القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 306
جزى اللّه خيراً من اِمامٍ تخيَّرتْ
جزى اللّه خيراً من اِمامٍ تخيَّرتْ / رَويَّتُهُ منكَ الهُمامَ المصَمِّما
لقد روَّض المغبرَّ من كل ما حلٍ / وطَبَّقَ أرضَ اللّهِ بأساً وأنْعُما
وأوضح نهج المجد بعد اشتباهه / بهادٍ اذا ما منهجُ المجدِ أظْلما
وسلَّ لنصر الدين منك مُهنَّداً / جريئاً اذا ما هُزَّ للضرب صمَّما
يُقرُّ عيون الناظرين فِرنْدُهُ / وتجري بحدَّيهِ معاركُهُ دما
ومَنْ شرفُ الدين الوزير اختيارُه / فأيُّ لبيبٍ ما أسَدَّ وأحْزَما
فدمت له ردءاً ظهيراً على العِدى / ودامَ عَطوفاً سالمَ الرأي مُنْعِما
لقد علمَ الأحياءُ دانٍ ونازحٌ
لقد علمَ الأحياءُ دانٍ ونازحٌ / اذا ما المساعي أعربتها المجامعُ
بأنَّ المعالي بين سعدٍ ومالكٍ / مُحصَّنةٌ لا تَدَّريها المَطامعُ
وأنَّ محل المجد من فرع خندفٍ / تقاصَرُ عنه الشامخاتُ الفوارعُ
وأنَّ قصيَّاتِ الأماني من العُلى / حواها فأنْهى دارمٌ ومُجاشِعُ
سوابق مجدٍ أحرزت كل غايةٍ / فلا الوعر نكَّابٌ ولا البُهر قاطعُ
وما برحوا مُسترعفينَ بسيدٍ / تدين له الأحياءُ والدَّهرُ طائعُ
وما اِن دجا ليل الخطوب وأظلمت / مشارقُ من عليائهمْ ومَطالعُ
بدت جونةٌ من أفْقهمْ مستبرَّةٌ / لها اللّهُ مُبْدٍ والخليفةُ رافِعُ
فأُرشدَ سارٍ بعد طول مضلَّةٍ / وأُنجِدَ مخذولٌ وأُيسرَ قانعُ
بأبيضَ وضَّاحٍ يزيدُ طَلاقَةً / اذا ما اكفهرت للرجالِ الوقائعُ
وزيرٌ تحاماهُ الكُفاةُ وتَتَّقي / بديهةَ فتواهُ النفوسُ البوارعُ
ويرهبُ أحْبارُ الدواوين لمْحهُ / اذا نوزع الحكمَ القؤولُ المماصعُ
فيُصبح متبوعَ المقالِ كأنما / شرائطهُ بين الكُفاةِ شرائعُ
تواضَعَ لمَّا ازْداد مجداً ورفْعةً / فلله ذاكَ الماجِدُ المُتواضِعُ
وجاد على العافين من غير ثرْوةٍ / ولكنَّه صدرٌ من المجدِ واسعُ
وفرَّقَ من آرائهِ البيضَ والقَنا / وللجيش اِطْلالٌ بدجلةَ رائعُ
وردَّ على أعقابهِ كل داغِرٍ / وما سُلَّ هِنْديٌّ وما هُزَّ شارع
هو المرءُ أما حلمهُ فهو راسِخٌ / رزينٌ وأما عزمهُ فهو قاطِعُ
يودُّ المُنيفُ المُشمخرُّ أناتهُ / وتحسدُهُ عند المضاء الزَّعازعُ
دعاهُ أمير المؤمنين رَضِيَّهُ / كما رضيَ العضب الكميُّ المقارعُ
ولَقَّبهُ غَرْسَ الخِلافةِ حينما / رأى الغرس منه وهو بالنُّصح يانعُ
وما قاتلٌ بالزأرِ من غير وثْبَةٍ / فان شدَّ يوماً فهو للقرنِ صارعُ
