المجموع : 4
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا / سحيرا دَعا قَلبي فأسرع مالبى
وَطَلعَة نور التم أَم نور أَحمَد / تشعشع حَتّى شق ساطعه التربا
فذانك زاداني سروار وَفرجا / همومي وَحلا من عرا كبدي كربا
وَهَيهات ما كل النَسيم حجازيا / وَلا كل نور يبهج الشرق وَالغربا
لسكان تلك الأَرض عهد مؤكد / لدى وَخبر العهد ما أَنصب الحبا
وَما زلت أَستَسري النَسيم لا رضهم / عَلى بعد دارينا وأستمطر السحبا
تذكرني الاشواق من لست ناسيا / فَتَجري دُموعي في محاجرها صبا
فَيا لي من الذكرى وَيالي من الهَوى / وَيا دَمع ما أَجرى وَيا قَلب ما أَصبي
خَليلي من حبي كأن لَم يَرعَكما / رَحيل فَريق فارَقوا الهائم الصبا
فاصبح لا عهد قَريب بهم وَلا / طَليعَة علم عنهم تشرح القَلبا
دَعَته حمامات الحمى للبكا فَلَم / تدع اذ تَداعَت في الاراك له لبا
وأثمله مر النَسيم فَما دَرى / أنسمة طيب أَم ضيا طيبة هبا
وَما ذاكَ الا روح روضة جنة / ثَرى في ثراها سيد العرب العربا
نَبي هدى من ضل منا بهديه / وأدرك بالتَوحيد من يعبد النصبا
رجونا به من ظلمة الظلم رحمة / فمد علينا ظل ملته الغلبا
وَما زالَ يَدعونا إِلى اللَه وحدهِ / إِلى أَن رضينا اللَه سبحانه رَبا
وَلَولاه ما كانَ الوجود بموجد / وَلا أرسل الرحمن رسلا وَلا نبا
فما اشتملت أَرض عَلى مثل أَحمد / وَلا استودع الرحمن رحما وَلا صلبا
تَظاهَرَت الاخبار من قبل بعثه / بأن يظهر الرحمن أَعلا الوَرى كعبا
وَبشرنا موسى وَعيسى بن مَريَم / به ومن الاحبار من قرأ الكُتبا
فَلما اِستقلت أمه حمله رأت / به بَركات من عَديد الحصى أربى
وأهبطت الاملاك لَيلة وضعه / وَناداه من في الكَون رحبا به رحبا
ونكست الاصنام في كل وجهة / وَغلت يد الشَيطان تبا له تبا
وأخمدت النيرات في أَرض فارِس / وَكل يَهود الشام قد عدموا خبا
وَلاحَ شعاع النور في شعب مكة / فَقامَت رِجال الحق تَستَبقِ الشُعَبا
فَلما رأوه أَكبروه وَفاخرت / بطلعته البَطحاء أفق السما عجبا
رأوا منه ملء العين طفلا مُباركا / يَناسب غرا من بَني غالب غلبا
وَلَم ينكروا من آل وهب بن زهرة / خؤلتهم اذ كان أَكرَمهم وهبا
فَلاقَت قُرَيش منه ايمن طائر / واسعد فأل واِنثَنى جدبها خصبا
وَجلل أَهل الشرق وَالغَرب انعما / يقل مداد البحر عَن حصرها كتبا
وَعلم اهل الرشد ذكرا مُباركا / حوى الزجر والاحكام وَالفرض وَالندبا
وَبالغ في الانذار حَتّى اذا عتت / عليه رجال الشرك خاطبهم حربا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة بأسهم / وابد لهم بالسَيف من امرهم رعبا
وَحل بلطف اللَه عقدة عزهم / وَذَلك حين اِستَعمل الطعن وَالضربا
