المجموع : 29
نحن قسمنا بينهم طاب قلبنا
نحن قسمنا بينهم طاب قلبنا / فقلب طبعاً عن جميع المآرب
وسلم للموتى وآمن وانزوى / عن الكل والتسليم أحلى المشارب
فطابت به الأوقات باللَه وانجلى / له كل عزم رغم أنف المحارب
إذا أثقلت ظهري ذنوبي وبات بي
إذا أثقلت ظهري ذنوبي وبات بي / نزيل الخطايا في رحاب المصائب
ألوذ بحسن الظن في باب سيد ال / برية كهف اللائذين ابن غالب
ولا شك أني قد نجوت وطالب لي / زماني وصحت لي جميع المآرب
ذنوبي أعمت عين قلبي وقالبي
ذنوبي أعمت عين قلبي وقالبي / لذاك سطا الواشي علي وقال بي
ولكنني مهما ذنوبي تعاظمت / وعزت لإفراط الخطايا مطالبي
ألوذ بأعتاب الرسول الذي به / تشرف في البطحا لؤي بن غالب
دع الفكر واصبر فالزمان صعائبه
دع الفكر واصبر فالزمان صعائبه / تزول وكم قلت بمحو عصائبه
إذا أزمة زادت وكرب تكاثرت / مصائبه والخطب عمت نوائبه
وضاق الفضا من صدم نازلة القضا / وضاقت على العبد الضعيف مذاهبه
فأبواب أولاد الرسول بها الرجا / لحامل هم باعدته أقاربه
هم النعمة العظمى هم الغوث للورى / هم الغيث لكن لا تغب سحائبه
هم المدد العالي هم المشرب الذي / تعطر بالمسك الإلهي شاربه
هم الكعبة الغراء والخيف والصفا / هم الحرم السامي الذي عز جانبه
هم الحبل للطلاب في كل وجهةٍ / هم البحر لكن لا تعد عجائبه
هم العضب لكن ليس يغمد نصله / هم الكنز لكن ليس يحرم طالبه
هم الكوكب المحمود في الأرض والسما / هم الأفق لكن لا تغيب كواكبه
هم البيت بيت الأمن والمجد والتقى / وبالعسكر الغيبي حفت جوانبه
هم الأوصياء العارفون بربهم / وبالغيب قد سحت عليهم مواهبه
هم الأولياء الملحقون بجدهم / وفي بيتهم تطوى وتبدو مناقبه
هم الهيكل العلوي في كل حضرةٍ / أساليبه تحكي وتروي غرائبه
هم قاف قرب اللَه سينا الهدى الذي / تغشت بأنوار النبي كتائبه
هم الحزب حزب اللَه حزب مؤيد / به الدين دهراً والذليل محاربه
هم علم جفن طرزته يد الخفا / بخط إلهي تقدس كاتبه
هم العلم السامي على هامة العلا / وفي قعر بحر الأرض حطت ذوائبه
هم ركب برهان خفي مطلسم / إلى الملك والملكوت سارت نجائبه
هم القمر الوضاح والشمس والضحى / هم الفجر لكن عنه زيحت غياهبه
هم روح جسم الكون بل نور عينه / تشرف فيهم شرقه ومغاربه
ألوذ بهم والقلب أودى به الضنى / من الهم والغم المقرح غالبه
وظهري قد أوهاه ذنبي وزلتي / وعزمي ملت من كروبي مراكبه
ودفتر أعمالي تطرز بالخطا / وزادت عن التعداد حصراً شوائبه
وأصبحت في عصر عجيب همومه / كبار ووقت لا يصاحب صاحبه
زمان كأني فيه من غير أهله / ومين لم يقنع بذلك راغبه
تجردت قلباً منه لكن متاعبي / وهت من بنيه حين سعد قالبه
فوا ألمي من هم منتن جيفة / ووأتعبي من مذهب أنا ذاهبه
ألاعب دهراً لا انقضاء لحاله / بلا طائل زين فكم ذا ألاعبه
ويحسب فعلي كاتبي وامصيبتي / وعيبي من فعل به حار حاسبه
ويا خجلي من بارئي يوم محشري / وعرضي على مولاي كيف أخاطبه
ألا يا بني الزهرا بحرمة جدكم / أغيثوا عبيداً عوقته مصائبه
وجودوا بعطف وامنحوه بنفحةٍ / فتلك بها تحمي بخير معائبه
وقولوا له ها أنت منا فلا تخف / فقد كثرت مما دهاه رهائبه
