المجموع : 5
هُوَ الْبَدْرُ تَحْمِيهِ نُجُومٌ ثَوَاقِبُ
هُوَ الْبَدْرُ تَحْمِيهِ نُجُومٌ ثَوَاقِبُ / وَمَا هِيَ إِلاَّ الْمُرْهَفَاتُ الْقَوَاضِبُ
وَيَغْشَاهُ غَيْثٌ حَيْثُ حَلَّ وَإِنَّهُ / لَنَقْعٌ أثَارَتْهُ الْعِتَاقُ الشَّوَازِبُ
وَخِلْنَا خَفَى فِيهِ الْبُرُوقُ وَإِنَّمَا / خَفَى فِيهِ سُمْرٌ أَشْرَعَتْهَا الْكَتَائِبُ
حَذَارِ حَذَارِ إِنْ بَدَتْ كُثُبُ الْحِمَى / فَمَرَّتْ صَبَاحاً بِالْقِبَابِ النَّجَائِبُ
وَإِيَّاكَ وَالتَّغْرِيرَ بِالنَّفْسِ إِنْ رَمَتْ / بِأَسْهُمِ مَكْحُولِ الِّلحَاظِ الكَوَاعِبُ
وَمَا الصَّبْرُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ تَعِلَّةٌ / وَأَنَّى وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ
لِيَ الَّلهُ بَعْدَ الظَّاعِنِينَ وَمَنْزِلٌ / بِهِ وَقَفَتْ يَوْمَ الْوَدَاعِ الرَّكَائِبُ
وَرُبَّ شُمُوسٍ فِي الفَلاَةِ مَطَالِعٌ / لَهُنَّ وَلَكِنْ فِي الْحُدُوجِ مَغَارِبُ
وَغِيدٍ يُغَادِرْنَ الْقُلُوبَ ذَوَائِباً / إِذَا جُرِّرَتْ زَهْواً لَهُنَّ ذَوَائِبُ
لَوَاعِبَ مَا بَيْنَ الْخِيَامِ يَحُفُّهَا / كُمَاةٌ بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ لَوَاعِبُ
عَلَيْهِنَّ بَاتَ الْبَرْقُ يَخْفِقُ قَلْبُهُ / وَجَفْنُ الْحَيَا فِي وَجْنَةِ الأُفْقِ سَاكِبُ
وَيَا بِأَبِي مِنْهُنَّ حَسْنَاءُ لَحْظُهَا / لَهُ جَانِبٌ يُخْشَى وَلِلسَّيْفِ جَانِبُ
مُؤَجِّجَةٌ نَارَيْنِ نَارَ صَبَابَةٍ / وَنَارَ قِرىً تَنْجَابُ عَنْهَا الْغَيَاهِبُ
حُقُوقٌ كَقُرْطِيْهَا الَّلوَاء أَمَامَهَا / إِذَا مَا مَشَتْ وَالدَّارِعُونَ رَوَاكِبُ
يُسَاجِلُ جَرْسُ الطَّعْنِ جَرْسَ حُلِيِّهَا / فَتَرْتَاعُ مِنْ هَذَا وَذَاكَ التَّرَائِبُ
وَلَوْلاَ شَذَاهَا مَا غَدَا الرَّوْضُ عَاطِراً / وَمَا عَبِقَتْ فِيهِ الصَّبَا وَالْجَنَائِبُ
مُمَنَّعَةٌ حَتَّى مِنَ الطَّيْفِ فِي الْكَرَى / فَلاَ جَفْنَ إِلاَّ وَهْوَ لِلسُّهْدِ صَاحِبُ
حَنَانَيْكِ يَابِنْتَ الفَوَارِسِ أَقْسَمَتْ / سُيُوفُهُمُ أَلاَّ تُزَارَ الْحَبَائِبُ
وَلَبَّيْكِ أَلْفَاً إِنْ دَعَوْتِ إِلَى الْوَغَى / وَطَعْنٍ كَمَا تَرْعَى الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَأُقْسِمُ مَالِي فِي الْغَرَامِ مُسَاجِلٌ / وَلاَ لاِبْنِ نَصْرٍ فِي الْحُرُوبِ مُغَالِبُ
كَرِيمٌ لَهُ فِي سِرِّ يَعْرُبَ مَفْخَرٌ / وَبَيْتُ عُلاً حَجَّتْ إِلَيْهِ الْمَنَاقِبُ
