القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 92
بأَيَّ مَهُوْلٍ في الزَّمانِ أُهَالُ
بأَيَّ مَهُوْلٍ في الزَّمانِ أُهَالُ / ولي من أَميرِ المؤمنينَ مَآلُ
حِمىً كلُّ من لم يحمهِ فهو مسلِمٌ / وكلُّ علاءٍ ما خلاهُ سَفَالُ
لَعَمري لجارٌ من لؤي بن غالب / له الخَلقُ طراً والأنامُ عِيالُ
أَبرُّ من المستأثرينَ بزادهِم / لهم حالةٌ وللمؤاكلِ حالُ
جلا البؤسَ والضراءَ عنا كما جلا / حديدةَ ماضي الشفرتين صِقالُ
فلا يحسَب الأعداءُ أَنَّ ديونَنَا / لُوينَ وأَنَّ المقْتَضِينَ عِجَالُ
لهم يومَ لُذنا بالخليفةِ منهم / ويومٌ عليهم بالصليقِ طُوالُ
كذاكَ صُروفُ الدَّهْرِ فينا وفيهم / يُدالونَ منا مرةً ونُدَالُ
حَرَامٌ علينا أَنْ يلائمَ مضجِعٌ / لنا سِنَة أَو أَنْ يسوغَ ذَلالُ
ولم تروَ صَدقَاتُ الكعوبِ كأَنما / براهنَّ من حُبِّ الدماءِ سُلالُ
الى كم على حِذْرٍ أُراوغُ حاذراً / نزالِ اذا لم يغنِ عنكَ نِزَالُ
تقول ابنةُ السعدي وهي كئيبةٌ / أَمالك الاَّ صدرُ سيفِكَ مَالُ
اذا كانَ يومٌ ذو قَتامٍ وَهَبْوَةٍ / فأنتِ به للمستضيءِ ذُبَالُ
رُيدك أو تنحاشَ عنه صَفاتُه / كما انحاشَ عن فيض الأَتي جُفَالُ
ألم تعلمي أَني بقيةُ أُسرةٍ / بطفلهم الحابي نَدىً وقتَالُ
أَبوا أَنْ يَبيعوا فاقةَ العزِّ بالغِنى / وفي سعيِهم حذوٌ لنا ومثَالُ
تبدَّلْتُ من بسلِ بنِ ضبةِ هاشماً / وأَين من السمرِ الطوالِ الآلُ
وفي الصبحِ عن وارىِ زنادهم غِنىً / وفي الليلِ عما يَعمُدون ظِلالُ
بحيثُ الندى تحدو هُنيدةَ والقِرى / يكبُّ المَتَالى والمَقَالُ فعَالُ
ولما وردتُ الغَمرَ من نَفَحَاتِهم / رَويتُ وبلتني هناكَ بِلالُ
على حين لم يُرَع الذمامُ وقُطِّعَتْ / رماماً بأَيدي الماسكينَ حبَالُ
أَمرَّ عَقدَ الجوارِ مَعَاشِرٌ / تَرَى جَارَهم كالنَّجمِ ليسَ يُنَالُ
لنا خُلُقٌ فيهم جريءٌ عليهُمُ / تَخَالُ به الأدلالَ وهوَ دَلاَلُ
مَعَاريضُ عن لَهْوِ الحَدِيثِ وَلَغْوِهِ / اذا قيلَ قولوا أَقْصَروا وأطَالُوا
وفيهم حياءٌ لا يضامُ وجُرأةُ / وشحٌ على أَعراضِهم وَنَوالُ
ملوكٌ لهم طولُ السُّجُودِ تَحِيَّةٌ / وطولُ التَّصَدِّي للسُّؤالِ سُؤالُ
تَرى ولداً في الملكِ يخلف والداً / كما خلفَ البدرَ المنيرَ هِلالُ
اليك أَميرَ المؤمنينَ فانه / ضَلال لمن يرجو سِواكَ ضَلالُ
قواف بأعجازِ المطيِ عوالقٌ / تَخِفُّ على الراوي وهنَّ ثِقَالُ
ينامُ العِدى عن دائِبٍ مُتَقَلقِلٍ / لهم فترةٌ عن سيرهِ وكَلالُ
أَعدَّ لهم فيما أعدَّ من الأذى / عطائفَ نبعٍ لحمهنَّ نِبَالُ
يَردنَ وأطرافُ الرماحِ حوائمٌ / وهنَّ قِصارٌ والرماحُ طِوالُ
لهم ان أَساءوا في اكتتابكَ طَيرةٌ / وفي اسمكَ انْ عاذوا بعفوكَ فَالُ
كريمٌ على العلاتِ في الفقر والغنى / عطيتُه للمكرماتِ كَمَالُ
يُحَبُّ ويُخشى وهو طلقٌ مؤسَّلٌ / شَتيمٌ عليه هيبةٌ وجَمَالُ
تواضعَ في ذاتِ الالهِ وانما / تواضعه عن ذى الجلالِ جَلالُ
ففي كل فضلٍ كان أَو هو كائنٌ / سِوى فضلهِ للعالمينَ جِدَالُ
مع الدينِ أَنتم يا بني عمِّ أَحمَدٍ / فليس لكم حتى يزول زوالُ
فان تك دارت للعدو عليكم / رَحى أنتم قُطْبٌ لها وثِقَالُ
فكم من جبالٍ قد علا شَعفاتَها / رجالٌ فزالوا والجبالُ جِبَالُ
أَرى أيدياً كانت يداً فتفرقتْ / فيا لك فَتْحاً لو يكونُ رِجَالُ
يُحرِّمُ ختلانَ الرقادِ عليهم / فتىً لا يرى أنَّ الرقادَ حَلالُ
سوابقُ عن حَرِّ الطِّعَانِ وبَردِهِ / تُصانُ وفي خَضْلِ الرِّهانِ تُذَالُ
أَغَضٌ بأَبصارِ الفوارسِ أَم عَمى / أَم الوعدُ منهم والوعيدُ مِطالُ
فمن مبلغٌ حيرانَ يعتسفُ الدُّجى / وأَطرُ الربى واللاذعاتُ نِعالُ
ثَنى يومَ وادي السُّوسِ عاملُ رمِحه / وما نابَ عنهُ ما ينوبُ خِلالُ
أَبى وُدُّ قَومٍ أَن يَغيضَ معينُه / وَوُدُّكَ يا ابنَ الحاضريةِ آلُ
فهل هو الا أَنْ وفيتُ لصاحبٍ / غدرتَ بهِ والنائبات سِجالُ
أَقلنى يداً عند الصديقِ حميدةً / لعلكَ تلقى مِثلَهَا فَتُقَالُ
اذا أَنتَ صاحبتَ الكرامَ فكنْ لَهُمْ / عَذِيراً تُثَنّيهِ صَباً وشَمَالُ
وكن رائدَ الشيءِ الذي يطلبونَه / وانْ كانَ فيهِ للعدوِّ مَقَالُ
اذا انجابتْ الَّلأْواءُ عنَّا وعنكُمُ
اذا انجابتْ الَّلأْواءُ عنَّا وعنكُمُ / سيندَمُ قومٌ يجزعون ونَصْبِرُ
مشى سَابقاً والخيلُ تَعْثُرُ خَلفَهُ / الى غايةِ المَجْدِ الأَغرُّ المشهَّرُ
على المِسحِ يأبى كلُّ لبدٍ ومسحلٍ / وكلُّ عَذَار ظهرُهُ والمُعَذَّرُ
بني الأملِ المغبونِ هلاَّ سأَلتم / غَداةَ جزعتمُ أَينَ عادٌ وحميَرُ
وقومٌ ببطنِ الأرضِ تُنْسَى قبورُهم / وأَفعالُهم حتّى القيامةِ تُذكَرُ
ضَجَجْتُم ولما تضغَمِ الحربُ ضَغْمَةً / كما ضجّ من ظِلِ ابن دأية أَدْبَرُ
نشدتكم باللهِ هل ما أَخذتُم / من العارِ أو أعطتيم القومَ أكثرُ
فمن مبلغٌ عنّي أحقٌ مؤخر / بتفديتي والموتُ لا يتأخرُ
أَمن حذرِ لم تَرجُ ما أَنتَ خائفٌ / ألا رُبَّ مغبوطٍ بما كانَ يَحذَرُ
عذرتُكَ في حَامي الضِّرابِ مُضَرَّسٍ / بركتَ به لو أَنَّ زَوْرَكَ أزْوَرُ
وقد يكظم الغَيظَ الفتى وهو كاسِفُ / ويُخفي دفينَ الحُزنِ منه فيظهَرُ
نزلتَ على حكمِ العَدوِّ بمنزلٍ / تلمُّ فتجفى أو تزورُ فَتُهْجَرُ
فلو كانَ يعطي لابسُ العِزّ مثلها / عذرتُكَ لو أَني ألومُ وأُعْذَرُ
بأَىِّ سلاحٍ أَمْ بأَيّةِ عُدَّةٍ
بأَىِّ سلاحٍ أَمْ بأَيّةِ عُدَّةٍ / طُرقْتَ فغَالَتْكَ النُّحُوسُ الأَشَائِمُ
وعندكَ يدٌ لا يُرامُ وقُوَّةٌ / ورأيٌّ وبيوتٌ من العَزمِ صَارِمُ
أَتتكَ المنايا دونَ ذلكَ كلِّهِ / فلا يأمَنِ الأَيامَ بَعْدَكَ حازِمُ
أَلا من للَيلى وهي حَالِفةُ الخِدرِ
أَلا من للَيلى وهي حَالِفةُ الخِدرِ / تروحُ وتَغدو بالنميمةِ أَو تَسري
