القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 192
أرى ليلةَ القدرِ المعظمِ قدرها
أرى ليلةَ القدرِ المعظمِ قدرها / ترفع مني في الشهودِ ومن قدري
وذلك شطر الدهرِ عندي لأنها / تكون بما فيها إلى مطلع الفجر
ترحل عني تبتغي عينَ موجودي / وقد سترت أمري وقد شرحتْ صدري
إذا طلعت شمسُ الفناء الذي حجى
إذا طلعت شمسُ الفناء الذي حجى / أكور بها حقاً إذا هو لم يكر
بكوني إذا ما كنت خلعاً فإنه / نزيه عن أحكامٍ تكون عن الأكر
إذا كان قد جاء الحديثُ بأنه / لأجل اختلافِ الاعتقاداتِ ذو غير
ولكنه بالذاتِ عند أولي النُّهى / غنيٌ بنصِّ الذكر في مُحكم السُّوَرِ
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها / وما نالت الأجفان فيه كراها
لقد ظهرتْ فيها أمور عظيمةٌ / وما انفصمتْ مما رأته عراها
إذا جاءها الداعي ليخرج ما بها / وأخرج لي ما قد أجنَّ ثراها
وقد عجزتْ أبصارنا أن ترى لها / بساحتنا حكماً فكيف تراها
ألا إنَّ علمَ الصبحِ يعسر دَركُه
ألا إنَّ علمَ الصبحِ يعسر دَركُه / كشِقشقةِ الفحل الفَنيقِ إذا رغا
فما ذلك الأمر الذي قد سمعته / وما ذلك الأمر الذي بالرغا طغا
إذا ما ابتغى شخصٌ جلية أمره / فقد جئتكم أعطي فأين مَن ابتغى
فلا تبغِ إنَّ البغيَ للشخصِ مُهلكٌ / فقد يحرمُ استعمالُه فيه إنْ بغى
من اسم العزيزِ إن كنت تعقلُ
من اسم العزيزِ إن كنت تعقلُ / ومن بعدِه فتحٌ له النفسُ تعملُ
فقوموا له واستغفروا الله إنه / رحيمٌ إذا الخطَّاءُ يأتي فيسأل
يختص بالنصرِ العزيزِ مؤيّد / ويختصُّ بالنصر المشاهد مفضل
تقسم قلبي في هواه وإنه / لداء عظيم إن تحققتَ مُعضل
فرؤية علمي تغني عن عينِ ناظري / وما رؤيتي الأخرى عن العلمِ تعدلُ
فما تعطي أبصارٌ سوى شخصٍ ما رأتْ / ويعطيك عينُ القلبِ ما كنَت تجهلُ
إلا أنه المنكور من حيثُ ناظري / كما أنه المعروفُ للعقلِ فاعقلوا
وقد جاء في الأخبار هذا الذي أنا / أقول به حُكماً لمَنْ كان يعقلُ
ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه / لذي النظر الفكريّ ربُّ المشارقِ
ثلاثةُ أسماءَ بإحكامِ دورها / نموتُ ونحيى ما أنا بالمفارقِ
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ / بإحكامها فينا وفيكم مفارقي
فلولا الرحيمُ الربُّ ما كنتُ طامعاً / وإنْ كان فيها حكمةٌ بالتطابق
وبالواسعِ الرحمن وسعت خاطري / وقد كنتُ منها في عقودِ المضايق
توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ
توالى عليّ اليبس من كلِّ جانبِ / وأقلقني طولُ التفكُّرِ والسهرْ
وأزعجني داعي المنية للبِلى / وأذهلني عما يجلُّ يحتقرْ
وقوّى فؤادي حسنُ ظني بخالقي / وأضعفَ مني قوّةَ السمعِ والبصرْ
وإن مُرادي حيل بيني وبينه / بردِّي كما يُتلى إلى أرذَلِ العمر
فنادى بروحي للبرازخِ والتوى / ينادي بجسمي للمقابرِ والحفَر
فهذا حبيسُ القبرِ في منزل البلى / وهذا حبيس الصورِ في برزخِ الصور
فلو لم أكن بالحق كنتُ مقيداً / ولو لم أكن بالخلقِ كنتُ على خطر
فحقي يحلِّيني بما فيّ من قوى / وخلقي يحلِّيني بما يُوصَفُ البشر
فما أعذبَ الطعم الذي قد طعمته / من العلمِ بالله المريدِ وما أمرْ
كأني طعمتُ التمر في طيباته / وفي العلم ما ذقنا سوى مطعم العشر
فوفيتُ ما قد أوجبَ الله فعله / عليّ بتصريفِ القضاءِ مع القدر
عنايةَ مختارٍ عليمٍ منبأ / وجئتُ كما قد جاء موسى على قدر
ألا إنني مولى لمن أنا عبدُه
