المجموع : 8
أَكَوكب هذا في الترابِ مُغيّب
أَكَوكب هذا في الترابِ مُغيّب / أم البدر في هذا الضريح محجّبُ
أَتَحجبُ بدرَ الهاشميّين في الثرى / ومنه المحيّا عاد وهو مترّبُ
وإنّك مُذ فارَقتَ شعبك أصبحت / عليك بني العلياء للدمع تسكبُ
أقامَ لك الشعبُ العراقيّ مأتماً / بنوك به أضحت تنوح وتندبُ
رَحَلتَ عن الدنيا ولستَ براحلٍ / وبعدكَ حزناً بالحداد تَجلببوا
بَنو يعربٍ أَدمَت عليك عيونها / فلا زِلتُ من أفعاله أتعجّبُ
عَجبتُ وبالدهر الخؤون عجائب / وذِكرك من بين الورى ليس يذهبُ
أيُصبح عن أوطانه البدر غائباً / فكيفَ هلالُ الشرق في الغرب يغربُ
لَئِن غاب عنّا كوكب من بني العُلا / فَمن بعده بالأفق قد لاحَ كوكبُ
عظيم بهِ العُرب الكرام تفاخَرَت / وسادَت به عليا نزار ويعربُ
تسنّم عرش الملك راقٍ إلى العُلا / عليهِ لواء الملك بالعزّ ينصبُ
إذا اِفتخرَ الأشراف يوماً بمفخرٍ / فإنّ له الفخر المؤثّل يُنسبُ
قدِ اِعتَرفت كلّ الملوك لمجدهِ / وأمثالها في مجدهِ صار يضربُ
وقلّدهُ الشعب الكريم زمامه / لكَي فيه يحيي الشعب وهو له أبُ
لنا عن أبيهِ الندب أحسن سلوة / بهِ إذ هو المولى العظيم المهذّبُ
فما ماتَ مَن أبقى لنا يوم مثله / مليكاً بمغناه الفخار مطنّبُ
وِداداً وحبّاً للسعيد أبي الرضا / أقام العزا وهو المشيد المسبّبُ
سعيداً إلى الأشراف ينمى ومجدهُ / بصُحفِ السنا أضحى يعدّ ويحسبُ
إلى الراحلِ المغفور منّي تحيّة / على روحهِ دَوماً تروح وتذهبُ
صُنِ النفسَ واِزجرها عنِ اللهوِ واللعبِ
صُنِ النفسَ واِزجرها عنِ اللهوِ واللعبِ / وَبادِر بإخلاصٍ إلى طاعةِ الربِّ
وكُن لإلهِ العالمين موحّداً / ولا تتّبع غير الّذي جاء في الكتبِ
عن اللّه بالقرآنِ جاءَ محمّدٌ / يُنادي ألا هيّا إليّ بني العربِ
هلمّوا إلى التوحيد يا قوم تُفلحوا / فَهذا كِتابي عن إله السما ينبي
فلا تَعبُدوا شمساً ولا قمراً ولا ال / حِجارة أو ما قد ذَبحتُم على النصبِ
فربّك أهلٌ للعبادةِ إنّه / كريمٌ رحيم قادر فالق الحبِّ
لقد فطَرَ السبع العلى فأتمّها / وزيّنها بالنيّرات من الشهبِ
فسيّارة منها ومنها ثوابتٌ / وَمنها علامات لدى الليلِ للرَكبِ
وإن شاءَ أن يسقي البريّة رحمةً / منَ اللطفِ يَسقيهم سجالاً من السحبِ
إلهكَ فردٌ واحد في مكانه / أحاط بِما في الشرق علماً وبالغربِ
هُما فدّك مِن مُؤمن متقرّب / ولي له عمّن تباعد من قربِ
يقسّم أرزاق الخلائق بينهم / وَيوردهم مِن ماء منهله العذبِ
أبانَ لهم نهجاً من الدين واضحاً / وأَعرب فيه عن وجوبٍ وعن ندبِ
كتاب سماويّ منَ اللّه مُنزل / ترى كلَّ شيء يابس فيه أو رطبِ
كتاب من الرحمن قد جاء بالهُدى / يُعرّفهم صدقَ الحديث من الكذبِ
فمَن يَستِعن باللّه عند بلائه / يُعِنهُ على ما قد دَهاه من الخطبِ
ومَن يجتَنِب ذلّ المعاصي يبيتُ في / أمان ولا يَعرف لشيء من الرعبِ