سواءٌ عليه حرب جيش و واحدٍ / اذا راح عن أشْبالِه وهو جائعُ
يهونُ عليه الدارعونَ كأنما / سوابغهم عند اللقاءِ موادعُ
وتضعفُ عنه المرهفاتُ كأنما ال / صَوارم في الأيدي الشداد وشائعُ
ويهتزُّ ضالُ القاعِ عند مرورهِ / وتقلقُ بالريفِ النَّخيلُ الكوارعُ
بأشجعَ من تاجِ المُلوكِ اذا دَجا / الصباح وغابت في النحور الشوارعُ
فهُنِّي بالشهر الحرامِ وغيرهِ / سجيس الليالي ما علا الغصن ساجعُ
واني لراجٍ عود خضبي برأيهِ / ونُعْماهُ والأيامُ عوجٌ رواجِعُ
مدحتكمُ والمادحون بني العُلى
مدحتكمُ والمادحون بني العُلى / فريقانِ مرفوعُ اللواء وخاملُ
فسار مسارَ الشمس قولي فيكمُ / وصيتي وأفْواهُ الرُّواةِ الرواحل
ولم أرضَ حتى أسجلته اِجازتي / وخطَّت به بعد السَّماع الأناملُ
فسيانِ مصْرٌ في ازدحام رواتهِ / وبلْخٌ واِن طال السُّرى والمراحل
خصصت به المأمول في كل أزمةٍ / جمال الورى والعام أغْبرُ ماحِلُ
أبا الفرجِ الخِرق المُقِرَّ بجوده / ونجْدتهِ سُحب الحيا والجحافل
فتى كل خيرٍ بعضه البأس والندى / فكل مساعيه عُلاً وفضائلُ
وواهبها مكتومَةً مُستريحةً / إذا كدَّرت صفو النوالِ المواطلُ
يُقللها استيحاؤه وهي جَمَّةٌ / فأخجلُ ما تلْقاه اذ هو باذلُ
ويُغضي وقد أعطى الجزيل كأنهُ / لا شِفاقهِ من عتب عافيهِ باخِلُ
ويجلو ظَلام الخطب ثاقبُ رأيهِ / وقد أحجمت عنه الظبُّي والذوابل
ويُردي الأعادي والمُهنَّد مُغمدٌ / وما جُرَّ خَطِيٌّ ولا جالَ صاهل
على أنه الحامي حقيقةَ صحبْهِ / إِذا عصفت بالدارعين الأفاكِلُ
تمرُّ سجايا نفسه في حفاظهِ / وتعْذُب منه في الوداد الشَّمائلُ
بني عضدُ الدين الجواد بسعيْهِ / معالي لا يسْطيعُها مَن يُطاولُ
ففاقَ عُلا آبائه وعُلاهُمُ / تٌقِرُّ بها يومَ الفخارِ القبائلُ
كأنَّ مِجَنَّ الشمس من قسماتهِ / اذا ما ادلهمَّت في الوجوه النوازل
فهُنِّيءَ بالشهر الحرام وغيره / مدى الدهر ما جاد الخميلة حافلُ
يخافُ ويرجو بأسهُ ونوالهُ / ضريكُ المشاتي والعدوُّ المُباسلُ
بقيت وشمس الدين للمجد والعلى
بقيت وشمس الدين للمجد والعلى / عزيزين ما حَلَّ الأراكةَ ساجِعُ
فما مات منْ أبقاكما ونماكُما / تغمَّدهُ عفوٌ من اللهِ واسعُ
سحابٌ هَمي غيثاً مُقيماً نعيمهُ / فما زال اِذ جلَّتهُ عنَّا القواشِعُ
وموقفُ نجم الدين من كل مفخرٍ / شهيرٌ به تُثْني الوغي والمَجامعُ
فانْ يصطبرْ فالصبر منه سجيَّةٌ / اذا انحطمت في الدارعين الشوارع
اذا موسمٌ عادت فوائدُ خيرهِ
