المجموع : 306
ألا يا أمير المؤمنين الذي به
ألا يا أمير المؤمنين الذي به / أفُلُّ الرَّزايا جحفلاً بعد جحفل
وكنتُ متى استصرختُهُ لملمَّةٍ / حماني فأغنى عن سِنانٍ ومنصُل
جعلتك في أمري عصاماً ولم تزلْ / عصاميَ من بعد الاِله وموئلي
أغثني أغثني عاجلاً غير آجلٍ / باِخراس مجموعِ المخازي قرنفل
اُلِينَ لداود الحديدُ كرامةً
اُلِينَ لداود الحديدُ كرامةً / يقدِّر منه السَّرد كيف يريد
ولانَ لكَ المرجانُ وهو حجارةٌ / ومعطفهُ صعبٌ المرامِ شديد
وبالكوفةِ الفيحاء فارسُ بُهْمَةٍ
وبالكوفةِ الفيحاء فارسُ بُهْمَةٍ / يكرُّ اذا ما الخيلُ حادتْ وولَّت
تُخبِّرُ ضيِفانُ الشتاءِ بجودهِ / اذا الجرن من عصف الشمال اضمحلَّت
أبو الفارس الحامي حقيقةَ حَرْبه / اذا ما المنايا أدركتْ وأظلَّتِ
تُبكِّي نجيعاً من دمِ العامِ بيضهُ / وقد ضحكت عُجباً به حين سُلَّتِ
كأنَّ حسام الدين وسْميُّ ديمةٍ / تُفيدُ ربيع العامِ حيث استهلَّتِ
فتىً لا يحلُّ الدهر عقدَ وداده / إذا أنفسُ الخلصان خانت وملَّتِ
هنيئاً لك الأيامُ طُراً ففخرها
هنيئاً لك الأيامُ طُراً ففخرها / بقاؤكَ فيها للصيامِ وللفِطْرِ
ولا زلتَ محمود المساعي ومُنْجِح ال / مباغي ومحسودَ المناقبِ والفخْرِ
تخاف سلطاك البيض وهي صوارمٌ / ويحسد جدواكَ الغمامُ مع القطر
فانك اِما صرَّح الجدبُ والرَّدى / هزمتهما بالجود منكَ وبالنَّصرِ
إذا ما بهاءُ الدين شدَّ عليهما / غدا العزُّ والنَّعماء بالخوف والفقر
فأضحى طريد الأرض ذا قعسريةٍ / من العز والمُقوي الضَّريكُ أخا دثر
فتىً ألَّف العلياء وهي شواردٌ / فأحرزَها بين المكاسبِ والنَّجْرِ
فللسَّعي نشر كالخمائل في الدجى / وكم تكلَّفتُه حملاً فلم اُطِقِ
وعند أبي الفضل الجواد أخي الندى / زوائدُ شتى من خلائقهِ الزُّهْر
أناةٌ واِقدامٌ ولِينٌ وشِدَّةٌ / وعونٌ على الأيام في العسر واليسر
يتيه الخميس المجر بابن مُهلهلٍ
يتيه الخميس المجر بابن مُهلهلٍ / ونفس حسام الدين من بأسه مجْر
وتعبس جُرْدُ الخيل تحت عجاجه / فيطربُها منهُ السعادةُ والنَّصرُ
فتىً علَّم السُّمر الذوابل والظبى / بسالتَهُ حتى شكى الهامُ والنَّحْر
اذا أوقد النارين بالصبح والدجى / تباشر بالخِصب المَعاديمُ والنَّسر
تركتُ عليه شُرَّداً من مدائحي / تَسرُّ المعالي حين يُنشَدُها بدْرُ
اذا موسمٌ زان الزمانَ ورودُهُ
اذا موسمٌ زان الزمانَ ورودُهُ / فانَّ بهاء الدين زينُ المواسِمِ
وشيكُ القِرى لا يخمد القرُّ ناره / ولا يحبسُ المعروف خُلْف الغمائم
