المجموع : 385
عاش وصلاً وغيره مات صدّا
عاش وصلاً وغيره مات صدّا / مستهامٌ لسلوةِ ما تصدَّى
بأبي زائرٌ وقد شرعَ الإص / باحُ يطوي من الدجنة برْدا
ونسيم الصّبا على الأفقِ يُذكي / سحراً من مجامر الزهرِ ندَّا
يا رعى الله سفحَ نعمانَ سفحاً / وسقى الله عهد نعمان عهدا
ومهاة تعدّ نعمان داراً / واللوى والعقيقَ صدغاً وخدَّا
مشتهاة اللقا كما تشتهى الدن / يا وإن أتعب النفوس وأكدى
يتثنى الأراكُ زهراً فينبي / إنَّ في ثغرها مداماً وشهدا
ومن الجوهر الصغير يتيماً / لم يدع للهوى لرائيه رشدا
ما علمنا من قبله في تصاني / ف الهوى إنَّ لابن بسَّام عقدا
كيراعِ الوزيرِ جوداً وبأساً / حين تذكو في الحالتين وتندى
الوزير الذي نهى الخطب عنا / فتعدَّى عنا ولم يتعدى
يتقي جانب التقيّ وتخشى الإن / سُ والجن من سليمان حدا
أوفر العالمين عزًّا وعزماً / وهو أوفى العباد نسكاً وزهدا
طالع يجتلي به الملكُ بدراً / ووقور يحبه الملك أُحدا
ومهيبٌ لو يلمح الدّمَ لم يخ / رج من العرق حين يفصد فصدا
وحليمٌ قد راقه الحلم حتى / كاد مخطي الذنوب يذنب عمدا
وجواد لو رام فيض الغوادي / أن يحاكيه عُدّ ذلك فردا
ورئيس كما تريد المعالي / لا كمن آده المسيرُ فردَّا
وبليغ تنضد المدح فيه / وهو أبهى منه وأنضر نهدا
يرتجى سيبه ويخشى ذكاه / فيرجى نقداً ويحذَرُ نقدا
خطبته وزارةٌ وجدته / في اكتساب العلى أجدَّ وأجدى
ورأت صَلْصَلاً بفضل علاه / شهدت في الورى صحابٌ وأعدا
ولعمري لقد دعته وزيراً / منتهى معشرٍ لعلياهُ مبدا
فكفى الجانبين مصراً وشاماً / وأفاض العينينِ عدلاً ورِفدا
ومشى في الورى على نهج حقٍّ / مستبين الهدى وساد وأسدى
وارتدى فيهم رداءً من الع / زِّ وأما حسودُه فترَدَّى
أيها الحاسد المعذب فيه / جئت شيئاً من الشقاوَة إدَّا
كيف ناوَيت سيداً كلما زا / دَ عِداةً يزيده الله مجدا
إن يكن في العفاة ابسط كفًّا / فهو في المكرماتِ أبسط زندا
خاف خلاَّقه فخيف إلى أن / ضمَّ من عدلهِ ظباءً وأسدا
وأبادَ الطغاةَ بأساً ورعباً / وأعاد الجميل فينا وأبدَى
واحداً في مراتبِ الفضلِ تلقى / حول أبوبهِ من الخلقِ جندا
يرحم الجمع دون مغناه جمعاً / مستميراً ويتبع الرفد رفدا
ما ثنى الجاهَ عن ذليلٍ ولا أع / طى لذي حاجةٍ عطاء وأكدى
مسعد الرأيِ ذابحٌ للأعادِي / فهو مهما خبرتهُ كانَ سعدا
ليس فيه عيبٌ يعدُّ سوى أنَّ / أياديهِ تجعلُ الحرَّ عبدا
يمَّم الشام بعد إقتار وقت / لم تجد فيه للمناجح قصدا
كم بعثنا إلى الدواوين طرساً / خائباً كاده الزمان فكدا
طال تردَادُهُ إلى القومِ حتَّى / لو بعثناه وحدَه لَتَهدَّى
فغدا الآنَ ذلك العسرُ يسراً / بحقيقٍ وذلكَ المنعُ رِفدا
وسرى المال من شآمٍ ومصرٍ / كعمومِ السحابِ قرباً وبعدا
عزماتُ تحفها بركاتٌ / مثلها منه للممالكِ تهدى