وأنتم هو الحصن الحصين وجاهكم / عريض وكم عمت فقيراً رغائبه
لكم من خفا داعي ألست بربكم / من اللَه نور ليس تمحى ثواقبه
فقوموا بمسكين ضعيف مشت / تباعد عنه أهله وحبائبه
عليكم سلام اللَه ما طاب ذكركم / لعقل محب فيكم غاب غائبه
وما اندرجت في لوح قلبي صفاتكم / فطاب بها قلبي وطابت مشاربه
لديوان باب اللَه حيدرة الرضى
لديوان باب اللَه حيدرة الرضى / أبى الغر أولاد النبي نحا ركبي
هو الأسد المشهور في كل حضرة / لنيل الأماني والأمان من الكرب
وزير رسول اللَه باب مدينة ال / علوم إمام الناس في الشرق والغرب
سراج قريش بعد طه وفي بني / معد هو المعروف في ساحة الحرب
ومولى جميع المؤمنين كما أتى / بنص حديث وهو للناس كالقلب
ونظرته عدت بحق عبادة / وأوصافه كالدر في أبحر الكتب
وأحواله العظمى تسامت برونق / جلالته دلت على قدرة الرب
على صحبتي للكلب عوتبت مرة
على صحبتي للكلب عوتبت مرة / وأثر ذاك العتب مني في القلب
فقال لسان الحال عذرك ظاهر / ولا بد للصياد من صحبة الكلب
وأخت غزال كلما التفتت لها
وأخت غزال كلما التفتت لها / قنيل ومأسور بصارعة الحب
براقعها مقلوبة فوق عينها / لهد رسوم القلب بالطرد والقلب
طبعت بمرآة الفؤاد الذي محى
طبعت بمرآة الفؤاد الذي محى / بها شكلها فاتعبدت دولة القلب
فقرت بها عين الضمير وأصبحت / تشاهدها بالطبع في البعد والقرب
بجاه رسول الله نعطي المآربا
بجاه رسول الله نعطي المآربا / ورغم صعاب الدهر نكفي النوائبا
فجاه الحبيب المصطفى عند ربه / عظيم به يولي الانام المواهبا
ملاذي ابو الزهراء شمس الهدى الذي / به من دياجي الشك نمحو الغياهبا
نحاضره في الحادثات اذا عدى / عدو فتبدي الخارقات العجائبا
وتبرز من قلب الغيوب عناية / نرد بها يوم الحروب الكتائبا
وما الجاه الا للنبي وان تكن / لثان فمنه نال تلك المواهبا
وسيلة كل العالمين لربهم / وارفع سادات الوجود مناصبا
هدى الناس بعد الغي لله مرشدا / وقد ذهبوا لولا هداه مذاهبا
وساوى بحكم الدين والعدل والهدى / أباعد أفخاذ الورى والاقاربا
وجانب اصناف البرايا ولم يمل / بآماله الا الى الله جانبا
ورد لمولاه الرغائب حينما / مضى عن سوى الباري المهيمن راغبا
اراح شعوب الخلق بالحق وانبرى / حساما لنصر الحق يرضى المتاعبا
الا يا مثير الركب يجدو مولها / ويجهد وجدا للحجاز الجنائبا
لك الله ان وافيت ارجاء طيبة / ببابك القى حمله والمطالبا
عليك صلاة الله ما لاح بارق / وما ثارت العشاق تجدو الركائبا
هل هداك الله ففاضت عيوننا
هل هداك الله ففاضت عيوننا / دماء وراح القلب بالنار لاهبا
ويا رب وقت بالاحبة مشرق / رأينا به مما يسر الغرائبا
مضى فظننا صادع البين صادقا / ووقت اجتماع الشمل قد كان كاذبا
فكم من جفون رحن يمطرن عندما / وشيب غدا من عندم الدمع خاضبا
شؤن لو البدر المشعشع شامها / لاصبح مطموس الوضاحة ناحبا
وأيام قرب فرق الدهر جمعها / وأبدلها مطموس الوضاحة ناحبا
وأيام قرب فرق الدهر جمعها / وابدلها بعد الصفاء المتاعبا
لها خطرات في القلوب ملحة / كستها من البث العريض جلاببا
الا يا وسيع الرأي در بهمومنا / ولا تذكرن ركبا من الحي غائبا
وهات أحاديث التجني فإنها / لتبرد بالآمال منا الترائبا
