المجموع : 3
وحقّك ما استطعمت بعدك غمضةً
وحقّك ما استطعمت بعدك غمضةً / من النوم حتى آذنَ النجم بالغروبْ
وعارضتُ مسرى الريح قلتُ لعلَّها / تنمُّ بريّا منك عاطرةِ الهبوبْ
إلى أن بدا وجهُ الصباح كأنه / مُحَيَّاك إذ يجلو بغرته الخطوبْ
فقلتُ لقلبي استشعرِ الأنس وابتهج / فإن تبعد الأجسام لم تبعد القلوبْ
وسِرْ في ضمان الله حيث توجَهت / ركابُك لا تخشَ الحوادث أن تنوبْ
ظِلالكُمُ تندو وموردكُمُ عذْبُ
ظِلالكُمُ تندو وموردكُمُ عذْبُ / وترضَوْنَ أن أضحى وبالملح لي شُرْبُ
وأنتم وما أنتم غمائمُ رحمةٍ / تصوبُ وأحلامُ العفاة لها تصبُو
أفيضوا علينا وانظرونا بفضلكم / لنقبس نوراً لا يخيب ولا يخبُو
ألفتُ الهوى حتى أنستُ بجوره / فكل عذاب نالني في الهوى عذبُ
وقلت لجسمي إنه ثوبك الضنى / وقلت لقلبي إنه إلفك الحبُّ
وقالوا صبا والشيب لاح صباحُهُ / فقلتُ ببيضٍ كالصباح أناصَبُّ
نهبتُ عذارى الحي ليلة عَرضِها / وقد جُليت منها لمبصرها شهبُ
ولم أرَ منها غير رجع حديثها / فتجهل منها العين ما يعرف القلبُ
عِرابٌ إذا استنّت بشاو بلاغة / تُقصّرُ من دون اللحاق لها العُربُ
وإن أسنَدَتُ ما بين نجد وحاجر / تقول رواةُ الشرق يا حبذا الغربُ
فمنعة صدق للخلافة قد ضَفَتْ / على من حواه من مهابته حُجْبُ
وجوِّ صقيل قد جلته يدُ الصَّبا / يسافر طِرْفُ الطّرْف فيه فما يكبُو
فلولا التي من دونها طاعةُ الهوى / لحفَّتْ بها حولي الأباريقُ والشَّربُ
ولكنْ نهاني الشيبُ أنْ أقربَ الهوى / إذا لم يُتحْ ممَّنْ أُحبُّ ليَ القُرْبُ
فلا تمطوا دَيْنَ المُعَلَّل عن غنى / فجانبكم سهلٌ ومنزلكم رَحْبُ
وإن لم تَرَوْني كفأَهُنَّ ترفعاً / وصدَّكُمُ من دون خِطْبتها خَطْبُ
فمولايَ قد أهدى العميدَ عقيلةً / يُكلِّلُها من لفظها اللؤلُؤُ الرطبُ
أدارت كؤوساً من مدام صبابةٍ / كما امتزج الصَّهباء والباردُ العذبُ
فوالله لولا موعدٌ يومُهُ غدٌ / لواجهكم مني على مطلبي العتبُ
أكتّابَ مولانا الخليفةِ أحمدٍ / وحسبُكم الفخر العميم به حَسْبُ
به اعتزَّتِ الآداب وامتدَّ باعُها / وطالت يداها واستحقَّ بها العُجْبُ
فلو لم يكن بالفضل تنفُقَ سوقُها / لكان يُقال التَّبْر في أرضه تُربُ
بقيتُم به في ظلِّ جاءِ وغبطةٍ / تَخُبُّ إلي لُقيا نجيبِكُمُ النُّجْبُ
إلى أن بدا الصبح المبين كأنه
إلى أن بدا الصبح المبين كأنه / مُحيَّا ابن نصر لم يُشَنْ بغروبِ
شمائله مهما أديرت كؤوسُها / قلائدُ أسماع وأُنس قلوب