المجموع : 15
دَعتَك دَواعِي حُبِّ سَلمَى كما دَعَا
دَعتَك دَواعِي حُبِّ سَلمَى كما دَعَا / عَلَى النَّشزِ أُخرَى التّاليات مُهِيبُ
فَلَبَّيكَ مِن دَاعٍ دَعا وَلَوَ أَنَّنِى / صَدىً بَينَ أَحجارٍ لَظَلَّ يُجِيبُ
وَدَاعِي الهَوَى يَغشَى المَنِيَّةَ بِالفَتَى / وَيَعثُرُ عَقلُ المَرءِ وَهوَ لَبِيبُ
فلِلّهِ دَرِّي يَومَ صحراءِ عالجٍ / وَدَرُّ الهَوَى إِنِّى لَهُ لَحَبِيبُ
وَدَرُّ بَلائِى مِن هَواكِ فإنَّهُ / لِعَلّي وَإِن غالَبتُهُ لَغَلُوبُ
أَمِنكِ أُمَيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى
أَمِنكِ أُمَيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى / وَهَيفٌ بِجَولاَنِ التُّرَابِ لَعُوبُ
بَسَابِسُ لَم يُصبِح وَلَم يُمسِ ثاوِياً / بِها بَعدَ جِدِّ البَينِ مِنكِ عَرِيبُ
سِوَى عَازفاتٍ يَنتَحِبنَ معَ الصَّدَى / كَما رَجَّعَت جُوفٌ لهُنَّ ثُقُوبُ
ظَلِلتُ بها أُذرِى الدُّمُوعَ كَما صَرَى / بِغَر بَينِ مِن خَرزِ العَراقِ شَعِيبُ
دِيارُ الّتى هاجَرتُ عَصراً ولِلهَوَى / بلُبِّى إِلَيها قائدٌ ومُهِيبُ
أَذُودُ ارتداعُ الوُدِّ لا خَشيةَ الرّدَى / صَدَى هامَتِى عَمّا إِلَيهِ تَلُوبُ
لِيَغلِبَ حُبِّها عَزائى وَإِنَّنِي / لِصَبرِى إِذا غالَبتُهُ لَغَلُوبُ
وَتَسلَمَ مِن قَولِ الوُشاةِ وإِنَّنِى / لَهُم حِينَ يَغتَابُونَها لَذَبُوبُ
أُمَيمَ لِقَلبِي مِن هَوَاكِ ضَمانَةٌ / وَأَنتِ لَها لَو تَعلَمِينَ طَبيبُ
أُمَيمَ لَقَد عَنَّيتِنى وَأَرَيتِنِى / بَدَائعَ أَخلاَقٍ لهُنَّ ضُرُوبُ
فَارتَاحُ أَحياناً وَحِيناً كأَنَّمَا / عَلَى كَبِدِى ماضِى الشَّباةِ ذَرِيبُ
فَقُلتُ خَيَالٌ مِن أُمَيمَةَ هَاجَنى / وَذُو الشَّوقِ للطَّيفِ المُلِمِّ طَرُوبُ
فَقالُوا تَجَلَّد إِنَّ ذَاكَ عَرَامَةٌ / وَمَا فِى البُكا لِلوَاجِدينَ نَصِيبُ
وَمَا مَاءُ مُزنٍ فى حُجَيلاَءَ دُونَها / مَنَاكِبُ مِن ثُمِّ الذُّرَا وَلُهُوبُ
صَفَا فِى ظِلاَلٍ بَارِد وَتَطَلَّعَت / بِهِ فُرُطٌ يَقتَادُهُنَّ جَنُوبُ
مُعَسكَرُ دَلاّحٍ مَرَت وَدَقَاتِهِ / صَباً بَعدَ مَا هَبَّت لَهُنَّ جَنُوبُ
بِأَطيبَ مِن فِيها مَذَاقاً وإِنَّى / بِشَيمِى إذا أَبصَرتُهُ لَطَبِيبُ
هَنِيئاً لِعُودِ الضَّروِ شَهدٌ يَنالُهُ / عَلَى خَصِراتٍ رِيقُهنَّ عَذُوبُ
وَمَنصِبُها حَمشٌ أَحَمُّ يَزِينُهُ / عَوارضُ فِيها شُنبَةٌ وغُرُوبُ
بما قَد تَسَقَّى مِن سُلافٍ وَضَمَّهُ / بَنانٌ كَهُدّابِ الدِّقسِ خَضِيبُ
أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَينِ وإِنَّنى / لَمُستَهتَرٌ بِالوادِيَينِ غَرِيبُ
