القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 192
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيِّد
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيِّد / ولا تطلقنَّ النعتَ إن كنتَ تهتدي
إذ أنت أرسلت النعوت ولم تكن / تقيدها فيه فما أنت مهتدي
إذا كنتَ علاماً بما أنت ظاهرٌ / علمتَ بأنّ السرَّ بالعبد مرتدي
وإن كنتَ لا تدري ولست بطالبٍ / ولا باحثٍ فاعلم بأنك معتدي
إذا لم يقع نفعٌ لنفسِك ههنا / فأنت إذا بعثرت اخسر في غد
لو أنك مطلوبٌ بكل جريمةٍ / ومتَّ على التوحيد علما كان قد
ولستَ بأهلٍ للخلود بنارِه / ولستَ بمجرومٍ ولستَ بمفسد
كذا أنتَ عند الله في عينِ علمه / بقبضة اليمنى تروحُ وتعتدي
دليلي عليه ذو السجلاتِ فاعلموا / وذلك عينُ الحكم في غير مَشهد
وإن كنتَ سبَّاقاً لكل فضيلةٍ / تفوزُ إذا جاؤوا بأصدقِ مقعد
إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل / وما لعباد الله تأخذه النحلُ
فأين الذي قد قيل في الناس إنهم / لهم شرقٌ يعنو له المجد والفضلُ
وما هو إلا بالعلوم وعندهم / من العلمِ ما قد قلته فاستوى الكل
فما لعبادِ الله جورٌ محقق / ولكنه الإنسان شيمته العدلُ
فما ثَم إلا الميلُ ما ثَم غيره / ولو لم يكن ميل لماٌ كوِّن الأصل
فروعا له في كلِّ شرقٍ ومغربٍ / وزالَ الذي قد قيل فيه هو الظل
فإن خصه الرحمن منه بصورةٍ / إلهية في الكون قيل هي المثل
وإنْ كان مثلاً لا يكون مُماثلا / له قله المنعُ المحققُ والبذل
وتخدمه الأرواح للعلمِ سُجَّداً / وتأتي إليه من مهيمنه الرسل
وينجده التأييد معنى وصورةً / إذا كان منعوتاً وتتضحُ السبل
أقول وقد بانت شواهد علتي
أقول وقد بانت شواهد علتي / بأني محبوبٌ لموجد علتي
فمن هو نفسي أو مغاير عينها / ومن هو اجزائي ومن هو جملتي
إذا عاينتْ عيني سبيلَ وجودها / بفكري وذاتا لم تكن غير نشأتي
أقول لها من أنت قالت مكلمي / فقلت أرى ثنتين من خلف كلتي
فقالت وكثر مما تشاء فإنني / وإن كنت فرداً أنتمُ أصل كثرتي
فيا من هو المقصود في كلِّ وجهة / بوجهي إذا ما كنت لي عين قبلتي
فما عاينت عيناي فرداً مقسما / إلى عدد إلا الذي هو علتي
هو الكل والأجزاء عينُ وجودِه / فيا مثبتي بي لست غير مثبتي
لقد حرتُ في أمر تقسم واحداً / فأين وجودي قل لي أم أينَ وحدتي
فيا من يرى عقدي وحيرة خاطري / ويسرع بالتقريب في حَلِّ عقدتي
علمتُ بأني عبده وهو سيدي / وسلم لي علمي وأنشأ حيرتي
وأعلم أني حائر وهو فارغ / كما هو في شغل فيا حسرتي التي
تباعدني في عين قربي شهودها / فما حسن أفعالي وما سوء فعلتي
لقد علمتْ نفسي وجوداً محققاً / وغابتْ به عني فلم تدر حكمتي
أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا
أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا / لأني سمعتُ الله قال سنفرغُ
وما ثمّ إلا قائمٌ متحيرٌ / بأعراضِه فانظر لعلك تبلغ
إلى حدِّه الأقصى قيأتي دليلكم / إلى شبهة جاءته بالقذف تدمعُ
فقل لإمامِ الوقتِ أنتَ مقلدٌ / وقل للرعايا إنني سأبلغ
