القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 8
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ / تَشِذُّ وَتَنأى عَنهُمُ القُرَباءُ
فَما سَبَأوا الراحَ الكُمَيتَ لِلَذَّةٍ / وَلا كانَ مِنهُم لِلخِرادِ سِباءُ
وَحَسبُ الفَتى مِن ذِلَّةِ العَيشِ / أَنَّهُ يَروحُ بِأَدنى القَوتِ وَهوَ حِباءُ
إِذا ما خَبَت نارُ الشَبيبَةِ ساءَني / وَلَو نُصَّ لي بَينَ النُجومِ خِباءُ
أُرابيكَ في الوِدِّ الَّذي قَد بَذَلتَهُ / فَأُضعِفُ إِن أَجدى إِلَيكَ رِباءُ
وَما بَعدَ مَرَ الخَمسَ عَشرَةَ مِن صِباً / وَلا بَعدَ مَرِّ الأَربَعينَ صَباءُ
أَجِدَّكَ لاتَرضى العَباءَةَ مَلبَساً / وَلَو بانَ ما تُسديهِ قيلَ عَباءُ
وَفي هَذِهِ الأَرضِ الرَكودِ مَنابِتٌ / فَمِنها عَلَندى ساطِعٌ وَكِباءُ
تَواصَلَ حَبلُ النَسلِ ما بَينَ آدَمٍ / وَبَيني وَلَم يوصِلَ بِلامِيَ باءُ
تَثاءَبَ عَمروٌ إِذ تَثاءَبَ خالِدٌ / بِعَدوى فَما أَعَدَتنِيَ الثُؤباءُ
وَزَهَّدَني في الخَلقِ مَعرِفَتي بِهِم / وَعِلمي بِأَنَّ العالَمينَ هَباءُ
وَكَيفَ تَلافِيَّ الَّذي فاتَ بَعدَما / تَلَفَّعَ نيرانَ الحَريقِ أَباءُ
إِذا نَزَلَ المِقدارُ لَم يَكُ لِلقَطا / نُهوضٌ وَلا لِلمُخَدِراتِ إِباءُ
وَقَد نُطِحَت بِالجَيشِ رَضوى فَلَم تُبَل / وَلُزَّ بِراياتِ الخَميسِ قُباءُ
عَلى الوُلدِ يَجني والِدٌ وَلَو أَنَّهُم / وُلاةٌ عَلى أَمصارِهِم خُطَباءُ
وَزادَكَ بُعداً مِن بَنيكَ وَزادَهُم / عَلَيكَ حُقوداً أَنَّهُم نُجَباءُ
يَرَونَ أَباً أَلقاهُمُ في مُؤَرَّبٍ / مِنَ العَقدِ ضَلَّت حَلَّهُ الأُرَباءُ
وَما أَدَبَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ / إِلى المَينِ إِلّا مَعشَرٌ أُدَباءُ
تَتَبُّعُنا في كُلِّ نَقبٍ وَمَخرَمٍ / مَنايا لَها مِن جِنسِها نُقَباءُ
إِذا خافَت الأُسدُ الخِماصُ مِنَ الظُبى / فَكَيفَ تَعَدّى حوكمَهُنَّ ظِباءُ
تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ
تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ / وَهُنَّ إِذا طالَ الزَمانُ هَباءُ
وَأَرواحُنا كَالراحِ إِن طالَ حَبسُها / فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَكونَ سِباءُ
يُعَيِّرُنا لَفظَ المَعَرَّةِ أَنَّها / مِنَ العُرِّ قَومٌ في العُلا غُرَباءُ
فَإِنَّ إِباءَ اللَيثِ ماحَلَّ أَنفُهُ / بِأَنَّ مَحَلّاتِ اللُيوثِ إِباءُ
وَهَل لَحِقَ التَثريبُ سُكّانَ يَثرِبٍ / مِنَ الناسِ لا بَل في الرِجالِ غَباءُ
هُمُ ضارَبوا أَولادَ فِهرٍ وَجالَدوا / عَلى الدينِ إِذا وَشّى المُلوكَ عَباءُ
