المجموع : 10
ذَكَرتُكِ يَومَ القَصرِ قَصرِ اِبنِ عامِرٍ
ذَكَرتُكِ يَومَ القَصرِ قَصرِ اِبنِ عامِرٍ / بِخُمٍّ وَهاجَت عَبرَةُ العَينِ تَسكُبُ
فَظِلتُ وَظَلَّت أَينُقٌ بِرِحالِها / ضَوامِرُ يَستَأنينَ أَيّانَ أَركَبُ
أُحَدِّثُ نَفسي وَالأَحاديثُ جَمَّةٌ / وَأَكبَرُ هَمّي وَالأَحاديثِ زَينَبُ
إِذا طَلَعَت شَمسُ النَهارِ ذَكَرتُها / وَأُحدِثُ ذِكراها إِذا الشَمسُ تَغرُبُ
وَإِنَّ لَها دونَ النِساءِ لَصُحبَتي / وَحِفظِيَ وَالأَشعارِ حينَ أُشَبَّبُ
وَإِنَّ الَّذي يَبغي رِضايَ بِذِكرِها / إِلَيَّ وَإِعجابي بِها يَتَحَبَّبُ
إِذا خَلَجَت عَيني أَقولُ لَعَلَّها / لِرُؤيَتِها تَهتاجُ عَيني وَتَضرِبُ
إِذا خَدِرَت رِجلي أَبوحُ بِذِكرِها / لِيَذهَبُ عَن رِجلي الخُدورُ فَيَذهَبُ
يَقولونَ أَنّي لَستُ أَصدُقُكِ الهَوى
يَقولونَ أَنّي لَستُ أَصدُقُكِ الهَوى / وَإِنِّيَ لا أَرعاكِ حينَ أَغيبُ
فَما بالُ طَرفي عَفَّ عَمّا تَساقَطَت / لَهُ أَعيُنٌ مِن مَعشَرٍ وَقُلوبُ
عَشِيَّةَ لا يَستَنكِرُ القَومُ أَن يَرَوا / سَفاهَ حِجىً مِمَّن يُقالُ لَبيبُ
تَرَوَّحَ يَرجو أَن تُحَطَّ ذُنوبُهُ / فَآبَ وَقَد زادَت عَلَيهِ ذُنوبُ
وَما النُسكُ أَسلاني وَلَكِنَّ لِلهَوى / عَلى العَينِ مِنّي وَالفُؤادِ رَقيبُ
خُذي حَدِّثينا يا قُرَيبُ الَّتي بِها
خُذي حَدِّثينا يا قُرَيبُ الَّتي بِها / أَهيمُ فَما تَجزي وَما تَتَحَوَّبُ
أُشَوَّقُ أَن تَنأى بِنائِلَةَ النَوى / وَهَل يَنفَعَنّي قُربُها لَو تَقَرَّبُ
فَإِن تَتَقَرَّب يُسكِنِ القَلبَ قُربُها / كَما النَأيُ مِنها مُحدِثُ الشَوقِ مُنصِبُ
فَهَل تُجزِيَنّي أُمُّ بِشرٍ بِمَوقِفي / عَلى النَخلِ يَومَ البَينِ وَالعَينُ تَسكُبُ
وَإِنّي لَها سِلمٌ مُسالِمُ سِلمِها / عَدُوٌّ لِمَن عادَت بِها الدَهرَ مُعجَبُ
أَبَيني اِبنَةَ التَيميِّ فيمَ تَبَلتِهِ / عَشِيَّةَ لَفَّ الهاجِمينَ المُحَصَّبُ
خُذي العَقلَ أَو مِنّي وَلا تَمثُلي بِهِ / وَفي العَقلِ دونَ القَتلِ لِلوِترِ مَطلَبُ
خَليلَيَّ عَوجا حَيِّيا اليَومَ زَينَبا
خَليلَيَّ عَوجا حَيِّيا اليَومَ زَينَبا / وَلا تَترُكاني صاحِبَيَّ وَتَذهَبا
إِذا ما قَضَينا ذاتَ نَفسٍ مُهِمَّةٍ / إِلَيها وَقَرَّت بِالهَوى العَينُ فَاِركَبا
أَقولُ لِواشٍ سالَني وَهوَ شامِتٌ / سَعى بَينَنا بِالصَرمِ حيناً وَأَجلَبا
سُؤالَ اِمرِئٍ يُبدي لَنا النُصحَ ظاهِراً / يَجِنُّ خِلالَ النُصحِ غِشّاً مُغَيَّبا
عَلى العَهدِ سَلمى كَالبَريءِ وَقَد بَدا / لَنا لا هَداهُ اللَهُ ما كانَ سَبَّبا
نُعاني لَدَيها بَعدَما خِلتُ أَنَّهُ / لَهُ الوَيلُ عَن نَعتي لَدَيها قَد اِضَرَبا
فَإِن تَكُ سَلمى قَد جَفَتني وَطاوَعَت / بِعاقِبَةٍ بي مَن طَغى وَتَكَذَّبا
فَقَد باعَدَت نَفساً عَلَيها شَفيقَةً / وَقَلباً عَصى فيها المُحِبَّ المُقَرَّبا
