المجموع : 6
عدوّك مقهورٌ وحِزبُك غالبُ
عدوّك مقهورٌ وحِزبُك غالبُ / وأمرك منصور وسَهمُكَ صائِبُ
وشخصك مهما لاح للخلق أذعَنَت / لِهَيبَتِهِ عُجمُ الوَرى والأعارِبُ
فيا حسرة عمّت وخصّت ودلّهت
فيا حسرة عمّت وخصّت ودلّهت / فلا قلب إلا قد تداعى لها وجبا
متى يشتفي من لاعج الحزن والكربِ
متى يشتفي من لاعج الحزن والكربِ / حتى يرتقي في مصعد الفوز والقربِ
متى يجتني الآلاء ذات جنى عذبِ / بطيء عن التقوى سريع إلى الذنبِ
قريب من المهوى بعيد عن الربِ /
بدنياه مغرى فهو في حسراتها / يؤمل برد العيش في جمراتها
ويرجو سداد السعي من عثراتها / به سَكرة ما زال في غمراتها
طريحاً صريعاً لليدين وللجنب /
أميلاً إلى الدنيا وزيغاً عن الهدى / والشيب منك الرأس عمّم وارتدى
لقد طالت الآمال إذ قصر المدا / بدا الشيب في فوديك ينذر بالردى
فكم ذا التمادي في السفاهة والعُجبِ /
موارده أشهى وأحلى ورودها
موارده أشهى وأحلى ورودها / فطوبى لمن في بحرها العذب قد عبّا
أحقاً هوى البدر المنير وطالما
أحقاً هوى البدر المنير وطالما / أضاء سناه الباهر الشرق والغربا
أحقاً فقدنا القدوة العلم الذي / غذّانا وربّانا بصيراً بنا طبّا
أحقاً فقدنا غوثنا وصريحنا / إذا ما دعوناه لحادثة لبّى
أحقاً فقدنا بحر علم وحكمة / يفيض علينا علمه لؤلؤاً رطبا
فَمن يَعمرُ الأوقات طُرّاً بِذكرِهِ
فَمن يَعمرُ الأوقات طُرّاً بِذكرِهِ / فليسَ نَصِيبٌ في الهدي كَنَصِيبهِ
ومن كان عنه مُعرِضاً طول دهره / فكيف يرجِّيه شَفيع ذنوبِهِ