المجموع : 135
وقفتُ على رسمٍ ببيداءَ بلقعِ
وقفتُ على رسمٍ ببيداءَ بلقعِ / خليٍّ من النّادي صَموتٍ إذا دُعي
نَبتْ عنه عَيني ثم قال لَها الهَوى / هي الدّارُ فاستمْرِي شُؤونَكِ وادمَعي
ولا تُنكِري للدّهرِ إخلاقَ جدّةٍ / وتَشتيتَ أُلاَّفٍ وإيحاشَ مَجمَعِ
فللموتِ سُكّانُ الديارِ ولِلبَلى / مَنازِلُهم وشَملُهُم للتّصَدُّعِ
فصبراً فإنْ عزَّتْ نوائبُ دهرِنا / وأحداثُه حُسنَ التَّصبُّرِ فاجزِعِ
لعمرُكَ ما يُنْسينيَ الدّهرُ روعَتي
لعمرُكَ ما يُنْسينيَ الدّهرُ روعَتي / بِفَقد أبي بكرٍ حَياتي ولا يُسلي
خَشيتُ عليه اليُتم بعدي فَليتَني / رُميتُ بما أَخْشى ولم أُرْمَ بالثَّكلِ
فكلُّ بعيدٍ يُرتَجى جَمعُ شَملِهِ / وبُعدُ المنايا غيرُ مُجتمِعِ الشَّمْلِ
كعهدِكَ باناتُ الحِمى فوقَ كُثْبِها
كعهدِكَ باناتُ الحِمى فوقَ كُثْبِها /
ودارُ الهَوى تحمي العِدا سرحَ سِرْبها /
أقولُ وسُمْرُ الخَطِّ حُجْبٌ لحجُبِها /
سقى طَلَلَ الدّارِ التي أنتمُ بها / حَناتِمُ وَبْلٍ صَيِّفٌ وربيعُ
بِدارِكِ ما بي من بِلَى الشَّوقِ والهَوى /
وبي ما بِها من وحشةِ البينِ والنَّوى /
سأُرْوِي ثَراها من دُموعي إنِ ارتَوى /
وخَيْماتُكِ اللاتي بمُنعرَج اللِّوَى / بَلِينَ بِلىً لم تُبْلَهُنّ رُبوعُ
وما الجَوْرُ عن نهجِ السُّلُوِّ أَعاجَني /
على ذي أَثافٍ كالحَمامِ الدَّواجِنِ /
ولكنْ وفاءٌ وِرْدُهُ غيرُ آجِن /
ولو لم يَهِجْني الظّاعنونَ لَهاجَني / حمائمُ وُرْقٌ في الدّيار وُقوعُ
هَواتِفُ يُذْكِرْنَ الشَجِيَّ أَخا الجَوى /
زمانَ التّداني قبلَ رائعةِ النّوَى /
وطيبَ لياليهِ الحميدةِ بالِلّوى /
تداعَيْنَ فاستَبْكَيْنَ مَنْ كانَ ذا هوىً / نوائحُ لم تُذْرفْ لهنّ دُموعُ
إذا ما نسيمٌ هبّ من جانِب الحِمَى /
أَقولُ وأَشواقي تَزيدُ تَضَرُّما /
عسى وطنٌ يدنو بِهم ولَعَلَّمَا /
وإنَّ انهمالَ الدّمعِ يا ليلُ كلّما / ذكرتُكِ وحدي خالياً لَسَريعُ
ولَوْ عادَ يومٌ منكِ يا ليلَ قَدْ خَلا /
بِعُمْريَ أو شرخِ الشبيبةِ ما غَلا /
وقد عزَفَت نفسي عَن الهَجْرِ والقِلى /
وسوفَ أُسلِّي النَّفسَ عنكِ كما سَلا / عن البلدِ النّائِي المخوفِ نَزيعُ
أَيَرْجو ليَ اللاّحي من الحبِّ مَخْلَصَاً /
وقَلبي إذا ما رُضْتُهُ بِالأُسى عَصَى /
وَلَوْ أَنَّ ما بي بالحَصى فُلِقَ الحَصى /
إلى اللهِ أشكو نِيّةً شَقّت العَصا / هيَ اليومَ شَتّى وهيَ أَمْسِ جَميعُ
أطاعَتْ بنا لَيلى افتراءَ التَكذُّبِ /
وصَدُّ التّجَنّي غيرُ صَدِّ التّعَتُّبِ /
فَيا لَكَ من دَهرٍ كثيرِ التّقَلُّبِ /
مَضى زمنٌ والناسُ يَسْتَشْفِعونَ بي / فَهَل لي الى لَيْلى الغَداةَ شَفيعُ
أَلا نَغْبَةٌ من بَرْدِ أَنْيابَها العُلى /
وردُّ زمانٍ كالأَهِلَّةِ يُجْتَلى /
فَقولا لَها جادَتْكِ واهيةُ الكُلى /
أراجِعةٌ يا ليلُ أيامُنَا الأُلى / بِذي الرّمْثِ أمْ لا ما لَهُنّ رُجوعُ
