القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 152
إلى أشكو أنني منه في ريب
إلى أشكو أنني منه في ريب / تمكن مني في شبابي وفي شيبي
إذا كان هذا فيّ عيباً يشينني / فإني بإقراري أدل على عيبي
وما رابني فيه الشهادة وحدها / ولكنما ريب الشهادة والغيب
تباين أهل الشرق والغرب في النهى
تباين أهل الشرق والغرب في النهى / و الدين أيا كان والعلم والكسب
ففي الشرقي لا يحظى أخو العقل بالغنى / وفي الغرب لا يرضى أخو العلم بالرب
وبين الحجا والمال في الشرق خلفة / كما يتنافى العلم والدين في الغرب
تبوأ عرشاً في السموات ديان
تبوأ عرشاً في السموات ديان / فناصبه فيها العداوات شيطان
ووسوس للأقوام أن يكفروا به / فكان له منهم هنالك إذعان
فذاع على استحواذه الكفر في الورى / وقل برب الناس للناس إيمان
وجوهر بالإلحاد في كل بقعة / وأعلن في الاصقاع لِلّه عصيان
وقد بسط الشيطان في الأرض حكمه / ولم يبق للديان حول وسلطان
ألم فعم الكفر في عصرنا الورى / ولم يبق بالديان يؤمن إنسان
فما بقيت تنهاه نار جهنم / ولا لبثت تغريه حور وغلمان
فغاظ الذي قد جاء إبليس ربنا / بأعلى عرشه وهو حردان
وما كان ظني أن / فيخلو للشيطان في الملك ميدان
لقد ظل هذا اللَه يعبد أدهرا / وقد كان قبل اللَه تعبد أوثان
فما زال ينمو الشر في كل جانب / ويزداد بين الناس ظلم وعدوان
مضى أن يعيش المرء في ظل دينه / فيغضبه حق ويرضيه بطلان
ونحن بعصر ليس يعتقد الورى / بآلهة إلا إذا قام برهان
وما المرء إلا كالنبات فبينما / ترى عوده غضاً إذا هو صوحان
وما فتئت تأتي الطبيعة فعلها / فتنشأ أكوان وتخرب أكوان
وما من حياة للفتى غير هذه / فليس له يوماً إذا مات رجعان
وأن نصيب الملحدين للذة / وأن نصيب المؤمنين لحرمان
بكل مقام وقفة لك تبهت
بكل مقام وقفة لك تبهت / فعقلك ينفي اللَه والقلب يثبت
وما كل مرء للحقيقة قائل / ولا كل مرء للحقيقة ينصت
ولا تحسبني قد تزندقت عامداً
ولا تحسبني قد تزندقت عامداً / لأحرز مكثاً في جهنم خالدا
ولكنني لم أقتنع بكلامهم / فأصبحت من جراء ذلك جاحدا
أتى العلم يسعى شاحذاً لسلاحه
أتى العلم يسعى شاحذاً لسلاحه / إلى الأرض بعد الدين فهو يحاربه
وقد كان في الماضي له الدين غالباً / ولكن في المستقبل العلم غالبه
وما بالذي قد دان باللَه من عمى
وما بالذي قد دان باللَه من عمى / ولكنما حب السلامة يعميه
ولا يتحرى المرء ديناً لنفسه / ولكنه يأبى معارضة فيه
وما المرء في محياه إلا كآلة
وما المرء في محياه إلا كآلة / بأيدي الذي منه الضلالة والرشد
فما يصنع العبد الذي ليس شائياً / إذا شاء رب العبد أن يكفر العبد
تمتع بلذات الحياة فإنها
تمتع بلذات الحياة فإنها / إذا ما انقضت يوماً فليس لها بقيا
وليس لإنسان حياة سوى التي / يعيش بها الإنسان في هذه الدنيا
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا / وموسى وعيسى ثم جاء محمد
وقد كان قبل الأنبياء وبعدهم / بكل مكان ذو يقين وملحد
ترى هل إذا متنا تظل نفوسنا
