المجموع : 8
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ / تَشِذُّ وَتَنأى عَنهُمُ القُرَباءُ
فَما سَبَأوا الراحَ الكُمَيتَ لِلَذَّةٍ / وَلا كانَ مِنهُم لِلخِرادِ سِباءُ
وَحَسبُ الفَتى مِن ذِلَّةِ العَيشِ / أَنَّهُ يَروحُ بِأَدنى القَوتِ وَهوَ حِباءُ
إِذا ما خَبَت نارُ الشَبيبَةِ ساءَني / وَلَو نُصَّ لي بَينَ النُجومِ خِباءُ
أُرابيكَ في الوِدِّ الَّذي قَد بَذَلتَهُ / فَأُضعِفُ إِن أَجدى إِلَيكَ رِباءُ
وَما بَعدَ مَرَ الخَمسَ عَشرَةَ مِن صِباً / وَلا بَعدَ مَرِّ الأَربَعينَ صَباءُ
أَجِدَّكَ لاتَرضى العَباءَةَ مَلبَساً / وَلَو بانَ ما تُسديهِ قيلَ عَباءُ
وَفي هَذِهِ الأَرضِ الرَكودِ مَنابِتٌ / فَمِنها عَلَندى ساطِعٌ وَكِباءُ
تَواصَلَ حَبلُ النَسلِ ما بَينَ آدَمٍ / وَبَيني وَلَم يوصِلَ بِلامِيَ باءُ
تَثاءَبَ عَمروٌ إِذ تَثاءَبَ خالِدٌ / بِعَدوى فَما أَعَدَتنِيَ الثُؤباءُ
وَزَهَّدَني في الخَلقِ مَعرِفَتي بِهِم / وَعِلمي بِأَنَّ العالَمينَ هَباءُ
وَكَيفَ تَلافِيَّ الَّذي فاتَ بَعدَما / تَلَفَّعَ نيرانَ الحَريقِ أَباءُ
إِذا نَزَلَ المِقدارُ لَم يَكُ لِلقَطا / نُهوضٌ وَلا لِلمُخَدِراتِ إِباءُ
وَقَد نُطِحَت بِالجَيشِ رَضوى فَلَم تُبَل / وَلُزَّ بِراياتِ الخَميسِ قُباءُ
عَلى الوُلدِ يَجني والِدٌ وَلَو أَنَّهُم / وُلاةٌ عَلى أَمصارِهِم خُطَباءُ
وَزادَكَ بُعداً مِن بَنيكَ وَزادَهُم / عَلَيكَ حُقوداً أَنَّهُم نُجَباءُ
يَرَونَ أَباً أَلقاهُمُ في مُؤَرَّبٍ / مِنَ العَقدِ ضَلَّت حَلَّهُ الأُرَباءُ
وَما أَدَبَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ / إِلى المَينِ إِلّا مَعشَرٌ أُدَباءُ
تَتَبُّعُنا في كُلِّ نَقبٍ وَمَخرَمٍ / مَنايا لَها مِن جِنسِها نُقَباءُ
إِذا خافَت الأُسدُ الخِماصُ مِنَ الظُبى / فَكَيفَ تَعَدّى حوكمَهُنَّ ظِباءُ
تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ
تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ / وَهُنَّ إِذا طالَ الزَمانُ هَباءُ
وَأَرواحُنا كَالراحِ إِن طالَ حَبسُها / فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَكونَ سِباءُ
يُعَيِّرُنا لَفظَ المَعَرَّةِ أَنَّها / مِنَ العُرِّ قَومٌ في العُلا غُرَباءُ
فَإِنَّ إِباءَ اللَيثِ ماحَلَّ أَنفُهُ / بِأَنَّ مَحَلّاتِ اللُيوثِ إِباءُ
وَهَل لَحِقَ التَثريبُ سُكّانَ يَثرِبٍ / مِنَ الناسِ لا بَل في الرِجالِ غَباءُ
هُمُ ضارَبوا أَولادَ فِهرٍ وَجالَدوا / عَلى الدينِ إِذا وَشّى المُلوكَ عَباءُ
