القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : هاشِم الكَعْبي الحائِري الكل
المجموع : 1
منى القلب أن تدنو مِنىً والمحصب
منى القلب أن تدنو مِنىً والمحصب / وللركب قصد دون ذاك ومطلب
إذا كان ما بي فات ما يطلبونه / وإن كان ما هم فات ما كنت أطلب
فكيف التئام الشمس وهو كما ترى / فريقان والقصدان شرق ومغرب
خليلي عوجا بي على الربع عوجة / عسى يشتفي فيها السقيم المعذب
ولو لم يكن إلا بتعريس ساعة / لماما نؤدي بعض فرض ونندب
خليلي لا واللَه لو قد علمتما / من النازح الثاوي به والمغيب
لما اخترتما يوماً على ذاك منزلا / ولو لم يكن إلا من الدمع مشرب
فعوجا بنفسي أنتما وتَبَيَّنا / فخير صِحاب المرء من لا يؤنب
تقولان قصد العيس جمع ويثرب / صدقتم وهذا الربع جمع ويثرب
ولا تعجباً مما يحاول مدنف / فامر كما في اللوم ادهي واعجب
دعاني وأشجان الفؤاد فإنني / جعلتكما في أوسع الحِلِّ فاذهبوا
صحبتكما كي تسعفاني على الجوى / أما سبة اذ لم تفوا ان تؤنبوا
جزا اللَه قوما احسنو الصبر والبلا / مقيم وداعي الخطب يدعو ويخطب
بحيث حسين والرماح شواخص / إليه وألحاظ الأسنة ترقب
وفرسان صدق من لُؤي بن غالب / يؤم بها يبغي المغالب أغلب
أخو الفضل لا اللاجي إلى طود عزه / يضام ولا الراجي لديه يخيب
سروا خابطي الظلماء في طلب العلا / إلى أن بدى منها الخفي المحجب
بكل محيا منهم ينجلي الدجى / كأن كل عضو منه في الليل كوكب
مضى ابن علي الليث لا نفس ماجد / تهم ولا قلب من الحزم يقرب
إذ الصارم الهندي خلا طريقه / وحاد عن القصد السنان المدرب
وخوفه بالموت قوم متى دَرَوْا / بأن حسيناً من لقا الموت يرهب
وقامت تُصادي دونه هاشمية / تحن إلى وصل المنايا وتطرب
فوارس من عليا قريش تسنموا / من المجد صعباً ظهره ليس يركب
أتوا في العلا ما ليس يُدْرى فأغربت / معاني الثنا في مجدهم حيث أغربوا
أسود لها الأسد الضراغم مطعم / وما سفك البيض الصوارم مشرب
ترى الطير في آثارهم طالبي القرى / متى ضمهم في حومة الطعن موكب
عشية أضحى الشرك مرتفع الذرى / وولت بشكل الدين عنقاء مغرب
تراع الوغى منهم بكل شمردل / نديماه فيها سمهري ومقضب
بكل فتى للطعن في حر وجهه / مراح وللضرب المرعبل ملعب
بكل نقي الخد لولا خطا القنا / ترى الشمس من معناه تبدو وتغرب
كثير حياً لولا وقاحة رمحه / لحق به للعارفين التشبب
كان الحداد البيض تخضب بالدما / لعينيه ثغر بارد الظلم اشنب
كان القنا العسال وهي شوارع / قدود تثنى في المراح وتلعب
كان صليل المرهفات لسمعه / غوان تغني بالصبا وتشبب
كأن منايا السود يطلع بينها / اخو البدر معشوق الجمال محجب
كان ركام النقع من فوق راسه / أرائك تبنى للوصال وتضرب
كان الظبا فيه نجوم مضيئة / ويومهم من ثائر النقع غيهب
كأن صدور البيض من ضربها الطلى / أخو صبوة مضنى الفؤاد معذب
كان اطاريف الأسنة تكتسي / دماً طرف صب احمر الدمع صيب
كان ازدحام القرن منه لقرنه / نديمان في كفيهما الراح تقطف
كان السهام الواردات لصدره / بنان يعاطيه المدام مخضب
كان حطيم السمر في لمس كفه / من الطعن هُدّابُ الدمقس المذهب
ومروا على مر الطعان كأنه / لديهم جَنِيَّ النحل بل هو أطيب
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم / ثياب علا منهنَّ ما حاك قعضب
واقبل ليث الغاب يهتف مطرقاً / على الجمع يطفوا في الألوف ويرسب
إلى أن اتاه السهم من كف كافر / الا خاب باريه وضل المصوب
فخر على وجه التراب لوجهه / كما خر من رأس الشناخيب أخشب
ولم أنس مهما أنس إذ ذاك زينباً / عشية جاءت والفواطم زينب