تُؤَرِّشُ ما بيني وبين معرِّضٍ / لأَقطعه وهو النخاع من الظهرِ
دعى لي أَخي لا تتبعيه ملامة / وكوني له في السر مثلكِ في الجهرِ
لعلكِ يوماً أَنْ يسرَّم قُربُه / اذا كان وِرْدُ الموتِ أَقربَ من شِبرِ
أَأُعدِلُ قوماً في التمول والغِنى / بقومٍ رموني بالخَصَاصةِ والفقرِ
طويتُ فلم أَنشر صحيفةَ ودهم / ولو نُشروا بالسيفِ ما نشِروا سِرّي
وَمَنْ فتش الاخوانَ أَفردَ نفسَه / وعاشَ بلا بيت يُزارُ ولا قَبْرِ
سلى الشائمَ المخدوعَ أَيُّ مخيلَة / جناني اذا ظن السحائب بالقطرِ
وأيهما في المجد أبعد غايةٍ / عشيةَ تَقريني الأَسنةُ أَو أَقري
رقدت على زأر الأُسودِ ولم أَهب / لظى النار لما أَنْ وطئتُ على الجمرِ
وهل أَنا اِلاَّ من فوارس عَسْعَسٍ / اذا اتجروا في الطعن رحت مع التجرِ
ميامينُ حلوا من حياطةِ جارهم / محلَّ جناحِ الصقرِ من بيضةِ الوكرِ
اذا كاثَرتْهُم بالسوامِ قبيلةٌ / ثروها بأَيام المكارمِ والفخرِ
تُسدُّ وتَعرورى بهم كل ثُلمة / وثغر كأَنيابِ الهزبر بلا ثَغرِ
وعهدي بهم في كل حرصٍ ومارنٍ / يلوُّون أعطاف المثقفة السمرِ
اذا لبسوا النعماءَ لم ينظروا لها / وانْ جُهدوا حل البلاء مع الصبرِ
فويلهُم لو يسلمون من الردى / ويستنفدون العيش من عَتَب الدهرِ
أَرى اِبلي بينَ الفراتِ وجازرٍ / كأَنَّ بها وخزَ الرماحِ من الذعرِ
دعت ويلها واستصرختْ كلَّ غاصبٍ / على الأَرضِ من أَملاكها السودِ والحمرِ
وما زادها عورانُ آلِ مقلدٍ / على النظرِ المشفونِ والكلمِ النزرِ
فذو النون لم يفضُل عن الماءِ نصرُه / وضبَّةُ لم تُصطد بحرشٍ ولا حَفرِ
وليس بها فقرٌ الى متلومٍ / قصيرُ الخُطى والباعِ يغنى عن الشكرِ
أراكَ بصدرِ العَينِ يا ابنَ يزيد / وأَنتَ تراني بالتشاوسِ والشَّزْرِ
دواليكَ من هنديةٍ انْ سللتَها / سللتَ عليها حَدَّ اٍخوتها البُترِ
وأنتَ الذي يُلحى على الذنبِ مرةً / وانْ يعتذر يُلحى مِراراً على العُذْرِ
فلا دنستْ أَحسابُ قومٍ سليمةٍ / نَفَوكَ كما يُنفى الشَّرارُ عن الجمْرِ
هم نَصلوا من لؤمكم بعد خُلْطَةٍ / كما نصل النبعُ الكريمُ من القِشرِ
وجبهانُ لم يغضب لها فَحَضَضْتُهُ / ولا خيرَ في جارٍ يُحضُّ على النَّصرِ
وأُغرىَ بها أَنباطُ دجِلةَ عادةً / تصنَّع مِقلاتُ البنين من الظَّهرِ
رآها تضاغي في الجبالِ وتجتوي / مباركُها بين التخمطِ والقَسرِ
فأَعجلها من طيّها رُكباتُها / وقيدَها فوقَ المَعَاقمِ بالعَقرِ
وقال أَبو رمحٍ بسَمْعِي وَقْرَةٌ / فقلتُ تأَملْ هل بعينكَ مِن وَقْرِ
حَماها من الأَعداءِ ثم بدا لَهُ / كما نَدِمَ الصاحي على هبةِ السُّكْرِ
وكنت كأَني اذْ عَلِقْتُ بحبله / عِلِقْتُ بأَطرافِ الخيالِ الذي يسري
له من رواء الغيث والسيفِ منظر / يَروق ولكن لا يجود ولا يَفري
فيا ليتَ لي من كلِّ جاءٍ بلوتُه / ولم أَبله يوماً فتىً من بني الفِزرِ
كريمُ الغنى والفقر يتبع لونَه / تَحوّلُ لوني في العبوسِ وفي اليسرِ
له من يديهِ حينَ يطلُب ساعداً / هصورٌ وان يُطلَب فقادمتا نسرِ
وكم دونَ سعدٍ من بلادٍ بليدةٍ / بها الشفق المحمر أدهى من الفجرِ
وفرج غَوانٍ طُلقت فهي أَيّمٌ / لاخرى من الركبان خاويةٍ بكرِ
بها العِينُ والظُلمانُ ترضع بنتها / وترضع فيها نبتَها حلب القطرِ
كأَن أَخاها من مجاوبةِ الصدى / اذا زجر الوجناءَ يزجر بالزجرِ
وحدبٍ كأن العصم في قذفاتها / سفينُ خَريقٍ لاطمت حَدَبَ البحرِ
أنا ابن الذين استرفدوا المجد والعلا / فضنوا وجادوا بالحياةِ وبالوفرِ
مضى عَرضُ الدنيا ولم يمض ذكرهم / وليس على الأيام أَبقى من الذكرِ
يربُّونَ نعماهم ولا يلحقونها / كما تفعلُ الشمسُ المضيئة بالبدرِ
أَزاحوا الرَّبابَ من اِسارِ جوارِهمْ / وكلُّ جِوارٍ يستضيمكَ كالأَسْرِ
غزا الأَضبطُ اسلعدي صنعاءَ ترتمي / به عُقُبُ الأيامِ شهراً الى شَهْرِ
ففكَ رقابَ اليُتمِ من أَسْرِ حميرٍ / فتىً بأسهُ فيهم كنائلِة الغَمْرِ
ويومَ الكلابِ نحن فُزنا بِعُسرهِ / وفازت تميمٌ من مساعيه باليُسْرِ
يَزيدُ بني الدَّيانِ يركبُ عُرفَه / يزيدُ بني المأمونِ يا لكَ من مَجْرِ
ولمّا دعا الابطالُ يالَ مقاعسٍ / تقاعسَ عنا مالكٌ وبنو عَمْرو
وما فَتِئَتْ خيلٌ تجُرُّ رعالها / دوابرهم بين اليمامة والقهْرِ
ويومَ النَّقا لم يَدرِ بسطامُ أَنَّه / يُلاقي غلاماً لا يحيد عن النَّذْرِ
فلا عاصِمٌ عنه فشكَّ صِماخَه / بذات جدالٍ لا يناظرُ بالسَّبْرِ
لقد هجرتْ شيبانُ في أَرضِ هاجرٍ / فتى ليس يَدري بالوصالِ وبالهَجْرِ
ويومَ جَدُودٍ شَدَّ قيسُ بنُ عاصمٍ / على ابن شريكٍ شِدَّةَ الحازمِ الغمْرِ
وأفلتَ منها الحَوفَزانُ برجلهِ / شِكال أُمِرَّ الفتك منه على شَزْرِ
ويومَ أَجاءَ ابنُ الضنيمِ أَميرَه / وفرَّ عبيدُ اللهِ من شُرَفِ القَصْرِ
غمزنا جموعَ الأزدِ حتى تكثَّرَتْ / ببكرٍ وما هذا بيومكَ في بكْرِ
فأكرهتْ مسعوداً على حِلْفِ وائلٍ / كما يُكره العظمُ الكسيرُ على الجبْرِ
بمثلِ بلائي أَو بمثلِ بلابِلي
بمثلِ بلائي أَو بمثلِ بلابِلي / تَهونُ الرَّزايا عندَ ثكلِ الثَّواكِلِ
أَلا لا أرى مثلي يُجَنُّ من الهوى / ولا مثلَ حبِّ العامريةِ قاتِلي
سَأَصْحَب سقماً يستوي في ظلاله / عواذرُ وجدي عنده وعواذِلِي
فَربَّ مرامٍ رمتُه فبلغتُه / مواردُه بين القَنا والقَنَابِلِ
وليلٍ يَود المدلجون لو أَنهم / أَطاعوا السرى أَو طاوعوا كل عاذِلِ
رمى صدرَه حتى أَصابَ سَوادَه / طليحُ همومٍ من صدورِ الرواحِلِ
اذا اشتبهتْ أَعجازُه وصدورهُ / تغلغلَ فيه خابرٌ مثلَ جاهِلِ
ألا مَنْ لبرقٍ بين دَارَةَ والحِمىَ / يلوح على صوبٍ من المُزنِ سَائِلِ
ووادٍ ظباتُ المشرفيةِ تلتقى / عليه وأَطرافُ الرماحِ الذوابِلِ
اذا خَفَقَتْ أَحْشَاؤُهُ لك خَفْقَةً / أَرَتْكَ المنايا بينَ نسجِ القَسَاطِلِ