ويراعٌ من حدِّه ونداه / كادَ بينَ السيوف أن يتحدَّى
قلمٌ أخضرُ المرابع لا غرْ / وَ إذا كانَ عيش راجيه رغدا
حملته أيدي الوزير فخلنا / بارِقاً في سحابةٍ قد تبدَّى
يا وزيراً يهدي الثناءَ سناه / ولهاه إلى المقاصدِ تهدى
شكرَتك الرُّواةُ عنِّي بعزِّ / قاطعات السرى آكاماً ووهدا
ذاكراتٌ جميلَ صنعك عندِي / بقوافٍ بها الركائب تحدى
سائرات في الأفقِ بين الجواري / والجواري في حسنها كالعبدا
كلُّ معنًى كالنجمِ أو كلّ بيتٍ / هو أهدى في الأفقِ من أن يهدى
هاكها تخلد الثنا بمعانٍ / تتركُ الضدّ بالأشعَّة خلدا
هكذا ينبتُ الصنيعُ نباتاً / وكذا تحصد المعادي حصدا
عشْ بظلِّ الحبا وأنت المرجى / وتبيدُ العدى وأنت المفدَّى
ملئَ البيتُ من يديك نوالاً / فملأنا أبيات مدحك حمدا
تنهدت لمَّا أذكرتني النواهدُ
تنهدت لمَّا أذكرتني النواهدُ / زمان الصبى والعيش ريَّان مائد
وغيداء أمَّا عيبها فهو ردفها / ثقيلٌ وأمَّا ثغرها فهو بارد
بأغزال شعري في بديع صفاتها / ومدح رئيس الشام تسري القصائد
رئيسٌ وفَى حقّ المعالي فحبذا / مهيبٌ وهوبٌ شاملُ الجود زاهد
له قلمٌ في صدرِ محراب درجه / لباريه في كلِّ المقاصد ماجد
كريم الورى يا ابن الكرام إذا انتمى / ليهنك عيدٌ للسعودِ معاود
كذا ألف عيدٍ شرف اسمك زينهُ / وهنئتِ الدنيا بأنكَ خالد
ألا في سبيل الله فرع كتابةٍ
ألا في سبيل الله فرع كتابةٍ / ثنتهُ المنايا وهو ريان مائد
وكوكب فضل قدرُه قد سما به / إلى أن بكى حزناً عليه عطارد
ودينار وجهٍ غاله صرف دهره / سريعاً كأن الصرف للباس ناقد
وعيشك يا يحيى لو أنك تفتدي / لهنئتِ الدُّنيا بأنكَ خالدُ
وما صامتٌ يمضي ويرجع حائراً
وما صامتٌ يمضي ويرجع حائراً / ويقضي على أوصاله الوصلُ والصدُّ
كأنَّ الأسى آلى عليه أليةً / فما فيه إلا النفس والعظم والجلد
وأحرفه خمسٌ على أنَّ شطره / ثلاثةُ أخماسِ الحروف التي تبدو
أمولايَ شمس الدّين دمت مهنئاً
أمولايَ شمس الدّين دمت مهنئاً / ودمتَ كريماً شاهدَ الذكر سائدا
نرى الفضل يفنى عن أناسٍ وإنما / لك الفضلُ يحيى يا ابن جعفر خالدا
أتيتك يا أزكى البرية جامعاً
أتيتك يا أزكى البرية جامعاً / لأمرين في يومٍ من الدهر وافد
هنًى وعزاً لا عتبَ فيه لأنني / أهني بعشرٍ إذ أعزِّي بواحد
سقى الله جسماً منكِ أودى به الضنى
سقى الله جسماً منكِ أودى به الضنى / فأودى بعينيّ البكى والتسهد
وقد كان مسلولاً يهيّج حسرتي / فكيف به تحت الثرى وهو مغمد
برغم العدى إنا فقدناك أوحداً
برغم العدى إنا فقدناك أوحداً / إذا اجتمعت أرباب فضل وسؤدد
دعتك المنايا فاقتفيت سبيلها / وتلك سبيلٌ لست فيها بأوحد
مضيت وقد كانت لمن أنت عنده
مضيت وقد كانت لمن أنت عنده / مصائدُ نرجو نفعها ونطارد
فأصبح يبكي والمجرّ الذي خلا / ومثلك من تبكي عليه المقاود
عسى لعليل الجسم طيفك عائد
