القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحسن أبو الحَبّ الكل
المجموع : 8
أَكَوكب هذا في الترابِ مُغيّب
أَكَوكب هذا في الترابِ مُغيّب / أم البدر في هذا الضريح محجّبُ
أَتَحجبُ بدرَ الهاشميّين في الثرى / ومنه المحيّا عاد وهو مترّبُ
وإنّك مُذ فارَقتَ شعبك أصبحت / عليك بني العلياء للدمع تسكبُ
أقامَ لك الشعبُ العراقيّ مأتماً / بنوك به أضحت تنوح وتندبُ
رَحَلتَ عن الدنيا ولستَ براحلٍ / وبعدكَ حزناً بالحداد تَجلببوا
بَنو يعربٍ أَدمَت عليك عيونها / فلا زِلتُ من أفعاله أتعجّبُ
عَجبتُ وبالدهر الخؤون عجائب / وذِكرك من بين الورى ليس يذهبُ
أيُصبح عن أوطانه البدر غائباً / فكيفَ هلالُ الشرق في الغرب يغربُ
لَئِن غاب عنّا كوكب من بني العُلا / فَمن بعده بالأفق قد لاحَ كوكبُ
عظيم بهِ العُرب الكرام تفاخَرَت / وسادَت به عليا نزار ويعربُ
تسنّم عرش الملك راقٍ إلى العُلا / عليهِ لواء الملك بالعزّ ينصبُ
إذا اِفتخرَ الأشراف يوماً بمفخرٍ / فإنّ له الفخر المؤثّل يُنسبُ
قدِ اِعتَرفت كلّ الملوك لمجدهِ / وأمثالها في مجدهِ صار يضربُ
وقلّدهُ الشعب الكريم زمامه / لكَي فيه يحيي الشعب وهو له أبُ
لنا عن أبيهِ الندب أحسن سلوة / بهِ إذ هو المولى العظيم المهذّبُ
فما ماتَ مَن أبقى لنا يوم مثله / مليكاً بمغناه الفخار مطنّبُ
وِداداً وحبّاً للسعيد أبي الرضا / أقام العزا وهو المشيد المسبّبُ
سعيداً إلى الأشراف ينمى ومجدهُ / بصُحفِ السنا أضحى يعدّ ويحسبُ
إلى الراحلِ المغفور منّي تحيّة / على روحهِ دَوماً تروح وتذهبُ
صُنِ النفسَ واِزجرها عنِ اللهوِ واللعبِ
صُنِ النفسَ واِزجرها عنِ اللهوِ واللعبِ / وَبادِر بإخلاصٍ إلى طاعةِ الربِّ
وكُن لإلهِ العالمين موحّداً / ولا تتّبع غير الّذي جاء في الكتبِ
عن اللّه بالقرآنِ جاءَ محمّدٌ / يُنادي ألا هيّا إليّ بني العربِ
هلمّوا إلى التوحيد يا قوم تُفلحوا / فَهذا كِتابي عن إله السما ينبي
فلا تَعبُدوا شمساً ولا قمراً ولا ال / حِجارة أو ما قد ذَبحتُم على النصبِ
فربّك أهلٌ للعبادةِ إنّه / كريمٌ رحيم قادر فالق الحبِّ
لقد فطَرَ السبع العلى فأتمّها / وزيّنها بالنيّرات من الشهبِ
فسيّارة منها ومنها ثوابتٌ / وَمنها علامات لدى الليلِ للرَكبِ
وإن شاءَ أن يسقي البريّة رحمةً / منَ اللطفِ يَسقيهم سجالاً من السحبِ
إلهكَ فردٌ واحد في مكانه / أحاط بِما في الشرق علماً وبالغربِ
هُما فدّك مِن مُؤمن متقرّب / ولي له عمّن تباعد من قربِ
يقسّم أرزاق الخلائق بينهم / وَيوردهم مِن ماء منهله العذبِ
أبانَ لهم نهجاً من الدين واضحاً / وأَعرب فيه عن وجوبٍ وعن ندبِ
كتاب سماويّ منَ اللّه مُنزل / ترى كلَّ شيء يابس فيه أو رطبِ
كتاب من الرحمن قد جاء بالهُدى / يُعرّفهم صدقَ الحديث من الكذبِ
فمَن يَستِعن باللّه عند بلائه / يُعِنهُ على ما قد دَهاه من الخطبِ
