المجموع : 192
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيِّد
إذا ما نعتَّ الحقَّ يوماً فقيِّد / ولا تطلقنَّ النعتَ إن كنتَ تهتدي
إذ أنت أرسلت النعوت ولم تكن / تقيدها فيه فما أنت مهتدي
إذا كنتَ علاماً بما أنت ظاهرٌ / علمتَ بأنّ السرَّ بالعبد مرتدي
وإن كنتَ لا تدري ولست بطالبٍ / ولا باحثٍ فاعلم بأنك معتدي
إذا لم يقع نفعٌ لنفسِك ههنا / فأنت إذا بعثرت اخسر في غد
لو أنك مطلوبٌ بكل جريمةٍ / ومتَّ على التوحيد علما كان قد
ولستَ بأهلٍ للخلود بنارِه / ولستَ بمجرومٍ ولستَ بمفسد
كذا أنتَ عند الله في عينِ علمه / بقبضة اليمنى تروحُ وتعتدي
دليلي عليه ذو السجلاتِ فاعلموا / وذلك عينُ الحكم في غير مَشهد
وإن كنتَ سبَّاقاً لكل فضيلةٍ / تفوزُ إذا جاؤوا بأصدقِ مقعد
إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل
إذا كان ما للعقلِ تأتي به النمل / وما لعباد الله تأخذه النحلُ
فأين الذي قد قيل في الناس إنهم / لهم شرقٌ يعنو له المجد والفضلُ
وما هو إلا بالعلوم وعندهم / من العلمِ ما قد قلته فاستوى الكل
فما لعبادِ الله جورٌ محقق / ولكنه الإنسان شيمته العدلُ
فما ثَم إلا الميلُ ما ثَم غيره / ولو لم يكن ميل لماٌ كوِّن الأصل
فروعا له في كلِّ شرقٍ ومغربٍ / وزالَ الذي قد قيل فيه هو الظل
فإن خصه الرحمن منه بصورةٍ / إلهية في الكون قيل هي المثل
وإنْ كان مثلاً لا يكون مُماثلا / له قله المنعُ المحققُ والبذل
وتخدمه الأرواح للعلمِ سُجَّداً / وتأتي إليه من مهيمنه الرسل
وينجده التأييد معنى وصورةً / إذا كان منعوتاً وتتضحُ السبل
أقول وقد بانت شواهد علتي
أقول وقد بانت شواهد علتي / بأني محبوبٌ لموجد علتي
فمن هو نفسي أو مغاير عينها / ومن هو اجزائي ومن هو جملتي
إذا عاينتْ عيني سبيلَ وجودها / بفكري وذاتا لم تكن غير نشأتي
أقول لها من أنت قالت مكلمي / فقلت أرى ثنتين من خلف كلتي
فقالت وكثر مما تشاء فإنني / وإن كنت فرداً أنتمُ أصل كثرتي
فيا من هو المقصود في كلِّ وجهة / بوجهي إذا ما كنت لي عين قبلتي
فما عاينت عيناي فرداً مقسما / إلى عدد إلا الذي هو علتي
هو الكل والأجزاء عينُ وجودِه / فيا مثبتي بي لست غير مثبتي
لقد حرتُ في أمر تقسم واحداً / فأين وجودي قل لي أم أينَ وحدتي
فيا من يرى عقدي وحيرة خاطري / ويسرع بالتقريب في حَلِّ عقدتي
علمتُ بأني عبده وهو سيدي / وسلم لي علمي وأنشأ حيرتي
وأعلم أني حائر وهو فارغ / كما هو في شغل فيا حسرتي التي
تباعدني في عين قربي شهودها / فما حسن أفعالي وما سوء فعلتي
لقد علمتْ نفسي وجوداً محققاً / وغابتْ به عني فلم تدر حكمتي
أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا
أصرِّفه في كلِّ وقتٍ تصرُّفا / لأني سمعتُ الله قال سنفرغُ
وما ثمّ إلا قائمٌ متحيرٌ / بأعراضِه فانظر لعلك تبلغ
إلى حدِّه الأقصى قيأتي دليلكم / إلى شبهة جاءته بالقذف تدمعُ
فقل لإمامِ الوقتِ أنتَ مقلدٌ / وقل للرعايا إنني سأبلغ
إليه الذي أنتم عليه وإنه / عليم بكم لكنه قال بلغوا
