القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 2430
شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ
شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ / وَأَنّي كَبيرٌ ذو عِيالٍ مُحَنَّبُ
فَقالَ لَنا أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / إِذا سَرَّكُم لَحمٌ مِنَ الوَحشِ فَاِركَبوا
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا
لَقَد هَتَفَ اليَومَ الحَمامُ لِيُطرِبا / وَعَنّى طِلابُ الغانِياتِ وَشَيِّبا
وَأَجمَعنَ مِنكَ النَفرَ مِن غَيرِ ريبَةٍ / كَما ذَعَرَ الرامي بِفَيحانَ رَبرَبا
عَجِبتُ لِما يَفري الهَوى يَومَ مَنعِجٍ / وَيَوماً بِأَعلى عاقِلٍ كانَ أَعجَبا
وَأَحبَبتُ أَهلَ الغَورِ مِن حُبِّ ذي فَناً / وَأَحبَبتُ سُلمانَينَ مِن حُبِّ زَينَبا
يُحَيّونَ هِنداً وَالحِجابانِ دونَها / بِنَفسِيَ أَهلٌ أَن تُحَيّا وَتُحجَبا
تَذَكَّرتَ وَالذِكرى تَهيجُكَ وَاِعتَرى / خَيالٌ بِمَوماةٍ حَراجيجَ لُغَّبا
لَئِن سَكَنَت تَيمٌ زَماناً بِغِرَّةٍ / لَقَد حُدِيَت تَيمٌ حُداءً عَصَبصَبا
لَقَد مَدَّني عَمروٌ وَزَيدٌ مِنَ الثَرى / بِأَكثَرَ مِمّا عِندَ تَيمٍ وَأَطيَبا
إِذا اِعتَرَكَ الأَورادُ يا تَيمُ لَم تَجِد / عِناجاً وَلا حَبلاً بِدَلوِكَ مُكرَبا
وَأَعلَقتُ أَقراني بِتَيمٍ لَقَد لَقوا / قَطوعاً لِأَعناقِ القَرائِنِ مِجذَبا
وَلَو غَضِبَت يا تَيمُ أَو زُيِّلَ الحَصا / عَلَيكَ تَميمٌ لَم تَجِد لَكَ مَغضَبا
وَما تَعرِفونَ الشَمسَ إِلّا لِغَيرِكُم / وَلا مِن مُنيراتِ الكَواكِبِ كَوكَبا
فَإِنَّ لَنا عَمراً وَسَعداً عَلَيكُمُ / وَقَمقامَ زَيدٍ وَالصَريحَ المُهَذَّبا
سَأُثني عَلى تَيمٍ بِما لا يَسُرُّها / إِذا أَركُبٌ وافَوا بِنَعمانَ أَركُبا
فَإِنَّكَ لَو ضَمَّتكَ ياتَيمُ ضَمَّةً / مَناكِبُ زَيدٍ لَم تُرِد أَن تَوَثَّبا
فَوَدَّت نِساءُ الدارِمِيِّنَ لَو تَرى / عُتَيبَةَ أَو عايَنَّ في الخَيلِ قَعنَبا
أَزَيدَ بنَ عَبدِ اللَهِ هَلّا مَنَعتُمُ / أُمامَةَ يَومَ الحارِثِيِّ وَزَينَبا
أَخَيلُكَ أَم خَيلي تَدارَكنَ هانِئً / يُثِرنَ عَجاجاً بِالغَبيطَينِ أَصهَبا
فَهَل جَدعُ تَيمٍ لا أَبالَكَ زاجِرٌ / كَنانَةَ أَو ناهٍ زُهَيراً وَتَولَبا
فَلا يَضغَمَنَّ اللَيثُ عُكلاً بِغِرَّةٍ / وَعُكلٌ يَشِمّونَ الفَريسَ المُنَيَّبا
وَأُخبِرتُ تَيماً نادِمينَ فَسَرَّني / مَلامَةُ تَيمٍ أَمرَها المُتَعَقَّبا
عَجِبتُ لِهاذا الزائِرِ المُتَرَقِّبِ
عَجِبتُ لِهاذا الزائِرِ المُتَرَقِّبِ / وَإِدلالِهِ بِالصَرمِ بَعدَ التَجَنُّبِ
أَرى طائِراً أَشفَقتُ مِن نَعَباتِهِ / فَإِن فارَقوا غَدراً فَما شِئتَ فَاِنعَبِ
إِذا لَم يَزَل في كُلِّ دارٍ عَرَفتَها / لَها ذارِفٌ مِن دَمعِ عَينَيكَ يَذهَبِ
فَمازالَ يَستَنعي الهَوى وَيَقودُني / بِحَبلَينِ حَتّى قالَ صَحبي أَلا اِركَبِ