ضَراباً يُطَيِّرُ الفَرخَ عَن وَكرِ أُمِّهِ / وَيَترُكُ دِرعَ المَرءِ وَهيَ قَباءُ
وَذو نَجَبٍ إِن كانَ ما قيلَ صادِقاً / فَما فيهِ إِلّا مَعشَرٌ نُجَباءُ
هَل الدينُ إِلّا كاعِبٌ دونَ وَصلِها / حِجابٌ وَمَهرٌ مُعوزٌ وَحَياءُ
وَما قَبِلَت نَفسي مِنَ الخَيرِ لَفظَةً / وَإِن طالَ ما فاهَت بِهِ الخُطَباءُ
تَفَزَّعُ أَعرابِيَّةٌ إِن جَرَت لَها / نَواعِبُ يَستَعرِضنَها وَظِباءُ
وَما الأُرَبى لِلحَيِّ إِلّا مُسِفَّةٌ / عَلى أَنَّهُم في أَمرِهِم أُرَباءُ
تَعادَت بَنو قَيسِ بنِ عَيلانَ بِالغِنى / فَثابوا كَأَنَّ العَسجَدَ الثُؤَباءُ
وَلَولا القَضاءُ الحَتمُ أُخَبِيَ واقِدٌ / وَلَم يُبنَ حَولَ الرافِدَينَ خِباءُ
وَعادوا إِلى ماكانَ إِن جادَ عارِضٌ / رَأَوا أَنَّ رَعياً في البِلادِ رِباءُ
يُبيئونَ قَتلاهُم بِأَكثَرَ مِنهُم / وَإِن قَتَلوا حُرّاً فَلَيسَ يُباءُ
أُرائيكَ فَليَغفِر لِيَ اللَهُ زَلَّتي
أُرائيكَ فَليَغفِر لِيَ اللَهُ زَلَّتي / بِذاكَ وَدينُ العالَمينَ رِياءُ
وَقَد يُخلِفُ الإِنسانُ ظَنَّ عَشيرِهِ / وَإِن راقَ مِنهُ مَنظَرٌ وَرُواءُ
إِذا قَومُنا لَم يَعبُدوا اللَهَ وَحدَهُ / بِنُصحٍ فَإِنّا مِنهُمُ بُرَآءُ
سَأَلتُ رِجالاً عَن مَعَدٍّ وَرَهطِهِ
سَأَلتُ رِجالاً عَن مَعَدٍّ وَرَهطِهِ / وَعَن سَبَإٍ ما كانَ يَسبي وَيَسبَأُ
فَقالوا هِيَ الأَيّامُ لَم يُخلِ صَرفُها / مَليكاً يُفَدّى أَو تَقِيّاً يُنَبَّأُ
أَرى فَلَكاً مازالَ بِالخَلقِ دائِراً / لَهُ خَبَرٌ عَنّا يُصانُ ويُخبَأُ
فَلا تَطلُبِ الدُنِيا وَإِن كُنتَ ناشِئاً / فَإِنّيَ عَنها بِالأَخلّاءِ أَربَأُ
وَما نُوَبُ الأَيّامِ إِلّا كَتائِبٌ / تُبَثُ سَرايا أَو جُيوشٌ تُعَبَّأُ
بَني الدَهرِ مَهلاً إِن ذَمَمتُ فِعالَكُم
بَني الدَهرِ مَهلاً إِن ذَمَمتُ فِعالَكُم / فَإِنّي بِنَفسي لا مَحالَةَ أَبدَأُ
مَتى يَتَقَضّى الوَقتُ وَاللَهُ قادِرٌ / فَنَسكُنُ في هَذا التُرابِ وَنَهدَأُ
تَجاوَرَ هَذا الجِسمُ وَالرَوحُ بُرهَةٌ / فَما بَرِحَت تَأَذى بِذاكَ وَتَصدَأُ
تَوَحَّد فَإِنَّ اللَهَ رَبَّكَ واحِدٌ
تَوَحَّد فَإِنَّ اللَهَ رَبَّكَ واحِدٌ / وَلا تَرغَبَن في عِشرَةِ الرُؤَساءِ
يُقِلُّ الأَذى وَالعَيبَ في ساحَةِ الفَتى / وَإِن هُوَ أَكدى قِلَّةُ الجُلَساءِ
فَأُفٍّ لِعَصرَيهِم نَهارٍ وَحِندِسٍ / وَجِنسَي رِجالٍ مِنهُمُ وَنِساءِ
وَلَيتَ وَليداً ماتَ ساعَةَ وَضعِهِ / وَلَم يَرتَضِع مِن أُمِّهِ النُفَساءِ