وقالت أما واللهِ لَولاَ اشتِهارُكُم / وَجَنيِ عليكَ الذَّنبَ حِينَ تَغِيبُ
لَمَا شَمِلَ الأَحشاءُ مِنكَ عَلاقَةً / ولا زُرتَنا إِلاّ وأَنتَ تَطِيبُ
أَحقّاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ صادِراً / وَلا وارداً إِلاَّ عَلَىَّ رَقِيبُ
ولا ناظراً إِلاّ وَطَرفِىَ دُونَهُ / بَعيدُ المَراقِى فِى السَّماءِ مَهِيبُ
وَلاَ مَاشِياً وَحدِى وَلاَ فِى جَمَاعةٍ / مِنَ النَّاسِ إِلاّ قِيلَ أنتَ مُرِيبُ
وهَل رِيبةٌ فِى أَن تَحِنَّ نَجِيبةٌ / إِلَى إِلفِهَا أَو أَن يَحِنَّ نَجِيبُ
لَكِ اللهُ إِنّى وَاصِلٌ ما وَصَلتِنِى / وَمُثنٍ بمَا أَولَيتنِى وَمثِيبُ
وآخُذُ ما اَعطَيتِ عَفواً وَإِنَّنِى / لأَزوَرُ عَمَا تَكرَهِينَ هَيُوبُ
فَلاَ تَترُكِي نَفسِي شَعَاعاً فإِنَّها / مِنَ الوَجدِ قَد كادَت عَلَيكِ تَذُوبُ
أُحِبُّكِ أَطرَافَ النَّهَارِ بَشَاشَةً / وَفِى اللَّيلِ يَدعُونِى الهَوَى فَأجِيبُ
وَلَمَّا رأَيتُ الهَجرَ أَبقَى مَوَدَّةً / وَطَارَت لأَضغَانٍ عَلَىَّ قُلُوبُ
هَجَرتُ اجِتنَاباً غَيرَ بِغضِ وَلاَقِلىً / اُمَيمَةُ مَهجُورٌ إِليَّ حَبِيبُ
وَنُبِّئتُهَا قَالَت وَبَينِي وَبَينَهَا / مَهَامِهُ غُبرٌ ما بِهِنَّ غَرِيبُ
عَذرتُكَ مِن هَذَا الَّذِى مَرّ لَم يَعُج / عَلَينا فَيجزِينَا وَنَحنُ قَرِيبُ
فَقُلتُ لهُ لاَ تَألُ هَلاَّ عَذَرتَنِى / إِلَيهَا فَقَد حَلَّت عَلَىَّ ذُنُوبُ
أُمَيمُ أَهُونٌ بى عَلَيكِ وَقَد بَدَا / بِجِسمىَ مَمَّا تَزدَرينَ شُحُوبُ
فَقالَ لَهَا يَا أَملَحَ النّاسِ رَاكِبٌ / بِهِ شَعَثٌ بَادٍ بِهِ وَشُحُوبُ
صُدُوداً وإعرَاضاً كأنّىً مُذنِبٌ / وَمَا كانَ لِي إِلاّ هَوَاكِ ذُنُوبُ
لَعَمرِى لَئِن أَولَيتِنى مِنكِ جَفوَةً / وَشَبَّ هَوَى قَلبِى إِلَيكِ شَبُوبُ
وَطَاوَعتِ بى قوماً عِدَىً أن تَظاهَرُوا / عَلَىَّ بقَولِ السُّوءِ حِينَ أَغِيبُ
لَبِئسَ إِذَن عَونُ الخَلِيلِ أَعَنتِني / عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهرِ حِينَ تَنُوبُ
فإِن لَم تَرَى مِنّى عَليكِ فَتَحمَدِى / وَفِى اللهِ قَاضٍ بَينَنَا وَحَسِيبُ
ذِمَاماً إِذا طَاوعتِ بى قَولَ كاشِحٍ / مِنَ الغَيظِ يَفرِى كِذبَهُ وَيَعِيبُ
وإِنّى لأَستَحِييكِ حَتّى كأَنَّمَا / عَلَىَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقِيبُ
حِذَارَ القِلَى وَالصَّرمِ مِنكِ فَإنَّنى / عَلَى العَهدِ مَادَاومَتِنى لَصَلِيبُ
فَيَا حَسَرَاتِ النَّفسِ مِن غُربَةِ الهَوَى / إِذَا اقتَسَمَتنَا نِيّةٌ وَشَعُوبُ
