القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 66
خليليّ قوما بي لنشهد للربا
خليليّ قوما بي لنشهد للربا / بجانبَي البسفور مشهد اسرار
أجيلاً معي الأفكار فيها فإنها / مجال عقول للأنام وأفكار
خليليّ أن العيش في ماء شرشر / إذا الشمس تستعلي وفي ماء خنكار
سفوح جبال بعضها فوق بعضها / مكلّلة حافاتهنّ باشجار
يروق بجنبيها خرير مياهها / ويشجى بقطريَها ترنّم أطيار
ويجري النسيم الرطب فيها كأنه / تبختر بيضاء الترائب معطار
معاهد زرها قي الهواجر تلقها / موشحة فيها برقة أسحار
نزلنا بها والشمس من فوق أرسلت / على منحنى الوادي ذوائب أنوار
وقد ظلّ من بين الغصون شعاعها / يوقّع دينارً لنا جنب دينار
كأنّ التفاف الدوح بينها / جيوب من الأنوار زرًت بأزرار
تميل إذا هبّ النسيم غصونها / فتأتي بظلّ في الجوانب موّار
ترانا إذا ما الطير في الودح غرّدت / نميل بأسماع إليها وأبصار
رياض تنسّمنا بها الريح ضحوةً / فنمّت لنا من طيبهنّ بأسرار
يلوح بها ثغر الطبيعة باسماً / فيفترّ منها عن منابت أزهار
مشاهد في تلك الربا ومناظر / تجلت على أطرافها قدرة البارى
وقفت على البسفور والريح عاصف
وقفت على البسفور والريح عاصف / وللدَوح ظلّ دونه متقلّص
وفي البحر تجري موجة أثر موجةٍ / كجري طموح الخيل إذ يتوقّص
ويزبد أعلى الموج حتى كأنه / هضاب إلى أطرافها الثلج يخلص
كأن رياح الجوّ عند هبوبها / تغنّي وهذا الموج في البحر يرقص
كذا حادثات الدهر تمضي رواقصاً / بها العيش يصفو أو به يتنغّص
وفي كل يوم للزمان عجائب / بها الناس تغلوا أو بها الناس ترخص
وأعجب ما في الدهر أنّ هبانه / تزيد لمن فيه المروءة تنقص
وربّ أفيك جاء يمذق ودّه / ويظهر أخلاصاً وما هو مخلص
ولكنّه في وده الثعلب الذي / يروغ أو الكلب الذي يتبصبص
تعالَيت عن تبكيته إذ رأيته / جهولاً على علاّته يتعنفص
وفلت له لا تَدن مني فإنني / بغيض إليّ الكاذب المتخرّص
وإنك عارٍ من سوى العار فإبتعد / فإني بأثواب العلا متقّمص
حرصت على تكريم محضر صاحبي / وإني على ذا في المغيب لأحرص
وما غرّني ذو ظاهر متودّد / إذا كان فيه باطن متلصّص
ويا رب وجه لم يرُقني بياضه / فلمّا دنا مني إذا هو أبرص
فيا شعراء القوم كفّوا وغاكم / فشرح العلا في بعض شعري مُلخص
دعوا كشف مكنون الصدور لفطتني / فإني بذا من دونكم متخصص
ذكاء لو اجتزت الجدار بنوره / لشفّ لعينيّ الجدار المجصّص
ولست على الأعقاب في الرأي ناكصاً / إذا كان للمستضعف الرأي مَنكص
على أن لي في معرض الشك ربصةً / وربّ يقين ناله المتربّص
إذا أنا لم أنكر على الدهر جَوره / فلا وطئت بي موطىء العزّ أخمص
يدلّ على لؤم الغزالة أنها
يدلّ على لؤم الغزالة أنها / إذا طلعت هاج الذباب طلوعها
فكم راع نومي عند كل صبيحة / طنين ذبابات توالى وقوعها
لقد غاظني عند الشروق هياجها / كما سرّني عند الغروب هجوعها
إذا وقعت فوق الجبين أذبّها / فيزعجني نحو الجبين رجوعها
بواحدة منها يطول تضجّري / فكيف إذا أنهالت عليّ جموعها
تهاوى على الأقذار مولعةً بها / وما ضرّها لكن سواها ولوعها