اذا موسمٌ عادت فوائدُ خيرهِ / على الناس نال الخير منك المواسمُ
ملأتَ زمان الناس رِفْداً ونجدةً / فبأسك مضَّاءٌ وجودكَ ساجم
وأصبحت من فرط التعفف والتقي / كأنك طُول الدهرْ للهِ صائمُ
اذا جفَّف الجدب البلاد وأمسكت / عن القَطْرِ في أنوائهنَّ الغمائمُ
وأصبح لُجُّ الرافدين كأنه / صَرى ثمدٍ غالتْ نَداهُ السَّمائم
فسيَّانِ بادٍ في المحلولِ وحاضرٌ / وسيَّانِ غزلانُ المَلا والعَلاجمُ
فلا غدوةٌ اِلا خَبارٌ ووعْتَةٌ / تناهُبها أخْفافُها المناسمُ
قريت الغنى والأمن من غير عِلَّةٍ / فلا الجور قتَّالٌ ولا المحلُ حارمُ
قِرى عضد الدين المُقرِّ بجودهِ / ونجدته صوبُ الحيا والصَّوارمُ
فهُني شهر الصوم والدهرُ كلهُ / به ما شدا فوق الأراكِ الحَمائمُ
مُطاع النَّواهي والأوامرِ تُتَّقى / سُطاه ويُرجى خيره وهو سالم
ولو أن نِكساً خامل الذكر جاهلاً
ولو أن نِكساً خامل الذكر جاهلاً / مقام المعالي باخل الرأي واليّدِ
بكيء الحِجا نزر الدراية معرضاً / عن الفضل ضِلِّيلَ المُنى غير مهتد
غدا لمساعي الصاحب الصدر سامعاً / هداهُ إِلى العلياء ذِكْرُ محمَّدِ
هداهُ حديثٌ من أغَرَّ مُهذَّبٍ / عليمٍ بكسب المجد طَّلاع أنجد
اذا ما أفادَ المالَ والعِزَّ سعْيهُ / تقسمه جارٌ طريد ومُجْتَدِ
فيكرهُ أنْ تمضي من الدهر ساعة / ولم يُرَ فيها بين حامٍ ومُرْفدِ
يُنيخُ الرجالُ المُسنتون بأرضهِ / إِلى ناضرٍ من خُرَّم العيش اُغْيد
إِلى ذروةٍ شمَّاء من شرفِ العُلى / بناها فأعلى سيدٌ بعد سيدِ
يموتُ لديها المَحل والمحل عارقٌ / ويحذرُها بأسُ الحسام المهنَّد
وما عضد الدين الجوادِ بواجِدٍ / نظير عُلاهُ من فخارٍ وسؤددِ
فتىً يتقاضى جودهُ لِعُفاتهِ / تبرُّعه فعل الغريم اليَلَنْدَدِ
كريمُ السجايا لا يقارن هُجنة ال / جفاةِ ولا يدنو للهوٍ ولا دَدِ
فهُنِّيَ بالعيد السعيد ومجدهِ / ولا زالَ ينْضو مُنهَجا بمجدَّدِ
تميسُ جيادُ الخيل حتى كأنما
تميسُ جيادُ الخيل حتى كأنما / حسوْنَ رحيقاً من سُلافةِ بابلِ
اذا جالَ قُطب الدين في صهواتها / إِلى موقفٍ بين القنا والمناصل
فتىً فضلَ الجونين جوداً ونجدة / كثيف الغوادي أو كثيف الجحافل
فللجدب جَوْدٌ ساكبٌ غير منجمٍ / وللحرب بأسٌ جاحِمٌ غير ناكل
ترفَّع عن كبر الرجالِ وأطمعتْ / طلاقتهُ في ماله كلَّ سائلِ
فكان سحاباً بَرْقة بِشرُ وجهه / وصوبُ حياهُ جودهُ في القبائل
فهُنئَتِ الأعيادُ منه بماجدٍ / رفيعِ عماد البيت ندبٍ حُلاحلِ
غدا الدين من فرط المسرَّة باسماً
