المجموع : 3
وإِنّي لَتَعْروني لِذِكْراكِ رِعْدَةٌ
وإِنّي لَتَعْروني لِذِكْراكِ رِعْدَةٌ / لها بين جسمي والعِظامِ دَبيبُ
وما هُوَ إِلاّ أَنْ أَراها فُجاءَةً / فَأُبْهَتُ حتى ما أَكادُ أُجِيبُ
وَأُصْرَفُ عن رَأْيي الّذي كُنْتُ أَرْتَئي / وأَنسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغيبُ
وَيُظْهِرُ قَلْبي عُذْرَها ويُعينها / عَلَيَّ فما لي في الفؤادِ نصيبُ
وقد عَلِمَتْ نفسي مكانَ شِفائِها / قَريباً وهل ما لا يُنالُ قريبُ
حَلَفْتُ بِرَكْبِ الرّاكعينَ لِرَبِّهِمْ / خشوعاً وفوقَ الرّاكعينَ رقيبُ
لَئِنْ كانَ بَرْدُ الماءِ عطشانَ صادِياً / إِليَّ حبيباً إِنَّها لَحَبيبُ
وَقُلْتُ لِعَرِّافِ اليَمامَةِ دوانِي / فَإِنَّكَ إِنْ أَبْرَأْتَني لَطبيبُ
فما بِيَ من سُقْمٍ ولا طَيْفِ جِنَّةٍ / ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريِّ كَذوبُ
عَشِيَّةَ لا عفراءُ دانٍ ضرارُها / فَتُرجى ولا عفراءُ مِنْكَ قريبُ
فَلَسْتُ بِرائي الشمسَ إِلاّ ذَكَرْتُها / وآل إليَّ من هواكِ نصيبُ
ولا تُذْكَرُ الأَهْواءُ إلاّ ذكرتُها / ولا البُخْلُ إلاّ قلتُ سوف تُثيبُ
وآخِرُ عَهْدي من عُفَيْراءَ أَنَّها / تُديرُ بَناناً كُلَّهُنَّ خضيبُ
عَشيَّةَ لا أَقْضي لِنَفْسي حاجةً / ولم أَدْرِ إِنْ نُوديتُ كيف أُجيبُ
عَشيَّةَ لا خَلْفي مَكَرٌّ ولا الهوى / أَمامي ولا يَهْوى هوايَ غريبُ
فَوَاللهِ لا أَنْساكِ ما هَبَّتِ الصَّبا / وما عَقَبَتْها في الرّياحِ جَنوبُ
فَوَا كَبِداً أَمْسَتْ رُفاتاً كَأَنَّما / يُلَذِّعُها بالمَوْقِدات طبيبُ
بِنا من جَوى الأَحْزانِ في الصّدر لَوْعةٌ / تَكادُ لها نَفْسُ الشَّفيقِ تَذوبُ
ولكنَّما أَبْقى حُشاشةَ مُقْوِلٍ / على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ
وما عَجَبي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى / ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ
وأَحْبِسُ عنكِ النَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّةٌ
وأَحْبِسُ عنكِ النَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّةٌ / بِذِكْراكِ والممشى إليكِ قريبُ
مخافَةَ أَنْ يَسْعى الوُشاةُ بِظِّنَّةِ / وأَحْرسُكُمْ أن يستريبَ مُريبُ
أَلاَ لا تَلوما ليس في اللّوْمِ راحةٌ
أَلاَ لا تَلوما ليس في اللّوْمِ راحةٌ / فقد لُمْتُ نفسي مِثْلَ لَوْمِ قضيبِ