تلاقيه من جْدواه في زيِّ ديمةٍ / دلوحٍ وعند البأس في زيِّ صارمِ
فيفني ويغني حدُّه وانسكابهُ / اذا شدَّ في ضرب الطُّلى والمكارمِ
فلا ضربِ اِلا الهبرُ في قِمَم العدى / ولا جودَ الا ساجمٌ اِثرَ ساجمِ
تُشدُّ حُباهُ في رجيبِ نديِّه / إِلى ليِّنِ الأعطاف صُلْب المعاجمِ
يُصرفِّه ندْمانهُ يوم سلْمهِ / وترهبُهُ الأبطالُ يوم المَلاحمِ
فعاش أبو الفضل الهُمامُ مظفَّراً / تقادُ المباغي نحوهُ بالخزائمِ
اذا ما نضا عيداً تقمَّص مثلهُ / مُطاعاً فأقْصى غائبٍ مثلُ قادمِ
هنيئاً لأيام الزمانِ حَلاَلِها ال
هنيئاً لأيام الزمانِ حَلاَلِها ال / مُباحِ مداهُ والتِقاءِ المُحرَّمِ
بقاؤكَ مَضَّاءَ العزائم نافذَ الأوا / مِرِ ذِمْراً في النَّدى والتقدُّمِ
تفوقُ نوالَ المُعْصراتِ عطيَّةً / وتفضلُ حدَّ المشرفيِّ المُصمِّمِ
ويرجى بنانٌ منك في السلم والوغى / فيهمي وشيكاً بالنَّوالِ وبالدَّمِ
تُقى عضد الدين الهُمام كجودهِ / مدى الدهر لا يختصُّ منه بموسم
فما رجبٌ في النُّسك منه بزائدٍ / ولا المحلُ يهديه طريق التكرُّمِ
ولكنَّهُ للّهِ في كل حالَةٍ / مطيعٌ ومُعطٍ كل مُثْرٍ ومُعدم
بقيتَ بهاء الدينِ ما وضح الضحى
بقيتَ بهاء الدينِ ما وضح الضحى / وما غردت فوق الغصون السواجعُ
وما أنشأت ريحُ الجنوب سحابةً / ومدَّ أتيٌّ بالمذانبِ دافِعُ
لثروةِ مِعْدامٍ ونُصْرة خائفٍ / وزيْنِ نديٍّ أتْمكَتْهُ المجامعُ
فنِعم مُناخُ الطَّارقينَ عشيَّةً / اذا أخمدتْ نار اليَفاع الزعازعُ
يوَدُّ الكثيفُ الجونُ جاد مسفُّه / نداكَ ولم تُنْصبْ اليه الذرائعُ
وتخشى الخفاف البيض بأسك والقنا / اِذ الذمر نِكس والمشيَّعُ كانِعُ
أراك أبا الفضلين لا الفَضلِ وحده / فعلمك فيَّاضٌ وجودكَ واسعُ
هزيمان منك الفقرُ والجبر حجةً / وجوداً فسهْلٌ مستريحٌ وناصعُ
فلا الجودُ اِلا والتبرُّعُ جلُّهُ / ولا قطْعَ اِلا والمُجادلُ بارعُ
يُقرِّبُ منه عزمهُ كلَّ نازحٍ / فتدنو له الآرابُ وهي شواسِعُ
اذا شطَّ مأثور الأماني وأصبحتْ / شماليلُهُ في الأمرِ وهي طوالعُ
نَضا للمباغي صارماً من نَفاذهِ / تودُّ مضاهُ المُرهفاتُ القواطِعُ
فهُنِّئَتِ الأعياد منه بمثلها / مواسمهُ في الخير عوجٌ رَواجعُ
يرشُّ كثيفُ الدجْن حيناً وتارةً
يرشُّ كثيفُ الدجْن حيناً وتارةً / له ساكبٌ من رائق الماء هاطلُ
ويفضل جَوْدَ السحب جُودُ محمدٍ / فكلُّ ندى كفَّيْه سَحٌّ ووابلُ
اذا ما انتدى فالشامخ الطودُ راسخٌ / وفي العزم مَضَّاءُ الغِرارين قاصل