إليه الذي أنتم عليه وإنه / عليم بكم لكنه قال بلغوا
فيا من هو الملآنُ بالكونِ كله / ويا من هو الخالي الذي يتفرّغ
لقد حار قولي فيه إذ حار قوله / إلى خلقه إني إليكم سنفرغ
فمِن مَن إلى مَنْ أو إلى أيَّ حالة / يكون تجلِّيه إذا قال فرِّغوا
ألا إنني منه لأرزاق خلقه / وآجالهم والخلقُ والخلقُ أفرغ
إذا ما ذكرتُ الله بالذكر نفسه
إذا ما ذكرتُ الله بالذكر نفسه / فما هو مذكورٌ ولا أنا ذاكرُ
وذاك أتمُّ الذكرِ في كلِّ ذاكر / إذا أنت لم تعلمه ما أنت خابرُ
فكن عينَ ذكرِ الذكرِ لا تك ذاكراً / بوجهِ سوى هذا فإنك ظاهرُ
وكن واحداً من كلِّ وجه تفزْ به / وتجهلك الأعداد واللثر حاضر
فمن شاء فليثبت ومن شاء فليزل / فهذا الذي ساقت إليه المقادر
إذا أنت لم تدر الذي أنا قائل / به في جناب الحقِّ ما أنت تاجر
لو أنك بالنعتِ الذي قلته تكن / عليه لما دارت عليك الدوائر
فبرُّك لم يتفق ومالك راسخٌ / وريحك لم يحصل وحدُّك غامر
خليلي ما للريح يأتي جنوبها / فبولا ويقصيني الحدودُ العواثر
وإني من أهل البيت ما أنا بائنٌ / ولا أنا حدَّاد ولا أنا زافر
فلستُ أبالي من رياحٍ تقلبت / عليّ مجاريها فإني آمر
عن الأمر بالأمر الذي لا بضدِّه / سهام الأعادي يومَ تُبلى السرائر
تبارك من شخص عن الحقِّ ثابت / ومالك من أيْد ومالك ناصر
وما علمت منك الأقارب والعدى / إذا كنت صباراً بمن أنت صابر
يقولون إن الصدعَ للرجعِ لازمٌ / وقد صدعوا لكنهم لم يثابروا
على ما لنورِ الشمس في ذاك من جدى / ولولاه ما جاءتك سحبٌ مواطر
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا / وكنا له عند النزولِ مكانا
لقد ضاق عنه أرضه وسماؤه / وبالسَّعة المثلى لديه حبانا
وما وسعَ الرحمنَ إلا وجودنا / كأنا على العرشِ العظيم بنانا
ولما وسعنا الحقّ جل جلالُه / نعمنا به علما به وعِيانا
ولم نتخذ غير المهيمن ساكنا / ولم يتخذ بيتا يكون سوانا
لقد جاد لي ربي بكل فضيلةٍ / وآتانِ منه بسطةً وبيانا
إذا نحن جئناه على كلِّ حالة / بضعف الذي جئنا إليه أتانا
إذا نحن أثنينا عليه بذاتنا / وكان لنا منك الشهود أمانا
على كلِّ ما قلناه فيك وعصمةٌ / فما ثم عينٌ في الوجود ترانا
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي / ويشهد لي بالنقص عينُ مزيدي
فما أدري ما هذا ولستُ بجاهل / وقد عرفتني بالأمور حدودي
ولولا حدود الشيء ما امتاز عينه
ولولا حدود الشيء ما امتاز عينه / ولولا حدودي ما عرفتُ حدودي
لقد عشتُ أيّاماً بغير منازعٍ / ولم أك محسوداً لغير حسود
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى / هويته فهو المجيبُ لمن دعا
فما أنا إلا عينه ليس غيره / ولستُ بذي مزج ولا أنا بالوعا
فمن قال إن القول بالحدِّ واحد / فذلك قولٌ ليس يدريه من وعى
من العلم إلا رسمه لا وجوده / وإن مصيبَ الحقِّ من قال أجمعا
إذا عاينتْ عينٌ لعينٍ كلامه / على ألسن الأرسال بالحسِّ مصرعا
فلا بدَّ من صوتٍ يعين حرفه / ولا بدَّ من حرفٍ فقد ثبتا معا
فيا منكرَ التركيب في كلِّ ناطقٍ / وفي نطقه لو كنتَ بالحق مولعا