وَمِن خَطَرَاتٍ تَعتَرِينِى وَزَفرَةٍ / لَها بَينَ لَحمِى وَالعِظَامِ دَبِيبُ
أَصُدُّ وَبِى مِثلُ الجُنُونِ مِنَ الهَوَى / وَأَهجُرُ لَيلَى العَصرَ ثُمَّ أُنِيبُ
إِذا أَكثَرَ الكُرهَ المُحَبُّ وَلَم يَكُن / لَهُ عِلَلٌ كادَ المُحَبُّ يَريبُ
وَقَد جَعَلَت رَيّا الجَنُوبِ إِذَا جَرَت / عَلَى طِيبِهَا تَندَى لَنَا وَتَطِيبُ
جَنُوبٌ بِرَيّا مِن أُمَيمَةَ تَغتَدِى / حِجَازِيَّةً عُلوِيَّةً وَتَؤُوبُ
تَهِيجُ عَلَىَّ الشَوقَ بَعدَ اندِمالِهِ / يَمَانِيَةٌ عُلوِيَّةٌ وَجَنُوبُ
أَحِنُّ إِلَى الرَّملِ اليَمانِى صَبَابَةً / وَهَذَا لَعَمرِى لَو رَضِيتُ كَثِيبُ
فأَينَ الأَرَاكُ الدَّوحُ وَالسِّدرُ وَالغَضَى / ومُستَخبَرٌ مِمَّن تُحِبُّ قَرِيبُ
وإِنَّ النَّسِيمَ العَذبَ مِن نَحوِ أَرضِهَا / يَجِىءُ مَرِيضاً صَوبُهُ فَيَطِيبُ
وإِنّى لأَرعَى النَّجمَ حَتّى كأَنَّنِى / عَلَى كُلِّ نَجمٍ فِى السَّماءِ رَقِيبُ
وأشتَاقُ لِلبَرقِ اليَمانِى إِذَا غَدَا / وَأَزدَادُ شَوقاً أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
وَبالحَقلِ مِن صَنعَاءَ كانَ مَطافُهَأ / كَذُوباً وَأَهوَالُ المَنَامِ كَذُوبُ
أَلَمَّت وَايدِى النَّجمِ خُوصٌ عَلَى الشَّفَا / وَقَد كانَ مِن سُلاّفِهنَّ غُرُوبُ
وَرَيدَةُ ذَاتِ الحَقلِ بَينِى وَبَينَهَأ / سَرَى لَيلةً سَارٍ إِلىَّ حَبِيبُ
فَنَبَّهتُ مِطوَىَّ اللَّذينِ كِلاهُما / يُلَبِّينِ عِندَ المُفظِعاتِ مُجِيبُ
جَفَتهُ الفَوَالِى بَعدَ حِينٍ وَلاَحَهُ / شُموسٌ لأَلوَانِ الرِّجَالِ صَهُوبُ
وَطُولُ احتِضانِ السَّيفِ حَتَّى بِمَنكِبى / أَخادِيدُ مِن آثَارِهِ وَنُدُوبُ
وإرجَافُ جَمعٍ بَعدَ جَمع وَغَابَةٍ / صَبَاحَ مَسَاءَ لِلجَنَانِ رَعُوب
وَقَد جَعَلَ الوَاشُونَ عَمداً لَيَعلَمُوا / أَلِي مِنكِ أَم لاَ ياأُمَيمَ نَصِيبُ
أُمَيمَ انصِبى عَينَيكِ نَحوِى تَبَيَّنِى / بِجِسمِىَ مِمَّا تَفعَلِينَ شُحُوبُ
أَذَاهِبةٌ نَبلِى شَعاعاً وَلَم يَكن / لَها مِن ظِباءِ الوَادِيَينِ نَصِيبُ
فإِنَّ الكثِيبَ الفَردَ مِن جَانِبِ الحِمَى / إِلىَّ وَإِن لَم آتِهِ لَحَبِيبُ
وَإِنّى عَلَى رَغمِ العُدَاةِ بِأَنقُعٍ / شِفَاءً لِحَومَاتِ الصَّدَى لَشَرُوبُ
عَلُولٌ بها مِنهَا نَهُولٌ وَإنَّنِى / بِنَفسِىَ عَن مَطرُوقِهَا لَرغُوبُ
مَجِيبٌ لِدَاعٍ مِن أُمَيمَةَ إِن دَعَا / سِوَاهَا بِقَولِ السَّائِلينَ ذَهُوبُ
تَلِجّينَ حَتّى يُزرِىَ الهَجرُ بالهَوَى / وحَتّى تَكادَ النَّفسُ عَنكِ تَطِيبُ