خَليلى من عليا تميمٍ تَنَسَّمَا / نسيمَ الصَّبا من غير نزقةِ عاقِلِ
اذا شئتُ أَنْ القى الرماحَ ببلدةٍ / مررتُ على دار الحبيبِ ببابِلِ
تُعانقها الارواحُ من كل جانبٍ / عِنَاقَ المحبِ للحبيب المزايِلِ
وطيبِ ثَرى للمسكِ فيه وديعة / تصافحها الافواهُ دونَ الانامِلِ
فقالا لايِّ الناس همُك قاصدٌ / ورحلتك الطولى لاى المنازلِ
وما عرَّسَ السَّارونَ آخرَ ساعةٍ / من الليل الاَّ كنتَ أولَ داخِلِ
لعلَّ لصرفِ الدهرِ عندكَ عادةً / تُعيدُ الرُّدينياتِ ملءَ المقاتِلِ
فقلتُ أَؤم العزَ والبأسَ والنَّدى / وسُم العدى في حى بكرِ بن وائِلِ
لدى ملكٍ لا يدخل الذُّلُ قلبَه / كصدر الحُسامِ الهِندُ وانيّ باسِلِ
اذا أَمن الاعداءُ وقعَ سهامه / رمى أَرضَهم من خوفهِ بِزَلازِلِ
ومن كان عبد الله رائشَ نبله / فليس له صرفُ الردى بُمناضِلِ
فتىً شَغَفت أموالُه بنوالِه / كما شغفت أسيافُه بالكواهِلِ
كريمٌ اذا ما الغيتُ ضنَّ بصوبهِ / تهلل غَمرٌ من نَداه بِوَابِلِ
وانتم بنو شيبان قوم بيوتهم / مطنبةٌ فوق النجومِ الاطاوِلِ
يَمُدُّ اليها الناظرونَ عيونَهم / لدفع عقاب أو لتكرير نائِلِ
اذا ما استَجارَ الخَائفونَ بعزكمْ / غدت لهم أَسواطُكُم كالمَعَاقِلِ
مطاعينُ ضرابونَ عين الاسافلِ / مطاعيمُ وهابون غيرَ الطَّوائِلِ
اذا استصرخَ الخيلَ الصَّريخُ وجدتَهم / قعوداً على أَكتافِها بالمناصِلِ
يحيون بالسُّمْرِ الرقاقِ وتارةً / يُسَقُّونَ بالبيضِ الرقاقِ القَواصِلِ
اذا غبتم عنها وحلَّتْ عظيمةٌ / فمنْ يتلقى دفعَهَا بالكَلاكِل
وَمَنْ يُثمِرُ الآمالَ من كلِّ آملٍ / ومن يحمِلُ الأَثقالَ عن كل حَامِلِ
وَمَنْ يتقى حَدَّ الملوكِ بحدِّهِ / ومن يجعلُ التيجانَ فوقَ العَوامِلِ
فيا أَيها الملك الذي من عُبوسهِ / جوامعُ أَحداثِ الأُمورِ النَّوازِلِ
فِدى لك روحي انْ رضيت بها فدىً / فانكَ عذب الوُدِّ حلوُ الشَّمائِلِ
رأيتُ الذي تْسُتهزم الخيلُ باسمهِ / اذا دَعَتِ الابطالُ هل من مُنازِلِ
اذا الجحفلُ الجرارُ أَلقى جِرانه / تَلقاهُمُ من نفسهِ في جَحَافِلِ
تجرعَته ما جَرَّعَ الحُرَّ خَطبُه / ولكنما تُوليه ضِحكةَ هَازِلِ
فدونَك خِرقاً يفضحُ القولَ قَولُه / ويجعلُ طلقَ الشِّعرِ رَهنَ الوَسائِلِ
فانى حلبتُ الدهرَ أَشْطُرَ عَصره / وقاسمتُه الأَحداثَ قسم المُساجِلِ
تركتُ القوافى تشمئزُّ صدورُها / ويَعجِز عن أَعجازِها كلُّ قائِلِ
تبيتُ مباتَ الهَّمِ حتى كأَنَّها / عليكَ وفودٌ من رؤوس القَبائِلِ
يأبى على عَدَم الرُّقادِ النَّافِرِ / واش أَلمَّ مع الخَيالِ الزائِرِ
أَهوى مضرتَه لَعاجلِ نفعهِ / يا للرجالِ وكيفَ نفعِ الضائِرِ
ما حيلةُ الموتورِ يشكو بثَّه / وشفاءُ ما يشكو عند الواتِرِ
يا صاحبيَّ أمنتما ما خِفتُه / والخوفُ يولع بالشفيقِ الحَاذِرِ
أَتركتما هضبَ القَلِيبِ مكانَه / أَمْ سارَ في طلبِ الفريقِ السَّائِرِ
هاتيكَ رهوةُ قد بدت أَعلامُها / فانظر الى قَطنٍ ولستَ بناظِرِ
للهِ عينُك في العيونِ لو أنَّها / تَعْضي سوابقَ دمعِها المتبادِرِ
لا يَبْعُدَنْ زَمَنُ المطالةِ والصِّبا / والعيشُ في ظل الشبابِ النَّاضِرِ
أيامَ تَغْفِرُ للشبابِ ذُنوبَه / والشَّيبُ ليس لذنبهِ من غافِرِ
قل للغَواني بعدَ طولِ تَعَتُّبٍ / يخَفِضن مختصرَ العِتابِ الفَاتِرِ
قد كُنَّ لا يَخلفِنَ زَورةَ موعدٍ / حتى غَدرنَ مع الشَّبابِ الغَادِرِ
يا حبَّذا ردُّ الركابِ اذا انطوت / أَخفافُهنَّ على الظِّلالِ القَاصِرِ
ومَقيلَهنَّ بذى الأَراكِ وشُرْبَةٍ / من ماءِ لينَةَ في الهجيرِ الواغِرِ
واذا ابتدتْ ومضت بنا في خَطوها / وجُلوسِها حَلَقُ الخليطِ السَّامِرِ
لو كان حولى من تميمٍ زاجرٌ / لملأتُ كيلَكَ بالصُّواعِ الوافِرِ
واذا تمسكَ مفردٌ مَستضعَفٌ / بالحِلمِ قام له مقامَ الناصِرِ
كلُّ امرىءٍ بسطَ الالهُ يمينَه / في الناسِ يقسِمُ قِسمَةَ المستأثِرِ
الاَّ أَميرَ المؤمنينَ فانَّه / يلقاكَ باطنُ غيبهِ كالظَّاهِرِ
مَلِكٌ اذا حضرَ الملوكُ رواقَه / سَجَدَ العزيزُ له سجود الصَّاغِرِ
طيانُ يَزْهَدُ في الطَّعامِ لِعِلمِهِ / أَن الطَّعامَ يصيرُ شرَّ مصائِرِ
وتراه في حالِ التَّنعم والغِنى / يَعْتَدُّ للبلوى عَتَادَ الصَّابِرِ
كالقادحِ العَتِدِ الأَقبِّ صفَاقَةً / يومَ الرِّهانِ يبذُّ كلَّ مُخَاطِرِ
واذا الجيادُ جرت على أَجسامها / نزعَ البطينُ عن الخميص الضَّامِرِ
قَدٌّ وجَدٌّ ما يُفَلُّ وجُرأَةٌ / كالسَّيفِ في كفِّ الكَمِيَ الثَّائِرِ
وأَغرُّ من آلِ النَّبيِّ جبينُه / شمسُ النهارِ تَغُولُ عينَ النَّاظِرِ
يجتابُ أَردية النعيمِ وَتَارةً / يَجتابُ أَردية النجيعِ المَائِرِ
ومُتاجراً للهِ في صَلواتِهِ / والبِرُّ يسلُكُ في الطَّريقِ العَامِرِ
يا ابنَ الغَطارِفِ من ذؤابةِ هاشمٍ / وابنَ الخلائفِ كابراً عن كابِرِ
وابنَ الذين لهم سِقايةُ زَمْزَمٍ / دونَ القريب ودونَ كلِّ مُؤُازِرِ
الفائزينَ بحرزِ كلِّ فضيلةٍ / والذَّاهبينَ بفخرِ كلِّ مفاخِرِ
قومٌ اذا سَئِموا ظهورَ جيادِهم / ركبوا ظهورَ أَسرَّةٍ ومَنابِرِ
واذا انتضوا أَسيافَهم لكريهةٍ / فَضَلُوا بها بينَ القَنا المتشاجِرِ
ملكوا البلادَ ودوختْ غاراتُهم / ما بينَ عامرِها وبينَ الغَامِرِ
تُجبى اِليهم خُرج كلِّ جزيرةٍ / في كفَّةِ البحرِ المحيطِ الزَّاخِرِ
أَنتَ الذي أحيا الالهُ بعدلِهِ / سُنَنَ الكتابِ وكلَّ حقٍّ داثِرِ
والنَّاسُ من ملك يُطاعُ وَسُوقَةٍ / فَلَكٌ يُدَارُ وأَنتَ قُطْبُ الدَّائِرِ
تَنْضي نَهَارَكَ في صلاحِ شُؤونِه / وتبيتُ تكْلَؤُهُم بطَرفٍ سَاهِرِ
سُبحانَ من بكَ ذبَّ عن مظلُومهم / وكفاهُمُ حيفَ القَضَاءِ الجَائِرِ
فَفَداكَ من رَيبِ الزَّمانِ مُغَمَّرٌ / فَدْمُ القريحةِ مُستميتُ الخَاطِرِ