رأيت وجودَ الحقِّ عين كوائن / أمنت لها من غير أن تتصدّعا
إذا كان نظمي عين نثري فمن هما / فقل لهما يا صاح للحقِّ وارجعا
رعى الله عبداً منصفاً ذا حقيقة / كما أنه بالحقِّ للحقِّ قد رعى
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدٍ
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدٍ / إذا كان إثباتا ولستُ بمنتقد
فمن كان ينوي الخير فالخير حاصلٌ / ومن كان ينوي الشرَّ فالشرُّ قد فقد
ولو كان عقد الأمر عقداً معينا / لضاقَ نطاقُ الأمرِ فاقدحْ عسى تِقد
فقد وسم الحق اعتقاداتِ خلقه / وحسبك ما قد قلت في حقه وقد
ويأبى جنابُ الحقِّ إلا اتساعه / لتشهدَه الأبصار في كلِّ معتقد
وما تدرك الأبصار منه سوى الذي / تراه وما يخفى عن العينِ يعتقد
وإنَّ اللبيبَ الحبر يصمتُ عندما / يرى شاهد التحويلِ في الحقِّ قد وجد
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم / به جاهلاً فاعلم بأنك عارفُ
إذا أنت أعطيت العبارة عنهمُ / بما هم عليه فاعلم أنك واصفُ
فإن الذي قد ذقته ليس ينحكي / ولا يصرفُ الإنسان عن ذاك صارفُ
وقل ربِّ زدني من علومٍ تقيدت / علومٌ مذاق أنهن عوارف
إذا نلتها كنتَ العليمَ بحقها / وإن كانت الأخرى فتلك المعارفُ
فمعرفتي بالعينِ ما ثم غيرها / وعلمي بحال واحد وهو عاطف
عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل / ألا كلُّ ذي ذوقٍ هنالك واقف
وما جهلَ الأقوام إلا عبارتي / وما أنا باللفظ المركَّبِ كاشف
وما ثم تصريحٌ لذاك عيوننا / إذا ما عجزنا بالدموعِ ذوارف
فإن نحن عبرنا فإن كبيرنا / لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف
تمعر منه الوجه والعجز قائمٌ / به ويراه اليثربي المكاشف
ولو كان غير اليثربيّ لما درى / وهل يجهلُ العلام إلا المخالف
نفى عنهم القرآن فيه مقامهم / وإني بالله العظيمِ لحالف
لقد سمعت أذناي ما لا أبثُّه / وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
فقلتُ له سمعاً إلهي وطاعة / وقد كان لي فيما ذكرتُ مواقف
وما كنتُ ذا فكرٍ ولا قائلاً به / وقد بُينت لي في الطريق المصارف
وما صرفتنا عن تحققِ ذاتنا / بما في طريقِ السالكين الصوارف
وما ثم إلا سالك ومسلك / بذا قالتِ الأسلاف منا السوالف
مشينا على آثارهم عن بصيرة / وتقليد إيمان فنحن الخوالف
وما حيرتنا في الطريق مجاهل / وما حكمت بالتيه فينا التنائف
فإن كنت ذا حسٍّ فنحن الكثائف / وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف
لقد جهلتْ ما قلته وأبنته / من أهل الوجودِ الحقِّ منا طوائف
لقد قالتِ الأعراب الحربُ خدعةٌ / وإني خبير بالحروبِ مُشاقف
ألا فاعذروا من كان لي ذا جنابة / ويقديه مني تالدٌ ثم طارف
ويشتد خوفي من شهودي لموجدي / ولما رمت بي نحو ذاك المخاوف
علمتُ بأني ذو انكسارٍ وذلة / وأني مما يأمن القلبُ خائف
وأصبحت لا أرجو أمانا وإنني / على بابِ كوني للشهادة واقف
شهيدٌ لنفسي لا عليها لأنني / عليم تهادى للعمى متجانف