ألا إنني مولى لمن أنا عبدُه / فأنصره عن أمرِه وأناضلُ
وإنَّ سهامي لا تطيشُ وإنها / تصيبُ إذا التفتْ عليّ القبائلُ
أقاتلهم بالسيفِ والحجةِ التي / بها يدمغ القرن الكميِّ المنازل
إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ
إذا جاءتِ الأرسال من عند مُرسِلِ / إلى كلِّ ذي قلبٍ بوحيٍ مُنزَلِ
علمتُ به ما لم أكن قد علمته / وعللته بي وهو خيرُ معلل
فلولا وجودي لم يكن ثَم نازلٌ / كما أنه بي كان عينُ التنزُّلِ
وقد علمتْ أسماؤه أنّ ذاتنا / بعلمٍ صحيحٍ أنها خيرُ منزل
تخيلتُ أني سامعٌ وحيَ قولِه / فشاهدتُ من أوحى السميع لمقولي
فقلت أنا عين المقولِ فقال لي / تأمل فليس القولُ عني بمعزِل
فثبت عندي أنه القول مثلما / هو السمع فالأمران منه له ولي
وإني وإنْ كنتُ المبلغَ وحيه / إلى كل ذي سمعٍ فلستُ عرسل
ولكنني في رتبةِ القومِ وارث / بحال وعقدٍ ثم قولٌ مفصّل
وقل تابع إن شئت فالقولُ واحد / ولا تبتدع قولاً فلستُ بأفضل
به ختم الله الشرائعَ فاعلمن / ولا تعملن يا صاح في غير معمل
وما انقطع الوحي المنزلُ بعدَه / ولكن بغير الشرعِ فاعلمه واعمل
تصرَّفتِ الأرواح بيني وبينه / بشرقٍ وغربٍ في جنوبٍ وشمأل
وما أنا ممن قيَّد الحب قلبَه / بليلي ولبنى أو دخولٍ ومأسلِ
ألا إنَّ حبي مطلق الكونِ ظاهرٌ / بصورةِ مَنْ يهواه منه تخيلي
وما لي منه ما أقيده به / سوى ما شهدنا منه عند التمثل
كمريم إذ جاء البشير ممثلاً / على صورةٍ مشهودةٍ في التبعل
فألقى إليها الروح روحاً مقدّساً / يُسمى بعيسى خيرِ عبدٍ ومُرسَل
فلم أدر هل بالذاتِ كان وجودُ ما / رأيت بها أو كان عند تأمل
أنا واقف فيه إلى الآن لم أقل / بما هو إلا أنْ يقولَ فينجلي
وقلت له لا بدّ إن كنت قاطعاً / وجودي على التحقيقِ منك فأجمل
فإني ورب البيتِ لستُ من الذي / إذا قال قولاً كان فيه بمؤتل
كمثلِ ابنِ حَجرٍ حين قال بجهله / لمحبوبةٍ كانت له عند حوملِ
وإنْ كنتِ قد ساءتكِ مني خليقةٌ / فسُلِّي ثيابي من ثيابِكِ تنسلِ
وهيهاتِ كيف السل والثوبُ واحدٌ / فممن وعيني ليس غير مؤمل
بذلتُ له جهدي على القربِ والنوى / وكانت حياتي بالمنى والتعلل
وهذا مُحالٌ أنْ يكون فإنني / حقيقة من أهواه من غير فيصل
توليت عنهم حين قالوا بأنهم / سواي فما أعطيتهم في تململي
أغرّك إقبالي بصورة مُعرضٍ / كذلك إعراضي بصورةِ مُقبل
فمكري كمر الله إنْ كنت عالماً / فمهما تشا فأمر فؤادي يفعل
أبيتُ لعز أنت فيه محقق / على كلِّ عقدٍ كان إلا تذللي
فو الله ما عزي سوى عين ذلتي / فإن شئتَ فاعلم ذاك أو شئت فاجهلِ
و و الله ما عزي سوى ذلتي التي / يكون لها فضلٌ لكلِّ موصل
كذا قال بسطامينا في شهوده / بعلمٍ صحيحٍ ما به من تحيُّل
فإنْ وصالي ليس لي بحقيقة / وإنَّ فصالي حاكم بالتوسُّل
فما لي من وصلٍ سوى ما ذكرتُه / ففقري وذلِّي فيه عينُ التوصُّل
دليلي على ما قلت في ذاك أنني / إذا جئتُ أسكنُ قيل لي قم ترحل
وما هي إلا من شؤونك رحلتي / وما الشانُ إلا غليُ قدرٍ بمرجل
فأسفله أعلاه والعلو سافلُ / فقل ما تشا واحمله في كلِّ محملِ
يسع حمله فالحالُ حالي وإنه / بريء فلا تعدل به غيرَ معدل
ونزِّه وجودَ الحقِّ عن كل حادثٍ / فإن وجودَ الحق كوني فضلل
فما علمنا بالله إلا تحيرٌ / كذا جاءنا في محكم الذكرِ واسأل
فكن عبدَ قنٍّ لا تكن عبدَ نعمةٍ / وإنْ هو ولاّك الأمورَ فلا تل
فما ثَم إلا العرضُ ما ثم فيصَلٌ / فقد أغلقَ البابُ الذي كان للولي
