القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الهُدى الصّيادي الكل
المجموع : 29
نحن قسمنا بينهم طاب قلبنا
نحن قسمنا بينهم طاب قلبنا / فقلب طبعاً عن جميع المآرب
وسلم للموتى وآمن وانزوى / عن الكل والتسليم أحلى المشارب
فطابت به الأوقات باللَه وانجلى / له كل عزم رغم أنف المحارب
إذا أثقلت ظهري ذنوبي وبات بي
إذا أثقلت ظهري ذنوبي وبات بي / نزيل الخطايا في رحاب المصائب
ألوذ بحسن الظن في باب سيد ال / برية كهف اللائذين ابن غالب
ولا شك أني قد نجوت وطالب لي / زماني وصحت لي جميع المآرب
ذنوبي أعمت عين قلبي وقالبي
ذنوبي أعمت عين قلبي وقالبي / لذاك سطا الواشي علي وقال بي
ولكنني مهما ذنوبي تعاظمت / وعزت لإفراط الخطايا مطالبي
ألوذ بأعتاب الرسول الذي به / تشرف في البطحا لؤي بن غالب
دع الفكر واصبر فالزمان صعائبه
دع الفكر واصبر فالزمان صعائبه / تزول وكم قلت بمحو عصائبه
إذا أزمة زادت وكرب تكاثرت / مصائبه والخطب عمت نوائبه
وضاق الفضا من صدم نازلة القضا / وضاقت على العبد الضعيف مذاهبه
فأبواب أولاد الرسول بها الرجا / لحامل هم باعدته أقاربه
هم النعمة العظمى هم الغوث للورى / هم الغيث لكن لا تغب سحائبه
هم المدد العالي هم المشرب الذي / تعطر بالمسك الإلهي شاربه
هم الكعبة الغراء والخيف والصفا / هم الحرم السامي الذي عز جانبه
هم الحبل للطلاب في كل وجهةٍ / هم البحر لكن لا تعد عجائبه
هم العضب لكن ليس يغمد نصله / هم الكنز لكن ليس يحرم طالبه
هم الكوكب المحمود في الأرض والسما / هم الأفق لكن لا تغيب كواكبه
هم البيت بيت الأمن والمجد والتقى / وبالعسكر الغيبي حفت جوانبه
هم الأوصياء العارفون بربهم / وبالغيب قد سحت عليهم مواهبه
هم الأولياء الملحقون بجدهم / وفي بيتهم تطوى وتبدو مناقبه
هم الهيكل العلوي في كل حضرةٍ / أساليبه تحكي وتروي غرائبه
هم قاف قرب اللَه سينا الهدى الذي / تغشت بأنوار النبي كتائبه
هم الحزب حزب اللَه حزب مؤيد / به الدين دهراً والذليل محاربه
هم علم جفن طرزته يد الخفا / بخط إلهي تقدس كاتبه
هم العلم السامي على هامة العلا / وفي قعر بحر الأرض حطت ذوائبه
هم ركب برهان خفي مطلسم / إلى الملك والملكوت سارت نجائبه
هم القمر الوضاح والشمس والضحى / هم الفجر لكن عنه زيحت غياهبه
هم روح جسم الكون بل نور عينه / تشرف فيهم شرقه ومغاربه
ألوذ بهم والقلب أودى به الضنى / من الهم والغم المقرح غالبه
وظهري قد أوهاه ذنبي وزلتي / وعزمي ملت من كروبي مراكبه
ودفتر أعمالي تطرز بالخطا / وزادت عن التعداد حصراً شوائبه
وأصبحت في عصر عجيب همومه / كبار ووقت لا يصاحب صاحبه
زمان كأني فيه من غير أهله / ومين لم يقنع بذلك راغبه
تجردت قلباً منه لكن متاعبي / وهت من بنيه حين سعد قالبه
فوا ألمي من هم منتن جيفة / ووأتعبي من مذهب أنا ذاهبه
ألاعب دهراً لا انقضاء لحاله / بلا طائل زين فكم ذا ألاعبه
ويحسب فعلي كاتبي وامصيبتي / وعيبي من فعل به حار حاسبه
ويا خجلي من بارئي يوم محشري / وعرضي على مولاي كيف أخاطبه
ألا يا بني الزهرا بحرمة جدكم / أغيثوا عبيداً عوقته مصائبه
وجودوا بعطف وامنحوه بنفحةٍ / فتلك بها تحمي بخير معائبه
وقولوا له ها أنت منا فلا تخف / فقد كثرت مما دهاه رهائبه
