المجموع : 16
أَمِنتُ عَلى السِرِّ امرَءً غَيرَ حازِمٍ
أَمِنتُ عَلى السِرِّ امرَءً غَيرَ حازِمٍ / وَلَكِنَّهُ في النُصحِ غَيرُ مَريبِ
أَذاعَ بِهِ في الناسِ حَتّى كَأَنَّهُ / بِعَلياءَ نارٌ أُوقِدَت لِثقوبِ
وَكُنتَ مَتى لا تَرعَ سِرَّكَ تَنتِشر / فَوارِعُهُ مِن مُخطىءٍ وَمُصيبِ
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ / وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ / فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ
وَإِنَّ امرَءً قَد جَرَّبَ الناسَ لَم يَخف / تَقَلُّبَ عَصرَيهِ لَغَيرُ لَبيبِ
فَلا تَيأَسَنَّ الدَهرَ مِن ودِّ كاشِحٍ / وَلا تَأمَنَنَّ الدَهرَ صَرمَ حَبيبِ
إِذا المَرءُ أَعيا رَهطَهُ في شبابِهِ / فَلا تَرجُ مِنهُ الخَيرَ عِندَ مَشيبِ
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضياً
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضياً / عَن القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واغضَبِ
فَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَوم فاطَّرِح / مَقالَتَهُم وَاشغَب بِهِم كُلَّ مَشغبِ
وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ / جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ
فَإِن حَدَبوا فاقعَس وَإِن هُم تَقاعَسوا / ليَستمكِنوا مِمّا وَراءَكَ فاحدَبِ
وَلا تَدعُني لِلجورِ واصبِر عَلى الَّتي / بِها كُنتُ أَقضي لِلبَعيدِ عَلى أَبي
فَإِنّي اِمرؤٌ أَخشى إِلَهي وَأَتَّقي / مَعادي وَقَد جَرَّبتُ ما لَم تُجَرِّبِ
أَلا تِلكَ عِرسي أُمُّ سَكنٍ تَنَكَّرَت
أَلا تِلكَ عِرسي أُمُّ سَكنٍ تَنَكَّرَت / خَلائِقُها لي والخُطوبُ تَقَلَّبُ
تَعَرَّضُ أَحياناً وَأَزعُمُ أَنَّها / تُحَوِّطُ أَمراً عِندَهُ تَتَقرَّبُ
فَقُلتُ لَها لا تَعجَلي كُلُّ كُربَةٍ / سَتَمضي وَلَو دامَت قَليلاً فَتَذهَبُ
فَإِمّا تَرَيني لا أَريمُكِ قاعِداً / لَدى البابِ لا أَغزو وَلا أَتَغَيَّبُ
فَإِنَّكِ لا تَدرينَ أَن رُبَّ سَربَخٍ / دِقاقُ الحَصى مِنهُ رِمالٌ وَسَبسَبُ
أَقَمتُ الهَدى فيهِ إِذا المَرءُ غَمَّهُ / سَقيطُ النَدى وَالدّاخِنُ المُتَحَلِّبُ
إِلى أَن بَدا فَجرُ الصَباحِ وَنَجمُهُ / وَزالَ سَوادُ اللَيلِ عَمّا يُغَيِّبُ
وَصَحراءَ سِختيتٍ يَحارُ بِها القَطا / وَيرتَدُّ فيها الطَرفُ أَو يَتَقَضَّبُ
قطعتُ إِذا كانَ السَرابُ كَأَنَّهُ / سَحابٌ عَلى أَعجازِهِ مُتَنَصِّبُ
عَلى ذاتِ لَوثٍ تَجعَلُ الوَضعَ مَشيَها / كَما انقَضَّ عَيرُ الصَخرَةِ المُتَرَقِّبُ
تَراها إِذا ما استَحمَلَ القَومُ بَعضَهُم / عَلَيها مَتاعٌ لِلرَّديقِ وَمَركِبُ
وَتُصبِحُ عَن غَبِّ السُرى وَكَأَنَّها / إِذا ضُرِبَ الأَقصى مِنَ الرَّكبِ تُضرَبُ
كَأَنَّ لَها رَأماً تَراهُ أَمامَها / مَدى العَينِ تُستَهوى إِلَيهِ وَتَذهَبُ
وَخَلٍّ مَخُوفٍ بَينَ ضِرسٍ وَغابَةٍ / أَلَفَّ مَضيقٍ لَيسَ عَنهُ مُجَنَّبُ
كَأَنَّ مَصاماتِ الأُسودِ بِبَطنِهِ / مَراغٌ وَآثارُ الأَراجيلِ ملعَبُ