يُبدي الوِدَادَ وفي حَشاهُ نُوطَةٌ / كَمَنَتْ كَشقْشِقَةِ الفنيق الهَادِرِ
يا مُورداً نزج الطّويَّ قَلائِصاً / حَلَبَ الهجيرُ جُلُودَهَا في نَاجِرِ
هِيماً اذا اعتذرتْ الى أَظمائِها / نَطَفُ الثّمادِ ومالَها من عَاذِرِ
برقَ الخريفُ فندّها من صوبه / بالقرغ أو نوءِ السماك المَاطِرِ
واذا خَشِيْتَ من الخُطُوبِ مُلِمَّة / فاعلَق بحبلِ الغالبِ بنِ القَادِرِ
بولي عهدِ المسلمينَ ومَنْ به / نرجو طَلاوةَ عيشنا المستاخِرِ
واجعله من عَرَضِ الحوادثِ جُنَّةً / تأمن به زَلَلَ الزَّمانِ العَاثِرِ
فيهِ مخائلُ من أَبيهِ وجدِه / وشمائلُ السَّلفِ الزكي الطَّاهِرِ
اقدامُ مُعتَصِمٍ ورَأيُ مُوَفَّقٍ / وكمالُ معتْضدٍ وقدرةُ قَادِرِ
سنَحتْ له بالصالحاتِ ظبَاؤُهُ / وَجَرَى له بالسعدِ أَيَمنُ طائِرِ
وكأَنني بسوادهِ في جحفلٍ / يُفلي المقاتل بالطّعانِ الفَائِرِ
ظنّي بهِ ظنُّ الحنينِ وانَّما / صِدق الظنونِ ونفعُها للخَابِرِ
طُلُول لها بالأَبرقينِ دوارسُ
طُلُول لها بالأَبرقينِ دوارسُ / مَحَتْهَا السَّواري والرِّياحُ الرَّوامسُ
فما لكَ منها اليومَ الا تذكرٌ / كما تُذكرُ الأحلامُ وهي وساوسُ
اذا لم تَزُرْ ذات السُّلوس ديارَها / فلا زارَها من أَسحمِ الفيد راجِسُ
سقى اللهُ دهراً سالمتنا صروفُه / وعصراً لبِسْنَا عيشَه وهو ناعِسُ
ونيلَ الأَماني بعدَ مَطلٍ وَلَيَّةٍ / وهنَّ وانْ أسلَفْهَهُنَّ خَسائِسُ
اذا المرءُ لم يَشْكُمْكَ بالودِّ مِثْلَهُ / وَقصَّرَ عمّا جئتَهُ فهو باخِسُ
رأَيتُ أَبا الفضلِ اللبيب بكَيْسِهِ / تناولَ مجداً لم تَنلْهُ الأَكايسُ
على حينَ لم يظفَر بحمدِك ظافرٌ / ولم يقتَبس من نَارِ ذَمِّكَ قابِسُ
رأى هِمةً فوقَ النجوم فقاسها / بهمته اِنَّ الأُمورَ مَقايسُ
تمهَّلَ قُدَّام السِّماكِ ولم يكنْ / تكِنَّةَ نجمٍ أردفته الفَوارسُ
وانَّ أَخي من لا يَمُلُّ خَليقَتي / ومن لا يَراني قائماً وهو جالسُ
ومن هو في جِدّي وقيعةِ باطِلي / بَعيدٌ قَريبٌ ضاحكٌ مُتَشَاوِسُ
فتىً ينْصِفُ الخُلاَّنَ في كلِّ مجلسٍ / له صدرُه والمجِلسُ المُتَقَاعِسُ
كريمُ السَّجَايا لا يُنافِسُ في الغِنَى / ولكنَّه في المكْرُماتِ مُنَافِسُ
أَبوكَ الذي لم ينقُضِ النَّاسُ فَتلَهُ / ولم يَفترضْ منه الغَميرةَ لامِسُ
وحلَّ على كيدِ العِدى وهو أَعزلٌ / مَحلاًّ تَحاماه القَنا والفوارسُ
بنو حاجبِ النُّعمانِ صَحْبى وأُسرتي / لكلِّ امريءٍ في صَحبهِ من يُجانسُ
هُمُ مَنعوني من مخالبِ ضَيْغَمٍ / هِزَبْرٍ له غُلبُ الأُسودِ فَرائسُ
وكَبتُ منالَ الكفِّ منه ففتُه / وقد تحبسُ الشيءَ القريبَ الحبائسُ
أَخصُّكَ بالقولِ الذي أنتَ أهلُهُ / وان رَغِمَتْ مما أَقولُ المَعَاطِسُ
مَعَاطِسُ قومٍ يَحْوِطُوْنَ أَمامَه / ولم يَحرسوا الوُدَّ الذي أَنتَ حَارسُ
هُمُ حينَ يَدمى من أَديمكَ مُلدَغٌ / ذئابٌ على شَمِّ الدماءِ لَغَاوسُ
يُعاطونَك البِشرَ الطليقَ وكلُّهم / بِجَنْبيهِ من داءِ العَدَواةِ نَاحِسُ
أَلا انَّ وصلَ الغانياتِ غُرُورُ
أَلا انَّ وصلَ الغانياتِ غُرُورُ / وساكنها عَبدٌ لها وأَجيرُ
اذا لم يُعاطَينَ العناقَ صبابةً / فكل غَنىٍّ عندهنَّ فقيرُ
حَذَارِ فانَّ الشَّرَّ يَسْري دفينُه / ويكبُر سَقطُ الزَّندِ وهو صَغيرُ
ومازحني بالأمسِ وغل فسبني / وبعض كلامِ المازحين عَقورُ
خلا المعهدُ المألوفُ ممن تُحِبُّه / فما لكَ الا عَبرَةٌ وَزَفيرُ
وبدَّدَ أَهواءَ الجميعِ ببدْيَدٍ / مُلجٌ على ذاتِ السِّتارِ نَحيرُ
من النجمِ بسَّامٌ يضاحكُ وكنَه / له بعدَ ترجيعِ الحنينِ زَميرُ
أَدَبَّ لهُ شيحُ الرياضِ وَبَانُه / وأقبلَ يُسدى نَسجَها وينيرُ
شعوبٌ من الجَرَّانِ سَنَّتْ عَصَاهُم / نَوىً مالها بعد الكسورِ حَبُورُ
وكيفَ تُرجَّى عَطَفةُ الدَّهرِ فيهم / وللشىءِ فيه أَولٌّ وأَخيرُ
فيا حَبَّذَا كَرُّ السنينَ التي خلت / وعيشٌ بمصحوبِ الشَّبابِ نَضيرُ
وطولُ التقاضي والعِتابُ وَزَورَةٌ / تكاد لها حَبُّ القُلوبِ تطيرُ
دعانى بهاءُ الدولتين وبيننا / رواحٌ لتغوير القَطَا وبكورُ
فلبيكَ يا ربَّ الملوكِ تحيَّةً / تُعرِّسُ بالأسحارِ وهي تيرُ
وكم مثلها لى فيك من متمثل / وبيتٍ شَرودٍ لا يزال يُغِيرُ
قَدِرتَ ولا استعلى عليكَ مدَبِّرٌ / وقابلك الاقبالُ حيث تُشيرُ
ولا زالَ فتحٌ يُمْنُهُ مترقَّبٌ / وآخَرُ يُهديه اليكَ بشيرُ
تحوز وتحوى بلدةً بعد بلدةٍ / وتنهب أَغمارَ العِدى وَتُثِيرُ
أَقامَ قَوامُ الدينِ زَيغَ قنانِه / وأنضجَ كَيَّ القَرحِ وهو فَطيرُ
رميتُ به صَرفَ الزَّمانِ ففلَّه / جَرىء على صرف الزَّمانِ جسورُ
اذا دَجَتِ السَّراءُ فهو شكورُ / وان غزتِ الضراءُ فهو صبورُ
رفيعُ المنى والهم غرةُ وجههِ / صباحٌ على سرج النجومِ مغيرُ
حَواجِلُ أَو رُبْدُ الظهورِ قشَاعِمٌ / قوانصُها للذَّارعينَ قُبُورُ
طرقتَ طروقَ السيلِ أَهلَ مُناذرٍ / وليلُهُمُ حلوُ الرُّقادِ قَريرُ
فما شعروا بالخيلِ حتّى كستهُمُ / قساطلَ لفْعٍ بريهن مطيرُ
أَخذتَ بأَفواهِ الفجاجِ عليهم / فلم يأتهم قبلَ العَجاجِ نَذِيرُ
بني المكَسَى لا نومَ حتى تَدوسُكمُ / سَنَابُكُ خيلٍ وقعُهن صُخورُ
تناهوا وفي الأغمادِ ذاتُ مضاربٍ / اذا هَمَزَت فالنائباتُ حُضورُ
وكل مُنَدَّىً في الجوانحِ باهلٌ / وصادٍ له درعُ الكَمِى غَدِيرُ
له الطعنة الشتراءُ يَهِدر فرغُها / ويُنجِد فيها حشوُهَا وَيَغورُ
اذا خالطت قلبَ المُدَجَّجِ أنبطت / خليجاً كَعَطِّ الثَّوبِ فيه شُطورُ
مركبةٌ زرقُ النِّصالِ كأَنّها / اذا هي دُست في الدروعِ قَتِيرُ
يُصرفها في حومةِ الموتِ راكدٌ / اذا قامَ لم يَعتلْ رَحاه مديرُ
أَبوكَ نفى قَيسَ العراقِ زئيرُهُ / فلم يرعَ بينَ الواديينِ بعيرُ
وطارت بهم حُدبُ الظهور كأَنَّها / سَفَاينُ في لُجّ الفَلاةِ تَمورُ
