُ
لَنا مِن نَداهُ كُلَّ يَومٍ رَغائِبٌ / وَمِن فِعلِهِ في كُلِّ مَدحٍ غَرائِبُ
فَتىً حِصنُهُ ظَهرُ الحِصانِ وَنَثرَةٌ / تَكلُّ لَدَيها المُرهَفاتُ القَواضِبُ
مُضاعَفَةٌ حَتّى كَأَنَّ قَتيرَها / حُبابٌ حَبتهُ بِالعُيونِ الجَنادِبُ
يُريه دَقيقُ الفِكرِ في كُلِّ مُشكِلٍ / مِنَ الأَمرِ ما تُفضي إِلَيهِ العَواقِبُ
أَتَيتُ إِلَيهِ وَالزَمانُ عِنادُهُ / عِنادي وَقَد سُدَّت عَلَيَّ المَذاهِبُ
لِيَرفَعَ مِن قَدري وَيَجزِمَ حاسِدي / وَأُصبِحَ في خَفضٍ فَكَم أَنا ناصِبُ
فَلَم أَرَ كَفاً عارِضاً غَيرَ كَفِّهِ / بِوَجهٍ وَلَم يَزوَرَّ لِلسخطِ حاجِبُ
قَطَعنا نِياطَ العيسِ نَحوَ ابنِ حُرَّةٍ / صَفَت عِندَهُ لِلمُعتَفينَ المَشارِبُ
إِلى طاهِرِ الأَنسابِ ما قَعَدَت بِهِ / عَنِ المَجدِ مِن بَعضِ الجُدودِ المَناسِبُ
دَعا كَوكَباناً وَالنُجومُ كَأَنَّها / نِطاقٌ عَلَيهِ نَظَّمَتهُ الثَواقِبُ
فَرامَ اِمتِناعاً عَنهُ وَهوَ مُرادهُ / كَما اِمتَنَعَت عَن خُلوَة البَعلِ كاعِبُ
وَلَيسَ بِراشٌ مِنهُ أَقوى قَواعِداً / وَإِن غَرَّ مَن فيهِ الظُنونُ الكَواذِبُ
تَقِلُّ عَلى كُثرِ العَديدِ عُداتُهُ / وَتَكثُرُ مِنهُم في النَوادي النَوادِبُ
وَنُصحي لَهُم أَن يَهرُبوا مِن عِقابِهِ / إِلَيهِ فَإِنَّ النُصحَ في الدينِ واجِبُ
بَقيتَ فَكَم شَرَّفتَ بِاِسمِكَ مِنبِراً / وَكَم نالَ مِن فَخرٍ بِذِكرِكَ خاطِبُ
أَبعدَ مُقامي في دَباوَندِ أَبتَغي
أَبعدَ مُقامي في دَباوَندِ أَبتَغي / دِمَشقَ لَقَد حاوَلتُ عَنقاءَ مُغرِبِ
وَما قَبَضَت كَفُّ الخَضيبِ عَلى يَدي / وَلا حَطَّ فَوقَ الطائِرِ النسرِ مَركبي
فَيا حَبَّذا قَومٌ هُناكَ وَحَبَّذا / مِنَ الأَرضِ غَربِيُّ الحَدالى وَغُرَّبِ
لَئِن أَشرَفَت بي في الشَآمِ ثَنيَةٌ / أَرى كَوكَباً مِن فَوقِها مِثل كَوكَبِ
وَلاحَ سَنيرٌ عَن يَميني كَأَنَّهُ / سَنامٌ رَعيبٌ فَوقَ غارِبِ مُصعَبِ
وَلاحَت جِبالُ الثَلجِ زُهراً كَأَنَّها / ضِياءُ صَباحٍ أَو مَفارِقُ أَشيَبِ
وَشامَت قَلوصي مِن حِمى تل راهِطٍ / رِياضاً حَكَت وَشيَ اليَماني المُعَصَّبِ
وَسَرَّحتُها في ظِلِّ أَحوى تَدَفَّقَت / بِأَرجائِهِ الأَمواهُ مِن كُلِّ مَشرَبِ