سَلَكتُ إِذا ما جَنَّ ثَغَر طَريقِهِ / أَغَمُّ دَجوجيٌّ مِنَ اللَيلِ غَيهَبُ
بِذي هَبَراتٍ أَو بِأَبيَضَ مُرهَفٍ / سَقاهُ السِمامَ الهِندِكيُّ المُخَرَّبُ
تَجاوَزتُهُ يَمشي بِرُكنيَ مِخشَفٌ / كَسيدِ الفِضا سِر بالُهُ مُتَجَوِّبُ
كَريمٌ حَليمٌ لا يُخافُ أَذاتُهُ / وَلا جَهلُهُ فيما يَجِدُّ وَيَلعَبُ
إِذا قُلتُ قَد أَغضَبتُهُ عادَ وُدُّهُ / كَما عادَ وُدُّ الرَيَّةِ المُتَثَوِّبُ
وَكانَ إِذا ما يَلتَقي القَومَ قَرنُهُ / كَمَا عَادَ وُدُّ الرَّيَّةِ المُتَثَوِّبُ
وَشاعِرِ سَوءٍ يَهضِبُ القَولَ ظالِمٍ
وَشاعِرِ سَوءٍ يَهضِبُ القَولَ ظالِمٍ / كَما اقتَمَّ أَعشى مُظلِمَ اللَيلِ حاطِبُ
عَرَضتُ لَهُ بَعدَ الأَناةِ فَرُعتُهُ / بِخَدباءَ قَد تَرفَضُّ عَنها المَجاوِبُ
تَنَقَّيتُها دُهريَّةً ذاتَ مَصدَقٍ / لَها أَثَرٌ يَومَ المَغَبَّةِ لاحِبُ
فَضَضتُ بِها ما كانَ جَمَّعَ قَبلها / كَما انفَضَّ عَن شَمسِ النَهارِ الكَواكِبُ
ما وَلَدَت أُمّي مِنَ القَومِ عاجِزاً
ما وَلَدَت أُمّي مِنَ القَومِ عاجِزاً / وَلا كانَ ريشي مِن ذُنابي وَلا لَغبِ
وَلا كُنتُ فَقعاً نابِتاً بِقَرارَةٍ / وَلَكِنَّني آوي إِلى عَطَنٍ رَحبِ
أُجيبُ إِذا الداعي دَعاني وَأَحتَمي / بِأَبيَضَ مَصقولٍ ضَريبتُهُ عَضبِ
وَإِنّي لَمِن قَومٍ إِذا حارَبوا العِدى / أَغاروا بِفتيانٍ مَغاويرَ كَالشهبِ
فَلا توعِدوني بِالفَخَارِ فَإِنَّني / سَأَحمِلُكُم مِنّي عَلى مركِبٍ صَعبِ
لَحى اللَهُ مَولى السوءِ لا أَنتَ راغِبٌ
لَحى اللَهُ مَولى السوءِ لا أَنتَ راغِبٌ / إِلَيهِ وَلا رامٍ بِهِ مَن تُحارِبُه
يَمُنُّ وَلا يُعطي وَيَزعُم أَنَّهُ / كَريمٌ وَتأبى نَفسُهُ وَضَرائِبُه
فَما قُربُ مَولى السوءِ إِلّا كَبُعدِهِ / بَلِ البُعدُ خَيرٌ مِن عَدوٍّ تُقارِبُهُ
أَلَم تَرَ ما بَيني وَبينَ ابنِ عامِرٍ
أَلَم تَرَ ما بَيني وَبينَ ابنِ عامِرٍ / مِنَ الوُدِّ قَد بالَت عَليهِ الثَعالِبُ
وَأَصبَحَ باقي الوُدِّ بَيني وَبينَهُ / كَأَن لَم يَكُن وَالدَهرُ فيهِ العَجائِبُ
إِذا المَرءُ لَم يُحبِبكَ إِلّا تَكَرُّهاً / بَدا لَكَ مِن أَخلاقِهِ ما يُغالِبُ
فَلَلنَأيُ خَيرٌ مِن دُنُوٍّ عَلى الأَذى / وَلا خَيرَ فيما يَستَقِلُّ المَعاتِبُ
فَإِنَّ عِتابي كُلَّ يَومٍ لسَوءةٍ / وَإِنّي لمَتروكٌ إِذا لا أُعاتِبُ
فَدَعهُ وَصَرمُ المَرءِ أَهوَنُ هالِكٍ / وَفي الأَرضِ لِلمَرءِ الجَليدِ مَذاهِبُ
أَبى صاحِبي بَذلي وَبَيعي كِلَيهِما
أَبى صاحِبي بَذلي وَبَيعي كِلَيهِما / هوَ المَرءُ يَستَغني وَيُحمَدُ صاحِبُه
فَقُلتُ وَبَعضُ الظَنِّ يَكذِبُ أَهلَهُ / وَيَصدُقُهُم وَأَكثَرُ الظَنِّ كاذِبُه
لَعَلَّ أَخي لَمّا رأَى حُسنَ شيمَتي / وَليني إِلَيهِ ظَنَّ أَنّي أُوارِبُه
وَكُنتُ امرءً والعِلمُ لِلَه لا أَرى / أَخي وَخَليلي كالبَعيدِ أُخالِبُه
وَأُعطيتُ حَظّاً مِن حَياءٍ وَأَشتَكي / مِنَ العَجزِ ما لَم يَبدُ لِلناس غائِبُه
نَشَدتُكَ بِاللَهِ الَّذي حَولَ بَيتِهِ