وَمَن يطلب العلم اِستفاد بعلمهِ / ومَن لَم يُبادر ضلّ يمشي إلى جنبِ
ولا خيرَ فيمن لم يمهّد سبيله / إلى غايةٍ يمتازُ فيها عن الصحبِ
ألا يا اِبن ودّي كُن إلى المجد ساعياً / وَنفسك عوّدها على الضرّ والصعبِ
وإن خُضتَ بحراً للمكارمِ والعُلا / فلا تقتطف إلّا من اللؤلؤ الرطبِ
بني يعرُب هل تُسعفوني بحرصكم / وَهل أحد فيكم يخفّف عن كربي
أهنّي بعيد الفطر أستاذيَ الّذي
أهنّي بعيد الفطر أستاذيَ الّذي / حَبانيَ منهُ بالحنان وبالحبِّ
وَأُهدي إليه كلّ عيد تحيّتي / وأثني عليه باللسان وبالقلبِ
بني الدين بُشراكم بخير كتاب
بني الدين بُشراكم بخير كتاب / لكلِّ الورى يَهدي لحسن مآبِ
بهِ جُمِعَت كلّ المواعظ فاِهتدت / بهِ الناس إذ حازت لخير ثوابِ
فيا ناظراً فيه تيقّن بأنّه / أجلُّ كتاب من أجلِّ جنابِ
هو الحسنُ المعروف والخلَف الذي / له ضُرِبَت في العلم خير قبابِ
فَأرجو له التوفيق والفوز في غدٍ / ويُجزى بإحسانٍ بيوم حسابِ
أبا خالص إن غِبتَ عنّي فإنّني
أبا خالص إن غِبتَ عنّي فإنّني / مقيمٌ على تلك المودّة والحبِّ
لَئِن غبت عن عيني فشخصُكَ لم يزل / يمثّله في كلّ آونة قلبي
فلستُ بناسٍ عهدك الزاهر الذي / به أنعَمَت عيناك فضلاً على الشعبِ
وقائلة لمّا رأَت شيبَ مفرقي
وقائلة لمّا رأَت شيبَ مفرقي / اِستره عن عينها بخِضابِ
أتسترُ عن عَينيّ حقّا بباطلٍ / وتوهِمُني ماء بِلَمع سرابِ
فقلتُ لها هذا الّذي تعرفينه / مدامع أحزاني لفقد شبابي
قدمتَ فسرّت فيك أبناء غالب
قدمتَ فسرّت فيك أبناء غالب / ونالت بك الزوراء أقصى المطالبِ
فيا ضيفنا المحبوب يا اِبن محمّد / ويا اِبن البهاليل الكرام الأطائبِ
ويا اِبن الحسين الحائز الشرف الّذي / به ساد أرباب العلى والمناقبِ
منَ الهاشميّين الألى سار ذِكرهم / ومعروفهم في طارقات النوائبِ
وإنّيَ ممّن قد علقت بحبّهم / وليداً وفيهم قد أحيلت مآربي
فَمِنهم إليهم يَنتهي الجودُ والندى / ونائِلهم قد فاضَ فيض السحائبِ
وأخلصتُ ودّي للزعيم فإنّه / لأكرم ماشٍ في الأنام وراكبِ
هو الندب عبد اللّه مَن لم نجِد له / سِوى المجد حِلفاً والعلى خير صاحبِ
وإن قابلَ الصيد الرجال ففرعهُ / لأقوى وأمضى من حدود القواضبِ
أَلا يا زعيم العربِ يا خير سيّدٍ / تربّى بحجر الطاهرات الكواعبِ
لِيهنَ العراق اليوم قد عاد عيدهُ / وفيكَ له قد ساغ أصفى المشاربِ
لأنّك ممّن شدّ أزر رجالنا / وعند اِشتداد الخطب قمت بواجبِ
وَدحرتَ حزب الخائنين وردّهم / وما حَصلوا غير العنا والمتاعبِ
بذلك يجزى من شجون عصابةٍ / وَلَم يفتكر في سيّئات العواقبِ
أساؤوا إلى الشعب الكريم ولم ينل / بأفعالهم إلّا أشدّ المصائبِ
وَقَد ذَهبوا لا يهتدونَ طريقهم / وباؤوا بخزيٍ في جميع المذاهبِ
ولَم يربحوا إلّا الندامة والشقا / وآمالهم لاحت تفقّد خائبِ
فليس لهم دينٌ ولا عقلَ عندهم / فيردعهم عن مثل هذا التلاعُبِ