الم يكف ان العرب منا اعاجما / غدت وجفاة العجم صارت اعاربا
تذكرنا بالماضيات تهكما / وقد اشبعتنا الماضيات مضاربا
بعيشك لا تذكر اويقات قومنا / أأنت عدو واتخذناك صاحبا
ترفق بنا كي ننسى ما مر او حلا / فكم انشبت فينا الهموم المخالبا
عظيم لدينا ذكر سود ذوائب / لهن غدت منا القلوب ذوائبا
وآيات اجفان اذا ما تلوتها / تصير لها الاجفان منا سواكبا
اخا الرأي املنا بعودة من غدوا / فكم ولدت حبلى الليالي العجائبا
وكيف يعود الميتون وانما / هي الناس في الاموال تمضي مذاهبا
الم تر منا من معاركة النوى / قنالا على هزل المناكب شائبا
ورقة اجساد يكاد كثيفها / بلطف الجوى يغدو عن العين غائبا
عسى تخلف الايام عن قومنا الألى / كراما بهم ننسى النوى والنوائبا
وقال فلان قد رأيتك ماشيا / فقلت رأيتك راكبا
يرى الدهر طيشا للطغام مسالما / وللساده الزهر الكرام محاربا
يفيضون فيض الغيث ما في جيوبهم / ولم يشهدوا الا غضوبا وعاتبا
ورب بخيل والمثالب ثوبه / له عد اعداء المعالي مناقبا
فكم قلبوا الاعيان بالوهم خسة / وجهلا وصفوا في الحضيض الكواكبا
وقد ابرزوا جرب الثعالب للوغا / اسودا وقد سموا الاسود ثعالبا
تعدوا حدود الله فاسود رأيهم / ورد لهم من غارة الوهم خائبا
لقد امنوا شؤم العواقب في غد / وهل عاقل من لا يخاف العواقبا
فما بال مخمور الغرور بسكره / يروح لحق المجد والفضل غاصبا
اظن بما يقني من المال ان يرى / عزيزا وكم ظن يجر المصائبا
مضى قبله آلاف قوم قد امتطوا / ذرى المجد واختالوا ساقوا الكتائبا
وما فاز الا الصالحون ومن مضى / الى الله من كل المآثم تائبا
زوى العزم عن ليلى وسلمى وزينب / وراح على صدق الى الله هاربا
ومن عرف الدنيا خيالا رأى التقى / طريقاً ولم يبغ العلا والمناصبا
وقائلة ما بال عزمك لم يزل / جموحا يرى قطع المراتب واجبا
فقلت لها كفي فاني ابن سادة / باخمصهم داسوا النجوم الثواقبا
وعينيك لم اكفر لذي الفضل نعمة / ولم ألو يوما للدنايا المآريا
ولي همة شماء عن شيم علت / لقد اخذت الا عن الله جانبا
لذا فالوقار المحض درعي ورونقي / ولو خضت في صون الوقار الصعائبا
واني بحمد الله فرع اصوله / لقد تخذوا بيد الوطيس ملاعبا
اولوا الهندوانيات ان ما ذكرتهم / ذكرت الاسود الطاهرين الا طايبا
علوا قمة المجد الاسم / وقد عطر واشرق الورى والمغاربا
وكم قد جلوا بالمكرمات عيد / وجازوا من الفخر المنيع سباسبا
وطافت بهم اهل القلوب وللهدى / لهم اقلقت زهر الوجود النجائبا
اجل بني العلياء اصلا ومظهرا / واطول سادات البرايا ماسبا
اذا ام للدين المؤمل غيرهم / يروح عنان المستحيلات جاذبا
أبي الله الا ان نسير بأثرهم / رضينا بهاتيك الخلال مشاربا
رعا الله قلب المستهام الذي ذابا
رعا الله قلب المستهام الذي ذابا / فعاشر اغيارا وفارق احبابا
نأى عنه من يهواه والبين مزعج / ولم يلق للبين المبرح اسبابا
الا يا حبيبا قد رأى الهجر مذهبا / فتحت لاقوال العواذل ابوابا
واحزنت عمدا بالتباعد صادقا / وفرحت بالمضنى الموله كذابا
فان كان عن ذنب وكان لغفلة / محبك يا مولاي عنه لقد تابا
وان كان عدوانا فللبغي عثرة / تفرق مجموعا وتهدم محرابا
ومثلك من يعلو عن البغي طبعه / ويكرم احبابا ويرحم اصحابا