أعاذِلَتي مالي هُديتِ وَمَالَكَ /
لَقَدْ ساءَني أَني خَطَرْتُ ببالِكِ /
ذريني فَلَوْمي ضّلّةٌ من ضَلالِكِ /
لَعَمْرُكِ إني يومَ جرعاءِ مالكٍ / لَعاصٍ لأمرِ العاذلاتِ مُضيعُ
أَعِدْ ذكرَها أَحْبِبْ إليَّ بذِكرِها /
وَدَعْ ذَنْبَها فَالحُبُّ مُبْدٍ لِعُذْرِها /
فَما زِلْتُ في حالَيْ وفائي وغَدْرِها /
إذا أَمَرَتْني العاذلاتُ بهجرِها / هَفَتْ كَبِدٌ عمّا يَقُلْنَ صَديعُ
يَزيدُ هوى ليلى رضاها وعُتْبُها /
وبُعدُ نَواها إِن تناءَتْ وقُرْبُها /
ولَمْ يَنْهَني صِدقُ اللَّواحي وكذْبُها /
وكيفَ أطيعُ العاذلاتِ وحُبُّها / يُؤرِّقُني والعاذلاتُ هُجوعُ
أَيا لائِمي في وِقفةِ المُتَلوِّذِ
أَيا لائِمي في وِقفةِ المُتَلوِّذِ /
عَلى عَرَصاتِ الدّارِ بالجَمرِ مُحْتَذي /
أُقَلِّبُ في عِرْفانِها النّاظِرَ القذِي /
لعمْرُكِ إنَّ البيتَ بالظاهرِ الذي / مررتُ فلم أُلْمِمْ بِه ليَ شائِقُ
يُراجِعُ قلبي عندَ رُؤْياه جَهْلَهُ /
ويركبُ صعبَ الأمرِ فيه وسهلَهُ /
ويَسْفَحُ فيه مَدْمَعي مُسْتَهِلَّهُ /
وإنّ مُروري لا أكلِّم أهلهُ / أشدَّ مِن الموتِ الذي أَنا ذائِقُ
وفي ذلكَ البيتِ الذي أَتَعَزَّلُ /
حِذارَ وُشاةِ الحيِّ أدماءُ مُغْزِلُ /
يَجِدُّ هواها بالنفوسِ وتَهْزِلُ /
وبِالجَزْعِ من أَعلى الجُنَيْنَةِ مَنْزلٌ / فسيحٌ شجا صدري بِهِ متضايِقُ
سأُعْلِنُ والمصدورُ لا بدَّ يَنْفُثُ /
ضَمانَةَ حُبٍّ بالجَوانِهِ تَضْبِثُ /
يُقاسِمُني صبري عليها ويَحْنَثُ /
وماذا عَسى الواشون أَنْ يَتَحدَّثوا / سِوَى أَنْ يَقولوا إنّني لَكِ عاشِقُ
هَوىً في عَفافٍ لم تُدَنِّسْهُ ريبةُ /
كَما كان يهوَى قيسُ لُبنى وتَوْبَةُ /
أَقولُ وللواشي سهامٌ مُصيبةُ /
أَجَلْ صَدَقَ الواشونَ أنتِ حبيبةٌ / إليّ وإنْ لمْ تصفُ مِنكِ الخَلائِقُ
سأخصعُ للطيفِ الملمِّ بعَتْبِكمْ /
وأُلْصِقُ خدّي في الدّيارِ بتُرْبِكُمْ /
وما زلتُ في حالَيْ نَواكُم وقُربِكمْ /
يضمُّ عليَّ الليلُ أوصالَ حبِّكم / كما ضمَّ أطراف القميصِ البَنائِقُ
هي الدّارُ مَنْ لي أَنْ أسوفَ تُرابَها /
وأبكي لَيالينا بها وانقلابَها /
وسُمْراً بها تحمي الأعادي قِبابَها /
كأنَّ على أنيابِها الخمرَ شابَها / بماءِ الندَى من آخِر اللّيلِ غابقُ
نَأَوْا وعَسى تدنُو بهمْ نِيّةٌ عَسى /
بشمسٍ تردّت في الظّهيرةِ حِنْدِسا /
كَأَنّ بِفيها الروضَ ليلاً تنفّسا /
وما ذُقْتهُ إلاّ بعيني تفرَّسا / كَما شيمَ من أعْلَى السّحابِة بارِقُ
أسائقَها للبينِ وهوَ عَجولُ
أسائقَها للبينِ وهوَ عَجولُ /
تَأَنَّ فَما هَذا المسيرُ قُفولُ /
وقل لي فإنَّ المُستهامَ سَئُولُ /
لِمَنْ طالعاتٌ في السّرابِ أُفولُ / يقوِّمُها الحادونَ وَهْيَ تَميلُ
تَجانَفْنَ عَنْ وَعْثِ الطّريقِ وسَهْلِهِ /
وأَعْرَضْنَ عن خِصْبِ المَرادِ ومَحْلِهِ /