حوى عضد الدين العُلى عن وراثةٍ / وسعي فأمسى وهو في المجد كامل
فأدركَ مسعى قوْمه وهو غايةٌ / وزادَ بما لم يستطعهُ الأوائلُ
يطيب ويذكو من أحاديثِ مجده / ونشر معاليهِ الضُّحى والأصائلُ
ويهتزُّ للمعروفِ حتى كأنهُ / صفيحةُ نصلٍ أخلصتها الصَّياقل
وَسائِلُ باغي جوده مُستريحةٌ / وناصبةٌ أفكارُه والعواذلُ
ويُضعف أدنى العار محملَ عرضه / ولكن لاِعْباءِ المكارمِ حاملُ
فتىً حِلْيتاه في وغاهُ وسلْمهِ / لعافيهِ والأعداءِ بأسٌ ونائلُ
تُغنَّى طِلاحُ الخامسات بمدحهِ / فيُطوى سحيقٌ نازحٌ ومَناهلُ
اذا القرَبُ القَسْقاس أذكى كبودها / إِلى شَبِمٍ اِعراضُها عنهُ قاتلُ
طوتْهُ مِراحاً بالحديثِ كأنما / على كلِّ لفظٍ موردٌ وخمائلُ
فلا الغمرُ جذَّابٌ ولا الظل خادع / ولا الوعرُ نكَّابٌ ولا الخرق هائلُ
على ثقةٍ أنَّ المُناخَ بمخْصِبٍ / يعيش به ركبٌ وتُحمى رواحلُ
اذا صرَّم النَّحض السُّرى فنعيمهُ / مريءٌ به يُثْني سَنامٌ وكاهِلُ
يوطنه خصب المحل ابنُ هِمَّةٍ / منازلُهُ للمعْتَفينَ مَنازلُ
جمالُ الورى حامي الحمى باذل الندى / وشيك القرى والعام أغبر ماحِل
بطيءُ عقابِ الذَّنب لكن بنصره / وبالجودِ للمستصرخين مُعاجِلُ
فهُنِّيَ بالعيدِ الذي كلُّ فخرهِ / عُلاهُ وغُرَّانُ المساعي دلائلُ
أقولُ وقد طابَ النسيم بمدرجي
أقولُ وقد طابَ النسيم بمدرجي / وزاد مراح العيس وامْتعج الركبُ
ومادتْ بأعطافِ المداليج نشوةٌ / مُرَنِّحةٌ حتى كأنهمُ شَرْبُ
روَيْدكم لا تحسبوها خميلةً / يُشبُّ على أكنافها المنْدل الرطْبُ
ولكنْ حديثٌ من علي بن أحمد / تُحلَّى بذكراهُ المَقاولُ والكتبُ
تأرج في النادي فطارتْ به الصَّبا / مطيَّةُ صدقٍ لا تكلُّ ولا تكبو
أبي الفضل قاري الضيف في كل أزمة / وحامي حريم الجار أسلمهُ الصحبُ
وموسعُ خِصْب المُسنتين بجوده / وقد أخْلَفتْهم عند أنوائها السُّحبُ
يشيمون برق البِشْر من قسماته / فيُعْقبهم منه التبوُّجُ والسّكْبُ
اذا ضاقت الدُّنيا عليهم خصاصةً / فنائلهُ رحْبٌ ومنزلهُ رحْبُ
ثناؤهم حصنٌ منيعٌ لعِرْضهِ / من الذَّمِّ لكن مالُهُ لهمُ نَهْبُ
فعاش بهاءُ الدين يُرْجى ويتقَّى / يذاد به عن أرضنا الخطب والجدب
وهُنِّيءَ شهرُ الصوم منه بشامخٍ / مُنيفٍ وعضبٍ لا يكلُّ ولا ينبو
يودُّ المُسفُّ الجون تحمله الصبا
يودُّ المُسفُّ الجون تحمله الصبا / سرى موهِناً والليلُ كالبحر ماتع
نشاصُ الثُّريَّا ديمةٌ بعد ديمةٍ / يُعيد ويبدي فهو ما شئتَ هامعُ
له زجلٌ من رعْده فكأنَّهُ / طُبولُ ملوكٍ أعلنتها الوقائعُ
