المجموع : 135
ألا عجب صاغ الربيع من الزهر
ألا عجب صاغ الربيع من الزهر / مداهن تبر لم يصغن من التبر
شقائق من أغصان تبر كأنها / خدود بدت يها عوارض من شعر
بنو منقذ ما أنقذوا من زمانهم
بنو منقذ ما أنقذوا من زمانهم / وكم أنقذوا من مرهق وأسير
أجاروا على الأيام فاضطغنتهم / وما استمسكوا من جورها بمجير
فلم يبق منهم غير حي كميت / أخي حسرة ما تنقضي وزفير
فقد أقفرت منهم ديار عهدتها / غياثا لملهوف وذخر فقير
وما أقفرت من ساكن بل من العلى / ومن نائل هامي السحاب غزير
نظرت إلى دار الأحبة قفرة
نظرت إلى دار الأحبة قفرة / وقد كان فيها العز والكرم المحض
فلما رأى صحبي عليها تلددي / ودمعي بكى بعض وعنفني بعض
وقالوا أفق للأرض تبكي فقلت لا / ولكنني أبكي لمن وارتهم الأرض
تطامن إذا أنكرت دهرك إنما
تطامن إذا أنكرت دهرك إنما / يفوز بخفض العيش من عاش في خفض
وكن كالذباب إن رأى الريح عاصفا / تلاصق من خوف الأذية بالأرض
إذا أنا شارفت الديار تحدثت
إذا أنا شارفت الديار تحدثت / بمكنون أسراري الدموع الذوارف
وماذا انتفاعي بالديار وقربها / إذا أقفرت من كل من أنا آلف
يقول صحابي قد أطلت وقوفنا
يقول صحابي قد أطلت وقوفنا / على الدار مسلوب الأسى والتماسك
أفي كل دار قد عفت أنت واقف / تروي ثراها بالدموع السوافك
كأنك في رسم الديار متمم / وفيما عفا من ربعها قبر مالك
فقلت نعم هذي ديار عهدتها / بها معشري مثل النجوم الشوابك
أصابهم ريب الزمان فأصبحت / فقارا وهم ما بين ناء وهالك
سقى دارهم هامي الغمام وهامله
سقى دارهم هامي الغمام وهامله / ونور ذاوي الروض فيها وذابله
وعاد بها طيب الليالي التي خلت / وغبطة عيش قد تقضت غياطله
منى يتمناها على بعد نيلها / كذوب الأماني ذاهب القلب ذاهله
وبعض الأماني ضلة وإذا انقضت / أواخر دهر كيف تثنى أوائله
ديار بها صاحبت شرخ شبيبتي / أجادده طورا وطورا أهازله
أروح إلى لهو الصبا ونعيمه / وأغدو على ليث كمي أنازله
عهدت بها عين المها دون حجبها / أسود الشرى يلقى لأردى من تصاوله
وسرب ظباء تحجب الشمي دونه / وتحجب عن طيف الخيال عقائله
وكل أخي بأس كريم تخاله / إذا ما انتفى سيفا جلته صياقله
فلم يبقى مما كان إلا ادكاره / وحسرة قلب لا تقر بلابله
وكنت أرى ما سرني غير زائل / ويخطئ نهج الحزم من هو جاهله
فما كان إلا الطيف يحسب في الكرى / يينا فإن بان الكرى بان باطله
يعنفني في الدار صحبي على البكا
يعنفني في الدار صحبي على البكا / فيا ويح قلبي من خلي وجاهل
وقالوا أتبكي للمنازل قلت لا / ولكنما أبكي لأهل المنازل
إلى الله أشكو روعتي لمنازل
إلى الله أشكو روعتي لمنازل / خلت وجوى قلبي لأهل المنازل
سيوفي إذا ما نازلتني ملمة / حصوني إذا خفت الردى ومعاقلي
مضوا سلفا قبلي فلم أحظ بعدهم / من العيش والعمر الطويل بطائل
أريد عصا من أبنوس تقلني
أريد عصا من أبنوس تقلني / فإن الثمانين استعادت قوى رجلي
ولو بعصا موسى اتقيت لآدها / على ما بها من قوة حمل ثقلي
ولكن تمنينا الرجاء بباطل / ولكم قدر ما ترجى المنايا ولم تمل
إذا بلغ المرء الثمانين فالردى / يناجيه بالترحال من جانب الرحل
أراني نهار الشيب قصدي وطالما
أراني نهار الشيب قصدي وطالما / تجاوز بي ليل الشباب سبيلي
وقد كان عذري أن أضلني الدجى / فهل لي عذر والنهار دليلي
يقولون قد أعولت في الدار ما كفى
يقولون قد أعولت في الدار ما كفى / وليس على ربع عفا بمعول
وكم قدر ما تبقي الدّموع إذا جرت / على كل ربع أو على كل منزل
فقلت نعم هذي ديار عهدتها / عرين أسود في الخطوب ومعقلي
فقد أصبحت قفرا وفرق شملهم / حوادث دهر بالفراق موكل
سأبكيهم أو يمزج الدم أدمعي / فهل سمطا كالجمان المفصل
نعم هذه الأطلال قفر كما ترى
نعم هذه الأطلال قفر كما ترى / فما عذر أجفاني إذا لم تفض دما
ولليوم أعددت الدموع وصنتها / وما يستجم الدمع إلا ليسجما
وفي منزل الأحباب عذر لذي الهوى / فلا لوم إلا أن تجور وتظلما
علقت هواكم في بلهنية الصبا
علقت هواكم في بلهنية الصبا / فقلت إذا وفى المشيب تصرما
فقد زارني شيبي وتسعون حجة / وست مضت لي صبوة وتتيما
بتذكار وصل كان في غير ريبة / يزين هوانا عفة وتكرما
بنظرة عين أو برد تحية / ألذ من الماء الزلال على الظما
ورجع حديث في عفاف تخاله / إذا ما وعاه السمع درا منظما
فليت الليالي أسعفتني صروفها / وردت زمانا بالسرور تقدما
وما كنت أهوى الدار إلا لأهلها
وما كنت أهوى الدار إلا لأهلها / على الدار بعد الظاعنين سلام