مِنَ الْقَوْمِ سَعْدُ الْخَزْرَجِ ابْنُ عُبَادَةٍ / أَبُوهُمْ وَحَسْبُ الْقَوْمِ تِلْكَ المَنَاسِبُ
مُنِيفٌ بِإِسْمَاعِيلَ مَجْداً وَيُوسُفٍ / وَيَا لَكَ مَنْ مَجْدٍ لَهُ الْمَجْدُ هَائِبُ
عَظِيمٌ عَظِيمُ الْمُلْكِ لاَ مُلْكَ مِثْلهُ / وَكُلُّ عَظِيمٍ لِلْعَظِيمِ مُنَاسِبُ
وَأَعْلَمُ عِلْماً خَالَطَ الْقَلْبَ إِنَّهُ / لأَكْرَمُ مَنْ تُرْجَى لَدَيْهِ الْمَوَاهِبُ
وَمَا خُلِقَ الإنْسَانُ مِثْلِيَ عَالِماً / وَلَكِنْ أَفَادَتْهُ العُلُومَ التَّجَارِبُ
وَمَنْ نَالَ مُلْكاً لاَ بِبَأْسٍ وَلاَ نَدَى / فَذَاكَ امْرُؤٌ لِلْمُلْكِ لاَ شَكَّ غَاصِبُ
وَمَنْ كَأَبِي عَبْدِ الإلَهِ مُحَمَّدٍ / إِذَا زَحَفَتْ يَوْمَ النِّزَالِ المَقَانِبُ
بِهِ دَفَعَ الَّلهُ الخُطُوبَ عَنِ الْوَرَى / وَلِلَّهِ فِي دَفْعِ الْخُطُوبِ عَجَائِبُ
وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الْمُثَقَّفَ طَاعِنٌ / وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ الْمُهَنَّدَ ضَارِبُ
وَخَصَّصَهُ الأَمْلاَكُ بِالْبرِّ وَحْدَهُ / وَتَخْصِيصُ رَبِّ الْفَضلِ بِالْبِرِّ وَاجِبُ
وَمَا يَرْغَبُ الْمَجْدُ الْمُؤَثَّلُ فِي امْرِىءٍ / غَدَا وَهْوَ فِي الْمَالِ الْمُجَمَّعِ رَاغِبُ
مُكَمِّلُ رَأْيِ الْيَوْمِ تَكْمِيلَ حَازِمٍ / يَهُونُ عَلَيْهِ أَنْ تَنُوبَ النَّوَائِبُ
وَتَأْخِيرُ مَلْكٍ رَأْيَ يَوْمٍ إِلَى غَدٍ / خَبَالٌ بِهِ إِنْ دَامَ فَالْمُلْكُ ذَاهِبُ
مُجَانِبُ أَهْلِ الُّلؤْمِ لاَ يَعْرِفُونَهُ / وَكُلُّ كَرِيمٍ لِلَّئِيمِ مُجَانِبُ
وَمَنْ وَضَعَ التَّقْرِيبَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ / فَذَاكَ امْرُؤٌ مَسْعَاهُ وَالْقَصْدُ خَائِبُ
وَلَوْ كَانَ يُعْطَى قَدْرَ عَلْيَاهُ خِدْمَةً / لَقَلَّ لَهُ فِي الخَادِمِينَ الكَوَاكِبُ
حَلِيمٌ وَلَكِنْ حِلْمُهُ بَعْدَ قُدْرَةٍ / أُتِيحَتْ لَهُ وَالسَّيْفُ بِالدَّمِ خَاضِبُ
عَلِيمٌ يُزَكِّي عِلْمَهُ عَمَلٌ بِهِ / كَمَا جَادَتِ الَّروْضَ النَّضِيرَ السَّحَائِبُ
مُفِيدٌ مُصِيبٌ آخَرِينَ وَإِنَّمَا / فَوَائِدُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ مَصَائِبُ
وَأَيُّ مُلاَقٍ وَالخُيُولُ طَوَالِعُ / كَمَا أَمَّتِ الوِرْدَ النَّعَامُ الخَوَاضِبُ
أَمَوْلاَيَ بُشْرَى بِالْفُتُوحِ وَأَنْعُم / مَشَارِبُهَا لِلْوَفْدِ نِعْمَ المْشَارِبُ
وَيَهْنِيكَ عِيدُ الْفِطْرِ أَسْعَدُ قَادِمٍ / عَلَيْكَ تُرَاعِي حَقَّهُ وَتُرَاقِبُ