نوالَ بهاءِ الدين في كل أزْمَةٍ / اذا غاربٌ أخوى وأخلفَ طالعُ
فتى الخير أمَّا مالُه فهو باذلٌ / وَهوبٌ وأما جارهُ فهو مانعُ
سبوقٌ إِلى الغايات في كل مفخرٍ / يلينُ له وَعْرٌ ويقربُ شاسعُ
اذا مِرجَمُ العلياءِ حاول شوطهُ / غدا وهو موهونٌ من البُهر ظالعُ
منيفٌ من الأطواد في حال سلمه / وفي الحرب مصقول الغرارين قاطع
نماهُ إِلى عليائه كلُّ راجِحٍ / مُشارٍ اذا التفَّتْ عليه المجامعُ
فجاء أَبو الفضلِ المُبرَّز فارعاً / قِنانَ معالي قومهِ وهو يافعُ
يفِرُّ ظلامُ الليل من قسماتهِ / وتخشى ظُباهُ الذابلات الشوارعُ
ويفضُلُ آمالَ العُفاةِ كهاطِلٍ / تضيقُ الفَلا عن صوبه وهو واسعُ
فلا زلْتم آل المُظفَّرِ للنَّدى / وللبأس ما حَلَّ الأراكةَ ساجعُ
تُطيعكمُ الأيامُ وهي عَصيَّةٌ / وتَعْدوكم أحداثُهنَّ الروائعُ
أبى اللّهُ أن تمسي همومي صواحبي
أبى اللّهُ أن تمسي همومي صواحبي / ويُجهل فضلي وهو في الأرض سائرُ
وأنْ تلحظ الأعداءُ مني خصاصةً / لها من اِبائي والتَّصوُّن ساتِرُ
وبالقصر من حجْر الخلافة ضيغمٌ / نطوقٌ وبحرٌ من بني الصيد زاخرُ
فما عضدُ الدين الجوادُ بحارِمٍ / ولا خاذلٍ اِن عزَّ مُجْدٍ وناصرُ
وشيك القِرى والنصر يحسد بأسه / وجدواهُ أطرافُ القَنا والمواطِرُ
اذا خاض حرباً فهي سِلْمٌ لبأسه / واِن حلَّ جدباً فهو أخضرُ ناضرُ
وفي حكمه عند الرعيَّةِ عادلٌ / ولكنهُ بالجودِ في المالِ جائِرُ
هنيءُ الندى لا يحبس العذرُ جوده / ولكنهُ تَمْري نداهُ المَعاذِرُ
ولا يشفعُ الجودَ الجزيلَ بمنِّه / ولكن لباغي جود كفَّيهِ شاكرُ
اذا اخروَّط السير العنيف براكبٍ / دياجيرهُ عَرَّاقةٌ والهَواجِرُ
وبَزَّ الكَرى والأمن اِدمان سيره / نهاراً وليلاً فهو خشيانُ ساهِرُ
تطيرُ به الوجناءُ حتى اذا وَنَتْ / فسائقُها التَّأميلُ والعزمُ زاجِرُ
طوى الورد سلسالا وأصبح معرضاً / عن الثَّعْدِ جادتهُ الصبا والبواكرُ
فلا مَعْلقٌ اِلا أنابيشُ مِحْدَجٍ / ولا بللٌ اِلا المسيحُ الجُراجِرُ
يرومُ كريماً يوسعُ البثَّ مسمعاً / ويمسي على اللأواء وهو مُظاهرُ
فلا منْزلٌ اِلا فِناءُ مُحمَّدٍ / ولا كافلٌ بالجودِ اِلا العُراعِرُ
مقامٌ يُعيدُ الضرب بالجود حادراً / ويصبح نضو العيس عذافرُ
فِناءُ سَموحٍ والغَوادي بخيلَةٌ / وحامي حمى من أسلمتهُ العشائرُ
وواقفُ ما تحوي يداه على الندى / يقِرُّ له بالفضل بادٍ وحاضِرُ
نُمَتْهُ بهاليلُ العُلى ومعاقِل ال / نُّهى والسَّراةُ الماجدون العراعرُ
حوى المجد منهم لا حقٌ بعد سابقٍ / اذا كابرٌ منهم ثوى قامَ كابِرُ