فيا من هو الملآنُ بالكونِ كله / ويا من هو الخالي الذي يتفرّغ
لقد حار قولي فيه إذ حار قوله / إلى خلقه إني إليكم سنفرغ
فمِن مَن إلى مَنْ أو إلى أيَّ حالة / يكون تجلِّيه إذا قال فرِّغوا
ألا إنني منه لأرزاق خلقه / وآجالهم والخلقُ والخلقُ أفرغ
إذا ما ذكرتُ الله بالذكر نفسه
إذا ما ذكرتُ الله بالذكر نفسه / فما هو مذكورٌ ولا أنا ذاكرُ
وذاك أتمُّ الذكرِ في كلِّ ذاكر / إذا أنت لم تعلمه ما أنت خابرُ
فكن عينَ ذكرِ الذكرِ لا تك ذاكراً / بوجهِ سوى هذا فإنك ظاهرُ
وكن واحداً من كلِّ وجه تفزْ به / وتجهلك الأعداد واللثر حاضر
فمن شاء فليثبت ومن شاء فليزل / فهذا الذي ساقت إليه المقادر
إذا أنت لم تدر الذي أنا قائل / به في جناب الحقِّ ما أنت تاجر
لو أنك بالنعتِ الذي قلته تكن / عليه لما دارت عليك الدوائر
فبرُّك لم يتفق ومالك راسخٌ / وريحك لم يحصل وحدُّك غامر
خليلي ما للريح يأتي جنوبها / فبولا ويقصيني الحدودُ العواثر
وإني من أهل البيت ما أنا بائنٌ / ولا أنا حدَّاد ولا أنا زافر
فلستُ أبالي من رياحٍ تقلبت / عليّ مجاريها فإني آمر
عن الأمر بالأمر الذي لا بضدِّه / سهام الأعادي يومَ تُبلى السرائر
تبارك من شخص عن الحقِّ ثابت / ومالك من أيْد ومالك ناصر
وما علمت منك الأقارب والعدى / إذا كنت صباراً بمن أنت صابر
يقولون إن الصدعَ للرجعِ لازمٌ / وقد صدعوا لكنهم لم يثابروا
على ما لنورِ الشمس في ذاك من جدى / ولولاه ما جاءتك سحبٌ مواطر
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا
عفا رسمُ من أهوى وليس سوانا / وكنا له عند النزولِ مكانا
لقد ضاق عنه أرضه وسماؤه / وبالسَّعة المثلى لديه حبانا
وما وسعَ الرحمنَ إلا وجودنا / كأنا على العرشِ العظيم بنانا
ولما وسعنا الحقّ جل جلالُه / نعمنا به علما به وعِيانا
ولم نتخذ غير المهيمن ساكنا / ولم يتخذ بيتا يكون سوانا
لقد جاد لي ربي بكل فضيلةٍ / وآتانِ منه بسطةً وبيانا
إذا نحن جئناه على كلِّ حالة / بضعف الذي جئنا إليه أتانا
إذا نحن أثنينا عليه بذاتنا / وكان لنا منك الشهود أمانا
على كلِّ ما قلناه فيك وعصمةٌ / فما ثم عينٌ في الوجود ترانا
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي
عجبتُ لمن قد كان عينَ هويتي / ويشهد لي بالنقص عينُ مزيدي
فما أدري ما هذا ولستُ بجاهل / وقد عرفتني بالأمور حدودي
ولولا حدود الشيء ما امتاز عينه
ولولا حدود الشيء ما امتاز عينه / ولولا حدودي ما عرفتُ حدودي
لقد عشتُ أيّاماً بغير منازعٍ / ولم أك محسوداً لغير حسود
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى / هويته فهو المجيبُ لمن دعا
فما أنا إلا عينه ليس غيره / ولستُ بذي مزج ولا أنا بالوعا
فمن قال إن القول بالحدِّ واحد / فذلك قولٌ ليس يدريه من وعى
من العلم إلا رسمه لا وجوده / وإن مصيبَ الحقِّ من قال أجمعا
إذا عاينتْ عينٌ لعينٍ كلامه / على ألسن الأرسال بالحسِّ مصرعا
فلا بدَّ من صوتٍ يعين حرفه / ولا بدَّ من حرفٍ فقد ثبتا معا