وَلَم يَبقَ للكفار حصنا ممنعا / وَلا مَسلكا وَعرا وَلا مرتقى صعبا
فَكانَ فنا الطاغين في كل بلدة / وَمنتجع الراجين في السنة الشهبا
يبارى هبوب الريح جود يَمينه / اذا ما شمال الشام ناوحت النكبا
لئن كانَ ابراهيم خص بخلة / فَهَذا نبي أَوتى القرب والحبا
وان كان فوق الطور موسى مكلما / فأَحمد جاز السبع وأخترق الحجبا
وان فجر اليَنبوع موسى من الصفا / فأحمد أَروى من أَنامله الركبا
وان كلم الاموات عيسى بن مَريَم / فأحمد في عَيناه سجت الحصبا
لَقَد فضل الاملاك والرسل رفعة / عليهم وَساد الجن وَالعجم وَالعربا
أَلَم تَرَ أَن الانبياء جَميعهم / عليه يَحيلون الشَفاعة في العقبى
فَما أَحد منهم يَقول انا لها / سواه واى يَنتَهي مثله قربا
غداه نَرى من تحت ظل لوائه / حَبيبا وَحوضا طيبا بارِدا عذبا
عَلَيك سَلام اللَه عد بِكَرامة / لمن لا يَرى غير الذنوب له كسبا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم غدامعي / بحضرة قدس عند من يغفر الذَنبا
وَكن من اذى الدارين حصتي فانني / اعدك لي من كل نائبة حسبا
وَمَهما تَناءَت عنك داري فانني / لا صبح يا شمس الهدى جارك الجنبا
فَما كانَ عودى ان حججت وَلَم أعد / اليك جفاء لا ومن فلق الحبا
وَلكن تَصاريف الزَمان عجيبة / وانت اذا اِستَعتَبت اجدر بالعتبى
فصل حبل مَدحي فيك واقبل وَسيلَتي / لادرك حسانا بفضلك اوكعبا
واكرم مَعي نسلي واهلي وَحيرَتي / وَسالف آبائي وَصَحبي وَذا القربى
وَصلى عليك اللَه ما ذر شارق / وَما اِبتَهجت في اللَيل افق السما شهبا
صَلاة وَتَسليما عَليك وَرَحمَة / مُباركة تَنمو فَتَستَغرِق الحصبا
تخصك يا مَولاي حيا وَميتا / وَتشمل في تَعميمها الآل وَالصحبا
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب / وَتَعجَب من حالي وَحالك أَعجَب
وَتَطلب مني سلوة عَن رَبائِب / وَراهن أَرواح المحبين تطلب
فَما قَرّ لي دمع وَلا كف مدمع / وَلا طابَ لي عيش وَلا لذ مشرب
زَماني أَشكو منك عتبك دائما / فَلا أَنا مشكوّ وَلا أَنتَ معتب
تَروم ذهولي عَن فَريق مفارق / وَركب باكناف الاباطح طنبوا
وَتسألني عَن زينَب بنت مالِك / وَما سألت عني وَلا عنك زينَب
مروّعتي بالبين هَل من زيارة / تَعيش بها الارواح من قبل تَذهَب
فَلَم يَبقَ شيء غير فضله مهجة / وَقلب عَلى جمر الغضى يَتَقَلب
أَورّى بذكر الركب وَهو مشرق / وأَبكي فَيَبكيني الفَريق المغرب
الى الجيرة الغادين شوقي وانني / عَلى وَلَهي أَبكي الرسوم وأندب
اذا وَصلوا طاب الزَمان بوصلهم / وان هجَروا فالهَجر عِندي أَطيَب
تحن لترداد الحَنين حشاشَتي / وَيَستَعذب التَعذيب قَلبي المعذب