فجاؤا به غمْرَ السَّجايا كأنَّهُ / على بأسه المرهوب زَوْلٌ مُعاقرُ
تطيشُ الرواسي حولهُ وهو ثابتٌ / وتكبو السواري وهو في العزم طائرُ
ويكسِرُ أبْطال الخميسِ وانهُ / لكسرِ مَعاديمِ الرجالِ لَجابِرُ
فهُنِّيء شهر الصوم منه بناسكٍ / حليف التُّقى ما أنبت العشب ماطرُ
تَودُّ القوافي لو جُلينَ بمقولي / واِن أعربتْ عن فضلهنَّ الدفاترُ
فتزدادُ حُسْناً بالبيان ولم يزلْ / بحسب قوى الفرسان تجري الضوامر
حببتُكمُ قبل الأيادي وقبلَ ما / همى ليَ رجّافٌ من الجود هامرُ
فكيف وأنتُم لي على الدهر نجدةٌ / أطارِدهُ من بأسكم وأغامِرُ
تودُّ سيوفُ الهند في سورة الوغى
تودُّ سيوفُ الهند في سورة الوغى / وقد أخلصتها للضرابِ الصَّياقلُ
تُهزُّ بأيدي الدَّارعينَ كأنَّها / وميض بُروقٍ أجَّجتْها الحوافلُ
اذا لمعتْ في دجْنِ كل عجاجَةٍ / همى ساكبٌ من طائح الهام هاطلُ
شَبا عضد الدين الكريمِ وعزمَه / اذا خامَ للخطب الجريءُ المباسلُ
فتى الجودِ والبأس الميب لِقاؤهُ / اذا صرَّح الشَّرانِ روعٌ وماحِلُ
فيهزمُ بأس الحرب حزمٌ ونجدةٌ / ويطرد شرَّ المحْلِ فضلٌ ونائلُ
مريرُ القوى أما حِماهُ فمانعٌ / مُعِزٌّ وأما نصرهُ فهو باذِلُ
هو الوارثُ العلياءَ عن كل كابرٍ / مُطاعٍ ومَسْعاهُ مُبِرٌّ وفاضلُ
فهُنِّيَ دهرٌ عيدهُ بعضُ عامِهِ / بدولتهِ ما أنبت العُشْبَ وابِلُ
اُعيذُ يداً وقفاً على البأس والندى
اُعيذُ يداً وقفاً على البأس والندى / تسحُّهما في مُستجيرٍ ومُعْدمِ
بألْطافِ ربِّ العرش من كل حادث / وشاملِ حِفْظِ اللّهِ من كل مؤلم
تعوَّدَتِ الجودَ العميمَ بكلِّ ما / حَوتْهُ فجادتْ للنُّطاسيِّ بالدَّمِ
تَهنَّ بهاء الدين بالعامِ قاطِعاً
تَهنَّ بهاء الدين بالعامِ قاطِعاً / لأمثالهِ ما ذَرَّ في الاُفق شارقُ
فأنت الحسام العضب والعزم حدُّه / وأنت الغمامُ الجوْنُ والبشر بارقُ
يقرُّ بفضليك الشيرين في الورى / اذاجحدَ الأعداءُ نادٍ ومازِقُ
فمهزومةٌ بالجودِ والبأسِ دائماً / كماةُ الوغى والمُجْدباتُ العوارقُ
فلا زال يُثني بالذي أنت أهْلُهُ / نزيلٌ وضيفٌ بالدُجنَّةِ طارقُ
دجا ليلُ همي واكفهرت بشاشتي
دجا ليلُ همي واكفهرت بشاشتي / ورْحتُ بحالي واجماً أيَّ واجمِ
فلما ذكرتُ الأجْرَ فيما لقيتُهُ / تبلَّجتُ حتى كدتُ أشكر ظالمي
ولمَّا التقينا ساورتني مُدامةٌ
ولمَّا التقينا ساورتني مُدامةٌ / من الشيِّمِ الغُرِّ العِذاب المواردِ
فرحتُ كنشوانِ العشيَّةِ هزَّهُ / نسيمُ حُزامى طَلُّهُ غيرُ راعِدِ