عسى لعليل الجسم طيفك عائد / كريم اللّقا والمكرمات عوائد
لقد حجَّ فيَّ الطيف بالوصل مرة / فهل هو في حجِّ الوصال معاوِدُ
ألا إنني في الحبِّ يا ظبيةَ النقا / كما في العلا بن القيس إني واحد
شريف مسماه الممدّح واسمه / وشائدُ بيت المدح والمنح سائد
تهنّ به حجّ القبول ودعوة / عليها لأنوار القبول شواهد
تقول لهاتيك المناسكِ مرحباً / بكم يا بني مخزومَ حين تشاهد
لقد شرَّفت ناسٌ وبادت وإنما / لكم شرفٌ في سائرِ الناسِ خالد
بقيت بقا الأيامِ للفضل خالداً
بقيت بقا الأيامِ للفضل خالداً / وهنّ الورى في العلم والجود واحدا
ولا عدم الحالَ الضعيفُ موافياً / لديك بأنواعِ اللهى وعوائدا
ولا زلتَ بالأقلامِ والحلمِ زائداً / تظلّ بها عن حوزة الدين ذائدا
وحقك لو جاءَ الغمامُ بشامةٍ / يساجل كفيك الندى جاء واردا
ولو أنَّ فيضَ النيلِ باراك في العطا / بمصرَ لما استحلت له الناس زائدا
برغمي بنات الرُّوم حزناً رقابها
برغمي بنات الرُّوم حزناً رقابها / وحالُ الهوى بالشيب والهمّ فاسد
تبكّي عليهنَّ البطاريقُ في الدّجى / وهنَّ لدينا ملقيات كواسد
أما والصبى إني أعفّ بفقده / وإنَّ ضجيع الجود مني لماجد
إليك أخا العلياء دعوةَ لائذٍ
إليك أخا العلياء دعوةَ لائذٍ / بمعروفك والمعروف قد راح واغتدى
نباتيّ حمد ذا بنينٌ وذا أب / جميعاً يرجِّي من أياديك موعدا
فقل في نباتٍ أصله وفروعه / مواثل ترجو من سحائبك الندى
لك الله ما أزكى وأشرف همة
لك الله ما أزكى وأشرف همة / وأحمد صنعاً حيث تتلى المحامد
لعمري لقد خلدتها شرفية / تضيء وتبقى حين تبلى الفراقد
وأنت الذي قرت برؤيته العلى / وهنئت الدنيا بأنك خالد
أيا ملكاً من بعض أوصاف مجده
أيا ملكاً من بعض أوصاف مجده / كريم السجايا عادل الحكم زاهد
تهنّ بعيد النحر وابق ممتعاً / بأمثاله ما طاف بالبيت وافد
تقلدنا فيه قلائد أنعمٍ / وفي النحر أولى ما تكون القلائد
وأدهم رهوال بقرية أربد
وأدهم رهوال بقرية أربد / شلت له الأحمالَ بالرجل واليد
وفارقته أبكي عليه حقيقةً / بكاءَ لبيد يومَ فرقة أربد
نبيُّ الهدى في موقف الحشر شافعي
نبيُّ الهدى في موقف الحشر شافعي / وهذا الأميرُ اليومَ في العام منجد
فيا فوز آمالي وفوزي إذا غدا / شفيعيَ في هذا وهذا محمد
رعى الله من جاورت في مصر بابه
رعى الله من جاورت في مصر بابه / فقابلني بالمالِ والجاهِ والودّ
هو العلم الفرد الذي شاع فضلُه / فبشراكمُ يا جيرةَ العلم الفرد
فديتك سيفيّ اللواحظ كاتباً
فديتك سيفيّ اللواحظ كاتباً / ومثلك من يفدى ومثلي من يفدي
بنانك بالقبطيّ في اللوح كاتبٌ / ولحظك في الأكباد يكتب بالهندي
يقول الإمام الفاضل ابن دريهم
يقول الإمام الفاضل ابن دريهم / عدمنا على المعلوم خلاًّ مساعدا
بديوان عشر الشام هل بالتقى أخ / فقلت ولا تلقى من العشرِ واحدا