وَلاَ زِلْتَ مَسْرُوراً بِأَشْرَفِ دَوْلَةٍ / بِهَا حَسُنَتْ دُنْيَا وأُخْرَى الْعَوَاقِبُ
مَطَالِبُ إِلاَّ أَنَّهُنَّ مَوَاهِبُ
مَطَالِبُ إِلاَّ أَنَّهُنَّ مَوَاهِبُ / قَضَى الَّلهُ أَنْ تُقْضَى فَنِعْمَ الْمَطَالِبُ
شِفَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّهُ / لأكْرَمُ مَنْ تُحْدَى إلَيْهِ الرَّكَائِبُ
وَكَمْ قُلْتُ غَابَ الْبَدْرُ وَالشَّمْسُ ضَلَّةٌ / وَرَانَتْ عَلَى قَلْبِي الْهُمُومُ النَّوَاصِبُ
وَلَمْ يَغِبَا لَكِنْ شَكَا الضُّرَّ فَارِسٌ / وَأَوْحَشَ مِنْهُ مَجْلِسُ الْمُلْكِ غَائِبُ
لَكَ الَّلهُ يَا خَيْرَ الْمُلُوكِ وَخَيْرَ مَنْ / تَحِنُّ لَهُ حَتَّى العِتَاقُ الشَّوَازِبُ
وَقَلَّ لِمَنْ وَافَى بَشِيراً نُفُوسُنَا / فَمَا هِيَ إِلاَّ بَعْضُ مَا أَنْتَ وَاهِبُ
أَقُولُ لِجُرْدِ الْخَيْلِ قُبَّا بُطُونُهَا / مُعَقَّدَةٌ مِنْهِا لِحَرْبٍ سَبَاسِبُ
طَوَالِع مِنْ تَحْتِ العَجاجِ كَأَنَّهَا / نَعَامٌ بِكُثْبَانِ الصَّرِيمِ خَوَاضِبُ
مُحَجَّلَةً غُراً كَأَنَّ رِعَالَهَا / بِحارٌ جَرَتْ فِيهَا الصَّبَا وَالْجَنائِبُ
مِنَ الأَعْوَجِيَّاتِ الصَّوَافِن تَرْتَمِي / إِذَا رَجَفَتْ يَوْمَ الْقِرَاعِ مَقَانِبُ
هَنِيئاً فَقَدْ صَحَّ الإمَامُ الَّذِي بِهِ / تُفَلُّ السُّيُوفُ الْمُرْهَفَاتُ الْقَوَاضِبُ
وَمُسْتأْصِلُ الْفَل الْمُغِدُّ جِيَادهُ / لِضَرْبٍ كَمَا تَرْغُو الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَمَنْ حَطَّمَ السُّمْرَ الطِّوَالُ كُعُوبُهَا / بِطَعْنٍ كَمَا امْتاحَ الرّكيَّةَ شَارِبُ
وَكَرَّ عَلَى أَرْضِ العِدَى بِفَوَارِسٍ / كَأَنَّهُمُ فِي الْحَرْبِ أُسْدٌ غَوَالِبُ
كَأَنَّ ظُبَاهُمْ فِي الهِيَاجِ أَكُفُّهُمْ / تَجُودُ وَأَرْوَاحُ العُدَاةِ مَوَاهِبُ
كَأَنَّ رِمَاحَ الْخَطِّ أَحْسَابُهُمْ وَمَا / حَوَتْ مِنْ نُفُوسِ الْمُعْتَدِينَ مَنَاقِبُ
هُمُ مَا هُمُ حَدِّثْ عَنِ الْبَحْرِ أَوْ بَنِي / مَرِينٍ فَنَهْجُ الْقَوْلِ أَبْلَجُ لاَحِبُ
مِنَ الْبَيْتِ شَادَتْ قَيْسُ عَيْلانَ فَخْرَهُ / فَطَالَتْ مَعَالِيهِ وَطَابَتْ مَنَاسِبُ
وَأَحْيَا لَهُ مُلْكُ الْخَلِيفَةِ فَارِسٍ / مَآثَرَ غَالَتْهَا الَّليَالِي الذَّوَاهِبُ
كَرِيمٌ فَلاَ الحَادِي النَّجَائِبَ مُخْفِقٌ / لَدَيْهِ وَلاَ الْمُنْضِي الرَّكَائِبَ خَائِبُ
أَرَى بَذْلَهُ النُّعْمَى فَفُضَّتْ مَكَاسِبٌ / أَرَى بَأْسَهُ الأَنْضَى فَفُضِّتْ كَتَائِبُ