أميسُ بأكنافِ البيوتِ مَسَرَّةً / بأبْلج من دوْدانَ جَمَّ المحامدِ
بعامِر بيتٍ من خُزَيْمةَ شادَهُ / الدُّبَيْسانِ بالعَلْياءِ لا بالقرامدِ
أظُنُّ ظلامَ الحظِّ حانَ نُصوله
أظُنُّ ظلامَ الحظِّ حانَ نُصوله / إِلى واضحٍ من نيِّر الصُّبح مسفر
بأبيضَ وضَّاحِ الجبينِ مُؤمَّلٍ / لنُصْرة مخذولٍ وثروةِ مُقْترِ
بغيثٍ وليثٍ في نزالٍ وأزمْةٍ / لِطردِ مُحولٍ أو كميٍّ مُشهَّرِ
بفضلِ قريع الدهر والحوَّل الذي / يُشارُ اليه في مغيبٍ ومَحْضَرِ
حميد المساعي لا بنكسٍ مُنكِّبٍ / جبانٍ ولا بالمُستشيطِ المُغّرِّرِ
اذا افتخرتْ عُليا تيميم بن خندفٍ / وعَدَّتْ عُلاها مفخراً بعد مفْخر
سراعاً إِلى صوت الصَّريخ ورجَّحاً / رزانَ الحُبى في الحادثِ المُتنكر
تُغامسُ نيرانَ الحروبِ أجيجةً / وتقري القرى في كل هوجاء صرصرِ
وغادرت الأحياءَ عن شأوِ مجدها / رذايا سُرىً كالخابطِ المُتنوِّرِ
حوى شرفُ الدين المساعي قديمها / وحدثَها من دارسٍ ومُحَبَّرِ
به استرجعت ما بزَّها الدهرُ وارعوى / لها المُلكُ باللَّيث الهزبر الغضنفر
وما زالَ فينا كلُّ صاحب رايةٍ / من المجدِ متبوعِ اللواءِ مُؤمَّرِ
ثوى المُلكُ منَّا هامداً وحَديثهُ / حليفُ السُّرى من مُنْجدٍ ومغوِّرِ
فأنْشَرَهُ رَبَّ الأنام بمصطفى الاِ / مامِ ومُخْتارِ المُطاعِ المُطَهَّرِ
وزيرٌ تحاماهُ الكُفاةُ ويقتدي / به كلُّ طَبٍّ بالمَعالي مُكَرَّرِ
مهابته تغني عن السيف في الوغى / وسطوتُه عن جحْفَلٍ وسَنَوَّرِ
فليتَ الشهيد الصِّنْوَ شاهدَ مو / سمَ العُّلى ومقامَ العبقريِّ المُوَقَّرِ
وعاينَ صِيد الحيِّ بينَ مُسَلِّمٍ / مُرِمٍّ وسّجَّادِ الجَبينِ مُعفَّرِ
فيأخُذَ حقاً عاقَهُ الدهرُ دونَهُ / فغادرهُ رهنَ الحمامِ المُقَدَّرِ
ولولا التسلِّي بالوزيرِ ومجْدهِ / لماتَ له صبري وعِيلَ تَصبُّري
ولي خطراتٌ بعد ذلك مُرَّةٌ / يُهيِّجُها وُدِّي لهُ وتَذكُّري
اذا احتدمت نيرانُها في جوانحي / فَزْعتُ إِلى دمْعٍ بها مُتَحدِّرِ
أراكَ حُساماً ذا غِرارٍ ورونقٍ / يَقُدُّ شَباهُ كل دِرِعٍ ومِغْفرِ
عَليماً بضربِ الهامِ في كل مأقطٍ / رشيداً اليها في دُجى كل عِثْيرِ
سكَنْتَ غمود الصَّوْن دهراً لعزَّ / ة الكميِّ وفقْدان الشجاع الحَزوَّر
فأيْداكَ من قلب الغمودِ خليفةٌ / تَظنِّيهِ كشَّافٌ لكل مُسّتَّرِ
فسُسْتَ له الصقع العيد بصائبٍ / من الرأي مَقرونٍ بعزمٍ مُظفَّرِ
فلما رأى عضْب الكفاية ماضياً / جُرازاً وصفو النُّصح غيرَ مَكدَّر