وإني أناديني إذا ما دعوتني / وقد هتفتْ بي في الخطوبِ الهواتف
عليك بحفظ النفسِ فالأمر بيِّنٌ
عليك بحفظ النفسِ فالأمر بيِّنٌ / فإنَّ وجودَ القشرِ للبِّ صائنُ
يصونُ بحكم الحالِ لا علمَ عنده / فما يدري ما تحوي عليه المصاون
وإنَّ وجودي صائنٌ من علمته / وبيني وبين الحقِّ فيه تباين
فيحفظني وقتاً ووقتاً أصونه / ويدري الذي قد قلته من يعاين
فما ثَمَّ إلا الكشفُ ما ثَم غيرُه / وما بعد علم العينِ علمٌ يوازن
إذا كان مخدومي الذي قد تركته / ببسطام خلفي قل لمن أنا سادن
إذا كان مطلوبي ومن هو غايتي / وبدئي فما في العالمين تغابن
أرى فتية عمياءَ جاءت لنصرتي / تقول لنا بالحال أنت المفاتن
فحصَّلتُ منها كلَّ خيرٍ وإنني / أسايف أوقاتاً ووقتاً أطاعنُ
وما أنت فيها ذو نواءٍ نويته / ولا أنا عنها بالجماعة ظاعنُ
فمن شاء فليرحل ومن شاء فليقم / فما الأمر إلا كائنٌ وهو بائن
تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته
تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته / ولو لم تكن عيني لما كنت مدرِكا
فأين أنا والكلُّ مني أنتمُ / ولم أدر من هذا الذي كان أدركا
فقل لي وعرِّفني فإني حائر / ولو كنته ما حرتُ العلمُ أنكا
إلهي فإن العبد عينُ حقيقتي / فنحن بنا عقلا وفي كشفنا بكا
فإن قلت إني لستكم كنتَ صادقا / وإن قلت إني أنتمُ فأنا لكا
لك الحكم فينا كيف شئتَ تأدبُّبا / لسرٍّ بدا لي كان للأمر أملكا
أنا كلُّ شي إن تأملتَ صورتي / فإني إنسانٌ وإن كنت مألكا
تمثَّلَ جبريلُ لمريمَ صورةً / من الإنس لم يأتِ بمثل ولا بكا
لنعلم أنّ الأمر عين الذي ترى / وقد صار ما عاينته فيه مهلكا
فإن شئت سلطاناً وإنْ شئتَ سوقة / وإن شئت ذا نسكٍ وإن شئتَ منسكا
إذا كنتَ إنسانا فكن خير إنسان
إذا كنتَ إنسانا فكن خير إنسان / فإنَّ بخيلَ القومِ ليس بِمحسانِ
ولا تظهرن إن كنتَ تملك سترةً / إلى كلِّ ذي عين بصورة عُريانِ
وحقِّق إذا ما قلتَ قولاً ولا تكن / تخلطُ صدقَ القولِ منك ببهتانِ
ولا تسرعن إن جاءَ يسألُ سائلٌ / ولا تبذرِ السمراء في أرض عُميان
وكن ذا لسانٍ واحد وهو عينه / ولا تك من قومٍ بفهيم لسانان
لسانٌ بخلقٍ وهو عضو معين / وليس يرى ذا العضو إلا لتبيان
ونطق بحقٍ فهو بالصدقِ ناطقٌ / تقسم قرآناً بتقسيم فُرقان
فيبدو لذاك القسم من كلِّ وجهةٍ / من العالم الأدنى إليك طريقان
طريقُ شكورٍ أو كفورٍ وما هما / فريقان بل هم بالتقاسيم فرقان
فإن كنت عند القسم بالأمر عالما / فما ثم فرقان بوجه ولا ثان
فما أنت بالتوحيدِ متحد به / فربحك خسرانٌ ونقصُك رجحاني
ولا تدخلنْ إنْ كنتَ طالبَ حكمةٍ / حقيقةُ ما تبغيه كَفَّةُ مِيزان
فما وضع الميزان إلا بأرضه / هنا وبأرض الحشر والشانُ كالشان
وما هو مطلوبي فذلك خارجٌ / عن الحدِّ والتقسيم فيه ببرهان
فليس وجودُ الخلقِِ إلا بجودِه / وجودُ الإله الحقّ ليس بميزان
يفيض الإله الحقّ عين عطائه / وتقبله الأعيان من غير نقصان
فما ثم إلا كاملٌ في طريقه / من أصحابِ أفلاكٍ وأصحابِ أركان
بهذا قد أعطى كلُّ من كان خلقُه / كما قاله الرحمن في نصِّ قرآن