وأنتم هو الحصن الحصين وجاهكم / عريض وكم عمت فقيراً رغائبه
لكم من خفا داعي ألست بربكم / من اللَه نور ليس تمحى ثواقبه
فقوموا بمسكين ضعيف مشت / تباعد عنه أهله وحبائبه
عليكم سلام اللَه ما طاب ذكركم / لعقل محب فيكم غاب غائبه
وما اندرجت في لوح قلبي صفاتكم / فطاب بها قلبي وطابت مشاربه
لديوان باب اللَه حيدرة الرضى
لديوان باب اللَه حيدرة الرضى / أبى الغر أولاد النبي نحا ركبي
هو الأسد المشهور في كل حضرة / لنيل الأماني والأمان من الكرب
وزير رسول اللَه باب مدينة ال / علوم إمام الناس في الشرق والغرب
سراج قريش بعد طه وفي بني / معد هو المعروف في ساحة الحرب
ومولى جميع المؤمنين كما أتى / بنص حديث وهو للناس كالقلب
ونظرته عدت بحق عبادة / وأوصافه كالدر في أبحر الكتب
وأحواله العظمى تسامت برونق / جلالته دلت على قدرة الرب
على صحبتي للكلب عوتبت مرة
على صحبتي للكلب عوتبت مرة / وأثر ذاك العتب مني في القلب
فقال لسان الحال عذرك ظاهر / ولا بد للصياد من صحبة الكلب
وأخت غزال كلما التفتت لها
وأخت غزال كلما التفتت لها / قنيل ومأسور بصارعة الحب
براقعها مقلوبة فوق عينها / لهد رسوم القلب بالطرد والقلب
طبعت بمرآة الفؤاد الذي محى
طبعت بمرآة الفؤاد الذي محى / بها شكلها فاتعبدت دولة القلب
فقرت بها عين الضمير وأصبحت / تشاهدها بالطبع في البعد والقرب
بجاه رسول الله نعطي المآربا
بجاه رسول الله نعطي المآربا / ورغم صعاب الدهر نكفي النوائبا
فجاه الحبيب المصطفى عند ربه / عظيم به يولي الانام المواهبا
ملاذي ابو الزهراء شمس الهدى الذي / به من دياجي الشك نمحو الغياهبا
نحاضره في الحادثات اذا عدى / عدو فتبدي الخارقات العجائبا
وتبرز من قلب الغيوب عناية / نرد بها يوم الحروب الكتائبا
وما الجاه الا للنبي وان تكن / لثان فمنه نال تلك المواهبا
وسيلة كل العالمين لربهم / وارفع سادات الوجود مناصبا
هدى الناس بعد الغي لله مرشدا / وقد ذهبوا لولا هداه مذاهبا
وساوى بحكم الدين والعدل والهدى / أباعد أفخاذ الورى والاقاربا
وجانب اصناف البرايا ولم يمل / بآماله الا الى الله جانبا
ورد لمولاه الرغائب حينما / مضى عن سوى الباري المهيمن راغبا
اراح شعوب الخلق بالحق وانبرى / حساما لنصر الحق يرضى المتاعبا
الا يا مثير الركب يجدو مولها / ويجهد وجدا للحجاز الجنائبا
لك الله ان وافيت ارجاء طيبة / ببابك القى حمله والمطالبا
عليك صلاة الله ما لاح بارق / وما ثارت العشاق تجدو الركائبا
هل هداك الله ففاضت عيوننا
هل هداك الله ففاضت عيوننا / دماء وراح القلب بالنار لاهبا
ويا رب وقت بالاحبة مشرق / رأينا به مما يسر الغرائبا
مضى فظننا صادع البين صادقا / ووقت اجتماع الشمل قد كان كاذبا
فكم من جفون رحن يمطرن عندما / وشيب غدا من عندم الدمع خاضبا
شؤن لو البدر المشعشع شامها / لاصبح مطموس الوضاحة ناحبا
وأيام قرب فرق الدهر جمعها / وأبدلها مطموس الوضاحة ناحبا
وأيام قرب فرق الدهر جمعها / وابدلها بعد الصفاء المتاعبا
لها خطرات في القلوب ملحة / كستها من البث العريض جلاببا
الا يا وسيع الرأي در بهمومنا / ولا تذكرن ركبا من الحي غائبا
وهات أحاديث التجني فإنها / لتبرد بالآمال منا الترائبا