رأى حضرة العلياء أكثر حاجةً / اِليك من الصَّادي لصوبِ الكنهور
فقلَّدك الأمرَ الجسيمَ وانما / لِعبء المعالي بازلٌ لم يُجرْجِرُ
أبا جعفرٍ حيث النداءُ لخِضْرمٍ / بعيدِ النَّواحي لا خليجٍ وجعفرِ
غواربُه جيَّاشةٌ من نوالِهِ / ومن بأسه ما بين مُغْنٍ ومُخطر
ودادي وحسن الرأي لي منك قد سرى / به الركبُ وَشْكاً من مُغِذٍّ ومُحضِر
وصار سميرَ الحيِّ حتى تعوَّضوا / به عن نِدامٍ مُستطابٍ وسُمَّرِ
ونوديتُ بالأفواه من كل جانبٍ / أتاكَ الذي ترجو من اللّهِ فابْشرِ
وكنت أبْحتُ الشعر حين ملكته
وكنت أبْحتُ الشعر حين ملكته / اِباحَةَ ماءِ الرافدين لشاربِ
فلما جرى مجرى الرياح وطبَّقت / قوافيهِ أقطار البلادِ العوازبِ
وعم عموم الشمس في رونق الضحى / يُنيرُ سَناهُ أسْنِماتِ الركائبِ
هممتُ بحظرٍ بعد طولِ اِباحةٍ / لسوءِ اشتراكٍ لا لسوء الرغائبِ
فحين بدت شمس العُلى دراميَّةً / بها فخرُ شيخيها لقيطٍ وحاجبِ
نطقت صؤوتاً في النديِّ ولم اُبَلْ / تشابُهَ منبوذِ الحصى بالكواكبِ
فحبَّرتُ في تاج الملوكِ قلائداً / تزينُ الليالي قبل زين التَّرائبِ
قديمُ هوىً من حبِّه غيرُ حادثٍ / ومدحُ عُلىً من وصفهِ غيرُ كاذبُ
فتىً كالحسام العضب زينٌ لناظرٍ / وحتفٌ لأعداءٍ واُنسٌ لصاحبِ
اذا ما ادلهمِّ الخطب جلَّى ظلامه / بساجٍ من الآراء ماضي المَضاربِ
نبيهٌ يفِرُّ الكبر عن لين لُطْفه / ويزدادُ عطفاً بازديادِ المراتبِ
وتُحطمُ من آرائهِ البيضُ والقَنا / وتذهبُ فحوى كُتْبهِ بالكتائبِ
ولا يبتغي من دهره شرفَ الغنى / اذا ظَفِرتْ آمالُهُ بالمناقبِ
ولم يعدُ في طوع الاِمام نصيحةً / ولو أوطأتهُ فوق شوْكِ العقاربِ
فلا برحتْ غرسَ الخلافة دولةٌ / يفيء عليها العِزُّ من كل جانبِ
لئن غِبتُ عن نادي عُلاكَ فانني
لئن غِبتُ عن نادي عُلاكَ فانني / بقلبي ومدحي حاضرُ النفس ماثلُ
تُعطِّر أفواه الرواة قلائدي / وتُزهى بما اُثْني عليكَ المحافلُ
وأعلمُ مهما نِلتهُ من بلاغةٍ / بأنَّ مديحي دون مجدكَ نازلُ
تودُّ سُطاكَ المشرفيَّةُ والقَنا / وتحسدُ جدْوى راحتيك الحوافل
وتُسفرُ للخطب البهيمِ وللدُّجى / فينجابُ مكروهٌ وتسْجو زلازلُ
حوى شرف الدين العلى وهو يافع / فلا الوعر مرهوبٌ ولا الذعر شاغلُ
يهونُ عليه كل صعبٍ ورائعٍ / وفي الدَّست منه العبقريُّ الحلاحلُ
جوادٌ ببذل المال في كل أزْمَةٍ / ولكنه بالجار والعِرضِ باخِلُ
اذا مالكُ العلياء عدَّتْ فخارها / وسعْدٌ فبالصدر الوزير تُساجلُ
بمن يلثمُ الصِّيدُ الملوكُ بساطهُ / وتنقادُ للأمرِ المُطاعِ الجحافلُ