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً / فكن ناطقاً في كلِّ شي بحقِّهِ
ولا تأخذِ الأشياء من غير وجهها / فإنَّ وجودَ العدل في غيرِ خلقِهِ
فكن بالإله الحقِّ في كلِّ حالةٍ / ولا تجر في الأشياء إلا بوفقه
وخذ سرَّ هذا الأمر من عينِ غربه / وخذ نورَه للكشفِ من عين شرقه
فيا نائباً عن ربِّه في صلاته / إذا قام بين الآيتين من أفقه
ومَن حاز شيئاً من وجودِ إلهه / فما حازَه إلا بأفضلِ خلقه
أنا حقُّ أسماءِ الإله بأسرها / وهل تخزنُ الأعلافُ إلا بحقِّه
ألا إنني العبدُ الذي ليس يُرتجى / خروجاً بعتقٍ من حقيقة رِقِّه
وإن كان عبدَ الله حقاً بذاته / فإني ممن لا أقولُ بعتقه
إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه / قصارى حديثي أن أكونَ كأنهُ
بذا جاء نصُّ الشرع في غير موضعٍ / فمن لم يصدقني فيعلم أنهُ
عن الحقِّ مصروفٌ إلى غير وجهه / وعن مشهد التحقيق ربي أكنه
وأعلمُ ما المعنى الذي قام واستوى / على عرشه العلويِّ حين اجنَّه
وما هو إلا قربه ليس غيره / ولو كان ذا بعد لأسمعَ أذنه
خطاباً بليغاً يخرق السمعَ صوتُه / ويودعُ فيه من تكلم أذنه
وديعةَ حقٍّ لا وديعةَ حيلةٍ / فيضحى لما قد فات يقرعُ منه
كما صنع الرامي الذي جاز سهمه / فريسته فاستلزم القلبَ حزنه
فوسع مكانَ الضيقِِ منك تخلقا / فمن وسعَ الرحمن سهل حزنه
ولا شطر الأشياء الا بعينها / فقد يقلبُ الفرار وقتاً مجنه
إذا كنت ذا خبر لما أنت صانعٌ / له فعلمنا أنْ ستدرك حسنه
تأمل إذا ما قرَّبَ الشخصُ بيضة / هي الكل من شخص يقرّب بدنه
ويفضل عنها مثلها وزيادة / وهذا دليلٌ إن تحققت عينه
فخذ بالوجودِ الحقِّ ما دمت ههنا / ولا تبق شيئاً خلفكم لتجنه
فمن سنّ خيراً حاز من كل معتد / به خيره بالفعلِ إذ كان سنه
أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء
أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء / فلي في السما والأرض ما كان من خبءِ
ولكنه من حيث أسماءُ كونه / وما لي فيه إن تحققت من كفؤ
أنا خاتم الأمر الأعمِّ وجودُه / لذاك تحملتُ الذي فيه من عبءِ
فإنْ كنتَ ذا علم بقولي ومقصدي / وأحكامِ ما في الكلِّ من حكمة الجزءِ
فلا تاخذِ الأقوالَ من كلِّ قائلِ / وإنْ كان لا يدري الذي قال من هزء
فإنَّ الكلامَ الحقَّ ذلك فاعتمد / عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء
لقد مدَّني ظلا وإنْ كنتُ نورَه / فإن لم أكن في الظل إني لفي الفيء
لقد عظَّم الرحمن نشئي لمن درى / وأعظم قدرٍ الشخصِ ما كان في النشء
وما أنا من هلك فما أنا هالك / وما أنا ممن يدرأ الدرءَ بالدرءِ
ولكنني رِدءٌ لمن جاء يبتغي / معونته مني فآمن بالردء
وإني إذا ما ضمني برد عفوه / إليه بجرمي أنني منه في دفء
وأعجب من كوني دليلا بنشأتي / ولا أرتجي برءاً وأجنح للبرء
وما ذاك إلا حكم غفلتي التي / خُصصتُ بها وهي التي لم تزل تشئيى
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا / ولولا وجودُ العبدِ ما عُرف الرب