وَطيف خيال زارَني بعد هجعة / لَدى وطن ينأون عنه وَبقرب
يعللني ذكرى ليال تقدمت / وَلكنه من حيث يصدق يكذب
وَساجعة تَبكي فأبكي وانها / لتعجم شَكواها وأَشكو فأعرب
أَلا لَيتَ شعري عَن ربا الاثل هل غَدا / وَراحَ عَلى العلات فيهن صبب
وَدر فراد يس العقيقين هيدب / عَلى كل شعب منه يَرفض هيدب
وَهل روّع البرق الرياض بضاحك / يفضض أَزهار الرياض وَيَذهَب
يظل يناغى الشمس لؤلؤ ظله / وَيصبح دار النور بالنور يلهب
وَهل عذبات البان رنحها الصبا / فَعانقها ثم اِنثَنى وَهي تَلعَب
أَحساب قَلبي فرّق الدهر بَينَنا / فَلَم يَبقَ شيء بعد كم فيه أَرغَب
سوى الكرم الفَياض وَالصفح وَالرضا / أَرجيه بالظن الَّذي لا يخيب
من الهاشمي الطيب الطاهر الَّذي / اليه العلا وَالفَضل وَالفَخر ينسب
أَعز الوَرى أَصلا وَفِعلا وَمنشأ / وَأَعلى وأسما في الفخار وأحسب
وأحسن خلق اللَه خلقا وَخلقة / وأطولهم في الجود باعا وأرحب
وأكرم بيت من لؤى بن غالب / ومن غيرهم وابن الاطايب أَطيَب
تسلسل من أَعلى ذؤابة هاشم / أَشم رَحيب الباع أَروع أَغلب
سَرى لَيلَة المِعراج يقصد حضرة / بها الكاس من راح المحبين تشرب
وَحفت به الاملاك منهم مبشر / بِما نال من فضل ومنهم مرحب
وأَدناه رب العرش منه عَلى العلا / فَكانَ كَقاب القوس أَو هو أَقرَب
وآتاه في الحشر الشَفاعَة وَاللوا / عَلى الرسل وَالحوض الَّذي لا ينضب
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تنصب
صلوه بما شئتم فَواللَه ما اِنطَوى / عَلى مثله في الكون أَم وَلا أَب
أَينبي الصَفا المَكي عَن جيرة الحمى / ومن ضمه البيت العَتيق المحجب
وَعَن عَرفات وَالمحصب من منى / فأمنيتي خَيفا مني وَالمحصب
وَمن لي بأَهل الدار من أَهل طيبة / فَوَجدي موجود وَقَلبي مقلب
الى روضة ما بين قبر وَمَنبَر / عَلَيها رباح الخلد تَصبو وَتجنب
شذاها من الفَردوس مسك وَعَنبَر / عَلى غاية الوصفين أَذ فر أَشهَب
أَلا بلغوا عني المحبين انهم / وان سَكَنوا قَلبي عَن العين غيب
أَحن اليهم من ديار بَعيدَة / وأسأل عنهم من يجىء وَيَذهَب
غَرامي بهم فَوقَ الغَرام وَمُهجَتي / تَذوب وَدَمعي في المَحاجِر يسكب
وَمن كل مشغوفا بحب محمد / وَحب أَبي بكر فَكَيفَ يعذب
سَلام عَلى الصديق اذ هو لَم يزل / لخير البَرايا في الحياتَين يَصحب
فَثانيه في الغار الخَليفة بعده / لامته نعم الحَبيب المقرب
أَجاب وَقَد صموا وأبصر اذ عموا / وَصدق بالحق المبين وَكَذبوا
وَصاحبه الفاروق ذاكَ المبارك ال / اغر أَمير المؤمنين المهذب
ضَجيع رَسول اللَه مظهر دينه / غضنفره في اللَه يَرضى وَيَغضَب
به اتسع الاسلام واتضح الهدى / وَلَم يَبقَ غير الحق للخلق مذهب