فَهُنَّ على جَوْر الغَرامِ وعَدْلِهِ /
نَواصلُ من جَوٍّ خَوائضُ مثلِهِ / صُعودٌ على حكمِ الطّريقِ نُزولُ
إذا أجْفَلَتْ في البيدِ جُفْلَ نَعامِها /
كأنَّ أفاعي الرّمْلِ ثِنْيُ زِمامِها /
ثَنَتْ لِيتَها نَحو الصَّبا وانتسامِها /
هَواها وَراها والسُّرى عَن أَمامِها / فهنَّ صَحيحاتُ النَّواظر حُولُ
بِها مثلُ ما بالظاعِنينَ كآبةٌ /
وصبرُهُما بعدَ الفراق خِلابةٌ /
وللشّوقِ منها ما دعاها إِجابةٌ /
تَضاغى وفي فَرْطِ التّضاغي صَبابةٌ / وتَرغو وفي طولِ الرُّغاءِ غَليلُ
أَهلّةُ بيدٍ والأَهِلَّةُ فَوْقَها /
إذا لَمَحَتْ أجْبالَ سَلمى ورَوْقَها /
كفى شوقُها شلَّ الحُداة وسَوْقَها /
تُرادُ على نجدٍ ويَجْذِبُ شَوْقَها / مَظَلٌّ عِراقيُّ الثَّرى ومَقيلُ
أَلا قَلَّما تصفو مع البينِ عيشةٌ /
وفي الشّوْقِ للنّائي هُمومٌ مُطيشةٌ /
ولو أنّ أوطانَ المُفارِقِ بِيشَةٌ /
وما جَهِلَتْ أن العراقَ معيشةٌ / وروضٌ تُربِّيهِ صَباً وقَبولُ
وفي الرَّكبِ مسلوبُ العزاءِ فقيدُهُ /
يزيدُ إذا هبَّ النَّسيمُ وَقُودُهُ /
وما كلُّ أسبابِ الغَرامِ تقودُهُ /
ولكنَّ سِحراً بابِليّاً عُقودُهُ / تُحَلَّلُ ألبابٌ بهِ وعُقولُ
وقد حَمَلَتْ لَدْنَ القوامِ رشيقَهُ /
حكى المسكُ فاهُ والمُدامةُ ريقَهُ /
فأضحى بها نائِي المحلِّ سحيقَهُ /
نجائبُ إنْ ضلَّ الحِمامُ طريقَهُ / إلى أَنْفُسِ العُشّاقِ فَهْيَ دَليلُ
وإنّي لأَشْكو مِنْ فراقِكَ هَزّةً /
ورَوْعَةَ شَوْقٍ للحَشا مُسْتَفِزّةً /
وقَدْ وَقَرَتْ في القلبِ عيسُكَ حَزّةً /
حملْنَ وُجوهاً في الخدورِ أَعزَّةً / وكلُّ عزيزٍ يومَ رُحْنَ ذَليلُ
كَتَمْتُ هَوى ظَمياءَ كِتمانَ مُعْلِنِ /
ونَهْنَهْتُ دمعاً عاصياً غير مُذْعِنِ /
وقَدْ قالت الأظعانُ للسَّلوةِ اظعَني /
قسَمْنَ العُقولَ في السُّتورِ بأعينِ / قواتلَ لا يُودى لَهُنَّ قَتيلُ
محبٌّ إذا ما اللّيلُ غارَت نجومُهُ /
تأوَّبَه بثُّ الهَوى وهمومُهُ /
وفي الخِدرِ بدرٌ آفِلٌ لا يَريمُهُ /
وفيهنَّ حاجاتٌ ودَيْنٌ غريمُهُ / مَليٌّ ولكنَّ الملولَ مَطُولُ
لُبَانةُ نفسٍ مستمرٍّ عناؤُها /
عياءٌ على مرِّ الليالي دواؤُها /
قَضى حبُّها ألاّ يصابَ شِفاؤُها /
يَخِفُّ على أهلِ القِبابِ قضاؤُها / لَنا وهيَ مَنٌّ في الرِّقابِ ثقيلُ
وَقَفْتُ على ربعٍ لظمياءَ أقفرا /
سقتْهُ دُموعي ما أراضَ ونوَّرا /
فقلتُ لخدنَيَّ الخلِيّيْنِ أَعْذِرا /
أبى الرّكبُ بالبيضاءِ إلاّ تنَكُّرا / وقد تُعْرَفُ الآثارُ وهي مُحولُ
سَأَلْتُ سَيالات الحمى فَتَمايَلَت /
كمُوحَدَةٍ من جيرَةٍ قد تَزايَلَتْ /
ففاضَتْ دموعٌ كالغُروبِ تَساجَلَتْ /
ولمَّا وقَفْنا بالدّيارِ تَشاكَلَتْ / جُسومٌ بَراهُنَّ البِلَى وطُلُولُ
دعانا الهَوى واستوقَفَتْنا المَعارِفُ /
وأَدَمى الحَشا والشَّوقُ للكَلْمِ قارِفُ /
حمائمُ وُرُقٍ في الغصونِ هواتفُ /
