القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 7
حبيبة قلب الوالدين ألا اذهبي
حبيبة قلب الوالدين ألا اذهبي / ولا تذهبي حتى يرى القلب ذاهبا
لبثت بنا خطف الوميض لشائم / كما أومض البرق اليماني كاذبا
أقمت بذي الوادي وأنت صغيرة / ولم تبرحي حتى أقمت النوادبا
ولا تحسبن رزء الأصاغر هينا / فإن وحي الأخفاف ينضي الغواربا
أواصلة للَّحد لا بمشقة / وقاطعة أرضا ربىً وسباسبا
تنشقت ريح العنبر الورد غدوة / نشقتُ بها فيك الرياح الحواصبا
لغادرت جدّاً لا يرى لك من أب / على حالة ألا تلقاه ناحبا
زوي الأضحيان البدر للعين حاجبا / بيوم به اخترت الثرى لك حاجبا
وهل نافعي عض الأباهم بعد ما / بادرد ناب قد قطعت الرواجبا
أمزمعة للقبر حسبكِ من أبٍ / يضن بدمع أو يجودك ساكبا
سأبكيك ما انهلت دموعي ذرَّفا / من العين حتى يرجع الدمع ناضبا
وإن تحبس العين الجمودة ماءها / سأبعثه دمعاً من القلب ذائبا
لقد عاد يومي فيك أسود حالكا / كأني به واريت أبيض قاضبا
لقد غال صرف الدهر من آل غالب / منعمة أرزت نزاراً وغالبا
ربيبة أقوام كرام تخالها / ربيبة آرام سنحن رباربا
وكم قالت للبدر المنير بوجهها / هوت من لها أهوى النجوم الكواكبا
لقد ضل من يعتاض بابن عن ابنة / غداة بنات الدهر جدَّت لواعبا
وقالوا تسلى سوف يعقب مثلها / فقلت ومن يبقى فيرجو العواقبا
أصاحب أن الدهر للمرء صاحب / مداجٍ إلى أن ينزع النفس صاحبا
وما لامرءٍ عن ساحة الموت مهرب / ومن ذا الذي ينجو من الموت هاربا
يميل الفتى عن خطة الموت ناكبا / ولا ينثني عن خطة الحتف ناكبا
وأين فتى ردَّ الردى بضرابه / وكم من فتىً ضربٍ يرد الكتائبا
فكم بازل قد دق منه جرانه / وشمَّر لا يلوي فقاد مصائبا
فمن نازل يمشي على قدم له / ومن راكب ولّى بحث الركائبا
تضلّ له الأعناق بالذل خشعا / وكم ذل مطلوب فعزز طالبا
لفرَّق أقواماً وجمَّع جحفلا / وأجرى له مجرى وجر مقانبا
وما الناس إلا الذود صبح بطرده / أهاب به الداعي فذعذع هائبا
وما تلكم الأيام إلّا أراقم / تدب الليالي خلفهن عقاربا
فيا ليت لا ألقى الزمان مسالما / وقد كنت لا ألقى الزمان محاربا
ولو كان يصغي الموت للعتب ظالما / عتبت ولكن ليس يسمع عاتبا
وما غائب إلّا ويرجع آيبا / سوى الموت لم يرجع إلى الحي آيبا
وعينك ما للعين بعدك مسرح
وعينك ما للعين بعدك مسرح / ولا لمزار الدمع بعدك من غبّ
إذا خطرت لي منك في القلب خطرة / تأوهت من كربي وحن لها قلبي
حنين صوادي العيس ضحوة خمسها / روامي بالأحداق للمنهل العذب
فقدتك فقد البدن مطرح جنبها / رواغي تحت الليل تخبط بالركب
فكم زفرة لي فيك تعقب زفرة / وسرب دموعٍ يشرئب إلى سرب
وكم لهفة لي فيك في أثر عبرة / بقلب هفا صب ودمع جرى سكب
بكيتك حتى قد قضى الدمع نحبه / عليك فهلا قد قضيتُ به نحبي
فللعين عين بالدموع سفوحة / وللغرب غرب يستهل على غرب
تركت لذيذ العيش فيك كأنما / يمثل لي عينيك في الأكل والشرب
ولست علىما بي من الهم ناسياً / تذكر حال منك في البعد والقرب
بقيت على حب يرقص بالحشا / عليك وظني قد بقيت على الحب
ولا تحسبن أن الذي بي هين / فبي منك فوق الترب ما بك في الترب
لقد كنت رحب الصدر جلداً على النوى / فمذ بنت لا قد بنت قد ضاق بي رحبي
وكنت على سلم مع الدهر برهةً / فصرت مع الأيام فيك على حرب
وحسبي خصم في الزمان متنازع / ينازعني العلق الثمين على غصب
ولو كان خطبي بعد فقدك واحد / حملت لوكن حمل خطب على خطب
أغالب أيامي وهن عواكس / مقاصد آمالي ومن ليَ بالغلب