غدا الدين من فرط المسرَّة باسماً / طليق المحيَّا حيث أنت لهُ نجمُ
يكاد يغيضُ البحر من خجلٍ به / ويزدنُ بالجود العميم له خصمُ
ولم نر ليثاً قبله جمُعت لهُ / شجاعته والجود والعلم والفهمُ
يفِرُّ كَميُّ الجيش عند نزالهِ / كما فرَّ من معروف راحته العُدم
فلا زال يطوي كل عيدٍ بمثلهِ / وتُثني بفضليه المعاركُ والسَّلمُ
اذا افتخرتْ عليا ربيعة بالذي
اذا افتخرتْ عليا ربيعة بالذي / سَما من عُلاها بين كعبٍ وعامرِ
وجاءت كرملِ الأنْعُمين وعالجٍ / مناقبُ زُهْرٌ بين باقٍ وغابرِ
تُعيد الدجى صبحاً وتنمي فخارها / إِلى واضحٍ من قيس عيْلان باهرِ
وأدركها مسعى الشُّنينة فاحتوتْ / تُراثَ المعالي كابراً بعد كابرِ
فانَّ قديمَ المجد اُرسي فخاره / بغمر الندى من آل شوقٍ عُراعر
فكان مكان السُّحب والغيث توبةٌ / وما فخر سحبٍ لا تجودُ بماطرِ
وجادوا بفيَّاض النوال وفارس ال / نزال ومنَّاعِ النَّزيلِ المجاورِ
بماضٍ على الهول المخوف وناكصٍ / عن العار طَبٍّ باكتسابِ المفاخرِ
فتى الخيل تعدو بالكُماةِ كأنها / فوارطُ عِقبان الشُّريف الكواسر
خوارجُ من ليل الغُبار كأنها / سهامٌ غِلاءٌ غير غرْبٍ وعائِرِ
حراصاً على رعي النواصي وقد ثنت / هواديها عن كل أغيدَ ناضِر
تٌعلِّمُ طعن النَّحر كل مُثقَّفٍ / وتهدي إِلى ضرب الطُّلي كلَّ باتر
هنالك يُلْفى توبةُ الخير كافلاً / بِرِيِّ المواضي من دماء المساعرِ
فما تمنعُ الدرع الحصينةُ رُمحهُ / ولا تُتَّقى أسيافهُ بالمَغافر
ونعمَ مُناخ الطارقين عشيَّةً / اذا حارَدتْ غبر السنين العواقر
يعيدُ الضحى ليلا دخان قدُورهِ / ويهدي سَنا نيرانِه كلَّ جائرِ
وتمشي بمعبوط السديف اِماؤهُ / إِلى الضيف مشي المقربات الصوادر
اذا شبحٌ من جوَّ أرضٍ بدا لهُ / تناذرت الكومُ العِشارُ بعاقرِ
عبادةُ عينٌ في المعالي ونوْبةٌ / مكان البآبي من بياض المحاجرِ
وانَّ شهاب الدين في المحل والوغى / لعيش فقيرٍ أو لحتفِ مُغامرِ
مدحتك عن ودٍ قديمٍ وخبرةٍ / بما حُزْت قِدماً من عُلًا ومآثر
على حين هَمٍّ كالسِّنان وحالةٍ / أعادت بُغاثاً كل أجدلَ كاسرِ
فانْ نالت الأيامُ مني فلم تَنَلْ / شبَا هِممٍ عُلْويَّةٍ وخواطر
واِن رحتُ كالهنديِّ من غير ساعد / فعارٌ على الأبطال جهلُ البَواترِ
عيك بعُلْويِّ السجايا فانها
عيك بعُلْويِّ السجايا فانها / تُعيد الدَّنيَّ الأصل صدراً مباهيا
ألم ترني بعض الحجارة لم يزلْ / بي الصدق حتى صرت في الناس قاضيا