أراح به الأتباعَ أتباعَ رُسْله / فكم بين معلولٍ وبين معللِ
فما العلةُ الأولى سوى العلةِ التي / هي القمر العالي على كل معتلي
أنا أكرم الأسلافِ في كل مشهدٍ / أعين فيه من مُعمٍّ ومُخولِ
فوالدنا من قد علمتم وجودَه / ولم تعملوا ما هو لمنصبه العلي
وأميِّ التي ما زلتُ أذكرها لكم / من النفس العالي النزيه المكمل
بهم كنت في أهل الولاية خاتماً / فكلُّ وليّ جاء من بعدنا يلي
فيحصل فيه نائباً عن ولايتي / بذا قال أهل الكشف عن خير مرسل
كعيسى رسول الله بعد محمد / فأنزله الرحمنْ منزلةَ الولي
فيحكم فينا من شريعةِ أحمد / ويتبعه في كلِّ حكمٍ مُنزلِ
ألا إنّ أمرَ الله أمرُ رسولِه
ألا إنّ أمرَ الله أمرُ رسولِه / فإنّ رسولَ الله عنهُ يترجمُ
وما هو إلا واحدٌ بعد واحدٍ / يكون على شَرعِ به الله يحكم
وذلك عينُ الحقِّ في كلِّ شُرعةٍ / ومنهاجه والكلُّ منه ومنهمُ
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي له / فيطلبه حالاً كما جاء عنهمُ
فتختلفُ الآياتٌ والأمر واحدٌ / فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم
وأعجبُ من هذا الكلام بنظرةٍ / فيفهم عني ما أقولُ وأفهم
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه / وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف / كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم
تكلم منا في الوجوه عيوننا / فنحن سكوتٌ والهوى يتكلم
فألسنة الأحوالِ أفصحُ ناطق / لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم
علومٌ رسولِ الله ضربٌ منزَّهٌ / عن الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلم
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ / مخارجُها يدريه عُربٌ وأعجمُ
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به / إذا جهل اللحن الذي هو مفهم
إذا حكم المجلّي عليه بصورة / فمستلزَمُ أحكامها فهي تحكم
فلا تفزعن إلا إليها فإنها / هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ
الا من هنا قد جاء في أي صورة / يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا
إذا قلتُ ذا حقٌ فقل بحقيقةٍ / بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ
بذا نطقتْ أرساله عن شهودها / وما منهمُ إلا رسولٌ محكم
وكيف يُرى حقٌ بغيرِ حقيقة / لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجم
حقيقةُ عينِ الحقِّ رؤية ذاتِه / بها جودُه يسدي إليّ وينعمُ
وما كون حقي غير كونِ حقيقتي / ولكنها الألفاظ بالفرقِ توهم
تضلعتُ من شرب رويّ بلا شُربِ
تضلعتُ من شرب رويّ بلا شُربِ / كما أنني أشتهي إلى القلبِ من قلبي
فإنَّ لمقلوبي جمالاً يخصُّه / أهيم به وجداً على البعد والقربِ
أبيتُ أناجيه بنومي ممثلاً / وإني إذا استيقظتُ عدت إلى صحبي
فإنْ كان عن بَينٍ فشوقٌ مجدَّدٌ / وإنْ كان عن وصلٍ فحسبي إذا حسبي
فإنْ جادَ بالتمثيلِ في حالِ يقظتي / فذلك أحلى لي من المورِد العذبِ
إذا ما رأيتُ الدارَ أهوى دخولها / ولكن على الأبوابِ أردية أعجب
ومن خلفها البوّابُ يسمع وطأتي / فيغفل عني للذي بي من عُجْب
كعتبة يزهو بالعبودة عندما / تحقق فيها من مساكنةِ القُرب
هي الأمّ سماها ذَلولاً لخلقه / وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنب
حياءً وأعطتنا مناكبَ نظمها / فنمشي بها عن أمر خالقها الربِّ