كفى يا غزال الرقمتين فانني / لبست من الاحزان للبعد أثوابا
أحن لارض انت فيها وان تكن / حوت هي من اقصى الاباعد اغرابا
ورحت بآلامي ومن لوعة الجفا / اتخذت من الصبر المحقق جلبابا
فاسعف حماك الله بالقرب مدنفا / متى حضر الحادي وفيك حداغابا
نناجيكمو يا ساكني حلب الشهبا
نناجيكمو يا ساكني حلب الشهبا / مناجاة من نيرانه دنت الشهبا
ونشكو لكم بثا وحزنا اضرنا / واثقال هم عبؤها محق القلبا
تحاضركم ارواحنا مستجيرة / كصب دماء العين منكسرا صبا
فقوموا بباب الله في كشف كربنا / فكم فرج الباري لاجلكم كربا
ومنا لكم كم من عبيد عويجز / دهاه النوى ازكت بنيرانه النكبا
ومنا لكم كم من عبيد عويجز / دهاه النوى ازكت بنيرانه النكبا
الا يا بني الغوث الرفاعي نسل من / له اخضع الله الاعاجم والعربا
واتحفه الجاه العريض ومنة / وفضلا لعالي وجهه هون الصعبا
واتحفه الجاه العريض ومنة / وفضلا لعالي وجهه هون الصعبا
اقيموا من الارواح صفا مؤيدا / له الجاه عند الله يولي به الوهبا
مرضنا بداء الهم يا اهل ودنا / بحقكمو كونوا لاسقامنا طبا
بعدتم ولم تبعد عليكم مسافة / وأرواحكم عينا ترى البعد والقربا
فطوفوا وان شط المزار تجننا / بنا واذكروا حق المودة في القربى
خيال حبيبي لم يزل ضمن خاطري
خيال حبيبي لم يزل ضمن خاطري / وان بعدت منه الديار قريبا
يناجيه سري حاضرا وهو غائب / اشمت حضورا يا هذيم مغيبا
لقد جمع الاضداد فهو وحقه / غدا ممرضا لي في الهوى وطبيبا
احاضره فكرا وإني لأجله / الجلج دمعا في الخدود سكيبا
وما اختار قلبي بعده وحياته / من الناس في هذا الوجود حبيبا
وقيل عجيب كم تردد ذكره / وان طرفة انساه كان عجيبا
غريب جمال من عشقت وانني / به صرت بين العالمين غريبا
صفير عصافير الرياض لوى قلبي
صفير عصافير الرياض لوى قلبي / لذيل اللوى الشرقي والعلم الغربي
واولع نار الوجد في عالم الحشا / نسيم صبا ربع تربع في اللب
وهاج فوأد ذاب من الم النوى / لارجاء سفح البان والمنهل العذب
وماج على الخدين بحر دم من الد / موع فافنى قوة الصب بالصب
لعمر المعالي ما التلهف والبكا / وتذكار رسم الحي الا الى الحب
عتبت على الدنيا عتاب لبيب
عتبت على الدنيا عتاب لبيب / وان كنت في ذا العتب غير مصيب
تعاكس مجدي وهي تدري بأنني / بصف اولي الاحساب خير حسبي
وتعلم اني في بني المجد واحد / نجيب جليل الشان وابن نجيب
تسلسلني اعراق قومي فتنتهي / الى نسب ضخم الفخار نسيب
من الفاطميين الجحا حجة الاولى / شموس المعالي غوث كل كئيب
ائمة بيت رفرفت شرفاته / على النجم من عالي المنار مهيب
وحجت لعرفاني الرجال فضمخت / من الحال والذوق الشريف بطيب
لان انكر الانذال باهر مظهري / فهذا على الانذال غير غريب
لمثلي باعيان النبيين اسوة / وما ضر نور الشمس جحد مريب
تناكدني الايام حتى كانها / تطوف على مجدي بعين رقيب
فلو رمت من سيال جيحون شربة / من الماء مست صوفها بلهيب
بذلت الايادي البيض غير مشارك / بعصري فابدتها بلون ذنوبي
واعنت فؤادي باللئام ولم ازل / لهم هدفا يرمي بكل عجيب
تطرف مجدي بالعلوم وبالتقى / وبالجود عن جد كريم شعوب
وقمت باعباء المعالي بأمة / تكر على العليا بنهشة ذيب