وَلَستُ وَإِن سَلمى تَوَلَّت بِوُدِّها / وَأَصبَحَ باقي الوُدِّ مِنها تَقَضَّبا
بِمُثنٍ سِوى عُرفٍ عَلَيها فَمُشمِتٍ / عُداةً بِها حَولي شُهوداً وَغُيَّبا
سِوى أَنَّني لا بُدَّ إِن قالَ قائِلٌ / وَذو اللُبِّ قَوّالٌ إِذا ما تَعَتَّبا
فَلا مَرحَباً بِالشامِتينَ بِهَجرِنا / وَلا زَمَنٍ أَضحى بِنا قَد تَقَلَّبا
وَما زالَ بي ما ضَمَّنَتني مِنَ الجَوى / وَمِن سَقَمٍ أَعيا عَلى مَن تَطَبَّبا
وَكَثرَةِ دَمعِ العَينِ حَتّى لَوَ أَنَّني / يَراني عَدُوٌّ شامِتٌ لَتَحَوَّبا
وَآخِرُ عَهدي بِالرَبابِ مَقالُها
وَآخِرُ عَهدي بِالرَبابِ مَقالُها / أَلَستَ تَرى مَن حَولَنا فَتَرَقَّبا
مِنَ الضَوءِ وَالسُمّارُ فيهِم مُكَذِّبٌ / جَريءٌ عَلَينا أَن يَقولَ فَيَكذِبا
فَقُلتُ لَها في اللَهِ وَاللَيلُ ساتِرٌ / فَلا تَشعَبي إِن تُسأَلي العُرفَ مَشعِبا
فَصَدَّت وَقالَت بَل تُريدُ فَضيحَتي / فَأَحبِب إِلى قَلبي بِها مُتَغَضِّبا
وَباتَت تُفاتيني لَعوبٌ كَأَنَّها / مَهاةٌ تُراعي بِالصَرائِمِ رَبرَبا
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ / وَأَعنَقَ تالي نَجمِهِ فَتَصَوَّبا
وَقالَت تَكَفَّت حانَ مِن عَينِ كاشِحٍ / هُبوبٌ وَأَخشى الصُبحَ أَن يَتَصَوَّبا
فَجِئتُ مَجوداً بِالكَرى باتَ سَرجُهُ / وِساداً لَهُ يَنحاشُ أَن يَتَقَلَّبا
فَقُلتُ لَهُ أَسرِج نُوائِل فَقَد بَدا / تَباشيرُ مَعروفٍ مِنَ الصُبحِ أَشهَبا
فَأَصبَحتُ مِن دارِ الرَبابِ بِبَلدَةٍ / بَعيدٍ وَلَو أَحبَبتُ أَن أَتَقَرَّبا
أَرِقتُ وَلَم يُمسِ الَّذي أَشتَهى قُربا
أَرِقتُ وَلَم يُمسِ الَّذي أَشتَهى قُربا / وَحُمِّلتُ مِن أَسماءَ إِذ نَزَحَت نُصبا
لَعَمرُكِ ما جاوَرتَ غُمدانَ طائِعاً / وَقَصرَ شَعوبٍ أَن أَكونَ بِها صَبّا
وَلَكِنَّ حُمّى أَضرَعَتني ثَلاثَةً / مُجَرَّمَةً ثُمَّ اِستَمَرَّت بِنا غِبّا
وَحَتّى لَوَ أَنَّ الخُلدَ يُعرَضُ إِن مَشَت / إِلى البابِ رِجلي ما نَقَلتُ لَها إِربا
وَمَصرَعَ إِخوانٍ كَأَنَّ أَنينَهُم / أَنينُ مُكاكي فارَقَت بَلَداً خِصباً
فَإِنَّكِ لَو أَبصَرتِ يَومَ سُوَيقَةٍ / مُقامي وَحَبسي العيسَ دامِيَةً حُدبا
إِذاً لَاِقشَعَرَّ الرَأسُ مِنكِ صَبابَةً / وَلَاِستَفرَغَت عَيناكِ مِن عَبرَةٍ سَكبا
أَلَستُ أَرى ذا وُدِّكُم فَأَوَدَّهُ / وَأُكرِمُ إِن لاقَيتُ يَوماً لَكُم كَلبا
أَرى أُمَّ عَبدِ اللَهِ صَدَّت كَأَنَّني / بِما فَعَلَ الواشي جَنَيتُ لَها ذَنبا
فَلا تَسمَعي مِن قَولِ مِن وَدَّ أَنَّني / وَإِيّاكِ نُمسي ما نَحَلُّ بِهِ جَدبا
لَعَمري لَقَد بَيَّنتُ في وَجهِ تُكتَمٍ
لَعَمري لَقَد بَيَّنتُ في وَجهِ تُكتَمٍ / غَداةً تَلاقَينا التَجَهُّمَ وَالغَضَب
بِلا يَدِ سَوءٍ كُنتُ أَزلَلتُ عِندَها / وَلا بِحَديثٍ نُثَّ عَنّي فَيا عَجَب