إذا كان حالُ الأمِّ هذا فإنني / لأولى به منها إلى انقضا نحبي
تمنيتُ منه أنْ أكونَ بحالها / مع الله في عيشٍ هنيء بلا كَرب
فياتي وجودي للدعاوى بصورةٍ / تنزله مني كمنزلةِ الربِّ
وهيهاتِ أينَ الحقُّ من حالِ خلقه / بذا جاءتِ الأرسال منه مع الكتبِ
لقد أوردتْ نفسي حديثاً مُعنعناً / عن الرُّوحِ عن سري عنِ الله عنِ قلبي
بأنَّ وجودي عينه وهويتي / هويته فاركبْ على مركبٍ صَعب
فلم يبق فينا مفصَلٌ فيه قوّةٌ / أشاهدها وإلا وعينها ربي
فكيفَ لنا وقد صحَّ مُخلصٌ / ويعتبني وقتاً فأعجبُ من عتبي
وإنَّ له حدَّث المبرءُ نفسَه / دليلاً له فيما ذكرتُ من العُتْبِ
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه / فضى بالذي قد قلته في الهوى حبي
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه / قضى بالذي قد قلته في الهوى الخبر
إذ كان عينُ الحقِّ عيني وشاهدي / يكون لنا في العالمِ الخلقُ والأمرُ
فيعرفني من كان في الحق مثلنا / ومن لم يكن يسرع إلى قلبه النكر
فمن كان علاماً بما جئته به / يكون له من ربه النائلُ الغَمْرُ
ومن قال فيه بالجوازِ فإنه / يكون له من نفسِه الغُلُّ والغمر
ومن قال فيه بالمُحال فإنه / هو الظالمُ المحجوبُ والجاهل الغمر
لقد طبعَ الله القلوبَ بطابع / من الطبعِ حتى لا يداخلها الكبر
وكيف يكون الكبرُ في قلبِ عاجزٍ / ذليلٌ له من ذاتِه العجزُ والفقرُ
فسبحان من أحيا الفؤادَ بفهمه / فلن يحجبنه العسر عنه ولا اليسر
تراءيت لي من خلف سَتر طبيعتي / وقد علمتْ نفسي الذي يحجبُ الستر
فراكبُ بحرِ الطبعِ بالحالِ طالبٌ / ويطلبه من حالِه الصبرُ والشكرُ
ومَن كان في البرِّ المشق مسافراً / تعوّذَ من وعثائه العارفُ الحبر
رأيت الذي قد جاء من أرضِ بابلٍ
رأيت الذي قد جاء من أرضِ بابلٍ / بعلمٍ صحيحٍ للهوى غيرِ قابلِ
فقلتُ له أهلاً وسهلاً ومَرحباً / فردَّ بتأهيلٍ على كلِّ آهلِ
ألا إنَّ شرَّ الناسِ من كان أعزبا / وإنْ كان بين الناسِ جمَّ الفضائلِ
وما في عبادِ الله من هو أعزب / فيا جاهلاً لم تخل مني بطائل
تأملْ وجودَ الأصل إذ شاء كوننا / فهل كنتَ إلا بين قولٍ وقائلِ
فقال لشيءٍ كُن فكان لحينه / عن أمر إله بالطبيعةِ فاعل
فأرضعني حولين جوداً ومنَّةً / تماماً لكي أربى على كلِّ كاملِ
فثَّنى ولم يفردْ فعمَّ وجودُنا / بحوليه جوداً كلَّ عالٍ وسافلِ
وفاطمتي ما كانت إلا طبيعتي / لآخذَ عنه العلمَ من غيرِ حائلِ
لقد فطمتني والهوى حاكمٌ لها / عليَّ بحبٍ من ثابتِ زائلِ
فما ثَمَّ إلا عاشقُ عينِ ذاته / عموماً وتخصيصاً لدى كلِّ عاقل
فلو لم يكن لي شاهدٌ غيرَ نشأتي / على الصورةِ المثلى كفاني لسائلِ
بها أقبل الأسماء منه تحققاً / ويقبل آسمائي حكومةَ عادل
إذا هو ناداني فتى فأجبتُه / به عند فصلِ واصلٍ غيرَ فاصل
لقد قسم الرحمن بيني وبينه / صلاةً على رغم الأنوفِ الأوائل
فقمت بها والعلم يشهد أنني / بها بين مفضولٍ يقومُ وفاضل
فقال وقلنا والخطوبُ كثيرةٌ / فاسمني شرّ الخطوبِ النَّوازل
وما قسمَ الرحمنُ إلا كلامه / فنحكي وما يُتلى بغير المقاتل
بذا جاء لفظُ العبدِ فيها لأنه / غيورٌ فينفي عنه جدَّ المماثل
كما جاء في الشورى وفيه تنبُّه / لكلِّ لبيبٍ في المحاضر واصل
تمنيت منه أن أفوز بقربه / فقال تمن حكمه غير حاصل
ومنْ يقتربْ منه يجد غيرَ نفسه / وليس أخو علم بأمرٍ كجاهل