وَقَد رَغِبَت عَن شاعِرَيها مُجاشِعٌ / وَماشِئتَ فاشوا مِن رُواةٍ لِتَغلِبِ
لَقَد عَلِمَ الحَيُّ المُصَبَّحُ أَنَّنا / مَتى ما يُقَل يا لِلفَوارِسِ نَركَبِ
أَكَلَّفتَ خِنزيرَيكَ حَومَةَ زاخِرٍ / بَعيدِ سَواقِ السَيلِ لَيسَ بِمُذنِبِ
قَرَنتُم بَني ذاتِ الصَليبِ بِفالِجٍ / قَطوعٍ لِأَعناقِ القَرائِنِ مِشغَبِ
فَهَلّا اِلتَمَستُم فانِياً غَيرَ مُعقِبٍ / عَنِ الرَكضِ أَو ذا نَبوَةٍ لَم يُجَرَّبِ
إِذا رُمتَ في حَيِي خُزَيمَةَ عِزَّنا / سَما كُلُّ صَرّيفِ السَنانَينِ مُصعَبِ
أَلَم تَرَ قَومي بِالمَدينَةِ مِنهُمُ / وَمَن يَنزِلُ البَطحاءَ عِندَ المُحَصَّبِ
لَنا فارِطا حَوضِ الرَسولِ وَحَوضُنا / بِنَعمانِ وَالأَشهادُ لَيسَ بِغُيَّبِ
فَما وَجَدَ الخِنزيرُ مِثلَ فِعالِنا / وَلا مِثلَ حَوضَينا جِبايَةَ مُجتَبي
وَقَيسٌ أَذاقوكَ الهَوانَ وَقَوَّضوا / بُيوتَكُمُ في دارِ ذُلٍّ وَمَحرَبِ
فَوارِسُنا مِن صُلبِ قَيسٍ كَأَنَّهُم / إِذا بارَزوا حَرباً أَسِنَّةُ صُلَّبِ
لَقَد قَتَلَ الجَحّافُ أَزواجَ نِسوَةٍ / قِصارَ الهَوادي سَيِّئاتِ التَحَوُّبِ
يُمَسِّحنَ يا رُخمانُ في كُلِّ بيعَةٍ / وَما نِلنَ مِن قُربانِهِنَّ المُقَرَّبِ
فَإِنَّكَ يا خِنزيرَ تَغلِبَ إِن تَقُل / رَبيعَةُ وَزنٌ مِن تَميمٍ تُكَذَّبِ
أَبا مالِكٍ لِلحَيِّ فَضلٌ عَلَيكُمُ / فَكُل مِن خَنانيصِ الكُناسَةِ وَاِشرَبِ
لَقَد كانَ ظَنّي يا اِبنَ سَعدٍ سَعادَةً
لَقَد كانَ ظَنّي يا اِبنَ سَعدٍ سَعادَةً / وَما الظَنُّ إِلّا مُخطِئٌ وَمُصيبُ
تَرَكتُ عِيالي لافَواكِهَ عِندَهُم / وَعِندَ اِبنِ سَعدٍ سُكَّرٌ وَزَبيبُ
تُحَنّى العِظامُ الراجِفاتُ مِنَ البِلى / وَلَيسَ لِداءِ الرُكبَتَينِ طَبيبُ
كَأَنَّ النِساءَ الآسِراتِ حَنَينَني / عَريشاً فَمَشيِي في الرِجالِ دَبيبُ
مَنَعتَ عَطائي يا اِبنَ سَعدٍ وَإِنَّما / سَبَقتَ إِلَيَّ المَوتَ وَهُوَ قَريبُ
فَإِن تَرجِعوا رِزقي إِلَيَّ فَإِنَّهُ / مَتاعُ لَيالٍ وَالحَياةُ كَذوبُ
لَو كُنتُ في غُمدانَ أَو في عَمايَةٍ
لَو كُنتُ في غُمدانَ أَو في عَمايَةٍ / إِذاً لَأَتاني مِن رَبيعَةَ راكِبُ
بِوادي الحُشَيفِ أَو بِجُرزَةَ أَهلُهُ / أَوِ الجَوفِ طَبٌّ بِالنِزالَةِ دارِبُ
يُثيرُ الكِلابَ آخِرَ اللَيلِ صَوتُهُ / كَضَبِّ العَرادِ خَطوُهُ مُتَقارِبُ
فَباتَ يُمَنّينا الرَبيعَ وَصَوبَهُ / وَسَطَّرَ مِن لُقّاعَةٍ وَهوَ كاذِبُ
لَستُ بِمُعطي الحُكمَ عَن شَفِّ مَنصِبٍ
لَستُ بِمُعطي الحُكمَ عَن شَفِّ مَنصِبٍ / وَلا عَن بَناتِ الحَنظَلِيِّنَ راغِبُ
أَراهُنَّ ماءَ المُزنِ يُشفى بِهِ الصَدى / وَكانَت مِلاحاً غَيرَهُنَّ المَشارِبُ
لَقَد كُنتَ أَهلاً إِذ تَسوقُ دِياتِكُم / إِلى آلِ زيقٍ أَن يَعيبَكَ عائِبُ
