القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 2
ألا مَنْ لنَفْسٍ لا تزالُ مُشيحَةً
ألا مَنْ لنَفْسٍ لا تزالُ مُشيحَةً / على كَمَدٍ لمْ يَبْقَ إلا ذَماؤُها
أرى هِمّتي هَمّاً تَخَوَّنَ مُهْجَتي / فَقُلْ يا شَقيقَ النّفْسِ لي ما شِفاؤُها
ومَنْ رامَ ما أسْمُو إلَيْهِ أزارَهُ / صَوارِمَ تَرْوى بالنّجيعِ ظِماؤُها
وطُلاّبِ مَجْدٍ دونَ ما يَبْتَغونَهُ / أعالِي رُباً لا يُسْتَطاعُ امْتِطاؤُها
عَلَوْنا ذُراها كالبُدورِ تألّقَتْ / فجَلّى دَياجِيرَ الظّلامِ ضِياؤُها
ونحنُ مُعاوِيّونَ يَرْضى بِنا الوَرى / مُلوكاً وَفينا مِنْ لُؤَيٍّ لِواؤُها
وأخْوالُنا ساداتُ قَيْسٍ ووائِلٍ / وأعْمامُنا مِنْ خِنْدِفٍ خُلفاؤُها
وقدْ عَلَمَتْ عُلْيا كِنانَةَ أنّنا / إذا نَقَض الطّيشُ الحُبا حُلَماؤُها
وما بَلَغَتْ إلا بِنا العَرَبُ العُلا / وقد كانَ منّا عِزُّها وثَراؤُها
وأيُّ قَريضٍ طبّقَ الأرْضَ لمْ يَرُضْ / قَوافيَهُ في مَدحِنا شُعَراؤُها
ولما انْتَهَتْ أيّامُنا عَلِقَتْ بِها / شَدائِدُ أيامٍ قَليلٍ رَخاؤُها
وكان إلَيْنا في السّرورِ ابْتِسامُها / فَصارَ علَيْنا في الهُمومِ بُكاؤُها
أُصِيبَتْ بِنا فاسْتَعْبَرَتْ وضُلوعُها / على مِثْلِ وَخْزِ السّمْهَريِّ انْطِواؤُها
ولو عَلِمَتْ ماذا تُعانيهِ بَعْدَنا / لما شَمِتَتْ جَهْلاً بِنا سُفَهاؤُها
إذا ما ذَكَرْنا أوَّلِينا تَولَّعَتْ / بنا مَيْعَةٌ يُطْغي الفَتى غُلَواؤُها
وقد ساءَ قَوْماً مِنْ نِزارٍ ويَعْرُبٍ / فَخاري وهُمْ أرضٌ ونحنُ سَماؤُها
وهَلْ تَخْفِضُ الأُسْدُ الزَّئيرَ بمَوْطِنٍ / إذا لَجَّ فيهِ مِنْ كِلابٍ عُواؤها
ملَكْنا أقاليمَ البِلادِ فأذْعَنَتْ / لَنا رَغْبَةً أو رَهْبَةً عُظَماؤها
وجاسَتْ بنا الجُرْدُ العِتاقُ خِلالَها / سَواكِبَ منْ لَبّاتِهِنّ دِماؤُها
فصِرْنا نُلاقي النّائِباتِ بأوْجُهٍ / رِقاقِ الحَواشي كادَ يَقْطُرُ ماؤُها
إذا ما أرَدْنا أن نَبوحَ بما جَنَتْ / عَلينا اللّيالي لمْ يَدَعْنا حَياؤُها
وأنتمْ بَني مَنْ عِيبَ أوْلادُهُ بهِ / ذَوو نِعْمَةٍ يَضْفو علَيْكُمْ رِداؤُها
فلَمْ تَسألُوا عمّا تُجِنُّ نُفوسُنا / وتَمْنَعُنا مِنْ ذِكْرِهِ كِبْرياؤها
ولا خَيْرَ في نَفْسٍ تَذِلُّ لحادِثٍ / يُلِمُّ ولا يَعْتادُها خُيَلاؤُها
فلا كانَ دَهْرٌ نِلْتُمُ فيهِ ثَرْوَةً / وتبّاً لِدُنيا أنتُمُ رؤَساؤُها
لَعَمْرُ أَبي وَهْوَ ابْنُ مَنْ تَعْرِفونَهُ
لَعَمْرُ أَبي وَهْوَ ابْنُ مَنْ تَعْرِفونَهُ / لقَدْ ذَلَّ عِرْضٌ لَمْ يَصُنْهُ إِباءُ
أَيَقْتَادُني نَحْوَ الدَّنِيَّةِ مَطْمَعٌ / عَلَيَّ إِذاً إِنْ لَمْ أَذَرْهُ عَفَاءُ
لَوَتْ طَرَفَيْ حَبْلي عَنِ الذُّلِّ هِمَّةٌ / لَها بِمَناطِ الشِّعْرَيَيْنِ ثَواءُ
وَحَيٌّ إِذا الأَنْسابُ أَظْلَمَ لَيْلُها / تَبَلَّجَ عَنهمْ صُبْحُها فَأَضاؤوا
نَمانِيَ مِنْهُمْ كُلُّ أَبْيَضَ ماجِدٍ / على صَفْحَتَيْهِ بَهْجَةٌ وَحَياءُ
أَغَرُّ كَماءِ المُزْنِ أُخْلِصَ نَجْرُهُ / وَلَمْ يتَوَّركْ والِدَيْهِ إِماءُ
يَخوضُ إِذَا ما الحَرْبُ بَزَّتْ قِناعَها / حِياضَ الرَّدى وَالمَشْرَفِيُّ رِداءُ
وَيَعْتادُهُ عِنْدَ الندى أَرْيَحِيَّةٌ / كَما هَزَّ أَعْطافَ الخَليعِ طِلاءُ
وَيَرْوَى إِذا ما أَمْكَنَ الوِرْدُ جارُنا / وَأذْوادُنا صُعْرُ الخُدودِ ظِماءُ
وَيَحْلُبُ فينا العَيْشَ وُسْعَ إِنائِهِ / وَيُرْضِعُهُ دَرَّ النَّعيمِ ثَراءُ
وَيَرْعَى حِمانَا مُطْمَئِناً جَنانُهُ / لَهُ مِنْ ظُبا أَسْيافِنا خُفَراءُ
وَنَحْنُ إِلى الدّاعِي سِراعٌ وفي الخَنى / يَهُزُّ مَقاريفَ الرِّجالِ بِطاءُ
فَما سَكَّنَتْنا لِلْهوانِ خَصاصَةٌ / وَلا حَرَّكَتْنا في الغِنى خُيَلاءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025