فكيف إله العرش يصفح عنهمُ / وقد عبَثوا بالشعب من كلّ جانبِ
وقد أوقدوا ناراً وفي كلّ مهجةٍ / حريق لهاث شاعر الجمر لاهبِ
مدى الدهر لا يَنسى العراقُ عصابه / وبارئه في الحشر خير محاسبِ
عصابة سوء قد أضرّت بِشَعبها / فتلكَ وأيم الحقِّ شرّ عصائبِ
وقد حُمّلوا عبأً من العار فاِرتدوا / ثِياباً لهم ممسوحة بالمعائبِ
ففي كلّ نادٍ حين يتلى حديثهم / فلا يَنقضى إلّا بكلّ المثالبِ
فيا أسرة الهادي الشفيع ومَن لهم / مَراتب عزٍّ فوق كلّ المراتبِ
لقد نُصِبَت فوق الثريّا قبابكم / وَمَنصبكم أعلا جميع المناصبِ
عليكم ثناءٌ لا يزال ولم يزَل / تُجازى منَ المَولى بأسنى المواهبِ
أَفَخري هذا في التراب مغيّب
أَفَخري هذا في التراب مغيّب / أمِ البدر في هذا الضريح محجّبُ
تحجّب بدرُ التمّ في بقعة الثرى / ومنهُ المحيّا عاد وهو مترّبُ
أَفخري مُذ فارقتَ شعبك أصبَحَت / عليك بنو العلياء للدمع تسكبُ
أقامَ لك الشعب العراقيّ مأتماً / بنوك وقَد أضحَت تنوح وتندبُ
رَحَلت ولستَ اليوم عنّا براحلٍ / وذِكرك ما بين الورى ليس يذهبُ
بنو يعربٍ أدمت عليك عيونها / وبعدَك حزناً بالحدادِ تَجَلببوا
عجبتُ وبالدهر الخؤون عجائبٌ / فلا زلت مِن أفعاله أتعجّبُ
أيُصبحُ عن أوطانهِ البدر غائباً / وكيفَ هلالُ السعد في اللحد يغربُ
يعزّ علينا يا لقومي فراقه / على كلّ فردٍ فقده اليوم يصعبُ
لئن غابَ عنّا كوكب من بني العلى / فمِن بعده بالأفق قد لاح كوكبُ
محمّد الندب العليّ أخو العلا / عليه لواء الملك بالعزّ ينصبُ
إِذا اِفتخَرَ الأشراف يوماً بمفخرٍ / فإنّ له الفخر المحجّل يُنسبُ
قدِ اِعتَرَفت كلّ البرايا بمجدهِ / وأمثالها في مجدهِ صار يضربُ
لَنا عن أخيهِ الندب أحسن سلوة / بهِ إِذ هو المولى العظيم المهذّبُ
فَما ماتَ من أبقى لنا خيرَ والدٍ / كريم بِمَغناه الفخار المطيّبُ
وَحلف العلى عبد الحميد فتىً له / مناقب جلَّت ليس تُحصى وتحسبُ
إِلى الراحلِ المغفور منّي تحيّة / على روحهِ أضحَت تروحُ وتذهبُ
أكرّر منه الذكر مهما ذكرتهُ / نَعم ذِكرهُ كالمسك بل هو أطيبُ
فيا أيّها الأمجادُ يا سادتي ألا / فَصَبراً فإنّ الصبر بالأجر يعقبُ
وكيفَ تضمّ الأرضُ جثمان ضيغمٍ / لهيبتهِ الأسد الضراغم ترهبُ
ويُمسي عفيراً في الثرى وهو الذي / ترى الشمس مِن علياه تبدو وتغربُ
فَيا راحلاً والصبر قوّض بعده / وفي القلبِ نيران غدَت تتلهّبُ
وَهادي الورى مَن قد نَمته إلى العلى / طواهر آباء أكارم أنجبُ
ولستُ بناسي مدح آل طباطبا / فإنّهم قومٌ لذي البيت أقربُ
إمام الورى عبد الحسين وعمّه / هو الحسن الزاكي له العلم مكسبُ
وذاك الرِضا المولى التقيّ معظّم / له النسك دار والعبادة مشربُ
همُ السادةُ الغرّ الميامين فضلهم / على الدهرِ بادٍ ليس يخفى ويحجبُ
يصدّقني كلّ الأنام بفضلهم / وَمهما أقُل فيهم فلست أكذبُ