وَماعَدَلَت ذاتُ الصَليبِ ظَعينَةً / عُتَيبَةُ وَالرِدفانِ مِنها وَحاجِبُ
أَلا رُبَّما لَم نُعطِ زيقاً بِحُكمِهِ / وَأَدّى إِلَينا الحُكمَ وَالغُلُّ لازِبُ
حَوَينا أَبا زيقٍ وَزيقاً وَعَمَّهُ / وَجَدَّةُ زيقٍ قَد حَوَتها المَقانِبُ
أَلَم تَعرِفوا يا آلَ زيقٍ فَوارِسي / إِذا اِغبَرَّ مِن كَرِّ الطَرادِ الحَواجِبُ
حَوَت هانِئً يَومَ الغَبيطَينِ خَيلُنا / وَأَدرَكنَ بِسطاماً وَهُنَّ شَوازِبُ
صَبَحناهُمُ جُرداً كَأَنَّ غُبارَها / شَآبيبُ صَيفٍ يَزدَهيهِنَّ حاصِبُ
بِكُلِّ رُدَينِيٍّ تَطارَدَ مَتنُهُ / كَما اختَبَّ سيدٌ بِالمَراضَينِ لاغِبُ
جَزى اللَهُ زيقاً وَاِبنَ زيقٍ مَلامَةً / عَلى أَنَّني في وُدِّ شَيبانَ راغِبُ
أَأَهدَيتَ يازيقَ بنَ زيقٍ غَريبَةً / إِلى شَرِّ ما تُهدى إِلَيهِ الغَرائِبُ
فَأَمثَلُ ما في صِهرِكُم أَنَّ صِهرَكُم / مُجيدٌ لَكُم لَيَّ الكَتيفِ وَشاعِبُ
عَرَفناكَ مِن حوقِ الحِمارِ لِزِنيَةٍ / وَكانَ لِضَمّاتٍ مِنَ القَينِ غالِبُ
بَني مالِكٍ أَدّوا إِلى القَينِ حَقَّهُ / وَلِلقَينِ حَقٌّ في الفَرَزدَقِ واجِبُ
أَثائِرَةٌ حَدراءُ مَن جُرَّ بِالنَقا / وَهَل في بَني حَدراءَ لِلوِترِ طالِبُ
ذَكَرتَ بَناتِ الشَمسِ وَالشَمسُ لَم تَلِد / وَأَيهاتَ مِن حوقِ الحِمارِ الكَواكِبُ
وَلَو كُنتَ حُرّاً كانَ عَشرٌ سِياقَةً / إِلى آلِ زيقٍ وَالوَصيفُ المُقارِبُ
أَصبَحَ زُوّارُ الجُنَيدِ وَجُندُهُ
أَصبَحَ زُوّارُ الجُنَيدِ وَجُندُهُ / يُحَيّونَ صَلتَ الوَجهِ جَزلاً مَواهِبُه
بِحَقِّ امرِئٍ يَجري فَيُحسَبُ سابِقاً / بَنو هَرِمٍ وَاِبنا سِنانِن حَلائِبُه
وَتَلقى جُنَيداً يَحمِلُ الخَيلَ مُعلِماً / عَلى عارِضٍ مِثلُ الجِبالِ كَتائِبُه
فَتى غَمَراتٍ لاتَزالُ عَوامِلاً / إِلى بابِ مَلكٍ خَيلُهُ وَنَجائِبُه
أَلا حَيِّ لَيلى إِذ أَجَدَّ اجتِنابُها
أَلا حَيِّ لَيلى إِذ أَجَدَّ اجتِنابُها / وَهَرَّكَ مِن بَعدِ اِئتِلافٍ كِلابُها
وَكَيفَ بِهِندٍ وَالنَوى أَجنَبِيَّةٌ / طَموحٌ تَنائيها عَسيرٌ طِلابُها
فَلَيتَ دِيارَ الحَيِّ لَم يُمسِ أَهلُها / بَعيداً وَلَم يَشحَج لِبَينٍ غُرابُها
أُحَلأُ عَن بَردِ الشَرابِ وَقَد نَرى / مَشارِعَ لِلظَمآنِ يَجري حَبابُها
وَنَخشى مِنَ الأَعداءِ أُذناً سَميعَةً / تُوَجَّسُ أَو عَيناً يُخافُ اِرتِقابُها
كَأَنَّ عُيونَ المُجتَلينَ تَعَرَّضَت / لِشَمسٍ تَجَلّى يَومَ دَجنٍ سَحابُها
إِذا ذُكِرَت لِلقَلبِ كادَ لِذِكرِها / يَطيرُ إِلَيها وَاِعتَراهُ عَذابُها
فَهَل مِن شَفيعٍ أَو رَسولٍ بِحاجَةٍ / إِلَيها وَإِن صَدَّت وَقَلَّ ثَوابُها
بِأَنَّ الصَبا يَوماً بِمَنعِجَ لَم يَدَع / عَزاةً لِنَفسٍ ما يُداوى مُصابُها
وَيَوماً بِسُلمانينَ كِدتُ مِنَ الهَوى / أَبوحُ وَقَد زُمَّت لِبَينٍ رِكابُها
عَجِبتُ لِمَحزونٍ تَكَلَّفَ حاجَةً / إِلَيها فَلَم يُردَد بِشَيءٍ جَوابُها