وَعثمان ذو النورين من سبح الحصى / بكفيه وارى الزند وَالبرق خلب
كَثير البكا وَالذكر منفق ماله / وَجهز جيش العسر وَالعام مجدب
لَدى الحشر يَلقى اللَه وَهوَ مطهر / برىء شَهيد بالدماء مخضب
وَمن كَعَلي كَرَمَّ اللَه وَجهه / كَريم به الامثال في الجود تضرب
أَخو الحلم بحر العلم حيدرة الرضا / أَمام به صدع الهداية يشعب
هَزبر وَلكن صده الصيد في الوَغى / وَمخلبه الرمح الاصم المكعب
وَعمى رَسول اللَه وَالحسنين من / بهم شَرفات المجد تَزهو وَتعجب
وَمن قومه قوم الى اللَه هاجَروا / وَخلوا مَغاني دورهم وَتغربوا
وَراضوا عَلى حب الحَبيب نفوسهم / فَكانَ لوجه اللَه ذاكَ التقرب
وآواه قوم آخرون وَناصَروا / وَذبوا العدا واِستمنعوا وَتغلبوا
أولئكم الانصار وَالسادة الاولى / نشا منهم فرع طَويل وَمنصب
سَلام عَلى ذاكَ النَبي وآله / وأزواجه وَالصحب ماجن غيهب
غداة للقا منهم أسود ضراغم / بسرد سَرابيل الحدائد تجلببوا
يَخوضون بحرا دونه البحر من دم / وأمواجه بيض وَسمر وَشذب
فكل طَويل الباع مقتحكم الوَغى / أَغر طريل العمر لاقيه يعطب
يَجود عَلى شوك الرماح بنفسه / وَيردى به في غمرة المَوت مقرب
وَسرباله في الروع درع درية / وأَبيض من ماء الحَديد مشطب
عليهم سَلام اللَه اذ مهدوا الهدى / ودان لهم بالسيف شرق وَمغرب
عَلى حب من هانَت لسطوة باسه / وَهيبته العظمى نزار وَيعرب
نبيّ حجازي رضىّ مكرم / كَريم جواد صادِق الوعد منجب
إِلى صاحب الجاه العَريض رمت بنا / هموم لَها في ابن العَواتك مطلب
من الحبر وَالنيابَتين تَراسَلَت / الى مقصد من دونه الهول يَركب
فَقامَت عَلى باب النَبي محمد / مَقام ذَليل خائف يترقب
وَحَطَت ببحبوح المَكارِم وَالرضا / لَدى سيد منه المَكارِم توهب
عَلى الساحَة الخَضراء وَالمشهد الَّذي / يَكاد بزوار النَبي يرحب
سَلام عَلى ذاكَ الحَبيب فانني / اليه عَلى بعدي أحن وأطرب
عَسى يا رَسول اللَه نظرة رحمة / الينا وَالا دعوة ليس تحجب
فأَنتَ حمانا مِن زَمان معاند / به ينكر المَعروف والدين يسلب
سميك يا مَولاي طال عكوفيه / عَلى كعبة العصيان وَالرأس أَشيَب
فَخَد بيد المقرى واشفع له وَلي / فَو اللَه اني مذنب وَهوَ مذنب
وَقم يا رَسول اللَه بي وَبصاحبي / وَقل ذا كَهَذا الاخلاف مرتب
فَقَد عظمت أَوزارنا وَذنوبنا / وَلَم نأت شيأ لِلكَرامة يوجب
وَقطعت الايام أَسباب بيننا / وَلكن اليكم يَلجأ المتسبب
أَحاط بنا طوفان زلاتنا وَما / لنا فيه الا فلك صفك مركب
اذا ما هممنا بالزِيارة عاقنا / بعادك عنا لا الجفا وَالتجنب
اليك توسلنا بك اصفح وجد وعد / فَما منك بدّلا وَلا منك مهرب
وَقل انقامني وَلي وَمَعي وَبي / وَعندي فاهوال القيامة تصعب
