المجموع : 11
دَعَاهُ وَرقْمُ اللَّيلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ
دَعَاهُ وَرقْمُ اللَّيلِ بالبَرْقِ مُذْهَبُ / هَوىً بِكَ لَبَّاهُ الفُؤَادُ المُعَذَّبُ
لِطَيْفٍ لَطيفٍ من خيالِكَ طَارِقٍ / بِلَيْلٍ بَليلٍ فيهِ للسُّحْبِ مَسْحَبُ
بِرُوحي يا طَيْفَ الحَبيبِ مُحافِظاً / عَلَى العَهْدِ يَدْنُو كَيْفَ شِئْتُ ويقْرُبُ
وَمَنْ كُلَّما عاتَبْتُه رَقَّ قَلْبُهُ / وَأَقْسَم لا يَجْني وَلا يَتَجَنَّبُ
يُعَلِّمُهُ فَرْطَ القَسَاوَةِ أَهْلُهُ / فَيَعْطِفهُ الخُلُقُ الجميلُ فَيغْلِبُ
يَشُقُّ جَلابِيبَ الدُّجُنَّةِ زَائِري / عَلَى رُغْمِ مَنْ يَلْحَى وَمَنْ يَترقَّبُ
فَأُخْجِلهُ مِمَّا أَبثُّ عِتَابهُ / وَيُخْجِلني مِنْ فَرْطِ ما يَتأَدَّبُ
فَلَوْ رُمْتُ أَنِّي عَنْهُ أَثْني أَعِنَّتي / لَشَوْقِي يُنادي لُطْفَهُ أَيْنَ تَذهَبُ
أَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ يأتي مُحبَّباً / وَلا سِيَّما ذَاكَ الرُّضَابُ المُحَبَّبُ
عَلَى أَنَّنِي ما الوَجْدُ يَوْماً بِشاغِلي / عَنِ المَجْدِ لَكِنّي امْرؤٌ مُتَطرِّبُ
وَمَا أنا إِلّا شَمْسُ كُلِّ فَضِيلةٍ / لَهَا مَشْرِقٌ لكنَّ أَصْلِي مَغْرِبُ
وَكُلّ كَلامٍ فيه ذِكْرَايَ طَيّبٌ / وَكُلْ مكانٍ فيه شَخْصِي أَطْيَبُ
وَلمْ يُغْنِ عَنِّي أنّني السّيفُ مَاضِياً / إِذَا لَمْ يَكُنْ لِيَ مَنْ بِحَدّي يَضْرِبُ
أَما وَالمعَالِي وَالأمير وَإنَّني / لأُقْسِمُ فيه صَادِقاً لَسْتُ أَكْذِبُ
لَقَدْ قَلَّدُوني فَوْق ما لا أُطِيقُهُ / وَقَدْ قَلَّدُوني فَوْقَ ما أَتَطَلَّبُ
هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعانَ بِهِ الصَّبُّ
هُوَ الصَّبْرُ أَوْلَى ما اسْتَعانَ بِهِ الصَّبُّ / وَلَوْلا تَجَنِّي الحِبِّ ما عَذُبَ الحُبُّ
إِذَا كُنْتُ لا أَهْوَى لِغَيْرِ تَواصُلٍ / فَعِشْقِي لِرُوحي لا لِمَنْ قُلْتُ ذَا الحِبُّ
وَمَا أَنَا إِلّا مُغْرَمُ القَلْبِ لَوْ بَقَى / عَلى ما أُعانيهِ مِنَ الوَجْدِ لي قَلْبُ
يَدُومُ على بُعْدِ المزَارِ بِحَالِهِ / غَرامِي وَيقْوى إِنْ تَدانى بهِ القُرْبُ
كَذَا شِيمتِي فَلْيَقْتَدِ العَاشِقُونَ بِي / وإِلَّا فَدَعْوَاهُم وحَاشَاهُم كِذبُ
أُجِيبُ الجوابَ السَّهْلَ عَمَّا سُئِلْتُه / وَإِنَّ الَّذي يُشْكَى إِليْهِ الهَوَى صَعْبُ
هَجرْتَ فَتىً أَدْنَى الأَنامِ مَحَبَّةً
هَجرْتَ فَتىً أَدْنَى الأَنامِ مَحَبَّةً / إِلَيكَ وَأَوْفَى مَنْ إِلى العَهْدِ يُنْسَبُ
وَأَبْقَيْتَ منْ لا يَرْتَضِي حِين تَرْتَضِي / وَلا هُوَ غَضْبانٌ إِذَا أَنْتَ تَغْضَبُ
أَيَجْمُلُ سُلْوانِي إِذَا هَجرَ الحِبُّ
أَيَجْمُلُ سُلْوانِي إِذَا هَجرَ الحِبُّ / أَمِ الصَّبْرُ أَوْلَى بِي إِذَا وَلَّه الحُبُّ
أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي
أُحِبُّ عَليّاً وهو سُؤْلي وَبُغْيتي / وَمَا زَار إلّا قُلْتُ أَهْلاً ومَرْحَبَا
فَيا لَيْتَ شِعْرِي عِنْدمَا رَاحَ مُغْرَماً / بِقَتْلِيَ مَغْرىً ظَنَّنَي فيهِ مُرْحِباً
غَراميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبا
غَراميَ فِيكمْ مَا أَلَذّ وأَطْيَبا / وَأَهْلاً بِسُقْمِي مِنْ هَواكُم وَمَرْحَبا
غَزالُكُم ذاكَ المَصونُ جَمالُهُ / إِلَى غَيْرِه في الحُبّ قلبي ما صَبا
تَجلَّى على كلِّ القُلوبِ فَعِنْدَمَا / سَبى حُسْنُه كُلَّ القلوبِ تَحجَّبا
أَأَحْبابنا هَلْ عائِدٌ في حِماكُمُ / أُوَيْقاتُ أُنْسٍ كُلّها زَمَنُ الصِّبا
على حُبِّكم أفنيتُ حاصِلَ مَدْمَعي / وَغَيْر وَلاكُمْ عَبْدكُمْ ما تكسّبا
وَحَاشَاكُمُ أَنْ تُبْعِدوا عن جَمالِكم / حَليفَ هوىً بِالرّوحِ مِنْكُمْ مُعذَّبا
وإِن تَهْجُروا مَنْ وَاصلَ السّهْدَ جَفْنُهُ / وَهَذَّب فِيكم عِشْقَهُ فَتَهَذَّبا
وَأَحْسَنْتُم تَأديبَهُ بِصُدودكُمْ / فلا تَهْجرُوه بَعدَما قَدْ تَأَدَّبا
ولي مُهْجَةٌ دِينُ الصَّبابةِ دِينُها / فَكيْف تَرى عَنْكُمْ مَدى الدَّهْرِ مَذْهَبا
لِحاظُ الظُّبَا تَحْكى الظُبي في المَضارِبِ
لِحاظُ الظُّبَا تَحْكى الظُبي في المَضارِبِ / عَلى أَنَّها أَمْضَى بِقَطْعِ الضَّرائِبِ
فَناهِيكَ مِنْ رَوْضٍ ثُغورُ أقاحِه / لَهُنَّ ابْتِسامٌ في وُجُوهِ الغَيَاهِبِ
ظُبي مُقَلٍ سَالمتهنَّ لَدى الهَوى / وأَفْعالُها في القَلْبِ فِعْلَ المُحاربِ
وَقَدْ جرّدتْ لِلفتْكِ فِينا فَلا تَرى / سِوَى دَمٍ مَضْروبٍ على خَدّ ضَاربِ
فَلا تَحذرَوُا بِيضَ القَواضِبِ واحْذَرُوا / قَواضِبَ سُودٍ في جُفونِ الكَواعِبِ
وَليلٍ شَرِبْنا فيه كأساً من اللَّمى / عَلى جُلّنار مِنْ خُدودِ الحَبائِبِ
تُرِيكَ بِهِ ضَحِكاً بُروقُ ثُغُورِهِ / إِذَا ما بَكَتْ فيهِ عُيونُ السَّحائِبِ
ودوحٍ كَسا عاريه منبجسُ الحيا / مَحاسنَ نَوْرٍ لم ترعْ بمعائبِ
فأبدى مِن النُوّارِ بِيضَ مَباسمٍ / وَأَرْخَى من الأَغْصانِ خُضْرَ ذوائِبِ
لَدى وَجَناتٍ مِنْ شَقيقٍ يَزينها / من المِسْكِ أَمْثالَ اللّحى والشَّواربِ
حَموا بِكُعوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ
حَموا بِكُعوبِ السّمْرِ بِيضَ الكَواعِبِ / وَصانُوا من الأَتْرابِ دُرَّ الترائبِ
وَهَزُّوا العَوالي مِنْ أَكفٍّ قَوابِضٍ / رِقابَ المعالي بالسُّيوفِ القَواضِبِ
فكم حَاجبٍ يَلْقَاكَ مِنْ دونِ أَعْيُنٍ / وكَمْ أَعْيُنٍ تَلْقاكَ من دُون حَاجبِ
وكَمْ بِتُّ أرعى مِنْ بُدُورٍ طَوالِعٍ / وَأَرْعَى عُهوداً مِنْ شُموسٍ غواربِ
وسَاروا فيا للَّه كَمْ مِنْ حَبائلٍ / تَصيدُ قُلُوباً مِنْ عُيونِ الحَبائبِ
جَلوْنَ على الأَحْدَاقِ خَيْرَ سَوالفٍ / وكُنَّ على العُشَّاقِ شَرَّ سَوالِبِ
بحمرة خدّ لا تُصابُ بِعارضٍ / وَخَمْرةِ ثَغْر لا تُعافُ لشاربِ