فيا منكرَ التركيب في كلِّ ناطقٍ / وفي نطقه لو كنتَ بالحق مولعا
رأيت وجودَ الحقِّ عين كوائن / أمنت لها من غير أن تتصدّعا
إذا كان نظمي عين نثري فمن هما / فقل لهما يا صاح للحقِّ وارجعا
رعى الله عبداً منصفاً ذا حقيقة / كما أنه بالحقِّ للحقِّ قد رعى
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدٍ
ألا إن كشفي مثبتٌ كلَّ معتقدٍ / إذا كان إثباتا ولستُ بمنتقد
فمن كان ينوي الخير فالخير حاصلٌ / ومن كان ينوي الشرَّ فالشرُّ قد فقد
ولو كان عقد الأمر عقداً معينا / لضاقَ نطاقُ الأمرِ فاقدحْ عسى تِقد
فقد وسم الحق اعتقاداتِ خلقه / وحسبك ما قد قلت في حقه وقد
ويأبى جنابُ الحقِّ إلا اتساعه / لتشهدَه الأبصار في كلِّ معتقد
وما تدرك الأبصار منه سوى الذي / تراه وما يخفى عن العينِ يعتقد
وإنَّ اللبيبَ الحبر يصمتُ عندما / يرى شاهد التحويلِ في الحقِّ قد وجد
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم / به جاهلاً فاعلم بأنك عارفُ
إذا أنت أعطيت العبارة عنهمُ / بما هم عليه فاعلم أنك واصفُ
فإن الذي قد ذقته ليس ينحكي / ولا يصرفُ الإنسان عن ذاك صارفُ
وقل ربِّ زدني من علومٍ تقيدت / علومٌ مذاق أنهن عوارف
إذا نلتها كنتَ العليمَ بحقها / وإن كانت الأخرى فتلك المعارفُ
فمعرفتي بالعينِ ما ثم غيرها / وعلمي بحال واحد وهو عاطف
عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل / ألا كلُّ ذي ذوقٍ هنالك واقف
وما جهلَ الأقوام إلا عبارتي / وما أنا باللفظ المركَّبِ كاشف
وما ثم تصريحٌ لذاك عيوننا / إذا ما عجزنا بالدموعِ ذوارف
فإن نحن عبرنا فإن كبيرنا / لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف
تمعر منه الوجه والعجز قائمٌ / به ويراه اليثربي المكاشف
ولو كان غير اليثربيّ لما درى / وهل يجهلُ العلام إلا المخالف
نفى عنهم القرآن فيه مقامهم / وإني بالله العظيمِ لحالف
لقد سمعت أذناي ما لا أبثُّه / وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
فقلتُ له سمعاً إلهي وطاعة / وقد كان لي فيما ذكرتُ مواقف
وما كنتُ ذا فكرٍ ولا قائلاً به / وقد بُينت لي في الطريق المصارف
وما صرفتنا عن تحققِ ذاتنا / بما في طريقِ السالكين الصوارف
وما ثم إلا سالك ومسلك / بذا قالتِ الأسلاف منا السوالف
مشينا على آثارهم عن بصيرة / وتقليد إيمان فنحن الخوالف
وما حيرتنا في الطريق مجاهل / وما حكمت بالتيه فينا التنائف
فإن كنت ذا حسٍّ فنحن الكثائف / وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف
لقد جهلتْ ما قلته وأبنته / من أهل الوجودِ الحقِّ منا طوائف
لقد قالتِ الأعراب الحربُ خدعةٌ / وإني خبير بالحروبِ مُشاقف
ألا فاعذروا من كان لي ذا جنابة / ويقديه مني تالدٌ ثم طارف
ويشتد خوفي من شهودي لموجدي / ولما رمت بي نحو ذاك المخاوف
علمتُ بأني ذو انكسارٍ وذلة / وأني مما يأمن القلبُ خائف
وأصبحت لا أرجو أمانا وإنني / على بابِ كوني للشهادة واقف
شهيدٌ لنفسي لا عليها لأنني / عليم تهادى للعمى متجانف