نَلوذ وَنَدعو المسلمين لظلكم / اذا أخذ الجاني بما كان يكسب
فَما منكم الا نفحة هاشمية / علينا وَالا رحمة تتشعب
وَصلى عليك اللَه ما در عارض / وَما لاحَ في السبع الطَرائِق كوكب
صَلاة تعم الآل وَالصحب دائما / بلاغا به ما دامَت الصحف تكتب
أهاب سحيرا بالفراق مهيب
أهاب سحيرا بالفراق مهيب / فَلَباه وجد في الحشا وَلَهيب
وَحقق ظَنى بالرَحيل مودع / مَدامعه في وَجنَتيه تصوب
فَما كذبتَني رمزة معنوية / أَشار بها رى البنان خَضيب
يرد بطرفيه السَلام وَحَوله / رَقيب ومن حول الرَقيب رَقيب
حمته عَن التَوديع زرق اسنة / تَكاد تذيب الصخر وَهو صَليب
فمن أَينَ يَصفو العيش بعد احبة / رَكائبهم بين الشعاب شعوب
وَهَل سلوة بعد الفراق لهائم / شج قلبه قبل الفراق كَئيب
وَبين الخيام البيض من أَيمن الحمى / قلوب دعتها لِلرَحيل قلوب
اذا لَم أذب بعد الفَريق صبابة / فمن أَي شيء بعد ذاك أَذوب
يشوقني روح النَسيم فَلَوعَتي / لَها كلما هب النَسيم هبوب
اظل عَلى اظلالهم وَربوعهم / أَحن كاني في الحَنين رقوب
وأندب سفح البان ايام صبوتي / اليه وَبرد اللهو فيه قَشيب
دعَتني اضاليل المنى غير مرة / فَما كدت بعد الظاعنين أجيب
وأطعمني حكم الهَوى ان يعيدلي / طلوع شموس لم يشبه غروب
فَما عاضني بالابلق الفرد عائض / وَلا شاقَني بعد الكَثيب كَثيب
وَهَيهات ما كل المنازل رامة / وَلا كل بَيضاء الجَبين عروب
وَكَم من سمىّ لَيسَ مثل سميه / وان كان يدعى باسمه فَيجيب
فَياذا كرا عن ذي الاراك اعد لنا / حَديثك عَن أَهل الاراك يطيب
سمعتكم تحكى عن خيمات عالج / عَسى لك عهد بالخيام قَريب
صف الاثل وَالمرعى الخَصيب لحاجر / هَل الاثل وَالمَرعى الخَصيب خَصيب
وَما فعل الرمل العَقيقي هَل ذرت / عليه شمال أَم صبا وَجنوب
وَهَل سمرت بعدي لغوب عَلى اللَوى / فأين اللَوى مني وأين لغوب
أَما وَمَريضات الجفون ألية / لمن لم يكد عن حبهن يَتوب
ليَدري شهاب الدين أَحمد أَنَّني / لداعية في كل الامور مجيب
هُوَ الطيب ابن الطيبين وَعمدتي / عليه وَظبي فيه لَيسَ يخيب
لَقَد نابَ عني كل أَمر أَخافه / فَلَم أَخشَ أَمرا لِلزَمان يَنوب
كَفاني صروف الدهر من بعد ما سطت / عَلى مَخاليب لَها وَيَنوب
وَذاد الخطوب السود عني بجوده / فَما ساورتني للخطوب خطوب
فَلِلَّه بر اريحى مهذب / عَن الرجس أوّاه اغر منيب
حفىّ وَفىّ مشفق متعطف / عزيز منيع الجانبين مهيب
كَريم من الغر الكِرام وَسيد / من النجباء الصالحين نجيب
يَطول يدا بالجود للوفد انما / هو البحر جودا وَالكرام قليب
لنا منه خلق اَريحى وَمنظر / بهى وصدر بالنوال رَحيب
