أَبا أَحْمَدٍ كَيْفَ اسْتَجزْتَ جَفائِي
أَبا أَحْمَدٍ كَيْفَ اسْتَجزْتَ جَفائِي / وَكَيْفَ أُضِيعَتْ خُلَّتِي وَإِخائِي
وَهَبْنِي حُرِمْتُ الْجُودَ عِنْدَ طِلابِهِ / فَكَيْفَ حُرِمْتُ الْبِشْرَ عِنْدَ لِقائِي
نأَيْتَ عَلى قُرْبٍ مِنَ الدّارِ بَيْنَنا / وَكُلُّ قَرِيبٍ لا يَوَدُّكَ نائِي
كَأَنَّكَ لَمْ تُصْمِ الْحَسُودَ بِمَنْطِقِي / وَلَمْ تُلْبِسِ الأَيّامَ ثَوْبَ ثَنائِي
لَئِنْ كانَ عُزِّي قَبْلَها عَنْ مَوَدَّةٍ / صَدِيقٌ لَقَدْ حُقَّ الْغَدَاةَ عَزائِي
وَفي أَيِّ مَأْمُولٍ يَصِحُّ لآمِلٍ / رَجاءٌ إذا ما اعْتَلَّ فِيكَ رَجائِي
أُعِيذُكَ بِالنَّفْسِ الْكَرِيمَةِ أَنْ تُرى / مُخِلاًّ بِفَرْضِ الْجُودِ في الْكُرَماءِ
وَبِالْخُلُقِ السَّهْلِ الَّذِي لَوْ سَقَيْتَهُ / غَليلَ الثَّرى لَمْ يَرْضَ بَعْدُ بِماءِ
فَلا تَزْهَدَنْ في صالِحِ الذِّكْرِ إِنَّما / يَلِيقُ رِداءُ الْفَضْلِ بِالْفُضَلاءِ
فَلَيْسَ بِمَحْظُوظٍ مِنَ الْحَمْدِ مَنْ غَدا / وَلَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنَ الشُّعَراءِ