القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 5
إذا سدَّسَ الذاتَ النزيهةَ عارفٌ
إذا سدَّسَ الذاتَ النزيهةَ عارفٌ / وأدرجَ في بدرِ التمامِ ذُكاء
وألحقَ أرواحَ العُلى بنفوسِها / وأعطاك من نور السَّناء ضياء
وأحكم أشياءَ وأرسلَ حكمةً / وصيرَّ أعمالَ الكيانِ هَباء
فذاك الذي يجري إلى غير غاية / ويطلع أقمارَ الشهودِ عشاء
وتبصره يعطي صباحاً حياتَه / ويقبضها جوداً عليك مساء
يساعد تعظيم الإزار ردائي
يساعد تعظيم الإزار ردائي / بتكبيره فالقول قول إمائي
كنفسي وما لي من صفات تنزَّهَتْ / عن الكيفِ والتشبيه فهو مرائي
يرى ناظري فيها الوجودَ بأسرِه / وذلك عند الكشفِ كشفِ غطائي
فقلتُ ومن قد جاد لي بعطائه / فقال لي المطلوب ذاك عطائي
فخفتُ على نفسي لسبحة وجهه / فجاد على نفسي بأخضَرَ ماءِ
من العلم ما يحيى به ما أماته / يفكر جهلي إذ وفى لوفائي
أنا عبده ما بين عالٍ وسافلٍ / كما هو في أرض له وسماء
فيوقفني ما بين نورٍ وظلمةٍ / بما كان عندي من سنا وسناء
ويشهدني حباً لنا وعناية / بما أنا فيه من حياً وحياء
فنوري كنور الزبرقان إذا بدا / ملاء بما يعطيه نورُ ذُكاء
فأصبحت في عيشٍ هنيء وغبطةٍ / يقلبني فيه رخاءُ رخائي
فيخدمني من كان إذ كنت في الثرى / بجانب ذاتي خدمة لثرائي
ألا ليت شعري هل أرى رسمَ دارٍ من / يرى ذا هوى فيه صريعُ هواء
من أجل سلامٍ ساقه في هبوبه / من الملأ الأعلى من النجباء
إذا طلع البدرُ المنير عشاء
إذا طلع البدرُ المنير عشاء / رأيت له في المحدثات ضياءَ
وليس له نور إذا الشمس أشرقت / وقد كان ذاك النورُ منه عشاءً
فما النور إلا من ذُكاء لذاك لم / يكن يغلب البدرُ المنير ذكاء
فإن لها محلين في ذاتها وفي / صِقالةِ جسمٍ غدوةً ومساء
ألم تر أنّ البدرَ يكسفُ ذاتها / إذا كان محقاً غيرةً ووفاء
ولكن عن الأبصار والشمسُ نورها / بها لم يزل يعطي العيون جلاء
وإدراكي المرئي بيني وبينها / وقد جعل الله عليه غطاء
وهذا من العلمِ الغريبِ الذي أتى / إليكم به الكشفُ الأتمّ نداء
وكلُّ دليلٍ جاءكم في معاند / يخالف قولي فاجعلوه هَباء
خُصصتُ بهذا العلم وحدي فلم أجد / له ذائقاً حتى نكونَ سواء
وبالبلدِ الجدب أُطعمت مذاقه / لذا لم أجد عن ذا المذاقِ غَنَاء
أتاني به أحوى ولم يأتني به / إذا سال وادٍ بالعلومِ غُثاء
فزدتُ به لُطفاً وعلماً ولم أزد / به في وجودي غلظة وجفاء
واعلمني فيه بأنَّ مهيمني / معي مثله فابنوا عليه بناء
علياً رفيعاً ذا عماد وقوّة / بلا عمد حتى يكون سَماء
مزينة بالأنجم الزهرِ واجعلوا / قلوبكمُ فرشاً لها وغطاء
فيغشاكمُ حتى إذا ما حملتمُ / بدت زينةٌ تعطي العيونَ رواء
معطرةَ الأعرافِ معلولةً للحمى / يمد بها كوني سنا وسناء
ليعجز عن إدراكه كلّ ذي حجى / ويقبله منه حيا وحياء
سينصرنا هذا الذي قد سردته / إذا كشفَ الرحمن عنك غطاء
أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء
أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء / فلي في السما والأرض ما كان من خبءِ