الم يكف ان العرب منا اعاجما / غدت وجفاة العجم صارت اعاربا
تذكرنا بالماضيات تهكما / وقد اشبعتنا الماضيات مضاربا
بعيشك لا تذكر اويقات قومنا / أأنت عدو واتخذناك صاحبا
ترفق بنا كي ننسى ما مر او حلا / فكم انشبت فينا الهموم المخالبا
عظيم لدينا ذكر سود ذوائب / لهن غدت منا القلوب ذوائبا
وآيات اجفان اذا ما تلوتها / تصير لها الاجفان منا سواكبا
اخا الرأي املنا بعودة من غدوا / فكم ولدت حبلى الليالي العجائبا
وكيف يعود الميتون وانما / هي الناس في الاموال تمضي مذاهبا
الم تر منا من معاركة النوى / قنالا على هزل المناكب شائبا
ورقة اجساد يكاد كثيفها / بلطف الجوى يغدو عن العين غائبا
عسى تخلف الايام عن قومنا الألى / كراما بهم ننسى النوى والنوائبا
وقال فلان قد رأيتك ماشيا / فقلت رأيتك راكبا
يرى الدهر طيشا للطغام مسالما / وللساده الزهر الكرام محاربا
يفيضون فيض الغيث ما في جيوبهم / ولم يشهدوا الا غضوبا وعاتبا
ورب بخيل والمثالب ثوبه / له عد اعداء المعالي مناقبا
فكم قلبوا الاعيان بالوهم خسة / وجهلا وصفوا في الحضيض الكواكبا
وقد ابرزوا جرب الثعالب للوغا / اسودا وقد سموا الاسود ثعالبا
تعدوا حدود الله فاسود رأيهم / ورد لهم من غارة الوهم خائبا
لقد امنوا شؤم العواقب في غد / وهل عاقل من لا يخاف العواقبا
فما بال مخمور الغرور بسكره / يروح لحق المجد والفضل غاصبا
اظن بما يقني من المال ان يرى / عزيزا وكم ظن يجر المصائبا
مضى قبله آلاف قوم قد امتطوا / ذرى المجد واختالوا ساقوا الكتائبا
وما فاز الا الصالحون ومن مضى / الى الله من كل المآثم تائبا
زوى العزم عن ليلى وسلمى وزينب / وراح على صدق الى الله هاربا
ومن عرف الدنيا خيالا رأى التقى / طريقاً ولم يبغ العلا والمناصبا
وقائلة ما بال عزمك لم يزل / جموحا يرى قطع المراتب واجبا
فقلت لها كفي فاني ابن سادة / باخمصهم داسوا النجوم الثواقبا
وعينيك لم اكفر لذي الفضل نعمة / ولم ألو يوما للدنايا المآريا
ولي همة شماء عن شيم علت / لقد اخذت الا عن الله جانبا
لذا فالوقار المحض درعي ورونقي / ولو خضت في صون الوقار الصعائبا
واني بحمد الله فرع اصوله / لقد تخذوا بيد الوطيس ملاعبا
اولوا الهندوانيات ان ما ذكرتهم / ذكرت الاسود الطاهرين الا طايبا
علوا قمة المجد الاسم / وقد عطر واشرق الورى والمغاربا
وكم قد جلوا بالمكرمات عيد / وجازوا من الفخر المنيع سباسبا
وطافت بهم اهل القلوب وللهدى / لهم اقلقت زهر الوجود النجائبا
اجل بني العلياء اصلا ومظهرا / واطول سادات البرايا ماسبا
اذا ام للدين المؤمل غيرهم / يروح عنان المستحيلات جاذبا
أبي الله الا ان نسير بأثرهم / رضينا بهاتيك الخلال مشاربا
رعا الله قلب المستهام الذي ذابا
رعا الله قلب المستهام الذي ذابا / فعاشر اغيارا وفارق احبابا
نأى عنه من يهواه والبين مزعج / ولم يلق للبين المبرح اسبابا
الا يا حبيبا قد رأى الهجر مذهبا / فتحت لاقوال العواذل ابوابا
واحزنت عمدا بالتباعد صادقا / وفرحت بالمضنى الموله كذابا
فان كان عن ذنب وكان لغفلة / محبك يا مولاي عنه لقد تابا
وان كان عدوانا فللبغي عثرة / تفرق مجموعا وتهدم محرابا