يَحُمنَ حِيامَ الهِيمِ لَم تَلقَ شَافِياً / أَثَابَ النُّفُوسَ الحائماتِ مُثِيبُ
وَلَو أَنَّ ما بى بالحَصَى قَلِقَ الحَصَى / وَبالرّيحِ لم يُسمَع لَهُنَّ هُبُوبُ
وَلَو أَنّنِى أَستَغفِرُ اللهَ كُلَّمَا / ذَكَرتُكِ لَم تُكتَب عَلَىَّ ذُنُوبُ
أَمُستَكبَرٌ مَمشَاىَ إِن جِئتُ زَائراً / إِلَيكُم وَمَعقُودٌ عَلَىَّ ذُنوبُ
دَعُونِى أَرِد حِسىَ ابنِ زَيدٍ فإِنَّهُ / هُوَ العَذبُ يَحلَو لِى لَنَا وَيَطِيبُ
أُمَيمَ احذَرِى نَقضَ القُوَى لاَ يَزَل لَنَا / عَلى النَّاىِ والهِجرَانِ مِنكِ نَصِيبُ
وَكُونِى عَلَى الوَاشِينَ لَدّاءَ شَغبةً / كما أَنَا لِلوَاشِى أَلَدُّ شَغُوبُ
أَلاَ يا أُمِيمَ القَلبِ دَامَ لَكِ الغِنَى / فَما ساعَةٌ إِلاّ عَلَىَّ رقِيبُ
أَسِيرٌ صَغِيرٌ أَو كَبِيرٌ مُجَرِّبٌ / اَم آخَر يَرمِى بالظَّنُونِ مُرِيبُ
فَلاَ تَمنَحِينى البُخلِ مِنكِ وتَعجَلِى / عَلَىَّ بِأمرٍ لَم يَكُن بِذُنُوبِ
أَمَا والّذِى يَبلُو السَّرَائرَ كُلَّهَا / فَيَعلَم ما يَبدُو لَه وَيَغِيبُ
لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفِى النَّفسُ خُلَّةً / لَهَا دُونَ خُلاّتِ الصَّفاءِ نَصِيبُ
وَلَكن تَجَنَّيتِ الذُّنُوبَ وَمَن يُرِد / يَجُذُّ القُوَى تُقدَر عَلَيهِ ذُنُوبُ
بِنَفسِى وَأَهلِى مَن إِذا عَرَضُوا لَهُ / بِبَعضِ الأَذَى لَم يَدرِ كَيفَ يُجِيبُ
ولم يَعتَذِر عُذرَ البَرىءِ وَلَم يَزَل / بِهِ صَعقَةٌ حتّى يُقالَ مُريبُ
لَقَد ظَلَمُوا ذاتَ الوِشاحِ وَلَم يَكُن / لَنا فى هَوَى ذاتِ الوِشاحِ نَصِيبُ
يَقُولون لا يُمسي الغَرِيبُ بأَرضِنا / وَأيدِى الهَدَايا إِنَّنِى لَغَرِيبُ
غَرِيبٌ دَعَاهُ الشَّوقُ فاقتَادَهُ الهَوَى / كَما قِيدَ عَودٌ بِالزِّمامِ أَدِيبُ
فأَنتِ التى ذَلَّلتِ لِلنَّاسِ صَعبَتِى / وقَرَّبتِ لِى ما لَم يَكُن بِقَرِيبِ
وإن أَسمَعَتنِى دَعوَةً لأَجبُتها / أُلبِّى سُلَيمَى قَبلَ كُلِّ مُجِيبِ
أَلاَ لا أُبالِى ما أجَنَّت صُدُورُهُم / إِذا نَصَحت مِمَّن أَوَدُّ جُيُوبُ
فإن تَحمِلوا حِقدا عَلَىَّ فإِنَّنِى / لَعَذبِ المِياهِ نَحوَكُم لَشَرُوبُ
يُثَابُ ذَوو الأَهواءِ غَيرِى وَلاَ أَرَى / اُمَيمَةٌ مِمَّا قَد لَقِيتُ تُثيِبُ
يَقُولونَ أَقصِر عَن هَوَاها فَقَد وَعَت / ضَغائنَ شُبّانٌ عَلَيكَ وَشِيبُ
أَلَهفِى لِما ضَيَّعتُ وُدِّى وَما هَفا / فُؤادِى لِمَن لَم يَدرِ كَيفَ يُثِيبُ
وإِنَّ طَبِيباً يَشعَبُ القَلبَ بَعدَما / تَصَدَّعَ مِن وَجدٍ بِهَا لَكَذوبُ
رَأيتُ لها ناراً وَبَينِى وَبَينَها / مِنَ العِرضِ أَو وادِى المِياهِ سُهُوبُ
