القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 9
رَأى البَرقَ شَرقِيّاً فَحَنَّ إِلى الشَرقِ
رَأى البَرقَ شَرقِيّاً فَحَنَّ إِلى الشَرقِ / وَلَو لاحَ غَربِيّاً لَحَنَّ إِلى الغَربِ
فَإِنَّ غَرامي بِالبُرَيقِ وَلَمحِهِ / وَلَيسَ غَرامي بِالأَماكِنِ وَالتُربِ
رَوَتهُ الصَبا عَنهُم حَديثاً مُعَنعناً / عَنِ البَثِّ عَن وَجدي عَنِ الحُزنِ عِن كَربي
عَنِ السُكرِ عَن عَقلي عَنِ الشَوقِ عَن جَوىً / عَنِ الدَمعِ عَن جَفني عَنِ النارِ عَن قَلبي
بِأَنَّ الَّذي تَهواهُ بَينَ ضُلوعِكُم / تُقَلِّبُهُ الأَنفاسُ جَنباً إِلى جَنبِ
فَقُلتُ لَها بَلِّغ إِليهِ بِأَنَّهُ / هُوَ الموقِدُ النارِ الَّتي داخِلَ القَلبِ
فَإِن كانَ إِطفاءٌ فَوَصلٌ مُخَلَّدٌ / وَإِن كانَ إِحراقٌ فَلا ذَنبَ لِلصَبِّ
لا تعترض فعله إن كنتَ ذا أدبٍ
لا تعترض فعله إن كنتَ ذا أدبٍ / واضمم إليك جناحَ السلم من رهبِ
وسلِّم الأمر ما لم تبد فاحشة / فإنْ بدتْ فاحذر التدريجَ في الهرب
ولا يغرنك أرواحٌ مخبّرة / من عند ربك إن السلم كالحرب
إنّ الذي قال إن الفعل مصدرُه / من قد درى منه كالشرك والكذب
فاهرب إلى فعله من فعله فإذا / ما غبتَ عن فعله فاحذر من السبب
إذا أنا بالقرعِ الشديدِ لبابه
إذا أنا بالقرعِ الشديدِ لبابه / وقد راضني إذ كنتُ حشواها به
فلا تك ممن لا يقوم لقرعه / فإن الذي تبغيه من خلفِ بابه
وهذا خلاف العرف في كل قارعٍ / وما كان هذا الأمر إلا لما به
من الشوق للمطلوب إذ جاء خارجاً / وسرَّ وجودُ الابِ عين حجابه
فأرسل إرسالاً إلى كلِّ شارد / يردُّونه عن وجهه وذهابه
إليه على كره وإنْ كان عالماً / بخير يراه منه عند إيابه
ووقع في توقيعهم كلَّ ما لهم / من الخير إن عادَ وابيض كتابه
وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله / وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه
لقد أخطأوا نهجَ السلامةِ لو بقوا / على سيرهم لولا رجيمُ شِهابه
فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم / فحادوا إلى ما قاله في خطابه
وقد علموا أن السلامةَ في الذي / دعاهم إليه من أليم عُقابه
فيأخذ سَفلاً لا يريد فريةَ / ويذهل عن مطلوبه وصَحابه
ويأخذ الفكرُ الصحيحُ منبها / على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به
لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله / إليك مرجعه فانهض على قدرِ
واسلك سبيلَ إمامٍ جَلَّ مقصدُه / مصدِّق في الذي قد جاء من خبر
وخذ به خلفه في الحال مقتدياً / واركن إليه ولا تركن إلى النظر
واعلم بأنَّ ذوي الأفكار في عمه / فكن من الفكر يا هذا على حَذر
والعقلُ ليس له تقبيحُ ما قبحتْ / صفاتُه وله التحكيم في العِبَرِ
وما له ذلك التحكيم في عِبَرِ / إلا إذا كان في التحكيم ذا بصر
وليس يعرف سرَّ الله في القدر / إلا الذي علم الأعيانَ بالأثرِ
وما رأى أثر الأسماءِ في أحد / فقال في قبتيها هم على خطر
لا نعتَ اشرفُ من علمٍ يفوزُبه / يقولُ مَن فاته يا خيبةَ العمر
يمشي به آمناً فالعلمُ محفظةٌ / لمن يحصله من وقعةِ الغرر
إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين
إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين / وإنْ كنتَ فرقاناً فما لك من قلبِ
فإن وجودَ الحقِّ في قلبِ عبده / وما لك من قلبٍ فما لك من قلبِ
ألا إنه الله الغنيُّ بذاته / عن العالم الكونيّ أو عالمِ الحُجُبِ
فمن شاء فليسمعْ فإني قائلٌ / ومن شاء فلينطِق فحسْبُ الهوى حسبي
إذا كنتُ مفطوراً عليه بصورتي / فكيف يُضاف الجسمُ مني إلى الترب
لقد جاء في النص الجليِّ لذي حِجىً / حديثُ هبوطِ الحبلِ منه إلى الرب
لقد شرَّف الله الترابَ بكوننا / وشرَّفني بالتاجِ والقِرط والقلبِ
وأسمعني بالقرط وسواسَه كما / أجود تتويجِ المناشِر والكتب
أساعده بالقلبِ إذ كنتُ قائلاً / إلى الأثر العالي ولم أخش من عجب
إذا كان لي مثلٌ ومثلي فليسني / ولستُ له حزباً وما هو من حِزبي
إذا كان عين الحب ما ينتج الحب
إذا كان عين الحب ما ينتج الحب / فما ثَم من يهوى ولا مَن له حُبُّ