ولكنه من حيث أسماءُ كونه / وما لي فيه إن تحققت من كفؤ
أنا خاتم الأمر الأعمِّ وجودُه / لذاك تحملتُ الذي فيه من عبءِ
فإنْ كنتَ ذا علم بقولي ومقصدي / وأحكامِ ما في الكلِّ من حكمة الجزءِ
فلا تاخذِ الأقوالَ من كلِّ قائلِ / وإنْ كان لا يدري الذي قال من هزء
فإنَّ الكلامَ الحقَّ ذلك فاعتمد / عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء
لقد مدَّني ظلا وإنْ كنتُ نورَه / فإن لم أكن في الظل إني لفي الفيء
لقد عظَّم الرحمن نشئي لمن درى / وأعظم قدرٍ الشخصِ ما كان في النشء
وما أنا من هلك فما أنا هالك / وما أنا ممن يدرأ الدرءَ بالدرءِ
ولكنني رِدءٌ لمن جاء يبتغي / معونته مني فآمن بالردء
وإني إذا ما ضمني برد عفوه / إليه بجرمي أنني منه في دفء
وأعجب من كوني دليلا بنشأتي / ولا أرتجي برءاً وأجنح للبرء
وما ذاك إلا حكم غفلتي التي / خُصصتُ بها وهي التي لم تزل تشئيى
إذا النور من فارٍ أو من طور سيناء
إذا النور من فارٍ أو من طور سيناء / أتى عاد ناراً للكليم كما شاء
فكلمه منه وكان لحاجته / رأها به فاسترسل الحال أشياء
وإن شاء ربُّ الوقتِ من حالِ من سعى / على أهلِه من خالصِ الصدق انشاء
وأما أنا من أجلِ أحمد لم أر / سوى بلة من قدر راحتنا ماء
فلم يك ذاك القول إلا ببقعة / من الواد سماها لنا طور سيناء
واسمعني منها كلاماً مقدَّسا / صريحاً فصحَّ القولُ لم يك إيماء
ولم يحكم التكليفَ فينا بحالة / وجاء به الله المهيمنُ أنباء
فالقيت كلّ اسم لكوني وكونه / إذا انصف الرائي يفصل اسماء
وكان إلى جنبي جلوساً ذوو احجى / فلم يفشه من أجلهم لي إفشاء
وما ثم أقوالٌ تُعاد بعينها / إلا كلُّ ما في الكونِ لله له بداء
إذا ماتتِ الألباب من طول فكرها / أتى الكشفُ يحيها من الحقِّ إحياء
وقد كان أخفاها من أجل عشرتي / لنكر بهم قد قام إذ قال إخفاء
خفاها فلم تظهر دعاها فلم تجب / وكان الدعا ليلا فأحدثَ إسراء
ليظهر آياتٍ ويبدي عجائبا / لناظره حتى إذا ما انتهى فاء
إلى أهله من كلِّ حسٍّ وقوّة / فقرَّب أحباباً وأهلكَ أعداء
وأرسل أملاكا بكل حقيقته / إليه على حبٍّ وألف اجزاء
وأبدى رسوما داثرات من البلى / فابرز أمواتا وأقبر أحياء
وأظهر بالكاف التي عميت بها / عقول عن إدراك التكافؤ أكفاء
وما كانت الأمثالُ إلا بنورِه / فكانت له ظلاً وفي العلم أفياء
وارسل سحباً مُعصراتٍ فامطرتْ / لترتيبٍ أنواء وحرَّم أنواء
فرَّوضكَ مطلولٌ بكلِّ خميلةٍ / إذا طله أوحى من الليل أنداء
فعطر أعرافاً لها فتعطرتْ / أزاح بها عن روضه اليانعِ الداء
وصيرّها للداء عنها مزيلة / فكانت شفاءً للمسامِ وأدواء
وأطلع فيها فيها الزهر من كلِّ جانبٍ / نجوما تعالت في الغصون وأضواء
وقد كانت الأرجاء منها علي رجي / فأوصلها خيراً وأكبر نعماء
فهذي علومُ القوم إن كنتَ طالباً / ودع عنك أغراضا تصدُّ وأهواء
فدونك والزم شرعَ أحمد وحدَه / فإنّ له في شرعة الكلّ سيساءَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025