إِذا جِئتُهَا وَهناً مِنَ اللَّيلِ شَبَّهَا / مِنَ المَندَلِىِّ المُستَجَادِ ثَقُوبُ
وَقَد وَعَدَت لَيلَى وَمَنّت وَلَم يَكُن / لِرَاجِى المُنَى مِن وُدِّهِنَّ نَصِيبُ
مُحِبًّا أَكَنَّ الوَجدَ حَتّى كأَنَّهُ / مِنَ الأَهلِ وَالمَالِ التِّلاَدِ تَطِيبُ
أَلاَ لاَ أَرَى وَادِى المِياهِ يُثِيبُ / وَلاَ النَّفسُ عَمَّا لاَ تَنَالُ تَطِيبُ
يَقَرُّ بِعَينِى أَن أَرَى ضَوءَ مُزنَةٍ / يَمانِيةٍ أَو أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
فإِن خِفتِ أَلاّ تُحكِمِى مِرَّةَ الهَوَى / فَرُدِّى فُؤَادِى وَالمَزَارُ قَرِيبُ
أَكُن أَحوَذِىَّ الصَّرمِ إِمّا لِخُلَّةٍ / سِوَاكِ وَإِمّا أَرعَوِى فَأتُوبُ
تَبِعتُكِ عَاماً ثُمَّ عَامَينِ بَعدَهُ / كما تَبِعَ المُستَضعَفِينَ جَنِيبُ
فَأبلَستِ إِبلاَسَ الدَّنىءِ وَمَا عَدَت / لكِ النَّفسُ حاجاتٍ وَهُنَّ قَرِيبُ
رَجاةَ نَوالٍ مِن أُمَيمَةَ إِنَّها / إذا وَعَدَتنا نائلاً لَكَذُوبُ
وَقَد قُلتُ يَوماً لاِبنِ عَمروٍ وَقَد عَلَت / فُوَيقَ التَّراقِى أَنفُسٌ وقُلُوبُ
وَأَيدِ الأَعادِى مُشرَعاتٌ فَطَرفُنا / إِلَى طَرفِهِم نَرمِى بِهِ فَنُصِيبُ
تَمَتَّعتُ مِن أَهلِ الكثِيبِ بنَظَرَةٍ / وقَد قِيلَ ما بَعدض الكثِيبِ كَثِيبُ
أَلاَ لَيتَ شِعرِى عَنكِ هَل تَذكُرِينَنِى / فذِكرُكِ فى الدُّنيا إِلىَّ حبيب
وَهَل لِي نَصِيبٌ فى فُؤادِكِ ثابتٌ / كَمالكِ عِندِى فى الفُؤادِ نَصِيبُ
فَلَستُ بِمَتروكٍ فَأَشرَبَ شَربَةٌ / ولا النَّفسُ عَمَّا لا تَنالُ تَطِيبُ
رَأيتُ نُفُوساً تُبتَلَى طالَ حَبسُهَا / عَلَى غَيرِ جُرمٍ ما لَهُنَّ ذُنُوبُ
فلا خَيرَ فِى الدُّنيا إِذا أَنتَ لم تَزُر / حَبِيباً وَلَم يَطرَب إِلَيك حَبيبُ
سُقِيتُ دَمَ الحَيّاتِ إِن لُمتُ بَعدَها / مُحِبّاً ولا عَنَّفتُ حِينَ يَحُوبُ
وَإِنَّى لَتَعرُونِي وَقَد نَامَ صُحبَتِى / رَوَائعُ حتَّى لِلفُؤادِ وَجِيبُ
أَيا رَبِّ أَدعُوكَ العَشِيَّةَ مُخلِصاً
أَيا رَبِّ أَدعُوكَ العَشِيَّةَ مُخلِصاً / لِتَعفوَ عَن نَفسٍ كَثِيرٍ ذُنُوبُهَا
قَضَيتَ لَها بِالبُخلِ ثُمَّ ابتَلَيتَها / بِحُبِّ الغَوَانِى ثُمَّ أَنتَ حَسِيبُها
خَلِيلىَّ ما مِن حَوبَةٍ تَعلَمانِها / بِجِسمِيَ إِلاّ أُمُّ عَمرٍو طَبيبُهَا
أَهُمُّ بِجَذِّ الحَبلِ ثُمَّ يَرُدُّنِى / تَذَكُّرُ رَيّا أُمِّ عَمرٍو وَطِيبُها
وَبَردُ ثَناياها إِذا ماتَغَوَّرَت / نُجُومٌ يَشِفُّ الواجِدِينَ غُيُوبُهَا
وَقَد زَعَمَوا أَنَّ الرِّياحَ إِذا جَرَت / يَمانِيةً يَشفِي المُحِبَّ دَبِيبُهَا