حَمى أَهلُها ما كانَ مِنّا فَأَصبَحَت / سَواءٌ عَلَينا نَأيُها وَاِقتِرابُها
أَبا مالِكٍ مالَت بِرَأسِكَ نَشوَةٌ / وَبِالبِشرِ قَتلى لَم تُطَهَّر ثِيابُها
فَمِنهُم مُسَجّاً في العَباءَةِ لَم يَمُت / شَهيداً وَداعي دَعوَةٍ لايُثابُها
فَإِنَّ نَداماكَ الَّذينَ خَذَلتَهُم / تَلاقَت عَلَيهِم خَيلُ قَيسٍ وَغابُها
إِذا جاءَ روحُ التَغلِبِيِّ مِنِ اِستِهِ / دَنا قَبضُ أَرواحٍ خَبيثٍ مَآبُها
ظَلِلتَ تَقيءُ الخَندَريسَ وَتَغلِبٌ / مَغانِمُ يَومِ البِشرِ يُحوى نِهابُها
وَأَلهاكَ في ماخورِ حَزَّةَ قَرقَفٌ / لَها نَشوَةٌ يُمسي مَريضاً ذُبابُها
وَأَسلَمتُمُ حَظَّ الصَليبِ وَقَد رَأَوا / كَتائِبَ قَيسٍ تَستَديرُ عُقابُها
لَقَد تَرَكَت قَيسٌ دِياراً لِتَغلِبٍ / طَويلاً بِشَطِّ الزابِيَينِ خَرابُها
تَمَنَّت خَنازيرُ الجَزيرَةِ حَربَنا / وَقَد حَجَرَت مِن زَأرِ لَيثٍ كِلابُها
عَجِبتُ لِفَخرِ التَغلِبِيِّ وَتَغلِبٌ / تُؤَدّي جِزى النَيروزِ خُضعاً رِقابُها
أَيَفخَرُ عَبدٌ أُمُّهُ تَغلِبِيَّةٌ / قَدِ اِخضَرَّ مِن أَكلِ الخَنانيصِ نابُها
غَليظَةُ جِلدِ المِنخَرَينِ مُصِنَّةٌ / عَلى أَنفِ خِنزيرٍ يُشَدُّ نِقابُها
جَعَلتُ عَلى أَنفاسِ تَغلِبَ غُمَّةً / شَديداً عَلى جِلدِ الأُنوفِ اغتِصابُها
وَأَوقَدتُ ناري بِالحَديدِ فَأَصبَحَت / يُقَسَّمُ بَينَ الظالِمينَ عَذابُها
وَأَصعَرَ ذي صادٍ شَفَيتُ بِصَكَّةٍ / عَلى الأَنفِ أَو بِالحاجِبَينِ مَصابُها
أَبا مالِكٍ لَيسَت لِتَغلِبَ نَجوَةٌ / إِذا مابُحورُ المَجدِ عَبَّ عُبابُها
إِذا حَلَّ بَيتي بَينَ قَيسٍ وَخِندِفٍ / لَقيتَ قُروماً لَم تُدَيَّث صِعابُها
كَذَلِكَ أَعطى اللَهُ قَيساً وَخِندِفاً / خَزائِنَ لَم يُفتَح لِتَغلِبَ بابُها
وَمِنّا رَسولُ اللَهِ حَقّاً وَلَم يَزَل / لَنا بَطنُ بَطحاوَي مِنىً وَقِبابُها
وَإِنَّ لَنا نَجداً وَغَورَ تِهامَةٍ / نَسوقُ جِبالَ العِزِّ شُمّاً هِضابُها
أَصاحِ أَلَيسَ اليَومَ مُنتَظِري صَحبي
أَصاحِ أَلَيسَ اليَومَ مُنتَظِري صَحبي / نُحَيِّي دِيارَ الحَيِّ مِن دارَةِ الجَأبِ
وَماذا عَلَيهِم أَن يَعوجوا بِدِمنَةٍ / عَفَت بَينَ عَوصاءِ الأُمَيلِحِ وَالنَقبِ
ذَكَرتُكِ وَالعيسُ العِتاقُ كَأَنَّها / بِبُرقَةِ أَحجارٍ قِياسٌ مِنَ القُضبِ
فَإِن تَمنَعي مِنّي الشِفاءَ فَقَد أَرى / مَشارِعَ لِلظَمآنِ صافِيَةَ الشُربِ
كَأُمِّ الطَلا تَعتادُ وَهيَ غَريرَةٌ / بِأَجمَدَ رَهبى عاقِدَ الجيدِ كَالقُلبِ
إِذا أَنا فارَقتُ العِذابَ وَبَردَها / سُقيتُ مِلاحاً لا يَعيجُ بِها قَلبي
وَإِنّا لَنَقري حينَ يُحمَدُ بِالقِرى / وَلَم يَبقَ نِقيٌ في سُلامى وَلا صُلبِ
إِذا الأُفُقُ الغَربِيُّ أَمسى كَأَنَّهُ / سَلا فَرَسٍ شَقراءَ مُكتَئبَ العَصبِ
وَنَعرِفُ حَقَّ النازِلينَ وَلَم تَزَل / فَوارِسُنا يَحمونَ قاصِيَةَ السَربِ