ومثلك من يعلو عن البغي طبعه / ويكرم احبابا ويرحم اصحابا
كفى يا غزال الرقمتين فانني / لبست من الاحزان للبعد أثوابا
أحن لارض انت فيها وان تكن / حوت هي من اقصى الاباعد اغرابا
ورحت بآلامي ومن لوعة الجفا / اتخذت من الصبر المحقق جلبابا
فاسعف حماك الله بالقرب مدنفا / متى حضر الحادي وفيك حداغابا
نناجيكمو يا ساكني حلب الشهبا
نناجيكمو يا ساكني حلب الشهبا / مناجاة من نيرانه دنت الشهبا
ونشكو لكم بثا وحزنا اضرنا / واثقال هم عبؤها محق القلبا
تحاضركم ارواحنا مستجيرة / كصب دماء العين منكسرا صبا
فقوموا بباب الله في كشف كربنا / فكم فرج الباري لاجلكم كربا
ومنا لكم كم من عبيد عويجز / دهاه النوى ازكت بنيرانه النكبا
ومنا لكم كم من عبيد عويجز / دهاه النوى ازكت بنيرانه النكبا
الا يا بني الغوث الرفاعي نسل من / له اخضع الله الاعاجم والعربا
واتحفه الجاه العريض ومنة / وفضلا لعالي وجهه هون الصعبا
واتحفه الجاه العريض ومنة / وفضلا لعالي وجهه هون الصعبا
اقيموا من الارواح صفا مؤيدا / له الجاه عند الله يولي به الوهبا
مرضنا بداء الهم يا اهل ودنا / بحقكمو كونوا لاسقامنا طبا
بعدتم ولم تبعد عليكم مسافة / وأرواحكم عينا ترى البعد والقربا
فطوفوا وان شط المزار تجننا / بنا واذكروا حق المودة في القربى
خيال حبيبي لم يزل ضمن خاطري
خيال حبيبي لم يزل ضمن خاطري / وان بعدت منه الديار قريبا
يناجيه سري حاضرا وهو غائب / اشمت حضورا يا هذيم مغيبا
لقد جمع الاضداد فهو وحقه / غدا ممرضا لي في الهوى وطبيبا
احاضره فكرا وإني لأجله / الجلج دمعا في الخدود سكيبا
وما اختار قلبي بعده وحياته / من الناس في هذا الوجود حبيبا
وقيل عجيب كم تردد ذكره / وان طرفة انساه كان عجيبا
غريب جمال من عشقت وانني / به صرت بين العالمين غريبا
صفير عصافير الرياض لوى قلبي
صفير عصافير الرياض لوى قلبي / لذيل اللوى الشرقي والعلم الغربي
واولع نار الوجد في عالم الحشا / نسيم صبا ربع تربع في اللب
وهاج فوأد ذاب من الم النوى / لارجاء سفح البان والمنهل العذب
وماج على الخدين بحر دم من الد / موع فافنى قوة الصب بالصب
لعمر المعالي ما التلهف والبكا / وتذكار رسم الحي الا الى الحب
عتبت على الدنيا عتاب لبيب
عتبت على الدنيا عتاب لبيب / وان كنت في ذا العتب غير مصيب
تعاكس مجدي وهي تدري بأنني / بصف اولي الاحساب خير حسبي
وتعلم اني في بني المجد واحد / نجيب جليل الشان وابن نجيب
تسلسلني اعراق قومي فتنتهي / الى نسب ضخم الفخار نسيب
من الفاطميين الجحا حجة الاولى / شموس المعالي غوث كل كئيب
ائمة بيت رفرفت شرفاته / على النجم من عالي المنار مهيب
وحجت لعرفاني الرجال فضمخت / من الحال والذوق الشريف بطيب
لان انكر الانذال باهر مظهري / فهذا على الانذال غير غريب
لمثلي باعيان النبيين اسوة / وما ضر نور الشمس جحد مريب
تناكدني الايام حتى كانها / تطوف على مجدي بعين رقيب
فلو رمت من سيال جيحون شربة / من الماء مست صوفها بلهيب
بذلت الايادي البيض غير مشارك / بعصري فابدتها بلون ذنوبي
واعنت فؤادي باللئام ولم ازل / لهم هدفا يرمي بكل عجيب
تطرف مجدي بالعلوم وبالتقى / وبالجود عن جد كريم شعوب
وقمت باعباء المعالي بأمة / تكر على العليا بنهشة ذيب