ومَن يجتَنِب ذلّ المعاصي يبيتُ في / أمان ولا يَعرف لشيء من الرعبِ
وَمَن يطلب العلم اِستفاد بعلمهِ / ومَن لَم يُبادر ضلّ يمشي إلى جنبِ
ولا خيرَ فيمن لم يمهّد سبيله / إلى غايةٍ يمتازُ فيها عن الصحبِ
ألا يا اِبن ودّي كُن إلى المجد ساعياً / وَنفسك عوّدها على الضرّ والصعبِ
وإن خُضتَ بحراً للمكارمِ والعُلا / فلا تقتطف إلّا من اللؤلؤ الرطبِ
بني يعرُب هل تُسعفوني بحرصكم / وَهل أحد فيكم يخفّف عن كربي
أهنّي بعيد الفطر أستاذيَ الّذي
أهنّي بعيد الفطر أستاذيَ الّذي / حَبانيَ منهُ بالحنان وبالحبِّ
وَأُهدي إليه كلّ عيد تحيّتي / وأثني عليه باللسان وبالقلبِ
بني الدين بُشراكم بخير كتاب
بني الدين بُشراكم بخير كتاب / لكلِّ الورى يَهدي لحسن مآبِ
بهِ جُمِعَت كلّ المواعظ فاِهتدت / بهِ الناس إذ حازت لخير ثوابِ
فيا ناظراً فيه تيقّن بأنّه / أجلُّ كتاب من أجلِّ جنابِ
هو الحسنُ المعروف والخلَف الذي / له ضُرِبَت في العلم خير قبابِ
فَأرجو له التوفيق والفوز في غدٍ / ويُجزى بإحسانٍ بيوم حسابِ
أبا خالص إن غِبتَ عنّي فإنّني
أبا خالص إن غِبتَ عنّي فإنّني / مقيمٌ على تلك المودّة والحبِّ
لَئِن غبت عن عيني فشخصُكَ لم يزل / يمثّله في كلّ آونة قلبي
فلستُ بناسٍ عهدك الزاهر الذي / به أنعَمَت عيناك فضلاً على الشعبِ
وقائلة لمّا رأَت شيبَ مفرقي
وقائلة لمّا رأَت شيبَ مفرقي / اِستره عن عينها بخِضابِ
أتسترُ عن عَينيّ حقّا بباطلٍ / وتوهِمُني ماء بِلَمع سرابِ
فقلتُ لها هذا الّذي تعرفينه / مدامع أحزاني لفقد شبابي
قدمتَ فسرّت فيك أبناء غالب
قدمتَ فسرّت فيك أبناء غالب / ونالت بك الزوراء أقصى المطالبِ
فيا ضيفنا المحبوب يا اِبن محمّد / ويا اِبن البهاليل الكرام الأطائبِ
ويا اِبن الحسين الحائز الشرف الّذي / به ساد أرباب العلى والمناقبِ
منَ الهاشميّين الألى سار ذِكرهم / ومعروفهم في طارقات النوائبِ
وإنّيَ ممّن قد علقت بحبّهم / وليداً وفيهم قد أحيلت مآربي
فَمِنهم إليهم يَنتهي الجودُ والندى / ونائِلهم قد فاضَ فيض السحائبِ
وأخلصتُ ودّي للزعيم فإنّه / لأكرم ماشٍ في الأنام وراكبِ
هو الندب عبد اللّه مَن لم نجِد له / سِوى المجد حِلفاً والعلى خير صاحبِ
وإن قابلَ الصيد الرجال ففرعهُ / لأقوى وأمضى من حدود القواضبِ
أَلا يا زعيم العربِ يا خير سيّدٍ / تربّى بحجر الطاهرات الكواعبِ
لِيهنَ العراق اليوم قد عاد عيدهُ / وفيكَ له قد ساغ أصفى المشاربِ
لأنّك ممّن شدّ أزر رجالنا / وعند اِشتداد الخطب قمت بواجبِ
وَدحرتَ حزب الخائنين وردّهم / وما حَصلوا غير العنا والمتاعبِ
بذلك يجزى من شجون عصابةٍ / وَلَم يفتكر في سيّئات العواقبِ
أساؤوا إلى الشعب الكريم ولم ينل / بأفعالهم إلّا أشدّ المصائبِ
وَقَد ذَهبوا لا يهتدونَ طريقهم / وباؤوا بخزيٍ في جميع المذاهبِ
ولَم يربحوا إلّا الندامة والشقا / وآمالهم لاحت تفقّد خائبِ
فليس لهم دينٌ ولا عقلَ عندهم / فيردعهم عن مثل هذا التلاعُبِ
