المجموع : 11
يُهنَّأُ بالإِفطار قومٌ لأنهمْ
يُهنَّأُ بالإِفطار قومٌ لأنهمْ / تأتَّى لهم قبلَ العَشاءِ غَداءُ
وأما عليُّ ذو العلا فلأنهُ / أطاعَ له الإطعامُ كيف يشاءُ
وما فاته في الصومِ فِطْرٌ لأنهٌ / مُدارِسُ علمٍ والدِّارسُ غذاءُ
ولا فاتهُ في الفطر صومٌ لأنهُ / مواصِلُ صومٍ عُقْبَتاهُ سَواءُ
هنيئاً له إفطارُهُ وصيامُهُ / هنيئاً ومن بعد الهناءِ مَراءُ
بحقِّك أمطرتَ الورى وبحقهمْ / لأنهُمُ أرضٌ وأنتَ سماءُ
إذا أنت لم تَحْفل بمدحٍ من امرئٍ
إذا أنت لم تَحْفل بمدحٍ من امرئٍ / فأنصِفْ ولا تَحْفِل له بهجاءِ
وإلا فقد أقررتَ أن مديحَهُ / رَضِيٌّ ولكن لا تفي بجزاءِ
بلى بجزاءِ الشرِّ بالشر ماهرٌ / ولستَ تُجازي مُحسناً ببلاءِ
يدٌ خُلقت للنُّكر لا العُرف سَلْطةٌ / صَؤول على سُؤّالها الضعفاءِ
يقولون ما لا يفعلون مسبّةً
يقولون ما لا يفعلون مسبّةً / من الله مسبوبٌ بها الشعراءُ
وما ذاكَ فيهم وحدَه بل زيادةٌ / يقولون ما لا يفعلُ الأمراءُ
ألا ليت شعري هل تؤخَّرُ حاجتي
ألا ليت شعري هل تؤخَّرُ حاجتي / لأوْلى بشكرٍ منك أو بثناءِ
غرستَ يداً حتى إذا آنَ حملُها / شكتْ منك إغفالاً وطولَ جفاءِ
ثنائيَ لا تُسبَق إليه فإنه / خُلودٌ لما تَبنِي وطولُ بقاءِ
وتَمِّم يداً أَسْديْتَها يَنْمَ شكرُها / غداة غدٍ في الناس أيَّ نَماءِ
لعمري لقد أعطاك محمودَ حمدِه / أميرٌ غدا من سادة الأمراءِ
ويا حسنَ ذاك الحمدِ إن أنت زِنْتَهُ / بحمدِ إمرىءٍ من سادة الشعراءِ
ألا أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ
ألا أيها المُطري العلاءَ بن صاعدٍ / وشاكِرهُ في نيّةٍ وثَناءِ
شكرتَ امرأً ينْمِي على الشكر عُرْفُهُ / ويأبى على الكفران غيرَ نماءِ
فتى نال غايات الكهولِ وجازها / على جِدّةٍ من سِنِّه وفَتاءِ
كما بهر البَدرُ النجومَ لأربعٍ / وعشر فأمستْ غيرَ ذاتِ ضياءِ
وحَسْبُ أبي عيسى العلاءِ بأنه / يُعَدُّ بديئاً سيّدَ الحكماءِ
وأن أباه الخيرَ طال بقاؤه / يعد بديئاً سيّدَ الوزراءِ
وأن الأمير المُستنيم إليهما / يعد بديئاً سيّدَ الأمراءِ
وأن الخطيب الصادقَ القَولِ فيهما / يعد بديئاً سيّدَ الخطباء
خطيبٌ عَصاه الرمحُ والسيفُ لم يزل / وآباؤُه يُبْلُون خيرَ بلاءِ
كنوزُ غِنىً للمُقْتِرين وإنْ دُعوا / لنائرةٍ كانوا كنوزَ غَناء
وهذي أمورٌ وُفِّقتْ لابن صاعد / أماراتُ جَدٍّ صاعدٍ وبقاءِ
وما زال ممدوحاً بحقٍّ معظَّماً / على ألسن الأشرافِ والعظماءِ
وما يَضع المرءَ الشرِيفَ امتداحُهُ / علاءً ولا يُحذيه غيرُ علاءِ
وهل يضعُ الطودَ المُنيفَ اعترافُه / لناصبِه بالعدلِ تحتَ سماءِ
أتيتُك لم أشفعْ إليك بشافعٍ
أتيتُك لم أشفعْ إليك بشافعٍ / ولو شئتُ كان الناسُ لي شفعاءَ
ولكنَّني وفَّرتُ حمدي بأَسره / عليك ولم أُشرك بك الشركاءَ
