سرت بحجاب من منعي حجاب
سرت بحجاب من منعي حجاب / إلى حجب من جندل وتراب
ضفت عزة في عفة وتمنع / لتسكن منها في ثلاث قباب
محجبة كفُّ الردى لا تمسها / لتقبض إلا من وراء حجاب
فلولا تجلي شأنها في سموها / لما لاح معناها بلفظ خطاب
عليٌّ أبوها والبتولة أمها / ومولدها من مكة بشعاب
لعمرك ما قول الوليد بمثلها / وفي مثلها تنزيل آي كتاب
بنا أنت من مجفوة قد عتبتها / وهاجرة لم تنعطف بعتاب
وذاهبة ما أنكرت من طباعها / سوى أنها ما استأذنت لذهاب
أقامت بجنب المرتضى وهي جنبه / وآبت إلى زلفى وحسن مآب
رويداً أبا الهادي فما جل فادح / وإن جل إذ أصبحت عز جناب
فرزء الفتى لا رزؤها بمصابها / إذا عدت الأرزاء فعل صواب
فما تقدح العلياء من ذي مصيبة / كما تقدح العلياء لبوة غاب
إليك تشد العيس إما مناخة / لعلم وإما لاكتساب ثواب
وتعطي فما أدري سحاباً كراحة / لعمر أبي راحة كسحاب
رقيق حواشي الطبع والبيض خيرها / رقاق الشبا إن جردت لضراب
فلا زلت معمور الجناب لطالب / فلم يك إلا فيك نجح طلاب