نَشَدتُكَ بِاللَهِ الَّذي حَولَ بَيتِهِ / بِمَكَّةَ حَيٌّ مِن لُؤيِّ بِن غالِبِ
فَإِنَّكَ قَد جَرَّبتَني فَوجَدتَني / أُعينُكَ في الدُنيا وَأَكفيكَ جانِبي
وَإِن مَعشَرٌ دَبَّت إِلَيكَ عَداوَةً / عَقارِبُهُم دَبَّت إِلَيهم عَقارِبي
لَم أَرَ كَالدُنيا بِها اغتَرَّ أَهلُها
لَم أَرَ كَالدُنيا بِها اغتَرَّ أَهلُها / وَلا كَاليَقينِ اِستَوحَشَ الدَهرَ صاحِبُه
عُدَّ مِنَ الرَحمَنِ فَضلاً وَنِعمَةً
عُدَّ مِنَ الرَحمَنِ فَضلاً وَنِعمَةً / عَلَيكَ إِذا ما جاءَ لِلخَيرِ طالِبُ
وَإِنَّ امرَءً لا يُرتَجى الخَيرُ عِندَهُ / يَكُن هَيِّناً ثِقلاً عَلى مَن يُصاحِبُ
أَرى دِوَلاً هَذا الزَمانَ بِأَهلِهِ / وَبَينَهُمُ فيهِ تَكونُ النَوائِبُ
فَلا تَمنَعَن ذا حاجَةٍ جاءَ طالِباً / فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راغِبُ
وَإِن قُلتَ في شَيءٍ نَعَم فَأَتِمَّهُ / فَإِنَّ نَعَم دَينٌ عَلى الحُرِّ واجِبُ
وَإِلّا فَقُل لا واستَرِح وَأَرِح بِها / لِكَيلا يَقولُ الناسُ أَنَّكَ كاذِبُ
إِذا كُنتَ تَبغي شيمَةً غَيرَ شيمَةٍ / جُبِلتَ عَلَيها لَم تُطِعكَ الضَرائِبُ
تَخَلَّقُ أَحياناً إِذا ما أَرَدتَها / وَخُلقُكَ مِن دونِ التَخَلُّقِ غالِبُ
رَأَيتُ التِوا هَذا الزَمانِ بِأَهلِهِ / وَبينَهُمُ فيهِ تَكونُ النَوائِبُ
أَلا رُبَّ نُصحٍ يُغلَقُ البابُ دونَهُ
أَلا رُبَّ نُصحٍ يُغلَقُ البابُ دونَهُ / وَغِشٍّ إِلى جَنبِ السُرورِ يُقَرِّبُ
تَجَنَّبنَني مِن بَعدِ شُحٍّ وَغَيرَةٍ
تَجَنَّبنَني مِن بَعدِ شُحٍّ وَغَيرَةٍ / عَلَيَّ فَما لي عِندَهُنَّ نَصيبُ
إِذا أَنا لَم أُمنَع فَأَضعَفُ طالِبٍ / وَإِن لَم أُطَع عُدَّت لَهُنَّ ذُنوبُ
فَلا أَنا لِلعِرفانِ بِالهَجرِ أَنثَني / وَلا النَفسُ عَمّا لا تَنالُ تَطيبُ
خُذي العَفوَ مِنّي تَستَديمي مَوَدَّتي
خُذي العَفوَ مِنّي تَستَديمي مَوَدَّتي / وَلا تَنطُقي في سَورَتي حينَ أَغضَبُ
فَإِنّي وَجَدتُ الحُبَّ في الصَدرِ وَالأَذى / إِذا اِجتَمَعا لَم يَلبث الحُبُّ يَذهَبُ
أَرى فِتنَةً قَد أَلهَتِ الناسَ عَنكُمُ
أَرى فِتنَةً قَد أَلهَتِ الناسَ عَنكُمُ / فَندَلاً زَريقَ المالِ نَدلَ الثَعالِبَ
فَإِنَّ ابنَ عَجلانَ الَّذي قَد عَلِمتُمُ / يُبَدِّدُ مالَ اللَهِ فِعلَ المَناهِبِ
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضِياً
إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضِياً / عَنِ القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واِغضبِ
وَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَومَ فاِطَّرِح / مَقالَتَهُم واِشغَب بِهِم كُلَّ مَشغَبِ
وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ / جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ
فَإِن حَدِبوا فاقعَس وَإِن هُم تَقاعَسوا / ليَستَمكِنوا مِمّا وَراءَكَ فاحدَبِ
وَلا تَدعوني لِلجَورِ واِصبِر عَلى الَّتي / بِها كُنتُ أَقضي لِلبَعيدِ عَلى أَبي
فَإِنّي امرءٌ أَخشى إِلَهي وَأَتَّقي / مَعادي وَقَد جَرَّبتُ ما لَم تُجَرِّبِ