وإني أناديني إذا ما دعوتني / وقد هتفتْ بي في الخطوبِ الهواتف
عليك بحفظ النفسِ فالأمر بيِّنٌ
عليك بحفظ النفسِ فالأمر بيِّنٌ / فإنَّ وجودَ القشرِ للبِّ صائنُ
يصونُ بحكم الحالِ لا علمَ عنده / فما يدري ما تحوي عليه المصاون
وإنَّ وجودي صائنٌ من علمته / وبيني وبين الحقِّ فيه تباين
فيحفظني وقتاً ووقتاً أصونه / ويدري الذي قد قلته من يعاين
فما ثَمَّ إلا الكشفُ ما ثَم غيرُه / وما بعد علم العينِ علمٌ يوازن
إذا كان مخدومي الذي قد تركته / ببسطام خلفي قل لمن أنا سادن
إذا كان مطلوبي ومن هو غايتي / وبدئي فما في العالمين تغابن
أرى فتية عمياءَ جاءت لنصرتي / تقول لنا بالحال أنت المفاتن
فحصَّلتُ منها كلَّ خيرٍ وإنني / أسايف أوقاتاً ووقتاً أطاعنُ
وما أنت فيها ذو نواءٍ نويته / ولا أنا عنها بالجماعة ظاعنُ
فمن شاء فليرحل ومن شاء فليقم / فما الأمر إلا كائنٌ وهو بائن
تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته
تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته / ولو لم تكن عيني لما كنت مدرِكا
فأين أنا والكلُّ مني أنتمُ / ولم أدر من هذا الذي كان أدركا
فقل لي وعرِّفني فإني حائر / ولو كنته ما حرتُ العلمُ أنكا
إلهي فإن العبد عينُ حقيقتي / فنحن بنا عقلا وفي كشفنا بكا
فإن قلت إني لستكم كنتَ صادقا / وإن قلت إني أنتمُ فأنا لكا
لك الحكم فينا كيف شئتَ تأدبُّبا / لسرٍّ بدا لي كان للأمر أملكا
أنا كلُّ شي إن تأملتَ صورتي / فإني إنسانٌ وإن كنت مألكا
تمثَّلَ جبريلُ لمريمَ صورةً / من الإنس لم يأتِ بمثل ولا بكا
لنعلم أنّ الأمر عين الذي ترى / وقد صار ما عاينته فيه مهلكا
فإن شئت سلطاناً وإنْ شئتَ سوقة / وإن شئت ذا نسكٍ وإن شئتَ منسكا
إذا كنتَ إنسانا فكن خير إنسان
إذا كنتَ إنسانا فكن خير إنسان / فإنَّ بخيلَ القومِ ليس بِمحسانِ
ولا تظهرن إن كنتَ تملك سترةً / إلى كلِّ ذي عين بصورة عُريانِ
وحقِّق إذا ما قلتَ قولاً ولا تكن / تخلطُ صدقَ القولِ منك ببهتانِ
ولا تسرعن إن جاءَ يسألُ سائلٌ / ولا تبذرِ السمراء في أرض عُميان
وكن ذا لسانٍ واحد وهو عينه / ولا تك من قومٍ بفهيم لسانان
لسانٌ بخلقٍ وهو عضو معين / وليس يرى ذا العضو إلا لتبيان
ونطق بحقٍ فهو بالصدقِ ناطقٌ / تقسم قرآناً بتقسيم فُرقان
فيبدو لذاك القسم من كلِّ وجهةٍ / من العالم الأدنى إليك طريقان
طريقُ شكورٍ أو كفورٍ وما هما / فريقان بل هم بالتقاسيم فرقان
فإن كنت عند القسم بالأمر عالما / فما ثم فرقان بوجه ولا ثان
فما أنت بالتوحيدِ متحد به / فربحك خسرانٌ ونقصُك رجحاني
ولا تدخلنْ إنْ كنتَ طالبَ حكمةٍ / حقيقةُ ما تبغيه كَفَّةُ مِيزان
فما وضع الميزان إلا بأرضه / هنا وبأرض الحشر والشانُ كالشان
وما هو مطلوبي فذلك خارجٌ / عن الحدِّ والتقسيم فيه ببرهان
فليس وجودُ الخلقِِ إلا بجودِه / وجودُ الإله الحقّ ليس بميزان
يفيض الإله الحقّ عين عطائه / وتقبله الأعيان من غير نقصان
فما ثم إلا كاملٌ في طريقه / من أصحابِ أفلاكٍ وأصحابِ أركان