ما بال هذا الدهر يعجم صعدتي / كأني والدهر الألد على ألب
لعمرك ما نبئت والسيف مرهف ال / مضارب إن السيف ينبو بلا ضرب
فأين زعيم العجم والعرب أين من / دعي بفتى الفتيان في العجم والعرب
وأين ابن أم المجد طار إلى علا / شرافتها تعلو على الأنجم الشهب
وأين مصون العرض ما نيل عرضه / وباذل عرض المال بالنائل النهب
وأين الذي إن عطلت للعلى رحى / غدا قطبها ثم استدارت على القطب
واين الذي قد عزَّ في الموت حزبه / وصارع حزب الموت وهو بلا حزب
أرى الآلة الحدباء يحمل فوقها / رجال رسوا هضباً على الهضب الحدب
ندبناك يا أزكى الرفاق وإنما / ندبناك للندب الحسين أخ الندب
وما مات من أبقى لنا بعد فقده / فتى مثله ضرباً شقيق الفتى الضرب
وكوكب فضلٍ عزَّ في الناس خدنه / فليس له ترب سوى النجم من ترب
جواداً متى بالجود يبسط راحة / يظل لها يغضي حياءً حيا السحب
عزاؤكما والحادثات نوازل / على مذهب الأمحال بالمنزل الخصب
ولا زال ممطور من الروض ممرع / يرف على مثواك بالمندل الرطب
تجهم وجه الموت وازورَّ حاجبه
تجهم وجه الموت وازورَّ حاجبه / فراح يرينا كيف تجثو غياهبه
تعصب أو يمري القلوب مصمما / ومازال حتى استفرغ الضرع عصابه
ولن يرجع الموت الزؤام ابن نجدة / على عقب أو يرجع الدرَّ حالبه
وما لبس الدرع الحصيدة حازم / من القوم إلا بزّه الدهر سالبه
هو الخطب لم تكفف بسلم كتائبه / يحارب بالأرزاء من لا يحاربه
له الويل كم يسعى بسود أراقم / لبيض المساعي وهو تسعى عقاربه
وشوهاً له يفري بحمر مخالب / قلوب العلى والموت حمر مخالبه
نعاتب هذا الدهر والدهر لم يزل / يخيب من قد جاء يوماً يعاتبه
فلا تصحبن الدهر إن كنت كيسا / فحسبك أن الدهر يخذل صاحبه
عذيريَ من دهر إذا ما وجدته / لدفع ملم أدركتني مصائبه
فيا لائميّ اليوم كفّا فما بقي / مع القلب صبر يوم زمت ركائبه
قضى البين ممن يزجر الطير قلبه / بيوم غراب البين ينعق ناعبه
لقد قاد صرف الحتف للحتف قائداً / تناقل بالسلب اللدن سلاهبه
وقد كان ورد الفضل عذباً شرابه / فمذ بان عاد الفضل رنقا مشاربه
خليليّ ما الأيام صادقة الجدا / تخيل مخيل البرق أومض كاذبه
وللمرء أحباب مضت وحبائب / فافجعنه أحبابه وحبائبه
هل غالمرء يلقى بالتصفح صحبه / وقد أدرجت تحت الصفيح صحائبه
وما الناس إلا كالأنامل أن تقس / تجد أصبعا من أصبع لا يناسبه
فمن ظاعن يمضي وتبقى مناقبه / ومن قاطن يبقى وتبقى مثالبه
وليس ابن أم المجد إلا ابن قفرة / ملوّح مبدي صحفة الوجه شاحبه
إذا ثار في الصفين نقع عجاجة / يخوض عجاج النقع شعثاً ذوائبه
هل المشهد الأعلى قضى بابن مشهد / بلى بعليّ فيه قامت نوادبه
فتى أغرب المطري المطيل بوصفه / فاعجزت المطري المطيل غرائبه
فتى بث في الآفاق بيض مناقب / فسارت مسير النيرات مناقبه
فتى إن رجونا منه دفعا لفاقة / أمدت بدفاع العطاء رواجبه
إذا غربت عن عينه نفس طالب / إنما له عيناً عليها تطالبه
فتى رد بالكتب الكتائب فانبرت / تثير عجاجاً كتبه لا كتائبه
فتى العزم إن أجرى العدو مقانبا / فعزمته في الجحفلين مقانبه
وذي قلم قد عاض عن كل لهذم / إذا خط في الخطي أوجز كاتبه
وهوب إذا استر فدت إحدى هباته / أتتك ثبا ملء الفجاج مواهبه
طلوب لأسباب العلى مدرك لها / وقد يدرك المطلوب من هو طالبه
لقد نال أقصى ما ينال من العلى / وقد تجلب الشيء البعيد جوالبه
بعيد عن الأقران من ذا يقاربه / ومن ذا يجاريه ومن ذا يغالبه
فمن ينزل الفج الذي هو نازل / ومن يركب النهجل الذي هو راكبه
