القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الجَيّاب الغَرْناطي الكل
المجموع : 97
وحسبك أن الروم رامت فشاهت
وحسبك أن الروم رامت فشاهت / سعادة ملك تاه في أمرها العقلُ
فإنك مهما رمت أمرا بلغته / فابعده دانٍ وأصعبه سهلُ
فتعساً لعبد لم يزل متوجها
فتعساً لعبد لم يزل متوجها / يشاهد بالعين البصيرة ما اشتهى
هواه هوى ينهاه عن كل ريبة / ويلحقه بالسابقين أولي النّهى
هداه إلى الحسنى فاشهد مشهداً / يراه أولوا التحقيق سدرة منتهى
هنالك نعم الكنز فاشدد يد الرضا / عليه محقاً كنت أو متشبها
هُبلت أيا محجوب مالك كلّما / تُرى البدر وضاحاً سناه ترى السُّها
هلمّ نصف شوقاً بنا لمحمد / فطوبى لصبّ في هواه تولّها
أحقاً هوى البدر المنير وطالما
أحقاً هوى البدر المنير وطالما / أضاء سناه الباهر الشرق والغربا
أحقاً فقدنا القدوة العلم الذي / غذّانا وربّانا بصيراً بنا طبّا
أحقاً فقدنا غوثنا وصريحنا / إذا ما دعوناه لحادثة لبّى
أحقاً فقدنا بحر علم وحكمة / يفيض علينا علمه لؤلؤاً رطبا
وقصدُك مشكورٌ وعهدُكَ ثابتٌ
وقصدُك مشكورٌ وعهدُكَ ثابتٌ / وفضلُكَ منشور وفعلُكَ مُرتَضَى
ولما أتى العيد السعيد أتيت في
ولما أتى العيد السعيد أتيت في / ضحاه مصلاه وقد عظم الحَفلُ
على قدم المعظام للّه خاشعا / وللأرض لثم لو تحسّ به الرجلُ
فبورك من يوم أغرّ محجّل / يخفف من أصر الذنوب به حمل
أقمت صلاة العيد تهدي وتقتدي / بما سنّ مختار به شرف الرّسل
وعُدت إلى الدار الكريمة راضياً / عن اللّه مرضياً لك القول والفعل
وحولك من أنصار دين محمد / جيوش يحل النصر أينما حلّوا
تألق فيها دارع ومعمّم / تناظر حسناً منهم الخيل والرّجلُ
كماة إذا هبّت رياح اعتزامهم / أثارت سحاب النقع بالدم ينهلّ
يسلّون أرواح العِدا من جسومهم / وشيكاً إذا ماهم صوارمهم سلّوا
فمن دارع في درعه وحسامه / أشعّة نار الحرب أضرمها الصقل
ساقني فأهلاً بالسقاية والساقي
ساقني فأهلاً بالسقاية والساقي / سلافاً بها قام السرور على ساقِ
ولا نُقل إلا من بدائعِ حِكمةٍ / ولا كأس إلا مِن سطور وأوراقِ
فقد أنشأت نشوةً بعد نشوةٍ / تمدُّ بروحانِيّةٍ ذات أذواقِ
فمن خطّها الباهي متاعٌ لناظري / وسمعي وحظُّ الروح من حظّها الباقي
تبصَّر فحكمُ القهوتين تخالفا
تبصَّر فحكمُ القهوتين تخالفا / فكم بين إثباتٍ لعقلٍ وإزهاقِ
وشتّان ما بين المدامين فاعتبر / فكم بينَ إنجاح لسعي وإنفاقِ
فتلك تهادي بين ظُلمٍ وظلمةٍ / وهذي تهادي بين نورٍ وإشراقِ
فضائلك الحسنى عليَّ تواترت
فضائلك الحسنى عليَّ تواترت / بمنهمرٍ من سُحب فكرك غيداق
خزائنُ آداب بعثت بدُرِّها / إليّ ولم تمنن لخشية إنفاق
ولا مثل بكرٍ حرَّةٍ عربيّةٍ / زكية أخلاقٍ كريمة أعراق
فأقسم ما البيضُ الحسانُ تَبرَّجت / تناجيك سرّاً بين وحي وإطراق
قدحت زنادي بالعتاب فهاكها
قدحت زنادي بالعتاب فهاكها / نتيجة فكرٍ فيه أضرمت ناركا
فها هي تُبدي من وجوه جفائها / وتجزي سواءً بالنفار نفاركا
نتيجة آداب وطبع مهذب
نتيجة آداب وطبع مهذب / أطال مداه في البيان وأعرضا
ولا مثل بِكرٍ باكرتني آنفا / كزورة خل بعدما كان أعرضا
هي الروضة الغناء أينع زهرها / تناظر حسناً مُذهباً مفضضا
أو الغادة الحسناء راقت فينقضي / مدى العمر في وصفي لها وما ارتضى
وكم لك عندي قبلها من قصيدة