فباكٍ بداءٍ بينَ جَنْبيهِ عارفُ / وباكٍ بما جرَّ الفِراقُ جَهولُ
فإنْ كان سؤلاً للنّفوسِ بلاؤُها / فإنّكِ للْبَلْوَى وإنَّك سُولُ
تَوَهمٌ ما أراني الدَّهرُ أمْ حُلُمُ /
وصَبْوَةٌ كلُّ هذا الوجدِ أمْ لَمَمُ /
أحببتُ قوماً وإفراطُ الهَوى نَدَمُ /
ولَّوُا فَلَما رجوْنا عدلَهم ظلموا / فليتَهم حكموا فينا بِما علِموا
ساوَى حُضورَهُمُ عِندي مغيبهُمُ /
وصنتُهم فيهما عَمّا يَعيبُهمُ /
ومُنذُ قالَ الوَرى هذا حبيبُهمُ /
ما مرَّ يوماً بفكري ما يَريبُهمُ / ولا سَعَتْ بي إلى ما ساءَهُمْ قَدَمُ
كَمْ رُضْتُ نفسيَ بالسُّلوانِ فامتَنَعَتْ /
وكَمْ أضاعوا مواثيقَ الهَوى ورعَتْ /
فما نقمتُ عليهمْ غَدَرةً فَضَعَتْ /
ولا أضَعْتُ لهم عهداً ولا اطَّلَعَتْ / على وَدائِعِهِمْ في صَدْريَ التُّهَمُ
مِنْ فَرْطِ وجدي بِهمْ أحبَبْتُ غَدْرَهُمُ /
واللّومُ فيهم لسَمْعي مِنهُ ذِكْرهُمُ /
وصنْتُ حتّى عن الأوْهامِ سِرَّهُمُ /
فليتَ شِعري بِما استَوْجَبْتُ هَجْرَهُمُ / مَلّوا فَصَدّهُمُ عن وَصْلَيَ السّأَمُ
ما صَرَّحوا لي بأسبابِ القِلى وكَنَوْا /
إلاّ وَقال الهَوى مَهْلاً سواكَ عَنَوْا /
وكُلّما أَهْمَلوا حِفْظَ الهَوى وَوَنَوا /
حَفِظْتُ ما ضيّعوا أَغْضَيْتُ حين جنَوْا / وَفَيْتُ إذ غَدَرُوا واصَلْتُ إذ صَرَموا
كَمْ قَدْ سَعَيْتُ حريصاً في مُرادِهِمُ /
وكَمْ رَعَيْتُ هَواهُمْ في بِعادِهِمُ /
فَحينَ أصبَحْتُ طَوْعاً في قِيادِهمُ /
حُرِمْتُ ما كنْتُ أرْجو من وِدادِهِمُ / ما الرِّزقُ إلاّ الذي تجري بهِ القِسَمُ
أوْطَنْتُهم خِلْبَ قَلبي دونَ مَوْطِنِهِم /
فأحْرَجوا بِالتَجنّي رَحْبَ مَسْكَنِهِم /
حَتّى لعنْد مُسيئيهِم ومُحسنهِم /
مَحاسِني مُنْذُ مَلّوني بِأعيُنِهِمِ / قَذىً وذكْري في آذانِهِم صَمَمُ
هُم أباحوا الضَّنى جِسْمي وكانَ حِمى /
وأمْطروا مُقْلَتِي بعدَ الدُّموعِ دَمَا /
ومَا رَعَوا في الهَوى عَهْداً ولا ذِمَمَا /
وبعدُ لو قيلَ لي ماذا تُحِبُّ وما / مُناكَ من زينةِ الدّنيا لَقُلْتُ هُمُ
راعُوا فُؤادي بالهِجرانِ حينَ أمِنْ /
وكانَ بالوصْلِ منهُم لَوْ رَعَوْه قَمِنْ /
ولَوْ تعوَّضَ عنهُم بالشّباب غُبِنْ /
هُمُ مجالُ الكَرى من مُقْلَتَيَّ ومِنْ / قَلبي محلُّ المُنى جاروا أو اجْتَرَموا
لَمْ يَتْرُكِ الوَجْدُ لي في غيرِهمْ أَمَلا /
ولَم أُطِعْ فيهِمْ نُصْحاً ولا عَذَلا /
وبعدَ ما أشعروني في الهَوى خَبَلا /
تبدّلوا بي ولا أبغي بِهم بَدَلا / حَسْبي بهم أَنصفوا في الحُكمِ أوْ ظَلَموا
فَقُلْ لساري الدُّجى تهديه ظُلْمَتُهُ /
واللّيلُ كالبحرِ تعلو الأرضَ جُمّتُهُ /
تُغْري الفَلا والدُّجى والهولَ عزْمَتُهُ /
يا راكِباً تقطَعُ البيداءَ هِمُّتُهُ / والعيسُ تعجِزُ عمَّا تدركُ الهِممُ
إذا وصلتَ وقاكَ اللهُ مَهلكَةً /
وذادَ عنكَ الرَّدى إن خُضتَ مَعركةً /
فَما سلمتَ فقدْ مُلِّكْتَ مملكَةً /
