لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ / سَماها سَنا مِن نوره وَسَناءُ
عَلَيكَ لِواءُ الحَمد ظل مظللا / عَلاه مِن النَصر العَزيز لواءُ
لِأَنك أَولى الناس بِالمَجد وَالعُلا / كَما لَكَ بِالفَضل العَميم وَلاءُ
لَكَ الملك فاحكم كَيفَ شئت عَلى الثَرى / فَما الأَرض إِلّا مَصر وَهِيَ ثَراءُ
مُبَوأ صدق وَهِيَ أَنضَر رَبوة / مَقامٌ كَريمٌ حلهُ كُرَماءُ
وَذاتُ قَرار وَهِي خَير مَدينة / وَملك عَظيم أَهله عُظَماءُ
عَلى أَنَّها مِن جَنةَ الخُلد غَيضة / رياض بِها عين وَأَنتَ ضياءُ
تَجَلَت عَلى الدُنيا بِأَنوار طَلعة / وَخَير بِهِ عَمَ العُموم رضاءُ
فَأَمعنَت فكري في مَعاني صِفاتِها / لأغلم ما قَد قَرر العُلَماءُ
فَأَبصَرَت فَردوساً تَدانَت قُطوفها / وَللنيل فيها كَوثر وَشِفاءُ
وَأَورَثَها المَولى المَجيد أَئمة / لَهُم كُل أَملاك البِلاد فِداءُ
لَها اِبن إِبراهيم مَجد مؤثل / وَعَهد قَديم دامَ منهُ وَفاءُ
أَنارَت باسماعيل مِنها قُصورَها / فَنَجم الثُريا وَالثَرى قَرناءُ
بِها عَين شَمس مِنه ما الشَمس في الضُحى / باشرق منها وَالشُموس سواءُ
بِها ارم ذات العِماد يَزينها / بَهاءٌ وَنور وَالخلاف هَباءُ
وَمَصر هِيَ الدُنيا جَميعاً وَرَبُها / عَزيز وَأَهلوها هُمُ النُجَباءُ
لَقَد جَمَعت ما بَينَ شَرق وَمَغرب / كَذَلِكَ بِالفُرقان جاءَ ثَناءُ
خَزائن أَرض اللَه مَصر وَكَم أَتى / حَديث رَوته السادة القُدَماءُ
لَقَد صَير الباري ثَراها وَأَهلها / وَرَوّى رباها كَيفَ شاءَ وَشاءوا
إِذا فاضَ نَهر النيل فيها يمده / نَوال مليك وَفده وَزراءُ
تَسامَت باسماعيل قَدراً وَمَنصِباً / وَقد هَزَّ قَطريها بِهِ خَيلاءُ
تَعالى عَلى كُرسيها فَتَرَنَحَت / وَقَرَّت بِهِ عَيناً وَزالَ عَناءُ
وَأَسس فيها مُلكَهُ فَتَشَرَفَت / وَطاول مِنهَ الفرقدين بِناءُ
وَقَد قَضي الأَمر الَّذي كانَ يُرتَجى / فَلا خابَ للاسلام فيكَ رَجاءُ
وأَنتَ عِماد الدين لا زلتَ قائِماً / وَيَلقاكَ مَن عاداكَ وَهُوَ لفاءُ
وَدُمتَ وَدامَ الفرع وَالأَصل ثابت / دَوام الدراري ما اِستَهَل سَماءُ
فإِن سَرير الملك قَرَّ قَراره / وَعَمَّ الأَهالي بِالسُرور هَناءُ
وَأَشرَق تاج الفَخر وَاِنعَقَدَ اللوا / وَأَشرَق فَوقَ الأُفق مِنهُ عَلاءُ
فَلَيس الَّذي عاديت باقٍ وَإِنَّما / إِلى ملك مصر كَيفَ شئت بَقاءُ
بَقيت مَليك الأَرض بالعز ما سَما / لِسَعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