وكم لك عندي قبلها من قصيدة / أريت بها في رفع قدري اقتداركا
نثرنَ عليّ القولَ مَثنَى وموحداً / وأعلينَ في سمكِ المعالي مناركا
رياضٌ تروقُ الطرفَ والقلبَ بهجةً / فها أنا أجني من رُباها ثماركا
بدورٌ بدت من فوقِ أطواقها على
بدورٌ بدت من فوقِ أطواقها على / رياض شَدت في قضبهان ذات أوراق
يناظر منها الأقحوان ثغورَها / وقَابَلَ منها نرجسٌ حسن أحداق
وناسب منها الوردُ خداً مورداً / سقاه الشبابُ الغضُّ بورك من ساق
وأَلبسنَ من صنعاءَ وشياً منمنما / وَحُلينَ من درٍّ نفائسَ أعلاق
أأصحابَ‍نا يا صاحِبَ الأدباءِ
أأصحابَ‍نا يا صاحِبَ الأدباءِ / ويا نخبة الكُتّابِ والشُّعراءِ
لأعطيتُكُم فَصلَ الخطابِ وَوَصلَهُ / فيعجزُ عنكُم واصلُ بن عَطاءِ
فَمن يَعمرُ الأوقات طُرّاً بِذكرِهِ
فَمن يَعمرُ الأوقات طُرّاً بِذكرِهِ / فليسَ نَصِيبٌ في الهدي كَنَصِيبهِ
ومن كان عنه مُعرِضاً طول دهره / فكيف يرجِّيه شَفيع ذنوبِهِ
أهزلاً وقد جَدَّت بك اللَّمّةُ الشمطا
أهزلاً وقد جَدَّت بك اللَّمّةُ الشمطا / وأمناً وقد ساورتِ يا حيةٌ رَقطا
أغرك طولُ العمرِ في غَيرِ طائلٍ / وسَرَّكَ أن الموتَ في سيره أبطا
رويداً فإنَّ الموتَ أسرعُ وافدٍ / علَى عُمرك الفاني ركائبَهُ حطّا
فإذ ذاتك لا تسطيعُ إدراكَ ما مضى / بحالٍ ولا قبضاً تطيقُ ولا بسطا
تأهّب فقد وافى مشيبُكَ منذراً / وها هو في فَودَيك أحرًفَه خطَّا
فوافقت منه كاتبَ السر واشياً / له القلمُ الأعلى يخطّ بهِ وخطا
معمَّى كتابٍ فكُّه احذر فهذه / سفينةُ هذا العمرِ قاربتِ الشطا
وإن طالما خاضت لك اللجَجَ التي / خبطتَ بها في كلِّ مهلكةٍ خبطا
وما زلتَ في أمواجها متقلباً / فآونة رفعاً وآونة حَطَّا
فقد أوشكت تلقيك في قعرِ حفرةٍ / تشدُّ عليكَ الجانبين بها ضغطا
ولستَ على علم بما أنتَ بعدها / مُلاقٍ أرضواناً من الله أم سخطا
وأعجبُ شيء منك دعواك في النُّهى / وهذا الهوى المردي على العقلِ قد غطى
قسطتَ عن الحقِّ المبين جهالةً / وقد خالفتك النفسُ فادعت القسطا
وطاوعتَ شيطاناً تجيبُ إذا دعا / وتَقبَلُ إن أغوى وتأخذ إن أعطى
تناءى عن الأخرى وقد قربت مدىً / تدانى من الدنيا وقد أزمعت شحطا
وتمنحها حبّاً وفرطَ صبابةٍ / وما منحت إلا القَتَادةَ والخَرطا
فها أنت تهوى وَصلها وهي فاركٌ / وتأمل قرباً من حِماها وقد شطَّا
صراطُ هدىً نكّبتَ عنه عمايةً / ودار رديً أوعيت في سُحتِها سرطا
فما لك إلا السيد الشّافعُ الذي / له فضلُ جاهٍ كل ما يَرتَجِي يعطى
دليلٌ إلى الرحمن فانهج سبيلَهُ / فمن حاد عن نهج الدليلِ فقد أخطأ
محبته شرط القَبولِ فمن خلت / صحيفتُهُ منها فَقَد فَقَدَ الشرطا
وما قُبِلت منه لدى الله قربةً / وما زكت الأعمالُ بل حبطَت حبطا
به الحقُّ وضاحٌ به الإفكُ زاهقٌ / به الفوز مرجوُّ به الذنبُ قد حُطَّا
هو الملجأ الأحمى هو الموئل الذي / به في غدٍ يستشفع المذنبُ الخطَّا
لقد مازَجَت روحي محبَّتُهُ التي / بقلبي خُطَّت قبل أن أعرفَ الخطَّا
إليك ابنَ خيرِ الخلقِ بنتَ بديهةٍ / تُقَبِّلُ تبجيلاً أنامِلَك السُّبطا
وحيدةَ هذا العصر وافت وحيدةً / لتَبسُطَ من شَتى بدائعها بسطا
وتتلوَ آياتِ التشيُّعِ إنَّها / لموثقةٌ عهداً ومحكمةٌ ربطا
لكَ الشرفُ المأثور يا ابنَ محمد / وحسبك أن تُنمَى إلى سبطه سبطا