فكيف إله العرش يصفح عنهمُ / وقد عبَثوا بالشعب من كلّ جانبِ
وقد أوقدوا ناراً وفي كلّ مهجةٍ / حريق لهاث شاعر الجمر لاهبِ
مدى الدهر لا يَنسى العراقُ عصابه / وبارئه في الحشر خير محاسبِ
عصابة سوء قد أضرّت بِشَعبها / فتلكَ وأيم الحقِّ شرّ عصائبِ
وقد حُمّلوا عبأً من العار فاِرتدوا / ثِياباً لهم ممسوحة بالمعائبِ
ففي كلّ نادٍ حين يتلى حديثهم / فلا يَنقضى إلّا بكلّ المثالبِ
فيا أسرة الهادي الشفيع ومَن لهم / مَراتب عزٍّ فوق كلّ المراتبِ
لقد نُصِبَت فوق الثريّا قبابكم / وَمَنصبكم أعلا جميع المناصبِ
عليكم ثناءٌ لا يزال ولم يزَل / تُجازى منَ المَولى بأسنى المواهبِ
أَفَخري هذا في التراب مغيّب
أَفَخري هذا في التراب مغيّب / أمِ البدر في هذا الضريح محجّبُ
تحجّب بدرُ التمّ في بقعة الثرى / ومنهُ المحيّا عاد وهو مترّبُ
أَفخري مُذ فارقتَ شعبك أصبَحَت / عليك بنو العلياء للدمع تسكبُ
أقامَ لك الشعب العراقيّ مأتماً / بنوك وقَد أضحَت تنوح وتندبُ
رَحَلت ولستَ اليوم عنّا براحلٍ / وذِكرك ما بين الورى ليس يذهبُ
بنو يعربٍ أدمت عليك عيونها / وبعدَك حزناً بالحدادِ تَجَلببوا
عجبتُ وبالدهر الخؤون عجائبٌ / فلا زلت مِن أفعاله أتعجّبُ
أيُصبحُ عن أوطانهِ البدر غائباً / وكيفَ هلالُ السعد في اللحد يغربُ
يعزّ علينا يا لقومي فراقه / على كلّ فردٍ فقده اليوم يصعبُ
لئن غابَ عنّا كوكب من بني العلى / فمِن بعده بالأفق قد لاح كوكبُ
محمّد الندب العليّ أخو العلا / عليه لواء الملك بالعزّ ينصبُ
إِذا اِفتخَرَ الأشراف يوماً بمفخرٍ / فإنّ له الفخر المحجّل يُنسبُ
قدِ اِعتَرَفت كلّ البرايا بمجدهِ / وأمثالها في مجدهِ صار يضربُ
لَنا عن أخيهِ الندب أحسن سلوة / بهِ إِذ هو المولى العظيم المهذّبُ
فَما ماتَ من أبقى لنا خيرَ والدٍ / كريم بِمَغناه الفخار المطيّبُ
وَحلف العلى عبد الحميد فتىً له / مناقب جلَّت ليس تُحصى وتحسبُ
إِلى الراحلِ المغفور منّي تحيّة / على روحهِ أضحَت تروحُ وتذهبُ
أكرّر منه الذكر مهما ذكرتهُ / نَعم ذِكرهُ كالمسك بل هو أطيبُ
فيا أيّها الأمجادُ يا سادتي ألا / فَصَبراً فإنّ الصبر بالأجر يعقبُ
وكيفَ تضمّ الأرضُ جثمان ضيغمٍ / لهيبتهِ الأسد الضراغم ترهبُ
ويُمسي عفيراً في الثرى وهو الذي / ترى الشمس مِن علياه تبدو وتغربُ
فَيا راحلاً والصبر قوّض بعده / وفي القلبِ نيران غدَت تتلهّبُ
وَهادي الورى مَن قد نَمته إلى العلى / طواهر آباء أكارم أنجبُ
ولستُ بناسي مدح آل طباطبا / فإنّهم قومٌ لذي البيت أقربُ
إمام الورى عبد الحسين وعمّه / هو الحسن الزاكي له العلم مكسبُ
وذاك الرِضا المولى التقيّ معظّم / له النسك دار والعبادة مشربُ
همُ السادةُ الغرّ الميامين فضلهم / على الدهرِ بادٍ ليس يخفى ويحجبُ
يصدّقني كلّ الأنام بفضلهم / وَمهما أقُل فيهم فلست أكذبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025