تحوم علينا بالجراثيم فالردى / إذا هي حامت تلوها وتبيعها
فيزعجنا بالخاز باز طنينها / وتقذف أوساخاً علينا فروعها
بها شره نحو المقاذرقادها / وما قادها نحو المقاذر جوعها
وفيها على ضعف الجوارح جرأة / يزيد بها فوق الوجوه طلوعها
فما وجه حرّ بالبياض يخيفها / ولا وجه عبد بالسواد يروعها
كذاك رعاع الناس بادٍ عوارها / كثير أذاها مستمرّ قنوعها
سيوف لحاظ أم قسيّ حواجب
سيوف لحاظ أم قسيّ حواجب / تريش إلى قلبي سهام المعاطب
وربّ كعاب أقبلت في غلائل / وقد لاح لي منها حليّ الترائب
لها جيد ظبيٍ واعتدال وشيجة / وعين مهاة وائتلاق الكواكب
ولا عيب فيها غير أن أولي الهوى / ينادونها في الحسن بنت العجائب
نضت عن محيّاها النقاب عشيّةً / فأسفر صبح الحسن من كل جانب
ومذ نشرت سود الذوائب أولجت / نهار محيّاها يليل الذوائب
تناسب فيها الحسن حتى رأيتها / تفوق الدمى في حسن ذاك التناسب
مفتّرة الأجفان تدمي بلحظها / قلوب أسود مدميات الكتائب
فلم أنسها واللهّ يوم تعّرضت / لنا بين هاتيك الظباء السوارب
وما كنت أدري ما الصبابة قبلها / ولاهمت يوماً في الحسان الكواعب
فأصبحت فيها ذا غرام ولوعة / ووجد وتهيام وهمّ مواظب
وما الصبر إلاّ غائب غير حاضر / وما الشوق إلا حاضر غير غائب
إلى كم تصبّ الدمع عيني وتسكب
إلى كم تصبّ الدمع عيني وتسكب / وحتّام نار البين في القلب تلهب
أبيتولي وجد يشبّ ضرامه / ودمع له في عارضيّ تصّبب
وهل لمشوق خانه الصبر عنكم / سوى دمعه فهو الدواء المجرّب
ألا أن يوماً جرّد البين سيفه / علي به يوم شديج عصبصب
فيا ليت شعري هل أفوز برؤيتي / محيّاً له كل المحاسن تنسب
وعينيك لا أسلوك أو يصبح السها / وشمس الضحا في ضوئه تتحجّب
فإني كما شاء الهوى بك مغرم / وأنت كما شاء الجمال محّبب
أحنّ إلى رؤياكم كلما سرى / نسيم وأبكي كلما لاح كوكب
وأذكركم للشمس عند طلوعها / ويعزب عني الصبر أيّان تغرب
لقد بان صبري يوم بينك إذ قضى / به صرف دهر لم يزل يتقلّب
تبصّر خليلي في الزمان فهل ترى / صفا فيه من وقع الشوائب مشرب
ومن نظر الدنيا وجرّب أهلها / رأى الغدر من أشداقّها يتحلّب
أ يوسف ما إن أنت من فحل هجمةٍ
أ يوسف ما إن أنت من فحل هجمةٍ / ولكن من الشَول الطوالب للفحل
لئن كنت تنمى للعطاء فإنه / عطاء الذي تزكو الورى فيه بالبخل
وإن كنت قد كفّرتني بجهالة / فبالبهت كم كفرت من مسلم قلبي
وإنك في تكفيرك الناس كافر / تهاون بالله الذي جلّ مثل
رويدك قد كفرت يا وغد مؤمناً / وكذبت فيما تدعي سيّد الرسل
وأنت امرؤٌ لم تجهل العلم وحده / بل الجهل أيضاً بل وجهلك بالجهل
وأنت من الإسلام في كل حالة / بمنزلة الظلم الصريح من العدل
نطقت ببطل القول تهذي ممخرقّاً / ومثلك من يهذي وينطق بالبطل
ألست الذي أعطى اللئام كرامةً / وكشّر فيه الأصل عن أربع عصل
وكم قرطست فيك الرماة ووترّت / عليك القسيّ الملس يا جعبة النبل
فيا علج أقصر عن نهيقك أنه / أضلّ كاضلال الخوار من العجل
أنزّه عنك السيف في قتلك الذي / تحتّم لكن يا مخنّث بالنعل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025