إِذا ضاعَ رَيّاهُ أَذاعَت طُيورُهُ ال / حَديثَ فَتَغني عَن قِيانٍ وَمشحبِ
لِعزَّةَ دَفرٌ حينَ توقَدُ نارُها / لَدَيهِ وَمِتفالٌ بِهِ أُم جُندَبِ
غَفَرتُ لِدَهري ما جَنى مِن ذُنوبِهِ / وَأَصبَحتُ راضي القَلبِ عَن كُلِّ مُذنِبِ
أَحِنُّ إِلى قَومٍ هُناكَ أَعِزَّةٍ / عَلَيَّ وَقَومٍ في عِراصِ المُقَطَّبِ
أَأَرجو وَقَد حاوَلتُ في الهِندِ عَودَةً / إِلَيهِم لَقَد حاوَلتُ أَطماعَ أَشعَبِ
لِيَ الشَرَفُ الأَعلى الَّذي عَزَّ جانِبُه
لِيَ الشَرَفُ الأَعلى الَّذي عَزَّ جانِبُه / فَلا أَحَدٌ إِلّا وَمَجدِيَ غالِبُه
وَإِنّي الَّذي لَولا صَنائِعُ جَدِّهِ / لَما رُفِعَت يَوماً لِمُلكٍ مَضارِبُه
فَتىً يَتَقاضى صُنعَهُ الناسُ دائِماً / فَلَم يَخلُ يَوماً مِن غَريمٍ يُطالِبُه
لَهُ قَصباتُ السَبقِ في كُل مَوطِنٍ / يُطيلُ إِذا أَسدى لِمَن لا يُناسِبُه
وَيَسقي إِذا الأَنواءُ في العامِ أَخلَفَت / فَهَل مِثلُ آبائي تُعَدُّ مَناقِبُه
وَكَم قَد كَسَونا مِن يَتيمٍ وَمَيِّتٍ / سَتَرنا وَلَولانا لَبانَت مَعايِبُه
وَكَم قَد سَعى جَدّي لِمَدِّ صَنيعَةٍ / تُهَزُّ لَها أَعطافُهُ وَمَناكِبُه
وَكَم راضَ صَعباً جامِحاً مُتَمَنِّعاً / يُلايِنُهُ طَوراً وَطَوراً يُصاعِبُه
فَأَصحَبَ مِن بَعدِ الجِماحِ وَأَسمَحَت / قَرونتُهُ حَتّى تَوَلّاهُ راكِبُه
وَإِنّي لَمِقدامٌ إِذا ما تَأَخَّرَت / بِغَيرِيَ في يَومِ الطِعانِ مَراكِبُه
وَلَستُ كَمَن وَلّى فِراراً مِنَ الوَغى / يُطيلُ سُؤالاً عَن رَفيقٍ يُصاحِبُه
وَما مُسبَطِرٌّ ماؤُهُ مُتَدَفِّقٌ
وَما مُسبَطِرٌّ ماؤُهُ مُتَدَفِّقٌ / مِنَ الظَهرِ يَأتي غَيرَ زورٍ وَلا كَذِب
يَمُجُّ بِما مِنهُ الخَليقَةُ كُلُّها / وَلا روحَ فيهِ إِنَّ هذا هوَ العَجَب
سَأَلتُ الرَئيسَ اِبنَ المُؤَيَّدِ مَرَّةً
سَأَلتُ الرَئيسَ اِبنَ المُؤَيَّدِ مَرَّةً / مُجِدّاً بِهِ في زِيِّ مَن راحَ يَلعَبُ
بِأَيِّ الخِلالِ المَغربيُّ إِلَيكُمُ / ترَقّى وَما فيهِ خِلالٌ تُحَبَّبُ
فَقالَ وَلَم يُبدِ اِحتِشاماً وَلا حَياً / بِوَجهٍ وَقاحٍ وَهوَ في الضِحكِ يُغربُ
لَهُ فَضلَةٌ في جِسمِهِ عَن إِهابِهِ / تَجيءُ كَما جاءَ الأَتِيُّ وَتَذهَبُ