وما هد عزمي الحظ الا بخائن / عتل زنيم مفتر وكذوب
يمر الليالي ساحرا متفكرا / يبدل بري والتقى بعيوب
لقد جان يا عز الزمان وهل اذن / يرى اهله نجحا بوعظ خطيب
نعم فيه من زهر الكرام بقية / به التحقت للضنك ثوب غريب
تمنيت اني لا ولدت ولا الألى / نظرت ولا هذي الحياة نصيبي
ندبت كرام العصر عن حزن لكي / يقابلني منهم رغاء نجيب
وما جهلوا مني جليل مناقبي / ولا حبل اتعابي وعسر كروبي
يزاحمني من رأسه دون اخمصي / وهام ذويه السود حب زبيب
ويهضم حقي من كسته عوارفي / رداء المعالي فهو غير اديب
تفرست في البعض الخيانة ثم لم / اتباع فؤادي واتبعت حليبي
فاوليتهم قربا فكانوا عقاربا / واقبح غدر الناس غدر قريب
وجلببتهم عزا وفخرا ورفعة / فساموا فخاري لا برأي ليبي
وردوا علي العيب جهلا وخسة / وقد قنعوا للمكر كل معيب
اتوا بصنوف الزور من عيبة الخنا / وما سلكوا فيها طريق اديب
ولو انصفوا ذابوا حياء لفعلهم / وللحر جمر الغدر أي مذيب
هم اوقدوا بالبغي والبغي نارهم / فأجت لهم تصلى بغير تقوب
لقد عارضوا الباري وحطوا رحالهم / برحب من الحرص القبيح جديب
والقوا على الاوهام والزعم حبهم / من الارض عن جهل بكل جريب
وعادوا عيون الاقربين سفاهة / ووالوا من الاغيار كل جنيب
ويا ليت لما استبدلوني وازمعوا / دنوا من كريم الدوحتين حسيب
ومن اين يدري لذة الشرف امروء / تمحض عن لؤم بكل حليب
اذا كان قلب المرء قلبا مصدعا / بلؤم فلم يصلحه ماء قليب
لحا الله ايام الغرور فانها / تجيء لارباب النهى بخطوب
تكدر عيش الاكرمين بغصة / وتردي بداء الهجر كل عروب
وتلحق كبار المحافل في الورى / بكل رقيب للشؤن عقيب
واني اذا لم ارتدي الدين كسوة / واجعله رغم الكفور نصيبي
وان لم اؤدي المجد يا هند حقه / فلا اخضر في روض الفخار قضيبي
واني لميمون النقيبة سيد / وللسادة الاشراف خير نقيب
وما ضرني نبح الكلاب وانني / لبدر ولم يلصق برمل كثيب
ولست ابالي من زماني بريبة / اذا كنت عند الله غير مريب
عجبت لابناء الزمان وانني
عجبت لابناء الزمان وانني / ارى ن لهم اخلصت ودي اعجبا
يقابل احساني بكل اساءة / فلو انني احببت ريما تذآبا
دع الخب والزم صحبة الشهم وانقلب
دع الخب والزم صحبة الشهم وانقلب / بطبعك عمن طبعه يتقلب
فخير الاخلاء المقيم على الوفا / وشر الاخلاء الفتى المتعتب
اراك بعين الرأس ان كنت حاضرا
اراك بعين الرأس ان كنت حاضرا / ودوما بعين القلب ان كنت غائبا
فيا مسدلا يبغي استتارا ذوائبا / لهن غدت منا القلوب ذوائبا
ترفق رعاك الله ان كنت مذنبا / فها انا من ذنبي اتيتك تائبا
علمتم بأني مغرم بكم صب
علمتم بأني مغرم بكم صب / ودمعي سيلا فوق خدي ينصب
واني مولوه الفؤاد بحبكم / فعذبتموني والعذاب بكم عذب
والفتم بين السهاد وناظري / وقاطعتموني لا رسول ولا كتب
اسامر طول الليل فيكم مدامعي / فلا دمعتي ترقى ولا زفرتي تخبو
خذوا بالتجني كيف شئتم فانتم / لكم ابدا في امري الوهب والسلب
على كل طور من جفاكم عرفتكم / احبة قلبي لا ملال ولا عتب
صدودكم وصل وسخطم رضا / وقهركم لطف ومنعكم وهب
ومحنتكم منح وجفوتكم وفا / وجودكم عدل وبعدكم قرب
متى سهرت عيني لغير هواكم / وأرقها في غير معناكم حزب