بلّغْ أَميري معينَ الدّين مَأْلُكَةً / منْ نازحِ الدّار لكنْ وُدُّهُ أَمَمُ
لَمّا وَليتَ الرّعايا سُرَّ كلُّ ولي /
وسُسْتَهُم بالتُّقى في القولِ والعَملِ /
تُمْضي القضايا بِلا حَيْفٍ ولا زَلَلِ /
وأنتَ أعدلُ من يُشكى إليهِ ولي / شَكِيَّةٌ أنتَ فيها الخصْمُ والحَكَمُ
فاسمَعْ قضيّةَ مَأخوٍذ بخُلَّتِهِ /
وفاؤُه لكَ أرْداهُ بغُلَّتِهِ /
ولَمْ يكُن عالماً في طِبِّ عِلَّتِهِ /
هَلْ في القضيّةِ يا مَنْ فضلُ دولتِهِ / وعدلُ سيرتِهِ بينَ الوَرى عَلَمُ
أمْ في كريمِ السَّجايا وهيَ قَدْ فُقِدَتْ /
أمْ في العُلا وهي بالعُدوانِ قد عُدمَتْ /
وساءَها فَلَحتْ من بعد ما حَمِدَتْ /
تَضييعُ واجِب حقِّي بعد ما شهِدتْ / به النّصيحةُ والإخلاصُ والخِدَمُ
يا لهفَ نفسي ولهفٌ طالَما شَفَتِ /
لم تُغنِ عنّي تجاريبي ومعرِفَتي /
حتى اغتررْتُ بآمالٍ مزَخْرَفَةِ /
وما ظننتُكَ تنسى حقَّ معرفتي / إنّ المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
يا مَنْ إذا استأذَنَ السّاعي عَلَيه أَذِنْ /
إِذا الغَديرُ أقامَ الماءُ فيهِ أجِنْ /
وَلَمْ يطلُ مكثُ ميثاقي فكيف أَسِنْ /
ولا اعتقدتُ الذي بيني وبينَك مِنْ / وُدٍّ وإنْ أجلبَ الأعداءُ يَنْصَرِمُ
وكم رَماني العِدا بَغياً بِإفكِهِمُ /
فلَمْ أَرقَّ ولم أفرَقْ لبَغْيِهِمُ /
وكم سَعَوْا بي فلَمْ أحفِل بسعْيِهِمُ /
لكنْ ثِقاتُكُ ما زالوا بغشِّهِمُ / حتّى استوتْ عندكَ الأنوارُ والظُّلَمُ
ما كان أبعَدَهُم فهماً وأجهَلَهُمْ /
مالوا ومالَوْا عَلى من كانَ مَوَّلَهُمْ /
وقبلَهُ خَوَلا كانوا فخَوَّلَهُم /
باعوكَ بالبَخسِ يرجون الغنى ولَهُمْ / لو أنَّهم عَدِموكَ الويلُ والعَدَمُ
كيفَ اغتررتَ بِهِمْ فيما أَمَرْتَهُمُ /
حتى كأنَّك يوماً ما خبرتَهُمُ /
وغورُهمْ كان يبدو لو سَبَرتَهُمُ /
واللهِ ما نصحوا لمَّا استشرتَهُمُ / وكلُّهم ذو هوىً في الرأيِ متَّهَمُ
كان التحاملُ منهمْ في إشارَتِهِم /
والنّقصُ في دينِهم أو في عِبارتِهِم /
وكلُّ ذلكَ نوعٌ من تجارتِهِم /
كم حرَّفوا من مقالٍ في سِفارتِهم / وكم سَعَوْا بفسادٍ ضلُّ سعيُهُمُ
قالوا الأميرُ وفيٌّ بالعهودِ فلُذْ /
بِذي الحميَّةِ إن خَطْبٌ ألمَ وعُذْ /
والوصفُ في السمعِ قبلَ الامتحانِ يَلَذّ /
أين الحميّةُ والنّفسُ الأبيّةُ إذْ / ساموكَ خُطَّةَ خسفٍ عارُها يصِمُ
لمَّا رأيتَ لصَرفِ الدّهرِ واعِظةً /
للخيرِ والشَّرِّ ما تَنفكُّ حافظةً /
حتى تَشيعَ سماعاً أو ملاحظَةً /
هلاّ أنِفْتَ حياءً أو محافظةً / من فعلِ ما أنكرَتْهُ العُربُ والعجمُ
أتيتَ فينا وما اقتادتْكَ مَوجِدةٌ /
إساءةً هي للإحسانِ مُفسِدَةٌ /
أغربْتَ فيها فجاءَت وهي مُفردةٌ /
أسلمتَنا وسيوفُ الهند مغمَدةٌ / ولم يُروِّ سِنانَ السمهرِيِّ دَمُ
ما شُبتُ حُسنَ ظُنوني فيكَ بالتُّهَمِ /