ظَنَنتُ سُلَيماناً جَواداً يَهِزُّهُ
ظَنَنتُ سُلَيماناً جَواداً يَهِزُّهُ / مَديحي وَتُستَجدى بِسِحري مَواهِبُه
رَأَيتُ لَهُ زِيَّ الكِرامِ فَغَرَّني / كَما غَرَّ آلٌ مَوَّهَتهُ سَباسِبُه
دَخَلتُ عَلَيهِ وَهوَ في صَحنِ دارِهِ / عَلى سُدَّةٍ نُصَّت عَلَيها مَراتِبُه
فَلَمّا رَآني قالَ مَن قيلَ شاعِرٌ / أَتى مادِحاً فَاِزوَرَّ لِلسخطِ جانِبُه
وَأَقبَلَ يَستَكفي وَسَبَّ عَبيدَهُ / وَفاضَت مَآقيهِ وَعَزّاهُ كاتِبُه
فَأَنشَدتُهُ شِعراً تَخَيَّرتُ بَحرَهُ / فَرَقَّت مَعانيهِ وَراقَت مَذاهِبُه
بَديعاً كَرَوضٍ حالَفَتهُ يَدُ الحَيا / فَما أَقلَعَت حَتّى اِستَنارَت كَواكِبُه
وَلازَمتُهُ عامَينِ عاماً مُسَلَّماً / إِلى البابِ أَحياناً وَعاماً أُواظِبُه
وَبالَغتُ في الشَكوى وَعَرَّضتُ بِالهِجا / وَصَرَّحتُ حَتّى أَعجَزَتني مَثالِبُه
فَما كانَ إِلّا صَخرَةً لا تُلينُها الر / رُقاةُ وَطَوداً لا تَميلُ جَوانِبُه
وَأَلَحتُ حَتّى صَرَّحَ الشِعرُ قائِلاً / أَرِحني فَما تَرجو بِميتٍ تُخاطِبُه
وَلا تَغتَرِر مِن بَعدِها بِحَماقَةٍ / وَإِن عَظُمَت قَد يَظلمُ التَيسَ حالِبُه
إِذا المَرءُ لَم يَشرُف بِنَفسٍ كَريمَةٍ / وَأَصلٍ فَما تَعلو بِجاهٍ مَراتِبُه
فَما زادَ قَدرُ القِردِ حينَ اِستَخَصَّهُ / يَزيدُ وَلا حَطَّ الحُسَينَ مَصايِبُه
وَجَنَّبَني أَن أَفعَلَ الخَيرَ والِدٌ
وَجَنَّبَني أَن أَفعَلَ الخَيرَ والِدٌ / ضَئيلٌ إِذا ما عُدَّ أَهلُ المناسِبِ
بَعيدٌ عَنِ الحُسنى قَريبٌ مِنَ الخَنا / وَضيعُ مَساعي الخَيرِ جمُّ المَعايِبِ
إِذا رُمتُ أَن أَسمو صُعوداً إِلى العُلى / غَدا عرقُهُ نَحوَ الدَنِيَّةِ جاذِبي
فِراري وَلا خلفَ الخَطيبِ جَماعَةٌ
فِراري وَلا خلفَ الخَطيبِ جَماعَةٌ / وَمَوتٌ وَلا عَبدُ العَزيزِ طَبيبُ
وَخِلٍّ نَأى عَن صُحبَتي بَعدَ قُربِهِ
وَخِلٍّ نَأى عَن صُحبَتي بَعدَ قُربِهِ / وَقَد كُنتُ أَخشى مِن تَقَلُّبِ قَلبِهِ
وَأَنكَرَني حَتّى كَأَنِّيَ لَم أَكُن / بِمِروَدِ بَطني كاحِلاً عَينَ صُلبِهِ
أَلا لا تَكُن يَوماً بِمَن نِيكَ واثِقاً / فَمَن لَم يَذُد عَن ثَقبِهِ لا تَثِق بِهِ