وما هد عزمي الحظ الا بخائن / عتل زنيم مفتر وكذوب
يمر الليالي ساحرا متفكرا / يبدل بري والتقى بعيوب
لقد جان يا عز الزمان وهل اذن / يرى اهله نجحا بوعظ خطيب
نعم فيه من زهر الكرام بقية / به التحقت للضنك ثوب غريب
تمنيت اني لا ولدت ولا الألى / نظرت ولا هذي الحياة نصيبي
ندبت كرام العصر عن حزن لكي / يقابلني منهم رغاء نجيب
وما جهلوا مني جليل مناقبي / ولا حبل اتعابي وعسر كروبي
يزاحمني من رأسه دون اخمصي / وهام ذويه السود حب زبيب
ويهضم حقي من كسته عوارفي / رداء المعالي فهو غير اديب
تفرست في البعض الخيانة ثم لم / اتباع فؤادي واتبعت حليبي
فاوليتهم قربا فكانوا عقاربا / واقبح غدر الناس غدر قريب
وجلببتهم عزا وفخرا ورفعة / فساموا فخاري لا برأي ليبي
وردوا علي العيب جهلا وخسة / وقد قنعوا للمكر كل معيب
اتوا بصنوف الزور من عيبة الخنا / وما سلكوا فيها طريق اديب
ولو انصفوا ذابوا حياء لفعلهم / وللحر جمر الغدر أي مذيب
هم اوقدوا بالبغي والبغي نارهم / فأجت لهم تصلى بغير تقوب
لقد عارضوا الباري وحطوا رحالهم / برحب من الحرص القبيح جديب
والقوا على الاوهام والزعم حبهم / من الارض عن جهل بكل جريب
وعادوا عيون الاقربين سفاهة / ووالوا من الاغيار كل جنيب
ويا ليت لما استبدلوني وازمعوا / دنوا من كريم الدوحتين حسيب
ومن اين يدري لذة الشرف امروء / تمحض عن لؤم بكل حليب
اذا كان قلب المرء قلبا مصدعا / بلؤم فلم يصلحه ماء قليب
لحا الله ايام الغرور فانها / تجيء لارباب النهى بخطوب
تكدر عيش الاكرمين بغصة / وتردي بداء الهجر كل عروب
وتلحق كبار المحافل في الورى / بكل رقيب للشؤن عقيب
واني اذا لم ارتدي الدين كسوة / واجعله رغم الكفور نصيبي
وان لم اؤدي المجد يا هند حقه / فلا اخضر في روض الفخار قضيبي
واني لميمون النقيبة سيد / وللسادة الاشراف خير نقيب
وما ضرني نبح الكلاب وانني / لبدر ولم يلصق برمل كثيب
ولست ابالي من زماني بريبة / اذا كنت عند الله غير مريب
عجبت لابناء الزمان وانني
عجبت لابناء الزمان وانني / ارى ن لهم اخلصت ودي اعجبا
يقابل احساني بكل اساءة / فلو انني احببت ريما تذآبا
دع الخب والزم صحبة الشهم وانقلب
دع الخب والزم صحبة الشهم وانقلب / بطبعك عمن طبعه يتقلب
فخير الاخلاء المقيم على الوفا / وشر الاخلاء الفتى المتعتب
اراك بعين الرأس ان كنت حاضرا
اراك بعين الرأس ان كنت حاضرا / ودوما بعين القلب ان كنت غائبا
فيا مسدلا يبغي استتارا ذوائبا / لهن غدت منا القلوب ذوائبا
ترفق رعاك الله ان كنت مذنبا / فها انا من ذنبي اتيتك تائبا
علمتم بأني مغرم بكم صب
علمتم بأني مغرم بكم صب / ودمعي سيلا فوق خدي ينصب
واني مولوه الفؤاد بحبكم / فعذبتموني والعذاب بكم عذب
والفتم بين السهاد وناظري / وقاطعتموني لا رسول ولا كتب
اسامر طول الليل فيكم مدامعي / فلا دمعتي ترقى ولا زفرتي تخبو
خذوا بالتجني كيف شئتم فانتم / لكم ابدا في امري الوهب والسلب
على كل طور من جفاكم عرفتكم / احبة قلبي لا ملال ولا عتب
صدودكم وصل وسخطم رضا / وقهركم لطف ومنعكم وهب
ومحنتكم منح وجفوتكم وفا / وجودكم عدل وبعدكم قرب
متى سهرت عيني لغير هواكم / وأرقها في غير معناكم حزب
وسالت لمحبوب سواكم دموعها / فلا برحت عيني ادمعها سكب