وَقَد كَذَبُوا لا بَل تَزِيدُ صَبَابَةً / إِذا كانَ مِن نَحوِ الحَبِيبِ هُبُوبُهَا
فَيَا حَبَّذَا الأَعراضُ طابَ مَقِيلُها / إِذا مَسَّها قَطرٌ وهَبَّت جَنُوبُهَا
مِنَ البِيضِ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ
مِنَ البِيضِ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ / يَشُوبُ بَياضَ الكفِّ مِنها خِضابُها
تَبَدَّت لَنا مِن بَينِ أَستارِ قُبَّةٍ / كَشَمس تَبَدَّت حِينَ زَالَ سَحابُهَا
فَخِلتُ وَمِيضَ البَرقِ عِندَ ابتِسامِها / وَقَد حالَ دُونَ الثَّغرِ مِنها نِقابُهَا
بأهلي ومالي مَن جَلَبتُ لَهُ أذى
بأهلي ومالي مَن جَلَبتُ لَهُ أذى / وَمَن حَمَلت ضِغناً عَلَىَّ أقَاربُه
وَمَن هُوَ أهوَى كُلِّ مَن وَطِىءَ الحَصى / إِلىَّ وَيَجفونى ويَغلُظُ جانبُه
وَمَن لَو جَرى الشَّحناءُ بَينِي وَبَينَهُ / وَحارَبَني لَم أَدرِ كَيفَ أُحارِبُه
وَإِنّى لَيَثنينى الحَياء وَانثَنى / عَلَى مِثلِ حَدِّ السَّيفِ وَجداً أُغالبُه
مَخافَةَ أن تَلقى أذى مِن مَليكها / بأمرٍ يَرَى الواشونَ أنّىَ جَالبُه
أكرّ تقاضيهِ لأيَّةِ عِلَّةٍ / إِذا خَانَنى وَالِيكِ وَازورَّ جانبُه
عَفا اللهُ عَن لَيلَى وَإِن سَفَكَت دَمِى
عَفا اللهُ عَن لَيلَى وَإِن سَفَكَت دَمِى / فَإِنِّى وَإِن لَم تَجزِنِى غيرُ عاتِبِ
عَلَيها ولا مُبدٍ لِلَيلَى شَكِيَّةً / وَقَد يَشتكِى المُشكَى إِلَى كُلِّ صَاحِبِ
يَقُولُونَ تُب مِن حُبِّ لَيلَى وَوُدِّها / وَما أَنا مِن حُبى لِلَيلَى بِتائِبِ
يَمانِيَةٌ هَبَّت بِلَيلٍ فَأَرَّقَت
يَمانِيَةٌ هَبَّت بِلَيلٍ فَأَرَّقَت / حُشَاشَةَ نَفسٍ قَد تَمَنَّى طَبِيبُهَا
أَبِينِى إِذا استُخبِرتِ هَل تَحفظُ الهَوَى / أُمَيمَةُ أَم هَل عادَ بَعدِى رَقِيبُهَا
حَلَفتُ لَها أَن قَد وَجَدتُ مِنَ الهَوَى
حَلَفتُ لَها أَن قَد وَجَدتُ مِنَ الهَوَى / أَخا المَوتِ لا بِدعاً وَلا مُتَأشِّبَا
وَقَد زَعمَت لي ما فَعَلتُ فَكَيفَ لِي / إِذا كُنتُ مَردُودَ الكَلامِ مُكَذَّبَا
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى / أَنَاهُ مُؤَدَّىً للغَرِيمِ المُطالبِ
لقد طالما استَنسَأتِ إِمّا لِتَظلمِى / وإِمّا لتُرضِى بالقَليلِ المُقاربِ
لقد زَعَم الواشونَ أَنِّى صَرَمتُهَا / وكلُّ الذى عدُّوا مَقالةُ كاذبِ
وكيفَ عَزاءُ النَّفسِ عنها وحبُّهَا / يزيدُ إِذَا ما رثَّ وَصلُ الكَواعِبِ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ / عَلَى السّاقِ مِن عَوجاءَ بادٍ كُعوبُهَا