ضَراباً يُطَيِّرُ الفَرخَ عَن وَكرِ أُمِّهِ / وَيَترُكُ دِرعَ المَرءِ وَهيَ قَباءُ
وَذو نَجَبٍ إِن كانَ ما قيلَ صادِقاً / فَما فيهِ إِلّا مَعشَرٌ نُجَباءُ
هَل الدينُ إِلّا كاعِبٌ دونَ وَصلِها / حِجابٌ وَمَهرٌ مُعوزٌ وَحَياءُ
وَما قَبِلَت نَفسي مِنَ الخَيرِ لَفظَةً / وَإِن طالَ ما فاهَت بِهِ الخُطَباءُ
تَفَزَّعُ أَعرابِيَّةٌ إِن جَرَت لَها / نَواعِبُ يَستَعرِضنَها وَظِباءُ
وَما الأُرَبى لِلحَيِّ إِلّا مُسِفَّةٌ / عَلى أَنَّهُم في أَمرِهِم أُرَباءُ
تَعادَت بَنو قَيسِ بنِ عَيلانَ بِالغِنى / فَثابوا كَأَنَّ العَسجَدَ الثُؤَباءُ
وَلَولا القَضاءُ الحَتمُ أُخَبِيَ واقِدٌ / وَلَم يُبنَ حَولَ الرافِدَينَ خِباءُ
وَعادوا إِلى ماكانَ إِن جادَ عارِضٌ / رَأَوا أَنَّ رَعياً في البِلادِ رِباءُ
يُبيئونَ قَتلاهُم بِأَكثَرَ مِنهُم / وَإِن قَتَلوا حُرّاً فَلَيسَ يُباءُ
أُرائيكَ فَليَغفِر لِيَ اللَهُ زَلَّتي
أُرائيكَ فَليَغفِر لِيَ اللَهُ زَلَّتي / بِذاكَ وَدينُ العالَمينَ رِياءُ
وَقَد يُخلِفُ الإِنسانُ ظَنَّ عَشيرِهِ / وَإِن راقَ مِنهُ مَنظَرٌ وَرُواءُ
إِذا قَومُنا لَم يَعبُدوا اللَهَ وَحدَهُ / بِنُصحٍ فَإِنّا مِنهُمُ بُرَآءُ
سَأَلتُ رِجالاً عَن مَعَدٍّ وَرَهطِهِ
سَأَلتُ رِجالاً عَن مَعَدٍّ وَرَهطِهِ / وَعَن سَبَإٍ ما كانَ يَسبي وَيَسبَأُ
فَقالوا هِيَ الأَيّامُ لَم يُخلِ صَرفُها / مَليكاً يُفَدّى أَو تَقِيّاً يُنَبَّأُ
أَرى فَلَكاً مازالَ بِالخَلقِ دائِراً / لَهُ خَبَرٌ عَنّا يُصانُ ويُخبَأُ
فَلا تَطلُبِ الدُنِيا وَإِن كُنتَ ناشِئاً / فَإِنّيَ عَنها بِالأَخلّاءِ أَربَأُ
وَما نُوَبُ الأَيّامِ إِلّا كَتائِبٌ / تُبَثُ سَرايا أَو جُيوشٌ تُعَبَّأُ
بَني الدَهرِ مَهلاً إِن ذَمَمتُ فِعالَكُم
بَني الدَهرِ مَهلاً إِن ذَمَمتُ فِعالَكُم / فَإِنّي بِنَفسي لا مَحالَةَ أَبدَأُ
مَتى يَتَقَضّى الوَقتُ وَاللَهُ قادِرٌ / فَنَسكُنُ في هَذا التُرابِ وَنَهدَأُ
تَجاوَرَ هَذا الجِسمُ وَالرَوحُ بُرهَةٌ / فَما بَرِحَت تَأَذى بِذاكَ وَتَصدَأُ
تَوَحَّد فَإِنَّ اللَهَ رَبَّكَ واحِدٌ
تَوَحَّد فَإِنَّ اللَهَ رَبَّكَ واحِدٌ / وَلا تَرغَبَن في عِشرَةِ الرُؤَساءِ
يُقِلُّ الأَذى وَالعَيبَ في ساحَةِ الفَتى / وَإِن هُوَ أَكدى قِلَّةُ الجُلَساءِ
فَأُفٍّ لِعَصرَيهِم نَهارٍ وَحِندِسٍ / وَجِنسَي رِجالٍ مِنهُمُ وَنِساءِ
وَلَيتَ وَليداً ماتَ ساعَةَ وَضعِهِ / وَلَم يَرتَضِع مِن أُمِّهِ النُفَساءِ
يَقولُ لَها مِن قَبلِ نُطقِ لِسانِهِ / تُفيدينَ بي أَن تُنكَبي وَتُسائي
إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ / وَلا دافِعٍ فَالخُسرُ لِلعُلَماءِ
قَضى اللَهُ فينا بِالَّذي هُوَ كائِنٌ / فَتَمَّ وَضاعَت حِكمَةُ الحُكَماءِ
وَهَل يَأبَقُ الإِنسانُ مِن مُلكِ رَبِّهِ / فَيَخرُجَ مِن أَرضٍ لَهُ وَسَماءِ
سَنَتبَعُ آثارَ الَّذينَ تَحَمَّلوا / عَلى ساقَةٍ مِن أَعبُدٍ وَإِماءِ
لَقَد طالَ في هَذا الأَنامُ تَعَجُّبي / فَيا لِرَواءٍ قوبِلوا بِظِماءِ
أُرامي فَتُشويَ مَن أُعاديهِ أَسهُمي / وَما صافَ عَنّي سَهمُهُ بِرِماءِ
وَهَل أَعظُمٌ إِلّا غُصونٌ وَريقَةٌ / وَهَل ماؤُها إِلّا جَنِيُّ دِماءِ
وَقَد بانَ أَنَّ النَحسَ لَيسَ بِغافِلٍ / لَهُ عَمَلٌ في أَنجُمِ الفُهَماءِ
وَمَن كانَ ذا جودٍ وَلَيسَ بِمُكثِرٍ / فَلَيسَ بِمَحسوبٍ مِنَ الكُرَماءِ
نَهابُ أُموراً ثُمَّ نَركَبُ هَولُها / عَلى عَنَتٍ مِن صاغِرين قِماءِ
أَفيقوا أَفيقوا يا غُواةُ فَإِنَّما / دِيانَتَكُم مَكرٌ مِنَ القُدَماءِ
أَرادوا بِها جَمعَ الحُطامِ فَأَدرَكوا / وَبادوا وَماتَت سُنَّةُ اللُؤَماءِ
يَقولونَ إِنَّ الدَهرَ قَد حانَ مَوتُهُ / وَلَم يَبقَ في الأَيّامِ غَيرُ ذَماءِ
وَقَد كَذَبوا ما يَعرِفونَ اِنقِضاءَهُ / فَلا تَسمَعوا مِن كاذِبِ الزُعَماءِ
وَكَيفَ أُقَضّي ساعَةً بِمَسَرَّةٍ / وَأَعلَمُ أَنَّ المَوتَ مِن غُرَمائي
خُذوا حَذَراً مِن أَقرَبينَ وَجانِبٍ / وَلا تَذهَلوا عَن سيرَةِ الحُزماءِ
وَرَائي أمامٌ والأمامُ وَراءُ
وَرَائي أمامٌ والأمامُ وَراءُ / إذا أنا لم تُكْبِرْنيَ الكُبَرَاءُ
بأيّ لِسانٍ ذامَني مُتَجَاهِلٌ / علَيّ وخَفْقُ الرّيحِ فيّ ثَناءُ
تكَلّمَ بالقَوْلِ المُضَلّلِ حاسِدٌ / وكُلُّ كلامِ الحاسدِينَ هُراءُ
ومَنْ هوَ حتى يُحْمَلَ النّطْقُ عن فمي / إليه وتمْشي بينَنا السُّفَراء
وإنّي لَمُثْرٍ يا ابنَ آخِرِ ليْلةٍ / وإنْ عَزّ مالٌ فالقُنوعُ ثَراء
ومُذْ قال إنّ ابن اللئيمةِ شاعِرٌ / ذَوُو الجَهْلِ ماتَ الشّعْرُ والشّعَراء
تُساوِرُ فَحْلَ الشعْرِ أو ليْثَ غابِه / سِفاهاً وأنتَ الناقةُ العَشْراء
أتَمْشي القَوافي تحتَ غيرِ لِوائنا / ونحْنُ على قُوّالِهَا أُمَراء
وأيُّ عَظيمٍ رابَ أهْلَ بلادِنا / فإنّا على تَغْيِيِرِهِ قُدَراء
وما سَلَبَتْنا العِزَّ قَطّ قبيلةٌ / ولا باتَ مِنّا فيهِمُ أُسَراء
ولا سارَ في عَرْضِ السَّماوَةِ بارِقٌ / وليس له مِن قوْمنا خُفَراء
ولسنا بفَقْرَى يا طَغَامُ إليكُمُ / وأنْتُمْ إلى مَعْروفِنا فُقَراء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025