لكم في فؤادي منزل مترفع / لقد ضربت من دون سدرته الحجب
تخافى بفيفاء الفؤاد محله / عن العين لم تحلله سعدى ولا عتب
عسى اوبة بالشعب اقضى بها المنى / وابصركم والهم يمحق والكرب
ويجمع منا الشعب شملا مفرقا / لما كان قبل اليوم يجمعنا الشعب
وما ذات فرخ بان عنها فاصبحت / وللنار في اجزاء أحشائها الشهب
ترفرف خمصاء استشاط بها النوى / بذي التل ثكلى دأبها النوح والندب
بأشوق من قلبي اليكم فليتني / يعفر وجهي من رحابكم الترب
وليت اذا لم يمكن القرب منكم / قضيت اسى أو ليت لم يخلق الحب
اذا نادمتني مقلتاه وكاسه / يطيب لقلبي في الهوى اللثم والشرب
فان فزت بالتقبيل والشرب منهما / ملكت مكانا دونه الشرق والغرب
يعاقبني بالذنب والذنب ذنبه / ويشهد لي في ذلك العجم والعرب
ولكن متى حكمت قلبي بامره / فيرجع مغفورا له ولي الذنب
ولما سكنت القلب لم يبق موضع / سقيم به الا وادركه طب
ولم يبق جزء أي وحقك بعد ذا / بجسمي حتى ود لو انه قلب
اذا افتر جادت بالمدامع مقلتي / وراحت سماء الروح تزهو به الشهب
فيا ضاحكا ابكى لبارق ثغره / كذا عند لمع البرق تنهمر السحب
لحى الله قلبا لا يهيم صبابة / ويخطفه وجدا لاهل الحمى الدرب
ولبا لريم الطف لم يمض طائرا / وصبا الى تلك المنازل لا يصبو
الا يا نسيما هب من ارض حاجر / فهيمني من نشره ذلك الهب
مررت باطراف الاجارع طيبا / نشدتك هل سرب الحمى ذلك السرب
وهل شجرات بالاثيل انيقة / يروح لها قلب ويغدو لها لب
قلوب والباب هي الركب نحوها / يروح ويغدو مستظلا بها الركب
رعى الله دارا بالمحصب من منى / لها الساحة القعساء والمرتع الخصب
وحي الحيا الخلان في ايمن الغضا / خليين من رعي الذمام ولا ذنب
جفوني وكانوا واصلين فاعرضوا / دلالا وعجبا والعجيب له العجب
بذلت لهم روحي فراحوا تهجما / يرومون قتلي عامدين وهم صحب
فليتهم عدل ودهري جائر / وليتهم سلم وكل الورى حرب
خذا من صبا نجد امانا لقلبه
خذا من صبا نجد امانا لقلبه / فقد هاله الدمع الملح بصبه
ومذ جذبته للهوى نفحة الصبا / فقد كاد رياها يطير بلبه
وأياكما ذاك النسيم فإنه / كفيل لذي الوجد الكمين بسلبه
نسيم تهز الروح هزة نشره / إذا هب كان الوجد ايسر خطبه
خليلي لو احببتما لعلمتا / بهين فأح الغراموصعبه
ومهدتما عذرا به وعرفتما / مكان الهوى من مغرم القلب صبه
تذكروا الذكرى تشوق وذو الهوى / مشوق ولوه ليس يدري بدربه
خفوق فؤاد اذ يحاضر حبه / يتوق ومن يعلق به الحب يصبه
غرام على يأس الهوى ورجائه / وآه على سقم الهيام وطبه
وتوق على ضوء الاماني وعتمها / وشوق على بعد المزار وقربه
وفي الركب مطوي الضلوع على جوى / ملوع على صلح الحبيب وحربه
تقلبه نيرانه وهو مغرم / متى يدعه داعي الغرام يلبه
اذا نفحت من جانب الشرق نفحة / اثارت افانين الولوع بقلبه
واهوت به نحو الهوى وبلطفها / تضمن منها داؤه داون صحبه
ومحتجب بين الاسنة معرض / يطيب العليل المستهام بعتبه
ففي الروح من آلامه دون عتبه / وفي القلب من اعراضه مثل حجبه
اغار اذا آنست في الحي أنة / يرجعها حادي النياق بركبه
واذ هل ان ابصرت دمعة عاشق / حذارا وخوفا ان تكون لحبه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025