وَإِنّي لَمَصرومٌ إِذا قالَ كاشِحٌ / فَوافَقَ يَوماً بَعضُ ما قالَ أَو كَذَب
فَمِلآنَ يَثنِ الصَبرُ نَفسِيَ أَو تَمُت / إِذا اِنبَتَّ حَبلٌ مِن حِبالِكِ فَاِنقَضَب
فَما إِن لَنا في أَهلِ مَكَّةَ حاجَةٌ / سِواكِ وَإِن قَضَّيتِ مِن وَصلِنا الأَرَب
وَقَولي لِنِسوانٍ لَحَينَكِ في الهَوى / إِذا عَقلُ إِحداهُنَّ مِن وَصلِنا عَزَب
أَجِئنا الَّذي لَم يَأتِهِ الناسُ قَبلَنا / فَقَبلي مِنَ النِسوانِ وَالناسِ مَن أَحَب
لَقَد أَرسَلَت نُعمٌ إِلَينا أَنِ اِئتِنا
لَقَد أَرسَلَت نُعمٌ إِلَينا أَنِ اِئتِنا / فَأَحبِب بِها مِن مُرسِلٍ مُتَغَضِّبِ
فَأَرسَلتُ أَن لا أَستَطيعُ فَأَرسَلَت / تُؤَكِّدُ أَيمانَ الحَبيبِ المُؤَنِّبِ
فَقُلتُ لِجَنّادٍ خُذِ السَيفَ وَاِشتَمِل / عَلَيهِ بِحَزمٍ وَاِرقَبِ الشَمسَ تَغرُبِ
وَأَسرِج لِيَ الدَهماءَ وَاِذهَب بِمِمطَري / وَلا تُعلِمَن حَيّاً مِنَ الناسِ مَذهَبي
وَمَوعِدُكَ البَطحاءُ مَن بَطنِ يَأجَجٍ / أَوِ الشَعبُ ذو المَمروخِ مِن بَطنِ مُغرِبِ
فَلَمّا اِلتَقَينا سَلَّمَت وَتَبَسَّمَت / وَقالَت كَقَولِ المُعرِضِ المُتَجَنِّبِ
أَمِن أَجلِ واشٍ كاشِحٍ بِنَميمَةِ / مَشى بَينَنا صَدَّقتَهُ لَم تُكَذَّبِ
قَطَعتَ حِبالَ الوَصلِ مِنّا وَمَن يُطِع / بِذي وُدِّهُ قَولَ المُحَرِّشِ يُعتَبِ
فَباتَ وِسادي ثِنيُ كَفٍّ مُخَضَّبٍ / مُعاوِدَ عَذبٍ لَم يُكَدَّر بِمَشرَبِ
إِذا مِلتُ مالَت كَالكَثيبِ رَخيمَةٌ / مُنَعَّمَةً حُسّانَةَ المُتَجَلبَبِ
أَعَبدَةُ ما يَنسى مَوَدَّتَكِ القَلبُ
أَعَبدَةُ ما يَنسى مَوَدَّتَكِ القَلبُ / وَلا هُوَ يُسليهِ رَخاءٌ وَلا كَربُ
وَلا قَولُ واشٍ كاشِحٍ ذي عَداوَةٍ / وَلا بُعدُ دارٍ إِن نَأَيتِ وَلا قُربُ
وَما ذاكِ مِن نُعمى لَدَيكِ أَصابَها / وَلَكِنَّ حُبّاً ما يُقارِبُهُ حُبُّ
فَإِن تَقبَلي يا عَبدَ تَوبَةَ تائِبٍ / يَتُب ثُمَّ لا يُوجَد لَهُ أَبَداً ذَنبُ
أَذِلُّ لَكُم يا عَبدَ فيما هَويتُمُ / وَإِنّي إِذا ما رامَني غَيرَكُم صَعبُ
وَأَعذُلُ نَفسي في الهَوى فَتَعُقَّني / وَيَأصِرُني قَلبٌ بِكُم كَلِفٌ صَبُّ
وَفي الصَبرِ عَمَّن لا يُواتيكَ راحَةٌ / وَلَكِنَّهُ لا صَبرَ عِندي وَلا لُبُّ
وَعَبدَةُ بَيضاءُ المَحاجِرِ طَفلَةٌ / مُنَعَّمَةٌ تُصبى الحَليمَ وَلا تَصبو
قَطوفٌ مِنَ الحورِ الأَوانِسِ بِالضُحى / مَتى تَمشِ قَيسُ الباعَ مِن بُهرِها تَربُ
وَلَستُ بِناسٍ يَومَ قالَت لِأَربَعٍ / نَواعِمَ غُرٍّ كُلُّهُنَّ لَها تِربُ
أَلا لَيتَ شِعري فيمَ كانَ صُدودُهُ / أَعُلِّقَ أُخرى أَم عَلَيَّ بِهِ عَتبُ
خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى
خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى / فَلَم أَرَ أَحلى مِنكِ في العَينِ وَالقَلبِ
فَوَاللَهِ ما أَدري أَحُسناً رُزِقتَهُ / أَمِ الحُبُّ أَعمى كَالَّذي قيلَ في الحُبِّ