عراها الاسى حتى استباح اصطبارها / وأذهلها حتى استبان المُنقَّب
اتت وهي حسرى الوجه مما يروعها / وكم حاسر في صونه يتنقب
تحن فيجري دمعها فتجيبها / ثواكل في احشائها النار تلهب
نوائح يعجمن الشَّجى عبراتها / تبين عن الشجو الخفي وتعرب
نوائح ينسين الحمام هديلها / إذا ما حدا الحادي وثاب المثوب
وما أم عشر أهلك البين جمعها / عداداً يقفي البعض بعضاً ويعقب
رأوا غارة شعواء قد وجبت لها / من الحي اكناف تنوح وتندب
فحلوا على أولى الطريدة لم تبل / قليل العنا فيما يقول المؤنب
فراحوا كرام تحت مشتبك القنا / يمزقهم منهن ناب ومخلب
وأبقوا فراخاً ما لهم قوت يومهم / ولا قدرة للكسب فيهم فيكسبوا
فباتوا جياعاً كلما عج منهم / صبي غدت بالويل تبكي وتنحب
فلما بدى صبح بدت خير غرة / تفتش عن قوت لهم وتنقب
فلم تلف ما منهم يسد لفاقه / على أن كلا من اذى الضر يثغب
فراحت لهم تبغي كفيلاً فلم تجد / من الناس من يحنو هناك ويحدب
فأمت بهم تنحو جواداً فلم يكن / سوى باخل من ذكره الجود يهرب
فعادت على بأس وهم يكنفونها / عويلا يذيب القلب شجواً ويشغب
فبينا هُمُ في حالة الضر إذ بَدا / لهم أشجعٌ قاسي الفؤاد عصبصب
اخو ترة أردى اباه ابوهم / فبات بقلب بالجوى يتقلب
وصادف منهم غرة بعد ان غدا / عداد سنين راصداً يتطلب
فغادرهم صرعى فهم نصب عينها / بعين لهم ترعى وروح تغيب
بأوهى قوى منهن ساعة فارقت / حسيناً ونادى سائق الركب ركبوا
فركبن حسرى لا قناعٌ ولا رِدا / سوى الصون يحمى والأشعة تحجب
ورُحن كما شاء العدو بعولة / يذوب الصفا منها ويشجي المحصب
أُسارى بلا فادٍ ولا من مناجد / يعنفها حاد ويعنف مركب
إلى اللَه أشكو لوعة عند ذكرهم / تسح لها العينانِ والخد يشرب
أما فيكم يا أمة السوء غيرة / اذا لم يكن دين ولم يك مذهب
بنات رسول اللَه تُسبى حواسراً / ونسوتكم بالصون تحمى وتحجب
بوادِيَ للرائين من كل ناظر / يُصَعِّد فيها طرفَه ويُصوِّب
اذا لم يكن حب القرابة قربة / فيا ليت شعري بعدها ما التقرب
أَبادوهُمُ قتلا وأسراً ومُثْلَةً / كأَنَّ رسولَ اللَهِ ليسَ لهم أَبُ
كأن رسول اللَه من حكم شرعه / على أهله أن يقتلوا أو يصلبوا
أو ان بنيه دينهم غير دينه / فشرَّقَ يَبغي رُشدَ قَومٍ وغرَّبوا
أو انهم قد نافقوا بعد موته / فحظهم في المسلمين التجنب
يذادون امثال الغرائب خالط الصـ / ـحيحةَ منها صاحبُ العَرِّ أَجرب
ففي كل نجد والبلاد وحاجر / لهم قمر يهوي وشمس تُغَيَّب
كأن لم يكن هدي النبيين هديهم / ولا حبهم فرض من اللَه يوجب
بني الوحي يا كهف الطريد ومن بهم / يلوذ فينجو الخائف المترقب
منازلكم للنازلين مرابع / يريف بها عاف ويخصب مجدب
وايديكمُ للسائلين سحائب / يهل بها عذب النوال ويسكب
واسيافكم حمر الظبا يوم معرك / لها الهام ملهى والترائب ملعب
واكنافكم للمعتفين تحوطهم / بأشفق من أم ومن واصِل أب
ومجدكم ذاك المدى كف فاقتي / تمد له دون البرايا وتنصب
وعيني اليكم لا إلى من عداكم / وان كان من قد كان ترنو وترقب
وقصد سواكم لا تؤم ركائبي / وان كان بالنعماء واديه مخصب
فيأس تراه النفس منكم وخيبة / أحب لقلبي من سواكم وأرغب
فمنعكمُ لي أَيُّ نُعمى وغيركم / نَداه رَدىً أشقى به وأعذب
وخُلَّبُ برق منكم فوق مطلبي / وبرق السوى عندي وإن جاد خُلَّب
فحسبي اذا ما كان حسبي انتم / ويا رب حسب حسبه ليس يحسب
فجد يا ابن طه بالذي أنت أهله / فأنت الذي أرجو وإياك أطلب
وكن حاضري عند احتضاري وناصري / إذا ما أتاني مُنكر وهو مُغضَب
ولي منك موعود أرجي نَجاحَه / وموعدك الحق الذي ليس يكذب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025