اذا سأَلوها الوخدَ عاند سيرها / خوائفُ من جَذبِ الأَعنةِ زورُ
تضلُ فتَهديها بحدِّ نُسورها / قوادحُ مَروٍ ليلهُنَّ بَصِيرُ
فما وثقتْ بالبيدِ حتى تَسَنَّمَتْ / غَواربَ طامٍ تَهتدى وَتَجورُ
كأَنَّ مخاضاتِ الفراتِ صحائفٌ / وَهَرَّتَها حتى عَبَرنَ سُطُورُ
أَقامت على العَمياءِ تَقسِمُ أَمرَهَا / وقد عَلِمَتْ أَنَّ المَقَامَ مَسيرُ
رَأَتْ حِلللاً بين النُّصَيْعِ وَبَاذنٍ / تَهادَى القَنا أَيدٍ لها وَنُحورُ
كِلابٌ على جُندِ العَواصمِ كاسمِها / كِلابٌ لها دونَ البيوتِ هَرِيرُ
وَعيسٌ برأسِ الطُّورِ حِرباءُ فَارهٍ / تدورُ مع البيضاءِ حيثُ تَدورُ
وكلبٌ ببيداءِ السَّماوةِ فَارِكٌ / لعورتها صُمُّ الرِّماحِ سُتُورُ
وَهُمْ بمقيلِ الوحشِ رِجْلُ جَرَادةٍ / من الحّرِ تَنزو تَارةً وتَطيرُ
بنو مرضعاتٍ بالفَلاةِ غَذَتْهُمُ / بِدَمَّاعَةٍ أَو كانَّهُنَّ سُتُورُ
وأُقسم لو عاذَ المسىءُ بِعَفْوهِ / لنُفِّسَ مكروبٌ وفُكَّ أَسير
فآل بويهٍ للحَياةِ شَواهِقٌ / يُلاذ بها أَو للعُفَاةِ بحورُ
هم من جوادٍ بالصَّوارم هَبوةٌ / أُسِرَتْ ومن وِردِ الأَسنةِ سُورُ
ملوكٌ حَبوا خُرجَ البلادِ ولم يزلْ / على الناسِ والٍ منهم وأَميرُ
ولولا هم لم يعرِف العبُد ربَّه / ولم يكُ تاجُ يُصطفى وَسَريرُ
وان أبن حَمدٍ منكَ بالعفوِ انْ هَفَا / وبالصَّفْحِ والاحسان منكَ جَديرُ
وما زالَ يُبلى في رضاكَ شَبَابه / الى أَنْ بدا في العَارضَينِ قَتيرُ
بنى مَقَنٍ داووا ضعائنَ عامرٍ
بنى مَقَنٍ داووا ضعائنَ عامرٍ / وكونوا يداً ضَمَّتْ اليها الأصابعَا
أعينوا النَّدى بالحِلْمِ والحِلْم بالنَّدى / ولا تَحقِروا المتبوعَ مَنْ كان تابعَا
فانَّ سَمِينَ اللحمِ يحمِل غَثَّه / فَينمى وبعضُ النُّصحِ يَذهَبُ ضَائعَا
ولا تَنفِسُوا انْ تنصِفوا فَتُسَوِّدوا / غريباً فقد سادَ العشيرة يافعَا
دعوه يكن انْ صرحَ الشَّرُ ذائداً / وفيكم اذا لم يُقْبَل العذرُ شافعَا
يَحُزُّ فلا يُخطى المفاصلَ حَزَّهُ / ويَفتلُ أَفواهَ العروقِ المباضعَا
وَمَنْ ككمالِ الدولةِ القَرْمِ فيكم / اذا الحقُ لم يَعدَم من الناسِ مانعَا
وجهز في اغراضكم كلُّ مادحٍ / بَضَائِعَ ما يُثمرن الاَّ الوَضائعَا
ومن مِثلُه فيكم اذ الخيلُ نَهْنَهَتْ / وقد وَرَدَتْ وِرْدَ الحماء ضوائعَا
وَمُدَّ رِواقُ النَّقعِ وافتُرِشَ القَنَا / وكان عُقَابُ الموتِ لا بدَ واقعَا
رأَيتُ غريباً في جلالةِ قَدرهِ / بعيداً قريباً عالياً متواضعَا
غريبٌ غريبُ الكيدِ والهم والمُنى / غريبُ الكَرى لا يَسْتَلذُّ المَضَاجعَا
كعاليةِ الخَطىّ في يدِ ثائرٍ / يَخُبُّ اذا ما هزَّه متتابعَا
وما زال مذ مدَّ الرِّهانُ عِنَانَا / يُقطِّع أَنفاسَ السوابقِ وادعَا
والاَّ فكونوا مثلَ بكرٍ وتغلبٍ / غَداةَ أَبَوْا في الفَخرِ الاَّ تواضعَا
تُسلُّ بأيديهم عليهم سُيُوفُهُمْ / وفيهم يَهزون الرِّماحَ الشوارعَا
وأَرث جَسَّاسُ بنُ مُرَّةَ فيهم / سَنَا لَهَبٍ لا يَبرحُ الدهرَ ساطعَا
وَصَدَّعَ حيّاً لو مَعَدّاً غزتْهُمُ / لسَاقوهم كأساً من السّمِ مُنقَعَا
أقيموا قناةَ المجدِ وارعوا محلةً / وخِرقاً لكم من جانبِ الارضِ واسعَا
وكفوا عن المولى العنودِ أَذَاكُمُ / اذا كانَ منكم بالهَوادَةِ قانعَا
فانْ لم يكنْ الا الحُسام وسله / فموتوا كِراماً واستطيبوا المَصَارعَا
بِسُمْرٍ يُرقرقنَ الدِّماءَ بواكياً / وبيضٍ يُضاحِكنُ البُروقَ لوامعَا
وشُعثِ الهَوادى من سُلالةِ أَعوجٍ / طِوالِ الهَوادى قد عَجَمْنَ الوَقائِعَا
مواعيدنُا يُشفَى بهنَّ غليلُ
مواعيدنُا يُشفَى بهنَّ غليلُ / لُوِيْنَ ووعدُ الغَانياتِ مَطُولُ
وما لامني فيهنَّ اِلاَّ عَصيتُهُ / بصبحٍ يُريني النصرَ وهو خَذُولُ
ولم يدرِ أَنَّ الحُبَّ من قبلِ تُبَّعٍ / تَوَرَّطَ فيهِ حَازمٌ وجهُولُ
كدأَبِ ابنةِ السَّعْدِيِّ يوم تعرضتْ / بوجهٍ عليه نَضرةٌ وقَبُولُ
تعجبَ في شيءٍ ويعلم أَنَّه / مآلٌ اليه في الحياةِ يَؤولُ
وما نُكرِتْ من صارمٍ طالَ عهدُه / به من قِراعِ النائباتِ فُلُولُ
فان يكُ جسْمي يا ابنةَ القومِ ناحلاً / فانَّ الحسامَ المشرفيَّ نَحِيلُ
أَلم يأتها أني غنيتُ عن الغنى / وما فَضَلَ الحَاجاتِ فهو فَضُولُ
وللهِ دَرُّ الشيبِ لو أَنَّ كونَهُ / يحولُ كما لونُ الشبابِ يَحُولُ
أَخٌ لكَ مأمونُ الجَريرِة وامقٌ / اذا قطَع الخُلانُ فهو وصولُ
وبدَّلَ وُدَّ الغَانياتِ جلالُه / فليس الى البابِهِنَّ سَبِيلُ
هَداهُنَّ فتيانٌ من الشَّعر فاحم / وما كل هادٍ في الضَّلالِ دَلِيلُ
لحَا اللهُ دَهْراً يَستردُ عَطَاءَهُ / ودَااً بها طولُ المقَامِ رَحِيلُ
اذا كانَ نُقصانُ الفتى في تمامهِ / فكلُّ صَحيحٍ في الأنامِ عليلُ
عليهِ غريمٌ يقتضيهِ نَفَادَه / كما يقتضي ضوءَ الصباحِ أَصِيلُ
ولا خيرَ في شربٍ يُكَدرُ صفوُه / ولا في نَعِيمٍ ينقضي ويَزُولُ
بفارسَ من جنّاتها الصُّمّ منطوٍ / له بينَ أَضغانِ الهِضابِ مَقِيلُ
تَمرُّ الليالي لا تَملُّ حياتَه / وطولُ الليالي للنفوسِ مَلُولُ
ولا زادَ الا سَمُّهُ ولعابُه / وأَرديةٌ من نسجهِ ونَسِيلُ
تُصُرِّفَ ما بينَ العِراقِ وفارسٍ / الى الهند كيدٌ ما يكادُ يَفيلُ
بلاد تَحاماها الأوائلُ قبله / بها الأنسُ جنٌّ والوحوشُ فُيُولُ
ولم يستطعها الأَردَشِيرُ بِحدِّهِ / ولا رأيه الجوَّال حينَ يَجُولُ
وأَعيتْ زياداً والخلائف بعدَهُ / حُزونٌ لها ما ترتقى وسُهُولُ
وموضوعة عند النجومِ منيفة / تزولُ الصَّياصِي وهي ليس تَزُولُ
فتى لا يغلُ السرَّ في طلب العِدى / وكلُّ سُرىً تحتَ الظلامِ غُلولُ
مُطِلٌ على الأَعداءِ لا يأمنونَه / ولو أَنهم فوقَ النجومِ نُزولُ
له حين يُصحى من عُفاةِ نُسُورِهِ / وراياته ظلٌّ عليهِ ظَلِيلُ
وما مصحرٌ بالقاعِ يَحمي عرينَه / له كل يومٍ خطفةٌ وأَكِيلُ