وسالت لمحبوب سواكم دموعها / فلا برحت عيني ادمعها سكب
لكم في فؤادي منزل مترفع / لقد ضربت من دون سدرته الحجب
تخافى بفيفاء الفؤاد محله / عن العين لم تحلله سعدى ولا عتب
عسى اوبة بالشعب اقضى بها المنى / وابصركم والهم يمحق والكرب
ويجمع منا الشعب شملا مفرقا / لما كان قبل اليوم يجمعنا الشعب
وما ذات فرخ بان عنها فاصبحت / وللنار في اجزاء أحشائها الشهب
ترفرف خمصاء استشاط بها النوى / بذي التل ثكلى دأبها النوح والندب
بأشوق من قلبي اليكم فليتني / يعفر وجهي من رحابكم الترب
وليت اذا لم يمكن القرب منكم / قضيت اسى أو ليت لم يخلق الحب
اذا نادمتني مقلتاه وكاسه / يطيب لقلبي في الهوى اللثم والشرب
فان فزت بالتقبيل والشرب منهما / ملكت مكانا دونه الشرق والغرب
يعاقبني بالذنب والذنب ذنبه / ويشهد لي في ذلك العجم والعرب
ولكن متى حكمت قلبي بامره / فيرجع مغفورا له ولي الذنب
ولما سكنت القلب لم يبق موضع / سقيم به الا وادركه طب
ولم يبق جزء أي وحقك بعد ذا / بجسمي حتى ود لو انه قلب
اذا افتر جادت بالمدامع مقلتي / وراحت سماء الروح تزهو به الشهب
فيا ضاحكا ابكى لبارق ثغره / كذا عند لمع البرق تنهمر السحب
لحى الله قلبا لا يهيم صبابة / ويخطفه وجدا لاهل الحمى الدرب
ولبا لريم الطف لم يمض طائرا / وصبا الى تلك المنازل لا يصبو
الا يا نسيما هب من ارض حاجر / فهيمني من نشره ذلك الهب
مررت باطراف الاجارع طيبا / نشدتك هل سرب الحمى ذلك السرب
وهل شجرات بالاثيل انيقة / يروح لها قلب ويغدو لها لب
قلوب والباب هي الركب نحوها / يروح ويغدو مستظلا بها الركب
رعى الله دارا بالمحصب من منى / لها الساحة القعساء والمرتع الخصب
وحي الحيا الخلان في ايمن الغضا / خليين من رعي الذمام ولا ذنب
جفوني وكانوا واصلين فاعرضوا / دلالا وعجبا والعجيب له العجب
بذلت لهم روحي فراحوا تهجما / يرومون قتلي عامدين وهم صحب
فليتهم عدل ودهري جائر / وليتهم سلم وكل الورى حرب
خذا من صبا نجد امانا لقلبه
خذا من صبا نجد امانا لقلبه / فقد هاله الدمع الملح بصبه
ومذ جذبته للهوى نفحة الصبا / فقد كاد رياها يطير بلبه
وأياكما ذاك النسيم فإنه / كفيل لذي الوجد الكمين بسلبه
نسيم تهز الروح هزة نشره / إذا هب كان الوجد ايسر خطبه
خليلي لو احببتما لعلمتا / بهين فأح الغراموصعبه
ومهدتما عذرا به وعرفتما / مكان الهوى من مغرم القلب صبه
تذكروا الذكرى تشوق وذو الهوى / مشوق ولوه ليس يدري بدربه
خفوق فؤاد اذ يحاضر حبه / يتوق ومن يعلق به الحب يصبه
غرام على يأس الهوى ورجائه / وآه على سقم الهيام وطبه
وتوق على ضوء الاماني وعتمها / وشوق على بعد المزار وقربه
وفي الركب مطوي الضلوع على جوى / ملوع على صلح الحبيب وحربه
تقلبه نيرانه وهو مغرم / متى يدعه داعي الغرام يلبه
اذا نفحت من جانب الشرق نفحة / اثارت افانين الولوع بقلبه
واهوت به نحو الهوى وبلطفها / تضمن منها داؤه داون صحبه
ومحتجب بين الاسنة معرض / يطيب العليل المستهام بعتبه
ففي الروح من آلامه دون عتبه / وفي القلب من اعراضه مثل حجبه
اغار اذا آنست في الحي أنة / يرجعها حادي النياق بركبه
واذ هل ان ابصرت دمعة عاشق / حذارا وخوفا ان تكون لحبه