نداك مَعينٌ كالذي قد علمتُه / ولو كان غَوْراً لالتمستُ رشاءَ
وهذا شتاء قد أَظلَّ رِوَاقُه / وجارُك جارٌ لا يخافُ شتاءَ
أيا رب لو سويتَ بيني وبينه
أيا رب لو سويتَ بيني وبينه / لَما كان عَدْلاً أن نكونَ سواءَ
فكيف وقد أعليتَه وخَفَضْتَنِي / فكنتُ له أرضاً وكان سماءَ
لَعَمْرُكَ ما أدري إذا ما تنفَّستْ
لَعَمْرُكَ ما أدري إذا ما تنفَّستْ / كُنَيزَةُ ما أنفاسُها من فُسائِها
بها غُلْمَةٌ قد أحرقَتْها بحرِّها / تُبرِّدُها عن نفسها بِغنائِها
لَعَمْرُك ما الدنيا بدارِ إقامةٍ
لَعَمْرُك ما الدنيا بدارِ إقامةٍ / إذا زالَ عن عين البصير غطاؤها
وكيف بقاءُ الناس فيها وإنما / يُنالُ بأسباب الفناء بقاؤها
وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ
وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ / ولم يسألوا إلا مُداواةَ دائِهِ
ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى / ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائِهِ
عجِبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم / بأمرٍ قَضاهُ ربُّه من سمائِهِ
وتركِهِمُ عيبَ الغنيِّ ببخله / ولؤمِ مساعيه وسُوءِ بلائِهِ
وأعجَبُ منه المادحونَ أخا الغنى / وليس غِناهُ فيهمُ بغَنائِهِ
ولو أنه أغنَى ووَكَّل نفسه / بجمع فضول المالِ بعد اقتنائِهِ
لَمَا كان أهلُ الحمد من قُربائه / إذا ائتمروا رُشداً ولا بُعدائِهِ
ولا حَمِدَ اللَّهُ الأولى يَحْمَدونه / ولا اعتدَّهم في الناس من أوليائِهِ
أولئك أتباعُ المطامع والمنى / جزاهم مليكُ الناس شرَّ جزائِهِ
بعيبهمُ أهلَ العفافِ ومدْحِهمْ / حريصاً يكُدُّ النفسَ بعد اكتفائِهِ
يؤثّل لا للحمدِ ما هو كاسبٌ / ولا الأجرِ في إصباحه ومسائِهِ
ولكنْ لكنزٍ من لُجينٍ وعَسْجَدٍ / يودُّ فناءَ العُمر قبل فنائِهِ
يقيه ويحميه بصفحة وجهه / ويجعل أيضاً عِرضَه من فدائِهِ
ولو حُظَّ أضحى مالُه من أمامه / وِقاءً وأضحى عِرضُه من ورائِهِ
ولكنْ أبى إلا الخَسَارَ لغَيِّهِ / وما فوق عَيْنَيْ قلبهِ من غطائِهِ
ولو وَزنَ استمتاعَهُ بغَنائِهِ / إذاً ما وفَى استمتاعُهُ بعَنائِهِ
سأمنحُهُ ذمِّي وأختصُّ حِزبَهُ / بأوفَى نصيب من قبيحِ ثنائِهِ
رضيتُ لمن يشقى عقاباً شقاءه / وإن لم أكن أرضى له بشفائِهِ
إذا حُرم الفاني من الخير حَظَّهُ / فَلِمْ يفرح الباقي بطول بقائِهِ
ضَلالاً لمن يسعى إلى غير غايةٍ / ولا يرتجى ناهيهِ عند انتهائِهِ
به تنطوي الآمالُ عند انبساطها
به تنطوي الآمالُ عند انبساطها / وتنبسطُ الأعمارُ بعد انطوائِها
وما تنطوي الآمالُ عنه بخيبةٍ / ولكنْ إلى جدواهُ أقصى انتهائِها
إذا غَلتِ الآمالُ فارْضَ بجودِهِ / فما بعدَه مَعْدى لِسَهْمِ غَلائِها