القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الإِمام عَليّ بن أَبي طَالِب الكل
المجموع : 4
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فِناءَها
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فِناءَها / مَحَلُّ فَناءٍ لا مَحَلُّ بَقاءِ
فَصَفوَتُها مَمزوجَةٌ بِكُدورَةٍ / وَراحَتُها مَقرونَةٌ بِعَناءِ
أَمِن بَعدِ تَكفينِ النَبِيِّ وَدَفنِهِ
أَمِن بَعدِ تَكفينِ النَبِيِّ وَدَفنِهِ / بأثْوابِهِ آسى على ميِّتٍ ثَوى
رُزِئنا رَسولَ اللَهِ حَقّاً فَلَن نَرى / بِذاكَ عَديلاً ما حَيينا مِنَ الرَدى
وُكُنتَ لَنا كَالحِصنِ مِن دونِ أَهلِهِ / لَهُ مَعقَلٌ حِرزٌ حَريزٌ مِن العِدى
وَكُنا بِهِ شُمُّ الأُنوفِ بِنَجْوَةٍ / عَلى مَوضِعٍ لا يُستطاعُ وَلا يُرى
وَكُنّا بِمَرآكُم نَرى النورَ وَالهُدى / صَباحَ مَساءَ راحَ فينا أَو اِغتَدى
لَقَد غَشِيَتنا ظُلمَةٌ بِعدَ فَقدِكُم / نَهاراً وَقَد زادَت عَلى ظُلمَةِ الدُجى
فَيا خَيرَ مَن ضَمَّ الجَوانِحَ وَالحَشا / وَيا خَيرَ مَيتٍ ضَمّهُ التُربُ وَالثَرى
كَأَنَّ أُمورَ الناسِ بَعدَكَ ضُمِّنَت / سَفينَةُ مَوجٍ البَحْرِ والبَحرِ قَد طَما
وَضاقَ فَضاءُ الأَرضِ عَنّا بِرَحبِهِ / لَفَقدِ رَسولِ اللَهِ إِذ قيلَ قَد مَضى
فَقَد نَزَلَت بِالمُسلِمينَ مُصيبَةٌ / كَصَدعِ الصَفا لا صَدعٍ لِلشَعبِ في الصَفا
فَلَن يَستَقِلَّ الناسُ ما حَلَّ فيهُمُ / وَلَن يُجبَرَ العَظمُ الَّذي مِنهُمُ وَهَى
وَفي كُلِّ وَقتٍ لِلصَلاةِ يَهيجُها / بِلالٌ وَيَدعو بِاِسمِهِ كُلَّما دَعا
وَيَطلُبُ أَقوامٌ مَواريثَ هالِكٍ / وَفينا مَواريثُ النُبُوَّةِ وَالهُدى
فَيا حَزَناً أَنّا رُزينا نَبِيَّنا / عَلى حينِ تَمَّ الدينُ وَاِشتَدَّتِ القُوى
كَأنّا لأُولى شُبهَةٍ سَفرُ لَيلَةٍ / أَضَلّوا الهُدى لا نَجمَ فيها وَلا ضَوى
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ لَمَّا تَدابَروا
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ لَمَّا تَدابَروا / وَثابَ إِلَيهِ المُسلِمونَ ذَوو الحِجى
ضَرَبنا غُواةَ الناسِ عَنهُ تَكَرُّماً / وَلَمّا يَرَوا قَصدَ السَبيلِ وَلا الهُدى
وَلَما أَتانا بِالهُدى كانَ كُلُّنا / عَلى طاعَةِ الرَحمَنِ وَالحَقِّ وَالتُقى
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّما
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّما / مَضى نَفَسٌ منها انتَقَصْتَ بِهِ جُزءاً
وَيُحييكَ ما يُفنيكَ في كُلِّ حالَةٍ / وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهُزءا
فَتُصبِحَ في نَفسٍ وَتَمشي بِغَيرِها / وَمالَكَ مِن عَقلٍ تُحِسُّ بِهِ رُزءا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025