لماذا أعزّي بل لماذا أهنّىء
لماذا أعزّي بل لماذا أهنّىء / وشعبكمو للذل والظلم موطئُ
إذا قيل هذا غابر مات عهده / رأينا جديدا عهده الشؤم أسوأ
نحار بتكييف له ثم حيرتي / تجن فلا أدري بما اليوم أبدأ
فهذي المخازي ما لهن نهاية / وكل قرير عندها يتفيأ
سوى الشعب لم يدرك وجودا لذاته / كأن الممات الصرف أحلى وأهنأ
شعار كمو هذا النفاق مجدا / وفي صخب الأحداث حصن ومرفأ
ويقترف الإجرام غرّ مسبّح / وبالخمر غر آثم يتوضأ
ويبرأ من هذا وذلك مجرم / فمن يا ترى الجاني الذي ليس يبرأ
ألم يبق بين الناس شهم منزة / يدوي له صوت وبالحق يجرؤ
وهل اصفرت ارض النبوة كلها / وأرض الحجا عن زاجر ليس يهدأ
وهل بات أهل الشعر أمثال غيرهم / صعاليك كل للضلال يوطى
يرضون أمداحا هي الذم عينه / إذا عقل الأحياء بل هي أردأ
تفوح نفاقا كل حي يمجه / ومنه ضياء الحق يكبو وصدأ
إذا لم يكن هذا ولا ذاك فلتكن / لصيحة شعري ما يهزّ ويفقأ
نذيراً وتبشيرا ووعظا وحكمة / وما كان نصح مثل نصحي يرجأ
وإني الذي قد أنظر الغيب شاخصا / أمامي فأرويه ولا أتنبأ
أقول لكم لا بد من هدم ملككم / وإن كان هذا الهدم بالغش ينسأ
لأنكمو خادعتمو القسط في الورى / وكلكمو في النهب غرثان يمرأ
وفلسفة الأقدار ليس لها ونى / إذا حكمت لكنها تتهيأ
وما ظمىء الجبار إلا وهده / عتي من الأحداث للعدل أظمأ
فإن تبتغوا عقبى تصون رؤوسكم / فهبوا إلى سعي شريف يوطئ
وردوا إلى الشعب السليب كنوزه / وصونوا له عرضا بكم صار يهرأ
وكونوا رعايا بينه لا مواليا / فما كان مولى من يخون ويهزأ
وإنا بعصر سيد الناس خادم / لعزتهم لا غاشم راح ينتأ
فمن خانه خان النبي محمدا / ومن خانه لا بد يشقى ويرزأ
ولا بد للإسلام من بعث ثورة / ومن أخطر الثورات حنق مخبا
وعنئذ تغدو الجزيرة كلها / منارا لكل الثائرين وتربأ
فهلا ادكرتم واتعظتم وعندكم / صحائف للتاريخ بالنذر تملأ
ستفنى قصور شدتموها وتمحي / حصون لكم في حين يرسخ مبدأ