مخالبُه مملوءةٌ كنيوبهِ / وفي ظهره من لبدتيهِ خَمِيلُ
بأَكرمَ منه حينَ يُصْلِحُ شِيْمَةً / وأَعدى على الأعداءِ حين يَميلُ
تأمَّلَهُ الكوحيُّ قبلَ لقائِهِ / وفي العينِ عنه نَبوةٌ ونكُولُ
فلم يرَ الا سانحاً فوقَ ظَهرِهِ / كميُّ عليه بيضةٌ وشَليلُ
والاَّ وميضاً من ظبىً وأَسِنَّةٍ / لها غَرضٌ في نفعِهِ وألِيلُ
لَعَمري لقد أَوفى على الناسِ رائحٌ / له نظرٌ في الثاقباتِ أَصِيلُ
رأَى الكاملُ الميمونُ فُرصةَ سؤددٍ / ففاز بها والكاملون قلِيلُ
على حين يُطَرى البخلُ وهو مذمم / ويُستقبحُ المعروفُ وهو جمِيلُ
وما نام عنها في الجلالةِ اِنَّهُ / لأمثالها في المكرماتِ يَعُولُ
وقد كنتُ أعطيتُ الوفاء أَليةً / عليَّ بها رَبُّ العبادِ كِفيلُ
وأَقسمتُ لا يَحظى بحَمدي ولا يدي / على نصرهِ الا أَخٌ وخِليلُ
والا كيمٌ لا أُصارفُ ذكرَه / وان كانَ فيه دِقَّةٌ وخُمُولُ
والاّ فتىً يمضي عزيمة همّهِ / فيُخشى ويُرجى نَفعُه فَيَنِيلُ
سَلبتُ ابنَ ميكائيلَ نخوةَ عِزِّهِ / ولم أَجزِهِ بالذنبِ وهو ذَلِيلُ
وَعَتٌّ الى سِلْمِي وَرمتَ نَصِيْحتَي / ولم يدرِ أَنَّ الذابلاتِ تُدِيلُ
وأَصلتَ سيف الدولةِ العضبُ حدَّهُ / على خلقي فأنفلَ وهو كَلِيلُ
وراجعتُ تاجَ الملكِ في عزماتِه / وليس له في العازمينَ عَدِيلُ
دعاني الى أَرض الجزيرةِ بعدما / تشاجر فيها عاذرٌ وعذُولُ
وخبَّرني الركبانُ أَنك عاتب / وأَنك عني بالمغيب سَؤولُ
وتلك يد للحمدِ عندي حميدةٌ / سأَشكرُ مَسى طولَها فأُطِيلُ
ولو كنت أَسطيع المسيرَ لشَمَّرتْ / بِرِجْلَى فتلاءُ الذراعِ ذَمُولُ
من الكاتمات الجهدِ وهي رديةٌ / يشارك فيها شَدقَم وجَدِيلُ
ووللهِ ما ولّوكَ الا ضرُورةً / ولو كانَ للمضطرِ عنكَ سَبيِلُ
اذا وجدوا الاعواضَ عنكَ كثيرةً / ولا استبدلوا لو كانَ عنك بَدِيلُ
وقاكَ الرزايا كلُّ ماضٍ لسانُه / ومَضْرِبُه عند اللقاءِ كَلِيلُ
يُقصر عن سَعي الكرامِ مَرامُه / ويعجز عن أَفعالهم فيقُولُ
له لقبٌ معناه خالفَ لفظَه / وما كلُّ من يُعطي الخِلالَ خَلِيلُ
سَقَى دارَ ليلى كل مُمْسَى ومُصبح
سَقَى دارَ ليلى كل مُمْسَى ومُصبح / ضواحكُ مما تاقَ دَلْوٌ وَدُلَّجُ
ولا زالَ نَورُ الأُقْحُوانِ ونَشرُهُ / بِنورِ الخُزامى والعَرَارِ يُوشَّحُ
فما جَلَبَ الاحزانَ غيرُ حَمامةٍ / على فننٍ من سِدْرِ حومل تَصْدَحُ
بكت قَرْقَريّاً فاستجابَ لصوتها / حمامٌ على أغصانهِ يترنَّحُ
فلا زفرة حرى تُنَفِّسُ كُربةً / ولا عَبرةٌ تَمرى الجفونَ فَتمرَحُ
حلَفتُ بصُغرٍ في الأَزمةِ شُمَّلٍ / تقيسُ بأيديها الفِجَاج وتَمسَحُ
طليحٍ ومَوَّار الذراعين مُرجِمٍ / به ندبٌ من كُورهِ ما يُرَوَّحُ
دَرَعنَ بساطَ الدوِّ واطردتْ لها / حَزَاوِهُ تطفو في السرابِ وتسبحُ
هداها الى البطحاءِ من رملِ عالجٍ / حسيرُ الرذايا والسريحُ المطرّحُ
لقد رابني من رافعٍ أَنَّ ضِغنه / يبوحُ بنجوى جِدّهِ حين يَمزحُ
اذا قلتُ حالَ العلمُ بينى وبينَه / يَميلُ كما مالَ النزيفُ المُرنّحُ
له كَلِمُ لا يكلمُ الجلدَ عضُّهُ / ويُسرعُ في عِرضِ الكريمِ فَيجْرحُ
اذا راقنى غَفرُ العِشارِ يروقُه / لعاعٌ لها بالرقمتين يُرَشّحُ
نشدتكما يا ابني روَاحةَ بالعُلا / وللصِدقُ أَزكى في الامورِ وأَلجحُ
أَمن عفَّ عن مال يجودُ بفضلهِ / ومن هو يَسعى في الحقوقِ ويكدَح
اذا احتكما في الجودِ أَيهما الفتى / وأَيهما في متجرِ الحمدِ أربحُ
أقِلاَّ فما دون المجرَّةِ مطلبٌ / ولا خلفَ فخر الملكِ للظنِّ مَطرَحُ
من القومِ ماضٍ لا يُلوَّنُ لونَه / عبيطٌ باعطافِ المناصلِ أَصبَحُ
ولا ذاتُ خالٍ في المناظرِ نجمة / ترشنُ بأَوتارِ القسيِّ ويَنضَحُ
اذا سار أَعدته على البيدِ والعِدى / شَوادنُ من آلِ الوجيهِ وقُرَّحُ
حوافرُها من راعفٍ ومثلَّمٍ / يُرَصُّ بها الصخرُ الاصمُّ ويفلَحُ
ركبن جبالَ البَذِّ حتى تواضَعَتْ / غواربُها والقُرُّ في الوجهِ يكَلحُ
لعبنَ على الواذِها وصفوحِها / وجُلنَ كما جال الرقيبُ الممنَّحُ
فقد برحت والسنّ سنُّ سميرةٍ / به أثرٌ من وطئها ليسَ يَبرحُ
وما تاجرَ الابطالَ يومَ تجالسوا / نفوسهم الاَّ الضرابُ المصرِّحُ
وحازٍ بأَيامِ الفوارسِ حافظٌ / لما كان من اقدامِها يَتصفَّحُ
هُمامٌ له في عودةِ الجيشِ نظرةٌ / يُقامُ بها ريغُ الصفوفِ وَتَنْصَحُ
كأَنَّ عقاباً بالمَحَارَةِ طاوياً / أَنافَ على مِزنَاتِهِ يَتَلمَّحُ
تمرُّ به الرزقُ العِتاقُ سوانحاً / فَيُعْرضُ عن زلاتهنَّ ويصفَحُ
له في مراد الاخدريةِ نجعةٌ / اذا جعلت سوقُ العضاةِ تُروّحُ
فأَولى له لو أَمسك الغيثُ قطره / وأولى له لو تطمئن فتسرحُ
رأى زَرَدَاً يثنى الحديدَ حديده / ومعتركاً فيه الرؤوس تُطوَّحُ
فغَامسَ حتى بل غُلَّةَ صدرهِ / فتىً بين نصلِ السيفِ والرمحِ يُمتَحُ
نبيلُ مشاشِ المنكبينِ مصدرٌ / طَوُّى البطنِ ممتدٌّ الانابيبِ شَرمحُ
يَعَافُ ورودَ الموتِ فوقَ فِراشه / ويَرغَب عن شربِ الدواءِ فَيقمَحُ
اذا كان في طولِ السَقامِ وجهدِهِ / حِمام الفتى فالقتل بالسيفِ أَروحُ
وهادرةٍ هدرَ الفحولِ رعالُها / تُشَلُّ بأَطرافِ الرماحِ وتَلقَحُ
تَجَش هلاك نارها بأَلالَةٍ / ونارُ الوَغى بالمشرفيةِ تَقدَحُ
فتىً لم يضره لونُهُ وشحوبُه / وقد يَصدُق الباسَ الشتيمُ الملوِحُ
فلم يُنجهِ من حَنيهِ متمطِرٌ / يعضّ على فأسِ الشكيمِ فيجمحُ
ولم تحجب الارماح عن حجباته / مضاعفةً فوقَ الاناملِ تَطفَحُ
وَمَنْ لم يُخاطر في الحروبِ بنفسهِ / فليسَ له عن يومهِ متزحْزَحُ
وما استصحبَ الفتيانُ مثل مثقفٍ / يُماجُ به ماءُ القلوبِ ويُمنَحُ
ولا مثلَ مرتاع المَهَزِّ كأَنَّه / عقيقةُ برقٍ يستطيرُ ويلمَحُ
مَحا الليلَ بسامٌ صفيحةُ وجهِهِ / يُضامُ لها ضوءُ الصباحِ ويُفضَحُ