ولم تَمُرَّ بِفِكْري خَجلةُ النَّدمِ /
وأنَّ إفك الأَعادي مُخْفِرٌ ذمَمي /
وكنتُ أَحسَبُ مَن والاكَ في حَرمٍ / لا يَعتريه به شَيْبٌ ولا هَرَمُ
يأوي إلى حُسن عهدٍ مِنكَ ما ابتُذِلا /
ولا ابْتَغى بصديقٍ صادِقٍ بَدَلا /
ولا رأَى الخِلُّ منه ساعةً مَلَلا /
وأَنَّ جارَك جارٌ للسموءَلِ لا / يَخشى الأعادي ولا تَغتالُه النِّقَمُ
إساءةً جئتَها واللهُ يغفُرهَا /
يُذيعُها الدَّهرُ في الدّنيا وينشُرُها /
والخلقُ أجمعُ يأباها ويُنْكِرها /
هبنا جَنَينا ذُنوباً لا يُكَفِّرُها / عُذْرٌ فماذا جَنى الأطفالُ والحُرُمُ
ما زلتَ في كلِّ حالٍ مُحسناً وَرِعَا /
ترى الإساءةَ في وجهِ العُلا طَبَعا /
لكنَّ فِعلَك فيهم جاءَ مُبتَدَعا /
ألقَيتَهم في يدِ الإفرنج مُتَّبِعا / رضا عِداً يُسخِطُ الرحمنَ فِعلُهُمُ
أَخفى الهوى عَنك بعد الكشفِ أمرَهُمُ /
حتّى لأنكرتَ يا مَخدوعُ مكرَهُمُ /
وسوفَ تَعرِفُ بعد الفَوتِ غَدرهُمُ /
همُ الأعادي وقاكَ اللهُ شرَّهُمُ / وهُم بزعمِهِمُ الأعوانُ والخدَمُ
ما أنصفوكَ أتَوْا ما لستَ تَجهلَهُ /
وما استَقَلّوا بعبءٍ أنت تحمِلُهُ /
وخالفوا كلَّ خيرٍ كنتَ تَفعلُهُ /
إذا نهضتَ إلى مجدٍ تُؤثِّلُهُ / تَقاعدوا فإذا شيَّدتَهُ هَدَموا
صَدَّقْتَهمْ وعهودُ القومِ كاذبةٌ /
وكلّ أحلامِهم في الغدرِ عازِبةٌ /
لغيرِ دولتِكَ الغرّاءِ طالِبَةٌ /
وإن عَرَتكَ من الأيّامِ نائبةٌ / فكلُّهم للَّذي يُبكيكَ مُبتَسِمُ
ضَلالَةٌ قد أظلّتهُم غَوايتُها /
ودولَةٌ رُفعت بِالغدْرِ رايَتُها /
دَنت لِكُفرانِها النُّعمى نِهايَتُها /
حتى إذا ما انجلَت عَنهُمْ غَيابَتُها / بِحِدِّ عَزمكَ وهو الصَّارِمُ الخَذِمُ
وأصبحوا في نعيمٍ ما له خَطرُ /
ما يعتري عَيشَهم بؤسٌ ولا ضَررُ /
ولم يَرُعَ سَرحَهُم خوفٌ ولا حَذَرُ /
رَشفتَ آجنَ عيشٍ كلُّه كدَرٌ / وَوِرْدُهم من نداك السلسَلُ الشَّبِمُ
أحلَتَهُمْ غَلطاً أعلى ذرى الأُفُقِ /
فلم يَرَوْا حقَّ تلكَ الأنعُمِ الدُّفُقِ /
وعامَلوكَ بِغِشِّ الغِلِّ والمَلَقِ /
وإن أتاهُم بقَولٍ عنكَ مُختَلَقِ / واشٍ فَذاك الذي يُحبى ويُحتَرَمُ
أَخفَوْا من الغِلِّ ما أخفَوْهُ ثمَّ عَلَنْ /
وأضمَروا مِحناً مِن غِشِّهم وإحَنْ /
وأنكروا نِعَماً طوَّقْتَهُم ومِنَنْ /
وكلُّ مَن مِلْتَ عنهُ قرَّبوهُ مَنْ / والاك فَهو الذي يُقصى ويُهْتَضَمُ
ما زلتَ في وُدِّهم تَجري على سَنَنِ /
وهمْ عِداك فيا لله للغَبنِ /
أعوانُ عادِيةِ الأيّامِ والزّمنِ /
بغياً وكُفراً لِمَا أوليتَ من مِنَنِ / ومَرتَعُ البغيِ لولا جَهلُهم وِخِمُ
أَخفيتَ بادي مَساويهم لِتَسْتُرَهُمْ /
ولو كشفتَهُمُ لم ترض مَكسِرَهُمْ /
فاكشِفْ ببحثِك ما أخفَوْا لتُنكرَهُمْ /
جرِّبهُمُ مثل تجريبي لتَخْبُرَهُمْ / فلِلرّجالِ إذا ما جُرّبوا قِيَمُ
ما زلتُ مُذْ كنتُ في عينِ العَدوِّ قَذى /
يَرى محلِّيَ فَوق النَّجمِ مُنتَبِذا /