يَقولُ لَها مِن قَبلِ نُطقِ لِسانِهِ / تُفيدينَ بي أَن تُنكَبي وَتُسائي
إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ / وَلا دافِعٍ فَالخُسرُ لِلعُلَماءِ
قَضى اللَهُ فينا بِالَّذي هُوَ كائِنٌ / فَتَمَّ وَضاعَت حِكمَةُ الحُكَماءِ
وَهَل يَأبَقُ الإِنسانُ مِن مُلكِ رَبِّهِ / فَيَخرُجَ مِن أَرضٍ لَهُ وَسَماءِ
سَنَتبَعُ آثارَ الَّذينَ تَحَمَّلوا / عَلى ساقَةٍ مِن أَعبُدٍ وَإِماءِ
لَقَد طالَ في هَذا الأَنامُ تَعَجُّبي / فَيا لِرَواءٍ قوبِلوا بِظِماءِ
أُرامي فَتُشويَ مَن أُعاديهِ أَسهُمي / وَما صافَ عَنّي سَهمُهُ بِرِماءِ
وَهَل أَعظُمٌ إِلّا غُصونٌ وَريقَةٌ / وَهَل ماؤُها إِلّا جَنِيُّ دِماءِ
وَقَد بانَ أَنَّ النَحسَ لَيسَ بِغافِلٍ / لَهُ عَمَلٌ في أَنجُمِ الفُهَماءِ
وَمَن كانَ ذا جودٍ وَلَيسَ بِمُكثِرٍ / فَلَيسَ بِمَحسوبٍ مِنَ الكُرَماءِ
نَهابُ أُموراً ثُمَّ نَركَبُ هَولُها / عَلى عَنَتٍ مِن صاغِرين قِماءِ
أَفيقوا أَفيقوا يا غُواةُ فَإِنَّما / دِيانَتَكُم مَكرٌ مِنَ القُدَماءِ
أَرادوا بِها جَمعَ الحُطامِ فَأَدرَكوا / وَبادوا وَماتَت سُنَّةُ اللُؤَماءِ
يَقولونَ إِنَّ الدَهرَ قَد حانَ مَوتُهُ / وَلَم يَبقَ في الأَيّامِ غَيرُ ذَماءِ
وَقَد كَذَبوا ما يَعرِفونَ اِنقِضاءَهُ / فَلا تَسمَعوا مِن كاذِبِ الزُعَماءِ
وَكَيفَ أُقَضّي ساعَةً بِمَسَرَّةٍ / وَأَعلَمُ أَنَّ المَوتَ مِن غُرَمائي
خُذوا حَذَراً مِن أَقرَبينَ وَجانِبٍ / وَلا تَذهَلوا عَن سيرَةِ الحُزماءِ
وَرَائي أمامٌ والأمامُ وَراءُ
وَرَائي أمامٌ والأمامُ وَراءُ / إذا أنا لم تُكْبِرْنيَ الكُبَرَاءُ
بأيّ لِسانٍ ذامَني مُتَجَاهِلٌ / علَيّ وخَفْقُ الرّيحِ فيّ ثَناءُ
تكَلّمَ بالقَوْلِ المُضَلّلِ حاسِدٌ / وكُلُّ كلامِ الحاسدِينَ هُراءُ
ومَنْ هوَ حتى يُحْمَلَ النّطْقُ عن فمي / إليه وتمْشي بينَنا السُّفَراء
وإنّي لَمُثْرٍ يا ابنَ آخِرِ ليْلةٍ / وإنْ عَزّ مالٌ فالقُنوعُ ثَراء
ومُذْ قال إنّ ابن اللئيمةِ شاعِرٌ / ذَوُو الجَهْلِ ماتَ الشّعْرُ والشّعَراء
تُساوِرُ فَحْلَ الشعْرِ أو ليْثَ غابِه / سِفاهاً وأنتَ الناقةُ العَشْراء
أتَمْشي القَوافي تحتَ غيرِ لِوائنا / ونحْنُ على قُوّالِهَا أُمَراء
وأيُّ عَظيمٍ رابَ أهْلَ بلادِنا / فإنّا على تَغْيِيِرِهِ قُدَراء
وما سَلَبَتْنا العِزَّ قَطّ قبيلةٌ / ولا باتَ مِنّا فيهِمُ أُسَراء
ولا سارَ في عَرْضِ السَّماوَةِ بارِقٌ / وليس له مِن قوْمنا خُفَراء
ولسنا بفَقْرَى يا طَغَامُ إليكُمُ / وأنْتُمْ إلى مَعْروفِنا فُقَراء