عَلى مُقرَباتٍ هُنَّ مَعقِلُ مَن جَنى / وَسَمُّ العِدى وَالمُنجِياتُ مِنَ الكَربِ
أَلا رُبَّ جَبّارٍ وَطِئنَ جَبينَهُ / صَريعاً وَنَهبٍ قَد حَوَينَ إِلى نَهبِ
بِطِخفَةَ ضارَبنا المُلوكَ وَخَيلُنا / عَشِيَّةَ بِسطامٍ جَرَينَ عَلى نَحبِ
نُشَرِّفُ عادِيّاً مِنَ المَجدِ لَم تَزَل / عَلالِيُّهُ تُبنى عَلى باذِخٍ صَعبِ
فَما لُمتُ قَومي في البِناءِ الَّذي بَنَوا / وَماكانَ عَنهُم في ذِيادِيَ مِن عَتبِ
إِذا قَرَعَ الصاقورُ مَتنَ صَفاتِنا / نَبا عَن دُروءٍ مِن حَزابِيَّها الحُدبِ
تَعَذَّرتَ يا خِنزيرَ تَغلِبَ بَعدَما / عَلِقتَ بِحَبلَي ذي مُعاسَرَةٍ شَغبِ
إِذا أَنا جازَيتُ القَرينَ تَمَرَّسَت / حِبالي وَرَخّى مِن عَلابِيِّهِ جَذبي
أَتُخبِرُ مَن لاقَيتَ أَنَّكَ لَم تُصِب / عِثاراً وَقَد لاقَيتَ نَكباً عَلى نَكبِ
أَلَم تَرَ قَيساً قَيسَ عَيلانَ دَمَّروا / خَنازيرَ بَينَ الشَرعَبِيَّةِ وَالدَربِ
عَرَفتُم لَهُم عَينَ البُحورِ عَلَيكُمُ / وَساحَةَ نَجدٍ وَالطِوالَ مِنَ الهَضبِ
وَقَد أَورَدَت قَيسٌ عَلَيكَ وَخِندِفٌ / فَوارِسَ هَدَّمنَ الحِياضَ الَّتي تُجبي
مَصاعيبَ أَمثالَ الهُذَيلِ رِماحُهُم / بِها مِن دِماءِ القَومِ خَضبٌ عَلى خَضبِ
سَتَعلَمُ ما يُغني الصَليبُ إِذا غَدَت / كَتائِبُ قَيسٍ كَالمُهَنَّأَةِ الجُربِ
لَعَلَّكَ خِنزيرَ الكُناسَةِ فاخِرٌ / إِذا مُضَرٌ مِنها تَسامى بَنو الحَربِ
لَئِن وَضَعَت قَيسٌ وَخِندِفُ بَينَها / عَصا الحَربِ ما أَوجَفتَ فيها مَعَ الرَكبِ
وَلَو كُنتَ مَولى العِزِّ أَزمانَ راهِطٍ / شَغَبتَ وَلَكِن لا يَدَي لَكَ بِالشَغبِ
تَعَرَّضتَ مِن دونِ الفَرَزدَقِ مُحلِباً / فَما كُنتَ مَنصوراً وَلا عالِيَ الكَعبِ
تَصَلَّيتَ بِالنارِ الَّتي يَصطَلي بِها / فَأَرداكَ فيها وَافتَدى بِكَ مِن حَربي
قُفَيرَةُ حِزبٌ لِلنَصارى وَجِعثِنٌ / وَأَمسى الكِرامُ الغالِبونَ وَهُم حِزبي
ما أَنتَ يا عَنّابُ مِن رَهطِ حاتِمٍ
ما أَنتَ يا عَنّابُ مِن رَهطِ حاتِمٍ / وَلا مِن رَوابي عُروَةَ بنِ شَبيبِ
رَأَينا قُروماً مِن جَديلَةَ أَنجَبوا / وَفَحلُ بَني نَبهانَ غَيرُ نَجيبِ
كَأَنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِهِ
كَأَنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِهِ / نَقيقُ الأَفاعي أَو نَقيقُ العَقارِب
وَما استَعهَدَ الأَقوامُ مِن ذي خُتونَةٍ / مِنَ الناسِ إِلّا مِنكَ أَو مِن مُحارِب
أَتَيتُكَ خالاً وَاِبنَ عَمٍّ وَعَمَّةٍ
أَتَيتُكَ خالاً وَاِبنَ عَمٍّ وَعَمَّةٍ / وَلَم أَكُ شَعباً لاطَهُ بِكَ مِشعَبُ
فَصِل واشِجاتٍ بَينَنا مِن قَرابَةٍ / أَلا صِلَةُ الأَرحامِ أَبقى وَأَقرَبُ
وَلا تَجعَلَنّي كَاِمرِئٍ لَيسَ بَينَهُ / وَبَينَكُمُ قُربى وَلا مُتَنَسَّبُ