فَقُلتُ لِرَاعِى السِّجنِ وَالسِّجنُ جامِعٌ / قَبَائِلَ مِن شَتَّى وشَتَّى ذُنُوبُهَا
أَلاَ لَيتَ شِعرِى هَل أَزُورَنَّ نِسوَةً / مُضَرَّجَةً بِالزَّعفَرانِ جُيُوبُهَا
وَهَل أَلقَيَن بِالسِّدرِ مِن أَيمَنِ الحِمَى / مُصَحَّحَةَ الأَجسامِ مَرضَى قُلُوبُهَا
بِهِنَّ مِنَ الدَّاءِ الّذِى أنا عارفٌ / وَلا يَعرِفُ الأَدواءَ إِلاّ طَبِيبُهَا
عَلَيهِنَّ ماتَ القَلبُ مَوتاً وجانَبَت / بِهِنَّ نَوَى غِبٍّ أَشَتَّ شَعُوبُهَا
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ / وَهَل عاتِبٌ زارٍ عَلَى الدَّهرِ مُعتَبُ
أَرَى غِيرَ الأَيّامِ أَزرَى بِلِينِها / وَمَعروفِها دَهرٌ بِنَا يَتَقَلَّبُ
فَلِلنَّفسِ مِن ذِكرٍ لَما زالَ فانقَضَى / عَوَائدُ أَحزانٍ تَشُفَّ وَتُنصِبُ
غَلَبنَ اعتِزامَ الصَّبرِ فالقَلبُ تابِعٌ / لِداعِى الهَوَى مِن ذِى المَوَدَّةِ مُصحِبُ
فَمالَت بِكَ الأَيّامُ وَازدادَ هَفوَةً / لِذِكرِ الغَوانِى لُبُّكَ المُتَشَعِّبُ
عَلَى حِينَ لَم تُعذَر بِجَهلٍ وأَشرَفَت / عَلَيكَ أُمُورٌ لَم تَكُن لَكَ تُغضِبُ
ورَوَّحتِ الآياتُ والدِّينُ وَالنُّهَى / علَيكَ مِنَ الحِلمِ الّذِى كادَ يَعزُبُ
وكَيفَ معَ الحَبلِ الَّذِى بَقِيتَ لَهُ / قُوىً مُحكَماتٌ عَقدُهُنَّ مُؤَرَّبُ
يَزِيدُ فَناءُ الدَّهرِ فِيهِنَّ جِدَّةً / وَتَقلِيبُ أَشطانِ الهَوَى حَيثُ يَضرِبُ
تَرُومُ عَزاءً أَو تَرُومُ صَرِيمَةً / وَفى ذَاكَ عَن بَعضِ الأَذَى مُتَنَكَّبُ
عَنِ المُشِكلِ المُزجِى المَوَدَّةَ وَالّذى / يَبِينُ فَينأَى أَو يُدَانِى فَيَقرُبُ
مَعَ الطَّمَعِ اللّذ لا يَزَالُ يَرُدُّهُ / جَميلُ النَّثا والمَنظَرُ المُتَحَبَّبُ
وَقَد جُزِيَت بالوُدِّ سَلمضى وَمَا الهَوَى / بِمُستَجمِعٍ إِلاّ لمَن يَتَحَبَّبُ
وَقالت لَقَد أَعلَنتَ باسمِى وَأَيقَنَت / بِذَاكَ شُهُودٌ حَاضِرُونَ وغُيَّبُ
فَقُلتُ وإِنِّى حِينَ تَبغِى صَرِيمَتى / لَسَمحٌ إِذا ضَنَّ الهَيُوبُ المُلزّبُ
أَتَقرِبَةً لِلصَّرمِ أَم دَفعَ حاجةٍ / أَرَادَت بِهِ أَم ذاتَ بَينِكَ تَقرُبُ
وَأُقسِمُ ما اَدرِى إِذا المَوتُ زَارَنِى / أَسلمَى بِقَلبِى أَم أُمَيمةُ أَصقَبُ
فَما مِنهُمَا إِلاّ التِّى لَيسَ لِلهَوَى / سِوَاهَا عِنِ الأُخرَى مِنَ الأَرضِ مَذهَبُ
هُمَا اقتَادَتَا لُبِّى جَنِيباً وَلَم يَكُن / لِمَن لاَ يُجازِى بِالمَوَدَّةِ يَجنُبُ
فَلاَ القَلبُ يَنسَى ذِكرَ سَلمَى إِذا نَأَت / وَلاَ الصَّبرُ إِن بانَت أُمَيمةًُ يُعقِبُ
وَكَم دُونَ سَلمَى مِن جِبالٍ وسَبسَبٍ / إِذا قَطَعَتهُ العِيسُ أَعرَضَ سَبسَبُ
