المجموع : 4
رجائي بعيدٌ والمماتُ قَريبُ
رجائي بعيدٌ والمماتُ قَريبُ / ويُخطِئُ ظنّي والمَنونُ تُصيبُ
مَتى تَأْخُذونَ الثَّأْرَ مِمَّنْ تأَلّبوا / عَليكُمْ وشَبّوا الحَربَ وَهْيَ ضروبُ
فَذلكَ قَد أَدمى ابنُ مُلْجَمَ شَيبَهُ / فَخرَّ عَلى المِحرابِ وَهْوَ خَضيبُ
وذاكَ تَوَلّى السُّمُّ مِنهُ حُشاشَةً / وَأَنْشَبْنَ أَظفارٌ بِها وَنُيوبُ
وَهذا تَوزَّعْنَ الصَّوارِمُ جِسمَهُ / فَخرَّ على البَيداءِ وَهْوَ تَريبُ
قَتيلٌ عَلى نَهرِ الفُراتِ عَلى ظماً / تَطوفُ بِهِ الأَعداءِ وَهْوَ غَريبُ
كَاَنْ لمْ يَكُنْ رَيحانَةً لِمُحمّدٍ / وَما هُوَ نَجْلٌ لِلوَصِيِّ حَبيبُ
وَلمْ يكُ مِنْ أَهلِ الكِساءِ الأُولى بِهِمْ / يُعاقِبُ جَبّارُ السَّما وَيَتوبُ
أُناسٌ عَلَوْا أَعلى المَعالي منَ العُلى / فَليسَ لهُمْ في العالَمينَ ضَريبُ
إِذا انْتَسَبوا جازوا التَّناهي بِجَدِّهِمْ / فما لهُمُ في الأَكْرَمينَ نَسيبُ
هُمُ البَحرُ أَضحى دُرُّهُ وَعُبابُهُ / فَلَيسَ لهُ مِنْ مُبتَغيهِ رُسوبُ
تَسيرُ بهِ فُلكُ النَّجاةِ وَماؤهُ / لِشُرّابِهِ عَذبُ المَذاقِ شَروبُ
هُمُ البَحرُ يُغني مَنْ غَدا في جِوارِهِ / وِساحِلُهُ سَهلُ المَجالِ رَحيبُ
يَمُدُّ بِلا جَزرٍ عُلومًا وَنائِلًا / إِذا جاءَ مِنهُ المَرْءُ وَهْوَ كَسوبُ
هُمُ سَبَبٌ بينَ العِبادِ وَرَبِّهِم / فَراجيهُمُ في الحَشرِ ليسَ يَخيبُ
حَوَوْا عِلمَ ما قَدْ كانَ أَوْ هُوَ كائِنٌ / وَكُلَّ رَشادٍ يَبتَغيهِ طَلوبُ
هُمُ حَسَناتُ العالَمينَ بِفَضلِهِم / وَهُمْ لِلأَعادي في المَعادِ ذُنوبُ
وَقَدْ حَفِظَتْ غَيبَ العُلومِ صُدورُهُمْ / فَما الغَيبُ عَن تِلكَ الصُّدورِ يَغيبُ
فَإِنْ ظُلِمَتْ أَو قُتِّلَتْ أَوْ تُهُضِّمَتْ / فَما ذاكَ مِن شَأْنِ الزَّمانِ عَجيبُ
وَسَوفَ يُديلُ اللهُ فيهِمْ بِأَوبةٍ / وَكُلٌّ إِلى ذاكَ الزَّمانِ يَؤوبُ
وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ
وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ / كما ازْوَرَ محبوبٌ لخوف رقيبهِ
كأنّ الثُّرَيا فيه باقةُ نَرجِسٍ / يُحيّى بها ذُو صبوةٍ لحبيبهِ
أَقولُ وَما بي فَوقَ ما أَنا قائِلٌ
أَقولُ وَما بي فَوقَ ما أَنا قائِلٌ / وَلكِنْ لِأَمْرٍ ما تُقادُ النَّجائِبُ
أَفيقوا مِنَ السُّكرِ الذي قَدْ طحا بِكُمْ / فَكَمْ قَدْ صحا مِنْ سَكرَةِ الخَمْرِ شارِبُ
لَئِنْ كايَدَتْ نَصْبًا أُمَيَّةُ هاشِمًا / فَكُلُّهُمُ مِنْ سالِفِ الدَّهْرِ ناصِبُ
فآباؤُهُمْ كادوا بِحَربِ مُحَمَّدٍ / أَبناؤُهُمْ للدّينِ كُلٌّ مُحارِبُ
وَلكِنْ بَني الأَعْمامِ ما بالُهُمْ بَغَوْا / عَلَيهِمْ وَهُمْ في الواشِجاتِ أَقارِبُ
إِلَيكُمْ بَني العبّاسِ عَنّي فَإِنّني / إِلى اللهِ مِنْ مَيْلٍ إِلَيكُمْ لَتائِبُ
تَرَكتُمْ طَريقَ الحَقِّ بَعدَ اتِّضاحِهِ / وَأَقْصَتْكُمُ عَنهُ ظُنونٌ كَواذِبُ
أَتَرْضَونَ أَنْ تُطْوى صَحائِفُ عُصْبَةٍ / كِرامٍ لَهُمْ في السابِقينَ مَناقِبُ
أَلمْ تَعلَموا أَنَّ التُّراثَ تُراثُهُمْ / وَأَنْتُمْ لِذاكَ الإِرثِ مِنْ بَعْدُ غاصِبُ
هُمُ أَظْهَروا الإِسْلامَ بِالسَّيْفِ وَالقَنا / وَهُمْ طُهِّروا فَالرِّجْسُ والإِثمُ ذاهِبُ
سَيَظهَرُ أَهْلُ الحَقِّ بِالحَقِّ عاجِلاً / وَتَمْحَقُكُمْ سُمْرُ القَنا وَالقَواضِبُ
فَلا تَذْكُروا فيهِمْ مَثالِبَ إِنّما / مَناقِبُهُمْ عِندَ العَدُوِّ مَثالِبُ
كَأَنَّ مَشيبي إِذْ يَلوحُ عَقاربٌ
كَأَنَّ مَشيبي إِذْ يَلوحُ عَقاربٌ / وأَقتَلُ ما أَبْصَرْتَ بِيضَ العَقارِبِ
كَأَنَّ الثُّرَيّا عَوْذَةٌ في تَميمَةٍ / وَقَدْ حَلِيَتْ واسْتُودِعَتْ حِرْزَ كاعِبِ