ألا في سبيلِ الحُبّ يا عَلْوَ مُهْجَةٌ / عليها لكِ الأَشْواقُ ضَرْبَةُ لازبِ
قِفي ودّعينا قَدْ بَدَتْ غُرْبَةُ النَّوى / وآذننا بِالبَيْنِ سَيْرُ الركائبِ
بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِراتِ الَّتي تَسْبِي
بِعَيْنَيْكَ هَذِي الفَاتِراتِ الَّتي تَسْبِي / يَهُونُ عَليَّ اليَوْمَ قَتْلِيَ يا حُبِّي
إِذَا ما رَأَتْ عَيْنِي جَمالَكَ مُقْبِلاً / وَحَقِّكَ يا رُوحي سَكِرْتُ بِلاَ شُرْبِ
وَإِنْ هَزَّ عِطْفَيْكَ الصِّبَا مُتمايِلاً / أَضَاعَ الهَوى نُسْكِي وغُيِّبْتُ عَنْ لُبِّي
فَدعْنِي وَهَذا الخَدَّ أَعْصِرُ في فَمِي / عَنَاقِيدَ صُدْغَيْهِ وَحَسْبِي بِهِ حَسْبِي
لَوَ أَنَّ تُجَارَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ شَاهَدُوا / ثَنايَاكَ ما عَنّوُا على اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ
أَيَا سَاقِيَ الكَأْسِ الَّذي زَادَ خَدُّهُ / عَليهَا احْمِراراً عدِّ بالكَأْسِ عَنْ صَحْبِي
وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بِالمُدامِ وَإِنَّما / إِذا لُحْتَ لم آمنْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّلْبِ
وَباللَّه قُلْ لِي أَيُّها الظبي كَيفَ قد / تَعَلّمت صيد الأُسْد في شَرَكِ الهُدْبِ
وماذا الَّذِي قَدْ بِعْتَ فاسْتَرهَنَت بِه / لَدَيْكَ الرُّبى رَهْناً كَثِيباً مِنَ الكُثبِ
فَخُذْ قِصَّةَ الشَّكْوَى مِنَ الأَعْيُنِ الَّتي / نَفَيْتَ لَذِيذَ النَّوْمِ عَنْهَا بِلا ذنبِ
وَلاَ تَعْتَبنْ صَبّاً تَهتَّكَ سِتْرُهُ / عَلَيْكَ فَهَتْكُ السّتْرِ أليق بالصبِّ
سَلامُ مَشُوقٍ مُغْرَمِ القَلْبِ صَبِّهِ
سَلامُ مَشُوقٍ مُغْرَمِ القَلْبِ صَبِّهِ / إلى حَرَمِ القُدْسِ الشَّرِيفِ فَقُرْبِهِ
سلامُ مُحِبٍّ كُلَّمَا هَبَّ طَارِقٌ / مِنَ الرِّيح يَلْقى نَشْرَكُمْ في مَهَبِّهِ
تَذَكَّركُمْ والشَّوْقُ يَجْرِي بِدَمْعِهِ / عَلى خَدِّه وَالوَجْدُ يَسْرِي بِقَلْبِهِ
لَقَدْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَبُثَّ اشْتِياقَهُ / شِفَاهاً فَلمْ يَقْدِرْ فَبثَّ بِلبِّهِ
وَقَدْ كانَ يهْدِيه مِنَ النَّجْمِ نُورُهُ / فَمُذْ غَابَ عَنْهُ ضَلَّ ما بَيْنَ صَحْبِهِ
تَهيمُ بِبَدْرٍ ثُمَّ تَرْجُو لَهُ قُرْبَا
تَهيمُ بِبَدْرٍ ثُمَّ تَرْجُو لَهُ قُرْبَا / لَعَمْري لَقدْ حَاولْتَ مُمْتَنِعاً صَعْبَا
إِذَا كُنْتَ تَهْوَى البَدْرَ فاقْنَعْ بِأَنْ تَرَى / سَناهُ عَلَى بُعْدٍ وإِلَّا فَمُتْ كَرْبَا
وَإِنْ لَمْ يَدَعْكَ الدَّمْعُ فانْظُرْ جَمالَهُ / بِقَلْبِكَ إِنْ أَبْقى الغَرامُ لَكَ القَلْبَا
وَإِلّا فَيكْفيكَ الخَيالُ مُسلِّماً / وَإِن كُنْتَ مَنْ تَجْفُو مَضاجِعهُ الجَنْبَا
وَكُنْ قانِعاً مِنْهُ وَحَسْبُكَ مَفْخَراً / بِأَنَّكَ تَضْحَى مُسْتَهَاماً بِهِ صَبّا