فسلهمُ بي تَزِدهُم مِن جَوىً وأَذى /
هل فيهِمُ رجلٌ يُغني غَنايَ إِذا / جلَّى الحوادِثَ حدُّ السَّيف والقَلَمُ
أم فيهِمُ من يُجلِّي حِندِسَ الشَّبَهِ /
بِعَزمِ أروعَ مِدراكٍ لِمَطْلَبِهِ /
ماضٍ على الهَولِ مُستوطٍ لمَركَبِهِ /
أم فيهمُ مَن لَه في الخَطبِ ضاق به / ذَرعُ الرجالِ يدٌ يسطو بها وفَمُ
عرفتَ غِشَّهُمُ في السِّرِّ والعَلَنِ /
وأنَّ نِيَّاتِهم ملأى مِن الدَّرَنِ /
ولم تَزل عاكِفاً منهم على وَثَنِ /
لكنَّ رأيَكَ أدناهُم وأبعَدني / فليتَ أَنَّا بِقدرِ الحُبِّ نَقْتَسِمُ
لمَّا خَلَطْتَ يَقينَ الوُدِّ بالشَّبَهِ /
رَعيتَ عَهدي بطَرفٍ غَيرِ مُنتَبِهِ /
ومِلتَ بالوُدِّ عن مَلْحوبِ مَذْهَبِهِ /
وما سَخِطتُ بِعادي إذْ رضيتَ بِه / ولا لجُرحٍ إذا أرضاكُمُ أَلَمُ
لا تَحسبَنَّ الرّزايا ضَعْضَعَتْ جَلَدي /
ولا النّوى عن دمشقٍ فَتَّ في عَضُدي /
أنَّى ثَوى اللَّيْثُ فَهو الخِيْسُ للأسَدِ /
ولستُ آسَى على التَّرحالِ عن بَلد / شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ
أقولُ إذ فاتَ حَزمي عزَمَةُ الرّشَدِ /
وقد بَدا ليَ ما لم يَجرِ في خَلَدي /
لله درُّكَ لولا الغَبْنُ من بَلَدِ /
تعلَّقَتْ بِحبالِ الشَمسِ مِنهُ يَدي / ثَمَّ انثَنَتْ وهي صِفرٌ مِلْؤُها نَدَمُ
كم عَزَّني أمَلي فيه وسوَّفَني /
وكَم وثِقتُ بميعادٍ فأخْلَفَني /
حتى تَلاشى رجائِي فيهِ ثمَّ فَنِي /
لَكِنْ فِراقُكَ آسانِي وآسفَنِي / فَفي الجوانِح نارٌ منه تَضْطَرِمُ
ومثلَ وجدِي لبُعدِي عنكَ لم أَجِدِ /
وكَم شَجِيتُ بتَرحَالٍ ومُفْتَقَدِ /
فَما تنكّر لِي صبْرِي ولا جَلَدِي /
فاسلَم فما عِشتَ لي فالدَّهرُ طَوْعُ يَدِي / وكلُّ ما نَالَنِي من بُؤسِهِ نِعَمُ
يقولونَ ما يَشفي المُحِبَّ من الجوى
يقولونَ ما يَشفي المُحِبَّ من الجوى / سِوَى يأسِهِ واليأسُ أَفتَكُ دائي
فكيفَ أرَجِّي بُرءَ سُقمي مِن الهوى / ودائي الّذي يقضي عليَّ دوائي
إذا ما دَنَت دارُ الأحِبَّة جدَّدَت
إذا ما دَنَت دارُ الأحِبَّة جدَّدَت / بقُربهم الأُنسَ الّذي كانَ أَنهَجا
فإن مَنَعَت مِن أَن أَراهم وقَد دَنَوا / صُرُوفُ اللّيالي عادَ أُنسِي بهم شَجَا
إذا الصّبّ أشفى من جواه على شفا
إذا الصّبّ أشفى من جواه على شفا / أتى اليأس مما يرتجي بشفائهِ
وقد زادني يأسي سقاماً فكيف بالش / شقاء لصبّ داؤه في دوائهِ
ديار خلت من أهلها وتوحشت
ديار خلت من أهلها وتوحشت / فليس بها مرعى لعين ولا خصب
علاها البلى حتى تعفنت رسومها / وأنكرها طرفي فأثبتها القلب
ألوم الردى كم خضته متعرضا
ألوم الردى كم خضته متعرضا / له وهو عني معرض متجنب
وكم أخذت مني السيوف مآخذ ال / حمام ولكن القضاء مغيب
إلى أن تجاوزت الثمانين وانقضت / بلهنية العيش الذي فيه يرغب
وأصبحت أستهدي العصا فتميل بي / لضعفي عن قصدي كأني أنكب