أبا دُلفٍ اِن جار بيْنٌ وصرَّحت
أبا دُلفٍ اِن جار بيْنٌ وصرَّحت / نوىً قُذفٌ لا يرتجى بعدها وصل
فعندي وجْدٌ لا يُبرِّدُ حرَّهُ / ملامٌ ودمعٌ لا يكفكفهُ عَذْلُ
يُجاملُ أخلاق الرجالِ تجلُّدي / ويملكني فيك الغَرامُ اذا أخْلو
وأشْجعُ في حرب الرَّزايا وانني / برزئك منخوبٌ حُشاشته فسْلُ
وانفدتُ دمع العين حتى وددتُني / بكيت دماً من لوعتي ولكَ الفضلُ
فقدتُك فقد الشمس عند مَضِلَّةٍ
فقدتُك فقد الشمس عند مَضِلَّةٍ / فلا المُكثُ مأمونٌ ولا السير نافعُ
وأمَّلْتُ عود الصبح منك بلقْيةٍ / وصبحك قد سُدَّتْ عليه المطالعُ
تبرَّعَ تاجُ الدين لي بنوالهِ
تبرَّعَ تاجُ الدين لي بنوالهِ / كوردٍ أفاد الرِيَّ قبل ورودهِ
تُطالبني غُرُّ القوافي بمدحهِ / كأنَّ القوافي أصبحت من جنودهِ
فأُمسكُ لا بخلاً عليه بحقِّهِ / ولكنهُ واللّهِ رفْقٌ بجودهِ
اُعيذ الجُراز العضب أمهت غروبَه
اُعيذ الجُراز العضب أمهت غروبَه / مساعي عُلاه لا أكفُّ الصَّياقلِ
وحافل جوْنٍ لا يزالُ بلامِعٍ / من البِشرِ يزوي كل جدب وما حل
بألطاف رب العرش من كلِّ نَبْوةٍ / يعوق أذاها كلَّ ماضٍ وهاطلِ
وما السيف والوطْفاءُ اِلا كنايةٌ / عن الصدر تاج الدين ربِّ الفواضلِ
فتى الحيِّ أما بأسه فلنُصرةٍ / وعونٍ وأما مالهُ فلِنائلِ
ونبئت أنَّ الليث قد شُدَّ أزرهُ
ونبئت أنَّ الليث قد شُدَّ أزرهُ / بشبلٍ فعاش الليث ما شاء والشبلُ
وأنَّ السيوف القاصليَّة أصبحتْ / وقدزاد فيها من صوارمها نصْلُ
فيُسني نموُّ الماجدين بلاغتي / إِلى الشكر حتى كاد يستنفد الفضل
وقرَّتْ عيون الفخر بابن مكارمٍ / له مجد فخر الدين اِذ ينتمي أصلُ
ولما رأيتُ الخيل تُهدي فقاصِرٌ
ولما رأيتُ الخيل تُهدي فقاصِرٌ / بطيءٌ ومِقْلاقُ العِنانِ جَواد
حملتُ اليكم سُبَّقاً عربيةً / تُساقُ بودِّي نحوكمْ وتُقاد
خلت من هجين فهي بيض صريحة / وطابَ لها مُسترضعٌ ووَلاد
من الشهب ذكراً واشتهاراً ولم تكن / من الدُّهْمِ لولا مِزْبرٌ ومِداد
اذا جنحت يوم الرهانِ لغايةٍ / مراها فأمْضاها حِجاً وسَدادُ
تكونُ لقطب الدين ذخراً من العُلي / اذا عَزَّ ذُخْرٌ نافعٌ وعَتادُ
لأغلبَ ضرابِ الجماجم بالضُّحى / اِذِ الشًّهبُّ من نضح النجيع وراد
وفارسِ يومَيْ بأسهِ ونوالهِ / اذا طال محْلٌ عارقٌ وجِلادُ
فهُنِّيَ أيامَ المَسَرَّةِ كلَّما / خلتْ فلأُخرى بالسُّرور مَعاد
اذا سلَّ سيف الرأي من غمد حزمه
اذا سلَّ سيف الرأي من غمد حزمه / غدا حاسديهِ ذابلٌ وحُسامُ