يُهينُ عطاياهُ ويكرمُ عِرضَه / ويتجر في كسبِ المعالى فيربَحُ
رئيسٌ عليه في البقاءِ عَذِيرَةٌ / يجودُ بها يومَ اللقاءِ ويَسمَحُ
فلا هو للشرِ المقدَّرِ خائِفٌ / ولا هو بالخيرِ الميسَّرِ يَفْرَحُ
اذا غبتَ عن حدِّ الفعالِ وصدقِهِ / وصرَّحَ عريانٌ من الشرِّ أَجلَحُ
فمَنْ يرأَبْ الصدعَ البعيدَ ومن بهِ / تُسدُّ الثغور الشاغراتُ وتُفتَحُ
ومَنْ لسوادِ الليلِ ان غاب نجمُه / وللصبحِ انْ ريع السوامُ المصّبحُ
وأَىُّ جوادٍ بعد جودِكَ يُصطفى / له المدح أَو يُهدى القريضُ المتقحُ
فداكَ ضنينٌ بالمُنى متربصٌ / له حاجةٌ في صدرهِ ليس تَبرَحُ
يشوبُ لك العذرَ الصريحَ بِمَذْقِهِ / وشر شَرَابَيكَ الصبوحُ المصَبَّحُ
يقول مليكُ الأرضِ جسمُكَ ناحلٌ
يقول مليكُ الأرضِ جسمُكَ ناحلٌ / على ذاكَ عِرضي والبناءُ جميلُ
فاحسنُ ما في الهندواني أَنه / نحيفٌ رقيقُ الشفرتينِ صقيلُ
وفي أَعوجياتِ الرهانِ اذا صفتْ / وصَمِّ العوالي والسهامِ نُحولُ
فانْ أَكُ شختاً في الرجالِ فانني / لأَثقل ما لا يحملون حَمولُ
أقومُ أَغصانَ الخطوبِ اذا التوتْ / برفْقى ومثلى في الرجالِ قليلُ
أَرى الملكَ المنصورَ أَنكر مِضربي / وأَىُّ حسامٍ ليس فيه فُلُولُ
وكم لك عندى من يدٍ وصنيعةٍ / يقصر شكري دونها ويَطولُ
ومن لفظةٍ تُسدى الىَّ ونظرةٍ / على لحظِها منَّا القَبولُ دَليلُ
اذا صحَّ لي من حسنِ رأَيكَ لمحةٌ / فليس لمقدورٍ عليَّ سبيلُ
تُرى الصبحُ من بعد الاحبةِ أَسودُ
تُرى الصبحُ من بعد الاحبةِ أَسودُ / أَم الليلُ كانوا انَّ ليلَكَ سَرْمَدُ
كأَنَّ نجومَ الليلِ بعدَ فراقهم / أَقامتْ على آثارهم تَتَردَّدُ
ودارٍ لهم لما نأوا بادَ حسنُها / تَمرُّ بها عينُ الصحيحِ فترمَدُ
عهدتُ بها معطى الهوى منية الهوى / وقوماً اذا لم ينجدِ الغيثُ انجدُوا
وذا هَيَفٍ من يابسِ الصَّخْرِ قلبُه / وان كانَ من لينٍ يُحلُّ ويعقَدُ
كلانا يظُن الحسنَ بعضَ عيوبهِ / ويُعطى النَّوى منه القيادَ ويكمَدُ
تودُّ ضلوعى بالابارقِ أَننى / تجلدتُ والمغرورُ من يتجلَّدُ
أَلا مَنْ لبرقٍ في جوانح ليلةٍ / كأَنَّ الدجى في حَملِهِ يَتَاوَّدُ
اذا قلتُ يبدو الصبحُ لي من خِلاله / محا ضوءَه جُنحٌ من الليل أَسوَدُ
أَقامَ رهيناً بالصباِح كأَنَّه / على الليلِ أَسيافٌ تُسَلُّ وتُغْمَدُ
الى كم أَردُ الحزمَ حرانَ ناهلاً / وأخذل فيه الليلَ والليلُ مُسْعِدُ
أصدِّدُ من صَرفِ الزمانِ عزائمى / بأَشياءَ لا يسطيعها المتهدِّدُ
لقد كادَ هذا الياس يألفُ همَّة / لها صَدِرٌ عند الهموم وموردُ
أُؤملُ أَمراً والمقاديرُ دونه / وأَرقبُ يوماً ليس يأتي به الغَدُ
وما انْ كفانى مثلُ أَبيضَ صارمٍ / أقلده مثل الذي أَتقلَّدُ
الى أَنْ أَردَّ الشرقَ يشرقُ نحرُه / بضربٍ يقوم الموتُ فيه ويقعُدُ
ونارِ حريقٍ في السماءِ منيفةٍ / كنار قرى في دارِ تغلِبَ توقَدُ
لسارى الدجى هدى وللضيف مطعم / وللخائف المرتاع أمن ومرقَدُ
وكيف أَخاف الحادثاتِ ودونها / قواعدُ رَضْوى ذى الهضابِ وصندَدُ
اذا كانَ سيف الدولة العضب ناصري / حملتُ صروفَ الدهرِ تُدِنى وتُبعِدُ
بعثتكَ لي يا ابنَ الوجيهِ موجهاً / عليكَ سقاةٌ من سُراكَ ومزودُ
تشقُ بى الظلماءَ طرفُك قائدى / وظهرك لي فيها الفِراشُ المَمَهَّدُ
ويوم تُرى فيه السُّها من ظَلامه / وتُفقدُ فيه الشمسُ من حيث توجَدُ
سَرى ليلَه خوفَ الردى من نَهاره / فردَّته خيلٌ بالسنابِكِ تُطَردُ
وخافَ بنوه من تَوردِ حوضهِ / فكادتْ عفاةُ الطير فيه تُوَرِّدُ
اذا لم تُنفذ للرماحِ وصيةً / فلا حكمٌ الاَّ الحُسامُ المُهَنَّدُ
وقالوا اجمعوا ريعانَها قد أُتيتم
وقالوا اجمعوا ريعانَها قد أُتيتم / فقلتُ لهم لا يَذعرنَّ رَتُوعُ
اذا هي تُمنعْ وهنَّ شتائتٌ / من الشكِّ لم تمنعْ وهنَّ جَميعُ
تَخَالَفَ حيَّا وائلٍ فَتَهدَّما
تَخَالَفَ حيَّا وائلٍ فَتَهدَّما / وكان لهم طول التالفِ بانيَا
ونحن أُناسٌ خيرنا في اجتماعنا / فزدْ بعضَنا من قُرب بعضٍ تَدانيَا
حللتُ بأَعلى شاهقٍ متمنعٍ
حللتُ بأَعلى شاهقٍ متمنعٍ / فلستُ أُبالى الدهرَ مَنْ حلَّ أَسفَلَه
وان الذي أَتعَبتُه بَعداوتي / كَعَودٍ على طولِ السُّرى ذَمَّ محمَلَه
ولا يستطيع العودُ حلَّ رحالِه / اذا لم يعاونْهُ على الحلِّ أَرقلُه
كأَنى على هامِ الرجالِ غَمامةٌ / تطُلُّ عليهم بالبروقِ مكلَلَه
تَحِيدُ الردينياتُ يومَ الوغى عنَّا
تَحِيدُ الردينياتُ يومَ الوغى عنَّا / كأَنَّ الردينياتِ لا تعرفُ الطَّعنَا
لعبنا بها لِعبَ الأجادلِ بالقَطا / نُوكّل بالاقصى وانْ أَمكن الأَدنىَ
وعُطلنَ حتى لو شَرِبنا دماءَنا / وصِرنَ الى الأرواحِ ما رَويتْ منَّا
طلبنا مقيلَ الضّغنِ حتى تناذرتْ / قلوبُ الأعادي أَنْ تُسر لنا الضِّغْنَا
وقَدَّمَنَا جَدٌّ تُهابُ شَذَاتُه / وصدْقٌ اذا ما أَخلفَ البارقُ الظنَّا
وصبرٌ على وقع السيوفِ مُدرَّبٌ / جديرٌ بأَن تَفنَى السيوفُ ولا يفنَى
وشتانَ ما بيني وبين مشمِّرٍ / يعد النّدى ربحاً ويعتدُّه غُبنَا
برأتُ ولكن لا يزالُ يعودني / خَيالٌ عليه العينُ لا تأمنُ الجَفنَا
يلُفُّ مع الظلماءِ عِطفى بِعِطفِهِ / كما لفَّ لذمُ الريحِ بالغُصُنِ الغُصْنَا
وأَعرضتُ حتى ما أُسائلُ راكباً / عن القارةِ الغيظاءِ هل سأَلتْ عنَّا
وما أَنا من روادِ فلجٍ وحائلٍ / ولا نجعُ الصَّمَانِ مِنّي ولا الدّهْنَا
سِوى أَنَّ علوي الرياحِ تشوقُني / ويطربني نوحُ الحَمَامِ اذا غَنَّى
وَرَمَّانٌ لولا أنْ يُقال بدا له / لقلتُ سَقى الرحمُ هضبتَه اليُمنَا
ولم أَعنِ رُمَّان الحبيبِ بمأرب / وما كل من يُسمَى بصاحبه يُعنَى
ويا نجدُ لو لاموا حبالكِ كلَّها / لما كان الاَّ من حبالكِ مستثنَى
تعرضَ دونَ الوِردِ وردٌ مصدرٌ / وأَوفى على مِيانِه اللحم الأَقنَا