ترى هل إذا متنا تظل نفوسنا / تعيش بهذا الجو أم نحن كالعشب
نحس بنور الشمس حيناً وبعده / نحور حطاما لا يحس إلى الترب
علمت بأن اللَه ربى قد استوى
علمت بأن اللَه ربى قد استوى / على عرشه ينهى هناك ويأمر
ولكنني ما ان علمت لساعتي / هل العرش أم ربي على العرش أكبر
يسبح في عرض السماء وطولها
يسبح في عرض السماء وطولها / ملائكة لِلّه غير ميامين
وفي الأرض انس ثم في الأرض جنة / وفيها عفاريت وفيها شياطين
وأكثر من في الأرض يعصون ربهم / أولئك في الأخرى عذابهم الهون
لقد كفروا بِاللَه جل جلاله / بإغراء إبليس وإبليس ملعون
وإبليس لا يأتي سوى ما أراده / لهم ربهم ذاك الذي دينه دين
إليك إلهي في بكاء أجيده
إليك إلهي في بكاء أجيده / قصيداً إذا ما نابني الخطب أضرع
إليك بداجي الليل في البحر إن طغى / إليك إذا ما ريع قلبي أفزع
عبدتك ما أدرى ولا أحد درى / أسرك أم صدر الطبيعة أوسع
قرأت اسمك المحمود في الليل والضحى / إذ الشمس تستخفي إذ الشمس تطلع
فحققت أن الكون باللَه قائم / وأيقنت أن اللَه للكون مبدع
وأنك معنى والخليقة لفظه / وأنك حسن والطبيعة برقع
أيذكرك الإنسان في العسر جائعاً / وينساك عند اليسر إذ هو يشبع
تعاليت أنت اللَه مقتدراً فما / يضرك نسيان ولا الذكر ينفع
يعد اضطهاد المنكرين ديانة
يعد اضطهاد المنكرين ديانة / فإن جئت لوما قيل لي أنت ملحد
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا / وموسى وعيسى ثم جاء محمد
وقد كان قبل الأنبياء وبعدهم / بكل مكان مشرك وموحد
وفي الناس من يقفوا اعتقاداً بخالق / وفي الناس من ينفي ومن يتردد
إني غير مختار وفارق مضطرا
إني غير مختار وفارق مضطرا / ولم يك لما عاش في نفسه حرا
وهل جعلوا منه الدماغ برأيه / ليقبل ديناً أو ليجتنب الكفرا
ولو أنه اسطاع الكلام بقبره / لقال اتركوني إنني أحمد القبرا
له قد حلا الموت الذي قد حماه من / أذاه على عهد الحياة الذي مرا
لقد قدم الدنيا بغير اختياره / وسافر منغير اختيار إلى الأخرى
أمالك يوم الدين كن راحم به / فإن الذي قد جاءه جاءه قسرا
سل العبد عما جاء قبل جزائه / لعل له عذراً لعل له عذرا
فأنت الذي بالخير كنت أمرته / وأنت الذي قدرت أن يعصى الأمرا
ترأف ولا تقذف بنار جهنم / فتى غير مسطيع على حرها صبرا
لقد طال ليل المؤمن القانع الذي / ثوى في ظلام القبر ينتظر الفجرا
يؤمل بعد الموت عود حياته / فقد وعدوه بعد طي له نشرا
أيحيا أمرؤ في القبر ميتاً وإنما / يموت الذي يحيا إذا سكن القبرا
وكل امرئٍ يدرى شؤون حياته / وأما الذي بعدَ الحياة فلا يُدرى
وكم غاصبٍ مال اليتامى مبكر / لأجل صلاة الصبح يرجو بها الأجرا
سرى في ظلام الليل يطلب جاره / ليسرق ما يقنو فسبحان من أسرى
يصلى جهاراً في بياض نهاره / ويسرق مال الناس في ليله سرا
أيُلقى رنان في الجحيم وبخنر / وداروين من عن أصلنا كشف السترا
مخلدة أرواحهم وجسومهم / هناك يقاسون المهانة والحرّا
إذا نضجت بالنار فيها جلودهم / حباهم جلوداً قهر بارئهم أخرى