فيُسرفُ قتلاً والمُهنَّدُ مُغْمدٌ / ويوسعُ طرداً والجوادُ جَمامُ
ويُحرز من أقلامه ورماحهِ / عُلاهُ كلامٌ ناصِعٌ وكِلامُ
وللنظم من فوق الصحائف أسطرٌ / وللنَّثْر من فوق التَّنائف هامُ
غمامٌ رعودٌ صادق الشيم حافلٌ / ولكنَّهُ عند الوعيد جَهامُ
يُصرِّفه الطفل الوليدُ لَطافةَ / ويعجزُ عنه الجيشُ وهو لُهامُ
فتى الخير يبني عنده الودَّ سالماً / من النَّقصِ الِمامٌ به وسَلامُ
وذو عَبقٍ ما زالَ ينطقُ عِطْفه / بادراك أقصى المجد وهو غُلامُ
كما لاحَ برقٌ في مُتون غمامةٍ / فأصبحَ يُرجى صوبهُ ويُشامُ
وريَّانُ من فصْلٍ ولكن بنفسهِ / اليه واِنْ طال الورود هُيامُ
بليغٌ اذا ما سَلَّ صارمَ حًجَّةٍ / وقد دام اِشكالٌ وطالَ خِصامُ
فدرعُ الذي يلقاهُ مُهلهل / وصارمهُ وهو الجُرازُ كهامُ
فلا برحتْ تاج الملوكِ سَعادةٌ / لها في ذراه موطنٌ ومَقامُ
تعدَّتك أعراضُ الخطوب وجانبت
تعدَّتك أعراضُ الخطوب وجانبت / جنابك عُمر الدهر أيدي النوائبِ
ولا زلْت حلف الصحَّتين كليهما / مُطاعاً حميد المبتغى والعواقبِ
فحاسد فضليك الشهيرين في الورى / ثقالُ الغوادي أو خِفافُ القواضبِ
فلا سيف اِلا وهو للعزم مُذْعنٌ / ولا غيث الا شاهدٌ للرغائبِ
سهرتُ حِذاراً اذ سهرتم وربما / يبرُّ على الأوصابِ سوءُ المحاسبِ
وبدَّلتُ بأسي من حذاري ضَراعةً / يُظاهرها فيض الدموع السواكبِ
اذا ساورتني فِكرةٌ بعد فِكرةٍ / تقلَّبت كرْباً جانباً بعد جانبِ
كأمِّ الوحيد الفرد من بعد كَبْرة / تُصدِّق من اِشفاقها كلَّ كاذبِ
إِلى أن تجلَّتْ عن مُشارٍ مُؤمَّل / رفيعِ عمادِ البيتِ جَمِّ المناقبِ
صبورٍ على الجُلَّى أبيٍّ عن الدَّنا / حليمٍ عن العُظمى هَنيِّ المواهبِ
أَبي جعفرٍ تاج المُلوكِ الذي به / تبلَّج أفْقُ المجد بعد الغياهِبِ
فشكراً لمنْ أحيا بطوْلِ حِياتهِ / نفوس الأماني من قريبٍ وعازبِ
كأنَّ القَنا والمَشْرفيَّةَ بالضُّحى
كأنَّ القَنا والمَشْرفيَّةَ بالضُّحى / لدى مأزقٍ غابت بصبحٍ كواكبهْ
تُصَرِّفها أبطالُ وِتْرٍ تَرفَّعوا / عن الشَّنقِ المرذول والعار صاحبه
أبَوْا غير ضربٍ في المفارق أرْعلِ / وطعنٍ كولْغ الذئب تدمى ثعالبهْ
سُطا شرف الدين الوزير وعزمهُ / على الأمر أعْيا القادرين مطالبُهْ
همامٌ كنصل السيف ندبٌ إِلى العلى / جزيلٌ أياديهِ كثيرٌ مَناقبهْ
اذا شطَّ مأمولٌ من المجد والعُلى / حوتْهُ له أقلامهُ وقواضِبهْ
فماضٍ وهاماتُ الرجالِ غُمودُه / وجارٍ وساحاتِ الطُّروسِ مذاهبه