فودعَ وصلَ الغانياتِ مشمرٌ / أَخو ثقةٍ داءُ الحروبِ له مَغْنَى
يشد على الرمحِ المثقفِ كعبه / ويضربُ حد السيفِ يحسِبه قِرنَا
فلّلهِ وخط الفجرِ في لُمة الدُّجى / ومسترقٌ يَنعَى السرورُ به الحُزنَا
الى طَفَلٍ ما غيرَ الليلُ لونَه / اِليَّ بَدا الاصباحُ أَصبحَ مغتنَى
وزائرةٍ تسري كأَنَّ نسيمها / نسيمُ الخُزامى في صَبا طرقتْ وَهْنَا
كأَن اِلهَ الناسِ صورَ خلقَه / وخيرها فاختارت البخلَ والحُسنَا
ومرتجزٌ بالرعدِ يقصِفُ هدرُهُ / اذا مرَّ بالاطلالِ مِنْ دَارِنا حَنَّا
أَصاب البوادي والحواضنَ صوبُه / وجنَّ به نبتُ البلادِ كما جُنَّا
وذو نَفَلٍ جَعدٍ يضاحك وهدَه / رُباه اذا ما يَومه لبس الدجنَا
ومرُّ المَهَارى بين رِفدٍ وضالةٍ / تراجمُ من أركان ناصفِ ركنَا
ومنهمرٌ يشأَى الطريدةَ وقعُه / اذا مَارَ في فنٍّ سلكتُ به فَنَّا
يَعَضُّ على النابينِ فأْس لجامهِ / ويقطَعُ من آرائِهِ الشَّطِنَ المُثْنَى
وقرعُ الحديدِ الفارسي بمثلهِ / اذا بعضُهُ للضربِ في بعضِهِ طَنَّا
وسافرةٌ تدعو الضيوفَ وموثرٌ / على نفسِهِ ما نِيلَ من زاده الاهنَا
طويتُ على الاقواءِ بَطني وانَّما / لكل امريءٍ من بُلغةِ العيشِ ما أَغنَى
ولم أمدح الفهريَّ حتى بلوتُه / فطبقَ لفظي من ضريبتهِ المعنَى
وعولتُ من نصرِ الغُطيفِ وباسلٍ / على الأُذُنِ الصماءِ والمقلةِ الوَسنَى
وهافَتْ لَبُوني بالبليخِ فخيلتْ / كما لقيتْ يومَ الغدير على دُرْنَا
فلا حَجَبَاتُ الكلبِ آل مُقلدٍ / سَقَوها ولا البُرصُ الفِقاح بنو اللخنَا
ولو أَنها السمرُ الطوالُ تغمرتْ / وما وَرَدَتْ لَبَاتُهُم تطلبُ الاذنَا
وما زلتُ في حدِّ الظهيرةِ واقفاً / أُمارسُ من أَخلاقها الشّيم الحُجْنَا
منعتُم جوار الماءِ أن يردِ اللهَا / ولا تمنعونَ القولَ أَنْ يَرِدَ الاذنَا
ولا تمنعونَ السائراتِ كأَنَّها / كتائبُ خيلٍ تَحمِل الاسلَ اللدْنَا
اذاً لكسوتُ العارَ أَعراضَ عامرٍ / صُراحاً ولهم ألحنْ لجهلهُم لَحنَا
أَرى أَملي يبغي الخلودَ وسائقي / الى الأمد المبلوغ يزبُنُني زَبنَا
أضعتُ الشبابَ الغَضَّ في طاعةِ النهى / ولم استَعِضْ الا المشيبَ به خِدنَا
وكم فُرصةٍ فاتَتْ وأَصبحَ ربُّها / يَعَضُّ عليها الكفَّ أَو يقرعُ السنَّا
وشَرُّ حياةِ المرء آخرُ ظمئهِ / وانْ نالَ أَسبابَ الغِنىَ وَرَعى الأَمنَا
سَقى رَصَدُ الاشراطِ ساكنَ حفرةٍ
سَقى رَصَدُ الاشراطِ ساكنَ حفرةٍ / بفارسَ مردودٍ عليها الرَّدائِدُ
ولا زال يُجدي قبرَه وهو معدِمٌ / كما كان يُجدي كفَّه وهو واحدُ
عليلٌ أَسَرَّ اليأسُ منه طبيبَه / وغيبَ عنه رهطُه والعوائدُ
خليليَّ ما بعدَ الغرامِ تجلدٌ / ولا بعد فيضِ الدمعِ للدمعِ ذائِدُ
أَقِلاَّ فانَّ العيشَ مالٌ وصحةٌ / اذا عُدِمَا لَمْ يحمَدِ العَيشَ حامِدُ
ولا تأمنا لُبسَ السَّقامِ أَمنتما / جريرتَه فالسقم للموتِ رَائِدُ
هما الطالبانِ المدركانِ كلاهما / غَزِيٌّ على قَبضِ النفوسِ مسانِدُ
أَلم تألما أَنَّ الديارَ تنكرتْ / وأوحشَ منها ربعُها والمَعَاهِدُ
وانَّ أَثافيها على الهجرِ والقِلى / سَلمنَ ولم يَسلم من الحيِّ ناشدُ
أَيادي سَبا طارتْ بهم غربةُ النوى / فهم بين آفاقِ البلادِ بَدَائِدُ
فقبرٌ بشيرازَ يهيلُ تُرابُهُ / وقبرٌ بجيٍّ فوقه التُربُ لابدُ
وبالرملِ من غربي دجلة ماجدٌ / أربَّ عليه الواكفُ المتعاهدُ
رأَيتُ أَبا الريانِ لم تحمِ نفسَه / من الدهرِ زَبُّوناتُهُ والمكائدُ
تَدَيَّرَ بالزوراءِ داراً مزارُها / قريبٌ ولكن نفعُها متباعدُ
فتى بليتْ أَوصالُه وعظامُه / وما بليتْ آثارُه والمحامدُ
مجاورَ حيِّ من لؤي بنِ غالبٍ / قبورهم للزائرينَ مساجدُ
رَبَا تُربها الزاكي ورشَّحَ نبتُه / ورنَّح منه غصنُه المتعائدُ
اذا أَقلعتْ خرساءُ واهية الكُلى / حَدَاهَا حَبيٌّ جلجلتْهُ الرواعدُ
ألا ليتَ شِعري ما يريدُ بنسله / وثروته هذا الدبا المُسَافِدُ
يَهَابُ الفتَى فقدانَ ما هو واجدٌ / ولو لم يجد ما هابَ ما هو فاقدُ
أَرى المرءَ فيما يبتغيه كأَنما / مداولةُ الأيامِ فيهِ مَبَاردُ
اذا ما قضى يوماً من الدهرِ حاجةً / طوى طرفاً من عمره وهو جَاهدُ
تعلةَ لاهٍ ما تعمَّدَ كونه / فَيُجزَى فساداً بالذي هو عامدُ
ويصطدِمُ الجمعانِ والنقع ثائرٌ / فيسلم مقدامٌ ويهلكُ حائدُ
ومن لم يمت بالسيفِ ماتَ بغيرهِ / تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحِدُ
وقتكَ الليالي يا ابن حمدٍ صروفها / ولا عادِ من مكروهها لكَ عائدُ
ولا قطرت من ماءِ جفنكَ قطرةٌ / على هالكٍ الا ولبّكَ شاهدُ
وكيفَ تُرى مستخذياً لمصيبةٍ / يعزيكَ فيها خاذلٌ أَو مساعدُ
وعن مثلها عزيتَ بالأمسِ صاحباً / فهل أَنتَ فيما قلتَ بالأمسِ زاهدُ
أَقيموا لها يا آل حمدٍ ظهوركُم / وان قيلَ انَّ العمَّ والخالَ والدُ
وصبراً على رَيبِ الزمانِ فانَما / لكم خُلقتْ أَهوالُه والشدائِدُ
أَنفت من الضيمِ الذي لو رئمتُه
أَنفت من الضيمِ الذي لو رئمتُه / لكنتُ ذُرى سَهْلان غَرَّتْ مناكِبُهْ
فأصبحتُ بعد العزِّ أَرضى بمنزلٍ / يُجانبني فيه الذي لا أجانبُهْ
أعاتبكم لا أَبتغي خجلاتكم / ومن ذا سِواكم في الأَنام أُعاتُبْه
يَزور مديحي عِرضَه وتزورني / قوارصُه مسمومةٌ ومعاتِبُهْ
بمن يستغيثُ العبدُ الاَّ بربهِ
بمن يستغيثُ العبدُ الاَّ بربهِ / ومن للفتى عندَ الشدائدِ والكربِ
ومَنْ مالكُ الدنيا ومالك أَهلها / ومن كاشف البلوى على البعد والقُربِ
ومن يدفعُ الغَمَّاءَ وقتَ نزولها / وهل ذاكَ الاَّ من فعالِكَ يا ربّي
ولما نَزلنا منزلاً طلَّه النَّدَى
ولما نَزلنا منزلاً طلَّه النَّدَى / أَنيقاً وبستاناً من النَّورِ حاليَا
أَجدَّ لنا طيبُ المكانِ وحسنه / منىً فتمنينا فكنتَ الأَمانيَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025