أَمَولاي جاني منك بعد اِفتراقنا / كَلام يَكاد الطفل منه يشيب
أَطلت مَلامي في أمور كَثيرة / فَلَم أَدر من أَي الذنوب أَتوب
وأمرضني منك العتاب وَلَيسَ لي / سواك اذا عز الطَبيب طَبيب
اذا غرني ضَيفان صَبري غدرتني / أَلَيسَ لنا بعد الحضور مغيب
أَراكَ عَلى بعد الطَريق تَلومني / اذا قيل لي تلك الطَريق قَريب
فَقَد كنت في ذابان اعثر مرة / وأسقط أخرى كل ذاك لغوب
الى أَن دهتني في جَوانب أَرضه / مَصائب تذوى الغصن وَهو رَطيب
فَحينئذ أَقسمت لا عجت موطئا / عَوانى ذئب أَو عداني ذيب
وَطلقت ذابان الثلات وَلَم أعد / اليه وَمالي فيه وَهو شغوب
وَكَيفَ قفو لي نحو بيت نويرة / وَقَد ساءَني يوم هناك عصيب
ذكرت كَلام الغشمري وَصنوه / وَما فعلاه وَالغَريب غَريب
سمعتهاما حين ابن عمك لم يقم / يَقولان ذياك الغَلام مريب
وَسل عليه ابن الفَواجِر خنجَرا / صقيلا يَرى للنمل فيه دَبيب
فذبيت عَن أعراضنا بصوارم / من الشعر ما فلت لهن غروب
وَلَولاك بل لَولا أَبوك عليكما / تزاح هموم أَو تزال كروب
فخذ بيدي يا آل شمس عمارة / وَلَو أن ذنبي يذبل وَعَسيب
وَكن عصمَتي من جور دهر معاند / به الحر عبدو الصدوق كَذوب
فَما أَنتَ الاسيد وابن سيد / وَبر كَما غيم عَلى سكوب
أَبوك حَبيبي قدس اللَه روحه / وَأَنتَ ابنه وابن الحَبيب حَبيب
تداركني باللطف وَالدهر عابس / واخصبت ربعى وَالزَمان جَديب
وَكَم لك عِندي من يَدلو وزنتها / لما وزناها منوح وَشعيب
سأطلب منك الصفح حَتّى يَكون لي / لديك منالصفح الجَميل نصيب
اذا كنت أَهل العفو عَن كل مذنب / وَلَم تعف عني ان ذا العَجيب
فَهاك من الدر النضد غَريبة / تَروق اعاريضها لهن ضروب
من اللاء لَم يسبق اليهن شاعر / سواي وَلَم ينطق بهن اديب
عَليك سَلام سرمدي مبارك / روائحه مسك يَفوح وَطيب
إِلى صارم الدين الفَتى ابن محمد
إِلى صارم الدين الفَتى ابن محمد / رمت بي مقادير وحرب وَخطوب
وَحطت بي الآمال في خير منزل / لَدى خير من يأوى اليه اديب
فَوافَيت اعلى الناس نفسا وَمنصبا / واخصت ربعا وَالزَمان جَديب
فَتى سر تَوحيد الاله وَسيفه / به العيش يَحلو وَالزَمان يَطيب
هُوَ الكوثر الفياض في آل فارح / اغر يُنادي للندى فَيجيب
غمام يعم الخلق ظلا وَنائلا / لكل من الراجين فيه نَصيب
عليك سَلام اللَه جئتك زائرا / وَشأني وَقيت الشانئين عَجيب
اؤمل منك البر وَالبر واسع / وارجو نداك الجم وَبو قَريب
فقم بي وَعاملني بما أَنتَ أَهله / فان رَجائي فيك ليس يخب
وَصن ماء وَجهي عَن زَمان معاند / وصل حبل انسى فالغَريب غَريب
وَدمت منار الدين ما لاح بارق / وَما اِهتز غصن في الاراك رطيب
وَلازلت مأمولي وَغوثي وبصرتي / عَلى نائبات الدهر حي تَنوب