أَتَحدِبُ مِن دونِ العَشيرَةِ كُلِّها / فَأَنتَ عَلى مَولاكَ أَحنى وَأَحدَبُ
فَلا تَسأَلونا سَيفَكُم إِنَّ سَيفَكُم
فَلا تَسأَلونا سَيفَكُم إِنَّ سَيفَكُم / أُضيعَ وَأَلقاهُ لَدى الرَوعِ صاحِبُه
سَلوا أَهلَ مِصرٍ عِن سِلاحِ اِبنِ أُختِنا / فَهُم سَلَبوهُ سَيفَهُ وَحَرائِبُه
ومنا علي ذاك صاحب خيبر / وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وَكانَ وَلِيُّ الأَمرِ بَعدَ مُحَمَّدٍ / عَلِيٌّ وَفي كُلِّ المَواطِنِ صاحِبُه
وصي النبي المصطفى وابن عمه / وأول من صلى ومن لان جانبه
وصنو رسول اللَّه حقاً وجاره / فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه
عَلِيُّ وَلِيُّ اللَهِ أَظهَرَ دينَهُ / وَأَنتَ مَعَ الأَشقَينَ فيما تُحارِبُه
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن أَهلِ صَفواءَ نازِحٌ / فَما لَكَ فينا مِن حَميمٍ تُعاتِبُه
وَقَد أَنزَلَ الرَحمَنُ أَنَّكَ فاسِقٌ / فَما لَكَ في الإِسلامِ سَهمٌ تُطالِبُه
وَإِنّي لَمُجتابٌ إِلَيكُم بِجَحفَلٍ / يَصُمُّ السَميعَ جَرسَهُ وَجَلائِبُه
وَشَبَّهتُهُ كِسرى وَما كانَ مِثلَهُ / شَبيهاً بِكِسرى هَديُهُ وَضَرائِبُه
لِنَحوِكَ يا بَطلوسُ عَزمِيَ قَد طَلَب
لِنَحوِكَ يا بَطلوسُ عَزمِيَ قَد طَلَب / بِحَدِّ الحُسامِ كَالشِهابِ إِذا اِنتَدَب
يَطيرُ شَرارُ النارِ مِن لَمَعانِهِ / بِكَفِّ شُجاعِ الخَيلِ اِبنِ أَبي لَهَب
فَوَيلُكَ يا مَلعونُ مِنهُ إِذا سَطا / بِصارِمِهِ يَومَ العَجاجِ وَإِن وَثَب
وقد يحكم الأيام من كان جاهلاً
وقد يحكم الأيام من كان جاهلاً / ويردي الهوى ذا الرأي وهو لبيبُ
ويحمد في الأمر وهو مخطىء / ويعذل في الإحسان وهو مصيب
أقول لأصحابي بسفح محسر
أقول لأصحابي بسفح محسر / ألم يأنِ منكم للرحيل هبوبُ
فيتبعكم بادي الصبابة عاشق / له بعد نوم العاشقين نحيب
تأمل خليلي هل ترى من ظعائن
تأمل خليلي هل ترى من ظعائن / بذي السرح أو وادي غران المصوّبِ
جزعن غرانا بعدما متع الضحى / على كل موار الملاط مذربِ
وقلن لخوِّ اليوم لما وجدته
وقلن لخوِّ اليوم لما وجدته / بسروح واد ذي أراك وتنضبِ
كما كنست عين بوجرة لم تخف / قنيصاً لوم تفزع لصوت المكلب
كَأَنَّ عُقَيلاً في الضُحى حَلَّقَت بِهِ
كَأَنَّ عُقَيلاً في الضُحى حَلَّقَت بِهِ / وَطارَت بِهِ في الجَوِّ عَنقاءُ مُغرِبُ
وَذي كَرَمٍ يَدعوكُمُ آلَ عامِرٍ / لَدى مَعرَكٍ سِربالُهُ يَتَصَبَّبُ
رَأَت عامِرٌ وَقعَ السُيوفِ فَأَسلَموا / أَخاهُم وَلَم يَعطِف مِنَ الخَيلِ مُرهِبُ
وَسَلَّمَ لَمّا أَن رَأى المَوتَ عامِرٌ / لَهُ مَركَبٌ فَوقَ الأَسِنَّةِ أَحدَبُ
إِذا ما أَظَلَّتهُ عَوالي رِماحِنا / تَدَلّى بِهِ نَهدُ الجُزارَةِ مِنهَبُ
عَلى صَلَوَيهِ مُرهَفاتٌ كَأَنَّها / قَوادِمُ نَسرٍ بُزَّ عَنهُنَّ مَنكِبُ
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ / نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ
فَإِنَّكُما إِن تُنظِرانِيَ ساعَةً / مِنَ الدَهرِ تَنفَعني لَدى أُمِّ جُندَبِ
أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِقاً / وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تُطَيَّبِ
عَقيلَةُ أَترابٍ لَها لا ذَميمَةٌ / وَلا ذاتُ خَلقٍ إِن تَأَمَّلتَ جَأنَبِ
أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ حادِثُ وَصلِها / وَكَيفَ تُراعي وَصلَةَ المُتَغَيِّبِ
قامَت عَلى ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ / أُمَيمَةُ أَم صارَت لِقَولِ المُخَبِّبِ
فَإِن تَنأَ عَنها حِقبَةً لا تُلاقِها / فَإِنَّكَ مِمّا أَحدَثَت بِالمُجَرِّبِ
وَقالَت مَتى يُبخَل عَلَيكَ وَيُعتَلَل / يَسُؤكَ وَإِن يُكشَف غَرامُكَ تَدرُبِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / سَوالِكَ نَقباً بَينَ حَزمَي شَعَبعَبِ
عَلَونَ بِأَنطاكِيَّةٍ فَوقَ عَقمَةٍ / كَجِرمَةِ نَخلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثرِبِ
وَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن تَفَرُّقٍ / أَشَتَّ وَأَنأى مِن فُراقِ المُحَصَّبِ
فَريقانِ مِنهُم جازِعٌ بَطنَ نَخلَةٍ / وَآخَرُ مِنهُم قاطِعٌ نَجدَ كَبكَبِ
فَعَيناكَ غَربا جَدوَلٍ في مَفاضَةٍ / كَمَرِّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ
وَإِنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفاخِرٍ / ضَعيفٍ وَلَم يَغلِبكَ مِثلُ مُغَلِّبِ
وَإِنَّكَ لَم تَقطَع لُبانَةَ عاشِقٍ / بِمِثلِ غُدُوٍّ أَو رَواحٍ مُؤَوَّبِ
بِأَدماءَ حُرجوجٍ كَأَنَّ قُتودَها / عَلى أَبلَقِ الكَشحَينِ لَيسَ بِمُغرِبِ
يُغَرِّدُ بِالأَسحارِ في كُلِّ سَدفَةٍ / تَغَرُّدَ مَيّاحِ النَدامى المُطَرَّبِ
أَقَبَّ رَباعٍ مِن حَميرِ عَمايَةٍ / يَمُجُّ لِعاعَ البَقلِ في كُلِّ مَشرَبِ
بِمَحنِيَّةٍ قَد آزَرَ الضالُ نَبتَها / مَجِرَّ جُيوشٍ غانِمينَ وَخُيَّبِ
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها / وَماءُ النَدى يَجري عَلى كُلِّ مِذنَبِ
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ لاحَهُ / طِرادُ الهَوادي كُلَّ شَأوٍ مُغَرِّبِ
عَلى الأَينِ جَيّاشٌ كَأَنَّ سُراتَهُ / عَلى الضَمرِ وَالتَعداءِ سَرحَةُ مَرقَبِ
يُباري الخَنوفَ المُستَقِلَّ زِماعُهُ / تَرى شَخصَهُ كَأَنَّهُ عودُ مَشجَبِ
لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ / وَصَهوَةُ عيرٍ قائِمٍ فَوقَ مَرقَبِ
وَيَخطو عَلى صُمٍّ صِلابٍ كَأَنَّها / حِجارَةُ غيلٍ وارِساتٌ بِطُحلُبِ
لَهُ كَفَلٌ كَالدِعصِ لَبَّدَهُ النَدى / إِلى حارِكٍ مِثلِ الغَبيطِ المُذَأَّبِ
وَعَينٌ كَمِرآةِ الصَناعِ تُديرُها / لِمِحجَرِها مِنَ النَصيفِ المُثَقَّبِ