تبارى اليهِ عند سَلْمٍ ومَعْركٍ / حميديْنِ منه كُتبهُ وكَتائبهْ
اذا بخل الجون المُسفُّ بودقْهِ / على مُسْنتٍ أغنتهُ عنه رغائبهْ
طليقُ المُحيَّا يسبق البشر جوده / وتتبعُ حُسْنَ الاِعتذارِ مواهبه
كأَنَّ نديَّ الحي عند حديثهِ / مُعرَّسُ داريٍّ تُفضُّ حقائبُهْ
فلا ناشِقٌ اِلا جَوادٌ وباسِلٌ / تَهزُّهُما أخلاقهُ ومذاهبهْ
فتىً طابَ ميلاداً وطابَ غريزةً / وطابت مساعيه وطابتْ مكاسبهْ
فجاء كغمرِ الماء يُرْدي مُزحماً / ويُسْبحُ عوَّاماً ويلْتذُّ شاربه
يُجاهرُ بالضرب العنيفِ بَسالةً / ويكْبُرُ قدراً أنْ تدبَّ عقاربُهْ
أَبو جعفرٍ غرس الخلافة مصطفى الا / ِمامةِ هادي كل مجدٍ وغاربُهْ
أباحَ ظلامَ الليلِ والحَظِّ جودُه / ونورُ مُحيّاهُ فزالتْ غَياهبُهْ
تعلَّمتِ البيداءُ فُسْحةَ صدرهِ
تعلَّمتِ البيداءُ فُسْحةَ صدرهِ / فأدمتْ خفاف اليَعْملاتِ النجائب
وأشبِههُ الطَّوْدُ المُنيفُ رزانةً / فلم يخش من مَرِّ الصَّبا والجنائب
وتابعَ سلْسالُ الفراتِ ودجلةٍ / سجاياه لذَّ طعماً لشاربِ
وكاد السَّحاب الجون يُثجمُ حيثما / رأى جودَ كفَّيه بودْق الرغائبِ
ووَدَّتْ سهام الراشقين مضاءه / اذا شدَّ في اِثر العدو المحاربِ
وقال الضُّحى لما رأى صبح وجهه / لعافيه اني في عِدادِ الغياهبِ
فيالك من صدرٍ تجمَّعَ عندهُ / شتيتُ المعالي من قريبٍ وعازبِ
تقمَّص ملبوسَ الوزارة عالماً / بسرِّ عُلاها من مقيمٍ وذاهبِ
تقمَّصها بالدَّهي والبأسِ ماجِدٌ / حوى المجد ما بين النُّهى والتجارب
فجاء كهنديٍّ جُرازٍ تزيدهُ / يدُ القيْنِ اِرهافاً لهتْك الضرائب
تَؤودُ قوى أتباعِهِ عَزماتُه / فأكْفاهمُ مُستهدفٌ للمعاتبِ
اذا عجزوا عن أمره نهضت به / ضِرامةُ مطرور الغِرارين قاضبِ
يهونُ عليه الفقرُ اِلا من العُلى / ويعلمُ أنَّ الحمدَ خيرُ المكاسبِ
فلا بُلْغَةٌ اِلا لطُعْمةِ ساغِبٍ / ولا عِزَّةٌ اِلا لنُصرةِ صاحبِ
أعادَ له الأحرارَ عُبْدانَ طاعةٍ / لِما عمَّهُمْ من بِشْرهِ والمواهبِ
فَظلَّ أبيُّ القومِ بعدَ تَعَزَّزٍ / يرى لَثْمَ نعليهِ أجَلَّ المراتبِ
أبو جعفرٍ غَرْسُ الخِلافةِ مُص / طفى الاِمامة مجموعُ العُلى والمناقبِ
يسرُّ تميماً وهو من قد علمتمُ / وتمكُّنه من نجْرها والمنَاسبِ
أعادتْ به الأهْدامَ وهي قشيبةٌ / وهامدُها ذا غُدْنةٍ ومذانبِ
فلا برحتْهُ عِزَّةٌ قَعْسريَّةٌ / تصونُ حِماهُ من طروق النَّوائب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025