مَلِيعٍ تَرَى غِربانَ مَنزِلِ رَكبِهِ / عَلَى مُعجَلٍ لَم يَحىَ أَو يَتَطَرَّبِ
لِجِنّانِهِ وَاللَّيلُ دَاجٍ ظَلامُهُ / دَوِىٌّ كَما حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ
قَطَعتُ وَلَولاَ حُبُّهَا مَا تَعَسَّفَت / بِنا عَرضَهُ خُوصٌ تَخِبُّ وَتَتعَبُ
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى / بِحَجلاءَ يَجرِى تحتَ نِيقٍ حَبابُهَا
سَقَاها مِنَ الأَشراطِ ساقٍ فأَصبَحَت / تَسِيلُ مَجارِى سَيلِها وِشعابُها
يَحُومُ بها صادٍ يَرَى دُونَها الرّدَى / مُحيطاً فَيهوَى ورِدَها ويَهابُها
بِأَطيبَ مشن فيها ولا قَرقَفِيَّةٌ / يُشابُ بماءِ الزَّنجَبيلِ رُضابُها
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما / عَلَى حِينَ يخلِى ماءَ حُزوَى رَقِيبُهَا
وَسُوفَا الثَّرَى حَتّى يُحَلِّىءَ عَنكُما / غَلِيلَ الصَّدَى بَردُ الحِياضِ وَطِيبُهَا
فَإِنَّ على الماء الّذِى تَرِدانِهِ / مُفَلَّجَةَ الأَنيابِ دُرمٌ كُعُوبُها
فَما مُزنَةٌ بَينَ السِّماكَينِ أَومَضَت / مِنَ الغَورِ ثُمَّ استَعرَضَتها جَنُوبُها
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قَالَت وَحَولَنا / مِنَ النَّاسِ أَو شابٌ يُخافُ شَغُوبُهَا
تَغَانَيتَ وَاستَغنَيتَ عَنّا بِغَيرِنا / هَنِيئَا لِمَن فِى السِّر أَنتَ حَبِيبُهَا
فَقُلتُ لَها اَنتِ الحَبِيبةُ فَاعلَمِى / إِلَى يَومِ يَلقَى كُلَّ نَفسٍ حَسِيبُهَا
وَدِدتُ بِلا مَقتٍ مِنَ اللهِ أَنَّهَأ / نَصِيبِى مِنَ الدُّنيا وَأَنِّى نَصِيبُهَا
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ / مِنَ الجَهلِ لاَ يُسلِيكَ نَأيٌ وَلاَ قُربُ
تَهِيمُ بِلَيلَى لاَ نَوَالٌ تُنِيلُهُ / وَلاَ رَاحَةٌ مِمّن تَذُكُّرُهُ نَصبُ
هَوَاها هَوىً قَد عَادَ مَكنُونُهُ جَوىً / ومَرعىً لِبَاغِى الخَيرِ مِن وَصلِهَا جَدبُ
وهَجرُ سُلَيمَى مُستَبِينٌ طرِيقُهُ / وَمَسلَكُهُ وَعرٌ إِذا رُمتَهُ صَعبُ
لَوَ أَنَّ سُلَيمَى يُعقِبُ البُخلَ جُودُها / كَما لِسُلَيمَى مِن مَوَدَّتِهَا عَقبُ
وَعَائِبَةٍ سَلمَى إِلَينا وَمَالَنَا / إِلَيها سِوَى الوَصلِ الَّذِى بَينَنا ذَنبُ
وَمَا تَستَوِى سَلمَى وَلاَ مَن يَعِيبُهَا / إِلَينا كَما لاَ يسَتَوِى المِلحُ وَالعَذبُ
وَفِى الجِيرةِ الغادِينَ مِن بَطنِ وَجرَةٍ
وَفِى الجِيرةِ الغادِينَ مِن بَطنِ وَجرَةٍ / غَزالٌ أَحَمُّ المُقَلَتينِ رَبيبُ
فَلاَ تَحسَبِى أَنَّ الغَرِيبَ الذِى نَأى / وَلكِنَّ مَن تَنأَينَ عَنهُ غَرِيبُ