ولو علمَ الرآؤون ماذا يرونه / وفيما رأوه لم يفوزوا بنائل
ولكنها الأوهام لم تخل فيهم / بأحكامها ما بين بادٍ وآفل
فيعطيك زهداً بالأفولِ ورغبةً / إذا هي تبدو ناجزاً غير آجل
تحفظ فإنَّ الوهم مدَّ شِباكه / وما يبتغي غيرَ النفوسِ الغوافل
فلا تطمعَنْ في الحبِّ فهو خديعة / أراك لتمشي في حِبالةِ حابل
لذلك كان الزهد أشرفَ حليةٍ / تحلَّى بها قلبُ الشجاعِ المناضل
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً / وما سمعتْ أذناي فيها من الخلقِ
كلاماً يؤدّيني إلى حسن عينها / فعشقي لها بالاتفاقِ وبالوفق
مناسبة تخفى على كلِّ ناظر / ويعلمها العلاَّم بالرتْقِ والفتْق
أشاهد منها كلَّ سرٍّ محجبٍ / وما لي فيها غير ذلك من حَقِّ
وليس حجابي غير كوني فلو مضى / قعدت مع المحبوبِ في مقعد الصدق
وهذا محال أن يكون ذهابه / فما ثَمَّ صفوٌ لا يخلطُ بالرفق
تجلّى لنا بالأفقْ بدراً مكملاً / وإن فؤادي لا يحنّ إلى الأفق
وإن كان حقاً فالمجالي كثيرةٌ / وشرعي نهاني عنه في حلبةِ السبقِ
لقد أوَّبَ الحقُّ العليمُ بلادنا / نفوسَ عبادٍ حظُّها الوهم إذ يلقى
وسرَّحني في كلِّ وجه بوجهة / ولم يتقيد لي بغربِ ولا شرقِ
وفرَّق لي ما بين كوني وكونه / وإنَّ وجودَ السعد في ذلك الفرق
تعالى فلم تَعلم حقيقةُ ذاتِه / سَغِلت فلم أجهل فحدِّي في نُطقي
ولم أدر أنَّ الحدَّ يشملُ كونه / وكوني إذا كانت هويته خلقي
كما جاء في الوحي المقرَّرِ صدقه / على ألسن الأرسالِ والقولُ للحق
به يسمع العبدُ المطيعُ به يرى / به يظهر الأفعال في الفتقِ والرتق
لو أنَّ الذي قد لاح منه يلوح لي / ولا شرع عندي ما جنحتُ إلى الفِسقِ
وكنتُ بما قد لاح لي في بصيرةٍ / فقيدني بالشرعِ كشفاً وما يبقى
خلافاً فإنَّ الأمر فيه لواحد / ولا ينكر الحقَّ الذي جاء بالحقِّ
إلهي يحبُ الرفقَ في الأمر كله / كذلك أهلُ الله يأتون بالرفق
لقد شاهدتْ عيني ثلاثَ أسرَّة / وفي ثالثٍ منها ازورارٌ مِنَ العرق
وأخره عن صاحبيه اعتراقه / وكلٌّ له شربُ رويٍّ من الحق
موازين لا تخطيك فالوزن قائمٌ / ولا سيما في عالم الحبِّ والعشق
ظفرتُ به حقاً جلياً مقدساً / ولا حقَّ إلا ما تضمنه حقي
نطقتُ به عنه فكان منطقي / وقد زاد في الإشكالِ ما بي من النطقِ
تقسم هذا الأمر بيني وبينه / فها هو في شِقٍّ وها أنا في شِقِّ
وصورةُ هذا ما أقول لصاحبي / أنا عبد قنٍّ وهو لي مالك الرِّق
عبوديةٌ ذاتيةٌ لم أزل بها / وما لي عنها من فكاك ولا عتق
إذا رزق العبد النهي لنيل ما / يكون من الرزق من خالص الرزق
وما رُزق الإنسان أعلى من الذي / يحصله بالعين في لمحةِ البَرق
فذلك رزقُ الذاتِ ما هو غيره / وآثاره فينا الذي كان في الوَدْق
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله / فعظِّمه بالذكرى وقل قل هو اللهُ
ألا إنه الرحمن في عرشِه استوى / ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسم الرحيم خصصتمُ / بآخرةٍ فانظر تجدْه هو الله
رَكنتُ إلى الاسم العليم لأنني / عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ / يؤيدني فيه وجود هو الله
أتتني كرامات فقلت من اسمه ال / كريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم / أخلاءَ ودٍّ اصطفاهم الله
حليم على الجاني إذا عبده جنى / على نفسه يبدي له عفوه الله
لقد قام بالقيومِ عالٍ وسافلٌ / إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي / إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسم السلام عرفته / وقد قيل لي إنَّ السلامَ هو الله