أَنَامِلُهُ يَرْوِي الْوَرَى صَوْبُ جُودِهَا / فَلَوْلاَ دَوَامُ الرَّيِّ قُلْتُ السَّحَائِبُ
وَكَمْ خِلْتُ بَرْقاً فِي الدُّجَى نُور بِشْرِهِ / تَشِيمُ سَنَاهُ النَّاجِيَاتُ النَّجَائِبُ
فَأَخْجَلْنِي أَنِّي أَرَى الْبَرْقَ خُلَّباً / فَلاَ الصَّوْبُ هَامٍ لاَ وَلاَ الْجُودُ سَاكِبُ
أَعِرْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلاَغَةً / فَإِنِّيَ عَنْ عَجْزٍ لِمَدْحِكَ هائِبُ
وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالْبَيَانِ مُعَلِّماً / فَإِنِّيَ فِي التَّعْلِيمِ لِلْجُودِ رَاغِبُ
وَكَيْفَ تَرَى لِي بَعْدُ فِي الْجُودِ رَغْبَةً / وَجُودُكَ لِي فَوْقَ الَّذي أَنَا طَالِبُ
وَقَدْ شَبَّتِ الآمَالُ إِذْ شِبْتُ ثُمَّ إِذْ / تَفَقَّدْتُهَا لَمْ يَدْرِ مَا شَبَّ شَائِبُ
بَلَغْتُ بِكَ الآمَالَ حَتَّى كَأَنَّهَا / وَقَدْ صَدَقَتْ مَا شِئْتَ صِدْقاً كَوَاذِبُ
عَجِبْتَ وَمَا تُولِي وَأَوْلَيْتَ مُعْجباً / فَلاَ بَرِحَتْ تَنْمُو لَدَيْكَ الْعَجَائِبُ
وَحَسْبي دُعَاءً لَوْ سَكَتُّ كُفيتُهُ / كَمَا قِيلَ لَكِنْ فِي الدُّعَاءِ مَذَاهِبُ
وَمَا أَنَا إِلاَّ عَبْدُكَ الْمُخْلِصُ الَّذِي / يُرَاقِبُ فِي إِخْلاَصِهِ مَا يُرَاقِبُ
فَخُذْهَا تَبُثُّ الْعُذْرَ لاَ الْمَدْحَ إِنَّهُ / هُوَ الْبَحْرُ قلْ هَلْ يَجْمَعُ الْبَحْرَ حَاسِبُ
بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ مُلْكُكَ قَاهِرٌ / وَسَيْبُكَ فَيَّاضٌ وَسَيْفُكَ غَالِبُ
وَعُوفِيتَ مِنْ ضُرٍّ وَأُعْطِيتَ أَجْرَهُ / وَلاَ رَوَّعَتْ إِلاَّ عِدَاكَ النَّوائِبُ
إِلَى قَصْدِ قطب الدِّينِ وَافَيْتُ عِنْدَمَا
إِلَى قَصْدِ قطب الدِّينِ وَافَيْتُ عِنْدَمَا / أَقَمْتُ عَلَى التَّرْحَالِ فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
وَأَصْبَحْتُ كَالأَفْلاَكِ فِي السَّيْرِ وَالسُّرَى / فَهَا أَنَا فِي مِصْرٍ أَدُورُ عَلَى الْقُطْبِ
إِلَى ابْنِ شِهَابِ الدِّينِ طَالَ تَغَرُّبِي
إِلَى ابْنِ شِهَابِ الدِّينِ طَالَ تَغَرُّبِي / فَلَمَّا سَرَتْ عِيسِي لَهُ وَرِكَابِي
رَوَيْتُ حَدِيثَ الْفَضْلِ عَنْهُ فَصَحَّ لِي / كَمَا شِئْتُ مَرْوِيّاً عَنِ ابْنِ شِهَابِ
وَلِي فَرَسٌ مِنْ عِلْيَةِ الشُّهْبِ سَابِقٌ
وَلِي فَرَسٌ مِنْ عِلْيَةِ الشُّهْبِ سَابِقٌ / أُصرِّفُهُ يَوْمَ الْوَغَى كَيْفَ أَطْلُبُ
غَدَوْتُ لَهُ فِي حَلْبَةِ الْقَوْمِ مَالِكاً / فَتَابَعَنِي مِنْهُ كَمَا شَاءَ أَشْهَبُ