المجموع : 5
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب / وأعلَمنه أنّ النوى للنوى صاحِب
أخا رفقةٍ يختصُّ منهم بفرقةٍ / وصاحب ركبٍ همه منهُم راكِب
وقالوا عتابٌ في الهَوى كلّ من أرى / من الناسِ مشغوفٌ بكم فمِن العاتِب
ولكنّه ذكرٌ يُهيّجُ لوعةً / كما يفعل الباكي إذا سمعَ النادِب
وغانيةٍ لا توجب الحبَّ حرمةً / عليها ولو كانت كما وجبَ الواجِب
أرى رميَ جفنيها من الضعف ناقصاً / فيُطمِعُني حتى أحسّ به صائِب
أتتني بأخرى مثلِها في زجاجةٍ / فقلتُ اصرِفيها أنتِ أسوغُ للشارِب
على أنَّ وجه الصومِ قد صدَّ عنكما / فقالت تعالوا وانظروا الزاهد الراغِب
وجدتُ بمضنونٍ لها فكأنَّني / عليُّ بنُ عبد الدائِم بن أبي التائِب
أبو كلِّ عافٍ قبلَ شدِّ إزاره / وإن أبا طفلاً لمِن أعجب العاجِب
ألستَ تراه كلما حل جانباً / من الأرضِ حلّ الجودُ في ذلك الجانِب
فتىً لينه للطالبين وبِشره / فخُيِّل في أوهامِهم أنَّه الطالِب
متى تلقَه ما بينَهم تلقَ واحداً / من الناسِ يخفي عنهمُ أنه الواهِب
ويبسمُ عن برقٍ فينشو بكَفِّه / سحابٌ له ذيلُ يمرُّ به ساحِب
إذا لم يكن يَبقى على المرءِ بعدَه / من المال إلا الذكرُ فالمتلف الكاسِب
له نَظراتٌ في الأمور تسابقَت / بكلِّ شهابٍ من عَزائِمه ثاقِب
وهمّ بِما نابَ البعيدَ كأنَّه / من الناسِ مأخوذٌ بما صَنع الغائِب
مناقبُ ألقاها عليَّ عطاؤه / فقلت انتظِرني ألتمس عاقداً حاسِب
إذا الجودُ لم يَعجَز عجزتُ بشكره / وقابلتُه بالمطل والموعِد الكاذِب
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه / لينقطع الحجاب عن قصد بابهِ
شريفان ذاك ابن النبيِّ محمدٍ / وهذا ابن روح القدس حشو إهابهِ
لقد ضاعَ شعري بينَ عيسى بن مَريم / وبين رسول اللَه نيلُ ثَوابهِ
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا / به غفلةٌ عن لوعتي ولهيبي
وشارَكني في حبه كلُّ أهيفٍ / يشارِكُهُ في مُهجَتي بنَصيبِ
فلا تُلزِموني غيرةً ما عَرِفتُها / فإنَّ حَبيبي من أحبَّ حبيبي
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها / ومن بَعده كالشمس عند غُروبِها
لهيبُ قلوب الشّرب يطفى بشُربها / ويُخشى على أيديهُمُ من لَهيبِها
إذا كَسَدَت سوقُ الثَّناءِ فجودُهُ
إذا كَسَدَت سوقُ الثَّناءِ فجودُهُ / طَلُوبٌ لأسبابِ الثَّناءِ كَسُوبُ
تَضيقُ بِما تَحوى يَداهُ وصَدرُه / بتَفريقِ ما تَحوي يَداهُ رَحِيبُ