رجعتُ إليه طالباً غَفرْ زلتي / فراجعني التوَّابُ إني أنا الله
وناداني الربُّ الذي قامني به / أجبتك فيما قد سألت أنا الله
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى / جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكن معه تحمد على كلِّ حالة / ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي / بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي / مجيبٌ أنا فاسأل فإني أنا الله
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة / كفوراً وشَكاراً لأني أنا الله
فقلتُ له أنت العزيزُ فقال لي / حِمايَ منيعٌ فالعزيزُ هو الله
عجبتُ له من شاكرٍ وهو منعم / ومن يشكرِ النعماءَ ذاك هو الله
هو القاهرُ المحمودُ في قهر عبده / ولولا نزاعُ العبد ما قاله الله
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه / هو الآخرُ الممتنُّ والآخرُ الله
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر / وفي كلِّ مستورٍ فمشهودُك الله
له الكبرياءُ السار في كلِّ حادثٍ / فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلم ما لا يعلم إلا بخبره / لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومن ينشىء الأكوانَ بدءاً وعودةً / فذاك قديرٌ والقدير هو الله
ومن يرني أشهد لنفسي بأنه / بصير يراني والبصيرُ هو الله
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى / من السّوءِ مني فالغفورُ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى / مخالفةً فاشكره إذ عصم الله
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً / بدعواه لا بالفعلِ والفاعل الله
وما ذكر الجبار إلا من أجلنا / ليجبرنا في الفعلِ والعامل الله
نزولٌ من أجلي كونه متكبرا / بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلةِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ / لنا فيه والأرحام إذ قاله الله
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه / لمن يطلبِ الإصلاحَ فالمحسن الله
بمقتدر أقوى على كلِّ صورةٍ / أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألم تر أنَّ الله قد خلق البرا / وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ / سوى مَن تعالى فالعليّ هو الله
وكلُّ وليٍّ ما عدا الحق نازلٌ / فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوةٌ من ربنا مستعارةٌ / فنحن ضِعافٌ والقويُّ هو الله
ولا حيّ إلاّ من تكون حياتُه / هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ / كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجده عبد الهوى في صلاته / على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه / فأثبتَ عندي جوده أنه الله
لجأت إليه إنه الصمد الذي / إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى / سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورةٍ / تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ / وإطلاقها الله فالأول الله
أقولُ هو الأعلى ولكن لغير من / وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هو المتعالي للذي جاء من ظما / وجوعٍ وسقمٍ مثل ما قاله الله