فإن التباسَ الأمر في ذاك بين / وقد ينتج البغضاءَ ما ينتج الحبُّ
ولكنه معنى لطيفٌ محققٌ / يقوم بسرِّ العبد يجهله القلبُ
لأنَّ له التقليب في كلِّ حالة / به فتراه حيثُ يحمله الركبُ
وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً / على كلِّ حال يرتضيها له الحب
فإنْ كان في وصل فذاك مرادُه / وإنْ كان في هجر فنارُ الهوى تخبو
شكورٌ لما يهواه منه حبيبُه / فليس له بُعدٌ وليس له قُربُ
ولكنه يهوى التقرُّبَ للذي / أتته به الآمالُ إذ تُسدل الحُجب
فيهوى شهودَ العين في كل نظرة / وما هو مستورٌ ويجهله الصَّب
فلو ذاقه علماً به وعلامة / له فيه لم يبرح له الأكلُ والشُّرب
ولكنه بالجهلِ خابت ظنونُه / فليس له فيما أفوه به شرب
فيطلبه من خارج وهو ذاته / وينتظر الإتيان إنْ جادتِ السُّحبُ
فلا خارجٌ عني ولا فيّ داخل / كذاتي من ذاتي كذا حكمه فاصبوا
إليه فلا علم سوى ما ذكرته / ولكنَّ صغير القومِ في بيته يحبو
فلو كان يمشي في الأمور منفذاً / لما كان يعميه عن إدراكه الذَّنب
تتابعت الأرسال من كلِّ جانبٍ
تتابعت الأرسال من كلِّ جانبٍ / فضاقت بما جاءت عليّ مذاهبي
سررتُ بها لما علمت وجودها / من الله ذي العَرشِ المجيد المطالبِ
بما كلف الإنسان مما أتت به / شرائعه والحقُّ عينُ المخاطب
سمعنا أجبنا طاعةً لإلهنا / وما الشان إلا في صَدوقٍ وكاذبِ
إذا جاءت الأملاك تحملُ عرشَه / وتعضدها أمثالها في السحائبِ
وتأتي بما يقضيه بين عباده / لينتصفَ المظلومُ من ظلم غاضبِ
تضلعتُ من شرب رويّ بلا شُربِ
تضلعتُ من شرب رويّ بلا شُربِ / كما أنني أشتهي إلى القلبِ من قلبي
فإنَّ لمقلوبي جمالاً يخصُّه / أهيم به وجداً على البعد والقربِ
أبيتُ أناجيه بنومي ممثلاً / وإني إذا استيقظتُ عدت إلى صحبي
فإنْ كان عن بَينٍ فشوقٌ مجدَّدٌ / وإنْ كان عن وصلٍ فحسبي إذا حسبي
فإنْ جادَ بالتمثيلِ في حالِ يقظتي / فذلك أحلى لي من المورِد العذبِ
إذا ما رأيتُ الدارَ أهوى دخولها / ولكن على الأبوابِ أردية أعجب
ومن خلفها البوّابُ يسمع وطأتي / فيغفل عني للذي بي من عُجْب
كعتبة يزهو بالعبودة عندما / تحقق فيها من مساكنةِ القُرب
هي الأمّ سماها ذَلولاً لخلقه / وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنب
حياءً وأعطتنا مناكبَ نظمها / فنمشي بها عن أمر خالقها الربِّ
إذا كان حالُ الأمِّ هذا فإنني / لأولى به منها إلى انقضا نحبي
تمنيتُ منه أنْ أكونَ بحالها / مع الله في عيشٍ هنيء بلا كَرب
فياتي وجودي للدعاوى بصورةٍ / تنزله مني كمنزلةِ الربِّ
وهيهاتِ أينَ الحقُّ من حالِ خلقه / بذا جاءتِ الأرسال منه مع الكتبِ
لقد أوردتْ نفسي حديثاً مُعنعناً / عن الرُّوحِ عن سري عنِ الله عنِ قلبي
بأنَّ وجودي عينه وهويتي / هويته فاركبْ على مركبٍ صَعب
فلم يبق فينا مفصَلٌ فيه قوّةٌ / أشاهدها وإلا وعينها ربي
فكيفَ لنا وقد صحَّ مُخلصٌ / ويعتبني وقتاً فأعجبُ من عتبي
وإنَّ له حدَّث المبرءُ نفسَه / دليلاً له فيما ذكرتُ من العُتْبِ
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه / فضى بالذي قد قلته في الهوى حبي
أيا خير مصحوبٍ ويا خير صاحب
أيا خير مصحوبٍ ويا خير صاحب / عليكَ اتكالي في جميعِ مطالبي
عليك اتكالي ثم أنت وسيلتي / إليك فحُل بيني وبين مطالبي
وكن عند ظني لا تخيبه إنه / من أكرمِ مطلوبٍ وأفقر طالبِ
لقد ترجم الإيمان عنكم بأنكم / ضمنتم لأمثالي جميع المطالب
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا / ولولا وجودُ العبدِ ما عُرف الرب
فوقتا يكون الجسم والقلبُ انتم / ووقتا يكون الجسمُ والسيِّد القلبُ
فمجموعنا شخصٌ لذاك أتى به / وسمَّاه شخصاً مرسَلا من له القرب
أنا صورةٌ من صورةٍ لم تقم بنا / ولو أنها قامتْ لأدركني العجبُ
أنا سرُّه الفاني وسرُّ بقائه / كما هو لي تاجٌ وفي ساعدي قلبُ
كلفتُ بمن يدريه إذ كان عاشقي / وأظهر عشقي شهرةَ الحبِّ لا الحب
كذا قال شيخي لي شفاها وزادني / بأني بها المقتولُ والواله الصَّبُّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025