بهذا قد أعطى كلُّ من كان خلقُه / كما قاله الرحمن في نصِّ قرآن
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً / فكن ناطقاً في كلِّ شي بحقِّهِ
ولا تأخذِ الأشياء من غير وجهها / فإنَّ وجودَ العدل في غيرِ خلقِهِ
فكن بالإله الحقِّ في كلِّ حالةٍ / ولا تجر في الأشياء إلا بوفقه
وخذ سرَّ هذا الأمر من عينِ غربه / وخذ نورَه للكشفِ من عين شرقه
فيا نائباً عن ربِّه في صلاته / إذا قام بين الآيتين من أفقه
ومَن حاز شيئاً من وجودِ إلهه / فما حازَه إلا بأفضلِ خلقه
أنا حقُّ أسماءِ الإله بأسرها / وهل تخزنُ الأعلافُ إلا بحقِّه
ألا إنني العبدُ الذي ليس يُرتجى / خروجاً بعتقٍ من حقيقة رِقِّه
وإن كان عبدَ الله حقاً بذاته / فإني ممن لا أقولُ بعتقه
إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه
إذا الأمر لم يمكن فكنه فإنه / قصارى حديثي أن أكونَ كأنهُ
بذا جاء نصُّ الشرع في غير موضعٍ / فمن لم يصدقني فيعلم أنهُ
عن الحقِّ مصروفٌ إلى غير وجهه / وعن مشهد التحقيق ربي أكنه
وأعلمُ ما المعنى الذي قام واستوى / على عرشه العلويِّ حين اجنَّه
وما هو إلا قربه ليس غيره / ولو كان ذا بعد لأسمعَ أذنه
خطاباً بليغاً يخرق السمعَ صوتُه / ويودعُ فيه من تكلم أذنه
وديعةَ حقٍّ لا وديعةَ حيلةٍ / فيضحى لما قد فات يقرعُ منه
كما صنع الرامي الذي جاز سهمه / فريسته فاستلزم القلبَ حزنه
فوسع مكانَ الضيقِِ منك تخلقا / فمن وسعَ الرحمن سهل حزنه
ولا شطر الأشياء الا بعينها / فقد يقلبُ الفرار وقتاً مجنه
إذا كنت ذا خبر لما أنت صانعٌ / له فعلمنا أنْ ستدرك حسنه
تأمل إذا ما قرَّبَ الشخصُ بيضة / هي الكل من شخص يقرّب بدنه
ويفضل عنها مثلها وزيادة / وهذا دليلٌ إن تحققت عينه
فخذ بالوجودِ الحقِّ ما دمت ههنا / ولا تبق شيئاً خلفكم لتجنه
فمن سنّ خيراً حاز من كل معتد / به خيره بالفعلِ إذ كان سنه
أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء
أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء / فلي في السما والأرض ما كان من خبءِ
ولكنه من حيث أسماءُ كونه / وما لي فيه إن تحققت من كفؤ
أنا خاتم الأمر الأعمِّ وجودُه / لذاك تحملتُ الذي فيه من عبءِ
فإنْ كنتَ ذا علم بقولي ومقصدي / وأحكامِ ما في الكلِّ من حكمة الجزءِ
فلا تاخذِ الأقوالَ من كلِّ قائلِ / وإنْ كان لا يدري الذي قال من هزء
فإنَّ الكلامَ الحقَّ ذلك فاعتمد / عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء
لقد مدَّني ظلا وإنْ كنتُ نورَه / فإن لم أكن في الظل إني لفي الفيء
لقد عظَّم الرحمن نشئي لمن درى / وأعظم قدرٍ الشخصِ ما كان في النشء
وما أنا من هلك فما أنا هالك / وما أنا ممن يدرأ الدرءَ بالدرءِ
ولكنني رِدءٌ لمن جاء يبتغي / معونته مني فآمن بالردء
وإني إذا ما ضمني برد عفوه / إليه بجرمي أنني منه في دفء
وأعجب من كوني دليلا بنشأتي / ولا أرتجي برءاً وأجنح للبرء
وما ذاك إلا حكم غفلتي التي / خُصصتُ بها وهي التي لم تزل تشئيى
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا / ولولا وجودُ العبدِ ما عُرف الرب