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا / كما جاء في الأخبارِ فالخالقُ الله
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا / كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي / تسميه بالرزَّاقِ ذلكم الله
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ / ولا رامزٍ والحقُّ يعلمه الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته / وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوف بنا والنهي عن رأفة يكن / بحاكما في الزان إن حدَّه الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره / وإنك مدعوٌ كما حكم الله
فإنَّ له حكم المتانة في الورى / وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه / ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأمَّلْ إذا ما كنتَ بالله مؤمناً / من المؤمن الصِّدِّيق فالمؤمن الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه / هو الباطن المجهولُ فالمدرك الله
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة / أكون عليها فالشهيد هو الله
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه / على خلقه فانظره فالحاكم الله
كما هو إن نكرته وأزلته / عن الياءِ فأقصره تجدْه هو الله
وكبِّر تكبيراً إذا ما ذكرتنا / به حاكم الله والأكبر الله
وما عزَّ من يفنيه برهانُ فكره / وقد عزَّ عنه والأعز هو الله
هو السيِّد المعلوم عند أولي النُّهى / وجاءت به الأنباءُ والسيِّد الله
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه / لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره / لكلِّ شريكٍ يدَِّعي أنه الله
وقل فيه محسان كما جاء نصه / بالسنة الأرسالُ فالمحسنُ الله
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى / فقال لي المجلي الجميلُ هو الله
ولما علمنا بالبراهين أنه / رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه / محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة الرحمن كانت ذواتنا / مع الحدثِ المرئيّ والقابضُ الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
ألا إنه الشافعي لسقم طبيعتي / كما جاء يشفيني وإنْ أسقم الله
كما أنه المعطى الوجودَ وما له / من الحقِّ خلقاً هكذا قاله الله
ولما أتى داعي المقدّم طالباً / تقدم من يدعو من العالم الله
ومن حكمه باسم المؤخر لم أكن / على حكمه الهادي كما قد قضى الله
هو الدهر يقضي ما يشاء بعلمه / على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قد صح قد جئتكم به / وقد قالت الحفاظُ ما ثم إلاّ هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ / بانَّ له الأسماء من صِدقِ دعواه
وقيدها في تسعةٍ لفظُه لنا / وتسعين من أحصاها يدخل مأواه
وما هو إلاّ جَنَّته فوق جّنة / على درج الأسماء والخلد مثواه
توليتُ عنها طاعة حيثُ ملّت
توليتُ عنها طاعة حيثُ ملّت / فيا ليتَ شعري بعدنا هل تولّتْ
تأملت خلفي هل أرى رسم دارها / فقالت ظنوني لا تخفْ ما تخلّتْ
تمتْ إلينا وهي تهجر ذاتنا / فأفنى وجودي عينها فاستقلَّت
تغافلتُ عنها مذ علمت بأنها / إذا بنتُ عنها أنها وجه قبلتي
تعجبتُ مني ثم منها لعلمها / وجهلي لما ضللتُ وضلت
ترى ليت شعري هل ترى العلم حيرة / وبالجهلِ عزّت ثم بالعلم ذلَّت
تخاطبها مني سرائر ذاتها / فما أنا منها غيرها حيثُ حلّت