فمكروه ما تخشى النفوس من الردى / ألذ وأحلى من حياتي وأعذب
تقلب أحوال الزمان أفادني
تقلب أحوال الزمان أفادني / جميل الأسى فيما ينوب من الخطب
إذا حل ما لا يستطاع دفاعه / فما أجمل الصبر الجميل بذي اللب
تنكرني الإخوان حتى ثقاتهم
تنكرني الإخوان حتى ثقاتهم / وحذرني منهم نذير التجارب
كأني إذا أودعت سري عندهم / رفعت بنار فوق أعلى المراقب
صديق لنا كالبحر قد أهلك الورى
صديق لنا كالبحر قد أهلك الورى / ولم تنههم أخطاره عن ركوبه
موداته تحكيه صفواً وخبرها / كمشربه من حوبه وذنوبه
فما أنت إلا الشمس لولاك لم تزل
فما أنت إلا الشمس لولاك لم تزل / على مصر ظلماء الضلالة سرمدا
وكان بها طغيان فرعون لم يزل / كما كان لما أن طغا وتمردا
فبصرتهم بعد الغواية والعمى / وأرشدتهم تحت الضلال إلى الهدى
أقمت عمود الدين حين أماله
أقمت عمود الدين حين أماله / لطاغي الفرنج الغتم طاغي بني سعد
وجاهدت حزب الكفر حتى رددتهم / خزايا عليهم خيبة الذل والرد
أفدت بما قدمت ملكا مخلدا / وذكرا مدى الأيام يقرن بالحمد
وذكرك في الآفاق يسري كأنه ال / صباح له نشر الألوة والند
تناستني الآجال حتى كأنني
تناستني الآجال حتى كأنني / رذية سفر بالفلاة حسير
ولما تدع مني الثمانون منة / كأني إذا رمت القيام كسير
أؤدي صلاتي قاعدا وسجودها / علي إذا رمت السجود عسير
وقد أنذرتني هذه الحال أنني / دنت رحلة مني وحان مسير
ديار الهوى حيا معالمك القطر
ديار الهوى حيا معالمك القطر / وإن لم يدع إلا تذكرك الدهر
عهدتك أفقا للسعود وساكنو / ربوعك في أرجائك الأنجم الزهر
وعصرهم فصل الربيع نضارة / فهل يرجعن لي ذلك الزمن النضر
إذا مر في فكري الديار وأهلها / فيالي من وجد يجدده الذكر
إذا أوحشتني وحدتي بعد فقرهم / ولهت كأني قد أصابني السحر
فكيف التأسي والتأسي فيهم / ولا عوض عنهم ولا عنهم صبر
لقد ساءني الدهر الذي سرني بهم / وما ظلموا ساؤوا قصاصا بما سروا
ديار الهوى حيا معالمك القطر
ديار الهوى حيا معالمك القطر / وجادك نور الناصر الغدق الهمر
به رجعت في عنفوان شبابها / ونضرتها من بعد ما هرمت مصر
وكم خاطب ردته لم يك كفأها / إلى أن أتاها خاطب سيفه المهر
حماها حمى الليث العرين وصانها / كما صان عينا من ملم القذى شفر
وكان بها بحر أجاج فأصبحت / ومن جوده العذب النمير بها بحر
هناء بنعمى قل عن قدرها الشكر
هناء بنعمى قل عن قدرها الشكر / وصبر لزرء لا يقوم به الصبر
مضى الفائز الطهر الإمام وقام بال / إمامة فينا بعده العاضد الطهر
إمام هذى لله في نقل ذا إلى / كرامته وفي إقامة ذا سر
فعش أبدا واسلم لهم يا كفيلهم / تدافع عنهم كل حادثة تعرو
تقول لي الأشواق هذي ديارهم
تقول لي الأشواق هذي ديارهم / فقلت نعم لكنها منهم قفر
وما كنت أهوى الدار إلا لأهلها / وبعدهم لا جاد ساكنها القطر
فما الدار تلك الدار بعد قطينها / ولا الدهر فيما بعدهم ذلك الدهر