ويحظى عماد الدين منا بجنة / وكان الذي قد جاءه كله نكرا
فقد بزّ أموالاً لسفيان واعتدى / على صادق واغتال من خبثه عمرا
تذكر قبل الموت أفعاله نعم / وتاب عماد الدين لو تنفع الذكرى
أليس عماد الدين هذا الذي عدا / على الناس بالنيران لو أنصفوا أحرى
يمر على ظهر الصلاة وقد حكى / حساماً على كبش يريد به عبرا
صراط طويل دقَّ كالشعر متنه / وتحت الصراط النار قد سُعرت سَعرا
فيا عابراً فوق الصراط أخاف أن / يزجَّك هدا الكبش في الهوة الكبرى
رويدك يا هذا فإن الذي به / تكلمتَ لا يُرضى الديانة والعصرا
ألم تدر أن الناس في عصرنا الذي / نعيش به بالدين قد نوَّروا الفكرا
تفكَّر قليلا في مقال ذكرتَه / فذلك فوق الكفر إن لم يكن كفرا
جهلت اختيار اللَه فهو معذَّب / لبعض ومعطى البعض من فضله أجرا
ألا فاعتقد ما شئت إنا عصابة / ترى عن سماع الكفر في أذننا وقرا
وإن لنا بالدين في الناس سؤددا / وإن لنا بالدين بين الورى فخرا
وما أمة إلا تدين بصانعٍ / يُقر بذا من للشعوب قد استقرى
رضينا بدين اللَه ديناً وإنما / عبدناه أعصاراً ولم نعبد الدهرا
رأيت فتاة في الطريق جميلة / تسدد من ألحاظها نظراً شزرا
وقد كشفت عن وجهها من نقابها / فخيل لي أني به ناظر بدرا
على حين كان الناس في صلواتهم / يؤدونها والملتقى خالياً صفرا
أأنت الذي بالزعم تذكر أننا / إذا ماردينا لم نعد مرة أخرى
فتنكر بعث الناس من بعد موتهم / وتجحد في أقوالك الحشر والنشرا
فقلت لها يا هذه ما قد يدلنا / على أن للأموات بعد البلى حشرا
فليس لنا في العلم ما قد يدلُّنا / على أن للانسان بعد البلى حشرا
فقالت وقد حز الكلام فؤادها / بحزن ألا أقطع ما تريد له ذكرا
فلو لم تكن دار يجازى بها الفتى / تساوى إذن من يفعل الخير والشرا
فلما سمعت القول أسبلت أدمعا / جرت فسقت خدي وجيدي والنحرا
ندمت على ما كنت فرطت قبلذا / بسوء اعتقاد لي إلى الكفر قد جرا
لقد قلت قولاً باطلاً بجهالة / والحدت فاللهم يا خالقي غفرا
فقد تبت عما كنت معتقداً له / فإن لم تتب ربي على فوا خسرا
شهدت بأن اللَه ربي واحد / تنزه عن عيب يشين له قدرا
بستة أيام برا الخلق كله / وفي سابع الأيام في عرشه قرَّا
إذا شاء أمراً قال كن فيكون لا / يرى أبداً في خلق ما شاءه عُسرا
أزاغنيَ الشيطان عن منهج الهدى / وكان يميني فانحرفت إلى اليسرى
ولَم يشجني شيءٌ كمنظر غادةٍ / قَد اِغتال كفُّ الظلم حاميها غدرا
فَباتَت تناجي همها كحمامة / تَنوح بداجي اللَيل من كبدٍ حرَّى
أَضاعَت نهاراً إلفَها فتبجست / تجدّ بترداد الهديل له ذكرا
وأمٍّ أراها الحيفُ قتل وحيدها / فظلت من الأحزان كاسفة حسرى
وقامت إلى شاوٍ له متمزّع / تخمش منها الوجه أو تلدِم الصدرا
فلفته في أكفان خزّ جديدة / ووارته في قبر ولازمت القبرا
ولو لم يكن مِلحاً أجاجاً دموعها / لأَنبت من تسكابها القبر واخضرا
مفجعة ليست بغير حِمامها / تلاقي مع العسر الذي مضها يسرا
عجوز أبت أن تسكن الدار إنها / رأت دارها من بعد واحدها قَفرا