تولت وما بانتْ وما مشت / لأني معلول لها وهي علتي
توهمت فيها حين قلتُ بأنها / هي الشرط في كوني وكان لغفلتي
تعاليتِ يا ذاتي فما ثَمَّ غيرنا / وما هي عيني فاعلموا أصلَ حيرتي
ثلاثةُ أسماء تكون بينها
ثلاثةُ أسماء تكون بينها / على ما تراه العينُ شكلُ مثلَّتْ
ثوى في جِنانٍ راحلاً ومودِّعاً / لأمر من الغيب الإلهي يحدث
ثنيتُ عنانَ الفكر فيه فلم أصب / إلى أن أتاني الروح في الرّوعِ ينفث
ثبت له حتى إذا ما انقضى الذي / أتاني به عيناً فقمت أحدِّث
ثناءً على الله الذي خصَّه بما / جرى عند نسيانٍ فلم يك ينكث
ثمال لأسماء إلهية بدتْ / بسلطانها فهو الإمام المحدِّث
ثقلت بهذا الجسم عن نيلِ مطلبي / مدى هذه الدنيا إلى حين أبعت
ثنائي عليه فارحاً لا مجاهداً / لذا أنا مسموعٌ إذا ما يحدث
ثقيلٌ على الأسماع ما جئتها به / وفي الأرضِ والأفلاك والكلُّ محدث
ثمانيةٌ حمالةُ عرشِ ذاته / أنا وصفاتي بل أنا العرش فابحثوا
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى
جميلٌ ولا يهوى جليّ ولا يرى / لقد حار فيه صاحبُ الفكر والحججْ
جنيتُ بمصحوبٍ على كل حالةٍ / تحيره الأمواجُ في هذه اللججْ
جرى معه الفكر الصحيح إلى مدى / فما غاب عن ثفٍّ ولا بلغ البثجْ
جميع النهى غرقى شهودٍ وفكرة / ففي عينه نفيُ العقولِ مع المهج
جمعتُ له ذاتي فلم تك غيره / فحِرت فما أدري ثوى فيّ أم خرج
جرى القدَر ُالمحتوم في كلِّ كائنٍ / بما هو فيه ما عليه به حرج
جزى الله عنا من يجازي مسيئنا / على سوءه حسناً فأصبح يبتهج
جزاءً وِفاقاً لا اتفاقاً وإنهم / يقولون بالتوحيدِ والأمر مزدوج
جنينا عليه بالقبول فأمرنا / مَريجٌ فعينُ الكون تبدو إذا مَرَج
جماعٌ بأنثى قيل فيها طبيعة / تولَّد منه كل ما دبَّ أو درج
خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى
خبيرٌ بما أبدى عليمٌ بما أخفى / علي من التفريغ من كرم السخِّ
خفى بما أبداه من نورِ ذاته / عن العقلِ والأبصار في عالم السلخ
خبرت وجودَ الكون في كلِّ حالة / فعاينته قد حاز مرتبة المسخ
خؤوناً أميناً صادقاً كاذباً وما / تقابلت الأحوال الإ من الطبخ
خلقت لأمر لا أقوم بحقه / وذلك لاستعدادِنا حالة النفخ
خُصصنا بأسماءِ الإله عنايةً / وبالصورةِ المثلى وأكرمتُ بالنسخِ
خصوصيةً جاءت من الله تبتغي / كرامة شيخٍ نالها زَمَنَ الشَّرخ
خصيصٌ به ذاك المقامُ لأنه / توّلد ما بين العفارِ إلى المرخ
خفيفٌ مع الطبع الثقيلِ إذا مشى / يحوز طريق الشاه والفيلِ والرُّخ
خبيئة صافٍ كرَّم الله ذاتَه / بها فله من نورِها سورة الدَّخ
دنا وتدلَّى عبدُ ربٍّ وربه
دنا وتدلَّى عبدُ ربٍّ وربه / فلما التقينا لم أجد غيرَ واحدِ
دواماً مع الدنيا على كل حالةٍ / وفي الساحة الأخرى بأعدلِ شاهد
دعوت به حتى إذا ما استجاب لي / رأيتُ الصدى يجري فكنت كفاقد
دووا بي عليه كي أرى غيرَ موجودي / لذاك أرى بين السُّهى والفراقدِ
دعاني إليه بالسجودِ فعندما / سجدتُ له خابت لديه مقاصدي
ولا لك يا هذا حجابك فلتقم / بعزةِ معبودٍ وذلةِ عابدِ
دُعيتُ فلما جئت أكرَمَ مجلسي / وقال لنا أهلاً بأكرم وارد
ومشيت لما قد جاءني من خطابه / وأطعمني ذوقاً لذيذَ المواعد
دوامُ شهودِ الذاتِ فيه لمن درى / إذا ما ابتلاه الله سمّ الأساود
دعِ الأمر يجري منه لا منك واتئد / تكن في عِداد المحصناتِ الفرائدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025