فوقتا يكون الجسم والقلبُ انتم / ووقتا يكون الجسمُ والسيِّد القلبُ
فمجموعنا شخصٌ لذاك أتى به / وسمَّاه شخصاً مرسَلا من له القرب
أنا صورةٌ من صورةٍ لم تقم بنا / ولو أنها قامتْ لأدركني العجبُ
أنا سرُّه الفاني وسرُّ بقائه / كما هو لي تاجٌ وفي ساعدي قلبُ
كلفتُ بمن يدريه إذ كان عاشقي / وأظهر عشقي شهرةَ الحبِّ لا الحب
كذا قال شيخي لي شفاها وزادني / بأني بها المقتولُ والواله الصَّبُّ
الهوى حيّرني
الهوى حيّرني / في الذي تعلمهْ
فإذا قلت أنا / قال لا أعلمه
وإذا قلت بلى / قال ذا أفهمه
ما أنا غير الهوى / ولذا أحكمه
والهوى يعرب ما / لم أزل أعجمه
ولنا من كل ما / قال لي محكمه
هكذا عرفني / سيدي محكمه
فبه أظهره / وله أكتمه
وأنا العبد الذي / قد هوت أنجمه
يطلب الأمر الذي / في الثرى معلمه
ولذا أعدل في / كلِّ ما أظلمه
عين ما أوضحه / عين ما أبهمه
فإذا أمدحه / فأنا أكلمه
والذي ينقض لي / فأنا أبرمه
ولذا يبصرني / أبداً أبرمه
إذا النور من فارٍ أو من طور سيناء
إذا النور من فارٍ أو من طور سيناء / أتى عاد ناراً للكليم كما شاء
فكلمه منه وكان لحاجته / رأها به فاسترسل الحال أشياء
وإن شاء ربُّ الوقتِ من حالِ من سعى / على أهلِه من خالصِ الصدق انشاء
وأما أنا من أجلِ أحمد لم أر / سوى بلة من قدر راحتنا ماء
فلم يك ذاك القول إلا ببقعة / من الواد سماها لنا طور سيناء
واسمعني منها كلاماً مقدَّسا / صريحاً فصحَّ القولُ لم يك إيماء
ولم يحكم التكليفَ فينا بحالة / وجاء به الله المهيمنُ أنباء
فالقيت كلّ اسم لكوني وكونه / إذا انصف الرائي يفصل اسماء
وكان إلى جنبي جلوساً ذوو احجى / فلم يفشه من أجلهم لي إفشاء
وما ثم أقوالٌ تُعاد بعينها / إلا كلُّ ما في الكونِ لله له بداء
إذا ماتتِ الألباب من طول فكرها / أتى الكشفُ يحيها من الحقِّ إحياء
وقد كان أخفاها من أجل عشرتي / لنكر بهم قد قام إذ قال إخفاء
خفاها فلم تظهر دعاها فلم تجب / وكان الدعا ليلا فأحدثَ إسراء
ليظهر آياتٍ ويبدي عجائبا / لناظره حتى إذا ما انتهى فاء
إلى أهله من كلِّ حسٍّ وقوّة / فقرَّب أحباباً وأهلكَ أعداء
وأرسل أملاكا بكل حقيقته / إليه على حبٍّ وألف اجزاء
وأبدى رسوما داثرات من البلى / فابرز أمواتا وأقبر أحياء
وأظهر بالكاف التي عميت بها / عقول عن إدراك التكافؤ أكفاء
وما كانت الأمثالُ إلا بنورِه / فكانت له ظلاً وفي العلم أفياء
وارسل سحباً مُعصراتٍ فامطرتْ / لترتيبٍ أنواء وحرَّم أنواء
فرَّوضكَ مطلولٌ بكلِّ خميلةٍ / إذا طله أوحى من الليل أنداء
فعطر أعرافاً لها فتعطرتْ / أزاح بها عن روضه اليانعِ الداء
وصيرّها للداء عنها مزيلة / فكانت شفاءً للمسامِ وأدواء
وأطلع فيها فيها الزهر من كلِّ جانبٍ / نجوما تعالت في الغصون وأضواء
وقد كانت الأرجاء منها علي رجي / فأوصلها خيراً وأكبر نعماء
فهذي علومُ القوم إن كنتَ طالباً / ودع عنك أغراضا تصدُّ وأهواء
فدونك والزم شرعَ أحمد وحدَه / فإنّ له في شرعة الكلّ سيساءَ