نظرت إلى الشِعرى بليلٍ فهاجني / تلألؤُها حتى نظمت بها شعرا
فكان مضيئاً في معانيد مثلها / فقلت كذا فليحسن الشعر في الشِعرى
أتيت به سهلاً يلذُّ سماعه / ولم أقتحم في نظمه مسلكا وعرا
وكيف ترى لا يَعتلي نظم شاعر / رأى أنجم الجوزاء في جوِّه نثرا
كأن الثريا كف خود تزينت / خواتيمها بالدر ما أحسن الدرا
عَلى الجانب الغَربيِّ أَبصر كوكباً / له ذنبٌ من فضة أُشربت تبرا
كَما قَد تمشت غادة فلكية / فأبقت بِعالي الجو من خلفها إِثرا
كأن عَلى وجه السماء الَّذي صفا / يداً بمداد النور قد كتبت سطرا
جرت تبتغي شمس النهار كأنها / تبلَّغها أمراً فما ألطف المجرى
تطوف حوالي كعبة الشمس دورة / وترجع أدراجاً إلى حيث لا يدرى
وللناس فيما قد علمت مآرب
وللناس فيما قد علمت مآرب / قد اختلفت فيهم كما اختلف الخلق
فمن طالب دنيا وذاك هو الحجى / ومن طالب دينا وذاك هو الحق
بكيت ولكن لا بكاء الغمائم
بكيت ولكن لا بكاء الغمائم / ونحتُ ولكن لا نواح الحمائمِ
فإن بكائي عن هوىً متحكمٍ / وإن نواحي عن غرامٍ ملازم
وما لغما ماطر عين مغرم / وما لحمام هادر قلب هائم
وهل ينفع الباكين شجوا بكاؤهم / إذا لم يصادف في الهوى قلب راحم
وكيف أخاف الدهر أو أرهب الردى / وقد لذت من صرف الزمان بعاصم
ولما سعى الساعون أن نهجر الوغى
ولما سعى الساعون أن نهجر الوغى / ونمنح للمغلوب من فضلنا مهلا
عقدنا مع اليونان للحرب هدنةً / على طلب منهم فكانوا اليد السفلى
هو النصر مقروناً به العزُّ لم تزل / بألسنة الأيام آياته تُتلى
أقول لمن قد بات يجهل مجدنا / سل السيف عنا والفتوَّة والنُبلا
لسلطاننا عبد الحميد سياسة / طريقتها في المعضلات هي المثلى
سللت لنصر الدين سيفَ عزيمة / فللتَ به ما لم يكن فلُّه سهلا
فجّهزت جيشاً للجهاد عرمرما / قهرت به ذاك العدو الذي ولّى
نُهنِّيك بالفتح المبين الذي به / تسامى منار للشريعة واستعلى
أفي كل يوم رحلة وتغرب
أفي كل يوم رحلة وتغرب / وسعيٌ لإدراك المعيشة متعبُ
نفوس طغت في غيّها فتسارعت / الى الشر أعمالها الهوى والتعصب
وماليَ ذنب عندهم غير أنني / ذهبت إلى ما ليس غيريَ يذهب
إذا كان نصر العلم ذنباً معاقبا / عليهِ فإني أشهد اللَه مذنب
وكم باسم منهم إذا كان حاضراً / ولكن متى ما غالب عنك يُقطّب
صفا منه لما خاف بأسك محضر / ولم يصف منه سرُّه والمغيّب
لقد نسبوني للضلال لأنني / مخالفهم فيما أقول وأكتب
ولو أنني شايعتهم في جهالةٍ / لكنت إلى الإحسان والرشد أُنسب
وقالوا أتيت الكذب قلت بل الذي / يحضّ على الأوهام للكذب أقرب
إذا كان من قد وافق الحقّ كاذباً / فإن الذي قد خالف الحقّ أكذب
أبى اللَه أن أنسى ربوعاً كريمة / قضيت بها عهد الصبا وهو طيّب
هي الدار ناطت بي حبالاً من الهوى / تجرُّ بها قلبي الشجيَّ وتجذب
رعى اللَه عهداً بالرصافة قد مضى / ولكنه عن خاطري ليس يغرب
ألا ليت شعري هل أرانيَ راجعاً / إليها وهل من ماء دجلة أشرب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025