فوقتا يكون الجسم والقلبُ انتم / ووقتا يكون الجسمُ والسيِّد القلبُ
فمجموعنا شخصٌ لذاك أتى به / وسمَّاه شخصاً مرسَلا من له القرب
أنا صورةٌ من صورةٍ لم تقم بنا / ولو أنها قامتْ لأدركني العجبُ
أنا سرُّه الفاني وسرُّ بقائه / كما هو لي تاجٌ وفي ساعدي قلبُ
كلفتُ بمن يدريه إذ كان عاشقي / وأظهر عشقي شهرةَ الحبِّ لا الحب
كذا قال شيخي لي شفاها وزادني / بأني بها المقتولُ والواله الصَّبُّ
الهوى حيّرني
الهوى حيّرني / في الذي تعلمهْ
فإذا قلت أنا / قال لا أعلمه
وإذا قلت بلى / قال ذا أفهمه
ما أنا غير الهوى / ولذا أحكمه
والهوى يعرب ما / لم أزل أعجمه
ولنا من كل ما / قال لي محكمه
هكذا عرفني / سيدي محكمه
فبه أظهره / وله أكتمه
وأنا العبد الذي / قد هوت أنجمه
يطلب الأمر الذي / في الثرى معلمه
ولذا أعدل في / كلِّ ما أظلمه
عين ما أوضحه / عين ما أبهمه
فإذا أمدحه / فأنا أكلمه
والذي ينقض لي / فأنا أبرمه
ولذا يبصرني / أبداً أبرمه
إذا النور من فارٍ أو من طور سيناء
إذا النور من فارٍ أو من طور سيناء / أتى عاد ناراً للكليم كما شاء
فكلمه منه وكان لحاجته / رأها به فاسترسل الحال أشياء
وإن شاء ربُّ الوقتِ من حالِ من سعى / على أهلِه من خالصِ الصدق انشاء
وأما أنا من أجلِ أحمد لم أر / سوى بلة من قدر راحتنا ماء
فلم يك ذاك القول إلا ببقعة / من الواد سماها لنا طور سيناء
واسمعني منها كلاماً مقدَّسا / صريحاً فصحَّ القولُ لم يك إيماء
ولم يحكم التكليفَ فينا بحالة / وجاء به الله المهيمنُ أنباء
فالقيت كلّ اسم لكوني وكونه / إذا انصف الرائي يفصل اسماء
وكان إلى جنبي جلوساً ذوو احجى / فلم يفشه من أجلهم لي إفشاء
وما ثم أقوالٌ تُعاد بعينها / إلا كلُّ ما في الكونِ لله له بداء
إذا ماتتِ الألباب من طول فكرها / أتى الكشفُ يحيها من الحقِّ إحياء
وقد كان أخفاها من أجل عشرتي / لنكر بهم قد قام إذ قال إخفاء
خفاها فلم تظهر دعاها فلم تجب / وكان الدعا ليلا فأحدثَ إسراء
ليظهر آياتٍ ويبدي عجائبا / لناظره حتى إذا ما انتهى فاء
إلى أهله من كلِّ حسٍّ وقوّة / فقرَّب أحباباً وأهلكَ أعداء
وأرسل أملاكا بكل حقيقته / إليه على حبٍّ وألف اجزاء
وأبدى رسوما داثرات من البلى / فابرز أمواتا وأقبر أحياء
وأظهر بالكاف التي عميت بها / عقول عن إدراك التكافؤ أكفاء
وما كانت الأمثالُ إلا بنورِه / فكانت له ظلاً وفي العلم أفياء
وارسل سحباً مُعصراتٍ فامطرتْ / لترتيبٍ أنواء وحرَّم أنواء
فرَّوضكَ مطلولٌ بكلِّ خميلةٍ / إذا طله أوحى من الليل أنداء
فعطر أعرافاً لها فتعطرتْ / أزاح بها عن روضه اليانعِ الداء
وصيرّها للداء عنها مزيلة / فكانت شفاءً للمسامِ وأدواء
وأطلع فيها فيها الزهر من كلِّ جانبٍ / نجوما تعالت في الغصون وأضواء
وقد كانت الأرجاء منها علي رجي / فأوصلها خيراً وأكبر نعماء
فهذي علومُ القوم إن كنتَ طالباً / ودع عنك أغراضا تصدُّ وأهواء
فدونك والزم شرعَ أحمد وحدَه / فإنّ له في شرعة الكلّ سيساءَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025