فما زال يرعى المجد في المهد يافعا / ويكلؤه طفلاً لدن طرّ شاربه
أعاد وأبدى في الجميل ولم تزل / أوائله محمودة وعواقبه
سأبكيه مبكى الفاقدات ثواكلا / بدمع جرت مجرى العزالي سواكبه
وذي عصبة أمسى مقيماً بحفرة / عشية لا تجدي فتيلاً عصائبه
ومحتمل فوق المناكب زاحمت / مناكب رضوى يوم سارت مناكبه
لتعول بالويلات بعدك فتية / يجاوبها فيك الصدى وتجاوبه
لقد فتح الشبلي للمرتضى بابا
لقد فتح الشبلي للمرتضى بابا / علا بعلي ذروة العرش أعتابا
وحيث رأى الصحن الشريف تعاكفت / عليه وفود تبتغي الرفد طلابا
على المنهل الحوض الروي تزاحمت / وفي الحوض ساقي الحوض يملأ أكوابا
فشادله باب رفيعاً يود لو / يقوم عليه الدهر رضوان بوابا
ودام مدى الأحقاب باباً مشيداً / وخير صنيع الخير مادام أحقابا
هو الشبل لاغاب له فيكنُّه / ولم أرشبلا قط لم يفترش غابا
ولا يكل الحرب الزبون لغيره / وكم وكل لم يشهد الحرب هيابا
تراه إذا ما الحرب ألقت قناعها / بمعترك الهيجاءا أو كشرت نابا
يشب لظاها بالأنسة والظبى / فبالرمح طعاناً وبالسيف ضرابا
يسد من الثغر المخوف انشعابه / برأي كسيب الحية الذكر أنسابا
ومذ وقع الشبلي في باب حيدر / وجيز خطاب قد تضمن أطنابا
ترصع بالسبع الواري فأرخوا / نعم فتح الشبلي لحيدرة بابا
إلى الجانب الشرقي من أرض بابلٍ
إلى الجانب الشرقي من أرض بابلٍ / تهب بأشواقي صباً وجنوب
يذكرنيها الشوق ما طلعت ذكاً / ضحى بمحانيها وحان مغيب
إذا ما ذكرت الشعب من سفح بابل / رمت بي خرقاء اليدين شعوب
أحنُّ حنين الذود ذيد عن الروى / فضلَّ على الماء الرواء يلوب
تنكر لي دهري فشرد رفقتي / فطالت حزون بيننا وسهوب
قضيت بهم عصر الشباب بغبطة / إلى أن علتني حنوة ومشيب
لحي اللَه دهراً ما تزال سهامه / مفوقة ترمي بنا فتصيب
أأحبابنا حالت بكم غربة النوى / وحلَّت عرى الأجفان فهي غروب
أبت أن تذوق النوم مني مقلة / كأن عليها للسهاد رقيب
فبين جفوني والسهاد تسالم / وبين وسادي والرقاد حروب
إذا ما تزاورنا على البعد بيننا / تزاور أكباد لنا وقلوب
فلي فوق أكوار المطي تهجر / ولي بين أيدي اليعملات دؤوب
ولم أتعيف بالبوارح غدوة / ولا بغراب البين وهو نعوب
وما جائلات بالنسوع تناهبت / ثرى البيد فينا تغتدي وتؤوب
رواغي تحت الليل بالركب ترتمي / لهنَّ زفير بالسر ولغوب
تحنُّ إلى الوادي نواعب رزحاً / وأين من الوادي روازح نيب
قال شعاع الآل في رونق الضحى / ترقرق ماء طافح فتجوب
باشوق من قلبي عشية أنثني / أناديك أسوانا ولست تجيب
حبيب لقلبي ما أقام حبيب
حبيب لقلبي ما أقام حبيب / علقت به والعاشقون ضروب
إلى الجانب الغربي من نحو أرضه / تهبُّ بأشواقي صباً وجنوب
فمن ليَ أن ألقاه والوجه ضاحك / ووجه عذولي قد زواه قطوب
ولم الزمنَّ الدمع عيناً كليلة / تغالب خيل الدمع وهو غلوب
إذا لم تكن فالعيش ليس بطيب / بلى كل شيءٍ في لقاك يطيب
وليس غريب أن أبثك لوعة / ولكن كتمان المحب غريب
وقد كان لي قلب جليد على الهوى / وصدر إذا ضاق الخناق رحيب
فمالك يا ظبي الصريمة نافر / كأني إذا ما رمت وصلك ذيب
ومنسرح من أيمن الجزع باللوى
ومنسرح من أيمن الجزع باللوى / أرحت به حيث المراد خصيب
وماليَ فيه مأرب غير أنه / دعاني عهد للحبيب قريب
فرفهت عن خوص نوافح في البرى / عراها بوعثاء المسير لغوب
وإني امرؤ قطع المفاوز والربى / حبيب إليه أو يقيم حبيب
وقومي نزالون في كل مجهل / مخيف ولو ان المقام جديب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025