لَهُ أُذُنانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما / كَسامِعَتَي مَذعورَةٍ وَسطَ رَبرَبِ
وَمُستَفلِكُ الذِفرى كَأَنَّ عِنانَهُ / وَمِثناتَهُ في رَأسِ جِذعٍ مُشَذَّبِ
وَأَسحَمُ رَيّانُ العَسيبِ كَأَنَّهُ / عَثاكيلُ قِنوٍ مِن سَميحَةَ مُرطِبِ
إِذا ما جَرى شَأوَينِ وَاِبتَلَّ عِطفُهُ / تَقولُ هَزيرُ الريحِ مَرَّت بِأَثأَبِ
يُديرُ قُطاةً كَالمُحالَةِ أَشرَفَت / إِلى سَنَدٍ مِثلُ الغَبيطِ المُذَأَّبِ
وَيَخضِدُ في الآرِيِّ حَتّى كَأَنَّما / بِهِ غِرَّةٌ مِن طائِفٍ غَيرِ مُعقِبِ
فَيَوماً عَلى سِربٍ نَقِيِّ جُلودُهُ / وَيَوماً عَلى بَيدانَةٍ أُمِّ تَولَبِ
فَبَينا نِعاجٌ يَرتَعينَ خَميلَةً / كَمَشيِ العَذارى في المِلاءِ المُهَدَّبِ
فَكانَ تَنادينا وَعَقدَ عِذارِهِ / وَقالَ صِحابي قَد شَأَونَكَ فَاِطلُبِ
فَلَأياً بِلَأيٍ ما حَمَلنا غُلامَنا / عَلى ظَهرِ مَحبوكِ السَراةِ مُجَنَّبِ
وَوَلّى كَشُؤبوبِ الغَشِيِّ بِوابِلٍ / وَيَخرُجنَ مِن جَعدٍ ثَراهُ مُنَصَّبِ
فَلِلساقِ أُلهوبٌ وَلِلسَوطِ دُرَّةٌ / وَلِلزَجرِ مِنهُ وَقعُ أَهوَجَ مُتعَبِ
فَأَدرَكَ لَم يَجهَد وَلَم يَثنِ شَأوَهُ / يَمُرُّ كَخُذروفِ الوَليدِ المُثَقَّبِ
تَرى الفارَ في مُستَنقَعِ القاعِ لاحِباً / عَلى جَدَدِ الصَحراءِ مِن شَدِّ مُلهَبِ
خَفاهُنَّ مِن أَنفاقِهِنَّ كَأَنَّما / خَفاهُنَّ وَدقٌ مِن عَشِيٍّ مُجَلَّبِ
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ / وَبَينَ شَبوبٍ كَالقَضيمَةِ قَرهَبِ
وَظَلَّ لِثيرانِ الصَريمِ غَماغِمٌ / يُداعِسُها بِالسَمهَرِيِّ المُعَلَّبِ
فَكابٍ عَلى حُرِّ الجَبينِ وَمُتَّقٍ / بِمَدرِيَّةٍ كَأَنَّها ذَلقُ مِشعَبِ
وَقُلنا لِفِتيانٍ كِرامٍ أَلا اِنزِلوا / فَعالوا عَلَينا فَضلَ ثَوبٍ مُطَنَّبِ
وَأَوتادَهُ ماذَيَّةٌ وَعِمادُهُ / رُدَينِيَّةٌ بِها أَسِنَّةُ قُعضُبِ
وَأَطنابَهُ أَشطانُ خوصٍ نَجائِبٍ / وَصَهوَتُهُ مِن أَتحَمِيٍّ مُشَرعَبِ
فَلَمّا دَخَلناهُ أَضَفنا ظُهورَنا / إِلى كُلِّ حارِيٍّ جَديدٍ مُشَطَّبِ
كَأَنَّ عُيونَ الوَحشِ حَولَ خِبائِنا / وَأَرجُلِنا الجَزعَ الَّذي لَم يُثَقَّبِ
نَمُشُّ بِأَعرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا / إِذا نَحنُ قُمنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ
وَرُحنا كَأَنّا مِن جُؤاثى عَشِيَّةٍ / نُعالي النِعاجَ بَينَ عَدلٍ وَمُحقَبِ
وَراحَ كَتَيسِ الرَبلِ يَنفُضُ رَأسَهُ / أَذاةٌ بِهِ مِن صائِكٍ مُتَحَلِّبِ
كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ / عُصارَةُ حَنّاءٍ بِشَيبٍ مُخَضَّبِ
وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ / بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَصهَبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025