إلى شرفَي دينٍ وعلمٍ تظاهرا / تبارك من أعطى وبورك في المعطى
ورهطُكَ أهلُ البيتِ بيتش محمدٍ / فأعظم به بيتاً وأكرم بهم رهطا
بعثت بهِ عقداً من الدرِّ فاخراً / وذكرُ رسول الله دُرَّتُهُ الوسطى
وأهديتُ منها للسيادَةِ غادةً / نظمتُ من الدرِّ الثمين بها سِمطا
وحاشيتها من كل شانها فإن / تَجعَّدَ حُوشيٌ تجد لفظها سبطا
وفي الطيبين الطاهرين نظمتُها / فساعَدَها من أجلِ ذلك حُرف الطا
عليك سلامُ الله ما ذَرَّ شارقٌ / وما رددت ورقاءُ في غُصُنٍ لغطا
أيا عَبرة العَينِ امزُجِي الدمعَ بالدَّمِ
أيا عَبرة العَينِ امزُجِي الدمعَ بالدَّمِ / ويَا زَفرة الحُزنِ احكُمِي وتَحَكَّمِي
ويا قلبُ ذُب وجداً وغماً ولوعةً / فإنَّ الأسَى فَرضٌ على كُلِّ مُسلِمِ
ويا سلوَةَ الأيَّامِ لا كنتِ فابعدي / إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
وصِح بأناة الصبر سُحقاً تأخري / وقل لشكاة الحزن أهلاً تقدَّمي
ولِم لا وشمسُ الملك والمجد والهُدى / وفَتَّاح أبواب النَّدى والتكرُّم
ثوَى بين أطباق الثرى رهن غُربة / وحيداً وأصمَته الليالي بأسهم
على مَلِك الإسلام فاسمَح بِزَفرَةٍ / تُساقط درّاً بين فذِّ وتَوأمِ
على عَلَمِ الأعلام والقمر الذي / تجلّى بوجه العصر غُرَّة أدهمِ
على أوحَدِ الأملاك غير منازع / أصالة أعراق وفضل تقدُّمِ
ومَن مثل إسماعيل نورٌ لمُهتَدٍ / وبُشرى لكروبٍ وعفوٌ لمُجرمِ
ومن مثلُ إسماعيل للبأس والندى / لإصراخِ مذعورٍ وإغناء مُعدمٍ
ومن مثلُ إسماعيل للحرب يجتَني / به الفتحُ من غَرس القَنَا المُتَحَطِّمِ
ومن مثل إسماعيل سَهُمُ سعادةٍ / أصاب به الإسلام شاكلة الدم
شهيدٌ سعيدٌ صبّحته شهادة / تبوأ منها في الخلود التنعمِ
أتت وغُبار الغَزو طيّ ثيابه / ظهيرُ أمانٍ من دخان جَهَنَّمِ
فتباً لدارٍ لا يدوم نعيمُها / فما عُرسُها إلا طليعةُ مأتَمِ
ولا أنسُها إلا رهينٌ بوَحشَةِ / ولا شَهدُها إلا مشُوبٌ بعلقمِ
فيا من يرى الدنيا مُجاجة نَحلَةٍ / ألا فاعتبرها فهي نَبتَة أرقَمِ
فمن شام منها اليوم برق تبسُّم / ففي الغد تلقاه بوجه جهنَّم
فضاحكُها باكٍ وجَذلانُها شجٍ / وطالعُها هاوٍ ومُبصرها عَمِ
وسرّاؤها تفنى وضرّاؤها معاً / فكلتاهما طيفُ الخيالِ المُسَلَّمِ
سَطَت بملوك الأرض من بعد آدم / تُبَدِّدُ منهم كلَّ شَملٍ مُنظم
فكم من قصير قصَّرت شأو عُمره / فخر صريعاً لليَدين وللفمِ
وكم كسرت كِسرى وفضّت جيوشه / فلم تحمِهِ منها كتائبُ رستُم
ولو أنها ترعى إمام هداية / لأعفَت علياً من حُسام ابن مُلجَمِ
وما قَتلت عثمان في جَوف داره / فقدس من مُستَسلم ومُسلّمِ
وما أمكَنَت فيروز من عُمر الرِّضى / فهدَّت من الإسلامِ أرفع مَعلمِ
أبى الله إلاَّ أن تكون اليدُ العليا
أبى الله إلاَّ أن تكون اليدُ العليا / لأندلس من غير شَرطٍ ولا ثُنيا
وإن هي عضّتها بِنَوبِ نوائبٍ / فصيرتِ الشَّهدَ المُشورَ بها شريا
فما عدمت أهل البلاغة والحجى / يقيمون فيها الرسمَ للدين والدنيا
إذا خطبوا قاموا بكلِّ ليغةٍ / تجلّي القلوبَ الغلفَ والأعينَ العميا
وإن شعروا جاءوا بكلِّ غريبةٍ / تخالُ النجومَ النيراتِ لها حَليا
فأسألُ في الدنيا من الله سَترهُ / علينا وفي الأخرى إذا حانتِ اللقيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025